كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
نزلت وراحت مباشرة ..لطاولة الطعام اللي تجمّعوا عليها أخوانها وأمها وأبوها...
بندر وهو يعدّل كرسيّه بيديه : ها وينها ؟
شادن : تقول مو فاضيه لك ...عندها شغلة سريّة تبي تخلّصها ..
بندر بفضوول : شغلاتها مصايب هالبنت !... ما عرفتي وش وراها ؟
شادن وهي تسحب كرسي وتجلس بضحكة : ههههههه لا للأسف...
أبوها وهو يتلفّت بينهم بتسااؤل : شادن يبه نادي عمر من غرفته !
قالت ونبرتها تهـدى كثير ..وعينها ويدها على صحن السلطة : مو موجود ..طالع من الصبح!
أبوها وهو يغضن حواجبه : من الصبح..؟!...طيب دقي عليه يجي يلحق عالغدا... مواعيده عالوجبات هالكم يوم مضروبة .. صاير يحضر يوم ايه ويوم لا ...
كتمت تنهيدتها داخلها..لأنها تدري بهالشي أول وحدة ... وحاولت ما تتكلم بالموضوع ما تبي تكتئب وهي توها مبسوطة وتضحك..
لكن أبوها قال : قومي اتصلي فيه ..!
شادن بهدوء وهي تحط صحنها قدامها : .. باباتي ما يحتاج اتصل اكيد بيرجع .. يمكن يكون متضايق عشان كذا طلع من البيت.. ومتى ما ارتاح بيرجع ..
ابوها : ما عليه قومي اتصلي عليه وقولي له يلحق عالغدا... هاليومين اذا شفته عـ الغدا ما شافته عالعشا ..والعكس..ما يصير قومي اتصلي فيه اشوف..
انصاعت وقامت بهدوء تاركه السفرة .. ما ودّها تتصل فيه وهي تدري ان نفسيته مو زينة من كم يوم... رغم إنه بعيد عنها..والمسافة كل مالها تكبر..
لكن ما قدرت تمنع نفسها من الاتصال...
راحت للتلفون بالجهة الهادية من الصالة ..والبعيدة عن جلسة الاكل وسوالف اخوانها وضحكهم...
رفعت السماعة باليمين وهي تجلس..وباليسار دّقت رقمه اللي حافظته عن ظهر قلب ..
أول مرة عطاها مشغول ...
ثاني مرة عطاها انتظار ..
ثالث مرة ..أنهى المكالمة وردّ عليها..بنبرة صوته الفخمة اللي معروف عنها إنها خاليه من الحماس وهااادية بشكل كبير ،
: هلا...
ابتسمت من هالنبرة : ..عوومر ... وينك انت؟
سمعت تنهيدته .. اللي سبقت جوابه ..
ثم قال : طالع برا ..
بعتاب : أدري انك برا...وينك الغدا ينتظرك..؟
عمر : تغدوا مارح أجي..
قالت : ابوي يسأل عنك .. صاير ما تحضر وجبات اليوم...
قال ونبرته تهدى زود..ووضح عليه الملل والضيق : غيابي مارح يأثّر بشي... وجودي وغيابي واحد لا تهتمون لي
اكتئبت من كلامه .. وما قدرت تكتم اللي بصدرها : عمر ؟.. إنت ليش ما تجلس بالبيت ؟
سكت بالبداية وما نطق بشي : ".............."
كمّلت وهي كل اللي تسمعه أنفاسه...بنبرة متوجّعة طالعه من صميم قلبها : انت ما تجلس بالبيت ...عشانك ما تبي تشوفني...صح ؟
ضاقت انفاسه زووود ...
ثم قال : ..شادن أنا مشغول الحين !
قالت وهي تهمس بألم عشان محد يسمعها : وش هالشغل ..ليش دايم تتهرب أبي أفهم...
ضاااق عليها : شاااادن !
شادن : لا تقول شادن ...!!
عمر بحدّة بسيطة : وبعدين معك ؟
شادن بهمس مبحووح عشان محد يحس بانفعالها اللي تحاول تكتمه : ابي افهم ليش تغيّرت هالأسبوع ؟..ما صرت أشوفك وكأنّك تهرب... اخواني يشوفونك دايم لكن انا ما اشوفك ليش كل هذا ؟؟؟؟
عمر : قلت لك مشغوول ما اقدر اجلس ..افهمي !
شادن بضيق يوم حسّته بدا يعصّب : طيب نتفاهم بعدين .... الحين ابوي جد يبيك تجي...لو ماجيت بيزعل..
سمعت تنهيدته..واستغفاره ..
ثم قال من غير اقتناع : خلاص اوكي..قولي له جاي بالطريق
أنهت المكالمة بكلمة وحدة : ننتظرك ..
حطت السماعة بمكانها..وعيونها تايهه بكثير أفكار ..من هالضياع رفعت راحة يديها لوجهها..ومسحتهم على خدودها لين تحت وهي تزفر هوا حار...
كانت تظن إن تجربة انتظارها لـ عمر ورجعته ، عقب غيابه الطويل ...هو أصعب شعور ممكن تخوضه..
لكنها اكتشفت .. إن الإرباك..والهروب اللي يمارسه وهو حولها وقريب منها...شعور أفضع وأصعب ... ويضيّعها !!
رجعت للسفرة وهي تجلس ببرود : يقول بالطريق ،
ابوها : زين... ابي أتكلم معه عن وضعكم .. شرايك يبه ؟
رفعت راسها وهي مو عارفه وش تقول ...لكنها استغلت الفرصة ..وقالت باصرار داخلي : أكيد لازم نتكلم فيه... عمر فتح الموضوع معي وقال يبي يكلمك .. مرة مستعجلين انا وهو عالزواج....
كذبت .. واقتنعت بهالكذبة ..
لكنها بغت شي ينهي هالصراع اللي هي تعانيه...هالتوهان اللي يعيّشها إياه....
ما عاد تقدر تتحمل شد وجذب أكثر... تألّمت كثير ..رغم تصرفاته الغريبة والمتناقضة من لحظة رجوعه.. المواقف المختلفة اللي عاشتها معاه بالبر..وتصرفاته المتبدّله بين الساعات ...لكنها لا زالت مقتنعة بـ وجود شعلة المشاعر داخله ... شي ما ترضى تنكره..حتى لو هو أنكره !
حتى لو الدنيا كلها أنكرته !
حتى لو نهى .. أنكرته !
ما رح ترضى هي تنكره!.. وبتعيشها ولو كانت كذبة !!
قال ابوها بابتسامة : فتحتوا الموضوع انتي وياه ؟... زين زين..أجل بكلمه اليوم نرتب أموركم
ابتسمت ابتسامة خااااملة ..ابتسامة تايهه..ونزّلت راسها لأكلها...
ربع ساعة ..ودخل عمر عليهم وهو يسلّم ...
رفعت شادن راسها تتأمله وهي ساكتة ... كان واقف وهو يفصخ جكيته الأسود وعلّقه على ظهر الكرسي الخالي... سحب بلوزته المقلّمة بأسود وأخضر لتحت ..وهو يجلس عالكرسي مقابلها..
عطاها نظرة سريعة وعابرة ما تعبّر عن شي وهو يعدل جسمه عالكرسي... والتفت لـ بندر اللي طقّه بضحكة ..
بندر : سمعت آخر خبررر ؟
عمر بابتسامة جانبية وهو يمسك صحنه : لا.. قول وشو ؟
بندر : هالأطخم اللي جالس جنبك بيلعب بالأولومبيات
ضحك عمر ضحكته الحلوة ..اللي تشرح النفس : شي متوقّع ما تفاجئت ..
بندر بغرور : ودي اخذك معي بس عارفك بتحوقها
عمر : هههههه لا خلني برا ما أصلح
بندر بسخرية : أمما ما تصلح !! ههههههههههه يا شيخ انت لك خبرة بالمكافخ والتكفيخ اكثر مني...بينفع معك التايكوندو صدقني
عمر عرف انه يتتريق ويعايره بتاريخه الأسود بالمشاكل : خلاص انطم لا تشوف خبرتي اللي تقول عنها
بندر خااف : ههههههههههههه طيب آسف...انت لين حكيت بهالنبرة اخاف جد !
عطاه عمر نظرة جانبية صامتة ، واكتفى فيها ... ثم بدا أكله وهو يحس بنظرات شادن عليه ...
ارتاحت شادن مؤقتاً ، عالأقل حضر الغدا وما تهرّب ... ابتسمت بحنان وهي تشوفه ياكل باندماج والواضح انه يتجاهل النظر فيها ... فهمت هالتجاهل ..وما نطقت بشي... وكل اللي سوّته إنها مدت يدها لطرف صحن سلطة الروبيان اللي يحبّها..واللي كانت قريبة منها وبعيدة عنه .. ودفّتها بأصابعها بشويييش ناحيته ، بحركة صامتة من غير لا تقول شي... ثم مسكت ملعقتها وكمّلت غداها بنفس الصمت ...
رفع عينه من صحنه للصحن الآخر اللي اقترب منه...ثم رفع عينه بشكل أكبر للانسانة اللي جابت السلطة لعنده ... الابتسامة ارتسمت بعيونه بشكل خفي...ابتسامة ما وصلت لفمه...ابتسامة ألم... ابتسامة احتياج..ابتسامة تعبّر عن كل شي داخله لها...كل شي تعب يداريه ويدفنه جوّاه من سنين !!
أبعد نظره عنها... وكمّل أكله إلا أبو محمد يقول يوم أنهى غداه وجا وقت الفاكهه : عمر يا ولدي..
عمر وهو يرفع راسه بانتباه متحفّز : سم ؟
ابتسم ابو محمد : قالت لي شادن انك انت وهي مستعجلين عالعرس... متى تبونه ؟
وضحت الصدمة الخفيفة على وجهه..كونه ما حكى مع شادن عن هالموضوع ولا حاول حتى : ....م مستعجلين ؟؟
قاطعته شادن بسرعة لا تنفضح كذبتها : ايييييييه عمر.... نسيت اللي حكيناه قبل يومين !
لفّ عليها ..شاف المكر بعيونها وهي تناظره... واللي تهدده يا ويله ينكر ...
ما حب يلخبط الموضوع... ورسم ابتسامة متوتّرة على فمه : اييه صحيح.. بس تونا ما استقرّينا على قرار...
ثم أرسل نظرة متوعّده لـ شادن اللي كذبت على لسانه .. شادن ردّت على نظرته بابتسامة مستمتعة ومتحدّية ..
ما حسّسهم بشي غريب رغم إن الموضوع خنقـه : ما بعد اتفقنا انا وشادن ..
ابو محمد : خلنا نتفق اجل دامك جالس اليوم ..
نفى براسه وبابتسامة : لا خلّنا انا وشادن ..(التفت عليها بنظرة حديدية.. وهي متحفّزه باهتمام )..نتفق على كل شي..وان استقرينا على كل الأمور وقتها نقولكم ..
ابو محمد برضا : يعني ما تبي تناقشه اليوم ..؟
عمر وعينه على شادن بوجوووم : لا ودّي ننهي هالموضوع أنا وهي .... لحالنا !
كلمته هذي وراها معاني خفيّة غير الظاهره ... محد انتبه لها.. لكن شادن ما ارتاحت لنظرته الغريبة والغامضة ،، ومخاوفها زادت ...
ابو محمد : دام كذا براحتكم ... بس ودي تسبقون زواج محمد...
عقب الغدا .. قام عمر واقف وهو يسحب جكيته بعشوائية من ظهر الكرسي.. وطلع لـ غرفته ...
دخل وهو يسمع جواله المدسوس بجيب جكيته يرن ... ضرب الباب برجله من وراه ويده الحرّة تدخل داخل الجيب عشان يطلّع الجوال ...
رفع الشاشة وهو يتقدم بهدوء للسرير ... وتغيّرت نظرته للجمووود يوم شاف اسم ..
"عادل يتصل بك "..
عادل ..ذاك الهمجي ،!
للحظة ما كان رح يرد على هالآدمي.... لكن إلحاح الجوال خلّاه يفتح الخط وهو يعتدل بجلسته عالسرير .. وبنبرة جااااامدة :... نعم ؟
جاه الصوت غااااضب من الطرف الثاني...نبرة مشتعلة نيرااان : ..والله لأوريـك ..!
انصدم عمر من نبرة الهجوم المفاجئة ...
وقال ببرود : خير وش صاير ؟
عادل بناااريـة : إنت وش قايل لـ عياف عني؟؟
عمر تصنّع الجهل : وش قايل ؟ ..
عادل بقهر وغضب مشتعل : عمر لا تستغفلني !
عمر بسخرية : أي استغفال ؟
عادل بحقد : مارح أسامحك عالحركة اللي سويتها.... بسبّتك أخذت كف من عياف ..والله ما أفوّتها لك !
فلتت ضحكة تهكّم من عمر وهو يقول باستفزاز ومُقت : ههه حلو عطاك كف... ليتني شفتكم أحب هوشاتكم !
ازداد عادل غضب من هالنبرة : لا تحسبني ما أدري إنك ورا هالشي..!
عمر تغابى الموضوع : انا كافّ خيري شرّي وجالس بالرياض... يعني تبي تدخّلني بساس مشاكلك مع عياف ، ما تملّ إنت بالله من المشاكل ..؟؟
فجّرها عادل بنبرة مُقت وتهديييد : .. هـه لا تحسبني ما اعرف مين اللي كان واقف عالجبل يراقبني ذاك اليوم...يا عمر !
تغيّر وجه عمر للصدمة .. تمالك نفسه ...وحافظ على نبرة صوته ..
وقال : أي جبل؟؟
ضحك عادل بتهكّم : محد غير شلّتنا يعرف ذاك المخيّم... وسيارتك اللي جيت فيها وصلتني مواصفاتها من الرجال اللي لحقوك !
عمر بحددة وهو ضاغط على لسانه : أحس إنك تلمّح لشي ...لا تلفّ وتدور.. تكلّم بوضووح...
عادل بنبرة حقد وتهكم : تكلّم بالله ... مين كان معاك ذاك الوقت...شفت إنكم كنتم اثنين مو واحد... واللي معي قالوا لي إنها بنت ،
فزّ عمر واقف بسرعة صاروخية ..والجوال بيده على وشك يتهشّم ..والكلمات مضغووطة بفمه : أنا ما جيت ذاك المكان من ذيك السنة ، أبيك تستوعب هالشي..
ضحك عادل ضحكته المقيتة وهو يقول باستفزازية : .. أجل مين قال لـ عياف عن وجودي بذاك المكان؟..ممكن تقولي ؟؟
عمر بسخرية : تهبيباتك المتكررة وتأديب عياف لك ..هذي مشكلتك الخاصة معه... لا تدخّلني مثل كل مرة السبب الرئيسي بكل مشاكلك ..
عادل بحقققد : ما رح أفوّتها لك أنا أدري إنك إنت اللي فـتـّـنت علي...واللّـــه لتشوف ..!
عمر بمسخرة عليه : والله على سواياك اللي بتودّينا بداهية ...تستاهل أكثر من كذا ..
عادل كرهه زووود واشتعل زووود ... وقال بسخرية متبادلة ونبرة غير مريحة : طيب ما قلت يالشريف... البنت اللي كانت معك مين تكون؟..(ضحك بسخرية وكّنه كاشفه).. لا يكون كنت ناوي تجيبها المخيم عشان تاخذ راحتك معها ... عشان كذا رجعت الرياض أجل ! ، صدق انك منافق وتدّعي الشهامة وإنت مافيه أخسّ منك ..
فااااار دم عمر..وغلت شرايينه ..وبانت عروق رقبته وهو يضغط الكلمات ضغط رهيب : عااادل كلامك الوصخ اللي متعوّد عليه تدري فيني ما أواطن أسمعه..
عادل بسخرية : إنت ما تواطنّي كلي ..مهوب شي جديد .. بس مارح أتركك لما أعرف مين اللي كانت معك ؟؟؟
عمر وعيونه الحاادة تحمرّ بشدة من الغضب المخيف : سكّر هالسالفة لا تخليني أجيك الليلة وأنهيك ، سامع..!
عادل بغضب مماثل : تخريبك علي عند عياف..مارح أعدّيها لك... أنا إنهنت اليوم قدام كل الشباب بسببك.. بغيت أموت ومسدس عياف كان على صدري .. كل هالشي لأن حضرتك تبي تنهيني بأي طريقة ...
تغيّرت تعابير عمر للسخرية ..وباع الموضوع .. وقرر يعترف يوم وصلت لهالحد : تدري عاد... دام إنك تتعامل مع ناس من ورانا ...وتجرّنا لمشاكل ومصايب غير اللي احنا فيه .. فتستاهل اللي جاك منه .. ياليته ذبحك بعد وريّحنا من مصايبك ومشاكلك !
عادل موته ولا يسمع هالنبرة من عمر ، لأن عمر يعرف وشلون يستفز له أعصابه ويطلّعه من أقاصي طوره : يالكلب والله لأوريييييك مو عادل اللي ينهان بسبب واحد مثل أشكالك ..
ما تحرّكت شعره بـ عمر وهو يقول : تقلّع أقول تقلّع ... وأعلى مافي خيلك اركبه يالبزر..
سكر بوجهه وهو فاااااااااااير...دمه يغلي غليان بعروووقه ..وعضلات وجهه تتقلص من الغضب المخيف ..
كان معطي الباب ظهره ..وبدون شعور رفع اصابعه لعيونه وضغط عليهم ..
وسمع نبرة بريئة من وراه : عمر ؟
نزّل أصابعه عن عيونه ..وهي يناظر يمين وشمال بغضب من غير لا يلتفت ..أو حتى يرد ..
تقدمت لـ داخل الغرفة والخوف على وجهها : مين عادل؟
اسمه..خلاه يستدير لها بقوة لدرجة إن الهوا تحرك حوله... فزّت بارتباك يوم شافت شعلة نيران شابّة بعيونه وهو يناظرها بذيك الحدة ..
قالت بارتباك : شفيك ..اسمع عصبيتك وأنا برا !
غمض عيونه..ثم فتحها... وهو يقول والحدة بصوته : وش سمعتي؟
قالت وغضبه موتّرها : م ما فهمت شي...ما فهمت غير عادل !
عمر وهو يرمي جواله عالسرير ويمشي له : طيب اطلعي بنام لي شوي..
تقدّمت أكثر وكأنها ما سمعت لطلبه : .. أول أبي أعرف وش فيك !
التفت عليها وهو فااااير ، وتعرف هالطبع فيه ... هادي ، لكن إذا عصّب.. عصّب بكل ما فيه ما عنده حل وسط ..
تماسكت وهي تقرب عنده : لا تناظرني كذا .. أبي أعرف وش اللي مضايقك من كم يوم... أبي أساعدك !
بلل شفته السفلية بلسانه ثم عض عليها ،، وفورته من عادل للحين ما انطفت ..
ما يبي يفرّغ الباقي من حرّة عادل فيها ألحين ..خصوصا إن ذكر عادل للبنت اللي معه خلّا الدم يغلي غليان مو طبيعي بعروقه ..
قال وهو يفك أزرار بلوزته : ما عندي مشكلة عشان احتاج المساعدة .. خليني ألحين
عاندت رغم إنها عارفه إن العناد الحين مجرد تهوّر : مارح أخليك...ملّيت هالحالة !
رفع راسه بحدّة ويده استقرّت على آخر زر ...
وكمّلت وهي تزيد بموقفها : ايييه مو إنت قلت قبل شوي ؟...لازم نحكي أنا وإنت عن الزواج ونقول لأبوي عن قرارنا... ها شوفني ..جيت عشان ننهي هالسالفة..
فتح آخر زر بحركة عنيفة من يده ، لدرجة أن الزر انقطع ..وطار بالهوا عند رجولها ..
نقلت عيونها المتوتره من الزر المرمي بالأرض..لوجهه وجسمه المتشنج من الغضب والعصبية ..
قام واقف والبلوزة مفتوحة..والغضب بعيونه : شااااادن اتركيني الحين.. مالي قدرة أناقش أي موضوع !
قالت بنبرة خوف عليه : عمر قل لي وش فيك؟... ليش مبتعد عنا ؟.. ليش ما تبي تقول لي شي؟؟؟
حط يده على جبينه وهو يتنفس بطريقة مشدودة...ماله إلا يطلع من هالمكان...فـ تحرك بسرعة من عندها لـ دولاب ملابسه .. وهي تلحقه بخووف ...
عمر وهو يشيل البلوزة اللي عليه بحركات عنيفة وهي وراه خاايفه منه ...قال وهو يسحب تي شيرت جديد بعنف كبير عفس الملابس اللي حوله : كم مرة بفهمك اني تمام وما عندي شي أقوله... (التفت عليها وهو واااصل حده..وصرخ بوجهها ).. أنا ما عادني ذاك المراهق... لا عاد تتصرفين مثل أمي تراني تعبت ، أقسم بالله تعبت من نفسي وإنتي ما تعبتي !!
مشى بسرعة وهو يلبس التي شيرت بعشوائية ...وصدم كتفه فيها ، وارتدّت على ورا مرتاعه ..ومصدومه من صرخته !! والألم ينهشها من كلامه ...
بسرعة استردّت توازنها وركضت وراه لـ خارج الغرفة ...
لحقته ومسكت يده قبل يوصل لباب الشارع ودموعها تتجمّع بعيونها ...
التفت عليها وعضلات فمّه متشنجة ..وبعيونه طلب منها تشيل يدها ..
قالت باختنـاق يكتم أنفاسها : خذتها عادة .. كل مرة ما تبي تشوفني ...تهرب مني؟
قال وهو يسحب يده بنبرة قهر : اتركيني تعبت أحاول تفهميني !
خنقتها العبرة زووود وهي تحس إنه يتسرّب من يدها .. تقدمّت كم خطوة..ووقفت بينه وبين الباب ..يعني اعترضت طريقه..وقالت وصوتها يتقطّع : أنا ما أبي أفهم شي ... ما أبي غير تكون حولي .. ليش ما تفهم.. لا تسوي كذا معي تراني أموت والله... (شهقت عند هالكلمة ..وغصّت بالحرف)
دموعها ما هدّته ، بل زااادته غضب وعصبية ... وصراع أكثر : اتركيني يرحم أمك يا شادن ..انسي اني عاااايش انســـي !!
دفّها عن طريقه على جنب وهو غاااضب...وطلع من قدام عيونها ...وهي واقفه والصدمة معتريتها ..
مو مستوعبة ذيك الكلمة ..
انسي إني عايش ..
إنســـي !!
أنا ما صبرت هالسنين الطويلة..والمرارة داخلي...عشان تجي وتقولي بكل بساطة إنسي..
انا ما انتظرت وتحمّلت وجع الانتظار.. عشان تنطقها بهالسهولة ..
ما عرفت وش باقي أكثر...عمر كل ماله ويزيد من الخوف داخلها ... عمر يزيد في ارباكها ...
وهي مو عارفه تتصرّف معه ...
استدارت وهرولت بالحوش ناحية المدخل ودموعها تنقّط منها ... وعند المدخل واجهت بندر اللي صدم كتفها فيه... أخفت وجهها وهي تمشي من جديد بسرعة ، وهالمرة هي اللي تبي تهرب وتنعزل مع نفسها...
لكن بندر اللي حسّ بشي غريب... مد يده وهو ينحني لقدام بسرعة قبل تنحاش..ومسك ذراعها بقوة وهو يقول : هيه تعالي تعااالي !
جابها لعنده وهي تناظر من الجهة الثانية...مو قادر يشوف شي من ملامحها لأن شعرها يغطي..
قال وهو ماسك معصمها باستغراب : وش فيك ملحوقه ؟
شادن بصوت مخنوق حاولت يكون طبيعي : لا...
ميّل راسه للجهة الثانية يحاول يطلّ بوجهها.. يبحث عن شي يشوفه في ملامحها... وهي تتصدّد بالمقابل ...
وحركتها شكّكته فيها ...
بندر بجدية : شادن وضعك هذا أكيد له علاقة بـ عمر...
ما تحمّلت... ورفعت راسها ..وصوتها يتعبّر ..وموجة دموع تندفع وسط عيونها : ..طلع زعلان ومنقلب حاله..!!!
قال باستغراب وااضح : ...زعلان ؟؟؟
بكت وهي واقفه.. بطريقة وهّقت بندر اللي تورّط ..ما يعرف يواجهها إذا بكت بهالطريقة
وقالت ويدها المرتجفه على فمها لا يسمعونها أمها وأبوها : ط طلع زعلان وخايفه ما يرجع يا بندر !!
ضاقت عيون بندر وهو ماسك اخته من ذراعها ..مو فاهم شي : ليش وش قال ؟؟
شادن ودموعها تطيح بالأرض..ورجفة الخوف بأوصالها : مدري عنه بندر... بس عمر تغيّر..تغيّر كثير مو عمر اللي اعرفه صاير مو على بعضه
ما تمالكت نفسها وقامت تشهق من الوجع والخوف...
التفت بندر بسرعة ناحية الصالة والوهقة على وجهه خايف لا يسمعها أبوه وتكبر السالفة... مسك يدها وطلع معها لـ برا ..وأغلق باب المدخل من عقبهم عشان ما يوصل أي صوت لـ داخل ...
جلست على الدرجة الرخامية..وهو واقف قبالها وحدة من رجوله عالأرض والثانية على الدرجة ...
وباستفسار : ما قلتي ليش زعلان ؟ ..سوّيتي شي ضايقه؟؟
شادن وهي تناشق بصوت مهزووز : ما أعـ..رف...صرت أشكّ حتى بنفسي !
بندر وهو يتنهّد من قلبه : طيب انتي تعرفين عمر..وتعرفين نفسيته ومزاجه المتقلّب...مهوب شي جديد...
قالت وهي ترفع خصل شعرها بيديها الثنتين لورا اذنها بحركة متوتّرة : بس خايفه..خايفه ما يرجع للبيت..
(رفعت راسها ودموعها تهلّ برجاا )... بندر تكفى لا تخليه يترك البيت...تكفي قوله يرجع أنا ما عاد أعرف أتواصل معه تكفى بندر لا تخليه..
نزل بمستواها ونبرته تلين..ونظرته تحنّ وهو يحط يده على ركبتها : مين قالك إنه بيترك البيت ؟...هو قال لك شي ..؟
غصّت بعبراتها...وبصوت متقططع بالموت يطلع بوضوح ..ويدها تستقر على صدرها : م..ماقال بس قلبي يوجعني .. يوجعني بقوة بسببه يا بندر...
يكره دموع شادن أكثر من أي أحد ثاني .. قال وهو يحط يده على راسها يخفف عنها : مارح يطلع...تأكدي إنه ما رح يطلع...وهو يقدر على فراقك أصلا..ماعرفتيه يعني للحين؟ ..مستعد يترك الناس كلها إلا إنتي يا شادن..معقولة فيك حيل تصدقين فيه هالشي..؟
بكت وهي ضايعه..ما تدري تصدّق بندر ولا تصدّق احساسها اللي يخنقها أكثر وأكثر مع كل يوم يمرّ .. : بندر إنت مووووو عارف شي..مو عااااارف شي ...محد يعرف شي مثلي ومحد فاهم !!
وحطّت راسها على ركبها وهي تطلق العنان لـ دموعها ...وتحارب احساسها اللي تخاف إنه يصدق ويصير واقع !
ما تبي تنصدم فيه زود...ما تبي !
يكفيها سالفة اللصوصية اللي عايش فيها ..
يكفيها سالفة نهى ..اللي محتلّه جزء من حياته المغيّبه عنها..
ما تبيه عاد يكمّلها... ويدق المسمار الأخير بنعشها ..
كلامها الغامض أقلق بندر وخلاه يعقد حواجبه..ووجهه يتحوّل للجدية التااامة ...
حطّ يده على كتفها يبي يفهم : كلامك ألغاز.. وش اللي احنا مو فاهمينه ؟؟؟
ما تحمّلت نقاش أكثر ..وهي تدفّ يد اخوها عن كتفها وتقوم واقفه ..وهي تناشق : ما أبي منك غير تكلّمه...ما أبي منك غير ترجّعه للبيت..ما أبيه يتركنا فاهم ما أبيه يكرر الغلطة اللي سوّاها قبل...
راحت بسرعة لـ داخل وهي تمسح دموعها من وجهها بعنف ، وحالتها النفسية متدهورة ...!
بندر استمر على جلسته فوق الدرج الرخامي ... وحكي إخته ما ريّحه أبد... شادن مو من النوع اللي يحكي من غير معنى.. شادن عادةً ما ترمي حكي فاضي لمجرد التفريغ..
طبعها إن حكت شي ..فهي تعرف وش تقول !!
نفض راسه من الوساوس اللي تجمعت في باله...وقام واقف وعينه بالجوال يبحث عن رقم عمر..
اتصل فيه وهو يناظر السما ويتخصر بيد وحدة .. ينتظر جوابه...
انرفع الخط بعد دقايق ..
وقال بندر مباشرة : عمر ؟
رد ببرود وملل : نعم ؟
بندر : وينك انت الحين ؟
عمر بنفس الكسل : طالع أشم هوا ...
بندر ارتااح : زين يعني بترجع للبيت ؟؟؟
عمر باستغراب : ليش تسأل ؟؟
بندر : بس أبي أحكي معك بموضوع !
عمر ما ارتاح لنبرته : ..موضوع ايش؟
بندر : إذا جيت قلت لك...شادن تقول انك طلعت زعلان ... أبيك تترك زعلك الماصخ الحين وتجي تريّحها...(بضيق ) قامت توسوس البنت وتقول لا تتركه يطلع من البيت...مدري شفيها تعقّدت بسبّتك...قامت تتخيّل إنك بتتركنا من جديد....
لازال موجوع من شادن ..وبندر زاد جرعة أوجاعه ألحين بهالحكي ...
نزّل عمر الجوال عن اذنه لحضنه..وباليد الثانية فرك عيونه وهو جالس بالسيارة... وحكيها سبّب له لوووعة ..
ما يدري شلون يتصرّف... رجع من غيابه للرياض بس عشان ينهي الموضوع... ولقا نفسه كل يوم يماطل أكثر..كل يوم يأجّل أكثر... ولاهو قادر ينفّذ اللي جا عشانه..
من يشوف وجهها.. يضعف ويفقد كل قوة معروفة عنه ... يبي يتخلّص من هالحمل والذنب...لكن ما يعرف وشلون يبداها ..
والنتيـجة عصبيّته الحااارة قبالها ... تعذيبها وتعذيب نفسه !!
بندر وهو يناديه ما يرد : الووو... عمر أكلمك !
رفع عمر الجوال لإذنه وهو يحافظ على نبرته لا ينكشف : معك !
بندر : لا تصدمني وقولي إنك جد بترجع للبيت..
عمر بصبر : برجع لا تصدّق اختك المجنونة
بندر ابتسم براحة : ايه زيين... مدري ليش خفت...شدين إن حكت غصب تصدّقها
ضحك عمر من غير نفس.. ثم سكر من بندر ورمى الجوال جنبه..
كاااره نفسه...وكاااره حياته... ومشتاق للسلام اللي عاشه بالماضي ..وما رح يتحمّل فراقها ..!!
/
:
|