كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
شالت سحر شنطتها عقب ما بدلت ملابسها ولبست لبس شتوي.. وربطت حجابها مثل المعتاد.. شالت تلفونها ونزلت عشان تطلع لـ وليد اللي أكيد جالس ينتظرها..
صوفيا طلعت من غرفتها وهي لابسه وناويه تطلع : انتبهي لنفسك..
ابتسمت سحر وهي تفتح الباب : إلى اللقاء.. لا تشغلي بالكِ..
نزلت الدرجات وعيونها تطيح على وليـد وهو واقف عند البوابة معطيها قفاه..لابس بنطلون جينز أزرق غامق..وبلوزة هاينك سوداء والجكيت الرمادي .. مع الآيس كاب اللي يغطي راسه..نفس لبسه اللي شافته بآخر مرة... بحالــة انتظــار..
مشت لهنااك ويوم قرّبت تنحنحت .. انتبه على الصوت..التفت لورا ويديه بجيوب جكيته الرمادي ..وابتسم ابتسامة صغيرة..وهو يعلّق : صارت ربع ساعة مو عشر دقايق..!
سحر رفعت حاجب واحد وهي تحسه مستقعـــدْ .. بس بتوريه أعصابها الثلج : .. حسبتها كلها 12 دقيقة والدقيقتين الزايدة هذي خذتها في المشي لعندك..
تركي بابتسامة : بعدّيها هالمرة ..
سحر قامت تتأمل هيئته بصمت وتدقيــق..وتركي لاحظ نظراتها التقييمية اللي تمر عليه من فوق لتحت..
سكت لحظة ..وقـال بعدها : وش تناظرين؟؟
سحر ابتسمت بمتعة ..وعيونها تنقلب لوعيد ما فهمـه باللحظة الأولى : .. في بالي أسرمكك ..مــن إلــى !!
تنّح شوي وهو يحاول يستوعب الكلمة .. "أسرمكـك" ..يعني أعدلك من أول وجديد..
وسحر اللي توها تاخذ مآخذ على ستايله..قالت بصراحـة : تصدق بقولك شي..بس لا تزعــل.. إنت كنت بالرياض زيرو بالموضة وأحلى ما لبسته يوم أعطيك من ملابس خالد أخوي ( وهي تتذكر بسخرية بسيطة ) ..وتحسّنت هنا شوي...بس مو منــك..من الشتاء اللي يخلي الواحد يتعدّل ويتأنق.. وأنا مثل ما قلت لك..بشتري على كيفي ..
ضيّق عيونه يوم استوعب من كلامها إنها تنتقد وتطلع عذاريب فيه.. وتلسعه بنية مقصودة ..!..بس ما عصّب لأنه عطاهم ذاك الانطباع بقصد واستقصاد ..
وابتسم رغم هذا .. يجاريها : .. بنشوف وشلون بتسرمكين هالمسكين.. ؟
ضحكت غصب وهي تمشي : هالمسكين مب عارف نفسه بعد كم ساعة !
مشى وراها وهو يحبس ابتسامة من هالثقة المتناهية بصوتها.. بس مو مشكلة بيمشي معاها للآخر..ويشوف وش بيطلع منها بالأخير...
تركي صار بمستواها وبينهم فراغ بسيط : بس مارح أتنازل عن حقي في الراي!
ناظرته وهي تمشي : أي راي؟
ناظرها من جنب : رايي مارح أتنازل عنه..
سحر ابتسمت : إنت فكر تتحملني ألحين..بعدين نشوف !
تركي : انتي ركزي على مساعدة هالمسكين وانا راضي بالتعب..
استقلّوا الباص العام..وبعد عشرين دقيقة وصلوا لمنطقة تشتهر بالمحلات التجارية تطل على شارع يعتبر ممشى للناس وفيه بعض المقاهي والمتاجر بمختلف مستوياتها.. المكان مكتظ والحياة بهالشارع مستمرة..والجو فيه حلوو..
سحر التفتت لـ تركي يوم وصلوا ..بابتسامة تبي تشوف رايه : وش رايك؟.. مارح تلقى مكان وشارع كبير وحلو مثل هذا..
تركي قلّب فمه لتحت بهدوء : .. أعتبرها بداية حلوة.. تطمّني مبدئياً..
ناظرته باستنكااار من كلامه : وش متوقع؟.. بوديك مكان خايس مثلاً..
تركي اعترف : تبين الجد إيه متوقع تاخذيني مكان يناسب وليد...بس أقدّر أمانتك هذي..!
ابتسمت بعفويـة... وأردفت : أنا ما فكرت بمستوى وليد فكرت بمكان بنلقى فيه كل اللي تحتاج من غير تعب..
تركي وهو يناظر الناس عالأرصفة وما يناظرها : وأنا أقدّرلك هالشي يا آنسة ..
سحر تنهّدت : أوكي... ما قلت لي وش تحتاج...كتبت أغراضك بورقة ؟؟
تركي ابتسم على جنب بشقاوة .. وهو يلتفت لها : لا للآسف...
سحر باستغراب : وشلون بنتحرك أجل!.. كذا يضيع الوقت!
تركي وهو يدق راسه بإصبعه : كل شي محفوظ هنا... ما يحتاج ورقــة..
رفعت حواجبها من ثقتـه... وتماشت معه : طيب.. وش تحتاج؟!
تركي هزّ كتوفه : كل شي يخطر على بالك.. والأهم الملابس ألحين..أحتاج لشي يساعدني أتحرك بهالجو..
تنهّدت سحـر وهي تتلفّت يمين وشمال تتأمل المحلات اللي تمتد لأميال..تحاول تلقى نقطة الـبداية اللي ينطلقون منها... بس وليد يحتاج كثير وهي ما تقدر تبــدى بفوضى وحوســة..لازم ترتّب أفكارها ولّا ما تعــرف تركّز..!
وبفكرة سريعة خطرت عليها...تحرّكت بصمـت ناحية أحد المقاعد الموجودة عالرصيف... وتركي استغـــرب وهو يتابعها بعيونه مو فاهم وش ناويـه تسوي...
جلست وفتحت شنطتها بصمت.. طلّعت دفتر نوتــة صغير وقلم.. فتحت صفحة بيضاء ..ونزعت غطاء القلم بفمها... وبدت تكتب بتركييز شديد..
لا شعورياً ابتسم تركي وهو يراقب من مكانه انغماسها الشديد في الكتابة .. والواضح إنها خذت الموضوع جد × جد .. بينما هو ما عطــاه ذيك الجديـة الكبيرة ..!
اقترب منها وهو يشوفها عاضّة على غطاء القلم بشفاتها ..وعيونها مررركزه بشدّة..
بهاللحظة كانت تمثّل البراءة بكل مافيها... تعطي بإخلاص.. ونيّتها بس تساعـد..من غير أي أهداف ثانية!
تركي تملّكه الصمت ثواني وهو يراقب جديّتها الكبيرة المتجليّه قدام عيونه.. وذيك البراءة النقية ..عكســه تماماً.!!.. بدون ادراك تحـرّك من جديد ناحيتها... ونزل على ركبة قدامها ..وبدون مقدمات سحب غطاء القلم من فمها ..
رفعت راسها يوم طلعت من تركيزها بنظرات تساؤل.. وتفاجئت بابتسامة ناعمة غير عن العادة..على فمه : ..ليش تكتبين؟
سحر بهدوء تمالكت نفسها : ما أعرف اذا ما كتبت!.. أضيع!
ابتســم : تضيعين؟... وأنا.. وش وظيفتي جاي معك..؟
سحر نزلت راسها تكمّل كتابة : فيه أشياء لازم أكتبها أو تروح من بالي..
تركي تنهّد ..من قلبـه : لا تاخذين السالفة جد لهالدرجة !!
رفعت راسها مرة ثانية باستغراب مو فاهمه ..وبهدوء : مو إنت قلت تحتاج كثير أشياء ..؟
تركي بهدوء : إلا قلت... بس مو ضروري تكتبين..بإمكاني أنا أقولك اللي أبيه..
ابتسمت بعفويـة زادت من براءتها بعيونه : عادي وليد أنا أسويها لنفسي بعض الأحيان اذا خفت أنسى شي...
قام على حيله وهو يرمي غطاء القلم بحضنها.. وباقتضاب وهو يتحرك بعيد : على راحتك..
ما درت ليش حسّت بشي غريب في موقفــه..بس دنّقت من جديد تكمّل اللستة قبل لا تنسى شي من الأشياء اللي طروا على بالها..
دقيقتين وانتهت...قفلت القلم ودسّته جوا الشنطة..بينما خلّت النوت بيدها .. قامت واقفه وهي تتلفـّت حولها ..تحاول تلقى وليد اللي ابتعد من دقايـق..وما قدرت تلمحه..
وين راح؟؟؟
مشت شوي وهي تتلفت بهدوء يمين ويسار ..تتأمل بوجيه الناس المنتشره..تبحث عن طوله وهيئته بينهم بس ما شافته !!... وين اختفى بهالسرعة؟؟
مشت أمتار أكثر وأكثر لقدام وهي تلتفت بكل جهة بهدوء..وتساؤل بعيونها...
فكرت تتصل عليه ..بس قبل تسويها ..وقفت مكانها يوم لمحت أحد يشبهه..واقف على الرصيف مقابل الساحة المشهورة بهالمنطقة واللي تعتبر في وسطـها ..يتأمل الناس المكتضين فيها وتأكّدت إنه هو..بس الغريب إنه واقف بعييد والواضح مافيه شي يشغله..
اقتربت بهدوء ..وهو واقف ما التفت عليها...
سحر : وين رحت فجأة جلست أدوّرك ..!
التفت بجسمه ويديه بجيوبه..وهدوءه سكنه من جديد : قلت أتركك لين تخلصين عشان ما أدوشك..!
سحر وهي حاسه بشي غريب : ليش بعّدت كثير..
تركي تحرّك ناحيتها ..وهالابتعاد اللي تقول عليه كان يحتاجـه : ..ما بعّدت !
سحر : هالساحة مركز الشارع ما توقعتك وصلت له..
ابتسم بهدوء : خايفه أضيع يعني؟
سحر : مدري بس المكان كبير ومتفرّع قلت يمكن تهت هنا ولا هناك..
ابتسم بجانبية على كلامها..وش تحسبه طفل ؟ : مارح أتوه.. أنا بعّدت عشان تركزين بطلبات وليد لا أكثر ولا أقل..
رفعت عيونها له وهي تحس من كلامه إن طلبات وليد..تحوّلت من مساعدة إلى فرض واجب... بس ابتسمت رغم هذا : طيب...نبدأ ؟
تركي : أنا وراك..
مشت قدامه مثل الدليلة ..وهو وراها يتبع خطواتها بهدوء أعصاب واسترخاء على وجهه.. تارك لها مهمّة القيادة ..!
دنقّت سحر للورقة وهي تمشي تقرا أول شي مكتوب باللستة ..بينما تركي يمشي بصمت وهدوءه الطبيعي معتريه..
وسؤالها ليش بعّدت؟ مر بذهنه من جديد..
ابتعد بدون ما يحس.. ولا تسألون ليش..بس لقى نفسه يبتعد ..!
قالت بعد ما خذت قرار : فيه محل رجالي حلو..شريت مرة لخالد اخوي منه.. ودّك تشوفه؟؟
والتفتت للخلف تناظره تبي تشوف رايه...
تركي : اللي يريحك..
سحر : أجل إلحقنـــي ..
وبشكل مفاجيء زادت سرعتها بطريقة مرحة ..وهي تلبس شنطتها على كتفها بشكل مايل عشان تاخذ راحتها بالحركة والتنقّل... تركي رفع حواجبه يوم لاحظ الحيوية تتضاعف فيها فجأة وهي تنطلق للجانب الثاني من الشارع..
لقى نفسه يتحرك بخطواته الواسعة خلفها وابتسامة مستسلمة لهالموقف على فمه...
دفع باب المحل الكبير والبارد..ودخل وهو يرمي عيونه بكل جهة يتأمل اختيارها الأول.. كان واضح فخامته بكل شبر فيه لا من ناحية الديكور والتنسيق...
جاه موظف أشقر متأنق بابتسامة ترحيبية : دابرو بجالوفات سنيور..
ابتسم بوجهه بصمت.. والتفت مرة ثانية يبحث عنها...لقاها بدت المهمة أوريدي وتحاكي واحد في جهة من الجهات المكتظة بالملابس الانيقة ..
الموظف عرف إنه مو روسي من شكله ..وحوّل عالانجليزية المكسرة بلكنته : كيف أستطيع خدمتك ؟!
تركي : لا داعي شكراً..
وتحرك ناحية سحر اللي بدت تسأل أشياء معينة مع أحد الموظفين..
وصل تركي وهو عاقد حواجبه : يا آنسة ..
التفتت بابتسامة ..واستغرب يوم شافها مستمتعة من الصميم ..
سحر بسرعة : ما قلت لي... وش اللي في بالك؟؟
تركي ما فهم : ايش؟
سحر : أقصد الستايل..وش اللي في بالك... كلاسيك.. كول ..ولا كاجوال..
عفط ملامحه من التدقيق اللي انغمست فيه...هو ما يهتم ولا بـواحد منها..ولا فكّر فيها..
وهي ضحكت وفهمت ملامحه المحتاسة غلط : أوه صح.. مالك بهالمصطلحات ...تعـــــال أوريك..
ونطت قدامه وعيونه تلاحقها بصمت وترقّب... شالت جكيت أسود كاجوال على شوية رسمية تحب شكله.. واقتربت منه بسرعة وهي تحطه على صدره بسرعة..، فــزّ لحركتها وهو يفتح عيونه مو متوقّع ..
ابتسمت ورفعت عيونها له : وش رايك؟؟
أبعد نظراته عن عيونها ..ودنّق يطالع القطعة الملامسة لصدره...
سحر : هذي الخامة حلوة ودافيــة... إذا تعجبك أو نشوف غيرها؟؟
ابتسم أخيراً.. وتفاعل معها : .. ما عندي مشكلة ..
سحر : اوكي أجل تقدر تروح تقيسها بغرفة القياس.. وأنا بشوف تشكيلة حلوة هنا..
ضحك لا شعورياً.. مو عشان شي قد ماهو الموقف اللي هو فيه.. بس مع كذا بيعيش الدور للأخير..!
سحر باستغراب : ليش تضحك؟
تركي وهو يستدير والقطعة بيده : مو شي مهم..
اختفى وهي نست نفسها بالتفررج.... صارت تفتش بانغماس ونهم كون التسوق أحد هواياتها اللي تركتها فترة ..!!
لقطت مجموعة بدقايق وبنظرات سريعة ..تعرف الزين أحياناً بالنظـر ومارح تتأكد إلا إذا جربها هو ..
أعطت الموظف القريب اللي كان معها ..القطع وطلبت منه يوديها له بنفسه..وجلست هي على كرسي تنتظر ..!
تركي بالغرفة .. قام يلف يمين ويسار وهو يشد السترة الأنيقة على جسمه... يناظر عمره بالمراية وابتسامة محبوسة على فمه..!.. والله تعرف تختار ..! .. ممكن يستفيد من ذوقها اليوم ويطوّر من ستايل وليد اللي جد بدأ يزهق منه..!
جاه الموظف وبيده كووومة كبيرة ما عرف يعدّها من كثرها .. ناظره تركي بدهشة من الكومة اللي جمعتها بظرف دقايق قليلة ..
ابتسم الموظف له : لقد أرسلتها لك ..!
حك تركي راسه بيده من هالكوومة الضخمة..مثل المتوهق !!..استوعب ان قدامه مششوار في التبديل والتغيير..وما رح يطلع من هنا قبل ساعة دام السالفة كذا !!
الموظف علّقها له بترتيب ..وطلع : خُذ كامل وقتك !
مرت ثلث ساعة وسحر جالسه بالكرسي ويدها تحت خدها.. ونافخه وجهها بحالة انتظـار وقدمها تدق بالأرض مع ألحان الموسيقى المنخفضة المشتغلة بالمحل..
وبينما هي تنتظر وليد يطلع ..وصلها رنين الجوال بشنطتها ..أخرجته بدون لا تفكر بالمتصل...
ولقت لقــب بسمة يشع بإلحاح ..!
هدت نظراتها وهي تتأمل الحروف...هذي ما تتعب أبد!؟.. ما يكفيها اندقّت للحين !
كم مرّ من يوم وهي سافهتها عقب ما عطتها لذعات مرّة.. وتنعّمت بالهدوء ..وهي لازالت مصرّه تحارب !!
ترد عليها؟.. أو ما ترد!!
وليش ما ترد دامها عرفت الأسلوب اللي تقدر تتعامل معها فيه..أسلوب ناجح بكل المقاييس ويردّ كل ذرة كرامة خسرتها ..دامها ما تبي تقصر الشر فهي عادي عندها تكمّل اللي بدته..
جا في بالها تطفّر بها شوي.. ورمت ظهرها للمسند باسترخاء واستعداد..
سحر : نعم ..؟
جاها صوت بسمة ما تغير فيه شي نفس الكره واضح..ولو إنه هادي : كل هذا خوف ؟.. أكثر من اسبوع أحاول أكلمك وانتي ما تردين..صراحة أثبتي إنك جبانة ومو قد مواجهة..
سحر ببرود صوتها .. وابتسامة جانبية : خوف منك؟.. لا أبداً... ما تستاهلين اللي يخاف منك لأنك مو قد هاللعب يا بسمة ..
بسمة : بنشوف منهو اللي مو قد اللعب... قلتها لك من قبل وبقولها مرة ثانية..مارح أسمح لك تخربين زواجي مع محمد..
سحر مالت براسها على اصبعها بروقــان انعكس على صوتها : يا إنتي بعد مخدوعة من محمد هذا ... مسكينة أرحمك !
بسمة اشتد صوتها واحتـــدّ : اللي يستاهل الرحمة هو إنتي... أو أذكّرك هو شلون رمـاك...بقولها مرة ثانية رماك زي الكلب .. وخذاني أنا..يبيني أنا.. أما إنتي أظـن كنتي تسليـة بالنسبة له..هههههه ..
تعترف!!
إنه كلمة "رمـاك".. هي الوحيدة اللي تجرح بين كلماتها...و "تسليـة" كانت أقوى... والمشكلة إن بسمة تدري إنها مؤلمة وعشان كذا تصرّ عليها وعلى تكرارها..ولا تدري وشلون أصلاً اكتشفت اللي بينها وبين محمد..!!..إلا إنها اكتشفت !!
لمعت عيونها بشبح دمعـة... بس مسكتها والله ما تخليها تنزل وذيك تسمع..
بسمة بسخرية يوم حسّت إنها ضربت وتر حساس : ساكتة؟.. هههه واضح الجرح للحين ينزف..مهما مثّلتي علي حقارتك !
سحر غمضت عيونها تمنع هيجان داخلي بدى يستشيط بفضل بسمة وأسلوبها اللي محد ينافسها فيه... وتحاول تمنع نفسها من سكب أي دمعة لو صغيرة...بس كان غصب..غصـــب.. بسمة ترقص عالجرح متعمّدة وتعرف نقاط جرحها وضعفها...بس وشلون تنســـى وهي تردد لنفسها تحتـــاج الوقت....وشــهر واحد للحيــن مو كــافي يعالــج كل شي تحس فيه !!
قالت سحر بجمود ..ودمعة جامدة تلمع برمشها...بدون شعور : أذكّرك ليش إنتي تسوين كذا يا بسمة.. تسوينه لأنك مو واثقة بنفسك وتدرين إني كنت بحياة محمد.. وصعب أطلع منها دامني بنت عمه..فهمتي يالمريضة ليش انتي تسوين كذا!!
بسمة بغضب : أنا مو مثلك ألحق ورا رجاجييل مو لها..انتي رخيصة ولابق لك هالرخص.. وحقيرة وسافلة وحيوانة..
الشتايم كانت كوم..وكلمة رخيصة كوم ثاني...
هذي كلمة جديدة هي تحس فيها من دون محد يقول من يوم صار اللي صار..
وبسمة جاية تضربها فيها..والمؤلم إنها عرفت تجيبها ..
سحر وشعور رهيب من الكره يعتريها ..شعور رهيب من الاحتراق داخلها : ..بالضبــط أنا رخيصة.. وعشاني رخيصة مارح أخليك تتهنين.. سامعه قلتها قبل مارح أطلع من حياته وبشوف وشلون بتعيشين معه.. واللي بعقلك المريض ذا سوّيه ..
بسمة : طيب يا سحر طيب.. بنشوف مين اللي بينكسر خشمه بالأخير..
سحر : للمرة الألف اقولك إرضـي بواقع وجودي في ماضيه ..ومستقبلــه.. خصوصاً مستقبله حطيها حلقة بإذنك !
بسمة وغضبها يتنامى : تخسين يا سحر مارح أخليك .. والله لأفضحـــك عند الله وخلقه..
سكّرت الخط بوجهها كالعادة ..تدق تجرحها وناويه تكسب الجولة ..وبالأخير تعصب وتغضب..تهدد وتتوعد وتقفل!!
ومع إنها ترد الصاع لـ بسمة ..إلا إنها ماتنتهي من المكالمة إلا بندبـة جديدة بقلبها ..!
رمــاك..!
تسليــة !
رخيصــة !
كلها بأوزان ثقيلة..وكلها تمثل الحقيقـة! ..وهالشي يقتــل شعورها !
ليت بسمة خذت محمد بس بدون لا تعرف باللي كان بينها وبينه.. ما كان زاد الجرح.. لو ما تدري كان انتهى الموضوع من يوم عرفت بالخبر ... بس بمعرفتها صارت بسمة الجلاد اللي يمنع الجرح من التخثر... كل ما نســت أيام..رجعت تنثر الملح وتفتحه بدون تقدير لمشاعرها !!
ليتها خذت محمد وانتهى الموضوع..ليتها ما درت.. كان الجرح ألحين محصور عليه لحاله !!
ما كانت بتحس بالإذلال قدام بسمة وهي بكل زيــفْ ترسم لها شموخها وعدم مبالاتها باللي صار..!
رفعت راسها ..وشافت الموظف القريب يطالعها باهتمام.. اقترب يوم شاف بعيونها تعابير لامعة : هل أنتي بخير؟
ابتسمت بسرعة خارقة وعيونها يسكنها الألم..قامت واقفة : لا شيء..
قررت تطلع من المحل بالهوا الطلق.. تستعيد هدوءها بعيد.. والأهــم..ما تبي وليــد يشوف دموعها.. وانكسارها..
رح يعـرف السبب أكيـد... رح يقرأها مثل عادته... وهي ما تبي تعليق جديد منه ..واحتمـال كبير ياخذها سخريـة وهي اللي قوت الأيام اللي فاتت..ترجع تضعف ألحين !!.. مارح يقبل هالتصرف منها !!
وقفت برا وهي تزفر.. ويدها تمسح على وجهها من توتر وشتـات يتجدد..
اهدي.. اهدي... لا تفكرين بكلامها ..لا تفكـريـ.......!
طلع تركي وهو يعطي كومة الملابس للموظف اللي كان ينتظره باحترام برا... ابتسم وأشار له بأشياء عجبته بحق..
ناظر ساعة معصمه يشوف كم مضى ..تقريباً له نص ساعة يحووس ...بدايــة قويية يا سحر !!،
طلع برا غرف التغيير .. وما لقاهــا..التفت بالأرجاء وما لمحها..
جاه الموظف يسأل : أتريدها جميعاً..؟
تركي ناظره : فقط ثلاث..
الموظف أشار له يتبعه ..بس تركي ما تحرك التفت مرة ثانية يدوّرها...
جاه الموظف الأشقر اللي كان معها يساعدها..يوم فهم إنه يبحث عنها..
تركي : أين الفتاة التي كانت معي؟
الموظف باهتمام : لقد خرجت قبل قليل.. لا تبدو على خير ما يرام..
تركي عقد حواجبه من كلمة "لا تبدو على خير ما يرام" ... يفهم هالحالـة ..ما تجيها إلا لسبب ..خصوصاً إنها كانت منتعشة قبل شوي ..!
وسأل : مالأمر ؟
الموظف : لا أعلم كانت تتحدث على الهاتف ..ثم خرجت !
إيه بس..فهـــم الموضوع !
سحر حتى لو انزعجتي ما المفروض تطلعين... هالحركة رسمت فعلاً إنك متأثرة ..
الموظف : هل ستحاسب الآن ؟
تركي : لحظة سأعود بعد قليل..
توجّه للباب وطلع وهو يلبس الآيس كاب على راسه..وعيونه تطوف بالرصيف المقابل ..أكيد مارح تبعد!
ومثل ما توقع كانت واقفة نفس مكانها على بعد خطوات..
جاهــا صوتـه وهي تتمالك نفسها : يا آنسة ..
التفتت سحر بهدوء يوم تأكدت إنها سيطرت على حالها...وجهها طبيعي بس كانت ترمش لا شعوريا تمنع الرطوبة اللي بعيونها..
تركي سوّى حاله ما لاحظ شي : فيه مشكلة؟
سحر بسرعة وهدوء : لا مافي... خلصت؟
تركي بعيون خبيرة : ..فيك شي؟؟
سحر أنكررت : لا مافي...
تركي : طيب ..أنا بروح أحاسب وجاي.. لا تبعدين..
رفعت نظرها له ..وشافت بعيونه لمحة جدية..وشي من السخرية الخفيفة ....لا !... مو هذا التعبيـر اللي تبيه..هي مو ناقصه الحين !! مو مستعدّه لنقد لاذع جديد!!
قالت تضيّع الموضوع : معك اللي يكفي أو أساعدك؟
فهم إنها تقصد الفلوس ..وقال : ولو إنك جايبتني لمحل يقطع الظهر ..بس بدلّع نفسي هالمرة ...
سحر بشك : متأكد؟؟
بابتسامة جانبية : معي اللي يكفي..وأبوك ما قصر... عطاني وزيادة ..
سحر ارتاحت توها الحين تكتشف الغلطة إنها جابته لمكان فاخر مثل هذا...بس دام أبوها عطاه يعني تشيل يدها ..
تركي وهو ماشي : دقايق وراجع..
دخل المحل وهي وقفت برا تنتظره...لازم تتناسى..هي بدت اليوم صح ..ولازم تكمّله صح..!
ووليد لازم ما يحس بشي..!
::
بمـكان آخر بعيــد ..
وعقب اعلانه الحرب... وقف عمر سيارتـه في أحد الهجر الصغيرة اللي مرّ عليها ..موجودة وسط البر.. وبعيدة عن أي طريق معبّد ..
بالنسبة له يُعتبر مكان آآمـن كثير وغير معروف..وهذا المهـم بهالوقت..
عقب المواجهة النارية اللي كشف فيها عن نفسه...ألحين بس يحس إنه تحرر .. ولو إنه يدري إنها مارح توقف على كذا..لأنه ببساطة يعرف نوعية عياف وربعه..ويدري إن أيامه الجاية مارح تكون سهلة أبداً... حافلة بتكون...حااافلة!
مر يوم ونص من ترك الجنوب ..واخذ طريق الرياض..لكنه لازال بعيـد عنها.. يتحرك ببطء وناوي يقضي كم هنا يرتاح.. والأهم ينتظر هدوء العدو اللي وراه..عياف وربعه... متأكد إنهم يدورونه وحايسين الدنيا عليه...بس مارح ينالونه لو حفروا الأرض شبر شبر ..!
رحلتـــه للرياض !
مارح تكون هالرحلة سهلة أبداً.. قدامه عقبات.. والخطر يحدق فيه من كل جهة..خصوصاً خطر الشرطة اللي ما يشكّ واحد بالمية إنه صار هدف لهم ..مثله مثل عياف واللي معه..
وألحين ..صارت الرياض ..هدف صعب الوصول له...لكنه بيوصل له مهما كان الثمن..ولو امتدّ الوقت شهور !
نزل بهدوءه ..وتحرّك لبقالة صغيرة تخدم الهجرة اللي فيها بيوت قليلة ..ناوي يشتري كم غرض يحتاجه قبل يكمّل مشواره..
دخل البقالة اللي قايم عليها رجل كبير بالسن الشيب الأبيض منتشر بلحيته ..بسييط للغاية..ملابس رثة وبسيطة والواضح من شكله وهيئته إنه ما عرف حياة المدينة بيوم...
ما أخذ الكثير.. علبتين موية وبعض الأكل الخفيف اللي يسد جوعه ويسمح له يحافظ على تركيزه وذهنه..
راح بيحاسب بصمته المعهود من غير من يقول كلمة..
بس الرجال قال بلكنة بدوية بعض الشيء : أَنتْ من هنيا؟.. أول مرتن اشوفك فيذا ؟
عمر بعقدة حواجبه وهو يقلب في بوكه : ماني من هنا ..
الرجال : عابر سبيل ؟
عمر باقتضاب : ايه..
الرجال بطيبة : مهوب عادة نشوف مسافرين يمرون من هنيا...تدري هالهجرة بعيدتن عن الطريق..وشلون وصلت فيذا ؟
عمر عطاه حسابه ورفع راسه ..وبهدوء: الحاجة يا عم..
ويوم أخذ أغراضه... طرى على باله سؤال يوم شاف سماحة وجه الرجال .. وبُــعده عن الأحداث ويحلف إنه ما يدري عن أخبار الديرة شي..!
ابتسم عمر من هالفكرة : بسألك... أنا ناوي أقضي يومين هنا... فيه مكان أقدر آخذه..؟
ناظره الشايب باستغراب ..وعمر بادر : بمقابل يا عم ماهو بلاش ..
ابتسم الشايب بطيبة .. وبكرم أصيل ما غيّره الوقت باختلاف الأزمنة : وجهك يردّ الروح يا ولدي.. تبي ترتاح فيذا؟..إنت تعبان؟؟
عمر ابتسم على جملته الأولى.. لو يدري إنه مطلوب وما اختار هالمكان الغريب إلا لغاية ما قال وجهك يرد الروح.. بس الأفضل يعتبره مثل ما قال..
عمر : ايه يا عم محتاج أرتاح...
الرجال : انا ساكنن بلحالي في بيتي..وولدي ماهو فيه له شغلن برا الهجرة.. ودّك تجي نكرمك ..
ابتسم عمر ..يا الله على كرم البعض.. سلوك هالرجال من القرن الماضي ببساطته وعدم تعقيده للأمور..شاف عابر سبيل وما تردد يساعده..
ما رفض : ما أخالف يا عم... بس ما ودي أثقل عليك بدفع لك المقابل..
رفض الرجال : يا وليدي ماهوب بالعادة نشوف ناس تجي فيذا... تعال نكرمك واضح طريق السفر متعبك.. ازهلها ولا تقول لا..
ابتسم عمر ومارح يقول لا : خلاص اللي تشوفه.. ما تقصر يا عم ..
الرجال شاف الساعة قديمة اللي حاطها على طاولته المتهالكة : انتظرني دقايق أسكر البقالة وأجي أدلّك..
طلع عمر ..ومشى مع الشايب بعيد عن البقالة لين وصلوا لبيت طيني بآخر الشارع..
الشايب : بتملى علي الجو يا ولدي .. ادخل ولا تستحي..البيت على قده وماهوب من مقامك.. (سكت وهو يتأمل هيئة عمر الرزة والنظيفة..وطوله اللي معطيه طلّة شموخ) .. اييه اسمح لي ماهوب من مقامك أبد..
عمر ابتسم وهو يدخل مع الباب : المقام محفوظ يا عم.. ما يهمني اللي تقول لا تشيل هم..
دخل عمر حوش البيت اللي كان صغير.. وأسواره من الطين القديم.. التفت للبيوت القريبة أغلبها محدّثه بشي من الزمن الحاضر ..إلا هالبيت وكأن راعيه ما يبي ماضيه يتغير عاش كذا وبيكمل كذا..!
دخل لداخل بهدوء وعيونه تتأمل المكان... مافيه الشي الكثير..غرفتين ومساحة تشبه الصالة.. ومنقد نار موجود بالبقعة اللي مالها سقف ..سقفها السما..
جا الرجال بهدوء يوم فتح السراجات وبعض الأنوار الصغيرة : ما قلت لي عن اسمك يا عابر السبيل!
ابتسم عمر بهدوء : اسمي عمر يا عم..
الرجال وهو يجلس جنب منقده..ويستعد لتصليح قهوة الضيف : عاشت الأسامي.. وأنا مصلح ..
اقترب عمر بهدوء : تشرفت يا عم.. وولدك وش ينقال له؟
الشايب : ولدي ضاحي.. ماهوب يجي فيذا إلا للزيارات وشغله حول الرياض..
عمر جلس بالقرب وبدا يستكين لجلسته : وليش ما رحت معه يا عم..بدل الجلسة بروحك هنا؟
الشايب تنهّد : ايييه وانا عمك.. صعبن علي أترك هالديرة.. صحيح صغيرة بس هالشيبة ذا ما قواه قلبه يترك مكان أهله واخوانه.. رحت مرتن مع ولدي للرياض اشوفها..ما قدرت يا ولدي كني في كوكبن آخر..
عمر ابتسم وهو يدنق باستماع..
الشايب وهو يسكب القهوة المغلية بفنجال : .. ماهوب سهل على واحدن مثلي عقب 70 سنة قضاها في مكانن واحد..يغير مكانه وأنا عمك..
عمر وافقه بهمس : صحيح يا عم..
الشايب يعطيه فنجال : تفضل اقدع..
عمر : ما تقصر..
مرّ صمت عميق..عمر يطالع في فنجاله والسكوت معتريه..والشايب مصلح منشغل يحوس في دلّته..
قطع الصمت بسؤال عفوي : لوين سفرك يا عمر؟
ابتسم لأنه أول مرة ينطق باسمه..كان يكرر ولدي بكثرة قبل شوي......وبنبرة عميييقة : ..للرياض..!
ناظره مصلح من خلال تجاعيد عيونه اللي ما أخفت عمقها : .. شغل؟
سكت عمر لحظات ومصلــح يراقبه...
قال ونظرته بالفنجال...ونبرته يغلفها شي ما عرف يخفيه : أكثر من شغل يا عم !
ابتسم مصلح : أهل؟
عمر بذات النبرة : أكثر من أهل ..!
مصلح بابتسامة من هالتعبيرات اللي في صوت عمر : أجل وشهو !؟
عمر : شي مافيني أوصفه ..
مصلح ابتسم وهو يرجع للدلة.. وكأنه فهم شي بس التزم الصمت..
وقال : التعب على وجهك يا ولدي .. من وين جاي؟
عمر ما كذب : من الجنوب ..واخترت هالمكان ارتاح فيه..
مصلح : من الجنوب؟... الجنوب بعيد عن فيذا وشلك هناك..
عمر تغيّر صوته للجمود : شغل يا عم..وانتهى الله لا يرده..
دقايق وقام مصلح وهو يتعنز على ركبه.. وقال : غرفة ولدي ضاحي هناك.. بروح أشوفها لك عشان تريّح راسك عقب هالسفر الطويل ..
ابتسم عمر بامتنان ..والشياب يدخل غرفة ولده يشوف وضعها..
أما عمر.. رمى راسه على الجدار الطيني وراه وهو يغمض..سبحان الله قبل ساعة كان يفكر وشلون بيلقى مكان يريّح فيه..وهالشايب تسخّر له..! ..وأكيد مافيه يقوله عن ظروفه..ومين هو بالأساس !
::
في بيت ابو محمد...
دخلوا مع أبوهـم بعد ما طلع من المستشفى بالسلامة...وجلسوا بالصالة عقب ما اختار أبو محمد يجلس هناك..أمهم راحت تغيّر ..وبقى ابو محمد مع عياله..
شادن جلست عشر دقايق ..بس بعدها قامت واقفه تبي تروح غرفتها... على إن ابوها يمزح معهم بس ما تدري إن كل هالشي مؤقت..
شادن : بروح أنام..
أبوها انتبه لها : وين تو العشاء مأذن.. ؟؟
شادن ابتسمت تهدّي الجو : عارفه..بصلّي وأنام..صاحيه من بدري.. والحمدلله تطمنّا عليك..
أبو محمد ما منعها : تصبحين على خير أجل..
راحت لفوق .. ويوم اختفت ..
التفت أبو محمد لعياله : محمد...بندر...تعالوا أبيكم..
محمد ناظر أبوه ..وهو فاهم الموضوع اللي يبي يتكلم فيه : أبـوي مو ألحين.. توّك طالع من المستشفى..ريّح وبكرة يصير خير..
أبو محمد ونبرته الجدية تغلب على صوته عقب ما كان يمزح قبل دقايق : الحقوني للمجلس..
وقام واقف سابقهم لهناك... لفّ محمد ناحية بندر اللي توتّرت أعصابه... ما يدري وش اللي بيصير أبوهم وجهه ما يبشر بخير..!!
مشاعل اللي انتبهت لكلمة أبوها ... استغربت وهي تشوفهم ينسحبون للمجلس.. وبقت لحالها..!!
ما فهمت اللي صاير... ولقت نفسها تطلع لفوق.. وتتجه لغرفة شادن ..
دخلت بهدوء : شادن ؟
شادن اللي كانت جالسه على سجادتها توّها منتهيه صلاة.. والانكسار بحالها قناع التماسك اللي متشبّثه فيه اليوم بأعجوبة ..جا الوقت وتحطّم..!
مشاعل وهي تشوف هدوءها عكس الأيام الماضية : بتنامين؟
شادن : ايه ..
مشاعل بحيرة متسائلة : تصدقين أحس فيه شي ما نعرفه..يوم طلعتي..أبوي راح للمجلس مع محمد وبندر.. والواضح إنه يبيهم على انفراد..
رفعت شادن راسها بسرعة وعيونها قلقــة ..
مشاعل : غريبة أول مرة أبوي يسويها.. أكيد فيه شي..
قامت شادن وهي تشيل السجادة ..وفكرة النزول عشان تعرف سيطرت عليها كلياً...
مشاعل وهي تتثاوب : بروح اتحمم وأنام بدري مثلك..
وطلعت أما شادن حاولت تنسى الموضوع من أساسه..إن شاء الله ما يكون شي من اللي ببالها.. مع إنها جالسه تهيء نفسها من الحين لكل احتمال بيصير..تهيء نفسها للأسوأ...
تقلبت دقيقتين فقط بالسرير...وبالأخير ما قدرت تمنع نفسها من معرفة التطورات..
طلعت من الغرفة بسرعة..ونزلت تحت !
يتبـــع ..
نلتقي إن شاء الله يوم الاثنين..
بانتظار اتحافكم كالعادة ..^^
لا تبخلوا...
أحبكم في الله..
عنوون :graaam (274):
|