كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
مرّت الساعات وجاوزت منتصـــف الليـل .. وهدأ الكوون وهدت الأصوات في بيت ابو محمد ..
من خلال نور الأبجورة الوحيدة بغرفة شادن ... التفتت بـ تعب للساعة اللي جنبها واللي كانت تشير لـ 1 إلا ربع.. ثم رجعت بنظرها للألبوم اللي على فخوذها تنتقل بين الصور المنتثره على صفحاته بعشوائية .. ألبووم صور يرجع لأكثر من 10 سنوات ..!
ألبوم ..يعتبر أغلى كنوزها وأثمنها ..!
يحتضن فيه أحلى سنين .. وأهم سنين .. وأغلى ما عطاها الله بهالدنيا ..!
"اهو" ،
مسلسل حياتها بالكامل يتمثّل بهالألبوم... وقريب بتضيف له.. ذكرى جديدة ،
بتضيف له صور زواجها !
ابتسمت وشفاتها تميل لتحت وهي مو مستوعبه كيف الموعد صار قريب كثيير،،
سكّرت الألبووم وحطته على جنب وهي تتأمل غرفتها المظلمة والزوايا من حولها بهالليل ..
خلاص بتترك وحدتها بهالغرفة .. !
بترجع تشاركه كل شي مثل ما كانوا زمان .. اشتاقت لأدق التفاصيل ذيك ..
رغم قربهم الحالي لكن فيه كثير اشياء مفقوودة .. أشياء من أيام الصغر مافيه شي بالدنيا يقدر يعوضها ..
نزلت من السرير وهي تسحب بلوفرها وتلبسه فوق بجامتها..
عجزت تنوووم مو قاادره مخــها مليان افكار وصور متزااحمه ماهي لاقيه صفاء الذهن اللي يخليها تنوم مرتااحه..
نزلت تحت واختارت تطلع برا للحوش ..واتجهت لحوض السباحة المتوسط الحجم واللي ماخذ مكان خلفي شوي ..
مرّت على ملحق عمر بطريقها والمغلق بابه ولمحت من بين العتمـة إن النور مفتوح من خلال النافذة ..
عرفت انه صاحي ما بعد نـاام .. وتنهّدت متسائلــه يا ترا حاس هو باللي تحسّه هي الحين؟؟..
مو قادر ينام مثلها؟؟؟
نفضت رغبتها بالكلام معه وهي حاسه انه للحين ماخذ موقف من اللي صار مع اخو بسمة .. لأنه من وقتها رغم طاري الزواج اللي تحدد ..ما تكلّم معها ولا حتى طلبها .. أصلا ما شافته من زعل منها !!
وصلت للمسبح القريب من غرفته وكاانت العتمة شديدة ..كل الاضااءة بهالمكان مطفيـه ورغم ان هالشي كان مووحش لكنها فضّلت هالجوو .. هدووء وظلمة المكاان ما عدا القمر المكتمل يحفّز الواحد إنه يصفّي ذهنه شوي ويهدّي من ثورة عواطفه اللي ما تذكر يووم إنها هــدت أو خذت استرااحة ..! ..
جلست عالكرسي البلاستيكي اللي موجود قريب لحافة المسبح ورفعت عينها للسما تناظر القمر والنجوم القليلة الواضحة ..
مرّت 10 دقايق بطيييئة وهي تدندن بألحاان عشوائية وراسها مرفوع للسما..
والشي اللي خلّاها تنزّل راسها هو سماعها لقفل باب غرفته ينفــتح فجأة..!
انقطعت ألحانها وهي تتسمّع لـ حسّ خطواته اللي طلعت .. ما تقدر تشوفه من مكانها بس قدرت تلقط حركته المتّجهه ناحيتها !!
سكتت تراقب الزاوية اللي جت منها يمكن يكون جاي لهالمكان بحكم إنه الأقرب لغرفته وكثير ما كان يغيّر جوْ فيه ،،
وفعلا صدق احساسها لمحت طوله وهيئته من بين العتمة وهو يظهر من الممر اللي جت معه وبيده شي منشغل فيه !
ما قدر يلاحظها بسبب الظلام .. زيادة أنه ما كان مركّز بشي حوله ..وهو مدنّق يناظر اللي بيده وخطواته البطيئة تاخذه لحافة المسبـح المقابلة ..
عقدت شادن حواجبها وهو يوقف قبالها عالحافة الأخرى ، ويطلّع شي صغير من شي ثاني بيده ويثبته بين شفاته .. وما قدرت تميّز بسبب الظلمة الغااامرة بالمكاان!
وما استوعبت هالشي اللي يوم شافت نار الولاعة الصغيرة تضيئ ملامح وجهه ،
وشهقت لا إرادياً من الصدمـة بصوت مسموع !!
يدخّــن؟؟؟
هالشهقة العالية خلّت عمر يفزّ من كتوفه لين رجوله من الصوت المفاجئ .. وطاحت السيجارة من فمه وهو يدقق بنظرااته ناحية الجسم اللي جالس مقابله تماماً بوسط هالعتمة... كيف ما لاحظ؟؟
وشادن فاتحه عيونها عالأخير وهي تشوفه جـااامد أمامها مباشرة ..
مستحييييل اللي تشوفه !!... هي تخبره ما يحبّ هالأشياء .. ولا حتى تستهويييه !!
قامت واقفه بسرعه كأنها مقروووصه من عقرب وعيونها عليه ..
عمر عرفها يوم وقّفت.. انها شادن ومو غيرها ،
وبردة فعل غريبة .. انحنى للأرض ياخذ سيجارته اللي ما طفت..ومن غير أدنى اهتمام بموقفها حطّها مرة ثانية بفمّه ،
عوّرها قلبها زوود وهي تصدّق المنظر قدامها يوم شافته ينفث كوومة دخاان تبعثرت بالهووا ...!
كررهت هالمنظظر وصدمتها هالحقيقة ولا إراااديا نطقت بوضووح ..بنبرررة مصدوومة : .. عووومــر ؟؟؟ .. وش تسوووووووي ؟؟؟
مشت بسررررعة حول المسبح اللي ماخذ شكل قوس من غير زوايا لين وصلت عنده .. وهو مو معطيها أي اعتبار حط السيجارة بفمه مرة ثانية وهو يتأمل المسبح وظلمته وما التفت لوصولها ..
شادن سوّت حركة لا شعورية وهي انها يوم وصلت جنبه ، سحبت السيجارة بكل جرأة من فمه ،
التفت عليها وعيونه مفتوحة بصدمة من حركتها الجريئة الغير متوقعه ..
شادن لما مسكت السيجارة البيضا النحيفة ملااها تقزز كبير وارتعشت يدها الثانية وكأنها مكهرربه بحركة لا إرادية ، وبسرعة رمتها وسط الموية وقلبها ووجهها مقبووض بملامح حسرة من اللي شافته ..!
قامت تتنفس وهي تناظر الموية اللي رسمت دوائر مظلمة وكأنها بذلت مجهوود وما قدرت تتحمل وهي تلمس ذاك المرض بيديها ،،
التفتت على عمر بقووة وأنفاسها عالية من كل معاني الصدمة والحسسرة .. وكان يطالعها بنظرات متوسعة وحواجب مرفوعة ..وجمووود تام!!
اختفت نظرات الصدمة...وبدّلها ببرووود الصقيع الموؤلم يوم امتصّ تأثير حركتها المندفعـه ،!
عمر : ..انتبهي تسوينها ثاني مرة !
والتفت مرة ثانية للباكيت ناوي يطلّع سيجارة ثانية ..
وشادن مسكت ذراعه قبل يطلّعه وهي شااايشه : .. مممممن متتتتى ؟؟؟؟؟
التفت عليها ويده داخل جيبه : .. مو شغلك !
شاادن بقهههر : إلا شغغغغلي إنت موووو ملك نفسك فااااهم !!
عصصب جــذب ذراعه من يديها بقووة ساحقة لدرجة إنه طيّرها بعيد وفقدت توازنها للحظة وهي عالحاافة وكانت على وشك تطيح بالمووية ..
صررخت لا شعورياً ومسكت عمرها على آخر لحظة بصعوبة...ويوم توازنت بوقوفها التفتت وهي منشلّه من الصدمة والذهوول..!
كان واقف مكانه ما رفّ له رمش أبد ..ولا تحــرّك خطوة عشان يساعدها رغم إنها كانت على وشك تطيح..
كان جااامد مثل الصنم ..ونظرراته جليديــة بحته وهااالة مخييييفة تحيط حووله حوّلت الجو الهادي الناعم اللي قبل شوي لجو آخر على النقيض تماماً ..!
بهالهيئة والحضور المخيف كل شي تبدّل ..
عرفت عمر بحالات كثير وبوضعيات مخيفة ومربكة من قبل...لكن مثل كذا ما شــافت..!!
هالمرة الجرعــة زاايدة .. والقناااع صار أسمــك !!
وجهه الجامد ونظراته اللي تخلو من أي عاطفــة قبضت قلبها وهي واقفه عالحافة بنظررات مصدوومة !!
ذاك الحلم المخيف اللي زارها قبل كم يوم.... رجع يمرّ بخاطرها...
لأن عمر ألحين ...كان يشبه عمر ذاك !
قالت برررجفة وهي تحسّه بدا يصير غررريب عنها : .. ع عمر؟...وشفيك ؟
قال بصووت جامد خااالي من العوااطف الانسانية : .. اتركيني ... ما ابي اشوفك !
وشوووو ؟!
"ما أبي أشوفك " !!!
شادن وهي تقررب بشوويش وبعثثره : .. وش فيك !.. لا تكلّمني كذا !
عمر وهو يواجه المسبح من دون ما يعطيها نظره : ابعدي عني يا شادن ..!
شادن وهي مو فاهمه وين يبي يوووصل تشوووشت بالكامل : وشفيك علمني ليش انت كذا الحين؟.. زعلان مني ؟؟
وهو يناظرها من جانب عينه ..واكتفى بهالنظرة اللي تثقب القلب وتهزّه ..
خنقتها العببرة وهي تشوفه يصدّ ..
شادن : علمني ليش انت كذا ؟؟؟؟
ما رد عليها .. وعاملها كأنها مو موجودة .. ولفّ بيمشي كم خطووة بعيد عنها ..
لكنها فاجئته بقبضتها اللي مسكت ذرااعه بكل قووة تملكها ..
التفت عليها بحاجب مرفووع..
وباشمئزااز : .. لا تلمسيني !
شادن : انت معصب من اللي صار اليووووم ؟؟.. قلت لك ما كانت مقصوودة..
ما شافت بوجهه غير ابتسامة جانبيــة .. ساخرة ..ولاذعة !
معقووولة مو مصــدقها !!
معقوووولة كذا موضوع يغيّره عليها ؟!!
مد يده الثانية وفك أصابعها النحيلة المتمسكه فيه .. وببروود : مقصودة او مو مقصودة .. اللي صار برضاك !.. وهذا المهم ..
شادن قامت تناظره بصدمة وهي تررمش !!
لا جد .. مو طبيعي ..يفكر بالموضوع بهالطريقة ..
يحكي وكأنه ما يعرفها .. !!
كمّل بسخرية وهو يناظرها من فوق لـتحت بطريقة مزدرية : الولد معجب فيك !.. واضح عليه !
صررخت بوجهه من سمعت هالكلمة اللي هزّتها واللي المفرووض ما ينطقها بالأساس : .. ما يهمممممني خلّه يعيش اعجااابه مع نفسسسه ..انا أكره هالولد ولا حتى فكرت فيه دقيقة !!!!
عمر ببروود : اللي سويتيه اليوم مو لعبة أقدر أعديها ..
شادن وهي مو فاهمه ويييين يبي يووصل : عممممر الله يخليك لا تلعب بأعصابي يكفــــي !
عمر وهو يعطيها ظهره ناوي يمشي : هذا اللي عندي... من اليوم وطالع ما أبي أشوفك ،!
شادن وصووتها ينووووح خلاص تعبت من هالشد والجذب : عمر زواجنا بعد خمس أياااام يكفي تلعب بأعصابي يكففففي ..
سكت شوي وكأن اعصابه انشدّت من هالطاااري..
وشادن لاحظت تشنّجه ذا وهي تناظر قفاااه .. ولا إراديا تحفّزت وعرفت انه بيقول شي ،
التفت عليها بشويش وابتسامة ساخرة على وجهه رسمها ببطء : ..صحيح .. كنت ابي اكلمك بهالموضوع
شادن بطنها قامت يتقلّص ويألّمـها من هالملااامح المخييفة..
عمر وهو ملتفت بنص جسمه : ما أعتقد أقدر أنفّذ اللي يبيه ابوك..
فيه شي داخلها هوووى لأعمق نقطة وهي تحاول ما تسمع باقي كلامه لأنها أدركت ان مافيه شي بيسرّهــا ،!
عمر ببحة : قولي له ان مافيه شي صار بيننا ..
شادن بـ ألم وعدم فهـم : ص صار بيننا ؟؟
عمر بوجووم : ابوك يحسب شي صار بيننا .. فهميه انه غلطان .. لأني شايل فكرة هالزواج من بالي !
سكتت خلاص مو قادره تركز بشي ..
كل هذا كثيييير عليها .. !!
وقالت وصووتها يختفـي بـ ضياع يكتنفها : ل ليش يا عمر ؟؟
ما جاوب وأنهى النقاش : أنا ماشي بكرة من هنا ...تفاهمي معه بطريقتك ..!
شادن وعيونها شااااخصـه بمنظر غريب وكأنها تسأل الدنيا حولها : ل ليش طيب ؟
عمر : تصبحين على خير ،
ومشى من قدامها ناحية غرفته .. وعيونها تراقبه والرؤيية تغيّيييم وتغيّييم لأنها استنتجت من كلامه إنه رافض اتمام الزوااج !!.. رافضها ؟؟
و...وإنـه... ماشي بكرة !!
وش يعني انه ماشي؟؟؟
ليش دايم مخاوفها تلاحقها..وتشوفها تتشكل لـ واقع ملمووس !!
ذهوول كامل مسيطر عليها...
حسّت انها تتهاوى ..تفقد توازنها ..الدنيا قامت تمييل يمين وشماال ببدايات فقدان للوعــي..
فيه شي غريب متلبّســه.. شي غريب مو قادره تفهمــه ،
هاللحظة بالذات داهمهــا شعور قووي إنه يبي يتخلّص منها بأي طررريقة !!!
خطواتها المهزوزة قامت تاخذها للخلف وهي تحاول تتواازن من هالدوار ..وتثبت بوقوفها بس كان صعب وناسيــه انها واقفه عالحافة ..!
نااادته بضعف وهي تحس إنها تفقد شعورها بالوااقع : ع عمر .. لأ !
كان عمر يمشي من غير لا يلتفت وراه عقب ما قال اللي قاله ..
لكن شي خلّاه يتصنّننم مكااانه وعيوونه تطلع من محاجرها لأنه سمع صووت سقووط شي ثقيل داخل الموية !!
بلع ريقه وهو يشدّ على عيوونه ، ما يبي يلتفت ويكون اللي في خياله صحيح !!
لكنّه تجررأ والتفت وهو عاقد حواجبه وكل اللي يهمّه إنـه يلقى شادن واقفه مكانها ..!!
لكن مكانها كااان خالي...!!
تغيّر وجهه الواجم وهوووى قلبببه للقاااع يووم أدرك وقوعها ...
وتذكّر مباشرة انها ما تعرف سبااحة !!
همس وهو يررركض : يـ المجنووووونــه ..!
:
/
بعد دقايق ..
دخل عمر غرفته وهو شايلها..وهي فاقده وعيها الكاامل وراسها مرمي على صدره وحالها مبهـذل للغاية..وكل واحد منهم ينقط بغزاارة..
كان ضامّها لصدره بخوووف طااغي طول ماهو شايلها ومشاااعره الحقيقيـة طغت عليه..
انحنى عالسرير وهو يحطّها بشويش وقلبه مووجعه عليها .. وبسرعة غطاها بالبطانية وهو يتأمل وجهها يحاول يتطمّن عليها ،
لقاها تتنفس بتساارع ...
عالأقل تتنفس !!
ابتسم بألم ممزوج برااحة ..اللحظة الفايته كانت لحظة رعــب مو طبيعية !
مد اصابعه الاثنين يبعد خصل شعرها الملتصق بوجهها ، وهو يلعن ويشتم نفسه على هالوضع اللي وصلوا له !
وعلى هالحقارة اللي قاعد يسويها !!
جلس عالأرض جنب السرير يلتقط بعض الأنفاس وهو يسند راسه على قبضة يده.. بهيئة حييرة وتفكيـر..
مجرد تلميح وكذا ردّة فعلها .!!
كان يبي يمهّد لها..
كان يبيها تتلقى الصدمة بالتدريج ..!
كان يقدر يمشي للشرقية اليوم من غير لا يقول شي وتراه فكّر فييها ..وكان على وشك يسويها !
بس بالأخير ما قدر... !!
لو يقـدر يكرّهها فيه .. لو يقدر بس..!.. حاول طول هالفترة بس دايم النتيجة الفشل ،
عطاها كل أسباب الكره وهو من جهـة عارف إنه مارح يوصل لنتيجة معها..
ببسـاطة لأنه عاارف ومدرك لحـجم المشاعر اللي كبرت ونمت على مدى سنين وعُمر كامل.. تعلّقها فيه مو تعلّق مشاعر حب فقط .. تعلّقها فيه تعلّق طفوولة بالأساس ..وكبر مع الأيام..
إن كان كذا..فما بيدّه شي غير... الانسحاب بكرة بهدووء !
:
طلع الصبــح بعد ساعات قليلة ..
واستردّت شادن وعيها بالتدرييج على صوت رنين جواال بعيييد ... فتحت رموشها ببطئ ولأول وهلـه ما تذكرت وش اللي صار أو ليش هي بغرفة عمـر ..!
تلفتت يمين وشمال وهي مكشره من ألم خفيف براسها ..
حست برطوبة ملابسها ..وبصدمة تأمّلت حالها لقت انها لابسه وحدة من جاكيتات عمر الثقيلة فوق بيجامتها المبللة ..!!
تغيّر وجهها بحييرة
ما لقت لـ عمر أثر بالغرفة بس مفاتيحه موجودة عالطاولة والمكان خاالي.. كانت تااايهه نفسيا ، وبشوويش تذكّرت بعـض مقاطع ذاك الحووااار الغريب المؤلم والصااادم !
حاولت تجلس ويوم أبعدت البطانية عنها ..اررتجفت من البررد ولمّت الجكيت حول ملااابسها..عقدت حواجبها بتعب وهي مو متذكره آخر شي صار بالتحديد ..!!
صدددداااع مزعج !!
انتبهت من بين السكون ..لـ صوت خافت !!
صووت عمر ..كان بعيد شوي ومنخفض وهو يتحدّث مع أحد ..
رفعت راسها للباب اللي كان مردوود مو مسكّر وتقدر تشوف لمحة من الحوش..بس ما تقدر تشوفه..
حاولت تتحرك من السرير وهي منهكة مررة ..اللي صار امس امتصّ قوتها بالكااامل ..
بس صووت عمر البعيد خلّاها تعقد حواجبها بتسااؤل عن الشخص اللي يتكلم معه ..وهي تتمنى ان اللي صار كان حلم من أحلامها الشاطحة !! كابوس من الكوالبيس اللي ما فكّتها !!
التفتت للساعة تبي تشوف الوقت .. كانت حول الـ 6 ..
مشت ببطء وعظاامها بالموت تشيلها .. بالفعل طاقتها مختففففيــه !!
اللي صار أمس مثل الحلم ..
كل الحواار مثل الحلم
واستررجعت كل الكلام اللي قالــه !!
وصلت للباب بخطوات بطيئة وهي ناويه تطلع ..
ومع اقترابها كل خطوة صوت عمر يزداد وضـووح ،،
كان يتكلم بنبرة هاااادية للغاية ..وقفت على العتبة لا شعوريا يوم سمعت..
عمر : " أنا بخير وصحة ...
سلّمي على عمـتي..
فترة ما كلمتها! "
انهدّ جسمها على اطار الباب بتعب وهي تستنتج من كلمة عمتي... إنه يحاكيها ..!
أما عمر فكان معطي الباب ظهره وهو مندمج بـ مـلـل بالمكالمة اللي وصلته من لحظات ،
حسّ بالحركة الخفيفة اللي وراه.. وأدرك ان شادن صحت بوقت أبكر من اللي تمناه !
وقبضه قلبه بقووة ....الحالة متلخبطة من أمس !!
وعرف إنها وواقفه قريب تسمع له !!
سكت عن الكلام لحظات وما جاوب اللي تكلمه ..
كان متشتت طول الليل ولا قدر ينام..
بالأخير .. وبتهووور أقدم على تصرف غريب وكمّل بنبرة طبيعيـة وهو قاصد ينطق اسمها : ..أنا بخير نهى ..انتوا شخباركم ؟!
شادن وهي تنتفض بوقوفها لاكتشافها انه يحاكيها بهالانفراد ..!
عمر وهو يقزّ شادن من على جنب : ان شاء الله قريب..!
حااولت تركّز بكلامه وهي تتابع أجوبته المقتضبـة من دون ما تدري ان عمر حاسّ فيها ،
عمر ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يسمع ، ابتسامة من غير مناسبة لكن شادن انذبحت وهي تشوفها
الابتسامة خاص لها هي كيييف تكون لـ غييييرها ..!؟؟؟؟؟!
ذبحتها ذيك الابتسامة وحتى حروف اسمها كرهتهاا..
عمر : إن شاء الله أجي قريب .. ولا يهمك غالية والطلب رخيص ..
وابتسم من جديد مع ضحكة خفيفة
ومررت دقاااايق وهو مشغول بالمكالمة وشادن تتهاااوى أكثر من أمس ..
أخيرا قال : نهى بسكّر الحين .. سلمي على عمتي ..
بلعت شادن ريقها وهي تشووفه يسكّر الخط .. وتراااجعت لداخل الغرفة وهي تتهاااوى أكثر من أولـــ..!
وبهاللحظة بالذات محد متوقّع ردّة فعلها الجااية بالطريق..!!!
عمر ما دخل الغرفة جلس برراا ..وفضّل ان عينه ما تطيح عليها بهالوضع..
على حقارة اللي سواه قبل لحظة يكمّل فيها اللي سواه امس...بس هذا هو لاقي نفسه عاجز وما بيده حيلة ..
مستحقر ذاته ومستحقر اللي يسويه ألحين..!
ولا يقدر يحط عينه بعينها...
حااس بالرخص وحااس بـ تفاااهة الذات وكل ماله يغرق داخلها أكثر..ولا هو قادر ينتشل عمره أو حتى يشرح لها وضعــه الحالي..!
يتمنّى لو كان يقدر... يقدر يشرح لها ظروفه...يشـرح لها وش صار معه من يوم تركها أول مرة..!
يشرح لها المتااهة اللي مالها مخرج !!
ويتمنى لو يلجأ لها الحين في أشد أزمااتــه.. !!
محتاااج لها الحين أكثر من أي وقت ثانــي ..!
بس اللي هو فيه أكبـــر منهــا ، ..
ولا يبي يلوّث برائتها وتفكيرها النقي فيــه ،
هالشي بالذات ما يتمنى يخسـره ،،
عالأقل مو بوجوده !!
:
جلس برا وكل تفكيره يتمحور حولها .. واختفى تركيز نظراته صار يناظر الفراااغ وهو جالس على وحدة من العتبات بعيـد عن غرفتـه ..
مرّ الوقت وقرر يرجع لغرفته لأن شادن أكيد طلعت.. رغم انه مو متخيل الوضع اللي صارت عليه عقب ما سماعها لـمكالمته..
راح راجع وتلقائيا اقتحمه القلق وهو يحس إن فيه حركة مو طبيعية هناك ،، حافظ على هدوءه مع انه ما يدري وش اللي بيواجهه ..
وقبل لا يوصل للملحق بأمتار شاف الباب مفتوح ، وقف عن المشي منصدم وعيونه طلعت من مكانها من اللي يشوفه منتثـر بالأرض..
رفع عينه للباب وزادت صدمته وهو يشوف أغراضه وملابسه تطير بالهوا من فتحة الباب وصراخها وصوت شهقاتها يسمعه..
نسى نفسه وانطلق يرركض وهو مشدووه ..وقف عالعتبة ويدينه على اطار الباب وعيونه تتوسع من المنظر اللي شافه ..طارت بلوزة من بلايزه بوجهه لولا انه تحاشاها بردة فعل سرييعة وطارت برا ..
نقل عيونه من الأغراض المبعثره بفوووضى مو طبيعية لـ شادن اللي قربت منه ويدينها مليانه من ملابسه المعطره بعطره الحلوو وحالها الأليم ما ينوصف.. رمتها عند رجوله وهي تجهشش بألم يلعب بقلبها من غير رحمة : خذ اغراضك واطلع من هنااااا.. ما عاد أبي اشوفك عمر ما عاد أبي اشوفك ,,,رح شوف حياتك بعيد إنت ما عاد تعرفــني..!!
ناظر بالملابس تحت رجله ثم ناظرها بصمت ودموعها تهلّ..نظراتها تلومه وتطلب أجوبة صريحة غير موجوودة..
استدارت بسرعة وراحت تشيل الباقي.. وجت له وهي تشهق بشكل متواصل اللي يخلي كتوفها تهتز كانت مو في وعيها أبد.. لزقت فيه باندفاع وهي تدف ملابسه لـصدره بقوة.. ثم دفعتـه من كتوفه اللي خلاه يرجع لورا اربع خطوات وهو يطالعها بصمت .. بصدمة عيّت لا تختفي..
ما يبي ردة هالفعل العنيييفة...ما يبي يشوووفها كذا أبد ،،
شادن وهي تشهق على عتبة الباب وشفايفها ترتجف كنها بعز الشتا : ليش رجعت أصـ..لاً ؟؟ ليش رجعت دامك مصر تهدم وتنسف اللي باقي في قلبي ولا ما كفاك اللي قلته وسويته فيني للحين ..؟؟
سكت وطاحت الملابس من يده بهدوء وهو يشوف الانكسار الهايل بعيونها..
توتّر وهو يرفع يده وفرك عيونه يحاااول يضبط أعصابه ... وعوااطفه !
صرخت بوجهه يوم شافت سكوووته المشكلة انها ما تدري وش قاعد يفكر والصمت هذا بيذبحهاااا : لييييش واقف قدامي مثل الصنم.. مابيك ياخي مابيك اطلع من البيت هذا واطلع من حياتي اللي ما عاد صارت ملكي ولا أظني يوم بملكها اذا انت فيها..
قالت كذا من جهة وجلست عالأرض من جهة ثانية تكمل صياحها ودموعها بانهيار .. تحرّك الصنم على قولها ومشى خطوتين لها .. انحنى بيمسك ذراعها عشان يقوّمها لكنها نفضت ذراعها ما أمداه يلمسها : اتتتتتتتتتتتتتركني ..اطــلع من حياتي اطلع من ايامي.. انا حتى النوم ماعاد أعرف أنــام والسبب انت......
ونزلت راسها للأرض تشهق بصوت عالي وبألم تحسه يجرّح صدرها من حدّته
قال بهدوء وهو خايف عليها : شادن هدّي حالك الحين
ليته ما ينطق اسمها .. اسمها بلسانه كفيل لحاله يشعل باقي النيران بقلبها اللي باقي ما اشتعلت وهي مو ناقصة زيادة اشتعال ،
صـرخت من أعماقها وهي تسجد عالأرض : لا تنطق بإسممممممممي ارحمني
قامت واقفة ودخلت الملحق بسرعة بعد ما هدت بشكل مفاجئ وسريع تكمل اللي بدته .. فتحت الأدراج بتطلّع الباقي من اغراضه وهي موو حاسّه بعمرها كانت تعيش ردّة فعل عنيييفة.. ويمكن بعض اللي تسويه وتقوله مو طالع من قلبها ..كانت تتصرف بدون وعي ،
دخل وهو يرفع يده لها ويقول بذات الهدوء : شادن خلي اللي في يدينك الحين وخلينا نتكلم
صررخت بتهديـد غررريب وصوتها مخنوق : لا تنطق باسمي قلت..
سحب هوا عميييق لداخل صدره وهو يشوفها معطيته ظهرها ما تبي تلف وتطالعه ..فلتت أعصابــه الثااايرة منه واستدار للباب يسدد له ركلــة مزمجرررة غااضبة حطّ فيها كل هيجااانه اللي انفجر !
ارتجفت شادن من خبطة الباب المدويـّة واللي احتمال سمعها كل البيت.. واستدارت ودموعها تنزل على بالها طلع...شافته للحين واقف على بعد ثلاث خطوات منها... تحرك فجأة بخطواته الثابته والبطيئة لها ..صرخت ما تبييييييييييه ببكى متواصل : اطلــع من هنا .. إنت مو ناوي ترحمني ..مو ناوي على خير قلت لك ارحم وحدة ما تشوف غيرك.. لا تسوي فيني اللي تسويه
قال وهو يقرب : لمتى عايشه على هالحلم يا شادن...؟
بكت زود من كلامه ومن اقترابه .. ومن غير شعور طاحت يدها على كرتون كلينكس وراها ورجمته عليه وهي تصرخ بهستيريـا : الحلم هذا إنت اللي كبرته أنا مالي ذنب ابعد عني.. أنا مالي ذنب عشان أتعذب إنت اللي عيشتني بهالحلم والـ..ـله
ضرب الكرتون بوجهه ووقف مكانه وهو مغمض يسيطر على كل عصب باقي فيه... عض على شفايفه وفتح عيونه ،.. شافها جايه له مثل الصاروخ مسكت ياقته من غير هوادة وهزّته من دون ما يبدي أي تفاعل..
وبصوت مرتجــف : اذا كان اللي سوّيته لك مو كافي عشان تحبني مثل أحبك كان المفروض تقول عشان أتراجع وما أوصل للحد اللي انا فيه.. انت واحد خاين كذاب اربع سنين عيّشتني بوهم اربع سنين يا عمر ضاعت من عمري وانا انتظر عشان واحد كان مثل السراب بحياتي.. واحد ابتعد عني بـوعد انه يرجع .. ابتعد عني وقطع كل صلة تربط بيني وبينه لا تلفونات لا رسايل لا أخبار.. كان المفروض أفهم من البداية انها رسالة منك عشان ابتعد من غير ما أغرّق عمري.......
سكتت من موجة الهيجان اللي غمرتها وهي تبلع ريقها اللي اختلط بالدموع المالحة واللي خلا وجهها يلمع مع انعكاس النور..
وأصابعها الماسكة قميصه ترتعش وهو لا جواااب.. تناظره تبيه يرد لكنه ساكت وهو مغمض عيونه وكنه يحاول يبلع كل الكلام اللي قالته.. وما تدري انه يقاااوم براكين تفجّرت داخله ومحد يعرف عواقبها!!
هزّته من جديد وهي تشهق بقسسوة مدوية : انت ليش كذا ليش ما تحسّ وش اللي قسّاااك ... ولا الكذب والخيانة صارت من أطباعك اللي ما تقدر تستغني عنها ..!! هااااااااااا
ما كمّلت هالكلام إلا مسكها من ذارعينها بأصابعه القوية ولفّها ودفعها للجدار بقوة وهو ماسكها ناسي إن هالحركة ممكن تحطّم ظهرها او شعورها المرهف
تأوهت من ألم الضربة ومن ألم مسكته ، رفعت نظرها له ودموعها تزيد اندفاع والصدمة الثالثة إن النار والعصبية كانت تشتعل بضراوة في عيونه.. قال وكل اللي قالته كان سبب انه يفقد نفسه وأعصابه والأهم هـدوءه : وش تبيني أقولك.. إيــه أنــا واحد خاين وكذاب وقليل تربيـة واللي تبين سمّيني ..انا معاد يهمني فهمتي معاد يهمني .. أنا ما كنت أبي ارد على تلفوناتك ورسايلك عشان تفهمين اللي أبيه وتفهمين ان رجوع لك ما عاد أبي ارجع.. انا صارت لي حياة جديدة هناك والأحسن لك تنسين واحد اسمه عمر وتنسين ملامحي وكل شي يخصني حتى ذكرياتنا سوى امحيها من بالك مثل ما محيتها أنا من بالي ..
سكت وأصابعه تزيد ضغط على ذراعينها وهي تناظره بذهوول اكتسح ملامحها وكل شي فيها جامد مافيه حياة..عيونها ما عاد ترمش ثابته على نقطة عيونه السودا حتى أنفاسها تهيأ لعمر انها توقّفت .. عمر قتلها ذبحها من لحظة وكل حرف كان مثل طعنة ألف خنجر وسكين..
شاف الجمود بعيونها وكمّل وهو يزيد ضغط بأصابعه .. وصوته اعتلاه الهدوء لحد الهممـس : فهمتي ليه انا طوّلت وابتعدت....؟؟
لقت صوتها أخيرا وعيونها الدامعة بعيونه الحادة : ...عمر...!
هذا الشي الوحيد اللي قدرت تقوله "اسمه" ! كانت تترجاه يسكت وما يكمل ..
عمر بهمس ووجهه الرجولي قريب من ووجهها : ..ليه ما تنسين اسمي من اليوم وطالع ؟
مال فمها لتحت بتعب وألم ، كيف يسترجي ويطلب منها هالطلب وهو عارف وش قد هو بحياتها ..
هو حيــاااتها ،!
وبصوت متقطع : اذا نس..يت شلون بع..يش ..انا..
هزها بقوة وهو يخفي تأثـّـره : انسيه قلت لك انسيييييييه ،.. أنا كوّنت لي حياة جديدة تختلف عن حياتنا هنا وحياتك خصوصا.. افهمي !
نزلت دموعها والألم والغيييرة القاتلة بقلبها ..
وقالت من غير شعور : نهى هي حياتك الجديدة واللي ما عادك قادر تبعد عنها ..؟
هــدأ ..وسكت لحظات وعيونه ما نزلت عن عيونها تنتقل بينها بسرعه..
هالمرة نفضت يدينه عنها ودفته من صدره وهي تصيح بشكل ما صار لها بحياتها والهدوء اللي تتسم فيه كله اختفى : تكلم اعترف وش باقي ما قلت وش باقي موت ما ذقته انا ..!!؟؟؟
عض على لسانه وهو مغمض عيونه.. يحااارب تبعثره الداخلي ، ويحارب صعوبة الموقف هذا ! .. صعب صعب للغاية !!
فتح عيونه ..وقال بهدووووء : هذي الحقيقة.. حياتي كلها صارت هناك ما عاد لي أي شي هنا.. نهى حياتي الجديدة وحلو انك عارفه..
قالت وهي تحس الاكسجين بدا يختفي من حولها : ل..ليه .. ليه يا عمر متخيّل إنت شلون بعيش الحين..
اقترب منها ومسكها من جديد ..وهزّها وهو يقول بحـزم وقوة وعصبييية واضحة : بتعيشين يا شادن مثل ما عشتي اربع سنين من غيري بتعيشين الباقي من عمرك من غيري ..أعرفك قوية
شادن ببكي وألم ليييش ما يفهمها : أي قوة تتكلم عنها شايفني قدامك الحين قوية يعني !! كيف أهون عليك يا عمر كيف أهووون قولي كيف ..انت ما تدري إن الاربع سنين كانت جحيم..........
هزها بقوووة يقاطعها بعصبية ما يبي يبين أي تأثير عليه ..وعشان يحط حـد لهالموضوع اللي أتعبـه واستنزف منه حدود نفسية محد يقدر يتحملها : خلااااااااااص لمتى انا وياك على هالحال ..يكفــــي..!!!.. روحي بطريق وانا بطريق ..
نفض يدينه عنها بقوة خلاها تهتز بوقفتها.. وتحرك للباب بخطوات سريعة وواسعة والعصبية الهاااايجة مسيطرة عليه .. فتح الباب وضربــه من ورااااه .. وهي من بعده انهدت على الجدار من وراها وزلقت عليه لين جلست عالأرض تبكي الكابوس اللي عاشته والألم اللي ينزف داخلها .. دفنت وجهها بالأرض وسط بلوزه من بلايزه المشبعة بعطره وغسلتها بدموعها الغزيرة وشهقاتها العالية اللي تكتم على أنفاسها ..
شهقت وشهقت وشهقت.. واستسلمت لرعشات جسمها وارتجافاتها اللي هزت كل بدنها..
حطّمها وأنهاها.. ما بقى فيها عصب احساس صاحي..
:
/
|