كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــزء 45 ..
(1)
----------------
مشاعل قامت راجعه قبل... وصلوا للفيلا ونصت المجلس ..شافت أمها مع أم راهي والقرايب طالعين ناحية غرفة الطعام الفخمة الخاصة للضيوف ..
وما لمحت شادن موجودة..
مشاعل باستغراب : وين شادن؟؟
أم محمد ناظرت فيها ، وهي تشوف رهف وبسمة جايين : مهيب معكم؟؟
مشاعل : إلا كانت معنا.. على بالي رجعت !
أم محمد بعقدة حواجبها : ما شفتها من يوم طلعتوا..
مشاعل : وين بترووح؟؟
أم محمد بقلق هاجمها : أنا أدري عنك..شوفي وينها يمكن بدورة المياه.. لا يصير تعبت وطاحت ، لها كم يوم ما تاكل زين..!
مشاعل قرصها قلبها..طلعت مرة ثانية لبرا تتأمل المكان القريب..وما شافت لها حسّ..!
جت بسمة بهدوء..وشافت مشاعل واقفه..
قالت : ..بترجع لا تخافين عليها !
ناظرتها مشاعل : إنتي شايفتها؟
بسمة : لا ..بس يمكن تتمشى والحين بترجع..
رفعت جوالها ودقت عليها...بس ما ردّت واستغربت... سمعت أمها تناديها..وراحت لها ،
بسمة تنهّدت وهي واقفه.. قلت بتكلمها يا راهي على انفراد ..بس ما صارت مرّ أكثر من نص ساعة ألحين !!
::
فتحت عيونها وهي تستشعر نفسها مستلقيه على شي ليّن وثيــر للغاية ..بمكان غريب ما عرفته للوهلة الأولى ..!
قلبت عيونها يمين ويسار بسرعة وهي تحاول تتذكر بخووف وارتياب عنيف !! لقت نفسها في غرفة واسعة وهي راقده على صوفا فخمة.. فزّت بسرعة وهي تحس بالمصيبة على راسها ..! تتذكر اللي صار قبل تفقد الوعي.. كانت بين يدين ذاك الشخص ومن شناعة الموقف واللوعة فقدت وعيها !!
وش صار !! ناظرت نفسها من فوق لتحت ودموعها تغشي عيونها تحاول تنكر أي شي صار ...وأشياء سوداء تقفز لذهنها وحدة ورا الثانية!
فستانها عليها.. بس شعرها اللي كانت رافعته كله بإحكام نازل الحين على وجهها وكتوفها ..!
قامت تتنفس بسرعة وهي تتلمّس شعرها وجسمها ومشاعر مرعبة..ومرّة.. تسيطر عليها..!!
وش صار لها؟؟..وشلون وصلت هنا؟!
رفعت عيونها من جديد وهالمرة طاحت بعيونه مباشرة .. تغيّر لون وجهها من الموقف المرير..كان جالس قدامها مباشرة على كرسي ونظراته مستقرّه عليها بكل هدووء وتمعّن.. ارتجفت يوم انتبهت له ولهيئته اللي تقول انه جالس من وقت يتمقّل فيها ..!
حست بلووعة تزيد وهي تحرك يدها جنبها تحاول تلقى شي تغطي نفسها فيه..حاسه انها رخيصة وهو يطالعها بكل ذيك الجرأة وبدون احترام لذاتها..!
ما لقت حولها شي ورفعت راسها بانفجار باااكي : وش تببببي منننني !!!
وغطت وجهها بيديها الثنتين وهي تبكي بمرارة ..وشلون وصلت هنا !؟...وشلون ؟!..وش سوى فيها وهي مو حاسه ؟!
قام من مكانه بهدوء ..واقترب ناحيتها وجلس على حافة الصوفا ما بينها وبينه غير سنتميترات..
قال بهدوء وحنية : اهدي قلت لك مارح أسوي شي غصب عنك !
رفعت راسها وانصدمت انه قدامها قريب.. حاولت تتراجع تحط مسافة وصدمت بظهر الصوفا ..
وبرعب : انا وييين ؟؟؟... ويييييييييييييييييييييين ؟؟؟؟
ابتسم لعله يهدّيها : انتي بملحقي !
ناظرت حولها مرة ثانية تتأكد إنها مو بغرفته... مافيه سرير ولا شي كل اللي فيه جلسة أرضية فخمة بالجهة الثانية وتلفزيون ضخم مقابل الجلسة والواضح إنه ملحق شباب .. يمكن ملحقه مع أصحابه !
شهقت وهي تحاول تبعد عنه : لييييش انا هنا..ليش جبتني وش تبي مني ..؟
راهي تراجع على ورا يوم شافها تنتفض من فوق لتحت : جبتك لأنك فقدتي الوعي ..ما كان قدامي إلا كذا..
كانت عيونها تسيل أنهار وهي تشوفه جالس بأريحية قدامها وهي تسمع كلامه.. وشلون يجيبها وشلون يلمسها !!
ناظرت نفسها من جديد تتأكد من حالها ، فستانها سليم .. ثم ناظرت هيئته وملابسه المرتبة الأنيقــة ..مافيه شي يدل إنه سوّى شي متهوّر معها ..! بس مع كذا ما قدرت توقّف رجفة الرعب ..!
ابتسم يوم فهم أفكارها..وبنعومة هادية : ولو إنك معذبتني يا شادن لكن قلت لك من قبل مارح أسوي شي غصب.. أنا مو من هالنوع قلت لك من قبل... يهمني رضا اللي قدامي..فلا تظنين إني بأذيك!
حسّت بلوعة عنيفة تزيد... ودها تستفررغ من كلامه ومعانيه .. يبي يلوّث أفكارها وهي حتى إذا جت تفكر بـ عمر ما تقدر ويملاها الخجل العنيف .. وشلون تجلس مع مثله وتسمع !!
حطّت يدها على فمها وهي مو قادره تتخيل مجرد تخيّل ..
قالت بخفوت : إن..ت مجنون !
راهي ابتسـم بدون انكار : عارف يا روح راهي.. بس مو قادر صدقيني مو قادر اشيلك من بالي..!
سدّت فمها وهي تحس بالغثيااان ..روح راهي !!
أي موقف منحطّ وصّلها له ..! أي حال وصلت له وهي مشتتة مو قادره تدافع عن نفسها..أي انهيار وصلت له وكل هالشي بأسبابه ..!..بأسبابك يا عمر..بأسبابك اللي فقدت نفسي وروحي وحتى قوّتي ..! بأسبابك حسبي عليك !
قام واقف من مكانه يوم شاف حالتها تتلوّن.. ناظرته بترقّب ما بقى فيها أعصاب.. اتجه لثلاجة بالغرفة وطلع منها موية ..صب لها بكاس ورجع ناحيتها.. جلس على حافة الصوفا بنفس المكان وشادن كشّت بالزاوية ولمّت ركبها وجسمها بحركة خوف..!
مد لها الكاس : واضح من البداية انك تعبانة ، اشربي وروّقي..مابيك تخافين معي..
ناظرت الكاس بتوتّر عنيف وما قدرت تاخذه جا فيها بالها إنه حاط لها شي..
قالت بسرعة : ما أبي.. وخر ..
راهي ابتسم بنعومة : لونك رايح من التعب..اشربي ترتاحين..
صرخت بدون شعور ودموعها تنزل : ماااااا أبغى يا حيوان ..
وضربت الكاس لين طار للجهة الثانية وتكسر .. قامت واقفه تبي تطلع من هالمكان بأسرع ما يمكن..تبي تهرب منننه وعساها تقدر !
وقف معها واعترض طريقها.. ناظرته بعيون تلمع كان أطول منها وهي أعصابها ذابت للأخير مو عارفه وشلون بيعتقها ..!
قالت بخفوت : خلاص كافي لهالحد أكيد ما ترضاها لأختك وهي متزوجة !
ابتسم واقترب وكأن كلامها ما يعني شي : اتركي اختي الموضوع بيني وبينك..
قالت وهي تتراجع لورا باصرار لوضع المسافات : خاف الله فيها والله ترجع عليها..
راهي : الموضوع بيني وبينك وانا صادق معك..
التفتت للباب البعيد وهي تستعد للركض ناحيته..مافيها تتحمل دقيقة زيادة..مافيها والموقف زاد عن حده بكثير والواضح إن ما عنده نية ينهي هالمصخرة اللي جرّها وسطها ،
وهي على وشك الانهيار من جديد من شناعة اللي يصير فيها !
قال بهمس وهو يلاحظ استعدادها للهرب : خطيبك وينه عنك ؟!
ناظرته بصدمة كاسحة من كلمته.. جد وقح وجريء وشلون يتكلّم معها كذا وشلون أصلاً يتجرّأ وهو عارف إنها على ذمة رجال يختلف عنه اختلاف الليل عن النهار !
تحرّكت للباب بسرعة ماتبي تزيد الحكي معه بس اعترض طريقها من جديد ، رجعت بعيد عنه وهي ترتجف من داخل المشكلة إنه رجال طول وعرض وهي قواها خايره ..! ليتها ما جت هالبيت من الأساس ليتها عاندت أبوها ولا جت ..!
شادن برجفة : خلني أطلع !
راهي بنعومة : كم مرة قلت لك لا تخافين انا مو من اللي ببالك..
شادن بصيحة عنيفة : حركاتك اللي تسويها الحين تخليني أتخيل انك نفس اللي ببالي.. حيوان ومتوحش وما همك اعراض غيرك..انا متزوجة تفهم كم مرة لازم أقولها ، يعني حرام عليك ..
تغيّرت نظرتـه واقترب ناحيتها بهدوء : أدري انك متزوجة وادري إنك ماخذه الهمجي اللي كان بيكسر ذراعي..
انفجرت فيه بعنف بدون تفكير : تستااهل ومالك حق تزعل اللي سويته انت ما يسويه واحد محترم..الحين وخر ولا ترا مارح أسكت والله يوصل الخبر لأبوي واخواني..
ابتسم ابتسامة جانبية عنجهية من طبعه : صعبة المنال يا شادن.. وهالشي اللي عاجبني فيك.. وللحين فاهمتني غلط !
وأردف وهو يناظر بعيونها الدامعة بشلالات : أنا كنت ابي نجلس سوى واعرفك وتعرفيني.. نتقرب من بعض ومتأكد انك بتغيرين رايك فيني..
شادن : انت ليش تسوي كذا؟؟؟ ليش تسوي كذا خلاص كافي مافيني ، اعصابي مو قادره..
راهي اقترب خطوة أكبر وهي صدمت بالطاولة اللي وراها.. وتابع : مستعد أعطيك كل اللي تبين ..كل اللي تبينه يا شادن..
ناظرته والعواصف تزيد عليها.. نبرة الصدق بكلامه واضحه بس هي مو قادره هي كااارهته..
قال بطريقة صدمتها : مخطوبة لواحد عاش معك عمره كله..بتصير سنتين ليش ما تزوجتوا لحد الحين؟
سؤاله بالصميم ، سؤاله يجرح ، يقتل !...الواضح إنه تحرّى عنهم وعرف عنهم ..
دموعها نزلت من الجرح اللي وقّظه داخل قلبها الميت..
لاحظ بدقة دموعها اللي ازدادت من تأثير كلمته ..وابتسـم فاهم : كلامي يجرح؟...هالشي يخليني اكرر سؤالي وينه عنك؟
شهقت بألم وقلبها ينزف نزيف : مو شغلك مو شغلك..ومو من حقك تسأل بعّد وخر عني..
راهي باستقصاد: ممكن تقولين لي وينه عنك..المفروض يكون جنبك الحين يحميك مني لكن وينه؟
شادن برجفة تحاول تلملم شي متناثر : انـ..ت ما تعرفـنا.. لا تتكلم عني وعنه بمزاجك...لو يدري عن اللي تسويه معي والله ما يتركك عايش والله..إنت ما تعرفه !
ضحك من كلمتها ضحكة وتّرتها وحست انها سخرية .. وأردف : وهو وينه الحين ، ظني إنه مو موجود بالرياض بكبرها لـه فترة!
انطعنت بصميم قلبها..يـدري انه تاركها ومو بالرياض؟.. عشان كذا متمادي،؟
صحيح ليش تخدع نفسها بالكلمة اللي قالتها.. صارت تشكّ إن عمر يهمّه اللي يصير وتشك انه بيذبحه.. تشك ان كل هذا بيهمّه أو بيحرّك فيه شعرة!
غطت وجهها وبكت بمرارة جديدة ..من هالحقيقة ، ومن كل شي تكالب عليها..
لعل هالشخص يرحمها وينهي هالحصار المنهك لقواها..يكفيها موت تعيشه..!
راهي بلين وعطف : اهـدي..غصب عني تحرّيت عنك.. من اهتمامي يا شادن ..افهمي..
رفع يده لوجهها يبي يمسح دموعها لكن بدون شعور طاحت يدها على قطعة خزف وراها .. وضربتها بوجهه بدون ادراك وهي تدفه من صدره بيدها الثانية..
تأوه بألم وهو يتراجع على ورا من الضربة اللي جت في جفنه فوق عينه بالضبط ..
ناظرته برعب شديد ووجهها يلمع.. وتحركت ركض للباب ودموعها تهطل بانهيار ..
حتى هذا عرف!.. حتى هذا !!
كان يناديها باسمها عشان تنتظر وهي تنتفض موت من داخل!
دفعت الباب وطلعت واكتشفت ان الدنيا ببدايات مطر.. بدايات هطول..
ناظرت حولها تحاول تلقى طريق الرجوع وهي تسمع صوت راهي يناديها من ورا..
ركضت بأقصى قوة عندها رغم رجولها المخدرة.. والصدمة مسيطرة عليها من أولها لآخرها!
::
عند بيت أبـو محمد ..
لحظة وصوله !
وقف سيارته بآخر الحارة بعيد عن البيت بسبب منظرها المعدوم من الخلف عقب الحادث! ، ما قدر يوقفها قدام البيت بذاك المنظر..والسبب الأهم لأنه ما يبي يقابل احد فيهم سوى شادن!
ما عنده حكي يقوله عن سبب غيابه..اللي ما يدري وشلون مفسّرينه !
خصوصاً أبو محمد مو عارف عن ردة فعله عقب اختفاءه قبل الزواج بأربع أيام..!
يمكن زعلان..يمكن ضايق..يمكن غاااضب.. كل الاحتمالات واردة وعشان يبعد عن وجع الراس.. ألغى شوفتهم من راسه..!
يكفيه يشوفها هي بس ، ! يتطمن ويطمّن قلبه عقب أخبارها السيئة والمريعة اللي وصلت له من اخوانها !!
فتح الباب الخارجي للبيت ودخل ويده على أعلى ذراعه المصاب.. دفع الباب برجله بشويش عشان يغلقه وعيونه تتأمل البيت بهدووء.. كان يملااه السكون مافيه صوت يدل على وجود أحد..!
ابتسم من انفعـالات متضاربة يعيشها داخلياً رغم هدوءه الخارجي.!!
كل المشاعر اجتمعت داخله..يا شوقه لهالبيت..توّه يحس فيه..توه يستشعره.. يا هدوءه اللي فقده بزوايا روحـه.!
كنت مقرر تنسحب منه للأبد..لكن شوف وش صار.!!.مصيرك رجعت له.. وكل خططك انتكست.. واللي كنت مقتنع فيه قبل ماعاد صار له أهمية ألحين أو معنى..!..هذاك رجعت برغبتك الكاملة!
مشى بخطوات بطيئة وعيونه تكشّر شوي من عضلة كتفه المصابه..ناحية غرفته الخارجية لكن للحظة ، وقف قبل الباب بأمتار والذكرى العنيفة ترجع بقسوة ما ترحم..ذيك البقعة !! عيونه تتمعّن بذيك البقعة بالذات !
البقعة اللي دمّر فيها..طعنها فيها.. البقعة اللي كانت آخر ما جمعهم !
غمض عيونه وهي يتنهّد من أعماااقه.. كيف تنسى يا عمر..وهاللي صار معها بالتحديد كان سبب انقلابك المريع على عياف وربعه.. هو اللي حرّرك من سجنك الحالي!
حاول يفتح الباب لقاه مقفول.. عقد حواجبه واضطر يروح ناحية النافذة.. فتحها وقفز جوا بيد وحده من دون ما يرهق يده الثانية..!
كان شعور مرير وعيونه تطيح على غرفته !.. كان ناسي المنظر اللي صاير هنا!..كان ناسي تفاصيله الصغيرة ! بس جت الحين مثل الضربة القاضية..قاصمة للظهر..!
الغرفة على حالها يا عمر..على حالها !!...نفس الفوضــى مستفحله.. نفس العنف باقيه آثاره !!
ليه يا شادن؟!..قفلتي الغرفة وخليتيها على حالها؟!...تبين تذكريني بأدق التفاصيل..!؟
تبين تذكريني بحقارتي.. تذكريني بشي ما نسيته لحظة !
مشى للسرير وهو يدوس ملابسه المتناثره بكل مكان... موجوع كنت ..كنت موجوع وللحين لازلت بنفس الوجع!
جلس وهو يكتم انفاسه من عضلة كتفه ..نزل بنظره لذراعه المجروح والدم ملوّث ملابسه!
مُرهق من المشوار الطويل ..مُنهك من آخر الأحداث.. وهذا هو وصل..!
::
في بيت أبـو راهي..
بعد العشاء ..
وقفت رهف على النافذة بابتسامة فرح : الجووو مطر !
بسمة واقفه جنبها : طول اليوم غيم شكل الليلة بتصير حلووة ..
مشاعل مرت من عندهم واتجهت للباب بقلق بتشوف شادن وين..اذا كانت برا فـ مع المطر أكيد بتدخل..العشاء خلص وهي ما رجعت..صارت تشك انها رجعت للبيت مع واحد من اخوانها بدون لا تقولهم..لعلمها انها رافضه الجيّة من الأساس..
وقفت عالباب وهي تستنشق عبق المطر وعيونها تحاول تدق على واحد من اخوانها يمكن تكون حست بتعب ورجعت مع واحد منهم.. مع حالتها النفسية ما تستبعد إنها تسويها بدون لا تعطي احد خبر عشان محد يمنعها!!
لكن قبل لا تكمّل اتصالها..، لمحت شي جاي بسرعة ناحيتها من جهة مُظلمة ..ميّزت فستانها العنابي.. ووضعها؟!..كانت تركض وهي تشهق والرعب مغطيها من أولها لآخرها..
نزلت بسرعة الدرج وهي تنااادي : شاااااادن!!
وصلت شادن وبشوفة مشاعل وابتعادها عن مكان الخطر..كانت بداية شعور صعب بالأمان...كانت تنتفض رعب مافي أثر للدموع...تنتفض وهي تهلوس هلوسة غريبة ..!
مشاعل ارتعبت من حالها المبلل بعض الشي وشعرها النازل على وجهها.. وهلوستها.. خافت تكون حالة من حالاتها النفسية الأخيرة رجعت لها..!
مشاعل بخوف : وييييين كنتي؟؟
شادن باضطراب عنيف ، بحالة غير طبيعية : أ..ابي ارجع..البيت مشاعل..مابي اجلس...
مشاعل : وشفيك؟؟..وين كنتي؟..لا يكون طحتي اتصل عليك وما تردين!
تذكرت انها فقدت شنطتها قبل تفقد الوعي بسبب ذاك يوم حاولت تتخلص منه..حطت يدها على صدرها وهي تحس الاكسجين يقل من حولها: ط..طاح مني..خلينا نرجع..أبي أر..جع.. برجع للبيت ..مشاعل.. مابي أجلس ..هنا..
مشاعل : بسم الله عليك.. تعبانة؟ وش حاسه فيه؟..تبين المستشفى؟
شادن ويديها تهتزّ برعشة لا ارادية : تعبانه كثير..تعبانه أبغى البيت !
مشاعل مسكت كفوفها تفركهم خافت ان اللي فيها رعشة برد : بسم الله عليك..سمّي بالرحمن.. انتي بردانه..
شادن بتكرار : خلينا ..نروح..
مشاعل : طيب بروح أقول لأمي..
طلعت عليهم أمهم اللي كانت تدوّرهم..ونزلت لهم وهي تشوف وجه شادن مخطوف ورعشة عنيفة تنفض جسمها ..
ام محمد بنبرة شديدة ، وقلق : بسم الله عليك وين كنتي؟؟
شادن ما قدرت تردّ ، كانت متمسّكه بمشاعل بأقوى ماعندها لأن الخدر وصل لكل عصب بأقدامها.. مافيها وقوف...بس نظراتها الضايعة خلّا أمها تخاف إن حالتها ساءت..لأن وضعها كان أبعــد من إنها تكون طبيعية.. وفكّرت تدق على زوجها..
مشاعل بهدوء : يمه خلينا نرجع تقول تعبانه ..
ام محمد مسكت يد شادن : وش حاسه فيه وانا أمك؟؟
شادن واللوعة تزيد بجوفها : مافين..ي...بس دايخه ..وحاسه..إني برجّع..
مسحت ام محمد على خد بنتها الأصفر : خلاص بدق على واحد من اخوانك ..أكيد ما تبين المستشفى؟
شادن هزّت راسها نفي بصمت..
ام محمد لفت لـ مشاعل : روحي جيبي عبايتي وشنطتي ..
راحت مشاعل ورجعت بعباياتهم..
مشاعل بقلق: وين شنطتك شادن؟
شادن باقتضاب وعيونها شاخصة من فضاعة الموقف اللي عاشته : طاحت مني..
مشاعل : وين؟ بروح أجيبها لك..
شادن بمرارة : عند..المكان اللي كنا فيه..
مشاعل راحت بسرعة تدوّر..ولحقتها رهف تساعدها اللي لاحظت الوضع..
بعد ربع ساعة ..وصل بندر بسيارته ومعه محمد اللي كانوا طول اليوم مع بعض.. واستقبلوا اتصال أمهم مع بعض..
محمد نزل من السيارة وعيونه على شادن : شخبارها؟؟
أمه وهي ماسكه يدها بالقووة..مع ان شادن تحاول تسحب يدها وتمشي بنفسها بس أمها كانت قابضه عليها بشـدة : مدري وش اللي بلاها !
همست شادن برجاء : أقدر أمشي ..أقـ.در..
امها بشدّة : توك تقولين دايخه !
شادن اختفى صوتها..مافيها كلام..وش تقول!؟.. تحاول تنسى لأن التفكير باللي صار لحاله ينهي كل ذرة احتمال باقية فيها..!.. ولا تدري شلون نفذت بجلدها !
::
في بيت أبو محمد..
كان عمر واقف على نافذته الوحيدة يطالع منظر المطر الخارجي وأرضية الحوش المبتلّة..متكّي على كتفه وماسك كمادة باردة صغيرة فوق كتفه المصابة كانت موجودة بثلاجته..والهدوء كاسيـه كأنه ما مرّ باللي مرّ فيه اليوم من مواقف شرسة..!
جرحه للحين ما عقّمه تاركه على حاله وكأنه يعاقب نفسه.. وكأنه ما يحسّ فيه أساساً..!
فاقد فيه الشعور الكلّي..!
ساعة مرّت على رجعته ..كانت نعيم مع هالهدوء ومع صوت المطر اللي ترك أثره الروحاني ..!
مشى ناحية سريره بياخذ جواله ..ناوي يكلّم بندر يتطقّس الوضع قبل يعترف إنه رجع ..!
التقط الجوال بنفس اللحظة اللي سمع أصوات توصله من برا .. فزّ وترك الجوال مباشرة ..ورجع بسرعة للنافذة وهو ينزّل الكمادة عن كتفه وظل شايلها بين اصابعه..،
وتارك أنوار الغرفة مطفيـّه..!
طاحت عينه الحادة عليهم كلهم..داخلين مع الباب ..وأولهم كانت... دنيته تمشي بشويش وأمها مو راضيه تفكّها..!
شادن برجاء ورجفة واضحة بصوتها : ما فيني شي.. مابي ..المستشفى.. ليش ما تفهمون خلاص..
أمها بحدة : توك هناك تقولين دايخه ما ندري وش فيك وما تبين تتكلمين..والحين ما تبين المستشفى.. وينه أبوك خله يوديك غصب !
شادن سحبت يدها وهي تحس بلوعة غثيان عنيفة تداهمها : تصبحون على خير ..!
وهرولت بسرعة ووجهها مخطوف لونه..
ومرّت من قدام غرفة عمر اللي كان يتابع اللي صاير بتركيز ودقة... الوضع المتوتّر هناك وصله بحذافيره..نظراته على شادن ولا غيرها ! يتمعّن فيها بدون ادراك بحاله..كان منغمس فيها حد الذوبان وحد نسيان نفسه !
محمد حاول يناديها : شااادن ..
أم محمد دخلت داخل وراها.. وظلوا مشاعل ومحمد وبندر برا..خصوصاً مشاعل اللي كانت منزعجه لآخر حدّ..!
قال بندر : كانت الظهر أحسن من آخر مرة تأزّمت فيها.. كانت أهدى ..وش صار؟
مشاعل بانزعاج : مدري ، من البداية أصلاً ما كانت تبي تروح بيت أبو راهي!
بيت أبو راهي؟
هالطاري شدّ أعصابه بالكامل !
استقام عمر وهو يقرّب إذنه للنافذة أكثر بعد ما كان مرتاح على رجل أكثر من الثانية!
كانوا في بيت أبو راهي أجل !
ضاقت عيونه بحدة وهو يسمع كل كلمة !
محمد بضيق واستياء رافض الفكرة كلها : ليش راحت دامها مو مرتاحه؟؟
مشاعل ناظرته بضيق : أبوي جبرها .. وما قدرت تعاند خصوصاً إنه معصّب من أيام وتوّه طالع من المستشفى وانت أدرى..واللي عرفته من أمي إنه يبيها تطلع من حالتها بسبب عمر..
تنهّد بندر لأنهم عارفين : على طاري معصب.. سيارة أبوي مو موجودة ..
محمد : كلمني قبل شوي وقلت له راجعين بالطريق..
بندر رجع يسأل : طيب وش اللي صار لها.. وجهها مهوب طبيعي أبد؟؟
مشاعل بحيـرة : مدري!... ما عدت أفهم شادن أحس إنها مو في وعيها أوقات ، والله إني خايفه عليها.. كانت معنا تضحك ومبسوطة قبل العشاء..وبعدين مدري وش صار لها..غابت علينا قلت يمكن تبي تجلس لحالها.. ويوم رجعت كانت هذي حالتها..! مو طبيعية وتهلوس وكأنها شايفه جني..
واردفت وهي تتحرك بتدخل : بروح أنام ميتة تعب..!
وغابت عنهم .. وظلّ محمد مع بندر واقفين تحت رشّ المطر.. ما عندهم نية للدخول لأن الموضوع اللي شاغلهم من الصبح ما خلص ، ومافي مجال يتكلمون داخل ..!
لكن عمر.. كان مُستمع مُنصت لكل شي..
وتحوّلت حدّة تركيزه من كلام مشاعل اللي حرّك كثير أشياء داخله بخصوص شادن...ناحية بندر ومحمد واللي وقفتهم جنب بعض تشدّ كل عصب فيه ..! ، ملامح وجهه الصلبة هي ذاتها وحدّة عيونه ما خفت وهو يتابعهم..
بندر تنهّد وهو يجلس على الدرج الرخامي : اتصلت عليه وأرسلت له رسالة لكن ما حصلت جواب للحين.. طلبت منه يرجع لعله يفكّ هالتعقيد.. أبوي ما عاد فيه صبر ولازم يجي يشرح موقفه.. يكفيه ذنب إنه ترك شادن قبل زواجهم..أبوي صار يحط الذنب عليه بحالتها الغريبة هذي..
محمد حك مقدّمة راسه..والكلام ضايع منه : خلها على الله يا بندر..خلها على الله.. أبوك صار يشكّ بحالة شادن العقلية.. واللي أتوقعه إنه مارح يخلي الوضع يتمادى أكثر..خسر عمر لكن مارح يسمح يخسر شادن بنته من لحمه ودمه..
بندر : برجع أرسل له عساه يرحمنا ويردّ.. ليته يحسّ إن فيه ناس وراه تهتمّ له ..
قاطعهم صوت انفتاح باب الشارع..التفتوا اثنينهم..ومعهم عمر اللي كان يتابع كل كلمة بذمّة وبقلب موجوع.! ، طاحت عينه على أبو محمد داخل ..
أبو محمد أقبل عليهم وبملامحه الهدوء ولكن الجدية : وصلتكم أخبار عنه؟؟
محمد بهدوء : لا للحين..
أبو محمد : اختكم وينها؟..تو امك دقت علي ..
بندر : شادن بخير راحت تنوم..
محمد بمحاولة جديدة لتهدئة ثورته ضد اللي يُعتبر أخوهم : للمرة المليون أقول لك خفّ عليه.. ما تدري وش ظروفه..
أبو محمد قبّ فيه..بهدوء شديد : وهو وينه يشرح ظروفه!.. أحد يترك زواجه قبل أيام قليلة إلا ان كانه مسوي بلوى..هالسواة لحالها تخليني غاضب عليه..
محمد قرّب بابتسامة يمتصّ عصبيته : ندري انك زعلان من غلاته..بس صبرك عليه احنا نحاول نوصل له بكل الطرق..!
أبو محمد : قلتها من قبل بيتي يتعذّره وان عرفتوا وينه ما ابي اشوف وجهه أنا متبري منه على سواته ..!
ومشى لداخل.. تارك بندر يتنهّد وهو يهزّ راسه بإحباط..ومعه محمد يحك راسه بغمزة من عينه..
قام بندر واقف : انا داخل والصباح رباح..
دخلوا سوى.. وهم بالصالة قبل يطلعون فوق ..دق تلفون محمد ،
رفعه يشوف وعقد حواجبه يوم شاف اسم (أبو راهي) ،
بندر : مين؟
محمد باستغراب : ابو راهي.. (وجاوب)... هلا..
استمرّت المكالمة ثواني ..كانت رسمية سريعة ، ومقتضبة ومحمد عاقد حواجبه بجدية من نبرة ابو راهي الغير مريحة أبداً..
سكّر منه عقب لحظة..
بندر : وش يبي ؟
محمد : يبيني أمرّه بمكتبه بكرة..
بندر : وليش؟؟
محمد بحيرة : ما عندي فكرة..مو عادة يطلبني أمرّه بشركته ..بس صوته ما عجبني ..
بندر تنهّد : الله يعينك على غثاه.. إنت وش طيّحك مع واحد مثله؟!..حظك ردي..
محمد بنظرات ساخرة : تتمسخر.. حظي الردي وش بتقول..
بندر ضحك : هههههههههههه.. لا تشيل هم..تلقاه موضوع بالشغل أو يمكن انت مقصّر بالمشروع ويبي يعطيك علقة..
محمد ببرود : انثبر.. احمد ربك على حريتك اللي عايشها..
بندر ضحك : هههههه يالله لك الحمد وجه وقفا .. (وهو يبوس يده ورا وقدام )
::
|