كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
,
تابع الجـــزء ..40 ..
------------------
عقب فترة رجعوا للبيت ...وقبل ينزلون ..دق جوال محمد جنبــه ..ويوم شاافه ..تغيّر وجهه ..كانت خطيبته بسمة اللي تحاول تتصل فيه ..وهو متردد يجاوب ..هذي ثالث مرة تتصل فيه من أول مكالمة رد عليها بالشركة.. وهو ما يرد ... ما يدري شلون يستأنف هالعلاقة ..ويقتنع ..انها ..خطيبته..!..ولازم يتجاوب معها !!
مشاعل لاحظت انه ما يبي يرد : ..مين؟
محمد نزّل الجوال وهو يتنهد : محد مهم ..
مشاعل : اجل انا بنزل .. بتروح مكان ؟
محمد : لا بجي وراك ..
نزلت قبلـه وراحت وهي شايله كيسة أكلها معها ...عشان تتعشى هي وشادن سوى ..
أما محمد ..جلس مكانه.. كان يتأمل الجوال..ورغبته تجاه هالعلاقة مقتووووولة من بدايتها ..هدأ رنين الجوال ..
لكنه رن من جديد...بس هالمرة مسج ... فتحه بهدووء ولقاه منها ..
"لازم أتكلم معك....بليز رد علي "
وجعه قلبــه ... متى تفهمين اني ما فيني ..ما فيني !!....
رفع راسه للسقف وهو يسنده .. وأفكار جوفاء تملا مخه ....
وعشان ينهي الحاحها الليلة ...قفل الجوال مرة وحدة ..ونزل من السيارة ...!
عقب ما بدّلت مشاعل ملابسها لبجامة النوم ... أخذت كيسة الأكل..وقررت تروح تتعشى مع شادن اللي ما طلعت من غرفتها من صار لها اللي صار مع عمر ...مشاعل كانت قلقانه عليها طول الأيام اللي فاتت..وهي شاكه ان اللي فيها أكبر من الاصابة اللي براسها.. دقت الباب بهدوء ودخلت ..وهي مبتسمة ..ناسيه كل شي صار لها الليلة مع خالد ..أو مع صديقه ..!
لكن اللي شافته..منظر ما توقعت تشوفه .. كانت تتخيل ان شادن نايمه وبتصحيها تتعشا معها وتغير مودها المكتئب...اللي كانت تتوقع انه بسبب اختفاء عمر المقلق عنهم ..وللحين ما لقوا عنه خبر ..
لكن شادن ما كانت نايمة ..كانت صاحية...بس بوضعية غريبة ... جالسه عالأرض وظهرها متسند للسرير ..درج الكومدينا مفتوح جنبيها ...راسها طايح على ركبها المرفوعة ..وشعرها الفوضوي طايح من كل الجهات لدرجة ما تشوف وجهها...والأهم واللي لفت نظرها ..الألبوم المفتوح اللي عند رجولها العارية ..والصور المتناثرة بكل مكان وبعضها كان مشقق ومتمززق ..!!
قلقــت علييها ...واقتربت بسرعة وهي تنزل كيسة الأكل عالأرض....ونزلت عند شادن بخووف : شاادن ؟... شفيك صايره تخوفيني عليك !
ما ردت ..ومافيها تررد..
مشاعل دنقت للصور اللي بعضها ممزق...رفعت جزء مشقق تشوفها ...وباستغراب وقلق...لقت وجه عمر فيها... أكثر من صورة مشققة لـ عمر ..!
خاااافت من حركة شادن ...ورفعت راسها لاختها بـ سرعة : ...ليش شققتيــــها ؟؟
جاها صوتها بعيييد ومكتوووم ..مو صوتها : .. مابيها ..!
مشاعل هوى قلبها ...هذي مو شادن ...مو شادن...شادن تعيش وتموت في عمر...وتتنفس عمر... وتحيا فيه ..!
شادن الكنز اللي كانت تتقوى فيه خلال سنوات غيابــه ..هو صوره...وذكرياته اللي تركها لها ...!..اه لو يدري باللي تركه وراه ..!
هالصور كانت ..ولازالت ثروتها اللي ما تبدلها بـ شي من كنوز الأرض ..!
مشاعل بانفعااال : تكلمي ...ليش شققتيها ؟؟...وش صاير بينكم ؟؟...انتي تعرفين وينه ؟؟..(توها تستوعب هالنقطة) .. إلا انتي تعرفيييين وينه وحالتك هذي مو عالفاضي..تكلمي وش صاير ..!
شادن بكتمــة ..وبدون حراك : ...ماعرف ..!
مشاعل بجدية : ..وش مسوي المجنون هالمرة ..!! ..حالتك هذي مو عشانه مختفي وما ندري وينه...بديت احس ان فيه شي صاير بينكم...وانتي ما تبين تقولين لأحد...
هاللحظة دبت الحياة في جسد شادن..بعد ما كانت أشبه بالجثة الجامدة والميتة ..استجابت ..ورفعت راسها ببطء شديد ..لوجه مشاعل اللي ارتعبت ألف مرة من المنظر...كانت ملامحها مو ملامح شادن...عيونها جاحظة ..ونظراتها شاخصة..وشعرها مشعث من اهمالها الأيام اللي فاتت ..ووجهها اسوود من اضرابات نفسية عنيفة تعيشها ... كانت فزااااعــة.......مو شادن ..!! أبدا مو هي ..!
ومشاعل طاح قلبها في بطنها ..وهي تحس ان اللي جالسه قدامها.....انسانة ...ببساطة مجنونة ..!
وبصياح رعب : وشفيك؟؟....لا تناظريني كذا !!
شادن بهمس.. ولسان ثقييييل خرع مشاعل : ان....انا....
مشاعل بدت تبكي من وضع شادن اللي يخرع... كلماتها مو ضابطه...ونظراتها يملاها الضياع ...ورعشة مسيطره عليها ..
لا شعوريا نطت مشاعل عليها وحضنتها : ..شفييييك شفيييك.... علميني شفيك ؟؟..شادن لا تسوين فيني كذا...مخوفتني من كم يوم..كلميني...
وشادن تزيد نفضتها وكأن ذكرى اللي صار...عصــرها.. ورماها بدون روح ..
مشاعل قامت تصيح من مشاعر الرعب ..أول مرة بحياتها تشوف انسان بهالمنظر الغير طبيعي ..ِشلون لو كان اختها ..
مشاعل وهي تبكي : علميني وش فيك... انتي فيك بلوى ...انتي مستحيل تصيرين كذا من غير سبب...شادن لا تسوين كذا ترا والله اخاف........
حست أخيراً بـ يد شادن على ذراعها ..وهمس مقتول : مش..اعل...
تراجعت مشاعل شوي لين صارت مواجهتها بوجهها : ..قولي..اسمعك...
شادن وهي تواجه صعوووبة بالكلام : أبي...أشو..فـــه...
ابتسمت مشاعل بألم وهي تتمسك بيديها بقووة :..بتشوفينه ان شاء الله..
دممعت عيونها وهي تنطقها : بس...هو..ما يبي... ما ..يحبنــي ..
مشاعل باهتمام : لا تقولين كذا ...عمر يمووت فيك ..يمكن أشغله شي وبيرجع بعد كم يوم..
شادن رجع لها الموقف بحذافيره...ذاك الموقف العنيف....وهاللحظة حست ان اللي قدامها..هو عمر..مو مشاعل ...وصوته وهو يقول ما يبيها ولا يبي هالزواج...يتردد بآذانها وكأنه يتردد بين جدران هالغرفة ... صار خياله ما يفارقها وكأنه قدامها ويعيد كلامه مثل شريط المسجل...
شهقت بععععنف .. ومشاعل ارتعبـــت قدامها..وهي تردد : .. ما يبي يشششوفني..يكرهني...يكرررهني....رماني ..
"يكرهني !!!"
كملة أرعبت مشاعل حد الصميييم... مسكت شادن بقوة وحضنتها ..وأعصابها ذاااابت من الرعب والخوف عليها ..
يكرهني !!..؟....... مستحيل اللي تنطق فيه شادن ...!
وصارت تبكي على كتف مشاعل بعنننف ما قد صار ...بخوف ما قد صار .. من يوم صار الموقف مع عمر...أول مرة تبكي بالعنف المضاعف على كتف أحد......ومشاعل حاضنتها وهي تنتفض...مو عارفه وش تسمي الحالة اللي فيها شادن الحين ..
صارت تمسح على ظهرها ودموعها تنزل : خلاص ..شادن حلفتك بالله لا تسوين كذا ...وش صاير بالله عليك تكلمي ...
شادن وهي منهارة آلااام : مش..ااعل...أنا تعباااانه...
مشاعل قامت تسمي عليها وهي حاضنتها بقوووة ...وقامت تقرا عليها آية الكرسي ..وشادن تنتفض بكــى يتفجـــر من كل ذرة احساس فيها .... كل ذرة احساس ..متشبّعة فيه ومنه...كل ذرة احساس عاشت سنوات وهي تفيض مشاعر نقيــة له... وشلون يرميها بهالسهولة !...وشلون يرميها وراه عقب كل هالسنين ..!!..
مشاعل وهي تشهق غصب : اهدي..بسم الله عليك..اهدي الله يخليك....
وشادن ذايبـه من البكــى وجسمها مرتخي على مشاعل مافيها تشيل نفسها ..
مشاعل مافيها الا تقرى عليها قرآن..طال عليهم الوقت ..مرت دقايق ودقايق..وشادن تعاااني أكبر معاناة ...الين مرت ثلث ساعة ارتخت فيها تدريجيا ..وتبخررت كل قوى تسكن جسمها .. مافيها عصب واحد يقوى ..
حست مشاعل ان شادن خبى صوتها..وظنّت انها نامت ...لكنها ما نامت ظلت عيونها جاحظة وشاخصة على نقطة فراغ...نزلتها بهدوء للأرض..وشعرها لازق بوجهها من دموع غزيرة غسلته...حطت تحت راسها الوسادة ..وسحبت غطا السرير وغطتها ..هـدت بس الرجفة لازالت تنفض اطرافها.. وقررت تتركها شوي لكنها بترجع تشوفها..ورغم تعبها من هاليوم ..وحاجتها للنوم إلا ان كل ذرة للنوم طارت من وضع شادن .. مافيها تنوم وتتركها بهالحالة ..تخاف ممكن يصير لها أي شي بالليل......قامت ..وطلعت وقلبها معصووور ومقهوور ..
دخلت غرفتها ..وبسرعة الإعصااار مسكت جوالها ومشاعرها الغيوورة على شادن تحررقها ..كلام شادن ما يطمّن وما تدري ليش بدت تقتنع إن الموضوع أكبر مما يتصوورون... وإن غياب عمر .. وراه سبب ما يعرفونه..
دوّرت على رقم عمر وصدرها يطلع ويهبط من الانفعال والقهر...ومن اللي مرت فيه مع شادن ..
اتصلت فيه ...ولقت جواله مغلق مثل عادته من يوم اختفــى... وبدون تردد فتحت صفحة الرسايل وقهههرها وعصبيتها يحررركونها ..
كتبت رسالة طويـــلة عريضة ..وأرسلتها وهي تعض على شفاتها ...لازم توصل له...ولازم يدري وش اللي تعيشــه شادن من عقبه...لازم يرجع بسرعة وينهي هالحالة !!..وهو أكثر واحـــد بهالدنيــا....فاهم وعارف .. ان شادن ما تقوى ابتعاده ..!!
::
بين جبـــال الجنوب .. وبرودة الليل القارصة بذيك المناطق..
في وحدة من الفلل القديمة..المستقره على وحدة من سفوح الجبال ...طلع عياف من الباب الخشبي وهو معصب ..وعادل وراه ..
عياف بغضــب عنييف : هالآدمي تحمّلته واجد..لكن الظاهر بيجبرني أتصرف معه بأسلوب ثاني ... (وهو يتلفت بالظلمــة ..ويناظر بخيالات الشجر بينهم ) ..وينـــه الحيـووان ؟؟
عادل : شفته طلع من ساعتين ..سألته وين بيروح لكنه تفــل بوجهي ..!
عياف بغضب مزمجر وعيونه تلمع احمرررار : أنا أوريـــــــه تصرفاته صايره تستفزنــي...تغيّر ومعاد صار مثل قبل... هالتمــــرد اللي فيه بعرف شلون أكسره ... أنا محد يتمرد علي..
عادل بابتسامة جانبية حقيرة : ..من أول كنت أقولك ..هالانسان ماله أمان...لكنك ما سمعت !
عياف بنبرة حااادة : اسسسكت .. مدري وش اللي صاير له..من راح الرياض وهو منقلب مية وثمانين درجة...لازم أعرف وش وراه...
عادل بـ سخرية : وتتوقع بيفتح لك قلبه مثل قبل ؟....ياااا زعيم لازم تعرف إن عمر الحين مو عمر اللي عرفته قبل أربع سنين ...انا من الحين اقولك ..عمر خطر علينا كلنا ..وخطره أكبر من خطر حسن اللي انمسك...هذي نصيحة اعطيها لك وانت عاد بكيفك...
التفت عياف على عادل بعنف...وبدون مقدمات مسكه من ياقة بلووزته بعنف أشد.. وقساوة عيونه تسطع شرار : ابلع لسانك احسن لك...ولا تجيب شي من راسك...اثنينكم كلاب وانا بعرف شلون أتفاهم معكم ..
عادل بنظرة حمقانة ..مسك كلام كان بيطلع من عصبيته ..
عياف بنبرة قوووية وهو يناظر عادل في وسط عيونه : ايييه لا تطالعني كذا أو تبيني أذكرك بتهبيبتك الأخيرة ...واللي ما كنت بعرف عنها لولا عمر اللي نقل لي أخبارك... ترا أنا نسيت اللي سويته بمزاجي ولا من زمان ذابحك على حركاتك القرعه ..يا كلب..!
عادل بعصبية تتفاقم : .. لولا حركاتي القرعه على قولتك...كان ما عرفت هالناس اللي مستعدين يساعدونك ويساعدون شلتك بهالورطة اللي طايحين فيها...لا تنسى اني احاول اساعدك يا زعيم..لكن انت للحين معطي عمر أكبر من قدره...متى تفهم انه واحد مهوب مثل ما تتخيله...هذا واحد مستعد بأي لحظة يدوسك وينساك...ولا يهمه شي... أعرف هالصنف زين أنا ..
عياف صررخ بزمجره..وأعصاااابه ثايره بما فيه الكفاية ..ثايره من مشكلتهم..ومن عمر ..ومن عادل اللي جالس يزيده بكلامه : .. ولا حرف يا حيوان قلت لك ابلع لسانك لأذبحك !
دفه بعيد وهو يترك ياقته..وعادل اللي كان بيطيح...تعدّل بوقفته وعيونه تنضح شرار ... وعصبيه ..وحقد...!
عادل : من اليوم وطالع ببلع لساني...لكن لا تجي مرة ثاني تطلب مساعدتي ..او شوري...
عياف اللي كان وده يطق أحد...يذبح أحد...وأعصابه تلفانه من التعقيد اللي وصلوا له...التعقيد اللي كان السبب الأول فيه...هو عمر...وعصيانــه !
كان بيروح لـ عادل يفررغ حرّة عمر فيه ....بس قبل يوصل له ..سمعوا حس سيارة تقرب ...التفت عياف لورا ..ومن بين الشجر المنتشر بكل مكان ...والليل الأسود... لمح سيارة تقرب وصوت كفراتها وهي تمشي على الحصى والتراب ملا الجوو...لأن الطريق كان وعــر وبعيد شوي عن أي طريق معبّد ...!
عرفها مباشرة ...سيارة عمر !.... لملم مشاعر الغضب المنفجر ووقف مكانه وهو يراقب السيارة اللي كانت تقرب بهدووء ..ونورها اللي يسطع بالعيون لدرجة انهم ما يقدرون يشوفون عمر ..!
وقفت السيارة قريب منهم...وانفتح بابها ...ونزل عمر بطوله الفارع وهو لابس جكيت أسود طوويل لحد آخر فخذه يدفيه عن البرودة الفضيعة بهالمكان...على هيئته الهدووء .. والصمت ...طاحت عيونه على عياف وعادل وهم واقفين جنب بعض ويناااظرووونه ..سكر باب سيارته وهو يصد..كأنه ما يعرفهم ..وتحرك بخطواته الثقيلة ناحية الفيلا من دون ما يقولهم كلمة..أو يبرر غيابه...وكان هذا بنظر عياف ...اعلان صريح للعصيااان ..!
صرخ عياف يوم شاف عمر وصل الباب من دون ما يعبّرهم : تعااااااال يا كلـــب ..!
وقف عمر عند الباب ..والتفت ويديه داخل جيوب جكيته ..بنظرات.. وهيئة.. أشبه بثلج الصقيع البحت ..وحالة العصيان والتمرد تزداد على هيئته مع الساعات والأيام اللي يمضيها هنا ..!
عياف وهو يمشي له بسرعة صاروخية وغضب يتفجر : .. مهوب أنا اللي تسوي فيني كذا ..!
عمر كان يتابع اقترابه بهدوء اعصاب ونظرات ميتة ما فيها حياة... وهالبروود استفز عياف اكثر واكثر لأن عمر ببساطة ما كان يظهر أي لمحة خوف ..!
وصل عياف وبدون تراجع مسك عمر من ياقته وهو مندفع ودفه للجدااار اللي جنب الباب وعيونه تشتتتتتعل لهيييب : .. حذرتك مليون مرة من اسلوبك وهذا آخر تحذير...لا تختبر طولة بالي ولا تختبر معزتك ترا بيوم وليلة ممكن ارميها ..
عمر كان يطالع عيون عياف بذات النظرات الميتة واللي ما تعبر عن أي شي...
عياف ركبه مليون شيطان ثاني : .. لا تتعامل معي بطريقتك ذي..تدري فيني ما أواطنها ..تكلم انطق يا حيوان ..وينك من ساعتين .. مو قلت لكم محد يترك الفيلا بدون اذني ..ومحد يطلع بدون ما يعطيني خبر..وينك منقلع ؟؟؟؟؟
أخيرا استجاب عمر...بابتسامة جانبية ..تنضح استفزاز وسخرية ..بنبرة نااايمة من هدوءها : ليش؟؟...خايف..أخونك ؟
شد عياف بقبضته تحت رقبة عمر ..وهو يتوعد : .. لا تستهبـــل علي وتسوي فيها !
عمر بنظررااات هادية فيها حدّة فطريـة : .. شيل.... يدك !
عياف بوعييييد : عمر أحسن لك تكلم وينك منقلـع من ساعتين !!؟
عمر على بروده : ......ماهوب ..شغلك !
عياف وهو يهزز عمر من ياقة صدره لأنه طلع من طوره كلييييا..وبصراخ غضب : .. بتتكلم غصببببن عليييك !!
وبدون مقدمات...طلّع السكينة الحادة من جيبه ..وصار نصلها قريب من رقبة عمر...وعمر يطالع بعيون عياف ..وهدوءه يعلن لا حياة لمن تنادي ... وعياف يهدده وعيونه تشتعل لهييب .. عياف اللي كان اليومين الأخيرة ..منقلب حاله...وطالع من أطواره تماماً...فاقد شخصيته...وصاير عصبي والغضب متملكه أغلب الساعات..
عمر ببرود : ... بتذبحني؟... (ابتسم ببرود ) .. ماعندي مشكلة ..اذبحني...عالأقل أفتــك من غثاك..
عياف طنننقر زود..وفمه قام يتقلب...مرة يعض على لسانه..ومرة يعض على شفاته ..والسكينة كل مالها تقرب من رقبة عمر بارتعاشة غضب تهز يده هززز....
وقبل يزداد الموقف سوء ...طلع واحد من الشباب من الفيلا بسبب صراخ عياف ..ولقى عياف قابض عمر والسكينة بيده...ركض برعب وسحب عياف بسررعة وهو يصرخ بصوت عالي : .. شفيييكم مو كذا يا شباب ...عياف اهدى انت مو حاس بنفسك...لك كم يوم على هالحال .. (التفت لـ عادل اللي كان يراقب الموقف من بعيد ..وبعصبية ) .. وانت !!... عاجبك الوضع !!! ليش ما فكيتهم !!!
عياف بغضب وهو يفك نفسه منه : اتتتركني...ذا يبي له تربية من جد وجديد !!
استعدل عمر بوقوفه..وابتعد عن الجدار ونبرته الجامدة الواضحة هي هي ما تغيرت ولا اهتزت : ... اللي يحتاج تربية من جديد..هو انت !
عياف المنفجر غيييض ..كان بينقض على عمر انقضاض الوحش المفتررس..بس الشاب اللي اسمه مطلق تمسك فيه بقووة خارقة وهو ينادي باقي الشباب بصوت عالي مفزووع...
طلعوا البقية وهم يركضون يوم سمعوا أصوات هوشة تعلى وتعلى ... ولقوا عياف متحوّل لوحش كاسر ..يبي يفترس أي أحد وأولهم عمر...اللي كانت شغلته استفزاز وتطنيش !
ركضوا اثنين زوود يساعدون مطلق...ومسكوه بقووة وهم يحاولون يبعدونه عن المكان...صاروا ثلاثة ماسكينه وبالموت قادرين ..!
جا واحد لـ عمر يترجاه : ..عمر الله يهديك...ادخل جوا ..ماله داعي اللي تسويه..يعني ما تعرف عياف له يومين مو على بعضه زين منه ما ذبحك ..!
عمر ناظر بالولد وعيونه تلمع ببريق شر..وحقد..وقال بنبرة ما يسمعها غيرهم : .. باقي ما خذت منه...ما خذت منه اللي خسرته انا ..
الولد بخوف وقلق ..لأنه ما فهم اللي يقصده عمر : وش تقول انت..؟ مو وقته تتمشكل وياه ..شوفه طالع من طوره...وش اللي بيهديه الحين..
عمر بنبرة ساخرة وهو ناوي يدخل جوا : ..لسا ما شاف شي...
قالها ..ودخل مع الباب...والولد ارتبك أكثر وأكثر ... عياف وعمر... الاثنين اللي يعتبرون عصب المجموعة ...والشخصيتين اللي يُعتمد عليهم بكل شي صايرين في حالة نفور من بعض...ومشاكل ونزاع.... بالنسبة للشباب هالوضع يوتررر...ويخووف.... لأنهم أول مرة..يشوفون عمر..وعياف ...بهالنزاع اللي يزداد عنف....أول مرة لأنهم كانوا بالنسبة لهم مثــال للصاحب وصاحبه الوفي ...!...
دخل عمر غرفته ..وضرب بالباب ضربة رجّت البيت رررج.... فصخ جكيته وعيونه تلمع بشرار أسود..وحقد ..
ايه نعم ..لسا ما شفت شي..!...ما شفت شي يا عياف ..! ان ما خليتك تعيش بخوف وذعر ماكون عمر...لسا باقي بينا مشوار طويل وحسابي معك لازم أصفيه..!... الخداع...والاستغلال ..اللي اكتشفتها فيك من تالي ....وحياتي الطبيعية اللي خسرتها...حياتي...اللي انقلبت وفقدت فيه أبسط سعاداتي..!..مارح أسكت عنها ...مارح أسكت عنها ...!
تحرك للسرير وهو يفتح ازرار قميصه العلوية .. وجلس على طرف السرير وهو يصدر صريير يدل على انه قديم ومهتريء ...تأمل بالمكان اللي لهم خمس أيام جالسين فيه...وقبلها ظلوا أسبوع جالسين في ذاك البيت الموجود بهجرة ما يذكر حتى اسمها ... وصلوا لهالفيلا اللي تعتبر أيضاً من املاك عياف واللي ما عرفوا عنها الا متأخر... خمس أيام جديدة ..قضاها هنا وكانت لياليها كوابيس...كوابيس بالمنام...!.. كوابيس تصحّيه الليل والفزع يملاه عليها ..على دنيتـه اللي تركها ..!
شادن ..! صارت كابوسه هالليالي....بعد ما كانت أجمل أحلامه وأنقاها ....تحوّلت لكابوس يزوره يوميــاً..!
يسمع نحيبها...بكاءها ...وصرخاتها....تماما مثل ما كانت بآخر لقاء حامي جمعهم ... ذاك الموقف اللي جمعهم بغرفته....! بقد ما صرخت بوجهه...وبكت ...وترجّت... بقد ما هي تزيد عليه الحين بهالكوابيس..!
رمى راسه لورا بكامل ثقله والسرير يهتز من تحته...اصابعه استقرّت على عيونه وهو يتذكر موعد زواجه اللي هرب منه... كم مر الحين !!...كم صار من يوم الحين ؟...كم فات على يوم زواجه اللي من المفترض يكون !؟.. ثمان ..او تسع ..أو عشر أيام؟؟
كم يا شادن؟...كم يا روح عمر ؟
فتح عيونه وهو يتذكر إنه قطع كل وسيلة اتصال ..فيها..وفي عايلته اللي احتوته ،،
وماله الجرأة انه يفتح الجوال اللي تركه مغلــق من يوم طلع من ذاك البيت ..!..ماله الجرأة وخايــف ..! وأكبر جزء من خوفه.....هو عليها .!
يا ترا وش الوضع هناك؟؟... وش اللي يفكرونه عنه الحين؟؟...وش صار يوم تجاهل قرار أبوها...وانسحب من هالزواج..هالزواج اللي سعى له بكل ما يملك !!.. ترك البيت عشانه...وتغرّب عنها عشانه ...واشتغل عشانه...وبالأخير...........!
أي زواج كنت تقدر تحافظ عليه يا عمر...وانت صرت...مجرم...ومطلوب... أي زواج طبيعي بيقدر يستمر مع واحد مثلك !!
حاول ينام لكن الكوابيس لازالت مستمرة معه ...صحى عقب ساعتين وهو يتنفس بصعووبة ...صدره يطلع وينزل والعرق يتصبب منه رغم برودة الجو...وضعه يزداد سووء...وعمره ما وصل لهالمرحلة ...مرحلة عجز فيها حتى عن النوم...حرمته شادن النوم...حرمته وحلفــت ما يرتـاح...دامها تزوره كل مرة بكابوس أفضــع من الثاني !!
سند جسمه على ظهر السرير ..ورمى راسه لورا وهو يبلع ريقه من ضيق وكتمــة مسيطرة عليه..!..
تعبت منك ... ! ...وشقيت عشانك..وشقيت بسببك !..
رمى الغطا الخفيف اللي ما يحميه من برد هالمنطقة بالليل.. وقام من السرير وفنيلته لاصقه بصدره من العرق ..راح للحمام ..ورش على وجهه موية باردة...ورش أكثر على رقبتـه لين صار مثل المتسبح حتى صارت القطرات تنزل على ظهره من ورا ...وصدره..!
رجع للغرفة والساعة كانت حول الـ 3 الفجر.. والبيت اللي هم فيه هااادي والشباب كلهم نيام...وما فيه صووت واحد.. دخل الغرفة وهاجس شادن أررقـــه لأبعد حد...وكوابيسها ما رحمتــه أبداً... قضّت مضجعه وأنهكت قووااه من أولها لآخرها ..!
لا شعوريا جلس يدوّر الجوال .. بين أغراضه القليلة وبجيوب ملابسه...وهو ناسي وين حاطه لأنه نساه الأيام اللي فاتت أو بالأحرى..تناساه وأجبر نفسه ينساه..عشان ما يصطدم بأحد...أو يتواجه مع أحد ...!
ما يدري ليش قام يدوره رغم انه يدري انه مارح يقدر يستخدمه... وبعد دقيقتين بحث داخل جيوب جكيته وبنطلونه اللي يلبسه ما لقاه..!
تذكر السيارة ...مارح يكون موجود الا هناك...هو آخر علمه فيه كان بالسيارة ذاك الوقت ومنطلق للشرقية ..من ذاك اليوم ما لمســه.. كم مر .... بيكمّل أسبوعين من ترك الرياض ،!
لبس جكيته فوق فنيلته ونزل لتحت ...وتحرك للباب الخشب القديم بدون ما يحس بوجود شخص بالصالة ما بعد نام..
طلع واتجه ناحية سيارته... وهناك ..لقى الجوال مثل ما رماه ..مرمي بالسيت الخلفي بكل اهمال ..
اخذه بيد..وباليد الثانية سكر الباب....وهاللحظة سمع صوته الكريه وراه : ... وش عندك بهالليل ؟؟
التفت عمر بسرعة ...ولقى عادل واقف على بعد خطوات منه..وسيجارته بيده واليد الثانية بجيب جكيته ..
صد عمر عنه بتسفيييه..ومشى عشان يرجع للبيت ..
عادل كرر بذات النبرة الاستجوابية : وش عندك طالع هالوقت ؟..ليكون ناوي تنحاش!!
عمر وهو رايح بهدوء : .. خلك مع نفســك .!
فهم عادل انه يقصد.. (مهوب شغلك) ....وتحرك وراه : ليش ما نمت... وش اللي تخطط له ؟؟؟؟
وقف عمر..والتفت عليه وملامح السخرية الباااالغه على وجهه : ... هالسؤال يتوجّه لحضرتك... اللي ما نام للحين... ( وهو يطالع السيجارة اللي تحترق بيده ).. الظاهر الحشيش مسهرك ما تقدر تنام إلا ما تاخذ جرعة ..
عادل احتقن وجهه من الدم دليل الغيض والغضب...لكن هالمرة ..حافظ على هدوء اعصابه ونبرته : ..مهوب شغلك...الا ان كان تبي جرعة قلي ماله داعي هالمصخرة اللي بوجهك...
عمر وهو يقلب وجهه بملامح سخرية من تفكيره وطبعه ...مشى من غير ما يطوّل نقاش مع واحد مريض مثله...دخل جوا وعادل لحقه ...
عادل بــحدة : عمر !
وعمر ما عطاه وجه مشى يبي يرقى الدور الثاني ..
عادل بغضب : كلمني أحاكيك !
عمر سفهه ..ورقى فوق وكأنه اصمخ ..ما بقى الا هالسقيــم يعطيه أهميـّة !..هالدنيء الخبيث...السكير ..المحشش راعي المخدرات !!
عادل وقف بنص الصالة وهو يشتعل من الغيض !!.. الحيوااان ..!!!!
دخل عمر غرفته وقفل الباب ..وكثير أفكار تراوده عن الخلاص من هالمهزلة اللي يعيشها ...هالوحل اللي انغمس فيه..ولطخه بكل مكان..! لطخات وصلت حتى لـ روحه !.. يحتاج الخلاص من هالمجموعة ..بكل ما فيها ..من دناءة أخلاق..وفسوق ..وضياع ..!!
رمى الجوال المطفي على السرير ...وهو يطالعه من بعيد..ما فيه يلمسه ويفتحه!...لأنه اذا فتحه يمكن ما يتحمل ويتصل فيها ..ويشوف اخبارها..! ..افكار كثيرة تهاجمه...لو الود وده..يعرف حالها ..فيه لهفــة يدري وش اللي صار من عقبه ..!..تحملتي أفعالي...ولا ما تحملتي !!.. طاب الجرح ؟...ولا بعد يا شادن؟؟
نفسيته تأثّرت من خيالاتها اللي تلاحقه وين ما يروح ؟!...والتعب والانهاك تمكنوا منه ... مافيه يفكر ..ومافيه يتذكر..!!
اللي سواه فيها أقسى من إنه يسويـه أكبر متوحش بالعالم .!
رجع يرقد.. وترك الجوال عند راسه نفس المكان اللي رماه فيه...تقلب وتقلب وكل ما يغمض عيونه ترجع له روعة الكابوس ..!
اللي إنت فيه ..عقوبة يا عمر ..عقووووبة !!
مسك الجوال وهو مو قادر يكبح اشتياقه اللي يدمرره...مشاعره اللي تنهي كل عصب احساس ... هو مع كل يوم يمر..جالس ينتهي ...ينتهــي ...وينتهــي..!... ماله حياة يتخيلها... مجرد انسان يتحرك ..!
فتح الجوال ودق الأرقام السرية ...كان ناوي بس يفتح حافظة الصور ...ويشوف صورتها المحفوظة عنده...الصورة اللي اخذها كذكرى اخيرة ...يمكن هالصورة تعالج الجروح الروحية اللي يحس فيها ..ويطفي لهيب الشوق اللي يدمــره ببطء وتعذيب ..!
فتح الصورة الوحيدة لها...واللي التقطها بآخر مرة كانت عنده وبغرفتــه...التقطها بدون علمها ...كانت نايمه بعد الشجاااار العنيف بآخر ليلة بات فيها هناك...!..الشجار اللي صار عند المسبح...وطاحت فيه ذيك اللحظات..كانت بتغرق يوم صدمها بقرار الغاء الزواج بكبره...اغمى عليها وشالها على غرفته..ونامت هناك ...صوّرها ببجامتها المبللة..وشعرها اللاصق بوجهها ..وملامحها التعبااانه ودموعها اللي ما جفت ولا ثانية ذاك اليوم...اخذ هالصورة وكأنه مصر على نفسه يزيد عذاباته...اخذها عشان يذكّر نفسه بفعايــله فيها ..!!..ليه يا عمر !..ليه سويت بنفسك كذا ؟!
طق نفسه بوكس على صدره حقد على نفسه ..والجوال كان بيقذف فيه عالجدار اللي قباله من حقد يتزايد على نفسه وعلى وضعه وعلى عياف !!
لكن قبل لا يرميه ..وصلت لجواله رنات متتالية ..كل رنة يفصلها عن الأخرى ثانيتين... كانت دليل ان فيه رسايل جالسه توصله...رسايل انرسلت له من زمان وقت ما كان جواله مسكر.. وتوّه الحين يستقبلها ..!.
فتح الجوال وقلبه يدق...رنات ورا بعض خلته يتوتر ..!.
أول رسالة كانت من....محمد ... كلها قلق ..وتاريخها من أيام..
"عمر وينك...قلقتنا عليك ،
شادن بالمستشفى صار عليها حادث
وحالتها مقلقه ..لازم تجي "
هوى قلبــه لأسفـــل بطنه ..وهو يحس بروحه تتشتت منه...انفاسه اضطربت وصدره قام يطلع ويهبط بانفعال..وبدون شعور بنفسه ..!
المستشفى ؟؟..
نبض قلبـــه ؟؟
خنقتـه العبرة وكل المخاوف هاجمته...
ليه يا شادن ...ليه؟؟....وش تبين بواحد مثلي!!
أنا سافل ..وحقير...وحيوان...! ......ليه يا شادن ليه ؟؟؟
مسك الجوال بيديه الثنتين ..ببداية عصبيــة ..وتوهان !
وفتح الرسالة الثانية وهو خااايف..ودموعه تتجمع بعيونه ..وهو اللي نادرا ما تطلع دموعه !..هالمرة تشتت ومشاعره تتمكن من كل خلاياه ..،
كانت رسالة من مشاعل .. تشبه محتوى رسالة محمد..وبنفس التاريخ..
"عمر وينك ...الله يخليك لا تتأخر تعال شادن بالمستشفى...
وضعها مو طبيعي وتسأل عليك "
روحه انعصرت أكثر وأكثر.... وتألم اكثر واكثر.. فهم انهم للحين ما يدرون باللي صاير بينه وبين شادن ..
ومن كلامهم واضح انها ما قالت لهم عن رغبتـه ...وما عندهم خبر عن أي شي............
ليه يا شادن ؟
كافي تتمسكين فيني ...كافي ..
فتح الرسالة الأخيرة ..واللي كانت ايضاً من مشاعل..والواضح انها انرسلت قبل ساعات ..يعني من قريب...
فتحها وروحه وصلت لبلعومه ..صاير يتخيّل أسوأ الأخبار وماهو عارف يسيطر على شعوره ..وقلبه قابضه للأخير..
كانت هالرسالة مختلفة ...حااادة ..وهجوميــة .....من مشاعل ..
" إنت وينــك ؟.. رد علينا أو أقلّــها كلم هالبنت اللي طايحه على فراش المرض بسبتك... تدري لو صار لأختي شي بسببك يا عمر والله ما أسامحك لا دنيا ولا آخره...أنا ما أدري وش صاير بينكم لكن اذا فيه مشكلة ياليت ترجع وتتفاهمون ...شادن تموت قدامي ولا أدري وش فيها ..اختي مريضة وعقلها مو معـاها ...تفهم يعني شلون عقلها مو معـــاها ؟؟؟...يعني بتنجــن بأي لحظة وأقولها جادة ... وإنت حضرتك ما فكرت حتى تسأل عليها .. اذا كنت حي يا ليت تكلمها أقلها تطمّنها إنك بخير..واذا كنت زعلان فك هالزعل الماصخ ولا تخلي اختي ضحيتك .. عاشت معاناة اربع سنين اعتقد يكفي فلا تزيد همها حرام عليك.. اذا كنت حي وبخير يا ليت ترد لها عقلها ..اقولك شادن تعبانه حد الموت وانت مو هامك...عالأقل رد علينا "
هالرسالة كانت قاصمة للظهر ..!...قاصمة لظهر عمر بكل المقاييس ..! شهق شهقة وحدة بس...ومن بعدها وهو يبكي بصمت.. كانت مجرد دموع ... دموعه وهو يقرا كل حرف ..!
وكرهه لنفسه يتجدد...ويتجدد ..ويتجـــدد...!
"تفهم شلون عقلها مو معـاها ؟؟؟"...
ايه افهم ...افهم وشلون ما افهم ..!!..
شلون ما يفهم ويعرف ويحس ...وهو عارفها..وفاهمها ...وخابزها ..وعاجنها...من يوم كانت رضيعة بالمهد..!
يفهم معنى هالكلام زين...ويتخيّـله زين....ويتعجب شلون ما ماتت بحسرتها لحد الحين ..!
ويتعجب شلون ما ذبح عمره...عقب ما سوى اللي سواه ...!
رمى الجوال بعيد وهو منهار داخلياً...منهار نفسيا ومعنويا ..
أجــرم بحقها..أجرم جُرم مارح يغفره لنفسه أبداً..!...ولازم يصلّــحه مهما كلّفه الثمن ..!!
|