كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــــزء 45 ..
(2)
--------------
صبــاح جديد.. قاربت الساعة 8 ونص والبرد شديد عقب مطر الليلة الفايتة ..
أوقف محمد سيارته بمواقف شركة أبـو راهي المعروفة والفخمــة..
نزل وهو لابس ثوب أسود بأناقة .. استعدّ لأسوأ الاحتمالات بسبب نبرته اللي مانساها من أمس...حط احتمالات خاصة بالشغل.. وحط بعد احتمالات بخصوص زواجه.. علاقته في بنتـه...بس كل هالاحتمالات كانت ولا شي بالنسبة للي بيسمعه..وبيشوفه !!
طلع الدرجات الرخامية اللي تلمع من نظافة وفخااامة راقية.. ناحية المبنى الضخم والفاخر واللي تجاوز الـعشرين دور ..
دخل وهو يتذكر المرتين اللي جا فيها لهنا كانت ببدايات علاقتهم المهنية بأبو راهي قبل ما تتغيّر حياته كليّا..
طلع فوق للدور العشرين وهو يستعد للدخول ..كان أنيق كعادته.. له شخصية وحضور ما يخفّ وهجه بعالم الشغل..
ابتسم للسكرتير اللي وقف يوم شافه : السلام عليكم..
حياه السكرتير بحفاوة : وعليكم السلاااام..هلا أستاذ محمد..منوّر..
محمد وهو يسفع شماغه بحركة سريعة وأنيقة : عندي موعد مع أبو راهي.. أقدر أدخل عليه؟
السكرتير : طبعاً هو عطاني خبر انك بتجي.. يبيك تدخل عليه على طول.. تفضل..
تحرّك محمد للباب ودقّه بهدوء.. سمع صوت أبو راهي يسمح له بالدخول..وتهيّأ له إنه سمع معه صوت ثاني..
فتح الباب وهو يرسم ابتسامة رسميـة ..دخل... واختفت الابتسامة وتحوّلت لاستغراب !
كــان...عمه ...
أبـو خالد..موجود هناك !
أبو راهي بصوت جهوري ونبرة آمرة : ادخل يا محمد ..
تقدم محمد وهو يغلق الباب بكل هدوء.. واقترب من المكتب وهو يسلّم.. وكل من أبـو راهي..وأبـو خالد يطالعونه بهدوء ..
ردوا السلام بخفوت...والجو مكهرب !
حسّ بشي مو طبيعي احساسه هذا ما يخيب أبداً !
من ملامحهم.. جلستهم.. عقدة الحواجب بوجه كل واحد.. إن الجدية واصله لآخر مرحلة..
كان فيه نقاش جادّ هنا... وتنبّأ إن فيه مشكلـة كبيرة صايره !
عمه أبو خالد.. كان واجم ..مغضّن ..وكأنه سمع شي ما عجبه أبداً ،
الواضح إنه تلقّى خبر قلب موده فوق تحت ..
أبـو راهي وهو يشير للكرسي : تفضل..
جلس محمد وهو يلتفت لـ عمه بتساؤل : عمي؟.. مو تقول رحلتك اليوم الصبح؟
أبـو خالد بهدوء : أجّلتها لليل ..
محمد باهتمام : ليش عسى ما شر؟
أبو خالد : كلمني أبو راهي اليوم الصبح...وقال يبيني بموضوع مهم..اضطريت أأجلها كم ساعة..
التفت محمد لأبو راهي باستغراب... جامعه هو وعمه اليوم؟؟؟...خير عساه خير؟!
بشكل عفوي انتبه لشي صغير عالمكتب قدام أبو خالد.......جوال !...جوال صغير لونك فوشي وشكله أنثوي !
رفع عينه لأبو راهي وهو مو فاهم شي ، بس يبي يفهم ليش طلبه اليوم..
أبو راهي قال بصوته القوي الثابت : ما كنت ناوي أكلم عمّك يا محمد...كنت بالبداية أبيك تجي عشان أتناقش معك بموضوع بالنسبة لي مهم.. بس اللي شفته بهالجوال اليوم الصباح..اضطرني أجيب عمك قبلك !
عقد محمد حواجبه ..التفت لـ عمه يشوف وجهه ولقاه واااجم..وشي بوجهه متغيّر !
وقال بهدوء كان يتوقع ان الموضوع حول الشغل دام عمه موجود : خير عساه خير؟..فيه مشكلة ؟
امتدت يد أبـو راهي للجوال ..وحطه قدام محمد..ومحمد عاقد حواجبه..
أبو راهي بتوضيح : هذا جوال بنتي بسمة .. خطيبتك..
تغيّر وجه محمد لاستغراب ودهشة..
وبدون ما يلمسه : طيب؟
أبـو راهي بعيون تضيق : أبي أعرف استاذ محمد .. وش نظرتك لعلاقتك مع بنتي..؟
رفع حواجبه بدهشة من هالسؤال اللي يخفي وراه اتهام .. وقال بهدوءه الراكز : سؤالك غريب ممكن تفهمني وش المشكلة؟
أبو راهي بتكرار : أبيك تجاوب.. وش نظرتك لعلاقتك مع بسمة؟؟؟
محمد بصوت ثابت : علاقة أحترمها..
أبو راهي : تحترمها؟؟.. طيب وينك عنها من شهر؟؟
تغيّر وجهه من الاتهام المباشر ..وقال بثبات ما ينهزّ : تدري عن ظروفي وتدري إن الشهر الفايت الشغل متكدّس.. ومو لاقي وقت لنفسي..
أبو راهي : طيب بصدّق هالعذر وأقول مشغول ..بس أبي أفهم سبب اللي مكتوب بهالجوال..؟
محمد ناظر بـ عمه اللي كان يناظره وهو عاقد حواجبه..والجدية على وجهه..
قال أبو خالد يوم شاف حيرة محمد : محمد وأنا عمك..وضّح موقفك أكيد عندك تبرير..
محمد بحواجب معقودة من الموقف اللي ما دخل مزاجه : موقفي بإيش؟؟
أبو راهي قال : بنتي بسمة صارت على ذمتك يا استاذ محمد..مارح أقبل بأي حال من الاحوال تدخل بمهزلة معك.. إشرح موقفك قبل تثبت الصورة اللي براسي عنك..
احتقن وجه محمد ، لكنه ضبط أعصابه..وأرخى ظهره للخلف ما يبي ينجرف بموقف هو مو فاهمه للحين : للحين مو فاهم عن وشو تتكلم.. ممكن أفهم؟
فاجأه أبـو راهي يوم قال : بخلّي عمك يسألك دام الموضوع يخصّ بنتـه !
ورمى نظره لـ أبو خالد يعطيه المجال.. محمد استغرب أكثر وناظر بعمه ، قلبه اضطرب يوم فهم ان الموضوع يخص سحر؟.. بس وش القصة ؟؟؟؟ وش دخل؟!
أبو خالد كان بحالة هادية غريبة ولكن واضح من عيونه الشدّ والجذب اللي صار بينه وبين أبو راهي قبل دخوله..الجدية بالأجواء..وشي من غضب أبو خالد المستكين اللي ما ظهر للعلن..
محمد بهدوء : عمي؟!
قال أبو راهي : خذ اقرى اللي فيه وأظن بتفهم لأنك ما شاء الله فطين وذكي..
مسك محمد الجوال..وفتح على الشاشة ..كانت مستقرّه على رسالة ..نااارية وهجومية !
إذا تذكرون...أول رسالة أرسلتها سحر لـ بسمة..بتحريض من تركي !
الرسالة اللي أزّمت الموقف ، وكانت بداية اشعال سحر للحرب من طرفها ،
( حطي كلامي بين عيونك زين
محمد ما بيكون لك ..بيكون لي أنا يا مرضْ
رح أخليه يخونـك وإنتي تشوفيـن رح أخليك تبكين دم
مارح أطلع من حياته بكون معه قدامك ومن الحين !
انبسطي هاليومين بس خلك متأكدة إني راجعـه لـه..بخليه يجيني
وبخونك معه
وبيخونك معي أنا..وبرضاه )
جمدْ محمد مع هالكلمات.. ما رفع راسه مدنّق ..والصدمة على هيئته..
اسم سحر بأعلى الرسالة ورقمها معروض قدامه.. ما يخطي فيه !
هذا إنتي...يا سحر؟؟
معقول ؟؟؟؟
ما لقى تعليق الحال كله يصفع ، !
أبو خالد سكت الموضوع كله ألجمه .. قرأ الرسايل اللي باسم بنته سحر..رسايل برقمها..كلام ما يتوقع إنه يطلع من بنته.. واللي زاده غرابة إنه يرتبط بمحمد..
كيف يطلع من سحر كلام كبير مثل هذا.. كيف تطلع هالفضيحة منها؟!
ورغم كل هذا...كان عارف أخلاق ولد أخوه...محمد !.. خبز يديه..ما يسوي شي من وراه!
التفت أبو خالد لأبو راهي بهدوء : حق بنتك عالعين والراس.. واللي أنا متأكد منه إن محمد ما عنده خبر عن الموضوع..
أبو راهي بهدوء جادّ : أبو خالد يا ليت تعذرني على طلبي لك اليوم..لكن بنتي في حالة سيئة من اللي يصير توّها بـأول خطوة فحياة جديدة...وكان لازم أقولك لو ما عندك خبر عشان تعالج المشكلة من ناحيتك دامها بنتــك...وإنت أدرى فيها !
أبو خالد والموقف مخزي للغاية بالنسبة له.. لأن التهمة لازقه في سحر ورقمها بالجوال ما يقبل الانكار.. وبهدوء : طيش بنات لا أكثر.. مارح يتمادى الموضوع لأكثر من كذا.. بنتي أعرفها أكيد ما تقصد..
ابتسم أبو راهي بضيق : زي ما قلت لك.. اللي وصلني من بسمة ان المضايقات بتكمّل الشهر.. ما تحس إن الموضوع زاد عن حده دامه كذا؟
أبو خالد دنّق شوي ومحمد يتابع الحوار وهو ضايع !.. مو فاهم.. وليش .. ليش لقى نفسه بوسط هالمعمعة !
رفع أبو خالد راسه يلملم الموضوع : حقك عالعين والراس..وأنا بتصرف معها ..لا تشغل بالك..
أبو راهي التفت لـ محمد يتابـع بجدية قوية : محمد ساكت؟... أتوقع فهمت اللي صاير..ومن حقي أسألك.. وش علاقتك في بنت عمــك وبسمة على ذمتك؟؟؟
انصب الدم كله بوجه محمد من الصدمة.. سؤال المفروض ما ينطرح..سؤال قليل ذوق بكل بساطة..ولا يليق فيه وبشخصه !
أبو خالد احتدّ صوته من السؤال : اهدى يابو راهي محمد وأعرفه ..
أبو راهي التفت لأبو خالد : خله يتكلم عشان أفهم..
أبو خالد بتكرار : قلت لك قبل ما يدخل محمد إن بنتي مخطوبة لواحد ثاني ، مستحيل يطلع منها هالشي.. وإن طلع منها فهو مجرد طيش مارح تسويه.. لا تعقّدها..
التفت محمد لـ عمه بصدمة ذهول من اللي يسمعه !.. مخطوبة !؟
أبو راهي بجديـة : طيش وتجاوزْ الحدود يابو خالد .. رقمها بجوال بنتي وقريت بنفسك رسالتها..وش أفهم ...لعبة تلعبها تتسلى ؟؟
أبو خالد بهدوء تأكيد : سمّها طيش..سمّها سوء تفاهم بينهم..بس تأكد البنت مخطوبة واللي صار هذا ..آخر مرة يصير.. كلمة وخذها مني..
رفع محمد عيونه لعمه وهو مصدوم ..مشدوه..يحاول يستوعب شي من اللي يصير..الكلام اللي يقولونه..
أبو راهي بتأكيد أخير ما يقبل النقاش : إنت أبوها وتعامل معها..!
أبو خالد والموضوع كله حوّله لشخص جاااد محّد يتنبأ وش بيسوي : بتعامل معها..ريّح بالك..
أبو راهي يبرر : بنتي متأزّمة من الموضوع فاعذرني إني اضطريت أكلمك..
ابتسم أبو خالد يخفف الشحنْ بالجو : من حقك..دام بنتي غلطت فـ بتصرّف معها بالطريقة المناسبة.. متأكد أنا إن محمد ما يطلع منه العيب ولا بينه وبين بنتي شي.. بنتي مقبله على حياة مع رجال ثاني ولا في بالها تسبب مشاكل لبنتك.. تأكد من هالشي يابو راهي..لا تخلي مشاكل طيش مثل هذي تاخذ أكبر من حجمها..
أبو راهي برسمية : ما عندي شك يابو خالد.. أكيد مارح يرضيك مثل هالطيش المتهور.. وبنساه دامك بتتولّى الموضوع..
أبو خالد بنبرة توتّر منها محمد ، لأن الواضح إنه ضايق ومعصب ولو أخفى هالشي : يصير خير..
أبو راهي بتأنيب : دام بنتك مخطوبة أعتقد هالشي مو في صالحها.. مو زين تنشغل بحياة ثانية مالها فيها..
أبو خالد : بنتي بتنشغل بخطيبها ولك مني ينتهي هالموضوع كله.. بتصرف معه بـ حــزم وأحلّه..
وقام واقف سلّم وطلع ..
بينما محمد ما تحرّك من مكانه عنده كلام يبي يقوله..
قال يوم صاروا لحالهم : أفهم إنك كنت تظنني أخون بنتك ؟؟ هذا الموضوع ؟
التفت أبو راهي عليه ببرود.. وقال : كان لازم ألقى تبرير..
محمد وعيونه على أبو راهي بقوة : من وين جزمت إني أسويها؟؟
رفع حاجب : انا لآخر لحظة ما جزمت وعطيت الأعذار وهالشي اللي خلاني أطلبك تجي عشان تشرح..
محمد بسخرية خفيّة : وتطمّنت من ناحيتي؟
انتبه أبو راهي لنبرة غير بصوته ..وحافظ على هدوءه : دام عمك بيتولّى الموضوع بنسى ناحيتك.. بس.. لازم تعدّل حالتك مع بسمة ..اهمالك لها راجع نفسه فيه ..الشغل ماهو عذر ..
محمد ابتسم على جنب ..وبدأ يفهم.. دامه طرى اهماله لها.. يبدو إن كل اللي صاير شكوى من بنتـه عنه..
هزّ راسه بصمت واستجابة ظاهرية ..ناوي على نية .. الموضوع كله ما دخل راسه...دخول سحر بالموضوع بهالطريقة ما ريّحه ..سحر مسالمة مارح تدخل بمشكلة كبيرة مثل ذي إلا اذا كان فيه اللي يجبرها..
ولازم يفهم السالفة ..
وهو واقف : حصل خير.. تامر بشي..
ابو راهي وهو يدنق لملف بجمود بارد : الله معك ..
طلع محمد من المكتب بسرعة..واتصل بعمه وهو يدعي انه ما بعد طلع ..
رد عليه وسأله وينه فيه..قاله إنه تحت عند السيارة ما بعد حرك ..
سكر بسرعة خارقة واستعجل بالنزوول لهناك ...لازم يفهم شي ..كلام عمه عن سحر أقلقــه!
قرأ الغضب بعيونه وخاف يتصرف معها بشكل حازم ومتهور.. وسحر مو من هالنوع هو عارف !
طلع من الشركة ولقى عمه واقف عن سيارته ينتظره ..
ابتسم محمد بنعومة لعله يمحي هالجمود : عمي هدّ أعصابك..
أبو خالد وهو يتنهّد بحرقة : هالسواة تطيّح الوجه... اعذرني وانا عمك سواة سحر هذي مالها تبرير يرفع الحرج..
ابتسم محمد بحنية : لا تشغل بالك..ما زعلت منها..غالية وبنت غالي..
ابو خالد : وشلون ما زعلت منها وهي حاستك .. الثقة يا محمد هي أساس أي علاقة جديدة..ما بغيت أبو راهي ياخذ فكرة عنك مثل هالفكرة وانت توك ما بديت حياة مع زوجتك..
تنهّد محمد وحبس كلام كثير داخله.. أول هالكلام إنه رافض كل العلاقة..رافض هالموضوع..
لكن عشان عيون هالرجال دقمها : لا تشيل هم...بقدر أهتم بالموضوع وأمحي أي سوء فهم...بس انت يا عمي لا تعصب منها..
رفع ابو خالد عيونه وبان الغضب فيها هالمرة : طلبك غريب؟؟؟..هذي سواة ينسكت عنها بالله عليك يا محمد؟؟؟
محمد بهدوءه : قلتها بنفسك طيش بنات مارح أعتبره أكثر من كذا.. الموضوع يخصني ..وأنا أطلبك ما تطير بعجّته..
أبو خالد بصوت شديد : مهما كان ما اقدر امرر الموضوع بسكات..هالسواة مصيبة.. ولازم تعرف نتايج تصرفها.. كلامها يخزي وابو راهي مارح ينساه بسهولة...صعب بنتك تطيح من عينك والأصعب لو طاحت من عيون الناس.. هذي بنتي وأنا بعرف أحلّ موضوعها..
محمد بقلق : هدّ أعصابك ..
ابو خالد بمرارة : مستحي منك يا محمد قبل استحي من أبو راهي.. الكلام بحقك كبير وما أرضاها على أخلاقك مدري وين أودي وجهي..
ابتسم محمد وعلى كثر ما كان كلام سحر قوي إلا إنه أنعش مشاعر داخله فقدها..
وتنهّد : ما زعلت يا عمي..
وسكت شوي...ثم قال متساءل : انت كنت جاد يوم قلت... إنها...مخطوبة؟!
رفع ابو خالد عيونه بهدوء جادّ : ما أمـزح ! ... قلت بحلّ هالموضوع من جذوره..!
محمد وقلبه يضطرب : عمي ؟
أبو خالد : لا تشغل بالك الموضوع بين يديني ألحين.. أنا ماشي للبيت الحين.. رحلتي لموسكو الساعة 7 المساء .. سلّم لي على أبوك..
وركب سيارته عشان يحرّك مع سواقه بينما محمد واقف بقلــق يغمره..
يوم سمع الكلمة فوق .. قال إنها مزحة..أو كلمة ألقاها عمه عشان يمتّص الموضوع ويململه عند أبو راهي...لكن.... الموضوع بعينه كبير.. وأكيد حسّ ورا سحر شي كبير !
سحر ؟...ليش سويتي كذا؟!
مو فاهم سبب اللي صاير ! ... راح لـ سيارته وأعصابه مفوّله للآخر.. ما توقّع إن الموضوع اللي طلبه أبـو راهي عشانه يكون خيانة وزفت وكلام فاضي !
فيه شي صاير وهو ما يدري عنه !
حرّك السيارة بسرعة ناحية الشركة عشان يبدا دوامه وأفكاره تتخبّط من هالصباح..
نظرة أبو راهي..اتهامه لاهماله بنته ؟!
بنتـــه !
هي طرف بالموضوع وأكيد عندها خبر... لازم يفهم ..
ماهو من النوع اللي يقبل على نفسه يكون مثل الأطرش.. لازم يفهم الموضوع ..مارح يقبل لـ نفسه الموقف اللي انحطّ فيه.. وتعامل ابو راهي معه كأنه واحد من موظفينه..اتهامه له بذيك الطريقة مارح يمررها بأي حال من الأحوال.. مارح يعدّي الموضوع كذا ولاهو من النوع اللي يمرر الغلط وشلون لو كان عليه ..،
::
بـ غرفة شادن ..
صعب وصف هالصباح.. صعب وصف لحظة السكون اللي تعتريهم..القرب العنيف اللي بينهم..
عُمر جدّد العلاقة بأرسخ طريقة ، رممها بأسلوبه.. داوى جروحها العميقة ..عشقها بشكل ما عاشته ولا خاضته بيوم..
فتحت شادن عيونها بتعب ولقت نفسها ما ابتعدت عنه شبر .. ما تركها طول الليل ،
نايم على جنبه ناحيتها وراسها متوّسد ذراعه الممدودة ، ومحتويها بيده الثانية قابضها بعنف لجسده.. شفاته مستقرّه على جبينها وأنفاسه تلفح نفس المكان..
رمشت بنص وعي وهي تستشعر اللحظة ...نظراتها الناعسة بمستوى عنقه لأنها أقصر منه ومحاصرها مع كل اتجاه..مستسلمه بشكل كلي لقبضته..مافيها طاقة تبتعد..
ابتسمت بتعب وهي تشوف العِرق اللي برقبته الصلبة ينبض بوضوح..
هالقرب يدمّرها ويحييها من جديد.. شعورها هاللحظة الغريبة أعمق من أي شعور خاضته بحياتها..
عمـر ، كان شغــوف فيها..!.. كان ملهوف بقد ما كان متألـم..
بقد ما بكت البارح.. بقد ما كان مداوي.. كان حنون.. كان شغوف.. كان رقيق..
كان معها بروحه واحساسه..
وش كثر كرر اسمها.. فجّر أحاسيس ومشاعر كان حابسها وتركها تعيشها فيه هالمرة..
رفعت راسها بهدوء عشان تقدر تناظر وجهه وشعرها مفروش بعشوائية على ذراعه الممدودة..
عيونه مغمضه بهدوء.. وملامحه مسترخيه بعذوبة..
فقدت هالملامح الفترة اللي راحت.. كل ذرة فيه.. كل ذرة فيه عايشه داخلها..
تحرّك وجهه شوي ..نزّلت راسها بسرعة ودنّقت ونفس المشاعر العنيفة تكتسحها من طرف رجولها لين قمة راسها.. دنّقت للأسفل بعيد عن مدى نظره تحاول تتوازن قبل يصحى ..
ويوم حسّت انه ما صحى ونايم... قررت تروح للحمام تجمع مشاعرها من جديد..
حاولت تنسحب من حضنه بهدوء وهي متوترة..ومشتعلة..
وقبل تبعد شبر.. قبضها بيده وضغط على ذراعها.. وجذبها لجسده مرة ثانية بدون مقاومة منها وهي الطرف الأضعف..
وبهمس مبحوح من أثر النوم : على وين؟
دنقت لمستوى صدره بهمس مرتعش : أ..غسل..
ابتسم ونزّل براسه وهو مغمض بكسل : ما قلت لك..؟
دنّقت أكثر لدرجة انه قمة راسها ضربت بصدره وهو ما يقدر يوصلها.. بخفوت : ..ايش؟
رغم نعاسه وتعبه..حسّ بهروبها وارتباكها ..وبابتسامة جانبية نااااايمة : أول ارفعي راسك ..وحطي عينك بعيني..
ما ردت عليه وقلبها مضطرب بشكل متعب..مشاعرها ما هدت عن الثوران من أمس ، ولا فيها تتكلم ..
عمر وشفاته تلتحم بجبينها بهمس ساااخن : شاااادن..
غمضت عيونها بشدة من اررتباك..ورمت راسها وسط صدره تخفيه.. أنسب مكان للاختباء ،!
ابتسم مرة ثانية وهو يفتح عيونه لأول مرة..يستشعر كل حركة منها ...حاول يرفع راسها بيده..مانعت وأصدرت صوت دليل الرفض !
قال ويده تستقر خلف رقبتها وتضغط عليها..بألم شغوف : ارحمي هالقلب.. شادن ..
رفعت راسها وهي ساكته وعيونها تحكي..وطاحت بعيونه اللي تلمع بوضوح.. دنّق ونزل بمستواها وهو يسند جبينه على جبينها ، بهمس : سألتك البارح... مستعدة تتعبين معي عقب كل هذا؟
شادن بخفوت مضطرب : لا تسألني هالسؤال..
ابتسم يشجعها بكسل : جاوبي..
شادن ودموعها تغرق بعيونها : خلني أتعب ما يهمني..
تنهّد وهو يضغط بجبينه عليها : قلبي يوجعني منك.. ليش ما كرهتيني ..تعبت أحاول طول ذيك الفترة وانتي تحاربين عكسي..
شادن بصوت يهتزّ ما تبي تتذكر سوايـاه المؤذية : اذا كرهتني ساعتها بكرهك..
ضحك غصب عنه من جوابها..ضحكة قصيرة ومتعبــة.. عرفت شلون تجيبها ..
واردف بهدوءه : تدرين إني ما أقدر..
شادن وعيونها تحت : أجل لا تلومني..ما قدرت..
طوّقها بيديه الثنتين بقووة محكمة بعد ما كان راخي.. وسكت لحظات..وأخذته غفوة..وشادن ساكنه تستشعر هالمشاعر العميقة اللي تنحفر داخلها..تنحــتْ داخلها أثر يهزّ بدنها.. عمر ما رحمها لا بغيابه...ولا بحضوره..
يوم حست إنه رجع ينام مرة ثانية...انسحبت من بين يديه بهدوء وهي تحاول تلملم نفسها ..ان بقت جنبه.. بتذوب وتختفي..
راحت للحمام تجمع انفاسها.. تهدّي من مشاعرها.. ترجع لشادن الطبيعية .. تستوعب كل شي حلو صار بينها وبينه ،
مرت ربع ساعة..
فتح عمر عيونه بعد غفوة حلوة..فقد شادن اللي كانت قبل شوي جنبه..
انقلب على ظهره وهو يلتفت للحمام المغلق...وابتسم بحنية من وضعها المقلوب..
ما كان يتخيّل ان قربـها بيحييه بهالشكل.. بيجرده بهالشكل..
ما كان شي متوقع يا شادن.. لكني راضي فيه ولا ندمت..
كنتي شي غير بحياتي..شي له خصوصية...
شي عجزت دايم أفسّره أو أعطيه مسمى..
قام من السرير وأعصابه مسترخيه رغم إنه ما نام نومة طويلة..
لبس القميص على صدره بدون ما يسكره مع بنطلون البجامة ..وقام وهو يفرك راسه..
طوّلت شادن بالحمام.. ولقى نفسه يروح ناحيته وابتسامة ناعمة على فمه..
تهرب منه؟
وين تهرب وكل شي انكشف مافيه شي يخبّيه...جرّدته حتى من طبعه الهادي الكتوم !
خلته يحكي ويقول كلام كان يحبسه داخل صدره ..كلام بحياته ما نطق فيه ..
دق الباب بهدوء وهو يسمع صوت الحنفية مفتوح..
ناداها بهدوء : شادن؟
ماردّت عليه.. وانتظرها خمس دقايق زيادة يعطيها المجال تهــدى..
وعقب دقّه مرة ثانية : اطلعي.. بتكلم معك..
شوي وفتحت الباب...وظهرت قدامه بهدوء كاذب وعيونها بعيونه : مو كنت تقول فيك نوم وتعبان؟
تسنّد بيد وحدة على اطار الباب وهو يدنّق لها بهدوءه المعروف : تعبان ومرتاح...وشلون ..حلّيها إنتي..
غيّرت الموضوع : تبي الحمام ؟
عمر تمعّن بوجهها وحمرته ..وبحركة عفوية ..مد يده وقرص أنفها بابتسامة : أبيك ترتاحين ما خذتي كفايتك من النوم..
انتفضت مشاعرها من هالحركة البسيطة ... ولاحـظ ارتجافها رغم انها متماسكة بمكابرة ..
ابتسم ، وقرص أنفها مرة ثانية : تحبينها ها ؟
حممر وجهها ..وبعتاب : عوومر!
زادت ابتسامته وارتباكها سلب عقله...وبهدوء صوته : لا تقولين عومر !
شادن بارتباك طبيعي : خلا..ص..
قال بذات هدوءه : مو خلاص ..
شادن : خلاااااص..
عمر : خليك طبيعية عشان أرجع طبيعي .. كذا ما ينفع يا دنية عمر !
رفعت عيونها لعيونه وقلبها يخفق من كلمته الأخيرة..كرر هالكلمة بإذنها كثير أمس.. كلمة داوتها ..وهدّت من أعصابها التعبانة..كلمة نزعت كل التعب النفسي اللي قتلها الفترة اللي راحت..
عمر كرر : روحي نامي..
قالت وهي متماسكه : انا مرتاحه ..
عمر بهدوء جاد : لا أبداً.. روحي ريّحي.. وبعدين فيه كلام كثير أبي أقوله بخصوصي..مارح أقوله وانتي بهالتعب.. ما نمتي ساعتين على بعضهم..
تورّد وجهها لأن محد فيهم نام..
وقامت تتمعن بملامحه العذبة اللي رمت كل قناع مؤلم.. فعلاً ..هو.. اهتمامه..
مشاعره اللي حتى لو أخفاها ..إلا ما تظهر ،
وشلون تنام.؟
وشلون تنام وهو موجود..وشلون ومشاعرها ثايره بشكل مُتعــب للقلب والروح ..
وقالت بخفوت : كلام بخصوصك؟؟
عمر بهدوووء مُريح : ايوه.. أنا جيّتي عشان كثير أشياء.. كنت أبي أقولك عن كل شي ...بس.......
سكتْ ونبرته تلين......ورفعت عيونها له تتحرى وش بيقول..
وأكمل وهو يتقدّم منها بشغف : بس خذتيني من نفسي يا شادن..
ولقت نفسها بين يديه من جديد.. طبع قبلة ناعمة بزاوية شفتها..مع قرصة على خدها بيده.....اكتفى فيها ..وتجاوزها للحمام ..
وأردف : روحي ريّحي..
أغلق الباب من عقبه..وهي واقفه تجااابه هالطوفان من المشاعر..
طوفان مشاعره اللي تفجّر مرة وحدة... ما كان عُمر بهالانفجار مرة..ماكان ...
هي عارفه ..له مشاعــره بس طبعه الكتوم كان كثير يغلبـه..
ولكن الواضح..إن الليلة الماضية للحين ما اختفى تأثيرها..للحين عايش فيها..
راحت للسرير وهي حاسه بخدر.. هي عارفه ان فيه أشياء كثير لازم يتكلمون فيها..أولها موضوعه..المشكلة اللي مأرّقتها ..
رمت روحها على السرير تستغل تواجده بالحمام عشان تسترخي.. تهدّي من ثورة مشاعرها..وتغفى عالأقل ،
دخل عمر تحت الشاور الحار وهو مغمض مستسلم لضربات الدش..
وكأنه رمى كل ارهاقه الروحي عليها .. أنعش روحه فيها ..أحيا قلبه واحساسه الميت..
تنهّد وهو يفرك وجهه بيديه.. ،
كيف دارت الأيام ..وبعد ما كان يبحث عن نهاية معها...لقى نفسه في بداية بداها..
اخذ منه الشاور حول العشرين دقيقة ..وطلع وهو ينشف شعره بمنشفتها اللي لقاها بالحمام..
طاحت عينه عليها نايمه بالسرير بالعرض ..ولامه ركبها لصدرها..والتعب لازال ماخذ مأخذه منها..
اقترب منها عشان يغطيها بنفس الابتسامة الناعمة اللي ما يقدر يحبسها كل ما شافها..
هالبنت اللي كانت بيوم من الأيام.. مجرد طفلة حاولت تحتويه من كل فقدان عاشه.. وحسّه .. فقدانه لأمه..أبوه.. مشاعر التشتت واليتم اللي كانت تسيطر عليه بأوقات كثيرة ويكتمها بقوة داخله.....
وصارت هي أمه وأبوه !! وشي أكبر مع السنين..
سنين وهي تشوفه كل شي.. سنين وهو عارف إنه كل شي بعيونها..
وما أخفت هالشي عنه لحظة... لكن ظل طبعه الكتوم بأوقات متفرقه حاجز بينه وبينها..
تكسره يوم..وتعجز أيام ..
واليوم....
ابتسم وهو يمسح على شعرها بيده..وابتعد ناحية الصوفا وهو ينفض شعره الأسود بالمنشفة..
وصل لسمعه صوت رنين تلفون...التفت قبل يجلس وشاف إنه من جوالها..
تحرك هناك عشان يكتم الصوت ... ويوم رفعه شاف رقم غريب غير مسجّل عندها..
ما اهتم بالبداية وحوّل المكالمة صامت ..
نزّله وكان بيرجع للصوفا بهدوء .. لكن رنين الجوال من جديد بنغمة رسالة خلاه يرجع يشوفه..
ما كان ناوي يفتحها بس يوم شاف إنها من نفس الرقم الغريب..
فتحها بعقدة جااادة بين حواجبه ..وقرأها ..
( صباح الخير ..
انا راهي وهذا رقمي كان ما عرفتيه
حبيت أتطمّن عليك عقب أمس ما قصدت أخوفك
شادن اتمنى تكونين بخير.. وتتأكدين اني صادق معك )
كلمات الرسالة صبت الهدوء والجمود على هيئته .. بمجرد ما قرأ اسمه .. ما اهتم بشي ثاني ..احتدت عيونه بشكل عنيف ومخيف ..
اللي صار أمس؟!
التفت عمر لـ شادن المستكينه بنومها ..وعيونه تتمعّن فيها يحلل حالتها أمس..
حالتها ونفضة الخوف اللي شافها فيها ..
فيه شي صار لها مع هالوصخ !؟
رجع للصوفا وجوالها بيده..تاركها تنام وترتاح بدون ما يصدر أي صوت..
مثل ما توقع فيه شي صار لها وارتجافها أمس مو عبث... رح يعرف الموضوع كله وان كان نفس اللي بباله...او حتى يشبه اللي بباله..
مارح يمنعه عنه شي ..!
::
في موسكـو ..
طلعت سحر بوقت الفجر من الفيلا..وهي متدثّره بملابس ثقيلة وشال ثقيل ملفوف على رقبتها..،
الحلم الغريب ذاك تكرر عليها مرة ثانية ..ولا عرفت تنام من عقبه..
الحلم اللي كان فيه شخص غريب متقنّع بقناع أسود مزخرف..جاها وهي واقفه عند بوابة الفيلا وهي تنتظر شخص معين..والجو وقتها ينذر بغيوم رعدية وعواصف من بعيد.. كان يتكلم معها بلغة غريبة ما تنفهم بالواقع بس هي فهمتها..ويحذّرها من نفسه..
ليش رجعت تحلم فيه؟!.. مو فاهمه شي منه ..وتكراره للمرة الثانية وتّرها..
قررت تهرول شوي تسوي رياضة تطلّع الطاقات السلبية أقل شي وتنشط الدورة الدموية بجسمها عقب ليلة متعبة..
راحت تهرول بالريف وهي تحاول تنزع الحلم الغريب من راسها.. ماله معنى بنظرها.. ولاهي لاقيه له تفسير..
مرّت جنب كوخ وليد... ووقفت عنده لا شعورياً ..
يا كثر ما تحتاج تدخل هالمكان الحميم بالنسبة لها ، تحتاج تدخله ..وبكل مرة تغلبها الرغبة تتذكر إنه صار شي مُحرّم..
الوقت اختلف.. الحاضر غير زمان ،
تنهّدت من قلبها وهي تتأمل هيئته الخارجية... ليش يا وليد بقد ما تساعدني تتعبني ؟!
لو تدري عن مكانة هالكوخ بقلبي وتأثيره.. كان سلّمتني اياه..
بدون ما تتعمّق بالتفكير..تقدمت للكوخ من الجهة المعاكسة للباب..حيث فيه فسحة صغيرة تشبه الشرفة الخشبية خلفها النافذة الزجاجية الكبيرة اللي ماخذه الواجهة بالكامل..واللي تعتبر واجهة الكوخ للمطلّ الطبيعي..
وبتهور صعدت الشرفة القريبة من الأرض ..تبي تلقي نظرة لـ داخل.. أكيد نايم مافيها شكّ..لكن ما قدرت تمنع نفسها تلقي نظرة..
الستاير كانت مكشوفة.. دققت لجوا مع إن الكوخ كان أظلم لكنها قدرت تلمحه.. وتلمح جسمه..
مستغرق على الصوفا ونايم على بطنه والبطانية الثقيلة تغطيه..ما يظهر منه الا كتفه وراسه... ما تميّز ملامحه الدقيقة بس تقدر تشوف هيئته العامة..
ابتسمت بسخرية على حالها.. وغبطة عليه من استمتاعه بالنوم... ليش تحس إنه انسان قادر يدوس على همومه ويرمي بها عرض الحائط متى ما بغى...انسان يعرف وشلون يقتلع اللي يضايقه بسهولة..انسان يعرف شلون يريّح مخه ويتعامل مع كل الأوضاع اللي تواجهه..
وأكبر دليل.. شخصيته الفريدة اللي تغلّبت على الظروف الصعبة..رغم فقره..ومعاناته بالحياة..إلا إنها مهما انكرت بينها وبين ذاتها..فهو شخصيته فريدة وقوية وغموضها يجذب ..
كانت واقفه قدام النافذة المكشوفة وافكارها الكثيرة مسيطره عليها... هبّ نسيم الفجر وطارت عند رجلها ورقة يانعة من الشجر القريب... دنّقت بتاخذها ناويه تتسلّى فيها..وتمشي..
ويوم استقامت واقفه ..حست بالخيال الطويل اللي واقف.. صرخت وهي تنتفض بروعة يوم شافته واقف قدامها وبعيوونه حدّة ما يفصلها عنه إلا زجاج ..
طاحت الورقة من يدها.. وقلبها طاح بين ضلوعها من الصدمة..
متى قام...ومتى وصل....ما تدري !!
قبل تنطق بكلمة .. فتح باب النافذة بكل عنف بيد وحدة وبدون ما يتركه : كنت بكذّب عيوني بس صعب الحين..
انقلب لون وجهها وتلعثمت.. وبلحظة كانت بتلتفت وتركضض..ما تدري ليش لكن ما قدرت..
رجولها تسمّرت وأجبرتها تواجهه ..
قال بهدوء : تطلّين على واحد نايم؟..يا آنسة هذي يبيلها تفسير..
مسكت حالها وبهدوء لا يشطح بخياله بعيد : كنت أتمشى ومالي هدف معين يوم طلّيت..
قال بدون ما يتحرّك ..هو داخل..وهي برا وبينهم خطوة : عذر مو مُقنع !
رفعت حاجـب من تسلّطه بكلامه ...وتماسكت : مو مجبورة أقنعك..كنت أتمشى قريب وطالما إن هالكوخ من أملاكي فمن حقي أطلّ عليه بالوقت اللي يعجبني..
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة : قولي انك تبين تدخلينه بعد؟؟
تغيّر وجهها ما تدري ليش حست انه يلمّح لمعنى قليل أدب.. بس أنكرته بسرعة..
وقالت بهدوء : لو أبي أدخله طلّعتك منه بسهولة ..ودخلتـه ..
رفع حواجبه فوق وفمه يميل لتحت باعجاب من كلمتها القوية : تطلعيني؟
سحر ما تبي تعطيه الفرصة يكون المتحكّم بالموقف : ايه..
رفع حاجب بتحدي وعيونه ما نزلت عنها.. وسحر كانت تطالعه بنفس الطريقة متجاهله شكله مع شعره الفوضوي وهيئته الناعسة اللي بشكل أو بآخر سلبت شي من نبضها..
بس ما رح تضعف !
مارح تضعف !..
مارح تسمح لهالقلب ينبض من جديد..
قال بصوت مبحوح : للحين ما قلتي ليش كنتي واقفه تراقبيني ؟
سحر بسخرية : أراقب ايش بالضبط...نايم بسابع نومة وش براقب فيك.. جيت اشوف كوخي
تركي بسخرية ألذع : كوخك ما يحلى إلا بوجودي ..؟؟
عصّبت عليه .. وقررت تنسحب.. الواضح إنه ما صحى من نومته ولا استوعب على حاله.. جريء بزيادة أكيد سكران بحلمه ..
استدارت وهي تتمتم : عذراً على ازعاجك تقدر تكمّل نومك..
ونطت من الشرفة للأرض القريبة وهو يناديها بسخرية : لحظة يا آنسة عارف إنك جايه تبين شي.. أنصحك ما تخبين علي..
سفهته وابتعدت وهو يراقبها بعيونه.. اختفت عن عينه ..ورجع خطوة خلفية للكوخ وهو يسكر النافذة..
صاحيه هالوقت...وجايه لعنده؟؟؟
التفت للساعة العتيقة عالجدار يشوف الوقت...
لسا بدري للغاية وشروق الشمس باقي عليه..
قطعت عليه نومــه بذيك الوقفة !.. نومه أصلاً خفيف وأدنى شعور يوقّظه..وفتح عيونه على شعور بـ شخص قريب..
وقوفها بذيك الطريقة صدمه بالبداية ...وما عرف ليش حسّ للوهلة الأولى إنها تتجسس عليه .. اللي خلاه يفزّ بحدّة من الصوفا وهو ناويها.. لكنه مسك نفسه بآخر لحظة..
براسه يعرف ليش كانت واقفه عند كوخه هالوقت..
بدّل ملابسه بسرعة وكل ذرة للنوم طارت... اخذ الآيس كاب مع الشال والجكيت..
وطلع وهو يبحث عنها بعيونه مع ظلمة الفجر ..
يتبــع ..
موعدنا الأسبوع القادم بنفس هالوقت... واذا خلصت البارت ابكر..رح ينزل
لكني مبدئيا أحتاج لأسبوع عشان ابتعد عن الضغط.. وان انجزته قبل ما رح أبخل عليكم..
بانتظار شغف تعليقاتكم ^^
عنون
|