كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجـــزء 42 ..
(2)
---------------
كان عمر راكــب سيارته وألف فكرة وفكرة في راسه عن الخطـوة الجاية اللي لازم يقدم عليها... عيونه تلمع اصرار .. رغبـة في تنفيذ الانتقام اللي ما يظن إنه بيبرد قلبـه المكتوي بسبب عياف .. طايـر بسيارته عشان يبتعد عن بؤرة الشر اللي عاش فيها أكثر من 3 سنين ونص... بؤرة زادت اليوم تلوّث بجيّة ناس يعرف إنهم مروّجين مخدرات !
بس قبـل لا يقدم على أي شي كبير... لازم يشوفها !.. لازم يطمّن قلبه عليها.. لازم يروي خوفه اللي ما هدأ عقب آخر الرسايل اللي وصلته ..! ويدري إنه مارح يقدر يعيش قبل ما يسويها.. يمكن يقدر يبرر لها..يمكن تفهم منه شي.!..يمكن يفكّ شوي من هالتعقيد اللي آلت له الأمور..
وصله رنين جواله عالرقم الثاني اللي يستخدمه.. وكان قاصد يفتحه قبل نص ساعة ..عرف إنه عياف قبل يشوف الاسم... فرصته يعفس دنياه ..وبيسويها بكل طريقة تسنح له ..
رد بدون كلام : ...........
جاه صوت عياف متجاوز كل مرحلة معروفة للغضب.. كان بركان ..حاقد..يتوعّد : .. إنت قد اللي تسويه؟
عمر وهو يناظر الطريق الأظلم قدامه... ما بعد وصل للطريق المعبّد : ..فهمت رسالتي لك؟
عياف صررخ بإذنه وقلبه بينفجر غيييض : وش تفكر فيه يا كلب ارجع الحين لا والله تشوف النجوم بعز ظهرك..
عمر بأسلوبه اللي ما يتغيّر : أنا شايف نجوم الظهر من زمان..وهالمرة بتشوفها معي فخلك مستعد إنت وسفلتك اللي معك..
عياف بصدمة من هالانقلاب المريع : وش قلت !!
عمر : أنصحك ما تدوّرني أو تلحقني ..اتركني بسلام..وإن فكرت مجرد تفكير بحركة وصخة من حركاتك أقسم بالله بتشوف عـــمر ما شفته بحياتك من قبل..بخليك تكتشف مين عمر من أول وجديد..
عياف اللي انقلب وجهه أحمر قاااتم من الدم ..غيض..وغضب.. بسبب كلماته الواضحة ..يهدده بقلب جريء وشلون يسطي !!؟
عياف : .. أفهم إنك تدوس عاللي بيننا..؟؟
عمر : إفهمه مثل ما تبي.. ركّز بكلامي زين.. إبعد عنّي تراني على جريف ممكن أتهوّر بأي لحظة ..
فهم عياف قصده.. بس سأل بغضب : وش تقصد؟؟
عمر : إنت فاهم.. ممكن أرمي مستقبلي كله.. عشان أرميك وسفلتك..
عياف بحقققــد وكلمة عمر شببت النيران لدرجة كل اللي يسمعون حوله دخلوا معه بالجو المشحوون : والله لأعلّمـك مين عياف.. دام وصلت هالمواصيل..
عمر بسخرية ..وبنغمة مستفزة وهو يوصفه : عياف!... السافل..اللي خان أقرب الناس له..أبوه.. سرقه ورماه بدار العجزة.. هذا وصفك بكل اختصار.. وكم مرة قلت لك..اللي مافيه خير لأبوه مافيه خير لأحد..
قااااااااطعه عياف بصرخة مزمجرة هزّت الأركان : ولاااااااااا كلمــة.. لا تجيب يومك يا عمر أحذرك..
عمر كان بيرد...بس انحرفت عينه للمراية الجانبية ..يوم لمح سيارة غريبة تقترب من بعيد ..شكّ بالموضوع.. ورجع لـ عياف : .. أنا اللي أحذرك.. لا تلعب مع واحد فاهم أصول اللعب من يومه طفل وعاش عليها.. ترا هاللعب يجري بدمّي لا تخليني أضحّي فيك ..
عياف : طبيت النار برجليك..
ابتسم عمر بسخرية وهو يلاحظ السيارة الغريبة تقرب...بدأ يفهم الموضوع ..وسأل : السيارة اللي وراي...لخويّكم الجديد!؟
عياف ضاقت عيونه من نبرة صوته الغير مريحة : .. اللي وراك بيجيبونك تزحف على ركبك.. بيعلمونك الأدب مع اللي ساعدك وإنت تنكّرت له..
عمر ابتسم ابتسامة لها ألف معنى..ألحين بس بتبدا شرارة تفريغ اللي داخله : قول لخويّـك الجديد راعي المخدرات... يترحّم عليهم أجل..!
وسكّر السماعة بوجهه..وعياف نزل التلفون وهو مشدوه ..غاضب ومغتاااض..بس مشدوه من ذا اللي انقلب مية وثمانين درجة.. وتهديده اللي ما يدري وش يقصد فيه!!..معقول بيسويها؟!!!!
السبع اللي كان يتابع المكالمة الناريـة : لا ينشغل بالك.. رجالي اللي كانوا يراقبون لنا المكان قبل وصولنا..شافوه يطلع بسيارته..وألحين وراه..بيجيبونه من شعر راسه لا ينشغل بالك..!
التفت عياف للسبع ..ونظرة عيونه تلمع قلق مخلوط بغضب..لأنه عارف إن عمر ناوي على مصيبة واللي قاله ما قاله عبث..!
عياف : يقولك... ترحّم عليهم !
السبع بسخرية : معطي نفسه أكبر من حجمه..عشر دقايق ربع ساعة بالكثير..وبتلقاه يزحف قدامك..الرجال اللي وراه مدربين زين.. وبيتعاملون معه ..
عياف ابتسم بسخرية : .. ما تعرفه إنتْ !
مررت دقايق وهم جالسين ينتظرون الشبــاب اللي تبع السبع يــرجعون وعمر معهم حسب وعده.!
لكن عقب فترة ترقّب... سمعـوا انفجــار مدووّي دوّى بالمكان..وامتد صوته لأميال وأميال ووصل لحد عندهم !
قام عياف مرتاااع وهو يسمع الصوت اللي صار بين الجبال.. والسبع وقف معه وهو يلتفت للاثنين اللي معه والسؤال بعيونه..
عياف بدهشة : سمعتوا ؟!!! ..قنبلة !؟
السبع اللي ما ميّز بالضبط وش مصدر الصوت العالي ..التفت للي معه واللي كانوا يناظرون بعض ومحد عارف وين المصدر..!
طلعوا بسرعة من البيت للساحة المظلمة قدام البيت القديم..ومن بين الشجر والحصى ..شافوا من بعيد أدخنة تبعد من البيت 3 أو 4 كيلو بمنطقة منخفضة عن ارتفاعهم وهالشي اللي خلاهم يقدرون يلمحونها.. أدخنة سوداء زادت من ظلام الليل بذيك الجهة..مع لهيب نار أحمرر ما قدّروا حجمها بسبب البُعد !!
وجتهم الصدمة ..والجواب...يوم رنّ جوال عياف بيده...رفع الجوال ولقى اسم عمر.. يشــعّ بوضووح ..!
عياف توتّرت أعصابه هاللحظة... فتح الخط .. وقبل يقول كلمة...
جاه صوت عمر.. مافيه أي احساس بالذنب : .. أتوقع سمعت هالصوت ؟
عياف وفكه يرتعش غيض بس ما قدر يتكلم الحروف طارت ...
عمر : هذي البداية .. اعتبرها انذار تحذير.. اذا ما عقلت لا تستبعد الحقارة اللي بسويها...
عياف : صدقني مارح تسلم منها يا حقير..
عمر ابتسم بسخرية : دقايق ويطيحون ربعك اللي تحت رحمتي بيدين الشرطة.. هالانفجار بيجيبهم خلال دقايق.. ومارح أهدى ليما تطيح مع سفلتك اللي مجمّعهم..وأولهم راعي المخدرات اللي معاك..
عياف بغيض : إنت......
عمر : سلام ..!
سكّر عمر الخط..ونزّل الجوال بيد وحدة واليد الثانية ماسكه المسدس الأسود ..وعيونه الحااادة ترتدّ للثلاثة اللي كانوا يطاردونه وهم مترامين بالأرض .. اصاباتهم متفرقة وهو ما قصّر فيهم .. ينزفون..ويعانون كسور وحروق.. وواحد منهم تفرّغت رصاصة عمر بساااقه ..
وأخيراً التفت لسيارتهم المنقلبة على وجهها ..والنار اللي تلتهب ، تلتهم بشراهة تانكي البنزين واللي سبّب الانفجار الضخم بسبب الرصاصة اللي وجّهها عمداً لذيك النقطة بعز المطاردة ..!
كانوا يأنّون من الألم والاصابات..وتركهم عقب ما تأكد إنهم ما يقدرون يتحركون وعقب ما ضمن إنه جرّدهم من كل أسلحتهم اللي معهم واللي ما أمداهم يستخدمونها لأنه فاجأهم أول ما قربوا منه.. أخذ واحد من الأسلحة معه احتياط ..والباقي رماه بعيد عنهم عشرين متر !
ركب سيارته وتحرك قبل ما يوصلون البقية.. وهو يسترجع اللي سواه قبل لحظات... يدري إنه يمثّل بالضبط...اعــلان حــرب !..
قبـــل دقــايق .... أول ما لمح السيارة تطارده..أغلق المكالمة من عياف..ويده تمتد للدرج اللي يحتفظ فيه بالمسدس الأسود.. مسكه وهو يتذكر شادن بلحظاتهم في البر مع بعض.. كانت ذيك آخر مرة يلمسه.. ابتسم والوعيد بعيونه للسيارة اللي كل مالها تقرب من وراه... قلّل من سرعة السيارة بحركة مقصودة ..ونزّل نافذته لآخرها ..لما صاروا بمستواه.. لمح ثلاثة بالسيارة مع انها كانت مظللة بس نزلوا شبابيكهم يوم وصلوه... ما تردد ولا ثانية ..وقبل يهددونه يوقف مثل ماهو متوقع ..وجّه المسدس لتانكي البنزين اللي اشتعل نـار مباشرة افقدتهم التركيز وتلبسّهم الهلــع بسبب النار اللي بدت تاكل الجزء الخلفي... وبحركة ثانية سريعة أطلق رصاصة على الكفر الخلفي عشان يفقدون التوزان..ومثل ما توقع ..تهاوت السيارة يمين وشمال ..وبالأخير انقلبت وهي تشتعل نار بشراهة..
وقف سيارته .. ونزل بطوله والمسدس بيده وهو يشوفهم يزحفون زحفْ من السيارة اللي بتنفجر بأي لحظة....
كانت ثواني والانفجار يدوووي بكل مكان... تحت نظراته اللي تراقب بقلب فولاذي .. وبعد ما هدأ ضجيج الانفجار وبقى صوت النار اللي يخترق سكون الليل .. اقترب من واحد كان ناوي يقوم واقف وهو يشيل السلاح ...راح عمر ناحيته بخطوات واسعة وبيد وحدة..رفع المسدس ناحيته وأطلق رصاصة استقرت بساااقه ..هوت فيه للأرض وهو يئن ويصيح من ألم يقطع أحشائه ..
التفت للشاب الثاني اللي يحاول يقوم واقف بصعوبة لأنه شاف عمر وهو يطلق النار على صاحبه...تحرّك عمر ناحيته بخطوات كلها إقــدام .. وسدد له ركلة قويية على بطنه مكان اصابته وكأنه يشوت كورة حط فيها كل قوته الجسدية..!
عمر بنبرة جامدة : .. لا تخليني أحطه براسك !
والرجال يئئئن بسبب حروق صابته عقب الانفجار والجروح اللي في بطنه عقب الانقلاب... التفت عمر للثالث ولقاه طايح بدون حركة..هذا اللي كان جالس بالسيت الخلفي والحروق خذت نصيبها منه... ما حس بأي ذرة ندم لأنهم يظلون مجرمين ..وأخيرا رفع الجوال واتصل بعياف وعيونه تراقبهم كلهم ..!
أنهى المكالمة ..وركب سيارته تارك النار والثلاثة والسيارة المقلوبة..وهو عارف ان الشرطة بتوصل بأي لحظة... استخدم هالانفجار مثل الشارة ..من جهة انذار لعياف واللي معه...ومن جهة ثانية مثل الاشارة اللي تلفت النظر للمكان الموبوء ذاك ..!
عند عياف ..
وقف السبع المريع بصوته وهيئته..يوم سمع عن مصير رجاله من عياف اللي بيفقد عقله من شدة الغضضب اللي يفتت أعصابه..
السبع بغضب مريييع وشخصية تفقد الرحمة : رجالي ماتوا؟؟؟؟
عياف : ما استبعد إنه ذبحهم ..
السبع وعيونه تحمرّ..عروق الدم باينه في بياضها : ما حسبها صح خويك والله لأجيبه من تحت الأرض..أباخذ رووحه !
عياف وهو يلتفت لأخوياه بسرعة : خلونا نطلع من هالمكان بسرعة.. ما قدامنا غير دقايق..قبل تجتمع الشرطة ويتعقد موقفنا زود..
السبع قام واقف وهو يلتفت للاثنين اللي معه.. أشار لهم انهم يطلعون..طلعوا كلهم سوى .. السبع بسيارة مع رفاقه..وعياف ومجموعته توزّعوا على سيارتين..
أول شي توجّهوا لموقع الانفجار اللي ما وصله أحد... والسبع كان يبي يتطمن على رجاله لأنه أيقن ان الشرطة رح توصل بأي لحظة.. ومسألة إنه ينقبض عليهم أحياء ماهي واردة أبداً.. ، لقاهم متسدحين بالأرض.. وباقي فيهم أنفاس !!
التفت لواحد معه .. وأشار براسه له.. وبكلمة وحدة آمرة : شف شغلك معهم !
رفيقه اللي جنبه ..نزل من دون مناقشة وهو يطلّع سلاحه من جيب جكيته الداخلي... دار عليهم واحد واحد.. ورصاصات المسدس تستقر في صدورهم بدون أدنى مشاعر الرحمة ..!! بتصرف يعكس عن مدى الدنائة اللي معششة في عقولهم وقلوبهم !!
عياف اللي انصدم من منظر الرجال وهو يذبحهم ..
عادل لاحظ صدمة عياف ..وابتسم بمكر : .. ميزة السبع..إنه يقلع المشكلة من جذورها.. ما عنده يمه ارحميني ..
مطلق التفت لعادل بسرعة : هذا خوّن برجاله !!
عادل : رجاله اللي ما كانوا قد المسؤولية .. هذي عقوبتهم.. شايلين أسرار خطيرة مستحيل يخلي الشرطة تحط يديها عليهم..
مطلق اللي جالس بالسيت الخلفي : عياف!.. وش بنسوي الحين!!
عياف : ما نقدر نرجع للبيت.. صار خطر بسبب الحقير..
مطلق : وين بنروح !؟
جا الرجال اللي تولّا القتل ..ودق على عياف شباكه ..فتح عياف الشباك وهو فاقد التركيز بسبب الظروف اللي هم فيها..
الرجال : السبع يقول..خلوكم ورانا..ان كان تبون سلامتكم..بنوصلكم لمكان آمن..
عياف ما جادل : قوله احنا وراكم ..
مشوا بسرعة مبتعدين عن المكان..اللي تحول من مكان انفجار..إلى مسرح لجريمة قتل !!
السبع في مكانه بسيارته المعتمّة...رفع جواله ودق على أطراف ثانية مرتبط فيها .. يقولهم عن اللي صار..والأهم.. يعطيهم بعض الوصايا بخصوص هدف جديد.. اتضّح خطره .. وصار العدو بحركته وتهديده.. ،
::
في المستشفى ..
خالد راح لمحمد يطمّنهم على وضع عمه اللي تحسّن بعض الشيء .. مشى للمكان اللي جالسه فيه مرة عمه وجنبها مشاعل..ومحمد وبندر معهم ..
مرة عمه : ها بشّر..!
خالد ابتسم على خفيف : انخفاض الضغط عنده جالس يرتفع بالتدريج..ومتوقع يصحى خلال ساعات .. شي يطمّن حاليا..
ابتسمت مشاعل براحة والتفتت لأمها : الحمدلله ..
التفت خالد لـ محمد : اضطريت أقول لأبوي ..
محمد بأسف : وشوله الله يهديك..هذا هو الحمدلله على قولتك بيتحسن..
خالد تنهّد : مو بيدي..اتصل الصبح يسأل عن الأخبار مثل عادته... وما قدرت ما أقوله.. أخوه لازم يدري..
محمد : أتخيل إنه بيرجع الحين..
خالد ابتسم : كان توّه طالع من اجتماع.. قدرت أطمّنه بس قال بيشوف أقرب رحلة ويجي.. أخوه الكبير وبالمستشفى ..
محمد تنهّد : عمي مشغول يا خالد ..مو زينة يقطع شغله المهم هناك..
خالد ابتسم يطمّنه : أعرف أبوي .. بيجي عشان يريّح قلبه بس...وثاني يوم بتلقاه راكب الطيارة وراجع لشغله.. أبوي وأعرفه ..
راح خالد عقب ما طمّنهم يشوف شغله ..وحوّلوا ابو محمد لغرفة عادية دام وضعه يمشي للاستقرار ..
بندر راح لأمه : يمه أنا بروح للبيت أريّح... وعقب ساعتين بجي..ما ودك تجين..
امه اللي ما غفت عينها من ساعات كثيرة : اخاف ابوك يصحى وما يلاقينا حوله..
قال محمد : الدكتور يقول مارح يصحى قبل فترة.. خلينا نرجع الحين دامنا ارتحنا عليه.. وخالد حوله..أي شي بيصير بيعطينا خبر..
امه اقتنعت وبرد قلبها شوي من خبر تحسنه.. قاموا كلهم ورجعوا للبيت وأعصابهم هــدت نوعاً ما..
::
دخلت سحر الصالة ولقت صوفيا توها تنزّل سماعة التلفون عقب مكالمة ..
سحر : من كان على الهاتف؟
صوفيا : والدكِ..
سحر التفتت للساعة على الجدار واللي تشير لـ 10 بالليل .. وبتساؤل : وماذا يريد !.. هل سيعود قريباً..
ابتسمت صوفيا بهدوء : ليس قبل أيام !
سحر باستغراب : ولماذا؟..
صوفيا بهدوء عشان ما ترتاع : لقد حادثني من المطار قبل قليل.. لديه رحلة مستعجلة لبلدكم..
سحر برووعة وصدمة : ..ولماذا؟؟ ماذا حدث؟؟
صوفيا : اهدأي لا شي مقلق ... فقط وصله خبر أن عمّك بالمستشفى ..سيذهب للاطمئنان عليه..يومان وسيعود حسب قوله..
سحر : ولمَ لم يتصل بي ليخبرني !؟
صوفيا : لقد قال بأنه اتصل بك قبل ولكنك لم تردّي..
تذكرت سحر مباشرة إنها حاطه جهازها عالصامت عشان ما تستقبل ازعاج من سايكو .. والساعتين اللي راحت ما شيّكت عليه أبداً..
صوفيا : لقد اتجه للمطار مباشرة وطلب مني أن أطمئنك ..
سحر تنهّدت وفكرها ينشغل بعمها .. راحت صوفيا وبقت لحالها تفكر بهالخبر ..وأخيراً جابت جوالها واتصلت على خالد ..أكيد عنده خبر بالموضوع وهي لازم تتطمّن ..!
ردّ خالد بعد ثووواني : ..هلا بالغايب !
ابتسمت : هلا فيك..
خالد : نسيتينا مرة وحدة..قلنا روحي غيّري جو بس مو كذا وأنا أخوك..
سحر تنهّدت وكأنها اشتاقت له : .. ما نسيتكم عالبال..
خالد : كيف الاحوال؟؟
سحر : الحمدلله...أقول خالد..وش صاير ؟
خالد فهم : قصدك عمي؟
سحر بقلق: ايه...أبوي سحب علي حتى ما رجع البيت عشان يقولي ..راح مباشرة للمطار واضح إنه مستعجل وما عنده وقت..
خالد يطمّنها : وعكة بسيطة ان شاء الله...الحين هو بخير ووضعه يمشي للاستقرار..
سحر تنهدت براحة : الحمدلله.. والله خفت.. واللي خوفني استعجال ابوي..
خالد : ابوي طمّنته بس مدري ليش أصرّ يجي يشوفه خصوصاً إني قلت له إن عمي بالعناية المركزة..
سحر بخوف : والحين؟؟
خالد بتطمين : لا الحين الحمدلله.. نقلوه غرفة عادية..وسمحوا بالزيارة..
سحر بقلق واهتمام : وبنات عمي شخبارهم ؟؟
خالد ابتسم : هاديات وقويات..ما شاء الله عليهم..
جلست تسولف معه وتقطع الساعات.... وقلقها على عمها تلاشى من بدايته بسبب تطمينات خالد..
بـ كوخ تركي... اللي كان يكلم بالجوال وهو يلبس بلوزته الصوف قبل ينوم..
وباستغراب : راجع الرياض ؟؟؟
أبو خالد : ايه ..أخوي مريض وبروح أتطمن عليه..
تركي بتساؤل : سلامته...بس مريض لدرجة تقطع شغلك وترجع بسرعة..؟؟
أبو خالد : أخوي الوحيد لازم اتطمن عليه.. أول ما قال لي ولدي خالد قلقت ..مع إنه طمّني بس قلـت أقطع هالقلق واروح أتطمن بنفسي... وبرجع اذا تسهّلت..
تركي وهو يفرك شعره الاسود من ورا بيد وحدة : أوكي... توصل بالسلامة..
أبو خالد : أنا بالمطار الحين وما قلت لـ سحر بنتي إلا قبل شوي... وصّيت صوفيا تقولها.. ما كان في وقت آخذها والرحلة بقى عليها أقل من ساعة..وما بغيتها ترتاع على عمها وهي ان شاء الله بسيطة..
تركي فهم الهدف من هالمقدمة .. وقال بهدوء : بنتك بعيوني...لا تشيل هم..مارح يصير لها الا كل خير..
ابو خالد ابتسم : وصّيت صوفيا عليها كالعادة...بس مثلك عارف.. الرجال غير المرة..
تركي وهو يوقف قدام نافذة الكوخ الكبيرة يناظر المنظر الأبيض برا .. وعيونه تلمع : ..عارف..!
ابو خالد : لا أوصيك بنفسك... يومين بالكثير وراجع ..
تركي من ورا قلبه : طمّني ..
ودّعه وقفل .. نزّل الجوال وهو يقلّب فمه بلا مبالاة ..أجل أخوه طايح بالمستشفى...
ما شكّل الخبر له أي أهميّة ..!
مشى للصوفا بيرمي روحه فيها وينام ..، وهو منسدح بانتظار النوم يجيـه كانت سحـر مسيطره على مخه..بسبب آخر موقف صار لهم مع بعض .. الثلج!.. بقد ما تعامل معها بذيك الطريقة متعمّد..بقد ما تركت بداخله أثـر عفوي ..! ،
رفع الجوال عشان يتصل فيها..يقال إنه بيتطمن عليها عقب خبر عمـها... بالبداية عطته انتـظار..وتساءل عن اللي جالسه تحاكيه هالوقت... لا يكون سايكو بدت معها بجولة جديدة !!.. هذا الاحتمال طرى على باله..
جرّب يتصل عقب دقيقتين... وهالمرة ردّت.. بصوتها الطبيعي : .. نعم ؟
ابتسم تركي وهو يناظر نقطة بالسقف : .. ينعم عليك..!
سحر : وليد .. فيه شي؟؟
تركي : حبّيت أتطمّن.. على..إختي..
ما أظهرت أي حساسية للكلمة..بالعكس كانت منتعشة : إختك بخير.. وليش تتطمن فيه شي؟؟
تركي بعقدة بين حواجبه..من هالانتعاش : .. مين كنتي تكلمين..سايكو؟؟
سحر : لا...خالد أخوي...
تركي قلب فمه لتحت : أها...الدكتور.. (أبو نظارات) !
سحر باستغراب مفاجيء : وشو؟... أبو نظارات !
تركي انتبه للكلمة وضحك يضيّع السالفة : ههههههههههه... (عض لسانه من الزلّة) .. ايه مو هو يلبس نظارات ؟!
سحر باستغراب : لا..ما يلبس !
تركي بهدوء : .. كأني شفته يلبس ..أو أنا أتخيل..
سحر باهتمام : لا.. هو كان يلبس وهو صغير.. بس من عشر سنين وهو ما يلبس..عالج عيونه ..
تركي يضيّع الموضوع لا يلزق في مخها : ..أجل المشكلة بعيوني أنا.. المهم ..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي : عمي موصيني عليك..قبل شوي اتصل علي قبل يركب الطيارة...قلت اتصل فيك قبل أنام اشوف احوالك.. ان شاء الله خبر عمك ما أتعبك..
سحر تذكرت كلام صوفيا آخر مرة ..عن وليد واهتمامه ..اللي ينبع من وصايا أبوها لا أكثر ولا أقل..اهتمام الأخ لأخته الصغيرة على قولتها.. وابتسمت بعفوية : لا الحمدلله...خالد طمّني..عمي بخير..
تركي : الحمدلله ..
سحر وهي تحس من أنفاسه إنه راقد : .. وش تسوي ألحين؟
تركي : بنام ..!
سحر غيّرت الموضوع بسرعة ما تبي تتخيل شلون راقد : طيب..تصبح على خير..
تركي لاحظ استعجالها لإنهاء المكالمة : لحظة..
سحر بانتباه : ايش؟
تركي بدون مقدمات : بُـكــرة !
سحر باستغراب : وش اللي بكرة؟
تركي : البرد هنا يذبح..وأنا ما جبت اللي يستاهل من الرياض...أحتاج ملابس..!
كتمت ضحكتها من طريقته الغريبة بالطلب... كانت بتفقع ضحك ما تدري ليش... وش هذا !..يطلب.. ولا يأمر..ولا يترجى ؟!
سحر ادّعت إنها مو فاهمه : والمطلوب مني ؟!
تركي : المطلوب إنك تساعدين هالمسكين !
سحر : وليش ما تساعد نفسك بنفسك!؟
تركي : انا فقير لله..ما اعرف أتشرّى وذوقي بالحضيض..
سحر باستغراب حسّت إنه يتحايل..لأنها ما لاحظت ذوقه الخايس اللي يقول عنه بالعكس له ستايله الخاص..ما عدا ملابسه وهم بالرياض : وشلون ما تعرف !
تركي : سبق وقلت لك أنا جديد بهالديرة وماعرف الأماكن الزينة اللي فيها...عمري ما طلعت من ديرتي وهذي أول مرة..
سحر فهمت ..وباستدراك : والمطلوب إني أوديك للاماكن الحلوة..
تركي بثقة لا تقبل النقاش : بالـضبط ..
سحر : رح أشوف !
تركي بوضوح : مافيه تشوفين !..أنا قلت بكرة.. ما أبي أمرض بهالبرد ..
سحر حبست ابتسامة من هالأسلوب الغريب حقه..ولا قدرت تعترض : اوكي... بسوي فيك حسنة...وباخذك للأماكن اللي أعرفها..
تركي ابتسم ووضح على صوته : بتسوين خير فيني ..
سحر بهدوء : بساعدك كـ مقابل لوقفتك معي.. (وبثقة)..بس ها.. لا تجادلني.. بشتري اللي أبيه..
تركي باستنكار : شلون يعني؟..مارح تاخذين رايي..؟
سحر باستمتاع : دامك بتعتمد علي خلني أشتري اللي أبيه..
تركي باعتراض : أخاف تسوين فيني مقلب ..
ضحكت بعفوية : ما اعرف للمقالب... والحين ..تبي شي ثاني ؟!
تركي : بكرة اجازة ومارح يكون عندي دوام.. بنتظرك من بدري..
سحر : أنا اقول إجلس بالبيت وارتاح وخل هالمهمة عليّ.. بتتعب معي صدقني أنا بالشوبنق ما أملّ..
تركي اعترض على هالنقطة بقوة : لا يا آنستي انا رايح معك... أتعلم يعني ..!
سحر بابتسامة ناعمة : أوكي بس لا تتشكى بكرة ..
تركي وهو متوقع هالنقطة ..بس ما اهتم كثير : مارح أتشكى ..
سحر ما صدّقته : نشوف ..!
تركي : ألحين تامرين بشي... بنام ..
سحر بابتسامة : لا شكراً..
تركي : تصبحين على خير..
سحر : وانت من اهله..
نزلت الجوال وهي تبتسم لا شعورياً...هالمكالمة رجعت تغمرها بشعور وليد اللطيف .. اللي فقدته أمس واليوم..!.. وبهالمكالمة رجع أسلوبه اللطيف الظريف معها...
طاحت عينها على كيس الهدية اللي جابها..فتحت الكيس وهي تناظر اسوارة الخرز الملونة ..وتذكرت السبب اللي جابها على شانها..وعلى إنها كانت مترددة تحتفظ فيها ولا لا..إلا إنها ما لقت ضرر انها تحفظها عندها وتقبلها منه ،
عند تركي اللي كانت عيونه على وشك تغفى عقب المكالمة مع سحر واللي ريّحت أعصابه بشكل لذيذ..
دق تلفوونه وأزعج خدرته ..رفع الجوال وضاق زوود يوم شافه ثامر...الساعة 11 ونص ليش يدق الحين..!
تركي بصوت نعسان : مو وقتك توني غافي..
ثامر : ما توقعتك بتنوم على خبري بكرة ويكند عندكم..قلت اكيد بيسهر دام ما وراه دوام..
تركي : البرد هنا يخليك تتمنى النوم كل ساعة..
ضحك ثامر : ههههههه ايه فاهم ما ألومك..
تركي وهو يتثاوب : تتريق..كيف الجو عندكم؟!
ثامر : والله يقولون فيه موجة برد جاية هالأيام.. واحتمال امطار وعواصف...
تركي : اذا داق تسولف سكّر وبكرة سمّعني اللي عندك !
ثامر : ما دقيت اسولف...دقيت أذكرك إن زواجي الأسبوع الجاي..وإنت للحين ما قلت لي بتحضره أو لا..
تركي فتح عيونه من الخبر : زواجك وصل ! ..يا سرع الأيام..
ثامر بسخرية : ايه من يلومك..كمّلت الشهر من سفرك ونسيت زواجي!
تركي : ما نسيته بس تدري بظروفي..
ثامر : مهوب شغلي...دبّر نفسك..إذا ماجيت إنتْ بلاش أعرس..
ضحك تركي غصب من كلام ولد عمه : هههههههههههه أمما بتلغي زواجك عشاني..الفكرة مو ضابطه...ما هقيته وانت ميّت على بنت خالك ..
ثامر : لا تتريق .. تراني جاد زواجي بتحضره ورجلك فوق راسك..
تركي تنهّد : ووشلون أحضره وانا بقلعة وادرين...
ثامر : دبّر نفسك مهيب مشكلتي..قدامك اسبوع.. والله اذا ماجيت..لا انت ولد عمي ولا اعرفك..
تركي : أوفف!!..خفّ علينا يالحبيب..
ثامر : انا اتصلت أقولك هالكلمتين..وأذكرك بزواجي كان نسيت..
تركي ابتسم : ما نسيت وشفيك مو مصدق!
ثامر : مبين مرة..(بسخرية ) ..تدري وش أتخيلك تركي..أتخيلك ناسي نفسك مع البنت..
تركي تغيّرت نبرة صوتـــه للجمود : أي بنت؟؟
ثامر : مع اللي بهذلتك وانت صغير.. (بسخرية) .. بنت ابو خالد..فيه غيرها..
تركي بوجوم : ما بهذلتني!!
ثامر ضحك : هههههههههههه.. وشفيه صوتك تغيّر..!
تركي عصب يوم فهم إنه يعصّب فيه لا اكثر : .. عارف ألاعبيك..!
ثامر : ههههههههههه.. لا جد... مدري ليش أتخيلك ناسي نفسك معها..
تركي هدأ صوته : ما نسيت نفسي.. لا تتخيل أشياء غبية مثلك !
ثامر بابتسامة : طيب وش الأخبار عندك؟..ما حكيت لي من زمان وش الوضع بينكم...تحسّن ولا للحين البنت تشكّ فيك ؟!
تركي : الوضع متغيّر.. للأحسن.. البنت بصفي ألحين..
ثامر ما تفاجأ : طبعا هالشي متوقع .. دامك ما دقيت لي من فترة تتشكى منها..معناها حلّيت العقدة ..
تركي ابتسم : كلها..من أولها لآخرها..
ثامر : زين... نرجع لسالفة زواجي.. حط براسك يا تركي انك تحضره.. ولا تناقش..مع السلامة ..
سكر بدون ما يعطيه فرصة للنقاش... نزّل تركي الجوال عالطاولة وهو راقد..تنهّد من اصرار ثامر..ويدري إنه ما يقدر يردّه دامه أصرّ كل هالاصرار..!
بيفكر في رجعته خلال هالأسبوع... قدامه كم يوم... إلتحف بطانيته عن برد الليل ..وغفى ،
::
نشر -
e7sas 3ash8, آفكر فيه لآنهـ حيل وآحشني, Miss.Nada و 2 أخرين معجبون بهذا .
{[ اللهم نسألكـ الهدى والتقوى والعفاف والغنى والحمد لكـ والشكر لكـ ]}1602
30-09-2012, 05:56 AM
عيـــــون القمر !
©؛°¨غرامي مشارك¨°؛©
رد: لا تبكي / للكاتبة : عيون القمر
--------------------------------------------------------------------------------
الصبــاح ... الكل كان عند ابو محمد اللي صحى.. صار جالس على السرير وجهاز الضغط مربوط فيه ..ووضعه مستقر..وشوي شوي جالس يسترد عافيته من الصدمة اللي تعرض لها.. ولو إنه للحين كان واضح على وجهه وهيئته آثار الصدمة والتعب..
مشاعل ابتسمت لأبوها : بابا حبيبي ..الدكتور يقول تقدر تطلع الليلة اذا كنت بخير..
ابتسم بأبويـة : ان شاء الله وأنا أبوك..
التفت لـ محمد اللي جالس جنبه بالكرسي ..وبعيونه نظرات هو الوحيد اللي يفهمها لأنهم عاشوا آثر الخبر مع بعض ..
محمد ابتسم بوجع يطمّنه .. وبكلمة وحدة : لا تفكر إنت ارتاح ألحين..
أبو محمد التفت بينهم..وفقد بنتــه شادن ..اللي ما كانت موجودة .. وسأل : وين شادن؟؟
أم محمد : طلعنا قبل تصحى ..وقلت لـ بندر يجيبها معه وهو جاي..
أبو محمد هزّ راسه والأفكار تتصادم داخله...ومحد داري عن مضمون اللي يعتريه من مشاعر متضاربة وغضب عــارم...ووجع ..وكل التناقضات ناحية اللي كان يعتبره مثل ولــده !!
مشاعل : تبيني أتصل فيهم عشان أعرف متى بيجون !
أبو محمد : ايه اتصلي.. خليهم يستعجلون..
مشاعل وهي تروح لشنطتها : ان شاء الله ..
بهاللحظة اندق باب الغرفة ..ودخل خالد بالبالطو الأبيض..ابتسم لـ عمه وتقدم وهو ينحني على راسه : الحمدلله على سلامتك.. ما تشوف شر..
ابو محمد : الله يسلمك الشر ما يجيك وانا عمك..
خالد : الحمدلله وجهك زين.. خوفتني عليك عمي.. ما خبرتك إلا ما شاء الله قوة وصحة..
ابتسم بأسى والخبر ما فارق عقلـه من يوم صحى : الحمدلله على كل حال ..
خالد : دامك بخير ألحين هذا المهم ..
رفع راسه ناحية مرة عمه وطاحت على مشاعل اللي جنبها .. كانت جالسه تحاول تتصل في بندر وما تناظره... شال عيونه عنها .. لـ مرة عمة..
خالد : الحمدلله على سلامة عمي ..
أم محمد : الله يسلمك ..
خالد : اذا احتجتوا شي عندكم الدكتور ..أو كلموني لو تعذّر..
طلع من عندهم .. وبقوا حول أبو محمد .. ومشاعل تجاهلت خالد كلياً وركّزت على المكالمة مع بندر..
في بيت أبو محمد ..
بندر يدق باب غرفة شادن المغلق.. وهي مو راضيه تفتح..
بندر بحيرة : افتحي لي ساعة واقف انتظر!
شادن بصوت متغيّر : ما أبي أروح...رح لحاالك !
بندر بدهشة : وش اللي أروح لحالي.. أقولك أبوي صحى من بدري.. وسأل عنك... مشاعل اتصلت ويقول استعجلوا..!
هالنقطة بالذات .. عصرت قلبها خوف ووجع.. وضياع... يسأل عنها بالاسم ..ليه !!
وبضياع صارت تتصرف بدون تفكير: ما أبي اروووح...
بندر ضاااق مو فاهم سبب لتصرفها ورفضها : افتحي لأكسر هالباب.. خبلة انتي!؟..ابوي صحى اقولك وانتي ما تبين تشوفينه !!
شادن اللي كانت واقفه بآخر الغرفة ما هدى لها بال ولا دقيقة..تتخيل بس اللي بيصير..هي ميّتة على ابوها وتبي تشوفـه.. لكنها خايفه من المستقبل القريب... هي جالسه تنتهي ببطء..ومحد فيهم حاس..محد فيهم داري بالموت البطيء اللي ينتشر بكل خلية فيها..
بندر ضرب الباب بقبضته بغضب : شااااااااااادن !
بكت بشكل مفاجيء ..وهالشي روّع بندر اللي سمع صوتها..
بندر بقلق : ابوي صحى وبخير ليش تصيحين..
شادن : والله مو قادره والله...
بندر بهدوء : طيب افتحي.. افتحي قبل أكسره..
وقدام اصراره ..راحت للباب..وفتحته وملامحها تشع أكبر معاني الخوف.. الرعب..وفقدان الشعور بالأمان..
بندر قرّب منها وحط يديه على كتوفها : أبوي صار بخير ماله داعي تصيحين..
شادن ما قدرت ما تسأل ..: وش..قالك محمد...عن...عمر؟؟
تغيّر وجهه ..وغيّر الموضوع بسرعة : ماقال شي...يقول للحين مالقوا خبر عنه..
سكتت لحظات..وبهدوء : أكيد ما لقوه؟؟
ابتسم يطمّنها : لا وان شاء الله بخير...عمر ما ينخاف عليه.. انتي بس اهدي..وخلينا نروح لأبوي تراه ينتظرنا..
شادن رجف قلبها..وما قدرت ترفض ..وبندر أكيد مارح يخليها لأن اللي طايح بالمستشفى مو أي أحد...هذا أبــــوها !!!
وصلوا للمستشفى .. ودخلوا غرفة أبوهم ..
بندر تقدم وسلم عليه بالأول..وشادن اللي لبست قناع الهدوء طول الطريق..محت كل لمحة خوف وألم ممكنة ..
نقل ابو محمد نظراته من بندر لـ بنته اللي واقفه وراه تنتظر دورها بالسلام.. تقدمت بهدوء عشان تحب راسه .. وتغيّرت نظرته للأسى الممزوج بالغضب ومعاني ثانية نتيجة للتضاربات اللي يعيشها..
شادن بابتسامة صغيرة : الحمدلله على سلامتك ..
ابو محمد : الله يسلمك وانا ابوك.. وشلونك الحين؟؟
شادن بهدوء : بخير لا تشغل بالك..
ابو محمد بنبرة لها معنى : لا ينشغل بالك على شي ما يسوى.. لا تندفعين وانا ابوك..تتعبين !
شادن وقلبها يوجعها..لأنها فهمت المغزى اللي يظنه هو إنها مارح تفهمه ..بس قالت : ان شاء الله..
سحبت يدها من يد أبوها اللي قرأت بعيونه كثير أشياء أبرزها الأسف.. والأسى.. والضيق.. وشي من الغضب اللي تدري إنه بيتفاقم ولا زال ببدايته !!
بندر قطع عليهم : شلونك يالغالي الحين؟
ابو محمد : الحمدلله وأنا أبوك..
راحت شادن وجلست بالكرسي جنب أمها ومشاعل والسوالف مع أبوهم اللي جالس يسترد صوته وصحته شوي شوي..
وبعد ساعتين.. اندق باب الغرفة عليهم...قام محمد يشوف مين عالباب ..وانصدم من اللي جاي للزيارة .. كان أبــو راهي...وولده راهي معه !!
رجع للغرفة وهو يقول : أبو راهي عالباب..
ابو محمد : ليش متعب نفسه؟؟
محمد : اتصل علي البارح عشان شغل وانا بالمستشفى..واضطريت اقوله عن الظروف..وجا الحين
تغطوا ام محمد وبناتها.. وكانوا ناوين يتركون الغرفة عشان الزوار الجدد ..
ابو محمد منعهم : اجلسوا أكيد مارح يطولون..
جلسوا مكانهم بالكنبة الموجودة بآخر الغرفة... ودخل أبو راهي وراهي معه... وشادن عند هاللحظة اللي طاحت عينها على راهي .. بهيئته..وظهوره.. وشكله اللي يشع عنجهية متطبعة فيه.. داهمتها لووعة غريبة ..رجعت ذاكرتها ورا ..للخلاف الأخير اللي صار مع عمر بسببــه..ايه بسببه هو...ومن عقبها وعمر قرر الانسحاب من هالزواج..!
أبو راهي سلم باهتمام على ابو محمد : ما تشوف شر يابو محمد.. خوفتنا عليك ..
ابو محمد : الشر ما يجيك..ما تقصر..
راهي يسلم : الحمدلله على السلامة ..
ردّ عليه أبو محمد بابتسامة انجبر يرسمها تكريماً لهم...
وشادن تطالع هالولد اللي كان الشرارة الأولى لخلافها مع عمر..
رفع راهي عيونه للبنت اللي راسخه في باله بشكلها وهيئتها... وابتسم بشكل خفي يوم حسّ إنها تناظره..!
شادن انصفقت يوم لمحت ابتسامته اللي أرسلها لها... وفهمت ببساطة سبب جيّتـه.. شالت عيونها عنه وأعصابها تلفت من شوفته... والكره ناحيتـه يكبر ويتجدد مع إنها ما تعرف عنه إلا اسمــه !!
يتبــع ..
مبدئيا نلتقي الخميس مع ان فيه اخبار عن حفلة زوارة عندنا..بتأكد منها.. وارجع لكم..
حاليا موعدنا الجاي الخميس بإذن الله .
بانتــظار تعليقاتكم المبهجة كالعادة ..
أحبكم في الله ..
عنوون
[/SIZE][/FONT]
|