كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
بـ موسكو ..
مرت الساعات وقاربت الساعة 10 بالليل ...
سحر كانت منسدحه عالصوفا بالصالة الكلاسيكية وكفها تحت خدها.. التلفزيون مشتغل من جهة ، ونار المدفئة تشتعل من جهة أخرى ..
سكينة محاوطه المكان وهي تتابع احد القنوات .. وهاللحظة بالذات ناسيه همومها وعايشه الجوو..
وحيدة وصوفيا مو موجودة..
وصلها صوت انفتاح الباب...،
رفعت عينها من غير لا تحرّك راسها وطاحت على ابوها يدخل وحقيبته بيده ..وهو يضحك وسالفة على لسانه..
فزّت من مكانها بانشراااح، له كم يوم ما ينشاف وهذي أول مرة يرجع بدري واللهفة تملى قلبها...
قامت وهي تحسبه لحالـه : باباتيييييي ...
التفت وهو واقف عند الباب ولقاها جايه تهرول بسررعة عجيبة ..
وما أمداه يقول هلا الا هي راااميه عمرها على صدره ووجهها عند كتفه بلهفة واشتياق ..
حضنها بيد وحدة لأن اليد الثانية شايله الحقيبة ،وشوفتها بهالنفسية ردّت له الروح بعض الشي : ههههه على هونك ..يا بعد عمري ..
وهي تلوي يدها حوله بأكبببر قوة ملكتها وعيونها مغمضتها بشددة : .. فقققققققققققدتك !
ربت على كتفها يوم شافها طوّلت ما فكته : بعد عمري والله ...
رفعت راسها عن كتفه بتسأله..، بس التقت نظراتها بـ عيونه وهو واقف ورا ابوها مباشرة على عتبة الباب ..
بنظراااته الصامتة والعميقة ،
اختلف فيها حضووره ،،!
انتبهت لعمرها وتراجعت عن ابوها يوم استوعبت وقوفـه بالقرب ،، عدلت الشال اللي موجود على كتفها من الصبح واللي تستخدمه حجاب ، ومسكت الباب وتركي دخل من غير لا يعطيها نظرة واضحة أو التفاته.. كانت متحفّزه لأي حركة ما تدري ليش لأن مرت ساعات من آخر مرة شافته ..وركّزت عليه وهو يدخل الصالة وسواليفه مستمرة مع ابوها وكأنه ما شافها...
أغلقت الباب بشويش .. ووقفت على بداية الصالة وهي تشوف وليد يرمي روحه عالصوفا وأبوها بدا يشيل الجكيت..
سواليفهم مستمرة وهاللحظة حسّت نفسها زيادة عدد ، ولا تدري تجلس مع ابوها ولا تروح وتخليهم ..مع انها ميتة على جلسته وشوفته ..
أخيرا حس ابوها بوقوفها .. التفت عليها ومعه التفت تركي اللي حافظ على صمته ونظراته العميقة تقيّمها..
قال ابوها : سحر بابا صوفيا وينها ؟
سحر : طالعه من فترة ..
ابوها : ما تدرين اذا جهّزت للعشا ؟
سحر وهي تحس بنظرات وليد اللي صاير هادي على غير العادة ولا تدري ليش مع هدوءه تشوّشت : ما اظن ما درينا انك بتجي بدري اليوم ..
ابوها تنهد : مشكلة.. وش بنتعشى الليلة اجل ؟؟
ابتسم تركي وهو يطلع جواله : .. لا تشيل هم... ادق لك الحين على مطعم يجيب عشاء بحياتك مارح تنساه ..
ابو خالد ابتسم : .. واضح من كلامك انك مجربه ؟؟
تركي ضحك : اييه طحت عليه وانا طالع من المعهد امس..
ابو خالد : كل يوم تتغدى برا ؟؟
تركي : اييه دوام المعهد يجبرك..
ابو خالد : ما شاء الله عليك وما فاتك رقمهم ؟؟
تركي ضحك : هههههه اخذته لحالات الطوارئ يوم شفت عندهم توصيل اربع وعشرين ساعة ..
ابو خالد بدون اعتراض : داااامك مجرربه اجل توكلنا على الله..اطلب لنا من ذوقك ..بس استعجلهم لا ياكلنا الجووع ههههه..
ابتسم تركي ، وهالمرة انتقل بنظراته ناحية اللي واقفة ومالها صوت ..
وبهدوءه المحسوب : وش تبين تاكلين يا آنسة ؟؟
سحر بعفوية : ..أنا ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : ايوه انتي ... ما تبين تاكلين ؟
سحر بعفوية وهي تتقدم : وش يقدموون ؟
غمز بعيووونه وهو مايل بفمه على جنب بطريقة عفوية حلوة : ..وش يقدمون هذي تطول .... تبين رايي ؟؟
تفاعلت معه عفوياً : .. ايوه ؟
تركي : تحبين الأشياء السبايسي ؟
سحر : ما أكرهه ..
تركي : دام ما تكرهينه بيعجبك ..
ابو خالد : ..ابعدني عن السبايسي وانا ابووك ..مقدر عليه أنا..
تركي : هههههههههه لا ..على ضمانتي
ابو خالد : عطني شي يسد الجوع وينومنا بهالليل ..شي ما يثقل ..
تركي : ههههههههههه طيب طيب...انا والآنسة بناخذ لنا سبايسي...وانت بلقالك شي خفيف .. (قام واقف) ..لحسن الحظ اني ماخذ المنيو من عندهم ..بروح اتصل وراجع ..
ابو خالد : خذ وقتك ..
مشى من مكانه وهو يدوّر الرقم بجواله ، ابتعدت سحر عن طريقه بصمت..وتجاوزها من غير لا يرفع نظره عن الجوال..ولثاني مرة ما تدري ليش تحفّزت ..
يمكن اللي صار اليوم له تأثير عليها ..!!
طلع هو..وهي تقدمت وين ما كان ابوها والابتسامة على ثغرها : ..جاي بدري والله غريبة !
ابتسم وهو يفك ربطة العنق ويرميها جنبه : .. سهّل ربك وخلصت بدري..
سحر وهي تجلس باهتمام : وش هالشغل اللي مرة ماخذك ومخليك مشغوول لهالحد ؟
ابو خالد : شغل واجد مارح تفهمينه .. أحدها اننا ناوين نسوي اتفاقيات مع شركات هنا..واسوي زيارات لبعض المقرات...واشياء ثانية ماهيب بسيطة تاخذ وقت وجهد ..
مسكت يده تترجاه : بابا اشتغل بس تكفى خف على نفسك...لا تضغط كذا..
ابو خالد ابتسم بحنيـة : فترة وتعدي ان شاء الله
سحر : اتكلم جد..من جينا وانت ضاغط نفسك... خف شوي وحاول ترجع بدري وتنام اللي يكفّيك..
ابو خالد قرص خدها : ..الشغل يحكم وانا ابوك ..
تنهّدت بإحباط عشانه ، إلا هو يستدرك : وش مسويه هاليومين ؟؟ وين طلعتي وين جيتي ؟؟
ابتسمت فجأة يوم تذكرت شي : .. قبل كم يووم شفت يزييييد !!
عقد حواجبه باهتمام من طاري هالاسم : .. يزيد ؟
سحر بضحكة فررح : ايييييه تخيل شفته بـالكوفي اللي كنت اروح له ايام المدرسة ...
انشرح وجهه يوم تذكر : يزيد ولد عبدالإله ..؟...ما غيره ؟؟؟
(ضحكت) : اييييه هذاك المندفع ما غيره ..
ضحك : يا حليله وأبوه للحين هنا...؟
سحر : يقول للحين يشتغل بالسفارة ..ما ترك مثلك ..
ابو خالد : ما شاء الله عليه ..والله هالدنيا نسّتنا أصحاب وزملاء...انشغلت وقطعت أبوه الله يصلح الحال ..
سحر : يسلللم عليك وصّاني أوصل سلامه ..
ابتسم : الله يسلمه وياك من الشر...كيف صار هالولد الحين عساه بس ركد وترك عنه الفرفرة !!
ضحكت عفويا : هههههههه.. أكيييد ما شفته انت..ما شاء الله مرة تغيّر شكله ما عرفته من المرة الاولى..طالع أكبررر.. الحين يدرس بجامعة موسكو ... شي حلوو ؟؟ صح ؟
::
..
رجع تركي لداخل .. ووقف عند الباب وهو يشوفها تضحك مع أبوها وهو يجاريها بالضحك..
ما عرف الموضوع اللي يحكون عنه ولا ركّز عليه ..
تقدم خطوة لداخل ومع حركته حسوا فيه.. التفتوا وهم يقطعون سالفتهم بس الابتسامة لا زالت على محياهم..
ابو خالد: طلبت العشا خلاص ؟
رجع لمكانه مقابلهم وجلس : يب !
التفتت سحر لأبوها بعفوية ورجا : ينفع أتعشى معاك ؟
ابتسم لا شعورياً وهو يحوّطها بذراعه ويلمها على خفيف: ومن قال ما ينفع ؟؟
ابتسمت بوجهه، والتفتت ناحية تركي اللي نطق : اجل دام الآنسة تبي تاخذ راحتها اخليها تنبسط معك اليوم.. واضح اني خذتك منها الايام اللي طافت...
ابو خالد ابتسم : اقعد يا رجال.. مافيه عشى بروحك.. هي بنتي وانت ولدي ..
قالت عفوياً : .. إيه عادي تبي تتعشى معنا حياك ! ..
نقل عيونه من ابو خالد لها بعفوية وهو يلمح بدايـة تبدّل موقف ناحيته ولو بشكل خفيف .. ولقاها تناظره بشي من الأريحية..
سحر أردفت بعفوية وهي تلف لأبو ها بـ حب : أبوي هالفترة مو كل يوم بيتعشى هنا !
ما علّق ولا رفض وهو يشوفها مسترخية بحضوره على غير العادة.. وابتسم ابتسامة خفيييفة بالكاد تنشاف غيّرت ملامحه بعض الشي وحدة من ابتساماته اللي تعكس شي غامض ومو مفهوم ..
ما لاحظوا ابتسامته .. ورجع لطبيعته وهو يشاركهم اذا توجّه الحديث له ،
قامت سحر واقفه : .. صوفيا شكلها بتتأخر بروح أجهّز طاولة الأكل علبال ما يوصل العشا ..
ابو خالد ابتسم عليها : .. بتقدرين لحالك ؟؟
سحر : هههه بحاااول..
ابو خالد بتحذير حنون : بتقدرين تعابلين المطبخ لحالك ولّا لا تتهورين !!
سحر انحررجت من هالتلميح بس أصرّت : مارح اسوي ذبيحة.. بجهز الطاولة بس !
ابو خالد : خليه لصوفيا أخاف تحوسين المطبخ عليها ..
سحر انحررجت زود : بعررررف اتصررف بس إنت لا تحطممني..
واستدارت وهي تلمح بشكل سريع نظرات وليد الغير مفهومة.. مشت بسرعة من غير لا تركز بشي وطلعت من الصالة ناحية المطبخ ..
وأبوها يهز راسها عليها : الله يصلحها ،
شوي وقام ابو خالد واقف وهو يشيل حقيبته وسترته معه : بروح أخذ حمام وابدّل ..
تركي بعين خبيرة : واضح انك مرهق يا عمي ..
ابو خالد : بيعين الله وش نسوي وانا أبوك ..
تركي : خذ وقتك .. الحمام بيساعدك تريّح شوي ..
طلع ابو خالد لفوق.. وتركي بعفوية مسك الريموت يقلّب بالقنوات يروي دقائق انتظاره..
ومرت الدقايق قبل لا يسمع صوت تحطـم قوي صادر من المطبخ مع صرخة خوووف ..التفت بحدّة من اللي سمعه وبسرعة قام لهناك...
قبل دقائق ..
دخلت سحر المطبخ وفتحت النور وهي ناويه ترتّب طاولة الأكل قبل يوصل العشاء..
وقّفت بالنص تفكرر وهي تشوف كيييف المطبخ مرتّب ونظيف وصوفيا الوحيدة اللي تعرف وين أماكن الاشياء بالضبط لأنها هي اللي رتبت المطبخ وجهّزته قبل وصولهم لموسكو..
وش تحتاج ؟؟
تحتاج كاسات وصحون وملاعق للاحتياط دامها ما تدري وش طبيعة العشاء..
وتحتاج مناديل كمان..
راحت فتحت الأدراج اللي قدام عيونها واللي تعرف ان الملاعق فيها .. طلعت ثلاث وحطتهم عالطاولة..
والصحون لقتهم بسهولة ..
بس كاسات العصير الأنيقة ويييين؟
فتّشت بالادراج السفلية كلها ما لقت مرادها.. رفعت عينها للعلوية وهي تقول بخاطرها أكيييد فوق !
رفعت نفسها على أطراف اصابعها وهي تحاول تفتح احد الخزانات العلوية.. وبصعوبة قدرت !
شافت كراتين صغيرة فوق بعض وعرفت ان الكاسات اللي تبيها موجودة هنا ، بس ما تقدر توصلها..
لو صوفيا موجودة كان وصلت بسهولة لأن صوفيا أطول منهاا بفااارق.. !
ما لها إلا تطلع على الكاونتر وتنزّل كرتون واحد ويكفي..
وبتهوور رفعت ثقلها بيديها وتسلّقت الكاونتر.. وحاولت توقف عليه بحذر لين نجحت وهالشي رفعهااا كثير ووصلت لمستوى درج الخزانة اللي تبيها، والحين تقدر تشوف اللي داخلها بس لو تطيح ممكن تنكسر.. !
حطت يدها على كرتون صغير وهي مبسوطة.. وأول ما شالته حسّت بشي غريب وصغير يمشي على اصابعها..
تكهرربت وهي تناظر وش هذا.. وما امداها تميّز شكله الا صرخت صرخة رررعب وهي ترمي الكرتون من يدها غير مباليه بمحتوياااته...!
وجسمها يطير من مكانه للأرض بحركة لا شعورية متهوورة ,!
لحظات وهي مررعوبة وطايحة بالأرض والقزاز متحطم حولها ،
حسّت بقدووم أحد ووقوفه عالباب ، رفعت عينها لا إرادياً وكان وليد ملامح وجهه جادّة والواضح إنه جا يركض من الصوت...
بلعت ريقها من نظراته الحادة واللي مليانه استفسار وشعور اللي كان يمشي على أصابعها للحين في بالها ..
تقدم وهو يقلّب عيونه بين شكلها المرمي عالأرض وبين قطع الزجاج المتناثر والكرتون اللي انفك ونثر محتواه،
بجديّة: بلاك ؟
بلعت ريقها وهي تلمّ يدها لصدرها اللي تضررت من السقطة لأنها طاحت بكامل ثقلها عليها : .. م م مدري ..
تركي بحواجب معقودة : ما تدرين؟؟؟؟
سحر بخوف : .. شي كان يمشششي فوق ..
رفع عينه ناحية الخزانة المفتوحة ، ورجع لها : وشو ؟؟؟
سحر بصياح : مدري مدري... اذبحه وليييد اذبحه ..
تركي باستغراب : طيب وشووو ؟
صرخت مرة ثانية وهي تشوف شي يطلع من الخزانة ويمشي على بابها الخارجي واصبعها يشير له برعب!..
التفت بسرعة من صرختها وتغيّرت نظرته للتعجّب يوم شاف عنكبوت متوسط الحجم يتمشى عالباب !!
التفت عليها بنظرة باردة وهو مستسخف حدّة الخوف ذي : .. عنكبوت !
أرتعبت زوود تكره كل انواع الحشرات وبالتحديد هالمخلوق : حشششرة..
تركي : مارح ياكلك..
سحر : اذبحه اذبححه وليد تصرررف معه..
ما تحرّك ولا سوى شي ، ونيابةً عنه وبسبب خوفها فصخت فردة من الشبشب اللي لابسته ورمتها عليه بس ما اصاب اللي قالت عنه حشرة !!
ببرود تحرك ناحيته أمام عيونها اللي تراقب وتشاهد وش بيسوي ..
حط يده عند العنكبوت وهو يمشي وانتقل على يده.. ماتت رعب زوود وهو تشوفه شايله على يده بدون أدنى شعوور بالخطرر.،!
قامت واقفه بررعب بنفس اللحظة اللي استدار عليها فيها.. وتراجعت لورا عشر خطوات يوم صار وليد يشكّل خطر بالنسبة لها !!
شاف ابتعادها وباستهزاء : ما أشوف هالكائن اللطيف يستاهل هالخوف كله يا آنسة
بوجه متقلّص ما استساغت الكلمة: ك كائن لطيف !!!!
خطا ناحيتها ومااااتت بمكانها : قلت لك اذبببححه لا تقرررب..
ما سمع لها وزااااغ عقلها .. لزقت بالجدار ونست ان النافذة وراها ..
وقف يوم صار بينها وبينه خطوة.. وملامح السخرية على وجهه من الجبن والخوف فيها..
وقال : .. افتحي الشباك !
هي بتشنّج استوعبت انه يبي الشباك من الأول : هاه ؟
شافت العنكبوت ينتقل من يده لـ ذراعه بأريحية انهبلت زود من قُرب هالحشرة اللي طلعت على كتف وليد وبسرعة استدارت وهي تفتح النافذة على فووق كأنها ملحووقه..
تراجعت وتركي تقدم وهو يُخرج جزء من كتفه عبر النافذة وبأصابعه طيّر العنكبوت بعيد..
ثم التفت عليها بملامح مستسخفه الموقف كله : .. كذا تمام ؟؟
سحر بنبرة عتاب بسبب نظراته الساخرة.. اعترفــت : أكره العناااكب .. ماخذه موقف منها !!
عقد حواجبه لا شعورياً ، ووتر داخله انضرب بدون سابق إنذار : ليش ؟؟
سحر وهي تحاول تتمالك نفسها والموقف استدرج الذكرى من اللاوعي : مدري اذكر صار لي معها موقف وانا صغيرة مررة أتذكر شكله ولونه وحجمه .. قرصني بيدي كان يعووور..
تغيّرت نظرات تركي كلياً وهيئته أعتلاها الحذر ، وهو يستذكر نفس الذكرى وما يدري وشلون تذكّرها..
سحر وهي تمسح على كفها مكان القرصة القديمة وهي تستشعر بخوف : .. خوّفووني فيه !!
تركي بـ حـذذر اعتراه، ونبرة جادّة : مين اللي خوّفك فيه ؟؟
رفعت عينها وهي مو قادره تستحضر غير ذاك العنكبوت..وبربكة : .. كان ولد ما أتذكّر شكله !
تركي احتدّت عيونه زوود... من طاري الولد اللي حكت...
يا ويلهاااا ..
يا ويلهاااا إذا تجرّأت .. !!
تركي بنبرة استجوابية وقلبه يتوعّد : ما تتذكرين؟؟؟
سحر نفت وهي مكشره : لا ..
تركي: كيف تتذكرين اجل انه خوّفك ؟
سحر بعفوية : اتذكررر العنكبووت عشانه كان يعووور .. بس ما اتذكرره ولا اذكر اسمه..
تركي بمحاولة لاستدراجها : ولد مين هو ؟؟؟
سكتت ثواني وهي تناظر الفراغ ، وعرف انها تحاول تعصر مخّها ..
قالت بعفوية ونبرتها يكتنفها الهدوء : ماعرف !
عقد حواجبه وهو مو متأكد اذا كانت فعلاً ما تعرف ، او إنها ترااوغ !
سحر اردفت ببطء وكأن الأسئلة أثارت شي في ذاكرتها توها تحس فيه : غريب بس ما اتذكرره ولا أتذكر اسمه ..
تركي ركز انتباهه لها وهو صاااامت.. واختار عدم التعليق !!
قلبت راسها يمين وشمال بعفوية وكأنها تبغى توصل لجواب تحت نظراته المتحفزة والمتوووعّدة !!
يا ويلها ان فكرت .. او تجرّأت تتذكر!!
سحر لازالت تعيش العفوية ومو حاسه بالزوبعة اللي خلقتها بنفسه ونظراته اللي تبدّلت بشكل كااامل : كنت صغيرة مررة اتذكر وجوده بس ما اذكر مين .. بس اتذكر ان علاقتي فيه مـا كانت زينة...الشي الوحيد اللي متأكدة منه وأحسّه إنه كان شرير و يبكيني دووم..
قال ببرود: أوهام !
رفعت عينها باستغراب : أوهام؟
تركي : اللي تتذكرينه أوهام.. ولّا شلون تنسين اسمه وشكله وتتذكرين تفاصيل مالها اساس من الصحة ..
سحر حمققت شوي : أنا اللي أحس مو انت !
تركي : نصيحة شيليه من بالك..
سحر : أشيله من بالي؟
قطع عليهم صوت جررس الباب يعلن وصول العشاء... تحرك تركي مستغل الفرصة لأن الموضوع اثار له اعصاابه وهالطاري خلاه يقطع الحواار..
مو من مصلحته يخليها تستمرّ كلام بهالموضوع دامه هو الولد المعني بالقصة !!
راح وبقت لحالها مو مستشعره إنها أدخلت نفسها بدائرة الخطر اللحظة اللي فاتت..
وقفت بنص المطبخ وطاحت عينها عالزجاج والكاسات اللي تكسسرت..
تنهـدت بحسرة عليهم ..
يبيلهم تنظيف بس بـ تتركهم لصوفيا... شالت الصحون والملاعق ومناديل للحاجة وطلعت فيهم ...
:
/
بالمستشفى ..
محمد ومشاعل جالسين جنب الغرفة اللي دخلتها شادن ..
وصلوا ابوهم وامهم عقبهم .. وجلسوا معهم ينتظروون وهم ما يدرون وش اللي بلاها فجأة ..وليش طاحت بذاك الشكل بالحمام !!
وعقب ما كان قلقهم محصوور في عمر فقط ... تزايد وصار يشمل شادن بعد ،
ام محمد وقلبها عاصرها : يا ربي بنيتي وش بلاها ؟؟.. وشلوون طاحت وشلون ؟؟
مشاعل بقلق : لا تقلقين يمه ان شاء الله بتطلع سليمة ..
قام محمد وعيونه تطيح على الدكتور اللي طلع من الغرفة ..
اقترب منه بحذر وبنظراته سأل من غير كلمة ..
ابتسم الدكتور عشان ما يخوّفه : .. هبوط في الضغط !
محمد باستغراب : هبوط ؟
هز راسه ايجاب : هبوط ونقص بالاكسجين !..انت قلت لي انها كانت بالحمام يوم لقيتها ..؟
محمد : ايه لقيتها وراسها مضروب ضربتين ..!
الدكتور : يتهيّأ لي مع هبوط الضغط الحمام ضرّها .. بالنسبة للضربتين..واضح انها تلقّت ضربة على جبينها قبل لا يطيح راسها بالأرض... احتجنا نخيّطها لها ونلفه خصوصا الضربة الخلفية كانت شوي خطرة ..بنحوّلها للأشعة بس عشان نطّمن ما يكون فيه ارتجاج او نزيف او شي من هالقبيل ..
محمد تنهد : خير ان شاء الله ..
جا أبوه اللي سمع كلمة هبـوط وكلامه موجّه للدكتور بحيرة : .. والحمام يسبّب للواحد هبوط بالضغط وانا عمك ؟؟
ابتسم الدكتور بتعاطف : .. مو الحمام اللي تسبّب بالهبوط... الحمام زاد وضعها سوء وهي بالأساس معها هبووط والاكسجين ما كان كافي...واضح ان بنتك يا عم ما كلت من فترة ..نسبة السكر والأملاح منخفضة عندها والحين جالسين نعطيها مغذي يعوّضها..
عوّره قلبه على بنتـه ..هبوط وسكر !!
ابو محمد : والحين شخبارها ؟؟
الدكتور : حالتها مستقرّة .. مافي أي مؤشرات مقلقة لكن للاحتياط رح تخضع لأشعة مقطعية ..للاطمئنان لا اكثر ولا اقل...
كلام الدكتور طمّنه نوعا ما ...
ورجع لزوجته يطمّنها ..ومشاعل من داخل تتحمّد الله وتتشكّر انها وقفت على كذا ..
وجه شادن يوم لقتها كان مخيف ومأساوي ومختــنق !
طلّعت جوالها لا شعوريـاً ، ومن دون سابق تفكير لقت نفسها تحاول الاتصال في عمر !
قررت تجرّب حظها !!
مع كل هالهواجيييس تمنّت بس تصيب المحاولة معها ..ويكون بخير هاللحظة...ويـردّ !
بصمت دعت يكوون على ما يُرام ويجاوب !!
اذا كانوا متزاعلين... فهي متأكدة إن حالة شادن الحالية كفيلة إنها تنهي هالزعل...
كل اللي تحتاجه إنها تخلي عمر يعرف !!
خااب ظنها يوم جاتها نفس النتيجة اللي جت لـ أبوها ، ومحمد..!
الجوال مغلــق !!
حاولت مرة ثانية ونفس النتيجة ..،
ما حسّت وهي جالسه بالمقعد اللي يشيل أبوها وأمها جنبها ، بالشخص اللي كان مقبل من بعيد بخطوات متسارعة وملامح وجهه يملاها القلق ..
إلا لما سمعت صوته الرخيم ..
"عمي ؟ "
رفعت راسها اتوماتيكياً ونست الفكرة اللي كانت في خاطرها وهي تشوف خالد يوقف قدام مقعدهم بس قدام أبوها بالضبط اللي كان بالنص بينها وبين أمها ...باللاب كوت الأبيض والسماعة الطبية تتدلى من جيبه..
انحنى على راس عمه بسرعة يسلّم وهو يستدرك : عسى ما شر شفيها شادن ؟؟
ابو محمد : خير ان شاء الله .. وشلون دريت ؟؟
خالد : ..وصلني خبر... كنت مارّ عالطوارئ وانتبهوا للاسم .. وقالوا لي ..
ابو محمد : الدكتور طمّنا يقول حالتها مستقرّة ..
خالد : سلامتها ما تشوف شر ..
ابو محمد : الشر ما يجيك وانا عمك ..
التفت لـ مرة عمه ياخذ أخبارها : خالتي شلونك بشريني عنك؟
ام محمد : بخير عساك بخير..
التفت للطرف الآخر من المقعد ..حيث وحدة كانت جالسه ومنزّله راسها للجوال وما تطالعه ،
اضطر يسلّم دامه سلّم عليهم كلهم إلا هي ..وبهدوء اعتراااه : مشاعل شلونك ؟
ردّت من غير لا ترفع راسها ، بحركة ما يفهم مغزاها إلا هو : ..بخير !
ما علّق أبد والمجال أصلا ما يسمح .. تراجع لـ محمد اللي كان واقف عند باب الغرفة وجواله بيده يحاول يتصل !
خالد : بمين تتصل ؟؟
محمد : احاول اتصل بـ عمر لعل وعسى ..
خالد باستغراب : ليه شفيه ؟
محمد : ما ندري وين اراضيه من ايام !
خالد : ما تدرون؟..شلون يعني ما تدرون ؟
محمد : ما ندري وجواله مغلق ..
بعد فترة دخلوا على شادن اللي كانت خاضعه لـ مغذي لعدد من الساعات ، وراسها ملفوف مثل العصابة بسبب الجرح الخلفي ، والجرح اللي بجبينها كان مغطى بقطنـة مستطيلة ومثبّته بلاصق ..ومنوّمينها عشان ترتاح ..
ابو محمد : الدكتور يقول تجلس تحت المراقبة اليوم..وبكرة الصبح تطلع !
ام محمد : بجلس معها !
مشاعل اعترضت : ما يحتاج يمه ...شوفيها بخير...انا بجلس معها للصبح ..
ام محمد : مو تقولين عندك اختبار ؟
مشاعل تذكرت ان اختبارات المعهد تبدا الاسبوع الجاي ولازم تعدّيها بسلاام : بكرة الجمعة يمديني عليه ،
ابو محمد عقب ما قضوا ساعتين مقابلين بنتهم وتطمّنوا على استقرار وضعها ، قام وهو يحاكي زوجته : ما عليها الا العافية خلينا نرجع...كلها ساعات وبتلقينها بالبيت...واختها بتكون عندها ما عليها شر..
طلعوا وهم يوصّونها عليها ،
وبقت هي ومحمد اللي قرر يجلس أكثر ..،
جلست تسولف معه بنبرة منخفضة أعلى من الهمس بشوي ..
مشاعل بعطف : الحمدلله عدّت سليمة .. شكل الشاش يخرع !
محمد : يقول الدكتور احتاجت 7 غرز ورا ، و3 غرز قدام...الحمدلله ! .. (التفت عليها ) متأكدة ما تبين تروحين البيت عشان تدرسين لامتحانك ؟
مشاعل : لا بجلس... اخاف تطفش شادن بروحها ..
محمد : نايمة الحين مو يمّك ،
مشاعل : معليش..فيه وقت بكرة لا تخاف.. وإنت مارح تروح ؟
محمد وهو يرمي ظهره لورا يبي استرخاء : مو ألحين...
مشاعل : مارح تروح الشركة اليوم؟
محمد : مافيه شي مهم اليوم...بروح بس آخر الدوام اتطقس الوضع !
مشاعل : الله يعييينك ..ماسك الشركة وعمي مسافر !!..جد مسؤولية عليك !
ابتسم باستسلام : من ناحية مسؤولية هي فعلاً مسؤولية بس أخوك قدها ،
ضحكت : ماااافي شك !
وهم جالسين يتبادلون أطراف الحديث لـ مدة أطوول ،
دق جـوال محمد .. طلّعه وهو عاقد حواجبه يوم شاف الرقم ..
اللي تتسمّى .."خطيبـته" ..تدق عليه ،
طلعت منه تنهيـدة بدون شعور .. خلّت مشاعل تلتفت عليه باستغراب : مين يتصل !
ردّ الجوال مكانه داخل مخباه : .. مو شي مهم !
مشاعل : مين ذا ؟؟
محمد عاتبها بهدوء : وش هالفضول اللي عليك ؟؟
مشاعل : خلاص يا خي لا تقول !
تكرر الاتصال مرة ثانية واضطر بالأخير إنه يحوّله عالصامت عشان ما يزعج هدوء الغرفة ، وهو ما عنده حاليا اللي يقوله فضّل ما يردّ ..
حسّوا بحركة وصوت أنيـن يصدر فجأة ، والتفتوا لـ شادن اللي كانت مصدر الصوت..
كانت تأنّ من آلام روحية أكثر منها آلام جسديـة..
قام محمد باهتمام ناحيتها يوم شافها تفتح قبضة يديها وتشدّهم وهي مو مستوعبـة على حالها ، غااايبة !
مشاعل بقلق : شفيها ؟؟ .. أخاف متعووورة !
انحنى محمد عندها : شادن ؟...وش يعورك !؟
صار يناديها عشان تطلع من هالأنين ..وأخيرا فتحت عيونها ببطء وحسّت راسها ثقيييل للغاية وكأنه مربوط بحبال !
ابتسم محمد : حي هالوجه !
حاولت تبتسم بوجهه العذب ، بس الدمووع اخترقت هالابتسامة وكلمة وحدة طلعت من اللاشعور : ..ز...زواجي يا ..محمد ؟
عقد حواجبه وهو يشوف الموضوع هامّها ..وما فهم قصدها يوم قال بعطف : ..زواجك وانتي مريضة ما ينفع !
سااالت دموعها وصوتها ينبحح : .. ز..زواجي المفروض اليوم يا محمد !..
محمد مسك يدها : .. اليوم ولا بكرة ... ما يهم لا ينشغل بالك ..
مالت شفاتها لتحت يوم ما فهمهـا...وعيونها تجتمع فييها الدمووع بنظررة شدّت انتباه محمد للصميم ،
وقامت تقااوم بكاء ممكن ياخذها وهي تقول بـ رجفه : و..وينه؟؟...ما جا؟
محمد بهدوء : ... عمر؟
شادن : ..و..وينه ما جا للحين؟؟..
محمد : المهم الحين نتطمن على سلامته ...
شادن : يعني ما جا ..!
كانت عايشه على أمل وإن الكلام اللي قاله ذيك الليلة قبل يتركها مجرد كلام فارغ..وان الليلة بيغيّر رايه ويجي ..
محمد يحاول يطمّنها : ..قلت لك اهم شي الحين نتطمن على سلامته والزواج لاحقين عليه..
قبضت على يده بأقوى ما تملك وعيونها يغشاها بحرر من الدمووع وهالمرة أعنف..وهالمسكة القوية ليدّه خلته يعقد حواجبه وينتبه مع كلامها : ..قو..قوله تراني ..أموت من غيره... اموووت من غيره يا محمد أمووت من غيره...
سكت وهو يشوف كيف متأثره هالكثر ، وبدا يحس ان فيه شي غلط بالموضوع ،
وشادن ارتفعت نبرتها وغزارة دموعها ترتفع معها : ..قوووله اني ماعرف اعيش دونه.. امووت اذا ما ألقاه والله العظيييم اموووووت...
مشاعل خنقتها العبرة وهي تقرب ومسكت يدها : ... ليش قلقانه ان شاء الله انه بخييير..وبيرجع !
محمد تحرّك لـ خارج الغرفة وحال اخته اللي ساء اكثر..أقلقه زود...وقلقه تضاعف من ناحية عمر !
فيه شي غلط بالموضوع ،
حاول يتصل ولقاه مغلق ..
وهالمرة ..كتب رسالة وهي الحل الوحيد بيده .. يا توصل أو ما توصل ،
يُتبــع ..
نلتقي الأحد القادم اذا شاء ربي ..
عنوون
|