كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
في الــرياض ،، الســاعة حوالي 7 صباحاً ..
طلعت شادن من غرفتها وهي لابسه عبايتها وحامله شنطة الجامعة على كتفها.. ويدها شايله كتااب مفتوووح..ومشت ناحية غرفة مشاعل وعيونها ما ارتفعت عن الكتاب لأنها هاللحظة تراجع امتحاان عليها اليوم ..!
دقّت باب مشاعل وهي تقرا بتوتر : مشاااعل يللااا بتأخر على اختباري !
ورجعت تتمتم ببعض الأشياء اللي حافظتها وهي تسمع مشاعل ترد من جوا .. ثم نزلت تحت بسرعة وهي متوتّره من هالاختبار..وما تدري ليش تحس إنها ما استعدّت له كويس..أمس عجزت تذاكررر زييين !!!
وصلت تحت أبوها توه صااحي وجالس يتقهوى مع أمهاا..
شافها واقفه بنص الطريق في نص الصالة وعيونها تاكل الحروف والواضح ان التوتر ماكلها لأنها قامت تقلب بالصفحات بشكل سريع...تلقط أشياء وتخلي أشياء..
وابتسم وهو ياخذ فنجاله من زوجته : ..تعالي افطري يبه...خلي المراجعة بعد شوي
تقدمت لطاولة الطعاام وهي تحس بأطرافها باااردة..تخاف من الاختبارات ..وتتوتّر من شي اسمه امتحان... خصوصا إنها على وشك تخرّج ..هي عكس مشاعل اللي ما يهمّها اختبار وامتحان ودايما كانت تخوض أي اختبار بدم بااارد..
تحتاج بروود مشاعل هاللحظة بس مو عارفه...الاختبار هو الاختبار !..والمادة مو سهلة !!..وهي مو عارفه تلاقي تركيزها من أمس !!
تكره الوساوس ذي !!
سكّرت الكتاب وهي تجلس عالطاولة بتاكل لها لقمة عالسريع الين تنزل مشاعل... وبنبـرة مشتتة : يا رب بس ادعوا لي ..الله يستر مو مرتاحه لهاليوم !
أمها تحاول تطمّنها : ..اذكري الله قبل تبدين...ما ينخاف عليك وأنا أمك.. ربي بيعينك !
شادن بنـظرة قلقـااانة وضحت على ملامحها : .. الله يستر مو متفاائله وأخاف أحوقها قبل التخرج... المادة هذي مو راضيه أستوعبها ومو قادره اركز وأنا أذااكر والحين أحس كل شي طاير من مخي... خاااااايفه ما أنجح !
أبوها حاول يمتص توتر ما قبل الامتحان وهو يشوفها جد متوتره على غير العادة .. لأنها قبل الامتحانات عادة تكون أهدى حتى لو صاحبها بعض الخوف والترقّب..
قال بحكمة : توكّلي على الله وما يكون الا الخير...
أكلت لقمتين ..على نزول مشاعل اللي كانت لابسه عباتها والنفسية عااال العال..يمكن لأنها من يومين دخلت تحدي جديد وبدت تتعمّق فيه .. وشكلها ابتدت تستمتع من قلب !
مشاعل : هاايوو صبباااح الورد ..
أبوها وهو جالس عالأرض بوسط الصالة يتقهوى : هلا هلا بالدكتورة !
مشاعل بغرور : ههههههه ما أبي أكون دكتووورة لقب سخيييف بصراحة !
أمها بمـزح : الحين هالشي صار سخيف !
مشاعل وهي تحرّك يديها بغرور : ايه طبعا لقب مستهلك ..وش يعني دكتورة !!..ما أشووف فيه أي ميييزة خلاص طااح كرته.. اشعاعية بنظري لقب بيحلا جنب أسمي..وبالنسبة لي شي فلتـه ..
أبوها بضحكة : ..الله يسهل لك انتي واختك..واشوفك تصيرين اللي تبينه ..
شادن بسرعة قامت عشان تلحـق إلا انتبهت على غيــاب محمد ، اللي المفروض هو اللي يوصّلهم اليوم : ...وينه محمد ما صحى ؟..لا تقولون ..ترا قلت له هو اللي بيوصلني للجامعة بندر ومعاد صار موجود ..
أمـها : ..محمد طرى له شي واضطر يطلع للشغل من بدري...بس يقول وصّى عمر يوصّلكم بداله ..
شادن توتّرت زيااادة : .. عمر؟
أبو محمد : ايه ..اظنه صاحي من فترة ..
مشاعل : طيب بندر ومسافر..ومحمد منشغل وعمر مارح يكون فاضي طول الوقت ..مين بيودينا ويجيبنا دايما؟
ابو محمد : لا تشيلون هم خلال هاليومين يكون السواق موجود..
هاللحظة التفتت شادن لـ مشاعل : يلله أجل خلينا نطلع ..
برا قبل يطلعون للشارع..ما شافوه وسيارته الواقفه برا ما عندها أحد ..قالت مشاعل : وينه؟؟
شادن بتنهيييدة : بروح أناديه ..
ثم مشت وهي ضامه كتابها لـ صدرها والتوتر الداخلي ماليها من هاليوم اللي ما تدري شلون بيعدّي... قلبها قارصها ،، وهالشعوور أبدا مو مريييح !
دقت بابه الموصـد وهي تنادي ببحـة : عوووماار ..!
مباشرة سمعت حركته من جوا ..واقترابه من الباب..قبل يفتحه وهو ينزل البلوزة بيد وحدة على خصره لأن الواضح انه كان يبدّل ملابسه..
عمر وهو يواسي بلوزته بنفس اليد بهدوء : .. خلصتوا ؟؟
شادن حاولت تبتسم ..لكنها ابتسامة صفرااا ونبرة ميتة نوعا ما : ..صباح الخير اول شي..
عمر وهو يستدير ناحية الطاولة عشان ياخذ مفاتيحه وجواله : صباح النور..
شادن بخفوت ونبرة بااردة كثير واللي تعكس الجو الفاتر هاللحظة : عذراً عالازعاج ..بنغثك اليوم أنا ومشاعل !
قال وهو معطيها ظهره يدخّل أغراضه بجيوبه..بنبرة غير مهتمّة : ..مافيها مغثّة..
التفت وهو يطلع من الباب..وطاحت عينه على وجهها اللي كان فيه شي من الارهاق ..
لفتت نظره ..وبعقدة حواجبه وهو يغلق باب الغرفة بيده : .. ليه وجهك كذا !؟
ابتسمت ابتسامة صغيييرة ممزوجة بذات الارهاق يوم استشعرت اهتمام مبطن خلف هالسؤال ..
وقالت بذات الخفوت والنبرة الميتة : .. ما نمت !
قال وهو رافع حاجب واحد : ..وش ماسكك؟؟
شادن : ..وراي هم امتحان وفوق كذا ما جاني نووم !
نزّل نظره للكتاب الكبير اللي شايلته ثم رفعه من جديد لوجهها : ..من متى الاختبارات تسوي فيك كذا ؟
مشت من قدامه وهي تردّ بفتوور : ..عادةً أمر بهالحالة قبل أي امتحان ..
مشى وراهـا وهو يسأل بعفويـة : ..لدرجة ما تنامين وتطلعين بهالمأساة اللي بوجهك ؟؟؟؟
وقّفت عن المشي.. والتفتت عليه بنظرات حانقة بعض الشيء ..من تعليقه ..وقف مكانه لا يصدم فيها وعيونه ما نزلت عنها ..وقالت وهي ملتفته بنص جسمها عليه : مأساة بوجهي ؟؟؟....هذا اللي قدرت عليه؟
فهم قصدها..ولا علّق ..وحافظ على ملامحه الهاديـة !
مشت مرّة ثانية وهي تتحلطمّ بعفوية على نفسها خلّته يبتسـم وهو يسمعها :.. بدل ما تريّح بالي وتطمّني..يا ربي منك !!
ثم قالت بصوت مرتفع وكأنها هالمرة توجّه كلامها لـه : .. واحد خطيبته تشكي له من امتحان ، هاللحظة التصرف الطبيعي انه يشاركها معنوياً..مو يتتريق عليها !!
جاوب وهو يمشي وراها بنبرته الباردة المعتادة : ..هالبنت اللي أعرفها من يومها طفلة ما قد طلعت من امتحان خسرانه..!.. هذي عادتها ..
قالت بتريقــه عفوية وهي تمشي : زييين فيك خير تتذكر انك مرتبط بالبنت من يومها طفلة !.. كنت خايفه بعد انك نسيت طفولتها مرة وحدة !
تمتـم ببرود : ..بلاش تريقه !
وصلت لباب الشارع وطلعت لقت مشاعل تنتظر برا ..ركبوا كلهم ..شادن قدام جنب عمر ..ومشاعل اللي صبّحت على عمر وهو صبّح بالمقابل ركبت ورا.. وطول المشوار وهي تقرا الدرس اللي أخذته امس بالمعهد...تبي تحفظ كل معلومة ممكنة..وتفهم كل شي تمرّ عليه ولو ان هالمرحلة بتحوي أكيد صعوبااات لكنها تمسّكت بالاصرار وآمنت بالمحاولة... والجو بالسيارة هااادي وصامت لأن شادن من جهة ثانية انشغلت تراجع لامتحانها..وعمر الآخر سلّط تركيزه عالطريق ..!
بينما مشاعل تراجع الدرس باندماج تااام رن تلفوونها ..ابتسمت من شافت الرقم وكانت وحدة من البنات في المعهد تعرّفت عليها بأول يووم ..كانت تسأل عن مكاانها وقالت لها مشاعل إنها لسّا ما وصلت باقي لها حول الـ 10 دقايق ..!
سكّرت الجوال..وبادرها سؤال من شادن اللي وقّفت مراجعه : ..مين هذي أول مرة أسمع اسمها ؟؟
مشاعل بابتسامة : ..هذي رنوو ..وحدة ذوق عرفتها بالمعهد ..!
شادن وهي تبتسم تلقائيا : .. على طووول تعرفتي على بنات..ما عاقت معك أشوف !
مشاعل : ما تعرفت الا عليها... قصدي عرفت بنات زميلات بس من بعيد لبعيد..رنا هي اللي دخلت معها أكثر ..
شادن بصدمة : ما ينخاف عليك ..!
مشاعل : ارتحت لها لأنها أخلاق وذكيية كثير وشكلها فاهمه التخصص فحلو أستفيد منها..وهي صراحة تحب تساااعد وأنا أحتاج لهالنوع طول الكورس..
شادن بنبرة ماااكرة : أهااا أجل متصادقه وياها مو لله...تبين مساعدتها ..
مشاعل ضحكت : ..والله تبين الجد..كلهم.. مرتاحه لها كـ صداقة وزمالة وثاني شي أستفيد منها وقت الحاجة .. وبعدين ترا هي اللي بادرت وتعرّفت علي وانا قبلـت.. والدنيا أخذ وعطا.. تحكين كأني ما رح أكون مفيدة لها أبدا خير قالوا لك غبية ومالي فايدة !
ضحكت شادن : لا لا حشى ..كنت أمزح !
مشاعل : بدل البربرة راجعي امتحانك وخليني أركز ..
ورجعت تقلب الصفحة ..وشادن التفتت عفويـاً لـ عمر الجالس جنبها واللي كان مثبت يد وحده عالدركسون..واصابع يده الثانية تدق فمه ..بحااالة تفكير والواضح إنه مو معاهم حتى ما سمع لـ حوارهم قبل شوي !
تغيّرت نظرتها وهي تتأمله ..ولاحظت إنه شااارد بشي بعيييد بعييييد عن محيط السيارة..وما عرفت تتخيّل وشو اللي شاغله ، إلا إنها صارت تخاف من شروده هذا !!..تدري إن حالة السكوت العميق والشرووود اللي من هالنوع..عادة ما يكون وراه خير ..!!...خصوصا منّـه !!
متى تنتهي من هالمعاناة معاه... ؟؟.. متى تحس إنها مستقرة نفسياً.... من رجع قبل 3 أسابيع وهي متأرجحة وكل لحظاتها ترقّــب لأي تصرف خارج المتوقع ممكن يقدم عليه ،... وهالثلاث أسابيع أنهكتها بما فيه الكفاية ..!
والمشكلة ما تقدر تحكي عن مشاكله عند أحد وخصوصا أهلها...لأنها كانت دايم الساتر اللي يستر عيوبه..وينصره مهما صار !!
حتى الحكي معه بهالموضوع اللي تعرفه...مو قادره تقْدِم عليه لأنها ما تدري عن ردة الفعل اللي بتقابلها وسبق وقلت إنها ما تتمنى تصارحه بشي قبل ما يتم الزواج على خير ..عشان وقتها تقدر تعالج الموضوع براحة من غير خوف من احتمالات ابتعاده أو رحيله أو أي شي من هالنتايج اللي ممكن تؤدي له المواجهة اللي هي خاايفه منها ، ولا عندها استعداد حتى تخاطر بهالاحتمالات اللي تسبّب لها الرعب !!
خلال ما هي تتابع وجهه الشاارد وهي بالمقابل شاردة بمليون فكرة ... رنّ جوالــه واخترق جوو السكوون العايم بالسيارة..صحت من شررودها وهي ترمش ...وباهتماام تابعت عمر اللي نزّل أصابعه عن فمه ومال بجسمه ناحيتها شوي عشان يطلع جواله من جيبه... أخرج طرف الشاشة فقط عشان يشوف اسم المتصل بس...ويوم قرى الاسم عقد حواجبه وبكل سكووت دسّ الجوال بجيبه مرة الثانية..وارتدّ لوضعه الأول يرجع لأفكاره ..!
سكت جواله ..ورجع يرن من جديييد وعمر على نفس الوضع مو نااوي يرفع التلفون ويرد !
وشادن دخلت حالة نفسيـة صعبة من جديد..والشكوك تداهمها وتملا راسها ...
ليش ما يرد ؟؟؟
تحاول تقنع نفسها ان هاللي يلحّ بالاتصال ..أي شخص ...أي شخص بالعالم بس أهم شي مو نهــى !!
لكنها ما قدرت.. ما قدرت تبعد هالخيالات والشكوك اللي تسحقها وتنهي اللي بقى فيها من أعصاب !!
ما بغت تحكي وتقول شي ..دام مشاعل موجودة معهم بالسيارة... والكل يظن ان الأمور بينها وبين عمر على خير ما يرام..محد يدري بالشد والجذب اللي يعيشونه !!..ومحد يدري باللي هي تعيشه !..واللي هو يعيشـه !!
استمر رنين الجوال لـ ثلاث مرات الين عمر بنفسه كل ما دقّ حوّله عالسايلنت منعاً للازعاج خصوصا ان اللي معاه ثنتين كل وحدة منهم تحاول تركّز بمراجعتها ..
وصلوا لـ معهد مشاعل بالأول .. ونزلت وهي تودّعهم وعقب تحرّكت السيارة فيهم هالمرة لـ جامعة شادن ..
ومع كذا استمرّ الصمت وعمر مو راضي يطلع من شرووده..مافتح أي موضوع وشادن حاولت تسلّط تركيزها على المراجعة..
مرت 10 دقايق أخرى ..ورجع جواله يرن ويخترق سكونهم ..وعمر هالمرة ما كلّف نفسه يشوف المتصل واستمر على تسفيهه !
لكن شادن توترت أعصابها زوود ، ونفسيّتها تدهورت هاللحظة وهي تسكر الكتااب مو قادره تركّز بـ حرف..
وبصووت راااجي : ..ما ودّك ترد ؟؟
قال وهو يناظر الطريق المزحووم بهدووء : ... مو شي ضروري !
شادن بهدوء تحاول تجمعه : مين يتصل فيك بدري عالصبح؟؟
عمر وهو يلتفت لها ويرجع للطريق مرة ثانية : .. واحد مزعج !
ما قدرت تصدق.. وفهمت إنه يحاول يداري الحقيقة وان نهى هي اللي تتصل بس ما يبي يعترف ، أو ما يبي يرد بسبب انها متواجده معه !!...
وقالت : مييين هالواحد ؟؟؟
التفت عليها مرة ثانية ...وبهدووء نظراته : ..تحقيق هو ؟؟
شادن بثبااات : مدري عنك..!...ليش خايف تقول اسمه !؟..
عمر بهدوء : اذا قلت اسمه بتعرفينه يعني ؟
شادن بنبرة مهمووومة : بس بتطمّن !
التفت عليها بنظرة غريبة وكأنه لمح من كلامها شي مخفي : ... تطّمنين من ايش ؟؟
شادن بكل صــدق : بتطمّن عليك !!
رفع حاجب واحد ، وبنظرة مستغربة : وش هالحكي ؟؟
شادن بضيق : طيب وش فيها أبي أعرف مين اللي يتصل فيك !...ومين أصحابك !... أخاف بعد وحدة تبي تغازلك !!
قالتها بعفوية ومن غير شعوور وكأن عقلها الباطن هو اللي نطق.. وكلمتها أثارت استغرابه لدرجة إنه أخرج صوت ضحكة مكتومة مع خشمه..!
ورجع لنفس الملامح اللا مباليـة وهو مـوو ماخذ مخاوفها على محمل الجد : ..يا كثرهم !
انصدمت من ردّه واعترافه ..
وقالت بصووت متقطّع مخنووق : وش اسـ..ـمها ؟؟
كانت تنتظره يقول اسم "نهى".. ويعلنها صراحة لأنها هي اللي محتله أفكارها وهي الأقرب لـ عمر ومــاا تتوقع ان فيه وحدة أقرب له بالسنين اللي راحت أكثر منها..!!
عمر باستغراب : مين اللي وش اسمها ؟؟
شادن : اللي تتصل فيك الحين !
وهو رافع حاجب : .. قلت لك واحد مزعج وبثر..مابي أرد عليه !
شادن بعبــرة دمووع خنقت صوتها : ..تكذب !
تلقائياً...التفت عليها بسرعة كـ رد فعل من اللي قالته..وعيونه تلتمع بـ جدية يوم شافها خذت الموضوع على محمل الجد ..والتأثر بدى عليها !
سكت ثواني ...ثم قال وهو يحافظ على هدوءه : ... ركّزي على امتحانك وخلّك من الكلام..!
وبهالكلمة أنهى الموضوع..والاهم ان السيارة دخلت بوابة الجامعة وأجبرتهم ينهون الحوار ..!..رغم ان شادن كانت تتمنى هاللحظة ان الطريق يطوول أكثر يمكن تقدر تحلّ موضوع نهى والأسئلة الكثيرة اللي تحووووم حولها ومالها اجاابة ..
تمتمت بغيض وغصة وهي تفتح الباب : .. مكالمة سعيدة مع بنت عمتك !
التفت عليها بسرعة والدهشة بعيوونه من اللي قالته... وهالطاري اللي جا فجأة !!
نزلت ..والتفتت وهي ماسكه الباب .. وبصوت مخنووق يخالط غيضه : أدري انك كنت تنتظر تكون بروحك عشان ترد عالاتصال وتاخذ راحتك... ارتااح أخيرا بتكون لحالك وخذ راحتك مع الوقحة بنت عمتك ..!
كان ملتفت عليها وبعيونه استغرااب وجديـة من اللي قالته..وفتح فمـه بيرد بشي لكنها ألقت كلمتها المغتاااضة وضربت الباب بكل قووة من غير انتظار لأي رد لدرجة ان عمر رمش وفزّ من قوة الضربة ..!
راقبها وهي ترووح بخطوات سريعة بين السيارات لناحية البوابة..وهو مستغرب لأنها أول مرة تطري بنت عمّته بهالشكل ..!!
يتذكر انهم يوم كانوا ضايعين بالبر ..شافت اتصال لبنت عمتـه على جواله ويذكر زين إنها طلبت منه تفسير لكنه ما علّق عالموضوع بكلمة وحدة ..!..واكتفى وقتها بالصمت لأن ما كان فيه شي يقووله وقتها !! وما كان الموضوع يهمّه أصلاً..!
قطع حبل افكاره بهالموضوع رنين جواله للمرة المليووون ...!
غمض عيونه بصبر على وشك ينفففذ وهو يتأفف..وفعلا مثل ما قالت شادن ، هو كان ينتظر يكون لحاله عشان يرد على راحته...بس مو عشانها نهى ..لا كان عياف هو اللحوح اللي يطارده بالاتصالات من كم يووم...وهو سافهه ومعطيه مليون طاف ويلعب معه لعبة نرفزة الأعصاب ..!
ردّ أخيراً بكل بروود الدنياا رغم إنه عارف النيران اللي بتوصله من الطرف الثااني : ... نعم...
وفعلا مثل ما توقع..ما كانت نيراان..إلا بركاااان ثاااير خلّااه يعقد حواجبه : .. يا حيوواان لا تلعب معي هالألعـااب ترااها واصله معي ..!
عمر بجدية حادة : .. حسّن ألفاظك مو أصغر عيالك..!
عياف بغضب مزمجر من خلال صوته الخشن : شنو تحسب نفسك تسوي معي ؟ أتصل فيك من 3 أيام وانت راميني ورا ظهرك ..اقنعني بجواب أسامحك فيه !
عمر يحرّك السيارة ..وبصراحته المعهوودة ومـاا حاول حتى يخفي المبرر : .. تبي الجد عاد..طفشان منك ومن حنّتك ومن الحياة اللي دخّلتني فيها... وكاره عمري وكل شي أعيشه وحتى صوتك صرت أكره اسمعه!!.... اقتنعت يالزعيم ؟! (بسخرية)
عياف بغضب يزداد : ..تريقاتك هذي اللي خذتها عادة مو كل مرة بمررها لك ...لصبري ترا حدود معاك !.. مو كل مرة بطبطب على ظهرك واقول غالي..!
عمر بابتسامة جااانبية تفوح سخرية : .. لا الله يخليك لا تطبطب على ظهري... أذكر أول مرة طبطبت على ظهري وش صار لي... دخّلتني لعالمك الدنئ ذا اللي ما تخيّلت يوم إني بدخله !!
عياف : ما يهمني اللي تحسه الحين..اللي يهمني انك صرت واحد من أدواتي وطول الأربع سنين وانت تاكل من خيري... فـ لازم تسمع اللي بقوله لك الحين ..!
عمر وكنّه ناوي يستفزّه زوود : ...ما ابي اسمع شي من اليوم وطالع!
عياف بجديــة حااادة والواضح ان فيه شي صاير من جديته اللي تعدّت كل الحدود : ..أتكلم معاك جد لازم تسمع اللي بقوله لك وتنفذه بحذافيره وفـــوراً ..!!!!!
عقد عمر حواجبه ونقل الجوال لأذنه الثانية ولا يدري ليش حسّ إن اللي بيقوله عياف الحين "مصيبة" من جدية نبرته اللي تخطّت كل الحدود : ...صاير شي ؟
عياف : ايييه صايره علووم !...لازم تجي الشرقية فوراً ..!
عمر وهو مضيّق عيونه من هالطلب المستعجل : .. فوراً..؟
عياف بطريقة ما تقبل النقاااش : اييه فوراً فوراً... اترك كل شي وراك وتعال ..!
عمر باستغراب وقلق : ..مو قبل ما أعرف وش صاير !..
عياف : حسن رفيقنا انكفش قبل 3 أيام ومن وقتها وانا احاول اتصل فيك!
فتح عمر عيونه بصدمة لدرجة إنه هدّى من سرعة السيارة...ووقّفها على جانب الطريق عشان يركّز بالخبر ..واسم حسن يتكرر بباله...حسن ذاك الولد اللي حتى ما جاوز الـ 21 سنة !!
عمر بعدم تصديق : ..حسن ؟؟؟؟
عياف : ايييه قبضت عليه الشرطة بكمين والمصيبة انه يعرف كل شي عنّا...يعني هي مسألة وقت قبل لا يعترف بكل شي يعرفه...وقتها بنكون في دائرة الخطر كلنا طبعا اذا ما تصرّفنا بشكل سريع ..!
عمر سكت لحظات ... وهو يناظر الطريق الممتد قدامه وأفكاره تداااخلت ..!.. مو مستوعب ان ذاك الولد اللي ورّطه عياف بهالعالم ..انمسك ويواجه مصير كل واحد منهم يحاول يهرب حتى من تخيّله .!!
عياف كرر : تسمعني ؟...لازم تجي الشرقية اليووم عشان نعرف وش نسوي ونلملم كل أوراقنا ..حتى وجودك بالرياض بروحك خطر عليك..!
ابتسم بسخرية ..ما يدري ليش مو قادر يصدق ان هالآدمي خايف عليه كثر ماهو خايف على نفسه..
عياف ألحّ يوم شاف إن عمر ما علّق.. : مستوعب اللي أقولك اياه..لازم تجي ..!
عمر بـ رد غير متوقع : ..وإذا ما جيت ؟
عياف طننننقققر : ...مو وقت استهبالاتك..أتكلم معك جاد يا عمر..حتى الشباب يسألون عنك ومرتبكين من اللي صار..
تنهّد عمر وهو يفرك عيونه من هالمصيبة اللي طاحت على روسهم..!.. والمشكلة يدري ان عياف ما رح يفكّه وبيتعلّق فيه زود..حتى لو حاول يلمّح إنه يبي ينفصل عنهم..!! من ألحين ما يقدر يتوقّع ردّة فعل عياف لو صرّح برغبته إلا إنها بتكون عنيفة وعنييفة وعنيييييفة ..!!..ومافيها شكّ..!
لكنّه قرر يسايره بالوقت الحالي ..ويصرّح برغبته بالوقت المناسب : .. مو لازم أجي..لا تشيلون همي أقدر أهتم بنفسي ..!
عياف بعصبييية : .. انا ما قلت تعال عشان نفسك...عشان المجموعة كلها.. إن تأخرت لا تلوم إلا نفسك..
عمر بعصبيـة : إنت كل شغلك معنا تهديد بتهديد...ياخي بكيفي ما أبي اجي جعلي أنمسك ويذبحوني.. فكني عااد ..!
عياف : شوف عاد علمٍ يوصلك... ان ما جيت الليلة ..لي معك تصرف ثاني.. وتدري فيني أقدر أجيبك من تحت الأرض..!
عمر بسخرية ونبرة الكبر ذي استفزّته لأبعد حد : .. لا تخليني أدخل بتحدّي معاك..نبرتك ذي اللي متعودها مع مبزرتك ..لا تستخدمها معي ..
عياف بسخرية بالمقابل : .. لا تنسى اني اعرف كل شي عن اهلك.. وعن خطيبتك اللي أظنها صارت زوجتك لأن روحتك الرياض أعتقد كانت عشانها... ( بردت نظراات عمر وضاااقت بحدة..وعياف يكمّل) : ان ما جيت لا تتوقع مني وش بسوي ..!
سكت عمر وهو فاهم نبرة الحقارة ذي... ويدري ان أكبر غلطاااته مع عياف من يوم عرفه...هو بوحه له بكل شي عن حياته..واهله..!
لكنه ذاك الوقت.. قبل أربع سنين.. كان توّه تارك اهله ومنفصل عنهم..وكان يمـرّ بحالة نفسية سيئة للغاية بسبب الوحدة اللي اضطر يعيشها وعدم المقدرة على لملمة شتات نفسه ، وذيك الأيام طلع عياف بوجهه وقرر يساعده ووقتها ما كان عمر يعرف حقيقة عياف كاملة ..!
عياف وهو يتحوّل للهدوووء بالنبرة ..يوم حسّ ان عمر لااان : .. لا تتأخر.. جد أتكلم ضروري لازم تجي بأسرع وقت ..!
أخيرا قال عمر بخفوووت : ..يصير خير..!
سكّر منه أخيرا ورمى جواله بالسيت اللي جنبه..وما حرّك السيارة جالس بوجوووم يفكّر باللي صار وكلام عياف ،، والمشكلة الجديدة اللي طلعت لهم هذي..واخيرا طلبه انه لازم يرجع الشرقية بأسرع وقت ممكن ..!
داام حسن انقبض عليه ..وعياف مرتبك من هالسالفة.. فالله أعلم وش بيصير ..!..
مو عارف وش بيصير بالمستقبل القريب ..!!
وهالشي خلاه يفرك عيونه من المصيبة الجديدة اللي دخل فيها ...ليييش كل مالها حياته تتعقد !!..ليش مو قادر يحلّها ..!؟؟؟...
قام يمسح على وجهه بيديه الثنتين نتيجة للحالة النفسية والتوتر اللي بدا يسيطر عليه ...
وعرف وأدرك إن اسمه بيدخل..أو دخل بقائمة المطلوبيين..دام حسن طاح بيديهم !!
ونتيجة لهالشي... ما عاد عرف وش بيصير ..!!
جلس حوالي ربع ساعة داخل السيارة من غير ما يحركها والأفكار تهاجمه والفكرة الأولى كانت روحته للشرقية.. وش بيقول لأهله ..وهم اللي متوقعين انه مارح يرجع لها حالياً..وش بيقول لـ شادن؟ ..اللي متوقعه انه رجع لها وما رح يسافر من جديد..!!
رمى راسه عالمسند وراه وعيونه مفتووحة على سقف السيارة ... وقلبه مووووجعه !!.. حياته منتكسه ومعاد عرف يعدّلها...
معقولة ..هذي هي لحظة الفراق اللي كنت تحاول تعدّ نفسك لها وتبداها لكن ما كنت قادر !؟.... مو إنت رجعت أصلا عشان تنهي اللي بينك وبينها .. بس ما كانت عارف تقولها ، أو كيف تبداها..!
والحين....كيف رح تبرر!!.. تبرر لها مصايبك !!؟..
مع انك تدري انك سويت كل اللي سويته عشانها..وعشان ترجع لها... قبلت بكل شي تسويه وانت تفكر فيها ..!!
تعب من التفكير ونفسيتــه نزلت للحضيض ..وببطء ميّت مدّ يده للمفتاح وشغل السيارة.. وهو متوووجع كثييير من الفكرة اللي وصل لها..!
مارح يقدر يواجه أحد... مارح يقدر يواجه وهو عارف الحين انه مجرم ..مجرم احتمال كبير انه صار مطلوب رسمياً ..!! رغم انه كان يتخيّل دايم انه رح يوصل لهالمرحلة بأي لحظة واحتمال حدوثه كبير وهالشي خلاه يعيش بتأنيب ضمير وشد وجذب ومعاناة مع نفسه طول الفترة اللي راحت !!
والفكرة اللي وصلها ألحين..انه يطلع الشرقية الحين ويختفي من حياتها ... من غير مواجهاات ومن غير آلاام ..!!
يمكن هذا افضل حل ..يكفي اللي سوّاه فيها خلال هالـ 3 أسابيع اللي عطاها فيها عذاب 3 سنين متواصلة !!.. 3 أسابيع حتى هو تعب فيها وعااااانى خلالها وتملّكه الضعف..!
صار يسوق بيد وحده ويده الثانية تفرك جبينه من هالأفكااار اللي تهدّ حيل أي انساان وتجدد أوجاعه.. أفكار تجبره يتخلّى عن أغلى ما يملـك وأغلى ما عرف !!
لكن ما أمداه ياخذ قراره ويبدا بالتنفيذ إلا رن جواله من جديد..وقطع عليه مخططاته ..!
لأن هالمرة ما كان عياف اللي يتصل..... كان أبـو محمد !!
مجرد شوفته للاسم خلّته يكشّر بألم... ما يقدر يواجه هالرجال بالذات ..!!... رجال خذاه ولد له ..ربّــاه وصبر عليه وعلى مشاكلـه العوجااا طول سنين عمره... ما منعـه عن بنته وعطاه اياها مقابل لا شي!!
كيف يواجهه...والأهم وش بيقول لو درى عن كل شي مهببه من وراهم ؟!!!
استجمع صوته وهو يفتح الخط..ورد بنبرة طبيعية مع ان اللي داخل قلبه أشياء مو طبيعية وصعب تحمّلها : ..سم ؟
ابو محمد : صباح الخير وانا ابوك !
عمر بهدووء : صباحك نور وسرور...
ابو محمد : ..وصّلت البنات ولا ما بعد ؟
عمر : ايه وصّلتهم ..ليش تامر بشي ؟؟
ابو محمد : لا بس اشوفك تأخرت ما رجعت... كنت أبيك بموضوع..وينك بعيد؟؟
سكت ما يدري وش يقوله !...يقوله انه ناوي يمسك خط الشرقية ..وانه مو ناوي يرجع خير شر !
لكنه تمالك هدوءه وقال بعد لحظة : .. لا قريب ..!
ابو محمد : زين ..تعال مباشرة للبيت..أبيك بسالفة لا تتأخر..
عمر شكّ بالموضوع...لكنه ما عرف يتهرّب : ضروري يبه ؟
ابو محمد : ايييه ضروري ..تعال الحيين لا تتأخر ولا دقيقة ..
عمر : ..بس... بس انا عندي شغلة ضرورية الحين..
أبو محمد باصرااار : أجّل شغلتك ..تعاال انا انتظرك..لا تطوّل..
عمر استسلم .. ما يقدر يسفهه هو بالذات : ..ان شاء الله.. 10 دقايق واكون عندك..
سكّر منه ورمى جوّاله جنبه والعصبية بدت تسيطر عليييه.. لييييش ما يكون حقير ويسفهه ويرحل عنهم للأبد..؟!..
لكنه يدري انه قادر يسفه الناس كلها لكن هالشخص بالذات يعجز قدامه واللي أفضاله غطّتــه وتعدّتــه ..!
حوّل طريق سيارته للبيت وهو ناوي يعرف الموضوع ..ومن بعدها يطلع للشرقية بـ صمت ..!
:
/
في بيت أبو محمد ..
وصل عمر هناك...ودخل على ابو محمد اللي كان جالس لحاله بالصالة يقلّب الجريدة ومحد كان موجود ..!
انضم له عمر وجلس يتقهوى معه ومرت ربع ساعة إلين فتح ابو محمد الموضوع من غير أي مقدمات..وهالموضووع صدم عمر وكأن فيه أحد ألقى بصخرة قاسية على راسه..!
عمر بدهشة :.. وش قلت يبه ؟
ابو محمد بهدووء ووضووح : .. قلت ان زواجك انت وشادن بيتم على نهاية هالأسبوع...قدامكم 5 أيام جهّزوا حالكم فيها ..!
عمر حسبها مزحـة ..لأن هالشي هو آخر شي يفكر فيها حاليا وسط ظروفـه المعقّدة : .. تتكلم جاد يبه ؟
ابو محمد برزانته المعتادة : .. وليش بمزح؟
عمر بهدووء أعصابه : .. يعني بهالسرعة وخلال 5 أيام... ما تحس انها صعبة ؟
ابو محمد : مو صعبة بنخلي الزواج عائلي ..عاد عقبها تبون تسوون حفلة كبيرة براحتكم..بس أشوف موضوع زواجكم طوّل..وانت لك 3 أسابيع من رجعت ما حكيت بالموضوع بجديّة ..قلت آخذ القرار عنك وانا ابوك ..!
عمر لفتته كلمة "بجدية".. وحزّت بخااطره إنا اللي ربّاه يمكن ماخذ عنه فكرة سلبية أو شي ..ولقى نفسه يقول : .. تدري يابو محمد ان اكثر موضوع اخذه بحياتي بجدية هو موضوع زواجي بـ شادن..
ابتسم أبو محمد يوم حسّ إنه تحسس من الكلمة : .. ما أقصد انك مستهتر بالموضوع..قصدي انك وشادن متباطئين شوي ، ولّا أنا أدري ان الموضوع يهمّك كثر ما تهمّك حياتك ولا عندي شك في هالشي أبد!
عمر وذكرى اللي صار قبل 3 أيام بغرفته تملاه شكوك : .. ليش قررت كذا من غير لا ترجع لنا ؟
ابو محمد من غير تفصيل للأسبــاب : .. قلت لك أخذت القرار اللي فيه مصلحة شادن ومصلحتك..!
لكن عمر عرف وتأكد..إن ابو محمد أخذ فكرة غلط عن اللي شافه بغرفته قبل 3 أيام..يوم كانت شادن بغرفته.. وهالشي هو اللي عجّل بقراره هذا !!..
قراره ..اللي هو مو مستعد له...ولا يقدر يسويــه أصلا..!!
قال عمر بوضوح وتريّث يمكن يعدّل الصورة الغلط : .. إذا كنت تفكر إن فيه شي صار بيني وبين شادن..فتراك استعجلت بظنّك !
ناظره أبو محمد بـ صمت لـ ثواني ..
ثم قال بهدووءه وحكمته المعهوودة : .. ما يمنع اننا نعجّل زواجكم !
عرف عمر ان ابو محمد ما اقتنع...أو ما يبي يقتنع ..لأن الواضح إنه مصرّ على قراره بالحالتين .!
لكن عمر يدري انه حالياً ما يقدر يقدم على هالخطووة... ويدخّل شادن معه بمعمعة هو ما يدري وش عواقبها ..!!
واستحالة ينفذ هالخطوة...خطوة الزواج بعد 5 أيام..
لأنه ببساطة من الحين لين 5 أيام... مارح يكون موجود..!
بيرحل ..
بيترك كل شي وراه...ويتركها...وعساها تفهمه ..!!
شرد بهالأفكار وهو يناظر نقطـة بالأرض ويديه معقودة قدام فمه..إلا ابو محمد يبادره من جديد : جهّز حالك وأنا أبوك...أنا خذت هالقرار مو خوفن منك..خوفٍ من شادن اللي أدري انها متعلقة فيك بكل ما عطاها ربي من قوة.. أدري أنا وش تمثّل لها إنتْ وأدري انها تصير طايشة بعض الأحيان..ولا ألومها لأني اعرف اللي مرت فيه بنتي بغيابك ..!
غمض عيونه يحبس غصّتـه وهو يسمع...يتوجّع ويتلوّى ألم من داخل كل ما طرى له أحد حال شادن بغيابه..يحس بالمسؤولية تكبر أكثر واكثر ويحس بالواجب ناحيتها..
التزم الصمت مو قادر يعلّق بكلمة على هالقرار المفاجئ وكأن ابو محمد يبي يحطّه قدام الأمر الواقع !
سكت لأنه ما يقدر حتى يعترض...يعترض وش يقول ؟..وش يبرر..!!..وهو مو قادر يعلن السبب الأساسي !!
ابو محمد وهو يشوووفه ساااكت : .. شادن ما تدري للحين...من ترجع من الجامعة بعطيها خبر..!
رفع عمر عيونه له ..وهو ساكت ..بنظرااات بااردة من الوضع اللي انحط فيه..!
المصيبة انه لازم يطلع الشرقية اليوم.. والموضوع من الحين بيحتاااس هو عارف...أصلا بيحووسه بالأول والآخر لازم يتفركش !!..
:
/
|