كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
,
الجــــزء 44 ..
--------------------------
في صبـــاح جديد...في موسكو ..
صحت سحر من النوم على الساعة 10 الصبح.. وهي حاااسه بكسسل غريب.. رجولها رايحه فيها عقب التسوق الطويل اللي خاضته مع ذاك المتقلّب بنظرها ، واللي رجع للفيلا ونفسه بخشمه !
عقب ما بدّلت ملابسها كانت مستغربة إن صوفيا ما جت توقظها مثل العادة... فهي تعوّدت الايام الماضية انها تجي تقرق على راسها من 9 الصبح بس هالمرة ما مرّتها..
ما اهتمت كثيير ..ونزلت وهي حاسه بجوووع... نفسها في فطوور متنوع يروّقها ..
وهي تنزل الدرج.. انفتح باب المدخل اللي مقابلها مباشرة ..ودخلت صوفيا وهي شايله شي بيدها بدون ما تنتبه لـ سحر..
ركّزت سحر بـ فضول على هالشي خصوصاً إن صوفيا كانت مدنقه تناظره وابتسامة ناعمة على وجهها الأبيض ..وملزقته بأنفها تستنشق ريحته بدون ما تشوف سحر..
سحر باستغراب : صوفيا !
انتبهت صوفيا وابتسمت وهي تقرب : ..هاقد استيقظتي !!
سحر وهي ترمقها بنظرة جانبية : أجل .. لمَ لم توقظيني كالعادة..لقد جاوزت العاشرة !
صوفيا : قررت تركك كما تشائين اليوم ..فلم أكن مستعدة لوجعْ رأس صباحي !
شهقت سحر شهققة حنق : وجع رأس !!.. ماذا !!
ضحكت صوفيا بمرح : هههههههههههههههه .. أجل قررت أن اعطي نفسي راحة اليوم وأدعك تنامين كما تريدين ..لقد فاتك هذا الصباح !! ( ابتسمت وخدودها تتورد ) .. كان ممتعاً للغاية ..
سحر لفتها هالتغيّر في وجه صوفيا .. ونزلت عيونها للشي اللي بيدها ..وقدرت تميّز ألحين وش يكون ..
وردة بيضاء !!
وردة حلووة !!..وشكلها آخاذ ويسلب العين !
سحر بفضول : ما هذه ؟
صوفيا بابتساامة وهي ترفعها لأنفها : .. لقد ..أهدانيهـا وليد ! جميلة أليس كذلك ؟ ( وعاودت استنشاقها )
سحر بدهشة من الموضوع .. كان السؤال بلسانها ..بس مات السؤال .. وعيونها فضحت دهشتها ..!
صوفيا ضحكت من نظرات سحر : .. ما بكِ لم تلك الدهشة !!؟
سحر ما عرفت وش تعلق ..وش تقول .. ولا تدري ليش فقدت الكلمات... بس يمكن لأنها ما توقعت تطلع منه حركة مثل ذي .. حركة رومنسية من شخص مثله !!
صوفيا ضحكت يوم شافت سحر ساكتة .. : لقد دعاني بعد الإفطار لأن اخرج معه في نزهة مشي في المنطقة والريف.. لم أعترض فذهبنا للمشي سوية .. وخلال ذلك أهداني هذه .............. ( ... وابتسمت بنعومة وكأنها تستذكر لحظة من اللحظات ... وتابعت ) : ...تحدثنا كثيراً ... لقد قال لي بأني جميلة جداً... وبأنه مندهش بأنني لم أرتبط بأحد حتى الآن ..
رفعت سحر عينها وهي متحففزة ...ومستغربة من هالموضوع اللي تطرقوا له ..
وقالت بدون شعور : بماذا يفكر هذا الأحمق ؟؟
انتبهت لنبرتها بشكل متأخر... وكأنها كانت تعترض ... بس صوفيا ضحكت وخذتها بشكل فكاهي : .. لا تفكري بعيداً ..لقد كان مجرد حوار عابر... أراد أن يعرفني أكثر وفوق هذا فقد كان حوارا عفويا ..لقد تكلمنا بعدة مواضيع .. اتريدين الصراحة ... هذا الشخص مثقف جدا.. وأذكى مما تصورت ..يبدو لي أنه صندوق مفاجئات..وانسان غريب .. كل ما عرفتُ عنه اكثر وظننت انني اعرف ما يكفي عنه... كلما اكتشفت انني لم اعرف شيئا عنه ابدا ..
سكتت سحر عقب ما قالت صوفيا هالكلمات ..ما تدري ليش حررك شعور داخلي فيها ..
لأن جزء من كلامها يوافق اللي هي كانت تحس فيه عن وليد... يعني ما صرتي لحالك يا سحر اللي قد حسيتي كذا عنه... حتى صوفيا صارت تتساءل ..!
صوفيا ابتسمت وهي تناظر الوردة : .. ولكن شخصيته هكذا أفضل... جميلٌ هو هكذا !
سحر بدهشة ناظرتها : ماذا ؟؟؟
ابتسمت صوفيا : أجل.. أفضّل وليد بذلك الشكل الغريب ... إنه يمتعني هههههههه !
سحر بـاعترااااض : ولكنّه لا يمتعنـــي أنا !!
صوفيا : وما دخلي بكِ ؟.. هههههههههه !
سحر : صوفيا !!...تخلللللصي من هذه الوردة حالاً !!
صوفيا باستغراب وهي تضم الوردة بين كفوفها : ولماذا ؟؟...لن أفعل !
سحر باعترااااض ما تدري وش سببه : ألم تقولي أنه كان حوارا عابرا ...أخشى أن تأخذيه على محمل الجد !
ابتسمت صوفيا وقرّبت من سحر..وهي تقرص خد سحر وكأنها اختها الصغيرة : .. لستُ طفلة يا صغيرة .. عمري ثمانية وعشرون وسأبلغ التاسعة والعشرون في غضون سبعة أشهر .. أعرف جيدا كيف اتمالك نفسي.. أم تُراك نسيتي أنني كنت مرتبطة بصديقي السابق .. فلدي خبرة في الحياة لا تقلقي..
سحر باعتراض : لستِ مراهقة لتحتفظي بوردة قد أُهديت لكِ من شاب لا أظنه سيكون جاداً بشأنكِ يوماً ..
صوفيا ابتسمت بنعوومة وعيونها تلمــع : ولم َ؟.. لا يبدو وليد من النوع اللعوب أبداً... إنـه يعاملني باحترام بالغ لم أحظ مثله من رجل في حياتي ..لا أعلم ما اقول ولكن .....(سكتت للحظة ... وكمّلت ) .... إنه يأســـرني يا سحر !
انصدمت سحر من هالتصريح المباشر ... كلمة "يأسرني" .. خذت أبعااد كثيرة في بالها ..
ضحكت وما تدري ليش حسّت كأنها تسمع نكتة : ... م...ماذا .....أأنتِ جادة !!
صوفيا ضحكت : لم كل هذه الصدمة بوجهك ... إنك تتكلمين بطريقة غريبة !! هل في شعوري هذا ما يثير الغرابة!؟
سكتت سحر .. ومافي بالها كلااام... اكتفت تعليق عالموضووع..
جد وش دخلهاا ...بكيفها هي ويــاه ..!!
صوفيا اللي كانت لابسه جينز أزرق على جسمها الممشوق وبلوزة هاينك بلون زيتي مناسب لجولة مشي... قالت وهي ناوية تروح لغرفتها : سأذهب لأغير ملابسي... اتريدين افطارا ؟؟
سحر اللي فجأة تعكّر مودها .. قالت بدون نفس : ..لا أريد...سأخرج لوحدي !
صوفيا باهتمام لأنها لاحظت مودها اللي تغيّر : مابك؟ ... إلى اين ستذهبين ؟
سحر : إلى أيّ مكان !!
وما قالت أكثر.. أنهت النقاش... راحت فوق لغرفتها وهي جد انعفس مودها فجأة ... ما ناقصها إلا تشوف علاقة حب حقيقية بين وليد وصوفيا ... !!
هالشي اللي مارح تقبل تشوفه..!..ماهي ناقصه ملح ينرش عالجرح!
حاولت تلغي الموضوع كله من راسها وبسرعة بدّلت ملابسها.. لبست بنطلون أسود ..وفوقه بوت طويل لنص ساقها ..وفوق بلوزة هاينك سكرية شتوية وعليها جكيت اسود طوويل لين الركبة .. لفت حجابها بطريقتها المعتادة عشان ما يرتخي ..وخذت نظارتها وشنطتها وطلعت ..وكل هذا اخذ منها عشر دقايق ..
نزلت تحت ومباشرة لبرا ... طلعت ..وقبل تنزل الدرجات الحجرية ..طاحت عينها عفوياً على صوفيا وهي مغيّره ملابسها وواقفه جنب الطاولة اللي جالس عليها وليد .. واللي رافع راسه يحاكيها بابتسامته الجانبية الجذابة ونظارته الشمسية تغطي عيونه، اللي صايره نادراً ما تشوفها بسبب هالنظارات...وقدامه صينية الشاهي اللي توها جابته له... يسولفون بانسجام ملفت .. فعلا بينهم انسجااام واضح وكأن كل واحد فاهم الثاني..
كانت سحر واقفه أعلى الدرج الحجري وتناظرهم ... ابتسامات وليد متكررة بين كل لحظة والثانية ..وواضح على صوفيا إنها عرفت كيف تقدر تسحب منه هالابتسامات الحلووة !!
عكسها هي ... وكأن وليد يرتاح مع صوفيا أكثر ... ومع الأيام قامت تلاحظ هالشي أكثر وأكثر..!
فيه شي نغّصها .. شالت عيونها من عليهم ونزلت الدرجات الحجرية بسرعة .. وقررت تطلع من الفيلا بكبرها ..تحتاج لشي يصفّي أفكارها ... وتنسى هالوضع الجديد ، صوفيــا ووليــد !....
وهي ...عالهامش !
هي لازالت جريحة...وطالعة من تجربة فاشلة ما تدري متى بتتشافى منها !!..
هل بتتحمل تشوفهم مع بعض ؟؟
مرّت من قبالهم بس مو قريبة منهم...
وقدروا يشوفونها وهي تمر.. وخصوصا تركي..اللي انتبه انها ما تناظرهم..ولا حتى ألقت السلام ... مو عادتها لأن الأيام الأخيرة متبدله من ناحيته وصارت تسلم عليه وتسأل عن أحواله بشكل طبيعي... اليوم غير !
ناداها وهو جاالس باستغراب ... ما كلّف على عمره يقووم : يا آآآآنسة !
التفتت سحر عليه وهي تمشي بنظرة سريعة.. وصدّت من غير لا توقف... حاسه إنها مخنووقة فجأة ..
تركي لاحظ ردة الفعل ذييك .. ، وعفويـاً رفع راسه بتساؤل لـ صوفيا اللي حاولت تناديها كمان : .. ما الأمر؟.. ما بها ؟
صوفيا : لا أعلم لا تبدو على ما يرام منذ استيقظت من النوم..
تركي : أهيَ مريضة ؟
صوفيا : لا أدري لم تقل شيئا !
تركي بعدها ..قام وااقف وتخلّى عن الرسمية : سحــــر !
عند سحر اللي سمعت اسمها المجرد .. كرهت نبرته المميزة اللي عطت اسمها رنين غريب..وزادت من سرعة خطواتها ..وهالشي اللي لاحظه تركي بدقة ..
تركي من بعيد بجدييية : لحــــظة !
ما سمعت كلامه ووصلت اخيرا للبوابة البعيدة..وتنفّست الصعداء لأنها تقدر تختفي عن عيونهم وعيونه خصوصاً ..
بس انصدمت يوم سمعت صوته فجأة قريب ووراها !!
التفتت لورا وهي تتخيل انه بيكوون جالس عالطاولة هاللحظة.. بس الصدمة إنه كان وراها مباشرة ولا تدري وشلون وصل عندها بلحظات ...
تركي بحزم : قلنا انتظري !
ما ردّت عليه ..ولا تدري ليش أصلاً قامت تتصرف هالشكل !
ولـ عاشر مرة ما ترد ..
جاوزت البوابة ..وما حست الا بيده تلتف على ذراعها..وتجذبها لناحيته بطريقة استدارت معها بقووة وصدم ذراعها بصدره !
تركي بجدية فيها نرفزة : .. أكلمك أنا !
سحر بنرفزة حاولت تفك يدها بعصبية : فكني وش تسوي !!!
تركي : أنا لما أكلمك يا ليت تردين ..توقّعت تجاوزنا أنا وإنتي مرحلة اللاحترام اللي كنتي تعامليني فيها ... بس شكلنا بنرجع لها !
سحر وهي تناظره باستغراب من اسلوبه : فكككني أقول ..مو رايقه اتكلم مع احد !
تركي من غير لا يتركها : عالأقل ردي وقولي مالي خلق أتكلم معاك... ساعتها بتركك على راحتك...بس تطلعين هالشكل وانا أناديك ..مو حلوة
سحر وهو تحرك يدها تبيه يتركها ..وقربـه هذا كرررهته : .. اتركني .. ات..ركني ...
ولا شعورياً ونتيجة للشعور السلبي اللي تحس فيه ...دمعت عيونها وهي تناظر وجهه الصللب .. غرقت عيونها وهي متعلقه بعيونه الجادة اللي ما زاحت عنها ..عيونها كانت تنطق بنظررة غررريبة مو مفهوومة فيها كثير معاني..استفاضت عيونها من ردة فعل داخلية .. تحاول تنسى كل الألام داخلها بس صارت تخاف إن وليد يكون أول واحد يستثير هالآلام من جديد...
تركي تغيّر وجهه للحيرة من طلّت الدموع بعيونها ..ونظرتها ذيك ما قدر يفهمها ، كانت خليط من كثير اشياء ..
خفف من ضغط يده وعيونه مركّزه على عيونها اللي ما قدرت توقّف تدفّق الدموع ..
وقال بهدوء : صار شي؟
تألمت زود من نبرة الاهتمام هذي.. خلاص ما عاد تبيه يهتم...ماعاد تبيه يهتم...
سحر باختناق : ما صار...اتركني ..
تركي بجديّـة : مارح اتركك... انا مسؤول عنك من يوم بدينا اللعبة مع اللي مسميتها... ومن يوم جينا هنا أنا مسؤول عنك وأبـوك موصيني عليك من أول ليلة اذا ما تدرين.. لا تفكرين اني بتخلى عن هالمسؤولية ..
كلامه هذا جديد وأثّر فيها .. أثّرت عليها الجدية اللي في كلامه وكأنه يعني كل كلمة..
قالت باختناق وهي تبي تبعد عنه هو بالذات : ما أبي أكون مسؤولية احد ... (وبعناد صوتها ) .. اتركني اقوولك ..
تركي بجدية وكأنها تحاكي جدار : وش اللي بلاك ..تكلمي !
سحر عصصبت جد : ياخي مو شغلك قلت لك ابعد..اتركني .. أنا مو مسؤوليتك وخخر ..!
حاولت تبعد وشكل نبرتها وحكيها عصّبوا فيه ..جذبها بقسوة اكبر وصقعت فيه للمرة الثانية : .. ترا احنا من يومنا بالرياض وانتي مسؤوليتي لو ما تدرين .. ووظيفتي بتستمر هنا ... أنا ما استقلت من ذيك الوظيفة يكون بعلمك .. ودامك موجودة هنا حولي فـ وظيفتي بتستمر..
قامت تتنفس بانفعال وصدرها يطلع وينزل وذا الانسان مقرب وجهه منها بحزم وجدية.. وذراعها مو راضي يتحرر من اصابعه ..
تركي يوم شاف انفعالها الواضح على جسمها .. نزل بنظره على صدرها الصاعد والهابط ..ثم رفعه من جديد لعيونها اللي لازالت الدموع متحجره فيهم ... وبهدوء جاد : .. أنا ما غلطت معك بشي.. ولحد أمس كنا أنا وأنتي سوى حلوين مع بعض....فقولي لي ... وش اللي مضايقك ؟؟
سحر بانفعال وعصبية من أسلوبه : أحد قال انك مضايقني ؟؟؟؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية كتمت انفاسها وكأنها قالت شي غلط : انا ما قلت اني مضايقك...أنا سألت وش اللي مضايقك غيري ..لأني عارف حالي ما سويت شي يزعّل أميرتي الحلوة !..بس الواضح من كلامك إني انا اللي مضايقك!!
انقبض قلبها من الكلمتين اللي قالها بنعوومة بالغة وابتسامة أعذب من الورد... "اميرته!!"... الحلوة ؟!!!!!!
وما قدرت إلا تقول بهمس تحاول تطلع من هالمحيط الغريب اللي لفّها فيه : .. اتركني...
بادلها الهمس بهمس : .. مارح اتركك..
وما حست إلا بيده تلمس خدها بنعومة.. يمسح دمعتها اللي لها ساعة معلّقه .. بشكل صدمها ،
هاللمسة كأنها كهرباء ألف فولت انتفضت وارتدّت خطوتين ورا بسررعة...وتحررت منه وكأنه هو تركها بمحض إرادته..
ابتسم تركي من ردة الفعل ذيك .. وكأنه كان يجرب ردة الفعل ..
سحر بعصبية غطّتها بالكامل وأطرافها ترتجف : لا تكررها ... سامع !!
تركي بابتسامة : .. ان شاء الله... آسف !
جت بتمشي بس قال : .. لا تتأخرين !
رمت عليه نظرة باااردة : نعم ؟؟
تركي وهو مدخّل يديه بجيوب جينزه ..بثقته العفوية : أقولك لا تتأخرين ..!
سحر : مو شغلك !
تركي : انا اعتبر نفسي مسؤول عنك بالأوقات اللي الوالد مو موجود فيها.. فلذلك انصحك ما تتأخرين ..
سحر : انت ما تجوز عن تأمّرك علي !؟
تركي ابتسم بمتعة : نو !
سحر : أجل لازم تتوب عنه من اليوم ورايح... أنا اعرف البلد اكثر منك وطلعاتي لشوارعها مو جديدة.. فلا تتدخل فيني .. وعناد فيك الليلة مارح ارجع قبل 10 بالليل...
كانت تبي تقهره بس الروقاان ازداد على ملامح وجهه ... وقال : .. دام كذا اجل أنا بجيك وأرجعك للبيت بنفسي... استعدي للمضاربة أجل..
ارتفع ضغطها ..يقولها بكل قواااة هالعين...وكأنها زوجته مو ولية نعمته ..!
سحر : وليد انت شفيك اليوم !!؟؟.. توقعتك عقلت !!
تركي ابتسم : .. انا نفس كل يوم.. انتي اللي غير كل يوم...
اختنقت لأنها مو عارفه وين مصدر الضيق هذا ...
اعترفت بهددوء لعلها ترتاح : .. متضايقه شوي... وابي اطلع اغير جو.. ارتحت..
اقترب خطوة وحدة...بنبرة نااعمة : .. وش اللي مضايقك ؟
دنّقت للأرض تحاول ما تناظر فيه : ما ادري... قمت فجأة من النوم..وانا حاسه اني متضايقه ومزاجي مو زين..
تكذب !!.. كانت رايقه يوم قامت حتى انها كانت ناويه تسوي فطور لنفسها بنفسها...بس انعفس مودها من صار ذاك الحوار مع صوفيا...
وقف قدامها بتساؤل : بس ؟
سحر وهي تناظر الشارع اللي تمر فيه السيارات من جنبهم وتصدر ضجيج : .. ايه بس !
تركي بنبرة رقيـقة للغاية : سحر !
اسمها المجررد بلسانه يربك...خصوصاً ذيك النبرة اللي ترجف أوصالها... رفعت راسها والتقت عينها بعيونه وهي سااااكته..
تركي بعذوبة وهمس يشدّ : تذكري... اني الوحيد اللي يعرف بسرك ..وش بتخبين اكثر من ذاك السر... اذا فيه شي قولي لي.. مستعد اساعد..
اهتزّ قلبها وهي ما تدري وش تقول... بس قالت : .. مافي سبب... بروح أغير جو ..وبرجع طبيعية .. مع السلامة ،
وتحركت من قبااله على الرصيف وهي تعدّل شنطتها على كتفها ..ولا حاولت تلتفت للخلف أبداً لاحساسها بنظراته مسلطّه عليها ...مافيها لزيادة شحن نفسي !!
تحتـاج تبتعد عن هالفكرة الجديدة... وليد..وصوفيــا !
::
بالمــساء .. بعد المغرب مباشرة ..
دخلت مشاعل غرفة شادن وهي لابسه فستان ميدي ازرق مايل على رمادي بقصة صدر واسعة ونازلة على أكتافها..بشكل يبرز نحافة كتوفها ورشاقتها.. بدون اضافات أكثر كان الفستان بسيط وناعم ويناسب اجتماع عائلي ومافيه زيادة ضيوف!..ما كانت ناوية تلبس فستان بالأساس ولكن أمها طلبت منها تلبس شي ذوق دامها العزيمة العائلية الأولى مع نسباهم..!
كانت شادن بذيك اللحظة جالسه عالمقعد قدام التسريحة .. وتناظر بشعرها المموج والمسدول على أكتافها بعشوائية ما بعد رتّبت فيه شعره وحدة...تطالعه بضياع مو عارفه شلون تضبطه ، والحماس مطفي ومختفي !
كانت لابسة فستان ميدي لنص الساق باللون العنابي يغطي الأكتاف والذراعين للأخير بأكمام واسعة وضيقة عن المعصم..وبقصة رقبة دائرية بدون ياقة.. اختارته بدون اهتمام وتركيز..أو حتى تفكير !.. كان بسييييط للغاية!
مشاعل ابتسمت : وش هالززززين ؟
ناظرتها شادن بالمراية وابتسامة ساخرة على فمها...وما علّقت..
مشاعل : جد على إنه بسيط ومافيه شي يستاهل..إلا ان لونه عليك وااااو !
شادن ببرود : مو لهالدرجة ..تكفين لا تزيدين همي مشاعل أنا هالروحة كلها ما أبيها..
مشاعل اقتربت منها : حتى أنا لكن وش نسوي ، على قولة أمي وأبوي ..التوجيب واجب ومافيه نقاش !
شادن لمّت شعرها بسرعة من كل جهة ..ولفّته بسرعة مثل الكورة وحطّت بنسة سوداء تلمع على خفيف..تثبّت وضعيته ! .. وأخيراً جابت طوق أسود ناعم بدون لا تفكر فيه ولبسته..
مشاعل باستغراب : بتسوين فيه كذا ؟؟
شادن قامت واقفة وتحركت بعيد عن التسريحة لدرج بعيد : ايه مارح أفكه ..ترا كلها مناسبة عائلية على قولتك..مافيه الا احنا وهم..
مشاعل ابتسمت : ليش ما تكشخين ترا الكشخة تنعكس على النفسية ..مو كنتي تقولين لي هالكلام؟؟
ناظرتها شادن بألم ، والتفتت للدرْج تاخذ وحدة من شناط اليد.. بدون تعليق لأن صعب الكلام..
سحبت شنطة سوداء حزامها طويل يوصل للفخذ.. وتابعت : هذاني كاشخه ولا ما عجبتك؟؟
ضحكت مشاعل : ههههههه.. ايه كاشخه بس شعرك أحلى لو تنزلينه..
شادن رجعت للتسريحة تاخذ بعض الأغراض : قصدك مو حلو الحين؟؟
مشاعل : إلا حلو ..وتتقنين رفعته بس يعجبني وهو نازل أكثر..
تحركت شادن وهي تعلّق شنطتها : دامه حلو مايحتاج أزيد فيه..
مشاعل : طيب ودي تكحلين عيوني من برا..من زمان ما كحلتها وخاطري أسويها..
شادن ناظرتها وهي تحاول تلبس كعبها اللي خامته جلد النمر : حطي ماسكرا وتكفي !
مشاعل : حاولت أسويها لنفسي ما ضبطت..يدي تهتز ..
شادن تنهّدت وهي توقف وتدقّ رجلها بالأرض تعدّل الكعب : الحقيني تحت وبسويه لك..
نزلت شادن الدرج وخطواتها الأنيقة تطرق الأرض.. بينما مشاعل راحت لغرفتها تجيب شنطتها وكعبها قبل تلحق اختها لتحت ..
أم محمد كانت جالسه بالصالة تنتظر زوجها اللي كان مع أبو خالد بالمجلس ، بحكم إن عيالها مو فيه وأبـو محمد هو اللي مُفتــرض يوصّلهم لبيت ابو راهي عقب شوي..
دخلت شادن بصمت ونزّلت شنطتها على الكنبة بدون لا تقول شي..
أمها ابتسمت وهي تناظرها بفستانها البسيط الحلو بلونه.. وقالت ترفع معنوياتها : عروووس يا يمه عروس !
الكلمة ما ترفع المعنويات !
الكلمة تقتل...تقتل بـ أشد أنواع السموم !
طالعت أمها والعواصف تمرّ بوجهها بلمح البصر... وتختفي !
أي عروس ... وأي زواج تنتظر عقب كل اللي صار معها !
ما تدري...إذا كان الخبر وصل لأمها بعد... وهل أبوها شرح لها كل شي!
يمه؟.. وش بتسوين ..؟
ابتسمت تقطع الأفكار ..بمحاولة لتغيير مزاجها : يارب تشوفيني عروس يمه!
أمها وهي تتأمل وجهها..الزينة فيـه خفيييفة للغاية : ليش ما تصلّحتي زين؟
شادن حطّت يدها على خدها المايل للوردي الخفيف : حطيت يمه..ما بغيت أكثّر..
أمها : ماهو باين وما ودّي تروحين للناس ووجهك بهالتعب.. ما عليه يمه أدري تعبانة بس على قولة أبوك الروحة تغيّر جوْ الواحد...وأبوك ما يبيك تجلسين بالبيت شوفة الناس تغيّر النفسية وأنا امك.. كحلك خفيف زيدي عليه أبي اشوف زينك..
كل هالكلام عشان ترفع من معنوياتها وتساعدها تبدا الليلة بوجه بشوش وابتسامة حلوة..!
وهي ..بتحاول ..بتحاول بكل قواها إنها تستردّهم ..!
بالمجلس..
أبو خالد جا يزور ابو محمد عقب رجعته المستعجلة...ومعه خالــد اللي جاء يتطمّن على عمه..
بندر ومحمد ما كانوا موجودين لأنهم طلعوا من كم ساعة للقسم وللحين ما رجعوا ، ورح يتأخّرون !
ابو خالد : الله يهديك هذاك غزالٍ ما شاء الله مافيك الا العافية ..
ابو محمد : الحمدلله وانا اخوك عدّت سليمة ..وش اللي رجّعك الله يهديك..خابر عندك مشاغل قد الدنيا في ذيك الديار.. عساك خلصتهم بس؟؟
ابو خالد : لا وين أخلصهم...تونا الله يكون بالعون ..قدامنا جدول طويل عريض.. الشغلة ماهيب سهلة !
ابو محمد باهتمام : وتركت بنتك هناك بلحالها؟؟.. ورا ما جبتها معك؟؟
ابو خالد : مهيب لحالها .. ومارح أطوّل عنها ..بكرة ولا عقبه إن شاء الله أنا هناك..
ابو محمد : ما كان له داعي رجعتك يا مساعد.. كبرت الموضوع وإنت مشغول قد راسك ، هذاني قدامك مافيني الا العافية..
ابو خالد : مهيب مشكلة..اهم شي رجعت وتطمنت عليك.. خالد الله يهديه لو قايل لي أول ما طحت كان رجعت قبل.. خوّفني عليك..
خالد ابتسم وهو يصــب لهم القهوة دام عيال عمه مو موجودين : ما كنت رح اقولك خير شر بس حسيت بتأنيب الضمير..
وأردف وهو يمدّ الفنجال لـ عمه : وين الشباب يا عمي؟..محمد وبندر وينهم؟
ابو محمد انكمش صوته...لأكثر هدوء بدون جواب واضح : طالعين مع بعض..أهقى إن عندهم شغلة بيسوونها..ما سألتهم وش هي..
خالد : وعمر وش أخباره؟...وصلكم خبر عنه ؟؟
ابو محمد ووجهه يكسوه الجد ..والغمّ.. وبقلب مهمووم : .. ايه ..مسافر لشغل..
خالد : الحمدلله .. قلقت يوم قال لي محمد قبل فترة إنه ما يرد ولا عارفين وينه..
يكفي يا خالد !..لا تزيــده ..!
لا تزيده ..
جاوب بصوته الهادي : لا مابه إلا العافية ..
أبو خالد لاحظ تعب جديد على وجهه : وشفيك يا عبداللطيف وجهك مهوب عاجبني ؟؟ لا يكون تحس بتعب للحين؟
ابو محمد : لا كله ارهاق مع الوقت بيروح.. فيني قلّ نوم ..هذا اللي فيني ..
ابو خالد : اذا فيك شي قل لخالد دامه موجود عندك... بدل المستشفى وغثاه..
ابتسم خالد بضحكة : ابشر بكشفْ مجاني يا عمي ههههههه.. تدلل بس..
ابتسم أبو محمد وهو يتنهّد من تعب ينتشر بجسمه ..أمس بطوله ما نااام.. يفكر بـ عمر !..ولا بـ بنته اللي سارقه النوم من عيونه..
أبــو خالد بتساؤل : أشوفك لابس ، ناوي تطلع مكان؟؟
ابو محمد : والله ياخوك البنات وأمهم معزومين عند أبو راهي...وبوديهم دام العيال مهوب موجودين..
أبو خالد باهتمام : دامك تعبان لا تسوق بهالليل... خالد يوديهم ، المشوار طويل عليك إنت ريّح !
ابتسم أبو محمد : خالد عندك دوام المساء؟
خالد ابتسم : لا عمي ..اليوم الجمعة ما عندي مسائي.. فاضي لا شغل ولا مشغلة تبيني أوديهم ما عندي مشكلة..
ابو محمد: فيك حيل وانا عمك؟؟
ابتسم بحلاوة وهو يأشّر على خشمه : أكيد على هالخشم.. دامك تعبان مو زين لك المشاوير..أنا بوديهم لا تشغل بالك..
ابتسم ابو محمد وهو يطالع أخوه : ليتك جبت منه اثنين يا مساعد.. هالولد عيني عليه باردة ..عقل وذرابة وزين (وبمـــزااح وهو يرجع لخالد اللي يتابع بعيون مبتسمة ) .. ليتك تاخذ بنتي الثانية.. أهقى إنها بتعقل على يديك !
وضحك ، على وجه خالد اللي انقلب ! ،
تلميحه كان ..يتّجه لـ مشاعل بكل وضوح !
مين غيرها مجنونة... ومين غيرها يبيلها تعقيل !
ما علّق لأنه ما لقى كلمات.. واكتفى بابتسامة تحافظ عالجو الرايق.. ولو إن داخله هالفكرة جابت له التوتر والحككة.. أكيد عمه يمزح مافيها كلام بس اعلان الفكرة جديد من نوعه !
ابو محمد ضحك يوم شاف وجهه ..وخاف إنه انحرج : ههههه أمزح معك...
خالد حكّ خده يجاريه : ما أفكر بالزواج يا عمي حالياً..
ابو محمد بابتسامة : أمزح معك ليش وجهك أحمر... هالبنت مارح يعقّلها شي ..الله يصلحها ويوفّقها .. متغيّره هالأيام ..عساها تكمّل على خير وتريّح بالي عليها..
خالد عقد حواجبه وهو يسمع..
يعني هالتغيّر اللي يحسّه فيها ..واصل للبيت بعد...مو محصور عليه هو !
لقى نفسه يسأل بكل عفوية : شخبارها مع الجامعة..عسى ماشية !؟
أبو محمد ابتسم : تركت الجامعة الله يهديها ..الله يعوضها على خير..
رفع خالد حواجبه بدهشة عارمة....وصدمة... تركت الجامعة ؟!!!
هالمجنونة ..!
مشاعل ..أي مخ عندك تفكرين به؟ .. أي عقل تملكينه عجزت أفهمه !!
قبل يسأل أكثر..!
سأل أبو خالد بابتسامة : لي فترة عن البنات ..ودي اشوفهم ،
ابو محمد وهو يقوم واقف : بروح أناديهم لك بالمجلس الثاني .. خالد بقول لأم محمد إنك تنتظرهم بالسيارة ..
ابتسم خالد وهو يقوم : ان شاء الله.. أجل انا بطلع ما يحتاج تناديهم بالمجلس الثاني.. خلهم يجون هنا..
طلع خالد ناحية سيارته ... ودقايق ونادى ابو محمد بناته عشان يسلمون على عمهم..
|