كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
في كوفي تركي وثامر المعتاد ...
نزل تركي من سيارته وبيده ملف غريب لونه أسود.. ودخل الكوفي عشان يقابل ثامر اللي تواعد هو وياه عشان يبي يقوله شغلة ضرورية ..
جلس عالطاولة مقابل ثامر اللي استعد يسمع وش بيقول .. وحط الملف جنبه..
ثامر : داق تقولي عندك شي ضروري تبي تحكي فيه قبل تسافر بكرة... خير اللهم اجعله خير ؟
تركي وهو يرفع يده للجرسون يشير له بطلبه : اييه مـا بغيت تكون بالتلفون ..كذا أريح..!
ثامر باهتمام : تفضّل قول اللي عندك..؟
تركي : اسمع انا عندي خطط بعد ما أرجع...فأبيك تساعدني فيها شوية ..
ثامر وهو عاقد حواجبه : أي نوع من الخطط؟
تركي : تذكر الأسهم اللي حكيت عنها..الأسهم اللي خليتها تحت مراقبة شركتك..
ثامر ما نسى : لا ما نسيت... إنت حتى يوم حكيت لك عنها قبل فترة..ما رضيت تسمع باقي كلامي !
ابتسم تركي بمتعة : حلو ... كم تسوى ؟
ثامر : والله قلت لك ان سوقها قايم هالفترة ..وكل شهر عن شهر تتضاعف وقسم الاستثمار مهتمّ فيها...هلحين ماعرف كم صارت ، لكن يوم أقولك آخر مرة وصلت بحدود 20 إلى 25 مليون..ولسا الخير جاي !
طارت عيون تركي ما توقّع هالرقم... كان متفاءل حسب كلام ثامر بس توقّع أقل من كذا بكثير...
ثامر ابتسم من ملامح تركي... وزاد العيار : لا وأزيدك من الشعر بيت... دامنا نبيع ونشتري فيها هالوقت...متوقّع خلال شهرين توصل بحدود الـ 50 مليون...
تركي تحمّس..
ثامر ضحك : لا تنصدم بس هالأسهم الخسرانة لها فوق الـ 10 سنين ...كتب لها ربي تقوم ورزقك جاي بالطريق..
تركي انبسط وضحك ..وقرر يفتح الموضوع : هههه طيب اسمع... هذا اللي كنت أبي اسمعه... أبيك وانا مسافر..تفتح شركة وهمية عشاني..
انصدم ثامر صدمة عمره : وشو؟؟؟...شركة وهمية ؟؟
تركي بمتعة : اييه مجرد اسم .. مارح تشارك بأي نشاطات تجارية..اتركها لي لين ارجع ورح أبدا فيها باسم مستعار..
ثامر ما استوعب طلبه : ..ايه بس إنت تعرف...مصايب الشركات الوهمية هالوقت ... أغلبها تشتغل بأمور غير قانونية..
تركي ابتسم : أنا مارح استخدمها بشي غير قانوني ... أبيها وهمية وباسمي المستعار ..لوقت ما أرجع ذيك الساعة بدبرها.. ونفس الحال مع أسهم أبوي اللي عندك ..إن قدرت تعدّيها الـ 50 مليون بكوون ممنون لك..
وصل الجرسون ..وحط كوب العصير قدام تركي اللي سكت لين راح عنهم ..
ثم كمّل وهو ينحني على الطاولة بحماس : كل شي حاسب له حساب لا تخاف ...
ثامر : طيب اوكي بفتح لك سجلات تجارية من غير ممارسة أي نشاطات.. مارح أقدر أسوي لك غير كذا !
دفع تركي الملف فوق الطاولة ناحية ثامر وهو مبتسم : هذي كل المعلومات اللي أبيها عن الشركة ..والوثائق المطلوبة ..عاد انت ضبّطها حسب معرفتك..
فتح ثامر الملف وهو عاقد حواجبه ..وقلّب بالأوراق لمدة دقيقة وهو يقرا الوثائق وعقدة حواجبه ما اختفت..
يوم انتهى من إلقاء نظرة سريعة قال : اوكي بشوف موضوعها ولو اني مو فاهم ليش تبيها ؟
تركي : ما يحتاج تفهم الحين..انا مسافر بكرة الصباح ..وبتاخذ سفرتي كم شهر مع أبو خالد ، يعطي جد بطوّل معه... هذا غير المعهد التدريبي اللي يبيني أداوم فيه..
ضحك ثامر بتريقه عليه : هههه شد حيلك يا شطّور !
تركي بسخرية : تتريق يالغثيث... يصير خير
ثامر : ههههههههههههههههههه والله الواحد ينبسط اذا فوّر لك دمك ..
(وسكت يوم تذكّر شي.. ).... إلا تعال تريييك ...نسيت عرسي ؟..باقي له أقل من شهر ونص لا تقولي إنك مارح تلحق عليه..؟؟!!
حاس تركي بفمه وهو يحكّ خدّه متورط : .. والله عرسك جاي غلط !
عصّب ثامر عليه : عرسي اللي جاي غلط وإلا سفرتك الغبية ذي هي اللي داخله غلط !
ضحك تركي من عصبيته : والله شف يالحبيب... احتمال ما أحضره ، من الحين أقولك !
ثامر بقهر : صدق انك قليل خاتمة !!
تركي بضحكة : وش تبي فيني ! .. أصلا خابر ان خطيبتك ما تواطني وتغار مني على قولتك.. اخاف وقتها أتهور واحرق دمها ومرة وحدة أشغلك عنها بأهم ليلة ..
ضحك ثامر : لا لا عاد بأهم ليلة تخسي تسويها !
تركي قام واقف عقب ما شرب عصيره : دام أخسي ..اجل انا طالع لسا باقي كم شغلة أخلصها قبل السفر..
ثامر بحنق : راجع نفسك بموضوع عرسي..ترا جد بزعل لو ما جيت..
تركي : بحاااول لكن ما أوعدك ...
تركه وطلع لـ سيارته .. يوم مشى لـ قصرأبو خالد ..دق تلفونه وكان أبو خالد..
رد : سم عمي ؟
ابو خالد : هلا وليد.. مرّيت عليك غرفتك ما لقيتك!
تركي : طلعت أنهي بعض الأمور قبل السفر..
ابو خالد : محتاج شي ولّا تممت أمورك !؟
تركي : لا تقريباً كل شي تمام لا تشغل بالك..
ابو خالد : زين بس حبّيت أذكّرك بنطلع بكرة للمطار من بدري.. نام مبكّر وريّح ترا مارح تكون الرحلة سهلة.. وخذ معك شي دافي الجو بموسكو هالفترة تحت الصفر...
تركي ابتسم بسخرية : أشوفك مهتم عليّ كثير يا عمي لا تخاف مارح أنسى شي ؟
ضحك ابو خالد : لازم انصحك دام انك أول مرة تسافر برا المملكة .. وبعدين لو نزلت موسكو بمثل ملابس الرياض بتطيح علي شهر مريض..انتبه لأغراضك اللي بتاخذها...وان كان ناقصك شي قولي
تركي : ولا يهمك.. كلو تمام !
ابو خالد : أجل أشوفك بالبيت..
تركي : ان شاء الله ...
سكّر ..وتذكّر شغلة نسى يجيبها عشان السفر .. حوّل طريقه لأحد المحلات على الشارع ... ونزل يشتريها..
:
/
في بيت ابو محمد ..
طلع بندر من غرفته والجوال بيده توّه منتهي من مكالمة مع خالد...
وهو ناصي الدرج..انتبه لـ غرفة مشاعل مفتوحة ونورها أظلم ... تذكّر كلام شادن إنها مرابطه من غرفتها من امس..وبفضوول راح يطلّ ولقاها فاضية..
ما كانت هناك..
نزل تحت وشاف امه قاعده لحالها بالصالة تتابع التلفزيون ..وقال : يمه تراني عازم خالد اليوم عالعشا ؟
ام محمد : ايه حياه الله...بس مب عادة تعزمه يتعشى..؟
بندر : والله انا دايم أعزمه بس هالغبي ما يرضى ، يقول يالله ارجع من المستشفى ميت..عاد هالمرة أصرّيت عليه ..
ام محمد : ما يخالف الله يحييه ..
بندر : ومحمد ما رجع من الشركة للحين !.. وراه ملكه بكرة !
ام محمد وهي تتنهد : اخوك دق قبل ربع ساعة وقال بيتأخر شوي...بيروح يمرّ على عمك في بيته قبل يسافر !
بندر باهتمام : عمي بيسافر ؟؟
ام محمد : يقوله محمد..
بندر وهو يتلفّت يمين وشمال : اجل وينها مشاعل يومين ما شفتها ..؟
ام محمد : قبل شوي شفتها نازله ومعها هالابليس ..
ضحك بندر : ههههههههههههه ابليس ؟؟؟.. بسس عرفته ! ، قصدك اللاب توب ؟
ام محمد : اييه طلعت برا ..تقول ملّت من الغرفة تبي تكمّل شغلها برا..
بندر بفضووول : وش شغله ؟..لا يكون جد قاعدة تدرس ترا هذا الشي الوحيد اللي ما رح أرضى أصدقه ..
عصّبت أمه عليه : إلّا الله يفتح عليها !!...خلّها تدرس ، ويا ويلك تغثّها بحكيك اللي ماله سنع..
بندر مات ضحك : ههههههه لا يكون مصدّقه يمه إنها تدرس !!؟
ام محمد : ما قالت لي تقول عندها بحث خاص وتبي تخلصه !
بندر ما استوعب : بحث؟؟
طلع للحوش يشوفها..ومن الحوش مشى للحديقة الصغيرة... كانت جالسه هناك باسترخاء على الأرجوحة الكبيرة ولابها على فخذها ..وراسها منزلته باندماج واضح..
وصل عندها والفضول واصل حده : مشيعل !.. وينك غاطسه من يومين!؟
قالت من غير لا ترفع راسها : مشغولة مثل ما تشوف !
راح وجلس جنبها بطريقة هزّت الأرجوحة قدام وورا... ومباشرة صكّت شاشة اللاب قبل لا يشوف شي !
بندر باستغراب : ليش سكرتيه ؟؟..أبغى اشوف وش تسوين !
مشاعل بفراغ صبر : عارفتك بتشوف.. وبتقعد تتمصخر علي وتضحك وتكسّر مجاديفي.. إبعد مو ناقصة حكيك الغثيث انت الثاني !
بندر بدهشة : وش ذا اكسّر مجاديفك !!؟
مشاعل : بندر مو وقتك ترا راسي مشغول الحين
بندر : امي تقول قاعده تسوين بحث؟؟.....بحث للجامعة؟؟
مشاعل : شغل خاص فيني ... مو لازم تعرف الحين... بندر عارفتك ان قلت لك بتجلس تضحك وأنا مو ناقصه تكسير جنحان وتحطيم !
حس بآخر كلمة قالتها..عبرة مخنوقة مو واضحة .. لكن غيضها غطى على هالعبرة ..
بندر باستغراب : كلامك غريب وكأن ما عندنا شغل غير التحطيم فيك !.. ( بتميـلح) .. مين حطّمك شادن ولّا محمد..والله أوريهم شغلهم !
مشاعل بسخرية : هه هه .. يا ملحك!.. إنت أكثر واحد تتريق عليّ فيهم !.. طالع منها يعني !
رفع يده يحكّ شعره من فوق بوهقة : ..هههه طيب آسف !
مشاعل وهي تدفّه بكوعها واللاب على رجلها : الحين اتركني مالي خلق أسولف !
بندر : دفشششة مالت عليتس !
مشاعل : رح جهّز أغراضك على خبري قبلوك المنتخب !
بندر بغرور : يب يب والمعسكر رح يبدا بعد اسبوع في جدة..
مشاعل بسخرية : الله يسهّل عليك ..
دق تلفون بندر..ورفعه يشوف الرقم وكان خالد ..
قام واقف بسرعة عن الأرجوحة وخلا مشاعل تهتز قدام وورا وهو يقول بصوت عالي : هلا خويلد !
رفعت مشاعل عيونها عن اللاب ناحية بندر...وهي تمتلي حدّة !
خالد على الطرف الثاني : افتح الباب الله يبلشك !
ضحك بندر وهو يمشي للباب..ومشاعل تراقبه من مكانها ..
بندر : الشرهه عاللي يعزمك !
خالد : مابي عزيمتك أنا ، اشغلتني الله يشغل عدوانك!
بندر وهو يفتح الباب ..والجوال على اذنه : وش فيك معصّب ؟؟ الحين هالأطخم عازمك وانت معنفق يالمغرور ؟!
دخل خالد وهو يسكّر الجوال ويقول بعد ما صافحه : قبلت عزيمتك بس عشانك مسافر عقب أسبوع !.. تقول بتشتاق لي عشان كذا جيت !
ضحك بندر : كويس فاهم الموضوع... ايه يالحبيب أنا مسافر عقب اسبوع لجدة وبنشغل مع المعسكرات والبطولات الودية...ثم بطير للأولومبيات في بكين...يعني بتمر فترة طويلة مارح أشوفك ولا بتشوفني !..
خالد ابتسم ومحى عصبيته : وأنا جيت ابارك لك ..قلت أقصر الشر واقبل عزيمتك ونصير أصحاب هالمرة ..
بندر : هههههه تفضل يالخااايسس.. (اشار له بأصبعه ناحية الحديقة).. لا تروح مع الحديقة مشيعل جالسه هناك ..
تغيّرت ملامح وجه خالد للحظة عقب ما استرجع آخر لقاء معها والحوار الحامي اللي صار..
ثم مشى مع بندر ناحية المجلس وهو يقول بهدوء وحذر : ..شخبارها ؟
التفت بندر يناظره باهتمام .... ثم قال : ..ليش تسأل ؟؟
ابتسم خالد يضيّع قصده الأساسي : ..أبد... أحسّها تعبت مع سحر بالمستشفى .. فقلت اسأل عنها لأن سحر كانت متعبتني أنا وهي ذاك الوقت !
بندر : لا تخاااف على مشاعل ما تعبت.. بس لها يومين مو طبيعية !
وقف خالد عند الباب.. والتفت عليه يتوجّس...يكفيه تأنيب الضمير اللي طارده للحين !
قال بحذر : مريضة شي؟؟
ضحك بندر وهو يفتح باب المجلس ..ويمد يده للنور : لا مو مريضة بس صايره وحدانية من يومين .. عندها شي شاغلها الله أعلم وشهو !
دخل خالد وجلس والاستغراب بعيونه : نفسيّتها كيف ؟
بندر : والله ماينعرف لنفسيّتها بس كأنها طردتني قبل شوي هههه !
برا في الحديقة...
صكّت مشاعل شاشة اللاب توب بعصبية ..من درت ان خالد موجود داخل !
كل مشاعر الحمق والغيض اجتمعت ...وكل كلمة نطقها بوجهها ذاك اليوم ، رجعت بحذافيرها ،،
شرارة مشاعل الجديدة اللي ابتدت أيام البر..
رجعت تشتعل بشكل أكبر عقب آخر مواقفهم...وعقب كلماته الاخيرة اللي قالها!!
مالها هدف الحين ...غير هدف واحد ..
مارح ترتاح ..إلا لما توصله !
والنار داخلها ما رح تنطفي بسهولة !!
بعد العشـا ..
غسل خالد يديه ورجع للمجلس بابتسامة : قول لمرة عمي تسلم يدينها !
بندر وهو منسدح عالأرض من الشبـع وخدراااان : آآآه الله يسامحها كم مرة قلت لها لا تطبخ هذا الشي ..
خالد وهو يصب له بيالة شاهي يهضّم فيها : طابخته عشاني مب عشانك..
راح وجلس وهو يرتشفها بهدووء... وبندر سحب ثقله وقام قاعد ونبرته تغيّرت شوي ..يوم طرى عليه يعرف أخبارها وهذي وحدة من الأسباب اللي خلّته يعزم خالد اليوم ..
قال بهدوء : شخبارها سحر الحين؟
وقفت البيالة عند فمه...ثم نزلها بشويش : من أي ناحية ؟
بندر : من كل النواحي.. أخبر طيحة المستشفى مو سهلة على أي أحد..
خالد وهو ينحني لـ قدام ويحط البيالة على الطاولة : صارت طيبة الحمدلله !
بندر حسّ بتغيّر نبرة خالد ولو إنها هدت : أذكر إنك قلت لي إن نفسيّتها مو زينة !
ابتسم خالد يطمّنه وهالشي الوحيد اللي كان بيده : تدري عقب المستشفى والمرض ، حالة طبيعية إن النفسية تسوء..كلها كم يوم وترجع زينة
أنهى بيالته وحطّها عالطاولة وهو يقوم واقف : يلله اجل شكرا عالعشا..انا راجع عالبيت..
بندر : وين بتنحاش تونا بدري !؟
خالد : ابوي مسافر بكرة لـ روسيا فلازم أرجع بدري عشان ألحق أشوفه... ما اضمن اشوفه الصباح من بدري..
بندر : دام كذا بسلامتك..
خالد بتريقه : اووه يالمؤدب صاير ذرب ..!!
بندر : ههههه حقير طول عمرك !!
ودّعه خالد وهو يطلع من المجلس...بينما بندر ما تعّب عمره عشان يروح وراه....رمى جسمه عالأرض وانسدح من ثقل الأكل اللي كلاه ..
طلع خالد من باب المجلس.. وتوّه بينزل الدرجات وهو يناظر ساعة جوّاله .. لمح الجسم اللي كان يتمشّى..وجاي من جهة الحديقة ..
عرف إنها هي ، وشكلها ما انتبهت له....
من غير ما يحسسها بوجوده او انتباهه لها .. قرر ينصى باب الشارع ويهرب من أي مواجهة حامية جديدة... ما باقي فيه حيل أبدن !!
نزل درجات المدخل من غير لا يناظر لا يمين ولا شمال...
وهو يمشي حس إنها انتبهت لـ مروره...لأنها وقفت مكانها وسلّطت عيونها عليه ، واللي ما يدري وش تشيل من نظرات هاللحظة ...
تجاهل وكأنه ما يدري إنها موجودة ... لكن جواله طاح منه وهو يمشي قبل يوصل الباب..
اضطر معها إنها يلتفت لورا.. ويرجع... وينحني للأرض عشان ياخذه..
رفع راسه يوم التقطه ..وهالمرة لا إرادياً طاحت عيونه عليها وهي واقفه ببقعة مظلمة بالحديقة ...ما يقدر يميّز شي منها ..غير هيئتها العامة والغير واضحة ..
بحركة عفوية رفع يده اللي شايله الجوال يسلم بالهوا بينما اليد الثانية فتحت باب الشارع ..
ابتسمت مشاعل بـ سخرية يوم شافته يسلم بكل هالرواق .. ما ردّت على سلامه وكل اللي سوّته
انها رجعت للحديقة ..وطنّشت سلامه ...
خالد ما توقّع منها أقل من كذا أصلا ... ابتسم بسخرية على نفسه يوم لمس من ردة فعلها موجة حقد وبرووودة ..
تنهّد وهو يسكّر الباب ..وطلع لسيارته...
:
/
في قصر أبو خـالد...
قريب منتصف الليل.. الساعة 11 بالليل ..
سحر كانت جالسه في بلكون غرفتها بسكووون ..
جالسه على الكرسي ورجولها مرفوعه على الطاولة ..وراسها مرمي لورا ..وعيونها تناظر السما المظلمة ، والنجوم القليلة الملتمعة ..
مافيه شي تفكر فيه...!
معدومة الأفكار كليّاً.... والفراغ مالي راسها
فراغ فكري ...
وهذا مأثّر على هيئتها لأنها كانت جامدة .. مافيها غير عيونها اللي ترمش للسما ،!
سمعت صوت أبوها يوصلها من تحت من ساحة القصر .. ومعاه صوته !!
صوت جارحها الأول !!
ما تحرّكت بالثواني الأولى واستمرّت على وضعيتها المستكينة ..وما تركت منظر السما المظلم !
أصواتهم لازالت توصلها ..
والشي اللي فهمته من نقاشهم .. أبوها وهو ويتكلم ويوصّي محمد على بعض الأمور خلال سفره ..
ويوم حسّت إنهم يتوادعون .. رفعت راسها المتثاقل ..وقامت بكل ثقل وكأن أغلال مقيّدة رجليها ..ومشت ببطء لحافة الشرفة وهي تحط يدها على الدرابزين.. ومالت بجسمها حتى تشوفهم ..
كل اللي تسمعه وصايا من أبوها لـ محمد..والثاني يردد
"ان شاء الله".. وَ.. "لا توصي حريص" ..وَ.. "ولا يهمك"..
ليتها تقدر تقطع الرابط بينها وبينه حتى ما تضطر تشوفه يتواجد حولها..
ليتها تنتهي من هالقرابة ..لعلّها تنسى !
ليته مو ولد عمّها ...
عالأقل ما يكون له الحق إنه يتواجد في بيتها.. وما تضطر تشوفه !
لأن تواجده كذا... مجرد فتح لجروح ..مارح تلقى الفرصة إنها تبرى !
ما تقدر تستمر ..بهالرابط بينهم !
وما تقدر تنسى إن ملكته...بتكون بكرا !!
قامت تراقبه وهو يروح لسيارته الواقفه بالساحة الداخلية...وعيونها تموج بالدموع بطريقة لا إرادية .. لأنها أيقنت إن هالجرح مامنه مفرّ...وكابوسه بيلاحقها طول عمرها !! ..دامه بيظل حولها ..ودامه ولد عمّها !!
طاحت دمعتها عالدرابزين وهي تشوفه يوقف عند باب سيارته ..ويلوّح بيده لـ عمه ..باللحظة اللي ارتفعت عينه لـ شرفة غرفتها ..ويدّه جمدت عالباب... وما ركب ،
انتبهت لـ وقفته ..وعرفت إنه لمحها ... وشافت في وجهه أشياء وأشياء .. وملامح عطوفة ناحيتها !
صدّت وجهها للشجرة اللي يمينها بينما هو كان يسارها... وقامت تناظرها بكل برود ومن دون ما تتأثر...
هالحركة خلّت محمد بدوره يصدّ عنها.. وألم قلبه يداهمه..
عمّه يناظره بابتسامة ينتظره يروح .... ابتسم له وهو يتغلّب عالتأثير الكريه ...ثم ركب سيارته... والألم داخله يتفاقم... كاره هالألم بسببه !
كاره ليش إنها حبّته بيوم من الأيام !
وليش ما قدر يقطعه من البداية !!
تابعت سحر سيارته وهي تطلع من البوابة..بنفس نظرات البرود اللي كانت تناظره فيها قبل شوي ..وآثر الدموع اللي قبل لحظات..كان ناشف وجاف على وجهها ...
ما في بالها شي الحين... غير إنها تهرب من هالواقع !
غير إنها تدفن هالألم..
غير إنها تنسى ...وتنسى....وتنسى !
رغم صعوبة النسيان ..!
بس كيف تنسى ؟!
تراجعت للغرفة بنفس الخطوات المثقلة ... وكأن سلاسل وأغلال مقيّدتها بكل شبر من جسمها ..
تبكي ألم من داخل !
ومن غير ثانية تفكير ... شي مجهول حرّك خطواتها للباب ... مشت ولا تدري وش اللي جا في بالها ذيك اللحظة ..
طلعت من الغرفة ومشت .. إلا أمها طالعه من غرفة بيان ،،
تهلل وجه أمها من شافت سحر طالعه من غرفتها..
وبحنان : ها ماما..تحسين إنك أحسن ألحين ؟!
سحر بهدوء نفس الهدوء الواجم : ..زينة ... وين أبوي؟
أمها : توّه مخلّص من محمد... أظنه راح لمكتبه ينهي بعض الأشياء قبل السفر !
التمعت عين سحر بلمعة غريبة ..وانطلقت من قدام أمها بسرعة غريبة خلّت أمها تناظرها وهي خايفه من تغيّر بنتها المو طبيعي !
دقت سحر الباب دقة وحدة بس وما انتظرت الإذن..فتحته مباشرة ...ودخلت باندفـااع رغم ثقل خطواتها ..
أبوها رفع راسه من ورقة قباله..وابتسم بأبوية جامحة وارتياح من شافها تركت غرفتها ..عقب أسبوع كامل كانت فيه منفصله عنهم وما ترضى تجلس مع أحد !
: ..هلا ماما .. تعالي تعالي خليني أشوف وجهك قبل أسافر..بشتاق لك ، هالمرة بتطول سفرتي...
تقدمت وهي ساكتة واختناق يزداد داخل ضلوعها... داخل صدرها يكتم أنفاسها...
هالحنان ما تقدر تتحمله... حنان ممكن يخلّيها تنفجر... وتعلن وتقول عن كل شي يوجعها !!
جلست وهي ساكته عالمقعد المقابل للمكتب...وأبوها يتابع ملامحها وعقدة بين حواجبه ، ووجهه يشعّ اهتمام..
ابو خالد : شفيك سحر؟؟.. وش اللي مضايقك؟.. صايره مو معجبتني...وكل مرة تقولين مافيك شي أحسك تكذبين على ابوك!
لفّت وجهها للباب يوم حسّت موجة جديدة تتدفق لعيونها...ما تبي أبوها يشوفها .. تبي تنهي هالجرح لحالها !
لاحظ حركتها ..ولاحظ إنها متألّمه من شي..ولابدّ فيه شي مضايقها ..
ترك الورقة من أصابعه ..وقام ودار على المكتب...وجلس قبالها على الكرسي الآخر..
ابتسم بأبوية : ..سحر يابوي !
ارتعشت شفتها السفلية .. وهي ودّها تصرّح عن رغبة الهرب وترتاح !
شاف حركة فمها ..واقترب وهو يشد على يدها وبحنااان يزداد : احكي يابوي..وشفيك..إنْ سافرت وانتي كذا والله ماني مرتاح... وش صاير ماما ؟..فيه شي صاير معك وما تبين تقولينه؟؟
طاحت دمعتها على يده... ووجعه قلبه بشدة ..
قالت وهي مختنقه : .. خذني معك !
رفع حاجبه باستغراب : أخذك معي؟
رفعت راسها ودمعة ثانية تطيح على يده....وبحّة اختناق قويّة اخترقت صوتها وهي تقول : ..اشـتـ.قت لبيتنا هناك !
عوّره قلبه وهو يشوفها..مو بنته الحيوية اللي يعرفها ... كل شي فيها ميّت..مقتول..
نظرتها..وصوتها ... وشكلها ..
قال بحنان : انا رايح لشغل بابا... مارح أكون معاك لو جيتي.. بكون مشغول لراسي
بكت ما تحمّلت .. وهي تقول بين بكاها : مو لازم... بابا ابي أرجع روسيا... اشتقت لبيتنا هناك... أبي أروح معك..والله مو قادره ..والله
ما قدرت تشرح شي... وهي تشهق تحت ناظره..
هالحالة ما سمحت له يرفض أو يقنعها تتراجع... ما قدر يرفض لها هالطلب وهو يشوفها كذا صايره !
تبكي من دون سبب واضح !
قام وخذاها بحضنه ..أحاطها بيديه وهو يبوس قمة راسها ..
ابو خالد: بس بابا ... باخذك معي ان كان هذا اللي تبينه.. بس اهدي والله مو معجبتني وانتي كذا ،
باس راسها مرة ثانية وهو يبعدها بابتسامة أبوية : بس سحر ما يحتاج تبكين عشان بس تجين معي !
ابتعدت وهي تمسح دموعها بباطن كفها .. وابوها بابتسامة : جهزي حالك ...بكرة الصبح من بدري بنطلع للمطار..
حاولت تبتسم بألـم بينما أنفها وشفاتها حمرا : حلوو أنا وإنت بس؟!
ضحك : من قدي بنتي حبيبتي بتطلع معي بسفرتي..
ضحكت تجاريه..بس ما كانت ضحكة ..إلا شهقة ...وهي تناشق..وعيونها ما وقفت للحين
قرص خدها وهي تلف وتطلع من الباب ..راجعه لغرفتها تستعد لرحلة هروبها من هالواقع !!
بعد خروج سحر..دخلت ام خالد وهي تشوف زوجها يجلس قبال اللابتوب وشكله يطقطق بأحد مواقع الحجز ..
ام خالد بقلق : بنتك ما عاد يعجبني حالها ..فيها بلا واحنا مو دارين ،!
ابتسم بضيق وعيونه عالشاشة : باخذها معي تغيّر جو ..
ام خالد باهتمام مفاجئ : بتاخذها معك روسيا ..؟
ابو خالد : ايه...بيتنـا وهناك... والبلد مو غريبة عليها .. يمكن تغيير الجو يفيدها ..
ام خالد : والله ماني عارفه ..طيب والجامعة ؟
ابو خالد : دامها غايبة عن الجامعة هالأسبوع... قدّمي لها اعتذار وتكفلي بهالموضوع... سحر بهالنفسية ما رح تقدر تقدّم شي وبيأثر على مستواها ... برايي تعتذر لين ترجع مثل أول ..
هزّت أمها راسها بتفهّم ..ومالها إلا تمشي على شور زوجها ..
لكنها تذكرت موضوع خطبتها : .. طيب وام محسن وش أقولها !.. ما ودي محسن يفوت عليها
ابو خالد : والله مدري بس قولي لأم محسن سحر مب مستعده حاليا... تفاهمي معها بطريقتك..
:
/
|