كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
الجــــــزء 14...
(1)
::::::::::::
في الشرقيـــة..
في يــخت متوسط الحجم... يسبح في وسط البحر ، تقدر تشوف من على متنه الشط بشكل ضبابي من بعيد !!
كان عمر منسدح على السطح ومغمض عيونه نايم ومغطي عيونه بشال أسود... ما درى الا بشي ينرمي على وجهه وصراخ رفيقه : قـــووووووم آخر زمن الزعيم هو اللي يخدم مساعده !!
فتح عمر عين وحدة وسحب اللي على وجهه .. وقال بهدوء بارد : عياف حل عني أحسن لك
عياف : شنوووو هذا قوم امسك السنارة وانتبه لها
انقلب عمر للجهة الثانية وهو حاط يده اليمين تحت راسه : ماحب الصيد تعرفني
عياف : انتبه لها بروح أجيب شي نشربه من تحت... بشوف الثلاجة شنو فيها
ونزل من الباب اللي يودي للدور الأسفل من اليخت.. دخل الغرفة اللي فيها سريرين مجهزين .. واتجه للثلاجة الموجودة بالركن فتحها ...بس لمح جوال عمر الموجود عالطاولة جنبه يأشر بالنوور .
عمر طنش وصايا عياف وغمض عيونه يكمل غفوته... وهوا البحر يلعب بالخصل السودا النازلة على عيونه.. كان لابس شورت أسود وبلوزة كت رماديه ... ومطنش كل الدنيا ورااااه
ما حس الا برجفة ترجفه قااام معصــب ، هو خلقه هالأياااام مو في مزاجه ويا ويله اللي بيقرب له..
وتو بينفخ على عياف.. بس ما أمداه يفتح ثمه الا عياف ماد جواله قبال وجه مباشرة : لك رسالة !
خطف الجوال وهو يعطيه نظرة .. وبس شاف أسم المرسل نزل الجوال ورماه جنبه .. من غير لا يفتحها ويقراها .
عياف وهو يجلس عالمقعد الأسفنجي المغطى بجلد أحمر .. وبيده كاس مليان : شفيك تضايقت اقراها
طالع عمر من زاوية عينه في عياف وتجاهل سؤاله : وش تشرب ؟؟؟
عياف بمرح وهو يرفع الكاس : ويسكي ... تبي كاس؟؟؟
طالعه عمر بنظرة : لا شكرا مخلي الخمرة لك !
عياف : انت الخسران
والتفت للسنارة اللي مثبتها من الجهة الثانية .. لاحظ انها تتحرك رمى الكاااس وقفز ركض لها : شششت !
ضحك عمر ضحكة وحدة سريعة وساخرة.. اكتفت بهز كتوفه وهو يراقب رفيقه.. أو بالأحرى زعيـمه
رجع عياف متنرفز ان السنارة طارت طاحت في البحر ، يبدو ان السمكة كانت كبيرة ما قدر يلحق عليها.. جلس وهو يصب له كاس ويسكي ثاني ويجلس : مو قلت لك راقبها ؟!
عمر وهو يمدد يدينه عالسور البارد وراه : وانا قلت لك ماني مراقبها..
وقــام وعياف قال : على وين؟؟
ما رد عمر ما يحب كثر الكلااام اصلا.. راح للباب الوحيد اللي يودي لتحت وهو يبعد الخصل عن جبينه بيده.
ونزل من الدرج الضيق وهو ينحني براسه بسبب السقف المنخفض .. فتح باب الغرفة بيد وباليد الثانية فتح المسج اللي وصله من شادن... قراه وقفله بسرعه وهو يملى صدره هـواا ، يمكن يرتاااح...
أخذ عصير بارد من الثلاجة .. صب له في كاس وطلع فوق من جديد والكاس ممتلي بيده..
عياف حس بملامحه المتغيره وهو يوقف على سور اليخت الواصل لـ خصره : شفيك يالليث !
عمر وهو يناظر بالمدى البعييييييييييد : عياف قلي اللي مثلي وش يقدر يقدم لزوجته ؟؟
استغرب عياف وناظره بسرعه : زوجتك ؟؟
ناظره ببرود ورجع للبحـر الأزرق : انا خاطب ولا نسيت !!
ناظر عياف بكاسته وهو يقول بهدوء : هذا اللي معكر مزاجك الفترة اللي راحت ، وما خليت أحد من الشباب يسلم من شرك..
ابتسم عمر وناظره : انا عصبي تعرفني
ابتسم عياف وكمل : بس فنان ، وداهيـه
عمر بحقد : اسكت لا اذبحك ترا ما طيحني فهالمصايب غيرك
عياف بلا مبالاة : لا تحطها فيني ما غصبتك تنضم لعصابتنا
عمر : بس استغليت حاجتي ذيك الفترة
عياف : لا تلوومني المفروض تشكرني ...انا ضفيتك مثل ما ضفيت غيرك ، لولاي كان محد منكم اكل وشرب
ناظر عمر في زرقــة البحر ، وطالع بالجوال بيده ، يكلمها ؟؟.. شعور الذنب بيقتله من طاحت عينه عليها وهي نايمه بشقته.
يعرف وش قد تعلقها فيه ..يعرف ذاك القلب وش قد يشيل ناحيته ..
رجــع عمر لصمتـه العميق اللي يعتبر طبع من اطباعه... ويخلي اللي جالس معه يفكر وش ممكن تدور من أفكار داخل هالشخص الصامت.
عياف : شوف الفلوس اللي جبتها ، ما ندري شنو بيحصل لو تركتنا
عمر بنظرة من زاوية عينه وهو يرفع الكاس الزجاجي لفمه : مشكلتي ان هالشغلة تجري بدمي..
ضحك عياف: ههههههههههههه والله ما غلطت يوم سميتك الليث.
لمح عمر الجو يتغير... ولف لـ عياف اللي لاحظ نفس الشي .. قام واقف : بنرجع الشمس بتغيب والجو بدا يتغير
راح عياف ورا مقود اليخت وشغله... ورجعـوا للشط المقابل شاليه عياف الخاص.
بدلوا ملابسهم ولبس عمر بنطلون وتي شيرت وطلعوا لسيارة عياف السبورت الحمرا المكشوفة... ركبوا وتحركوا لوجهة مجهولة.
وهم بالطريق وعياف يضحك ويسولف وعمر يسمع بصمت ، ويكتفي بابتسامة خفيفة على سخافة نكاته.. لمح عياف سيارات الشرطة واقفه من بعيد .. التفت لـ عمر ينبهه : الشرطة انتبه !
عمر بكل برود : خير يا طير ... اغبياء لا يهمونك
عياف : بس كاثرين اليوم .. تتوقع يتحرونا ؟؟
عمر : ما أظن
عياف : زين ابتسم بوجهه
عمر ببرود : الابتسامة ما تلبق لي
عياف : يا ملاقتك
ووقفت السيارة بنقطة التفتيش وعياف شاق الابتسامة بوجه الشرطي الواقف... التفت الشرطي لـ عمر اللي ما كان يناظره.. كان ملتفت للجهة المعاكسة ويناظر الشارع متجاهله بكل برود ، يكره الناس اللي يمثلون المثالية والاستقامة.. يمكن لأنه مو قادر يوصلها..
الشرطي : الرخصة لو سمحت
طلع عياف رخصته وعطاه اياه... ألقى الشرطي نظرة عليه ورجعها... وناظر بـ عمر مرة ثانية اللي كان ملتفت ومو معبره..
الشرطي : يالأخوو ؟؟
مارد عمر ، ولا كأنه يكلمه ..
الشرطي : لو سمحت ؟!
طقه عياف بكوعه ، هالمرة استجاب عمر وناظره ببرود أعصاب : نعم ؟!
الشرطي ضيق عيونه وهو يناظر وجهه : بطاقة الهوية لو سمحت ؟!
ناظر عمر في عيـاف اللي هز راسه ، وطلع بطاقة هويته وعطاه اياه..
عياف بـ مرح : الا اقول يا اخ وش سر تجمعكم هنا ؟؟؟؟
طالعه الشرطي وهو يرجع البطاقة لـ عمر : دواعي امنية ..
عياف : أهاااا.... لا تقول عشان عصابة السيارات ؟!!
ما رد الشرطي واكتفى انه مد يده يسمح له بالعبور : تفضل ..
عياف بمرح : امسكوهم لا تخلونهم
الشرطي : نسوي اللي نقدر عليه
عياف : الله يوفقكم ترا ننتظر خبر صيدتهم نعرف انكم قدها
الشرطي : ان شالله
تحرك عياف وهو يضحك وعمر مبتسم بجانبية... علق عياف بعد ما ابتعدوا : والله ما جابوا خبرنـا !!
عمر : قلت لك أغبياء يبحثون بالمكان الغلط
عياف : تبيني أوديك لشقتك..
عمر : ياليت.
::::::
بعد اسبـــوع ...
وقف تركي السيارة قدام قصر ابو خالد... ونزل وهو يتلفت بالشارع الخالي... المنطقة هااادية جدا مريحة للراس بعيدة عن الازعاج ومناطق الازدحااام.
ناظر بمدخل القصر المفتووح عادة ، والتفت لقزاز السيارة يطالع صورته المنعكسة وهو يفتح ياقته العلوية مثل العادة.. وبالأخير سحب البلوزة لتحت يعدلها وهو يبتسم لنفسه..
ناظر ساعته الوقت 8 الصبح ،، ما يدري ليش جا هنا بس فعلا من استلم هالوظيفة وعنده أوقات فراغ غير يوم كان بالشركة يدق بالمشاوير الطويلة والمتكررة.. جا هنا يمكن يحصل له يشوف ابو خالد ويسلم عليه ، ولو انه من داخله ما يبي حتى يقبل بوجهه !
الظاهر ان حارس القصر حس بوجوده طلع من غرفته الخارجية ، وابتسم لتركي اللي بالمقابل رد الابتسامة..
قرب تركي وهو يناظر جوا القصر عبر البوابة المفتوحة ،، باستفسار : ابو خالد ما طلع؟؟
الحارس السعودي : لا اليوم اجازة ولا ناسي؟
لا ما نسى بس يتناسى هههه : اشوف البوابة مفتوحة؟
الحارس : البستاني قاعد يشوف شغله... وبعدين ابو خالد يبي البوابة تكون مفتوحة الصبـاح يمكن أي أحد يمر عليه يبيه.
تركي وهو يتحرك للبوابة : أهااا زين انا بدخل داخل أشوف
الحارس ما عارض ، وتركي دخل جوا وهو يلتفــت يمين ويسار ، يتأمـل ، بالحدايق الخضرا .. شاف البستاني الباكستاني بجهة بعيدة يشتغل .. يقطع بالحشايش الزايدة.. وشكل التعب بادي عليه !
قرب بهدوء منه يشوف وش يسوي.. حس البستاني الكبير بالسن باقتراب احد.. لف وهو منحني شبه راكع.. وطاحت عينه بعين تركي بكل هدوء.. ورجع يكمل شغله بصمت من غير كلمة.
البستاني وهو يقطع بالحشايش والعرق يلمع بـ جبيـنه: مين انتا ؟؟
تركي عرف انه ما عرفه : انا صديق ابو خالد.
ناظره الباكستاني بريبة شكله ما يوحي بهالشي .. وتركي فهم عليه : انا يشتغل هنا مثل انتا.
الباكستاني فهم غلط ، على باله ان تركي جاي يشتغل بالحدايق.. يعني بستاني مثله !... ابتسم وهو يحس الفرج جا... استقام واقف وهو يمسك ظهره من التعب.. وتقدم لـ تركي بابتسامة
وعطاه المحش وهو يقول : اجل سوي هذا .. انتا في يشتغل هنا أكيد؟؟
تركي هز راسه ايجاب مو فاهم هذا شلون فهم.. بس الثاني ما عطاه فرصة يوضح : مافي بربلم سوي شغل.. هذا ايزي بس سوي كتتتت.
أي شغل يا عممممي ؟!!!!...
بس الباكستاني المسكين أجبر تركي يمسك المحش من يدها الخشبية ، وربت على كتفه يشجعه : انا مافي كويس تآبااان سوي انتا شغل اليوم اوكي!!... لازم سير أبو خالد مافي زعلان أوكي؟؟؟
وأشر على مكان يشبه الكوخ بآخر الحديقة : هدااا مخزن آني ثينغ يو نيد روح تيك ات !.
ومشى من قدامه وهو يمسد رقبته شكله صدق تعبان ، وكثر التحرك والانحناء هنا وهناك أثر عليه وهو بهالسن.
ناظر تركي بهالأدااة الحادة اللي بيده بحيرة ، هو ما يعرف شي ابدا عن أصول الاهتمام بالحدايق ! ، وهالباكساني ورطه ،، هذا شلون فهم يعني فوق اني سايق بعد بصير بستااانــي!!!
تحرك يمشي هنا وهناك والمحش الحاااد بيده ، لدرجة انه ما درى من وين يبدى !..
أوووكي يا تــركي !!
حط المحش عالأرض ، وفك أزرار أكمام قميصه الاثنين ...وبدا يرفعهم بسرعة لين كوعه.. ويوم انتهى حرك رقبته يمين ويسار يمرنها... وانحنى ياخذ المحش.
تأمل تحت رجوله يمين ويسار يناظر اذا في حشايش زايدة يقطعها ، مثل ما شاف الباكستاني يسوي من دقايق.
وعشان يجرب نفسه ... مسك حشيش طويل بين اصبعه السبابة والابهام ، وبحركة سريعة مرر المحش على أسفلها وقطعهـا ، استقام واقف وهو يبتسم لنفسه الموضوع سهل جدا ههههه.. ليش حسيت انه صعب !
ناظر حوله واتجه لمكان كاثره فيه الحشايش تحت وحدة من الأشجار.. وانحنى يسوي مثل ما سوى...
ابتسم وهو يراقب حركة المحش ، الظاهر يا تركي رح تاخذ من هالشغلة فايدة... بتجرب اشياء كثيرة ههه ما كنت بيوم تتخيل انك بتسويها.. هذاك صرت سايق للبنت اللي كنت تشوفها بصغرك مجرد كتلة دلال ماصخ ، ما لفتت نظـرك ولا إنت لفت نظرهـا .. كنتوا مثل الأعـداء ، أو انت ما كنت تستسيغها ولا هي كانـت تستسيغك بالمقابل.
انت اللي سافرت تدرس برا عشان تصير بيزنس مان ناجح تعوض اللي فات ابوك وتحيي اسمه الكبيــر باسمك اللي بيشل اسمه في السوق بالمستقبل.
كنت تبي يكون اسم "تـركـي بن جـاسـر" يكبر ويكبر مو عشانك بس... عشان اسم ابوك اللي يتبع اسمك ، عشان الناس يتذكرون ان جاسر مو مجرد اسم كبـــر وفجأة طاح واندفن.
جمع بيده حشايش كثيرة ويوم ما بقى في يده مساحة لأكثر ، تلفّت حوله يبحث عن شي يحطهم فيه ،، وطاحت عينه على كيس كبير كان الباكستاني يجمع فيهم.
راح وفرغ اللي بيده هناك داخل الكيس الكبير ، ويوم انتهى صفق يدينه في بعض ينفضهم.. ومسحهم في بنطلونه يشيل بقايا الأتربة.
داخــل القصر... الساعة 8ونص..
في غرفتها
رفعت سحر يدها فوق وتمطت وهي تتثااااوب... حركت راسها وهو عالمخدة ناحية الساعة... فتحت عين وحدة تشوفها والنوم مالي العين الثانية.
لساااا بدررري ارجعي ناااامي !!
انقلبت على جنبها اليمين وهي تلم الغطا لصدرها... لكن النوووم طار لأنها وبكل بساطة نومها خفيف.
تأففت وهي تغطي راسها تبي ترجع لعالم النيام... اليوووم إجاااااااااازة نااااااامي
بس لأن النوم عاندها ، قامت من السرير عقب ما يأست .. ونزلت الدرجة الصغيرة والوحيدة الموجودة بغرفتها... ويوم شافت ان ما عندها شي والكسل لاعب فيها.. دخلت الحمام تاخذ شاور طووووويل.. تبدا فيه اجازتها .
في الحديقة... تركي تبهذل وهو جالس على ركبة وحدة يقطع في الحشايش اللي عيت لا تنتهي... التراب صار يغطيه.. وبنطلونه تلطخ ببقع طين بسبب بعض البقع الرطبة ، ووجهه صار أغبر من الحشايش وذرات التراب المتطايرة ..
وهو مندمج والعصبية بدت تسيطر عليه من اللي هو فيه.. عطـــس غصب عنه من الذرات اللي دخلت خشمه.. " أتشوووو"
سمع من مكان قريب ضحكة تهبل : "ههههههههههه"
التفت تلقائي يشوف مين ضحك... شاف بيان واقفه على بعد أمتار منه تناظره وبيدها عروستها الغالية ، لابسه بجامتها القطنية البيـضا ، مرسوم على صدرها صورة باغز بوني وهو ماسك جزرة !
ابتسـم ، بيان تذكره بأخته ما يدري ليش ، .. رغم الفرق بالعمر بينهم بس البراءة والنظرات نفسها سبحان الخالق!
عصب من هالفكرة .. مهما كان لا تستلطفها ولا تسمح لنفسك تحبها حتى لو كانت مجرد طفلة... بيان تظل بنت أبو خالد اللي خدع أبوك وداس على مشاعره.
سفهها وكمل شغله .. يكره نفسه اللي خلته يذل عمره بهالشكل..
بيان بصوت طفوولي : وليـــد
ناقص انا هالبزر !
ابتسم والتف لها وهو جالس على ركبـة ، وحط المحش جنبه : تعالي سلمي
ناظرته وبشكله المتلطخ بكل مكان... و ضحكت : هههههههههههه شكلك يضحك !
احلفي انتي بس !
تركي : ليه ؟؟
بيان : ليش انت وصخ كذا؟؟
تركي : تعالي سلمي زين على عمو وليد !
بيان : انت ولللليد مو عمووو.
وقربت منه وهو كاره حتى استغلاله لـ مشاعر هالطفلة... تنــهد ،، حتى بيان مالها استثناء بما انها فرد من هالبيت... هو قرر يوصل لقلوبهم كلهم يعلمهم معنى الألم الحقيقي ومو ابو خالد بس !
وصلت عنده وقربت راسها من راسه ..وطبعت بوسة على خده.
بس مسرع ما بعدت عنها وهي تصرخ منقرفه : وعععععع وشووو هذا !!
وصارت تضرب فمها بحركات متكررة..
تركي : هذا تراب
ناظرته بطرف عينها : ليش انت دااايم وصخ كذا ؟!
سكت مارد ، يكفي الذل اللي معيش عمره فيه ، تعوّد طول عمره يعيش وراسه مرفوع.. ماله جواب لسؤال بيان هذا.. لسا بدري.. بـدري مــررة عالجواب الصريح.
قَلَب تجهُم وجهه لابتسامة وشال بيان بحركة خاطفة على كتفه... صرخت وهي تضحك.. وصار يدور فيها وهي تضرب ظهره مرة ، وتضحك مرة..
طلعت سحر من الحمام وهي لابسه فستان بسيط قصير لونه تفاحي ، لنص الساق بربع كم.. راحت للتسريحة ومسكت وحدة من كريمات البدي لوشن... وبدت تدهن على ذارعها ووجها ورقبتها.
الا تسمع ضحكات " بيـان" عااااالية.. بشكل مــو طبيعي .. بـ روعة وخوف لفت للساعة وشافتها 9 !!... رمت اللي بيدها عقب ما عرفت مصدر الصوت .. وأسرعت لبلكونها ودفعت البابين الزجاجيين مع بعض وضحكات بيان ترن براسهـا رررن... ركضت لدرابزين شرفتها بخووف لأن مو من عادة بيان يطلع لها صوت هالوقت ، حتى مو من عادتها تضحك كل هالضحك الغريب والمفجع !
وصلت للدرابزين وهي تتنفس وشعرها الرطـب طااار مع الهوا... رفعت حواجبها متعجبه من اللي شافته.. وهدى قلبها يوم شافت ان اختها بخير... وكل هالضحك عشان وليـد يلعب معها.
بيان برجا : ولللييييييييد نززززلني بطيح.. هههههههههههههه.. الله يخليك
وليـد : مين الوصخ ؟!!!
بيان : هههههههههههه..
وليد : اجل ماني منزلك
وسحر عقدت حواجبها وش جابه اليوم؟!
لكنها بصراحة ما اهتمت للجواب... لأنهــا بدت تقتنع بـ وليــد وبدت تتعود وجــوده.. أكثر من اسبوع مر وهو اللي كان يوديها ويجيبـها.. مشاويرها ذاك الأسبوع اقتصرت عالجامعة وبس.. وعقب ما كانت رافضه وجوده ، ورافضه كونه سايق لها ، صــاارت الحين متقبله الأمر كليـا.. هذا غير انه يؤدي وظيفته على اكمل وجه ومخليها مرتاحـه.
تأملته وهو يدور في بيان اللي شايلها على كتفه .. وهو يضحك...
يا الله وش كثر الضحك يغيـّر ملامحه ، ويخليه أقرب للقلب!!
ابتسمت على بيـان ، ما عمرهـا شافت أختها الصغير تضحك بهالشكل الهستيري ، بالعكـس وحيـدة مثلها بالضبط... أصدقائها الوحيدين هم ألعابها.
ابتسمت سحر بحزن وهي تراقب وليد وبيان... ما تبي بيان تعيش نفس المأساة .. نفس الوحدة اللي تحس فيها هذي الأيام.
وعشان كذا هي طلبت من أمها تدخل بيان في الروضة عالأقل تختلط مع أطفال بعمرها .. تتعلم تصنع صداقات من الحين.. تتعامل مع ناس غير ألعابها.
بس الموضوع انقبل بالرفض.. والسبب أن أمها مقتنعه ان دخول بيان الروضة لسا بدري عليه رغم ان بيان تمت الـ 5 سنين من فترة.. والسبب الأكبر اللي يخلي امها تشيل هالفكرة من راسها أن بيان نفسها رافضه الفكرة وكل ما طروها لها بكـت !
والسبب انها ما تعودت تختلط مع ناس غير القريبين منها.. وخروجها من البيت يقتصر على صحبة سحر بالعادة.
هذي المشكلة صايره تزعج سحر.. يكفي هي منحرمه من معنى الصداقه الحقيقية... يكفي عاشت أيام الابتدائي والمتوسط وحتى الثانوي بالمدارس الأجنبية برا... حتى ذكريات الروضة - المرحلة الوحيدة اللي درستها بالسعودية - نستها وما تذكر منها أحــد !!
ما تبي هالشي يصير لـ بيان.. بيكون صعب عليها تدخل المدرسة وهي بهالحال من غير إعداد نفسي عالأقل.. والمدرسة ما بقى عليها الا سنتين وبتدخلها.
ابتسمت وهي تشوف وليد ينـزل بيان عالأرض... وبقبضة يدها الصغيرة ضربت بطنه بقوة وانحاشت والعروسة بيدها الثانية.
مدام بيان آلفت وليد الغريب بهالسرعة وهي اللي ما تالف الأغراب فهذا الشي يبـشر بخير.. وبيخليها تفتح معها الموضوع مرة ومرتين وعشر... جلوسها الطويل بالبيت ومجالستها الخدم ما عاد يعجبها لازم تتعلم تختلط بالناس.
تراجعـت سحر للغرفة وسكرت باب البلكون وهي تسمع ضحكات بيان ما وقفـت...
عقب ما انتهـى تركي من قص الحشايش ، جمع المحش مع الأدوات الثانية وراح ناحية المخزن اللي يشابه الكوخ بتصميمـه... وبيان تمشي ورااه لها ساعة وهي تلعب حوله.
فتح الباب ودخل ، كان المكان مظلـم وكثير أدوات محطوطه هنا وهناك ، وكثير رفوف تشيل أدوات بستنه وأكياس سمـاد.
تقدم شوي وحط الأدوات اللي معه برف فاضي...
والتفت بيطلـع طاحـت عينه على بيان ماسكــه محش كبير حاد جدا وتتلمسه بيدها... رفع صوتها عليها وهو يروح لها : اتركيـــه من يدك !
رفعت عينها له وهي تفــز من نبرته ... وصل عندها وسحب المحش منها برفق وهو يرفعه بـ رف عالي : لا تمسكينه تعورين نفسك.
دمعــت عينها ، وناظرها باستغراب.
بيان بعبـرة : لااااا تصارخ عللللي.
تركي باستغراب : ما صرخت !
بس ما سمعت له ركضت برا بعيد عنه... الحمدلله انا ما صرخت رفعت صوتي بس ما صرخت !!
طلع وهو يسحب الباب وراه.. سكره.. ومشى للحديقة من جديد... لكن مزاجه تعكر عقب ما طاحت عينه على أبو خالد واااقف بعييييد عند النااافورة الأنيقة المقابلة للمدخل ، وبيان تركض له .. وتضمه..
شالها أبو خالد وهي متعلقه برقبته .. تكلم معها شوي وبيان ترد عليه... بعدها التفت ابو خالد لناحية تركي وابتســم.
قرب منه وبيان متعلقه بأبوها... صبح عليه : هلا وليد انت هنا ؟؟
تركي : صباح الخير طال عمرك
ابو خالد : صباح النور...
وتأمل حال تركي والتراب اللي مغطيه ومغطي بنطلونه ووجهه .. وكمّل باستغراب : وش تسوي يا وليد؟؟
ابتسم تركي وهو يحك راسه منحرج : اللي تشوفه..
ابو خالد : مين طلب منك تسوي هالشغلة ؟؟؟؟؟
تركي : محد أنا بنفسي ..
ابو خالد : وانت تعرف لشغل البستنه والحدايق ؟؟!
تركي بحرج : لا بس نتـعلم..
تلفت ابو خالد يمين ويسار..وناظر بـ وليد : وينه البستاني المفروض هو اللي يشتغل اليوم ؟!
تركي : شفته تعبــان.. وقلت له يرووح يرتاح أنا أشتغل عنه... ( أنواع الكذب >_< )
ابتسم أبو خالد ونزل بيان عالأرض : الله يجزاك خير بس لو ما تعبت نفسك.. مالك بالبستنه خلك باللي تعرفه
تركي : لا مافي مشكلة... ومن يوم وطالع انا بهتم فيها اذا تبي .. الشغلة سهلة وممتعة.. وتشغل الوقت.. ( بغى يقتل نفسه يوم قالها )
وبدا تركي ينزل كمومه وخلاها مفتوحة من غير لا يقفل أزراها ، بينما أبو خالد تلفت يتأمل الحديقة ونظافتها وتنظيمها... وأخيرا ناظر تركي اللي حالته حاله من التراب والغبار.
أبو خالد : لا شغلك حلوو ما عليه كلام بس لا تعيدها ... اقول يا وليد... أنـا لازم أروح الحين لمقر مشروع من مشاريعنا أشوفه.. أبيك توديني
تركي : ابشــر أوديك للي تبي... بس أروح للبيت أبدل ملابسي وأغسـل وأرجع لك..كلها نص ساعة بالكثير وانا عندك.
وتوه بيتحرك للبوابة الا ابو خالد مسكه من ذراعه قبل لا يكمل خطوتين .. ناظره تركي مستغرب.
أشر أبو خالد على ملحق من الملاحق الموجودة بالجهة المعاكسة من الحدايق : روح غسل وغيّر هناك... بقول لـ سحر تجيب لك من ملابس خالد ولدي !!
ناظره تركي بصمت شوي مستغرب... ابتسم بعدها : ماله داعي طال عمرك .. أروح نص ساعة أغير ملابسي وأتغسل وأرجع لك
ابو خالد : وشو له المشاوير... روح للملحق هناك .. فيه غرفة وحمااام تغسل ونظف وجهك والملابس بتوصلك.
ماله الا يرضخ.. عشان كذا راح للملحق اللي قال عليه.. وطول ماهو يمشي يلتفت ورا يناظر ابو خالد وهو راجع للفيلا وبيان جنبه..
رجع يناظر بطريقه منقهر ومعصب من حيرته هذي... يتمنى لو مرة يعامله ابو خالد بسوء عشان يمسكها عليه.. لكنه صاير يتعامل معه بطيبــة متناهية !!!... ليش هو الوحيد اللي يتعامل مع بهالطيبة اللا محدودة !!
يجوز يكون عارف بحقيقتك يا تركي... يجور يكون عارف انك تركي ومو وليد ؟!!! ويكون عارف وش تبي منه عشان كذا يتعامل معك بهالأسلوب عشان تتراجع !!..
لا مستحيــل... لو عارف كان ما أمني على بنته.!
طيب يجوز يكون نادم مثلا عاللي سواه من زمان!!.. ويبي يعوض ويكفر احساسه بالذنب ؟؟
لا يُمكن يكون ظالــم أبو خالد... ولا عمره فكر انه يكون ظالمه!!.. تدرون ليه ؟؟
لأن كلماته وتهديده لأبوه بذيك الليلة للحين راسخة في باله وكأنها صارت أمس... مازال يتذكر الخلاف الكبير اللي صار قبل 15 سنة وهو كان حاضره... ويتذكر كل كلمة قالها ابو خالد لأبوه بذاك اليوووم.
انقطعت أفكاره وهويفتح باب الملحق... سكر الباب وراه وعزيمته تزيد... لا تفكرون انه تراجع من طيبة ابو خالد الزايدة معه... بالعكس هو كل ما تذكر زاد اصراااار.
كان الملحق راااقي بألوانه الهادية البيج مع الأورنج الهادي.. رغم انه شبه فااارغ مافيه غير طاولة خشبية يبدو انها زايدة.. وسرير متوسط عاري ماعليه شي .. ومتبوع بحمام من الداخل.. نادرا ما يستخدم..
بدون تردد وكأن المكان غرفته الخاصة .. فصخ قميصه ورماااه بكل أهمال عالأرض.. وراااح للحمااام يحتاج شاور سريع يشيل هالقرف اللي يغطيه.
بدخوول ابو خالد الفيلاا كانت سحر بالمقابــل تنزل الدرج بفستانها القصير البيتوتي.. ورجولها يغطيهم شبشب أصفر.
سحر : غريبة ما طلعت ؟؟
ابو خالد : بطلع بس أنتظر وليد.... سحر
سحر وهي توصل لآخر درجة : سم ؟
ابو خالد : روحي لغرفة خالد جيبي أي بدلة من بدلاته النظيفـة
سحر باستغراب : ليـش؟؟ خالد يبيها ؟
ابو خالد : لا... لـ وليد يحتاجها
سحر : ليش شفيها ملابسه ؟؟
أبو خالد : يحتاج ملابس نظيفة وانا ابووك... ( بانزعاج ) هذا اللي يزعجني فيه يحب يتعب نفسه ويسوي اشياء محد يطلبها منه.. يشيل شغل غيره
سحر ابتسمت وهي تتذكر شكله المضحك قبل شوي.. هو ناااقص قذارة عشان يروح يشتغل بالبستنه.
ابو خالد : روحي بسرعه جيبي أي بدلة من بدل خالد
توها بتنادي الخدامة تقول لها.. بس احترمت نفسها لأن ابوها بيلح عليها.. فراحت فوق لغرفة خالد.
وفتحت دولابه.. فتشت بين بناطيله الجينز وقمصانه والتي شيرتات... وش تختار له ؟!.
تخيـلوووووا ذوقـــي ما يعجبه ؟!!!!
هالفكرة نطت براسها بشكل غريب ومفاجئ !!
عصبت أصلا خالد ما يلبس الا أحلى الأشياء... وأنا ذوووقي مافيه منه.
لاحظت في وليـد انه ما يلبس الا ستايل واحد.. قميص موضة قديمة.. وبنطلون جينز باهت ما تذكر انه غيّره !
بتختار له ستايل يختلف ههههههه كيف بيكون شكله... هو نفسه بيرتاع..
خذت جينز لونه غااامق يختلف عن السماوي الباهت اللي يلبسه واللي ما يعجبها أبدا.. وقميص فضي بياقة أنيقة وأزرار فضية .. ونزلت تحـت ركض..
::
طلع تركي من الحماام وهو لاف منشفة لقاها بالحمام على خصره ، ومنشفة أصغر راميها بكل أهمال على راسه..
طاحت عينه عالملابس المثنية بترتيب عالطاولة ، وابتسم بسخرية مين هاللي متحمس ومختار هالألوااان !!
قرب للطاولة وشال البنطلون بكل احتقار بطرف اصبعه.. قلبه يمين ويسار يناظره ويقيّمـه.. حق ولده الدكتــور أجل هه !!!
ترك البنطلون يطيح منه عالطاولة وناظر بالقميص المثني جنبه.. رفعه يناظره وابتسم ابتسامـة جانبية ملتوية... ولو انه مو من ذوقه بس مقبووول ،!
لبس البنطلوون ووقف قدام مراية الحمام وهو يقفل أزرار قميصه... تأمل نفسه بإعجـاب ، الحيـن يقدر يقول لنفسه انه تركـي القديم صاحب الأناقة والطلة المميزة... فقد نفسه بصراحة ، بس الحين ابتسم لـ عمره.
أخذ ملابسه القديمة الوصخه وثناهم وشالهم معه ، وطلع... راح لسيارته وحط الملابس فيها ورجــع بيدخل الفيلا ، الا أبو خالد بوجهه.. طالع من القصر.
أبو خالد بابتسامة رضى من هيئة وليد : خلصت يا وليد؟؟
تركي وهو يمسك طرف قميصه من تحت .. بحرج من تصنيعاته : ما يلبق لي طال عمرك
ضحك ابو خالد : ههههههههههههههه تصدق عاد انه أحلى عليك من خالد ولدي
تركي بابتسامة : لا يسمعك الدكتووور طال عمرك مابي مشاكل معه
ابو خالد : هههههههههههه الا خالد ولدي .. يتقبل الراي الآخر بكل رحابة صدر
تركي : مو هو ولدك طالع عليك أكيد
ابو خالد : زين خلنا نمشي... الاستاذ محمد ينتظرنا بمقر المشروع ومعه شريكنا
تركي : يلله مشينــا.
ركبوا السيارة ومشوا... ومن ورا ستار وحدة من نوافذ الصالة كانت سحر واقفه تراقبهم..
ضحكت على حسن اختياارها هههههه أتحداه اذا عرف نفسه.
لفت لورا لـ بيان الجالسه تتابع توم وجيري اللي تعرض الصباح.
ابتسمت وهي تجلس جنبها : بيان وش لعبتوا انتي ووليد اليوم ؟؟
ابتسمت بيان وناظرت بـ سحر : لعبنا شوي مو كثير
سحر : ما تخافين منه ؟؟
بيان : لا ما اخاف
سحر : طيب شرايك بالروضة؟
ناظرت بالتلفزيوون بسرعه وهي تبوز : مااابيهااااااااا
سحر : طيب ليه ؟؟.. كثير أطفال هناك تقدرين تلعبين معهم وتلقين لك أصدقااااء
بيان : ماااااااااابي أروح لحااالي... اذا بتجين معي بروح
سحر : بيان ما اقدر انا عندي جامعة... انا يومي مثلك كنت اروح الروضة
بيان بشك : صدق؟.. طيب وش اسمهم صديقاتك بالروضة
توهقت ما تذكر أحد منهم.. وبيان هزت راسها : شفتي انتي مارحتي الروضة ..اجل انا مابي اروح.
سحر : ليش انا كذابة يعني؟؟
بيان : انا صديقي بندر... وصديقي وليد... هذولا اصدقااائي
ياربي على هالبزر عنييييدة.. تركتها تناظر التلفزيوون... بترجع تفتح معها الموضوع ومع الوقت بيلين راسها وبتقتنع !
::
بـ مقر المشرووع .. اللي كان تحـت الإنشــاء.
كان محمد وأبو راهي واقفين بعيد شوي عن العمال وأجهزة وسيارات البناء الخاصة.. وصوت الإزعاج والضجيج مالي المكان الكبيـــر..
محمد بهاللحظة كان مندمج وهو يشرح لأبو راهي فكرته اللي طرت عليه عن المشروع..
أبو راهي : والله فكرتك حلوة وبتنفعنا
محمد : اذا موافق عليها بقترحها على عمي ابو خالد
ابو راهي : والله انا اشوفها زينة...... الا وينه ابو خالد تأخر ؟!!!
محمد طالع ساعته : أكيد بالطريق..
وما أمداه قال كلمته... الا شاف سيارة تدخل داخل الأرض الكبيرة وتثير التراب حولها وهي تقرب ، ووقفت على بعد أمتـار منهم..
طاحت عينه على ولـيد وهو ينزل مع عمه... ما يدري هاللحظة وش جاه... على طول تذكر وظيفته الجديدة اللي عطاه اياه عمه .. سايق لـسحر بنت عمه اللي غصب احتلت جزء منه... شد على قبضته ونــار غريبة أول مرة يحس فيها تشتعل بقلبـه.
تأمل محمد وليد وهو يقرب كان شكله جديد وغريب ..وش هالملابس الجديدة !!... ما عمره شافه يلبس مثلها ؟!!!.... إلهــي هالوجه مر عليه بس وين ؟!!
قطع عليه صوت ابو خالد... شال عينه عن وليـد والتفت لـ عمه اللي قال : ما شاء الله من متى وانتوا هنـا ؟؟
ابتسم محمد : من نص ساعة تقريبا
أبو راهي : تعال يابو خالد خلنا نشوف المشروع من قريب
ابو خالد : يلله مشينا..
تحركوا الكبار مع بعض... وظل محمد مع وليد اللي ارتــز جنبه... ونار قلبه تزييييد .. ما التفت لوليد ولا حاكاه.
بس تركي صفر وهو يتأمل المشروع بانبهار ، ويتأمل مئات العمال اللي يتحركون مثل النمل بكل نشاط.
التفت له محمد من تصفيرته... وتركي كمل : المشروع واضح انه كبير وحلووو
محمد بهدوء وهو يطالع المشروع عن بعد : قل لا اله الا لله..
ناظره تركي واستغرب ان محمد ما يناظره أو يتحاشى يناظره... ولأنه دقيق ملاحظة حس ان محمد أعصابه متوترة.. وابتسم : لا اله الا الله..... ( وناظر بأبو خالد والرجال اللي يمشي معه ).. مين هذا اللي مع ابو خالد؟؟؟
محمد ببرود : ابو راهي شريكنا بالمشروع !!
قطب تركي حواجبه باهتمام : مو هذا ملك السوق ورجل الأعمال الكبير والمشهور
محمد بنفس البرود : ايه هو نفسه ... ( وناظره بعيونه )... شكلك تعرف الكثير عنه... مو مثل ما يظهر لنا عنك انك ما تعرف شي.
ابتسم تركي وهو يحس وش كثر أقنعهم بشخصيته الجديدة... وتأمل بالعمال اللي يمرون من عندهم وهو يقول : لا يغرك شكلي .. أبو راهي أشهر من نار على علم.. مين ما يعرفه ويتمنى يكون مثله
محمد علق بشكل ســاخر بينـه وبين نفسـه : "طموحك كبير"
سكتوا وتركي يبدي اعجابه باللي يشوفه... ومحمد جنبه يتمنى منه يسكت وينطم ماله خلق يسمع صوته.
دار في باله سؤال ما قدر يحبسه : اقول وليد
تركي : سم استاذ ؟
محمد : شخبارك مع وظيفتك الجديدة؟؟
تركي ابتسم وهو يناظره : الحمدلله مرتاااح لا تشيل هم
محمد : مو متعبتــك؟؟
تركي : لا مدامني أخدم ابو خالد مافيها تعب
محمد : لا تكذب مافي اكثر من مشاوير البنات
ناظره تركي مستغرب من تعليقه .. وبعدهـا ضحك : صدقت لكن هذي وظيفتي ولازم أقوم فيها
محمد وهو يخفي غيضه ورا البرود : وما لقى أبو خالد غيرك ؟؟؟
تركي رفع حاجب من أسئلة وتعليقات محمد الغريبة... وكمل ضحكه .. وش يسوي ماله الا يضحك بهالحالة ولو ان الضحك مو في محله : نصيب يا أستاذ... وعلاقتي مع ابو خالد الحمدلله كل مالها تزيد قوة... وصارت علاقة ثقــة أكثر من أي شي ثاني
طالعـه محمد بنظرة عميقة وهو رافع حاجب : أتمنى تكون قد هالثقة..
وبتهديد مبطن : ولازم تسمع مني هالكلام...
ويوم حس ان وليـد ركز معه وانشد انتباهه له .. كمـل محمد بثقة وبدون خوف.. ثقة رجل الأعمال المسيطر : اذا اكتشفت ان هالثقة بغير ملحها...أنا اللي بشيلك من هالوظيفة... سامعني يا وليد ؟؟
قالها محمد بشكل ودي قد ما يقدر لكن قوة اللسان اللي تحدث فيه .. حسس تركي ان محمد جاد وان هالشخص أقوى وأكثر قدرة من ما يبدو عليه.
وابتسم يلطف الجو : شقصدك يا أستاذ ؟؟... انا مو قد الثقة ؟؟
شــرح محمد وهو يناظر بعمه وابو راهي اللي صاروا بعيييدين : ما اقول انك مو قد الثقة... لكن عمي عطاك ثقة ما يعطيها لأي احد ووظيفتك تتطلب محافظتك عالأمانة .. تخاف الله بهالأمانة... أتمنى تكون قدها.... هذا تذكير لك مو أكثر
وتحرك ماشي تارك وليــد وراه يفكر بكلامه.. ابتسم بسخرية وهو يتبعه بنظره..
تحب عمك بشكل كبير أكثر من ما كنت متصور..
بس للأســف أعترف لك أنا مو قد الثقة...
محمد وصل للمكان اللي فيه أبو راهي وعمه وهو يفكر بالكلام اللي قاله... أكيد سحر هي الأمانة اللي يخاف عليها... ولا يتمنـى لها أي أذى.
بس وش هالنار اللي مشتعلة بقلبه .. من شافها تطلع من بيتهم ذاك اليوم وتركب السيارة مع وليد وهالاحساس ملازمه.. وده يقتلعه من قلبه اقتلااااع !!.. لأي حد وصلت بمشاعرك يا محمد .. مشاعرك اللي كنت متجاهلها من سنتين... من لحظة رجوعهم من الغربة ؟؟؟
من شفتها بالمطار ذاك اليوم وهي تركض لـ خالد اللي كان واقف معك ينتظر اهله يوصلون من روسيا بالسلامة..
رجعت ذاكرته لـذاك اليوووم يوم اطلالتها بكل سحرها وحيويتها..
محمد وهو يتلفت : وين اهلك تأخروووا
خالد بحيرة وهو يناظر من بوابة الواصلين : مدري ابوي كلمني وقال ان وصولهم بيكون الساعة 4... يعني قبل ساعة..
محمد : تجوز رحلتهم تأخرت في موسكوو ؟؟
خالد : ما أظن لو تأخرت كان دقوا وقالوا لي..
صوت ناااعم وصـــل من بعييييد يناااادي : خاااااااااااااااااااااااالد..
لفوا ثنينهم يناظرون البوابة .. وطاحت عين محمد على سحر اللي كانت وقتها ام 18 سنة.. جاية تركض والدمعة بعييينها.. والشوق واللهفة ناحية خالد أخوها الوحيد
ضحك خالد وهو يشوفها مسفحه تركض تجاهه ما همها الناس ولا همها أحد...
قفز برشاقة من فوق الحاجز وراح لها وهو فاتح لها ذراعينه يضحك...
طاحت بحضنه وهي تصيييييح مو مصدقه ان رجلها وطت ارض الوطن من غير رحيل من جديد ... سنة كاملة ما شافت خالد اللي كان خلال سنوات دراسته الطب جالس بالسعودية ، السبب اللي زاد من وحدة سحر بالغربة من بعده ..
كان محمد واقف ورا الحاجز يتأمل اللقاء الأخوي الحميمي... كان وقتها من زمان ما شافها ... ثلاث سنين متواصله قضوها برا من غير زيارات للسعودية.. وهذا اللي زاد شوقها ولهفتها اللي تفجرت قدام كل الناس..
كان يتأمل البنت اللي فجأة كبرت وتغيرت... كان اخر علمه فيه لما كانت فالـ 15 من عمرها بوحدة من زياراتهم.. كانت مجرد مراهقه تشتاق لبنات عمها وتلهو معهم في زياراتهم القصيرة..
خالد : ههههههههه الحمدلله عالسلاااامة يالبزر
سحر بلوم وهي تشهق وتناظر وجهه : حرام عليك مخليني لحالي هناك ماعندي احد... ان شالله مااااااااااااااتنجح في كليتك
كتم محمد ضحكته... على عكس خالد اللي انفجر ضحكه... من هذيك اللحظة وسحر حاقدة على الطب واللي اخترع الطب .. اللي خلا خالد يتركها تغترب لحالها من غير ونيس لسنين وسنين... وفضل يرجع لوطنه بس عشان يدرس حلمه.
سحر بدموع وشهاق : اشتقت لك يا خالد
ضمها وهو يضحك ويتحمد لها بالسلامة .. وهي تصيح وتلومه... محد يلومها 12 سنة مو شوي.. وخالد ودع الغربة من 5 سنين... كيف 5 سنين عاشتهم برا فاقده أنيسها الوحيد.
قرب محمد منهم بيتحمد له بالسلامة.. وقال بابتسامة : الحمدلله عالسلامة سحر ..
رفعت سحر راسها من صدر خالد .. وناظرت في اللي نطق اسمها... كانت هذيك اللحظة أول لقاء ينكتب بين نظراتهم من بعد طووول غيــاب.
ابتسمت بعد ما استوعبت مين يكون هالشخص.. ابتسامة للحين راكزة في باله : الله يسلمك... محمد !
ومسحت دموعها وهي تكتم عبراتها ، تحاول ما تنفعل أكثر.. تركها خالد عقب ما طاحت عينه على أمه وأبوه مقبلين... وركض لهم بشوووق كبير..
يتذكر محمد انه التفت لها وقتها يكلمها... يبي يخفف عليها عقب ما لاحظ انها على وشك البكي بسبب منظر خالد مع ابوه وامه .. فقال : كيف الرحلة عسى ما تعبتوا ؟؟
وبالفعل شتت انتباهها عن المنظر المؤثر .. وخلاها تلتفت له تطالعه.. نزلت عينها وهي تمسح دمعة رمشها .. وقالت بصوت منخفض : الحمدلله ..كانت تعب .. بس كل شي يهون مدامنا وصلنا.
ابتسم لها يهون الأمر عليها... كانت بنظره ذيك اللحظة طفلة مثل ما كان يقول عنها خالد.. تدور الأمان ، وتبحث عن الاستقرار.
من ذيك اللحظة وشي داخل قلبه بدى يكبر...
::::
يتبـــع...
|