كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــــزء 46 ..
-------------------
بدّل ملابسه بسرعة وكل ذرة للنوم طارت... اخذ الآيس كاب مع الشال والجكيت..
وطلع وهو يبحث عنها بعيونه مع ظلمة الفجر ..
مالها شوف ومع كذا تحرّك للجهة البعيدة اللي راحت معها.. ما كان فاهم سبب واضح يخليها تجيه بهالوقت وبذيك الطريقة الغريبة..رغم انها انكرت وجود سبب محدد ، مع كذا مو قادر يمررها ..،
دقيقتين ولمحهـا..استغرب من هيئتها يوم شافها شبه جالسه عالأرض عند شجرة ، وتناظر شي صغير بالأرض ..كانت تحاول تمسكه وهي متوتره ..
كان الجو هدوء ..اقترب منها بشويش وهي مو حاسه فيه .. وقال بصوته الواضح : وش تسوين؟؟
انتفضــت وهي تلتفت بخوف : يمــه ! ....روعتني !
تأملته بتوتّر من فوق لتحت ثم رجعت للي شاغلها ،.. رفع حاجب مستغرب.. واقترب أكثر يركّز عاللي بالأرض : وش قاعده تسوين؟؟
سحر بلعت ريقهــا وهي تناظر الكائن اللي ينتفض بالأرض : بغيت أوطااااه ..!!
لفت نظره إنها متوتره..وبعفوية انحنى جالس على اطراف أصابعه جنبها.. ركبة فوق وركبة عالأرض وبينهم فراغ بسيط يناظر : وشو؟... (دقق فيه ..له جناحين صغار توّه يريّش ) .. طير ؟
سحر اللي كانت تحاول تلمسه بالبداية..هالمرة تشجعت قربت يدها منه بتشيله من الأرض بس انتفض بجناحه الصغير وفزّت لورا بصرخة مكتومة..وطاحت على اسفل ظهرها ..
ضحك تركي لا إرادياً من شكلها المخترش : الله لا يلومه ما يثق فيك !
ناظرته بعصبية وتوتّر ..عدّلت من وضعيتها ورجعت تجلس على أطراف أصابعها مثله : ورّنا شطارتك طيب !
تركي نسى اللي جا عشانه : من وين جاي؟؟
سحر تناظر العش اللي فوق : أظنه طاح من فوق...مدري شلون طاحت عيني عليه كنت بفعصه بجزمتيييي !!!!
وحطت يدها على جبينها بحركة متوترة يوم تخيّلت الموقف اللي كان على وشك..
انتبه تركي لحركتها المنفعلة .. وبلا مبالاة : لو فعصتيه قضاء وقدر..
التفتت لـ عيونه بسرعة واستياء : ما تشوف وشلون هو صغير !!!
تركي : صغير بس وين أمه عنه ؟!
سحر رفعت عيونها لفوق : مدري.... (وطرى لها شي) : ....أقولك !
وناظرته مرة ثانية وتركي التفت باهتمام يسمعها..واكملت : سو لي هالخدمة ورجّعه فوق ..
رفع حواجبه بدهشة : أنا ؟؟؟
سحر بأمر : ايه إنت...إنت أطــول وتقدر توصل!
تركي بسخرية : ما أسوي هالنوع من الخدمات أنا ..
سحر : بتسويه... مافيه إلا إنت..ولّا يجلس لين يموت يعني؟؟
تركي : خليه يموت أو ينتظر أمه لين تجي..بتشوفه وتشيله..
سحر ما اقتنعت : مو ضابطه نخليه...والله ما حسيت بالقشعريرة اللي حسيت فيها يوم لقيته تحت رجولي..مدري شلون ما وطيته..
ضحك من جديد وهي وجهها منكمش : قلت لك لو قتلتيه قضاء وقدر..
ناظرته بحمق : تحكي جاد ؟؟
تركي : ايه جاد ..
تنهّدت ورجعت تناظر الطير اللي كان يصيح بخوف : اذا ما طلّعته فوق..أنا بطلّعه ترا..
تركي بلا اهتمام : برضو مو شغلي..
سحر بتحذير : ترا إن صار لي شي وطحت أو انكسرت يدي ولا رجلي....تراك المسؤول قدام أبوي !
تركي بضحكة ساخرة : تلوين يدي بورقة أبوك حلوة منك !
سحر : بكييفك ترا بتهور وأرقى...اذا طحت وصار لي بلاء تحمّل المسؤولية ..
تركي بلكاعة مفاجئة : اذا طحتي يديني هذي بتشيلك وتحميك ولا يهمك..
انفجر الدم بوجهها من كلمته المباغتة..ولا شعوريا..ضربته بقبضتها على صدره لين فقد توازنه البسيط وطاح جالس على ورا وهو يضحك : ..زفففففت..!
ضحك مو قادر يمسك نفسه ..قالها قاصد يبي يشوف ردة فعلها ..وما توقّع انها بتضربه ولا قدر يمسك نفسه من التسلية اللي يحس فيها بسببها..
وضحكه هذا زاد الطين بلة عندها .. مو عادةً يضحك على شي قالته أو ردة فعل منها ! ، غالباً تكون السخرية او اللا مبالاة هي جوابه ،
صدّت عنه وهي ترمش بسرعة : اجل ضف وجهك لغرفتك وأنا بتصرف لحالي ! كمّل نومك ليش لحقتني؟!
تركي بابتسامة عااابثة : أمزح يا آنسة !
سحر بجمود : ما أحب هالمزح ! وانتبه لكلامك لو سمحت !
تركي ابتسم من انفعالها الزايد... هالانفعال يرضيه بشكل أو بآخر ، ويعطيه مؤشر عن درجة التأثير اللي صار يملكه عليها.. ولسا قدامها الكثير معـه صعبة تنتهي منه دامه بدأ فيها ..
قال يهدّي اللعب : أمزح ، لأني توقعت كسرنا حاجز الرسميات بيننا؟
سحر ناظرته على جنب.. وسكتت... تحاول تهدى ما تبي تنفعل على شي تافه.. حاجز الرسميات اكتشفت انه هو اللي يكسره متى ما بغى...بـ يـوم يكون قريب..ويوم يبتعد أميال.. وهالشي مشوّش فكرها بشكل ما تفهمه ، بس اللي تعرفه إنه نوع من ألعابه اللي يمارسها عشان يوتّرها بالعمد !
أردف تركي بهدوءه اللا مبالي يوم شافها ساكته : تبيننا نرجع للرسميات ما عندي مشكلة ؟!
هو لو بغى حاجز الرسميات بيحطه من غير لا يشاورها .. ناظرته بسخرية مو قادره تحبس كلامها : كأنك ما تلعبها على كيفك يعني؟!
طالعها وهو حابس ابتسامة كان عارف وش تقصد.. السيطرة من البداية بيديه هـو حتى لو قاومته بغضب ، وحتى لو ما راق لها..
ومع كذا معجب إنها ملاحظه هالشي وفاهمته نوعاً ما .. ، وباستغباء : ألعب على كيفي؟...أفــا !..أنا ألعب !!؟
سحر استسخفت استغباءه : هاللي تسويه الحين هو الدليل انك تتلاعب على كيفك ! قسم بالله صرت أشك ان عندك انفصام شخصية !
ضحك غصب عنه وهو يرفع راسه فوق مو قادر يمسك نفسه : ههههههههههههههههههه .. (ناظرها وعيونه تلمع بتسلية ما غابت عنها ) : يا آنسة أنا معجب بذكاءك الغريب..
سحر باستهزاء : وش فيه ذكاءي الغريب ؟!
تركي : أبد !.. كنتي غبية ما احترامي الكبير لكن المواهب ما تفجّرت إلا من تالي..
ضااااااقت منه وقامت واقفه وهي تشدّ على قبضتها ما تبي تضربه : غبية بعينك يا متخلف !
ما تحرّك من مكانه ، يناظرها وهو جالس بابتسامة لعوبة : المتخلف هذا هو اللي فاهمك أكثر من نفسك ..
حمّر وجهها من الغضب والمشكلة تدري انه يستقصد : لا مــا انت فاهمني !
تركي : تنكرين يعني ان المتخلف هذا له دور بحياتك مو بسيط!
سحر ارتفع صدرها بغيييض : لا !.. إنت مو فاهمني..إنت مو فاهم إلا اللي أنـا فهمتك إيــاه..
تركي بابتسامة ثقة عجيبة : واللي فهمتيني إيـاه..بنظرك شي صغير ؟
سحر باحتقااان لأنه كان يقصد أزمتها النفسية وأسبابها : ايه ..بالنسبة لي الحين اعتبره ولا شي !
ضاقت عيونه بتقييم : امممم ! .. متأكدة إنك تجاوزتي هالأزمة ؟!
ضاق صدرها من سؤاله وباصرار كاذب نوعا ما : اييه تجاوزتها !!
تركي : ما أعتقد !
سكتت تحافظ على أعصابها عقب هالكلمة المتشبعة ثقــة منه !
وقالت بضيق : وش اللي يخليك متأكد كذا !؟
تركي ابتسم بجانبية مستفزة : سلوكك معي يقولي !
لقطت ابتسامته الاستفزازية : وليد انت ليش تحب تستفز..ليش دايما تبيني أعصب..
تركي اللي قرر يلعب هالموقف بروواق مو مهتم للتأثير اللي بيخلقه فيها : انتي اللي تجيبينه لنفسك ! هذا اولا ...وثانيا ..لا تنسين انك وافقتي تواجهين تقلّباتي وانفصام الشخصية اللي عندي على قولك .. هذا قرارك من البداية ..
سحر بحنق : ما عاد أبي أكمل ...خلاص وقّف اللعبــة !!!
تركي باستبداد : ماهو على كيفك ! ..اللعبة أنا اللي أحدد متى تنتهي..
سحر : ما عاد أحتاج دروسك.. شوفني صرت أحسن من أول..
تركي بأسلوبه التقييمي : أحسن من أول إيه لكن مو للحد الكافي اللي يرضيني..باقي اشياء فيك للحين يبيلها دروس..
اللي يرضيك ؟!!!
وش تحسب نفسك..؟! ،
المشكلة ما عاد صرت أعرف لعبك من جدك!!!!
انقهرت وثارت أعصابها بس مسكتهم... تبي تنتهي من هاللي دخّلت نفسها فيه...
ما عاد تبي تقرب منه صارت تخاف على قلبها ..تخاف على جروحها .. واستمرار دروسه ممكن يقلب الطاولة عليها ..تنعكس الآية وتهوي في هاوية جديدة.. وحصونها اللي بدت تبنيها حول نفسها مارح تسمح لأحد يهدّها... وأولهم هو !!
قالت : اكتفيت دروس...أبي تتعامل معي بشكل طبيعي ..!
تركي لفت نظره الكلمة اللي قالتها ...وعجبتــه : تبين أتعامل معك بشكل طبيعي ؟
سحر : ايه..بدون حركات غريبة ..
عض على طرف لسانه بشكل عابث : مارح أكون طبيعي أكثر من الحين..
سحر بتحذير من تلاعبه : وليد !
تركي بتسلية تربك : وشلون تبيني أتعامل معك بشكل طبيعي؟؟ عطيني مثال..انا مو فاهم وش الطريقة... عاجبني اسلوبي الحالي معك ..والأهم من كذا إني قلت لك من قبل..إنتي بالذات ما يمشي معك غير هالأسلوب!
سحر سكتت لحظات تحاول تلقى رد.. معصبة منه !
وتابع بذات النبرة المتسلية وفي باله يجاريها : علميني يا آنسة وشلون أتعامل معك؟
سحر بتوتر تحاول تقولها بشكل طبيعي : خلك عادي...خلك يعني..طبيعي...مثلا يعني..زي حالك مع صوفيا ..
رفع عيونه بسرعة وهو ساكت بعد هالكلمة.. وسحر ارتبكت شوي من نظراته بس حاولت توضح له وجهة النظر لا يفهم بشكل ثاني وكرهت انها طرت الموضوع ..
ابتسمت عيونه بنعومة وسحر دق قلبها لا شعورياً : الشقــرا ؟
سحر بهدوء كاذب : شوف شلون تتعامل معها.. طبيعي وأدب وذوق..وأنا العكس.. ما تخليني ساعة مرتاحة وانا معك..
بابتسامة ناعمة وملامح مسترخيه : تسمّين تعاملي معها طبيعي؟
سحر ناظرته وقلبها يطلع من طور الهدوء بسبب نبرته : اييه.. وش تسميه أجل..
تركي تنهّد بوضوح خلّاها تركّز معه : أنا وياها..وضعنا مختلف..سميه استثناء..
سحر بترقب وهي حاسه بقلبها : وليش؟
تركي بابتسامة جانبية : لأني مجرد مُعجب..
سحر طارت عيوونها...!!
يعني ملاحظاتها واحساسها صدقووا !
تركي تابع : الشقرا تختلف عنك طبْعاً وأسلوباً وعمراً... هي من عمري وقريبة لنفسي.. وتفهمني! ..عشان كذا أتعامل معها بالأسلوب اللي يريّحني... أما إنتي .. أتعامل معك بالاسلوب اللي يناسبـك..
رغم صدمتها واللي يقوله..
إلا إنها ضحكت بسخرية بدون ما تحس : حلوووو ! .. يعني حركة الوردة صارت اعجاب..مو لعبة من ألعابك اللي مالها معنى ..
ضاقت عيونه : أنا ما ألعب من دون معنى .. وبعدين؟..وش دراك عن الوردة؟!
حافظت على توازنها مارح تسمح له يهزّها والموضوع ما يعني لها شي : قالت لي عنها.. (باستسخاف الموضوع ) : أهنيك واضح الاعجاب متبادل !
ابتسم على جنب باستفزازية مقصودة هي ما فهمت مغزاها : عارف..وعشان كذا أنا مرتاح معها...بس إنتي ..مالك إلا وليد هذا..وطريقتي وحدة معك مارح أغيرها...لين أقرر نهاية اللعبة..
مالك إلا وليد هذا !
مين قال إني أبي وليد هذا !
مين قال إني أبيه كله أساساً ولّا بهتمّ له... !
للمرة المليون تتأكد إن أسلوبه الغريب اللي يفقدها تركيزها وذهنها ..ماهو إلا عشان يكمّل واجبه اللي اتخذه ناحيتها.. لعبته اللي الهدف منها مساعدتها عشان تتخطى الأزمـة الصعبة اللي تعيشها حاليا..
بس ما تدري ليش...ساعات تحس إن الموضوع يتجاوز هالغاية..ساعات تحس بتوتر عاارم يجتاحها بسببه وبسبب تصرفاته اللي ما تلقى لها تفسير بالغالب..
التزمت الصمت لثواني وهي تناظره.. وهو بالمثل يراقب تعابيرها بدقة ..
وقال بعد لحظة يعرّيها : لو ما تتوترين مع وليد كان صارت الأمور تمام ... وليد هذا طبعه من البداية.. وانتي سمحتي له يسوي اللي يبيه.. اعصابك صارت على نار ومعي انا بالذات..
سحر سكتت لوين يبي يوصل؟؟؟....يبي يفهمها إنه قادر يأثر عليها... قادر يأثر عليها وبأي طريقة وبالوقت اللي يبيه ؟! ، كانت تناظر بعيونــه اللي تبرق بثقـــة غريبة ..عيونه اللي تحس إنها تعرّيها ..تفضح دواخلها..ليش تحس انه كاشف كل شي تحسه وهالشي بيجننها... يرعبها... وأسلوبه معها ما يرحم !
قالت بتوضيح : أي انسان طبيعي بيرتفع ضغطه ويفقد اعصابه لو عاش معك يومين بس..
ضحك بنبرة غريبة وعيونه تزداد تسلية.. ومعها لمعة غريبـة : تبيني أرجع الجامد معك؟...برضو ما عندي مشكلة !
هدت وهي تناظره...يرجع الجامد؟؟؟..
المشكلة انه حتى ذاك الجامد كان يوتّرها أكثر...يثير أعصابها أكثر..
رفع حاجب وهو يتابع ملامحها المترددة : ها ؟... مو عاجبك الجامد أجل ؟!
سحر بعصبية زااايدة : صرت أفهمك ترا ها ..يعني خفف من حركات اللكاعة ذي.. ما عادت تأثر فيني مثل أول..
ابتسم غصب ابتسامة صغيرة من كلمة "صرت أفهمك"... وبنبرة غريبـــة انقلبت للهدوء اللي يخفي وراه معنى : لا ما تفهميني يا آنسة .. غلطانة..
سحر بهدوء متحدي : إلا أفهمك ..
تركي بتأكيد هااااااادي : أبداً ... مو فاهمه شي..
سحر بحاجب مرفوع : وش اللي مو فاهمته..طبعك معي وعرفته.. انفصام شخصية ..
تركي وعيونه تمر عليها من فوق لتحت ونبرته تهدأ تماماً : مهما قلتي.. مو فاهمه شي.. يا آنسة.. فـ ارضي بوليد مثل ماهو..لصالحك!
كانت نظرته هالمرة مختلفة.. أجبرتها تهدى وتنهي الجدال وتبعد عيونها عنه للطير اللي لازال يرفرف بالأرض بدون أمل..
نزلت عنده وهي تلتزم الصمت ..اكتشفت ان الحكي معه اذا زاد متعب نفسيا..ويرهق معنويا خصوصا إذا صار الطرف المسيطر وهي تحاول تجاريه بأسلوبه... تفقد القدرة وتضطر تنسحب حفاظاً على ذهنها لا يتشوش !
انتبه تركي لصمتها اللي سيطر عليها... ومحاولتها تشيل الطير الصغير بحذر..
عرف شقد هي تأثرت بكلامه والضياع وصل لها ..ابتسم بهدوء وهو يراقبها... رغم إنها تكسر خاطره مرات ..إلا إنه يلقى نفسه يخوض اللعبة اللي حددها لنفسه بكل قوة وبدون تريّث وتمهّل..
ضياعها مع وليد ماهو إلا بداية.. هالضياع بيزداد يا سحر وعساك تتحملينه !
كانت دقايق صمت عميقة ما بينهم ..هي مشغولة بالطير ...وهو بمراقبتها..
وصل صوتها الناعم لـسمعه : وليد !
انتبه لاسمـه .. وبهدوء : ايوه؟
تنهّدت من قلبها بعفوية كشفت له حالها التعبان : أتكلم جد !
ضاقت عيونه عليها باستماع ..، ورفعت عيونها له برجاء : ما أبي أكمل هاللعبة..
بعيونها رجاء صااادق... خلاه يسكت وهو يتأمل بعيونها بإنصات... وكررت : خلاص..ما أبي..
تركي هدأ صوته معها.. وبجدية أنهت الموضوع ورفض طلبها : هالرجاء ضعف على فكرة!
رفعت عيونها له بزعل على هالكلمة ومافيها تترجاه أكثر.. ما علّقت وتنهدت..استسلمت للأمر الواقع ،
تركي قام واقف ..وتقدم لها فاتح كفوفه : عطيني اياه..
سحر مدت له يدها بالكائن اللي فيه... وقف أمامها وهو يشيله من يدها بينما عيونها تمرّ على ملامحه بضيق واستياء..لو يفهم بس ان اللعبة صارت تتعبها وتمتص طاقتها..يمكن يحنّ عليها ،
أخذ الطير منها بحذر وهو حاس بنظراتها .. رفع عيونه بهدوء والتقت بعيونها الزعلانة...ابتسم بنعومة غريبة هزّت أوصالها : بعطيك راحة لليوم... غير كذا ما عندي..
ناظرته باهتمام : .....؟
تركي : ما تعوّدت أبدأ شي وأوقفه بنص الطريق...طبعي اذا بديت شي لازم أنهيه..ولازم تعرفين هذي القاعدة...بديتي معي لازم تنتهي معي..
سحر تضااااايقت : ما أبي أكمل كممممل لحالك ..
تجاهل كلمتها..وتوجّه للشجرة عشان يرجع الطير الصغير مكانه...وقفت تراقبه..دقيقة وقفز للأرض وهو ينفض يديه : وهذاني رجعته ..رضيتي الحين..؟
ما ردّت عليه ..صدت ما تبي تحكي معه يحسبها تمزح يوم تقول ما عاد تبي تكمل!..
هي جد ما تبي تكمل ..وشكلها بتجبره يوقف هاللعبة إذا مو برضاه غصب عنه..
توجهت للفيلا ..وهو مشى وراها والشمس قد أشرقت..
شافوا صوفيا صاحية وترتب الطاولة الخااارجية.. ابتسمت يوم شافتهم : صباااح الخير..
توجهت سحر لها بسرعة وتركي رد التحية : صباح النور..
صوفيا : رائع مستيقظان باكراً.. تودان الإفطار الآن..
سحر وهي ترمي نظرة على تركي : سأذهب للداخل ناديني عندما يكون جاهز ..
تركي ابتسم : وأنا سأذهب لأبدل ملابسي وأستعد..
صوفيا : خذا وقتكما ..
::
كان عمر واقف على باب البلكون يتأمل الحديقة وسور البيت بهدوء وصمت .. غفى له ساعة تقريباً عالصوفا وهو يفكّر بوضعه الحالي والخطوة الجاية اللي لابد ياخذها .. وعقبها صحى وهذا هو واقف ماخذته التأملات والأفكار ..
التفت يوم حس بحركة من خلفه ناحية السرير وكانت شادن تتقلب..توقعها نايمة بس كانت ببدايات صحوة ..عيونها الناعسة مفتوحة وتناظره وهي منبطحة بنعااااس..وصمت.. بنظرات غاايبه عن التركيز ولكنها ما فارقته..
ابتسم على شكلها وكأنها مو واعيه على شي من التعب... واستدار بهدوء وعيونه بعيونها تبادلها النظرات...طال الوضع .... وقال يخترق الصمت : شادن ؟
تحرّكت شادن مع ابتسامته اللي وعّتها وقامت جالسه..... استجمعت تركيزها ... وبتساؤل خافت : كم الساااعة ؟؟
عمر بهدوء : 11..!
قامت واقفه ناويه تروح تغسل عقب نومة لذيذة..انتبهت ان جوالها بيده ..ووقفت مكانها..
شادن ببحة : أحد اتصل علي؟؟
ناظر بجوالها اللي ما فارق يده ..ثم ناظرها ونبرته تستكين ويغلفها جدية : فيه !
شادن انتبهت لجديته اللي تعرفها زين اذا سكنت عيونه : مين ؟؟
عمر تقدم لها بهدوء : بسألك بعد شوي بس صحصحي..
حست بجدية الموضوع اللي يبي يقوله...تذكرت انه قال لها قبل لا تغفى إن فيه مواضيع وأشياء يبي يتكلم فيها معها... حتى هي.. عندها الكثير تسأله وتتكلم معه فيه.. لكن مجرد التفكير بهالنقطة يوتّرها بعنف.. هي تدري انها وصلت معه لمرحلة اللا تراجع .. ،
راحت للحمام تغسل بالموية الباردة وتستعيد تركيزها.. وعقب خمس دقايق طلعت وهي مضبطه حالها..مرتبه شعرها وشكلها.. وصارت أكثر هدووء وتركيز خارجياً أما داخلياً فكان شي من أحاسيس التوتر مسيطره عليها..
كان عمر واقف عالبلكون نفس وضعه... وهالمرة يناظر بجوالها وكأنه يقرى شي..
اقتربت منه : فيه شي عمر؟؟
التفت عمر وبدون مقدمات يبي السالفة على بلاطة : ...راهي ؟
وقفت وتغيّر وجهها من طاريه.. ومجرد نطق اسمه..جلب ذكرى الليلة الفايتة ..
تماااسكت رغم إنها ارتعشت بوضوح والتقط حالها بدقة نظراته..
عمر بهدوء وعيونه بعيونها : وش اللي صار أمس شادن ومخليك مو طبيعية من الخوف؟
تغيّر لون وجهها بشكل ملحوظ ما خفى عليه.. وأكمل يعطيها صورة انه منتبه على شي عشان ما تهرب عن الجواب : شادن وش اللي صار أمس مع الكلب هذا ؟
توترت بعنف شديد ما كانت مستعدة له.. وشلون عرف؟.. وشلون ما كانت متوقعه أول كلامه بيكون سؤال مثله !! .. تراجعت وجلست على الصوفا وهي تلم يديها لحضنها وشعور المرارة حق أمس هاجمها ألحين بنفس القوة ..
تقدم عمر لها وهو يشوفها متوتره وصوته جدي لآخر حد رغم هدوءه وشادن ما تقدر تجابه هالنبرة منه : تكلمي.. انا ما أسألك وش سويتي ..أنا أسألك هو وش هبب ؟؟
شادن غمضت عيونها ما تبي تثير مشكلة انتهت بالنسبة لها : عُمر !
جلس عالطاولة قبالها وانحنى بجسمه قدامها وهدوء صوته يلين : تكلمي... يهمني أعرف الموضوع !
شادن ما عرفت أي حكي تقوله... هي جربت ردة فعل عمر مرتين من ناحية ذاك الشخص اللي اسمه راهي ..وكلها كانت عنيفة..والمرة الأخيرة أعنف وأقسى وهي الشرارة لترك عمر لها وانقلابه المريع.. وما تبي ذيك الشخصية ترجع من جديد..
عمر بوضوح : مرسل لك رسالة..ومتصل وانتي غافية.. عندك خبر شلون جاب رقمك ؟؟
فتحت عيونها بسرعة وناظرته بخوف : ما أدري...
عمر وعيونه بعيونها الخايفة : كيف ما تدرين؟
شادن وعيونها تفيض دمع ببطء ما تبي هالنوع من المواقف معه ما تتحملها : تتوقع اني سويتها ؟..تظن كذا يا عُمر؟؟
ودنقت تخفي دموعها ولوعتها من الموقف الصعب ...تنهّد وهو يمد يده لخدها بنعومة يطمّنها : ما شكّيت فيك لحظة وانتي عارفه هالشي.. أبي اعرف وش سوى بالضبط نفضة الخوف اللي فيك امس ما غابت عن بالي ..
شادن : ما اعرف عمر..ما اعرف هو له فترة يحاول يتقرب..
عمر بجدية من الكلمة : كيف يتقرب؟؟ سؤالي واضح...وش صار لك أمس في بيتــه ؟!!!
رفعت راسها بمراارة... ولسانها ثِقـــل... عمر ضاقت عيونه وهو يشوف ملامحها : يوم اختفيتي أمس... كنتي معه؟؟
تغيّرت ملامحها كلياً وبدت تبكي قدامه بدون شعور : والله مو قصدي.. مو قصدي لا تفهمني غلط مثل آخر مرة .. اللي صار غصب عني ..
ضاقت عيونه يوم فهم من بكاءها المرتجف إن ظنه صااب ..وهالمرة نزل من الطاولة وجلس على اطراف اصابعه وصار اقصر منها ويقدر يشوف وجهها : اهدي ولا تخافين .. بس قولي لي ... سوى لك شي ما يرضيك؟
قلبهااا ثقل الجبال : ما..سوى شي... بس... أحسه..يلحقني.. دايم يبي يتكلم معي..
عمر وعيونه تضيق يتابع بجدية : : وش سوى وخوّفك بهالشكل!؟؟
شادن بمرااارة قررت تقوله وتنتهي من هالحمل الثقيل... مسألة إنها تخبي عليه شي مو وراد..وهو بكل الأحوال مارح يتركها بهالسهولة وينسى الموضوع ..
وبعد ثلث ساعة..
كانت جالسه بالصوفا عقب ما هدت لأن النقاش قبل شوي تخللته دموع وارتعاشات لا ارادية... حكت له اللي صار في بيته.. كل الموقف وكل الكلام اللي قاله.. ما عرفت وش بتكون ردة فعله وهي تكشف أفعال ذاك المتجاوزه لكل الحدود ...استعدت لأسوأ ردود الفعل لكنـه كان يسمع بصمت مهيب وعيونه الحااادة تتابعها بهدوء ظاهري... توقعت إنه بيغضب وينفجر ..بس ولا شي من هذا صار.. وهالحالة ما تقدر تتنبأ وش وراها ..لأن الهدوء الظاهري أحياناً يخفي وراه ردة فعل ثانية ..وخصوصا بالنسبة لـشخص مثل عمر.. عارفتـه زين ،
رفعت راسها وهو واقف عند باب البلكون المفتوح : عمر ؟
التفت عليها بصمت.. وخافت عليه من هالسكوت..
بهدوء مرتبك : وش بتسوي ؟؟
ابتسم ابتسامة غريبة : متوقعة اني بسوي شي ؟؟
شادن بقلق لأن الابتسامة مو عالفاضي : لا تسوي شي ... مابي مشاكلك تكثر..
رفع حاجب ونظرته تضيق : عارفه طبعي إنتي... تتوقعين بقدر أمسك نفسي عنه ؟
قامت واقفه وأعصابها متوترة..مو من راهي كثر ماهي الظروف اللي هو فيها ..لازم تقوله : عمر فيه اللي أهم مني ومن ذاك... انت ما تدري ..أبــوي....!
عقد حواجبه بانتباه.. وتقدم منها : ابوك شفيه ؟؟؟
شادن ناظرته للحظة وهي تحاول ترتب الكلام ..ما تدري هو داري.. او ما يدري وبينصدم..!
قرب منها كثير وصار قدامها : شفيه شادن؟؟
رفعت راسها : ابوي زعلان منك... وش بتقوله؟؟
استرخت كتوفه ، وبهدوء : زعلان ليش؟... لأني تركتك؟
نزلت دموعها : أبي يدري باللي انت فيه..اخواني يدرون..
التفت من جديد والجدية زادت بعيونه... التزم الصمت وهي يشوفها تطالعه بأسى وضياع وكأنها مو عارفه وش المفروض يسوي ... ليش ما استغرب !.. بكلا الحالات هو عارف إنه بيوصلهم خبر وبظل التطورات الأخيرة اللي صارت له.... ما استبعد أبداً يوصلهم خبر ..!
ابتسم يهدّيها ويمحي خوفها : بسيطة ، مو ناوي أشوفه ! ، ولا أبيه يدري إني جيت هنا..
ناظرته بصدمة : وشلون؟..وش بتسوي ؟!
تسند على اطار البلكون بكتفه وعيونه لبرا : لازم آخذ قرار حاسم يا شادن..إنتي ما تدرين بالحياة اللي كنت فيها...فيه ناس لازم آخذ حقي منهم.. ومارح أقدر أماطل لأني عارف اني مطلوب أمنياً..
هالكلااام ثقيل عالقلب .. صعب تسمعه وصعب تكرره على نفسها... تخدرت رجولها لأنها هي نفسها مدركه إن مافيه إلا حل واحد.. انحنت تبي تجلس عالأرض تحافظ على قوتها..
التفت لقاها جالسه بجمود وتناظر بالفراغ : شادن !
شادن بصوت مخنوووق وبطيء : عارفه وش بتقول... لازم...تسلّم ..نفسك..!
لف وجهه عنها لبرا مرة ثانية : حلو انك فاهمتني.. شادن أنا مو فخور بحالي وأدري ان الأربع سنوات الماضية كانت مثل الحياة بوحل..خطوة صعبة يا شادن صحيح لكنها تظل الحل قدامي....وأدري إنك بتطلبينها بنفسك..
قلبها يووجعها..كلامه صحيح...لو بقى هالحل مارح تتهاون إنها تفرضه عليه أو تقنعه فيه..
عمر أكمل : شادن أنا مو خالي الحياة ..لازم تعرفين إن اللي مثلي له أعداء يحفرون الأرض عشان يلقونه..
مسحت خدها بخشونه تنزع الدموع.. ورفعت راسها بخوف : أعداء؟؟
عمر بهدوء : قلت لك صارت بحياتي كثير أشياء.. مارح تفهمينها من كلمتين..
شادن ببكاء : عمر... لازم تشوف أبوي.. لازم تكلمه..كذا أنا مو مرتاحه... عمر صرت أخاف من أبوي.. أبوي حكى عن الانفصال مرة وأنا كل ما شفته تموت أعصابي وتذوب.. مابيه يكرهك يا عمر.. مابيه وانت ما تبي تشوفه !!
التفت عليها يوم أجهشت بألم والضياع واضح على كل لمحة فيها ... تقدم منها ونزل لها ..وأردف وهو يسحب يدها عن وجهها بهدوء : ناظريني ... (رفعت عيونها المحمرة) .. ركزي بعيوني .. مين اللي يقدر يفصلني عنك؟
شادن وشفاتها تنتفض : أنا ما عدت عارفه وش بيصير.. عمر... مابيك تطلع من هنا من دون لا تتكلم معه..أبيك تطيب خاطره..
ابتسم بنعومة : أطيب خاطره؟؟.. شادن ما ينفع اعتذاري بالكلام.. خليني أسوي شي يشرف بيني وبين نفسي أول..
شادن : طيب...ع..عالأقل... كلم واحد من اخواني...عمر ما يصير تواجه كل هذا لحالك..
وقامت واااقفه قبل يرفض : بندر موجود...بروح أنااااديه...
عمر مد يده بيوقفها : لحظة شادن...
ما سمعت كلامه طلعت من الغرفة بسرعة... جلس ينتظرها وما قدر يمنعها.. شوفة بندر أكيد بتكون أهون بكثير من شوفة أبوها..!
اتجهت شادن ناحية غرفة بندر .. استغلت هدوء البيت ..أبوها اكيد طالع وأمها نايمة نومة الضحى ومشاعل بالمعهد ..دامه مصر يواجه المشكلة لحاله لازم أحد معه..دامه ما يبي أبوها يدري...لازم أحد من اخوانها يتكلم معه..يمكن يلقون حل ..!
وصلت غرفة بندر..ودقت عليه الباب وما حصلت جواب.. دقت مرة ثانية بقووة وأعصابها متوترة ..عقب لحظات فتح بندر الباب وهو يحك راسه بنعااس وضيق : ووجع !... شادن وش هالطق !
بلعت ريقها وبهدوء : تعال أبيك..فيه شي مهم ..
فتح عيونه بالقوة وهو يشوف وضعها : وشفيك؟؟.
شادن بتوتر : عمر يبي يكلمك !
فتح عيونه بصدمة كاسحة ..وبجدية : كلمك ؟؟
شادن توازن الكلمات : لا...عمر...رجع البيت !
فزّ ناحيتها بقوة مصدوم.. وبقلق : متى ؟؟؟.. أبوي درى؟...فيه شي صااار؟؟
شادن : لا.. بس تعال غرفتي بسرعة..مابي ابوي يدري بندر لين ما تتكلم معه..
حس بندر بالضياع والصدمة ...وبدون ما يسأل متى ؟..وكيف؟... تحرّك معها وهو كل همه يشوفه..ويشوف حاله..
فتحت شادن الباب..وبندر دخل عقبها عيونها تبحث عن اخوه وخوي عمره .. لقاه جالس عالصوفا ومدنق لجواله اللي بيده... رفع عمر راسه ..وبعفوية ابتسم : هلا...
وقف بندر لحظات يتأمل فيه ويكحل عيونه فيه.. ويوم تأكد إنه هو.. ضغط على اسنانه بقهر مخلووط بشوق : يالـ ...........!
::
في معهــد مشاعل ..
طلعت مشاعل من الكلاس ورنا جنبها : كيف الاختبار ؟
مشاعل مدت فمها : حليوو..
رنا : مع ان الاختبار كان سهل بس كل ما ارمي عيني عليك ألقاك طااقه هواااجيييس..عسى ما عكيتي !
ابتسمت مشاعل بكسل لأنها كانت شاردة بالأيام الجاية : تراقبيني وتاركه اختبارك؟؟
ضحكت رنا : ههههههه ..لا بس جالسه اراجع وشفتك بعالم آخر..
مشاعل تحركت لوحدة من المكاتب : لا تشغلين بالك..عديت الاختبار بسلام..
رنا بتساؤل : وين بتروحين.. خلينا نطلع خلاص الدوام..
مشاعل : نسيتي اللي قلته لك الصبح... بروح أعبي أوراق التدريب ..
رنا تذكرت ..وفزت بحمااس : صحيح !! ..شلون نسيت !!
مشاعل : هذا وإنتي مالك سالفة اليومين الاخيرة إلا هو ..
رنا : ما نسيت بس سهيت عنه مع الاختبار .. (تنهدت ) ..وأخيراً وصلنا للمرحلة المهمة من كل هالدراسة ..بقولك ششي ..
مشاعل بملل : هاااا...؟
رنا ضحكت : وش هالملل المفروض تشحنين طاقاتك للأيام الجاية ...التدريب مرحلة غير اللي درستيها هذي وما تشبه لها.. بتتعبين فيها تعععب لازم تكونين مستعدة.. بتعيشين أجواء غير وبتطبقين اللي درستيه بيديك وبعيونك ومع ناس مختلفة..بالله مو حماااااااس !
التفتت مشاعل وعيونها تلممع.. هي متحمسه...بس حماسها مخلوط بشي ثاااني ..مع اقتراب الأيام توتر وتوجّس مسيطر عليها ما تقدر تمنعه رغم رغبتها المجنونة بالوصول ...فاهمه كلام رنا وتستشعره.. مقبله على بيئة ثانية بيئة غريبة عنها ..بيئة تحاول تستعد لها ذهنياً ومعنوياً ..بس كل ما قربت ساعة الصفر إلا ما تحس بأمعائها تنعصر من التوتر..
ومع كذا تجي رنا ..وتشحنها ايجابياً بكلامها وحماسها اللي تعبّر عن بعفوووية ... وجودها طول الفترة السابقة قريبة...كان مفييد... وألغى مخااوف كثير كانت توترها..
رنا بضحكة : وشفيك تطالعيني وش تهوجسين به؟؟
مشاعل تنهدت من قلللب : للمرة العشرين أقولك ..أنتي ربي مرسلك لي عشان أتجاوز هذي المرحلة الصعبة بدون خوف..
ضحكت رنا : حبيبتي وقلت لك يفرحني إني أثرت عليك ..عشان ما تنسيني مع الأيام وتذكرين ان لي بصمة بحياتك..
مشاعل بدفاشة شدت شعرها برفق : عاد لا تغترين لا أسحب كلامي ألحين..
رنا : ههههههههههههههه...طيب يلله خلينا ندخل ناخذ الابليكيشن ونكتبه... حددتي مكان تدريبك؟
مشاعل وهي تدق الباب : ايه قلت لهم الاسبوع الفايت عن المكان..وما عارضوا.. بس بما إنه مكان أهلي فالمطلوب اجيب الموافقة بنفسي..
رنا : جبتي الموافقة ؟؟؟
ابتسمت مشاعل بمكر وعبببث: نسيتي كلامي مع د. نايف؟ بالمؤتمر ..
فزت رنا بحماس : اييه صح كيف نسيت... هههههههههههه يا الله !! كل شي مضبط عجيبة إنتي..
دخلت مشاعل بضحكة : اذا تبين تجين معي ما عندي ماااانع...
رنا دخلت وراها : لا أنا قلت لك بروح مستشفى قريب من بيتنا ..عشان أضمن الوظيفة عقب التدريب..
مشاعل : لاعبتهاااا صح..
رنا : هههههههههههه .. منك شوي..
وصلت للمكتب وتكلمت مع الموظفة عن موضوع التدريب اللي سبق وأعلنوا عنه وإلزامي لكل الطلاب...وأخذت الورقة على أساس تكتب البيانات وتسلّمها بكرة حتى يتواصلون مع المستشفى المعني..
طلعت مشاعل وهي تناظر الورقة بابتسااامة شاردة .. هبّت رنا بوجهها : كفاية أحلام خلينا نطلع..
مشاعل : افففف...يا حبك لتخريب جوي الرايق..
رنا : جو رايق؟.. هههههههههه .. استعدي يا حلوة لا تحسبين موضوع التدريب لعبـة.. لا تفكرين إنها كذا ولا قسم بالله تنطردين من أول يووم ..
ابتسم مشاعل بعبث : إلا والله بالنسبة لي لعبة ..وبعيشها بالطول والعرض..مارح أفوّت فيها ولا ثانية ..
رنا : المستشفى اللي انتي اخترتيه معروف بقوته وانضباطيته.. مافي مجال للغلط حطي هالشي ببالك وانتي من شخصيتك احس انك بتبيعينها مرات ..
عضت مشاعل على طرف لسانها ورغبة التحدي تفور بدمها : لا تخافين علي...
رنا بزيادة حرص : تذكرين الخطاب اللي سمعناه من ولد عمك والدكتور المالك للمستشفى يوم المؤتمر!؟...شفتي وش قالوا .. لازم تثبتين نفسك بجدارة وبلاش لعب اذا كنتي تبين الوظيفة هناك..
مشاعل بنظرة جانبية : لو ابي ألعب بعرف شلون ألعب..وبعدين قلت لك من قبل (ضحكت بعبث) .. أنا عندي واسطة وواسطة قوية هناك وبستخدمها ... والله لألعب بحسبته !
رنا طارت عيونها من نبرة الوعيد الغير مريحة : وش بتسوين؟؟
مشاعل تحركت بغرور : أبد.. بستغل نجاحه الباهر هالمغرور عشان أبرز للأضواء... مصيبته الحالية اسمه مثل اسمي وهالشي لحاله بيرفع أسهمي !
رنا بتساؤل : من يوم المؤتمر وانا حاسه ان فيه شي مو طبيعي بينك وبينه...ليش تصرفتي بذاك الشكل وما كنتي تبينه يعرفك..والحين تبين تروحين هناك والظاهر لك هدف ثاني المسألة مو مسألة دراسة وتدريب..
ضحكت بمتعة وهي تنطلق للباب ناوية تطلع : ما يحتاج تفهمين.. المهم اني انجح بامتياز ..وصولي لهناك بحد ذاته نجاح واثبات لنفسي وقدراتي ..
طلعت ناويه السيارة .. ولحقتها رنا : ممكن توصليني على طريقك ؟
مشاعل : أكيد..يلله هذي السيارة ..
وصّلت رنا على طريقها..وتوجّهت للبيت..وطول المشوار وعيونها بالورقة اللي بيدها..ما قدرت تدسّها بالشنطة ظلت ماسكتها تملا عينها فيها ..هالورقة مفتاح دخولها لذاك المكان ..ومافي شي يمنعها حالياً تخلّصت من كل العراقيل وأهمها موافقة الدكتور الكبير صاحب الشان ..
وهي بالطريق جاها اتصال على جوالها .. كانت البيت : هلا ..
صوت امها : هلا مشاعل...وينك فيه؟؟
مشاعل : بالطريق راجعه...تبين شي؟
أمها : ايه ..مرّي عالسوبر ماركت جيبي معك شوية أغراض ناقصه للغداء..خالد ولد عمك بيجي عندنا و بيتغدا هنا حسب كلام أبوك ..!!
رفعت حواجبها بمفاجأة..ثم عقدت حواجبها وهي تسمع !! .. استنكرت جيّته ..لأنه مو طبع خالد ..ما يسويها إلا نادر النوادر وما تبالغ اذا قالت إن هذي أول مرة حسب ذاكرتها اللي تمتد للسنوات القليلة الماضية..
قالت : وليش بيتغدا عندنا ؟
أمها : ابوك اتصل عليه قبل ساعة ...كان حاس بشوية تعب من يوم صحى ، ودق عليه يجي يشوفه بدال ما يروح المستشفى ويفحص .. عشان كذا بيجي يتطمّن عليه..
هزّت راسها بتفهم : أهااا .. يعني المسألة مو مسألة زيارة عائلية يتفضل علينا فيها..
أمها باستغراب : بيجي عشان أبوك اتصل عليه.. وابوك قالي انه بيخليه يتغدا مرة وحدة ..وأبيك تمرّين السوبر ماركت ، هي كم غرض مو كثيرة بتقدرين عليها..
تنهّدت باستسلام : طيب اوكي ارسليها لي برسالة وأنا بجيبها ألحين..
::
|