كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
‘
في قصــر أبو خالد ،،
بغرفته .. المُلحـق ،
اللي يشوفه بذاك الوضع يقول وراه امتحااان مصيري وقاعد يذاكر له !
لأن تركي بذاك الوقت كان متمدد على سريره ومتكّي ظهره على ظهر السرير..لابس نظارة القراءة وكتاب كثير الصفحات على رجوله.. وحوله متناثره عدة أوراق ..والنوت اللي يكتب فيه كل شي يخصه جنبه.. والتي في قباله مشغّله بس مقصّر على صوته !
سمع دقّ على باب غرفته.. وصوت ابو خالد وراه ، وبسرعة سكّر الكتاب اللي معاه ودسّه وراه ثم سحب كتاب ثاني عربي بنفس المواضيع وترك أوراقه حوله لأنها كلها عربي وحتى النوت خلاه جنبه ... ما حرّك شي من الوضع حوله !
دخل ابو خالد بملابس البيت وهو يبتسم لـ تركي اللي بادله الابتسام وهو يعدّل وضعية جلوسه ويحط رجوله عالأرض!
ضحك ابو خالد من شاف المنظر اللي لفته : ما شاء الله تدرس ؟؟؟؟
ابتسم تركي وهو يشيل نظارة القراءة اللي أعطته هيئة غير : ايه تقدر تقول .. ادرس بطريقتي .. أحب القرايه يا عمي هوايتي الأولى !
ابتسم ابو خالد : وانا اقول ليش احس فيك شي غير عن قراينك.. عقلك فيه شي ملفتني وانا عمك !
ابتسم تركي وسكت ..
ابو خالد وهو يجلس على كرسي جنب الطاولة الوحيدة : وش المواضيع اللي تحب تقرا عنها أكثر شي ؟؟
سكّر تركي الكتاب ورفعه قدام عينه ليشوف الغلاف والعنوان .. "كيف تطوّر من استراتيجيّتك الخاصة"
ابو خالد : تحب التجارة واجد ؟؟
تركي ضحك وهو يرمي الكتاب جنبه : اكييد وانا ما جيت شركتك إلا عشان ابدا أكوّن نفسي بالمكان المناسب ..
ابو خالد ضحك : طيب لو ما قبلتك وش كان بتسوي ؟؟؟
تركي : كنت بدوّر لي مكان ثاني ...بس أنا ما جيتك الا سامع عن شركتك وسامع كلام كثير عن صاحبها .. جيت أجرب حظي والحمدلله ما خاب ظني... كنت افكر اجمع راتب فوق راتب وابدا أكون نفسي بعد سنتين ثلاث !
تنهّد ابو خالد بابتسامة وفتح الموضوع اللي جا عشانه ..
: وليد .. جايك اليوم أبيك بموضوع !
انتبه تركي ورزّ ظهره باهتمام : آمر يا عمي !
ابو خالد : ... بعد اسبوع أنا مسافر ... وأبيك تجي ترافقني !
رفع تركي حواجبه باهتمام بالغ : .. تبيني أرافقك ؟
أبو خالد : اييه .. بسافر لـ روسيا عندي بعض الاجتماعات وشغل مع بعض شركات اعرفها من كنت دبلوماسي فيها .. وناوي أخذك معي !
عقد تركي حواجبه : بس خبري عادةً .. الاستاذ محمد هو اللي يرافقك ..
ابتسم : سفرتي هالمرة بتطول عن العادة... محمد بيجلس يداري الشركة بغيابي... وأبيك أنت معي ترافقني...
تركي حب يعرف السبب : ليش أنا يا عمي ؟؟
ابو خالد تأمّل حال غرفته وأوراقه والكم كتاب اللي حوله : .. لأني أبيك تكبر على يدي .. مثل ما كبّرت محمد... ناوي أكبّرك !
نقل تركي عينه على زوايا الغرفة بابتسامة غريبة : .. أخاف تتعب معي يا عمي !
ابو خالد فهمها ببراءة : أتعب كم شهر معاك ماهي مشكلة .. دام بعدين بنستفيد كلنا ..
تركي نزّل عينه لا يشوف اللمعة الغريبة اللي فيها ويلاحظ معاني غير البراءة : مُصرّ على روحتي معاك ؟؟
ابتسم ابو خالد وكمّل : ... منت الوحيد ترا... تدري انت عن حال شركتي الحالية.. والمشاكل اللي مو راضيه تنتهي .. الشهر الجاي برسل مجموعة من شباب الشركة لدورات خارجية لمدة شهر كلن على حسب مجاله وعلى حساب الشركة الخاصّ.. سمّها دورات تدريب مكثفة !... محتاجين التطوير بالشركة... محتاجين التجديد والجديّة أو حالة شركتي ممكن تسوء وتتردى وتدهور.. الحلول محدودة بيدينا .. لازم مشاريع كبيرة.. ولازم تطوير كفاءاتنا حتى نواكب التطوير والمنافسة بالسوق.. الضغط علينا كبير لأن شركتي توقّفت 12 سنة ومن سنتين واحنا نحاول نعالج مشاكلنا... المشاريع ما توفّقنا الا بشراكتنا مع ابو راهي.. وأنت من قائمة الأسماء اللي أدرجتها عشان ياخذون لهم دورة خاصة ومكثّفة برا ..
طارت عيونه تركي ... توقّع الموضوع مجرد مرافقة !!
بس وش دورة تدريبية ..وهو مو محتاج أساساً !
ابو خالد : وش قلت يا وليد ؟... ، إنتْ وخمسة من شباب الشركة رح يطلعون بدورة تثقيفية وتدريبية .. بس انت رح تكون معي مرافق وبتاخذ دورتك بمعهد متخصص بروسيا اعرف الناس اللي قايمين عليه..وباقي الشباب بيطلعون لـ برلين !
سكت تركي بعيون مليانه اهتمااام ..
وابتسم ابو خالد : واختار الدورة بأي تخصص تبيه....(ناظر الكتاب اللي جنبه ).. ملاحظ إنك تحب التفكير والاستراتيجيات من كنا بالبر من يوم نقاشك مع ابو راهي ... جرّب ان كان لك رغبة .. وإن طلعت بشي يرضيني من المعهد .. وقتها شركتي بتفتح لك أبوابها أكثر من قبل ،
تركي بدهشة : جااد يا عمي؟؟.. تبيني أخذ دورة هناك؟؟ ..تقولها صادق؟؟
ابو خالد : هالمواضيع مافيها مزح... هالموضوع في بالي من قبل روحتنا للبر... بس ما كنت متأكّد من قدرتك إنك تتحمّل وتقدر تنفّذ شي مثل ذا.. ! بحكم ظروفك يعني !
ابتسم تركي بمتعة مفاجئة : .. وألحين ؟؟
ابو خالد بنبرة صرييحة : تبي الصدق... للحين فيه عندي نسبة شك... بس اللي شفته منك للحين ... ثقافتك قراءاتك.. يعني تقدر تقول موضوع يستحق التجربة بنظري... والنتيجة تعتمد عليك قبل كل شي !
ابتسم تركي وسأل بصراحة : لو ما كانت شركتك تعاني مشاكل يا عمي ؟؟.. كنت بتفكّر بهالشي ؟؟
ابو خالد : لولا هالمشاكل كان ما فكرت ارسلك انت وبعض الشباب عندي برا وعلى حسابي... لكن اعتبرها فرصة وقلت لهم نفس الكلام .. اعتبروها فرصة واللي ما يستغلها فوظيفته وراتبه بيظل مثل ماهو !
تركي بهزّة راس : تحفييز حلو يا عمي
ابو خالد : وش قلت ؟ إذا لك رغبة علّمني .. ومن بكرة بجهّز أوراقك وأرسلها برا باسم الشركة ..
تركي ما عاااارض.. بل ابتسم ونظرته مليانه موافقه : اللي تشوفه... أنا موافق ... !
ابو خالد : لا تخيّب ظني .. متوقّع منك كثير وما أثار رغبتي هذا الا حماسك ورغبتك الدايمه وكلامك انك تبني نفسك
تركي ابتسم : بشد حيلي وان شاء الله أكون شاطر !
قام ابو خالد وهو يلتفت بالغرفة يبحث عن شي : الساعة عشر الحين.. ما أشوف صينية الأكل ..ما جاك عشاك؟؟
تركي : قلت لهم دايما العشا أبيه على عشر ونص... شوي ويجيبونه.. بكمّل قراية هالكتاب وعشاي يبيله نص ساعة
ابو خالد برضا : زين اجل تصبح على خير..
طلع من عنده بعد ما قال اللي كان ساااكن بخاطره لفترة ، وتركه راجع قصره ،
ليش مهوب متفاجئ... ليش مهوب منصدم !
الاقناع اللي كان هدفك..وكنت دايم تحاول توصله بعيون ابو خالد.... هذا هو تحقق يا تركي بعد هالشهور !
ابتسم وهو يردّ نظارة القراءة لعيونه بيد وحدة .. وسحب جسمه لورا لين أسنده على ظهر السرير ورجله اليمين حطّها على رجله اليسار ،،
رجع يقرا بالسطور وعُقدة عادية بين حواجبه والأفكار تداخلت ،
ومرّت فترة لين سمع دقة عالباب... ودخلت الخدامة رفع راسه وابتسم يشكرها
حطّت الأكل على أقرب طاولة وطلعت وهي ترد الابتسامة المؤدبة ..
بدا ياكل عشاه ،
وبعد ما أنهى أكله دفع الطاولة الصغيرة اللي كانت على عجل بعيد... وهو يمسك جواله بعد ما تذكّر شي لازم يأكّد عليه ،
دق الرقم وهو يرخي راسه على الوسادة وصار شبه راقد : I am Turky ..the one who came to your store today ! .. don’t forget my order tomorrow.. how much does the gift cost?
( انا تركي ..اللي جاك بـ محلك اليوم... لا تنسى طلبي بكرة... كم تكلّف الهدية ؟ )
ابتسم : قوود ثانيكو ..
سكّر ورمى جواله.. ثم مسك الكتاب المرمي جنبه يكمّل ، وهو حاس بالمتعة من التصرفات اللي قام يسويها هاليومين !
وكأنه جالس يلعب !!
:
،
رجع بندر للبيت وهو ماسك ملف بيده .. دخل وهو يحك شعره من التعب ..
من الصبح صاحي ومن الصبح وهو طالع من البيت ولا رجع إلا الحين ،،
لقى أهله توّهم حاطين عشاهم على طاولة الأكل ويستعدّون للجلوس .. قرّب من الطاولة وهو يركّز في ملامح محمد اللي كان جالس وبهاللحظة يغرف له من طبق المكرونة وعينه على صحنه بملامح هاااادية .. مُريحة بعض الشئ ،
ما يدري يرتاح ، ولّا يعطف عليه ، ولّا يعطف على عمره ؟؟
رمى الملف على طاولة بطريقه من غير لا يوقف..وسحب الكرسي اللي جنب شادن وجلس بسكوت
امه : هااو بندر رح غسّل يديك من الصبح وانت برا ..
بندر مسك المغرفة : باكل بالملعقة أنا... مشوااار للمغسلة !
أمه : قمم اشوف منت بزر ..
غيّر الموضوع ما يبي يقوم.. تعب حركة من الصبح : إلا وين عمر ؟؟.. ما يبي يتعشى ؟؟
شادن بنبرة فيها مسحة ضيق مو واضحة : ..قلت للخدامة تناديه.. قبل شوي
طالعها باستغراب هالمرة : ..غريبة وليش ما تنادينه انتي ؟؟؟
سكتت شادن ..وش تقول ؟
بندر : قومي اشوف ناديه ..
شادن وهي تاكل من غير حماس : لو يبي عشا بيجي من نفسه !
بندر : غريبة حركتك ذي !.. أول عشا له معنا من زمن ..وش مجلّسك ولّا يعنني مسويه ثقل هههه (سخرية عليها )
وش تقول ؟..هي تسوي اللي هو يبيـه !!
قال أبوها : ناديـه يبه خلينا مرة وحدة نسولف معه عنكم !!
هالكلمة هجججدتها وخلتها تنزّل الملعقة وعيونها وهي ساكته...ما تبي تحسسهم بشي غريب وما ناقشت قامت وهي تقول : ان شاء الله !
طلعت من باب الصالة لبرا.. وراحت لملحقه معشوقه ومكانه الخااص ..،
الباب كان مسكّر ..وبنفس عميق دقت عليه الباب ..
ما انتظرت ردّه مباشرة فتحت الباب .. ووقفت على عتبته وعيونها تطيح عليه واقف قدّام المرايه وواضح عليه توّه مغّير ملابسه ..، أو .. ماخذ حمام انتهى منه الحين ،
تكتّفت وأسندت كتفها على اطار الباب : .. العشا بَرَد عمر !
قال وعينه على نفسه بالمراية يعدل بلوزته البسيطة اللي توّه لابسها : .. دقايق !
قالت : قلت للخدامة تناديك من نص ساعة ليش تأخرت.. ابوي يسأل عنك !
أخذ الفوطة من حافة الطاولة جنبه وفرك بها شعره بشكل سريع لأنه ما جفّ .. بطريقة عفست كل شعره وصار منظره جد فوضوي بس عذاب : .. ارجعي قبلي وجاي ،
ما تحرّكت .. واستمرّت على وضعها ،
رمى المنشفة على السرير الشبه معفووس وناظرها بعد ما طال وقوفها : وش اتفقنا ؟؟.. ما كان لازم تجين وتتركين عشاك.. الخدامة قالت لي وقلت لها جاي
ابتسمت ابتسامة صغيرة نصّها وجع ونصّها تعب : ... أدري إنت للحين على كلامك امس... وتراني ما دخلت الغرفة واقفة عالعتبة لو تشوف ..ولّا بتمنعني بعد من العتبة..؟؟
ما علّق على كلامها وهو يسكّر كم بلوزته .. ومشى للباب وهي باقي واقفه ما تحرّكت ..
قال وهو يمسك وكرة الباب بيد وهي واقفه قدامه بصممت : ..يلله نتعشى ؟
يا هدوءك الرايق ، ولا كأنها تتقلّب على نار الحيرة ولا تدري وش خطواتك الجايه يا عمر !
خطواتك اللي قامت تنثر الخوف..وتبعثر الأمان داخلها !!
تراجعت خطوة لورا عشان تفسح له المجال .. وطلع بعدها وهو يسحب الباب وراه ..
دخلوا سوى للصالة وهو يسلّم على اللي كانوا ياكلون حول طاولة الطعام ..
أبو محمد : وعليكم السلام..تأخرت الله يهديك !
رجعت شادن لمكانها جنب بندر ..وعمر اخذ مكانه مقابلها وجنب محمد وهو يبتسم : كنت اخذ دش سريع ..عشان يكون عشا ووراه نوم على طول !
كمّلوا أكل والسوالف بين الشباب وابوهم.. شادن أول من انتهت قامت وهي تقول "الحمدلله..تصبحون على خير"
ابوها : وين بدري شوي !
ابتسمت : عندي اوفف بكرة عشان كذا بروح للمستشفى من بدري عند سحر ومشاعل !
ابوها ابتسم : اييه خذي لبنت اخوي هدية على ذوقك وقولي لها ذا من عمي ويقول ما تشوفين شر ان شاء الله..وان شاء الله بمرّها..
شادن : اكييد ان شاء الله ..(ناظرت بندر وأصابعها على طرف الطاولة )... بندر بتوديني بكرة ؟؟
بندر بجمود وهو ياكل : تكفيني مشيعل ... باخذها نومة طويلة بكرة لا تصحّيني ..شوفي لك غيري ولّا (ناظر عمر).. خلّي عمر يوديك !
لفّت مباشرة كنّها ما سمعت اقتراحه.. لـ محمد : .. وانت محمد تقدر ؟؟؟
حسّوا اثنينهم ..بندر ..وعمر .. بتجاهل هالاقتراح !
عمر ما علّق وكمّل أكله ولا كأن اسمه انذكر.. ولا أظهر أي حساسية ، ولو إنّ الموضوع لسعه شوي ،!
وبندر ما علّق هو الآخر ...
محمد : .. وانا طالع للشركة إذا تبين !
قالت : اوكي..
وتركتهم عشان تنام.. وبعز السوالف المستمرّه ،
قال ابو محمد لـ عمر اللي كان ياكل تفاحة : عمر مدري ان كان فيك حيل الحين نتكلم عن الزواج !
مجرّد فتح هالموضوع عوووورّ قلبه.. وأجج مشاعره اللي دايم يحاول يحبسها بزاوية غير معروفة داخله ..
نزّل التفاحة وبنبرته الهادية : ودي لكن مافيني حيل نقاش الحين والساعة تعدّت الـ 11 ..
ابو محمد : مهيب مشكلة ..رجعة ورجعت لبيتك.. يقدمّ الله خير ان شاء الله
ابتسم وكمّل تفاحته ثم استأذن بيروح ينام ..
::
طلع بندر لـ غرفته وبطريقه قرر يمرّ على غرفة محمد اللي كان ثاني واحد يترك العشا ..
بالنسبة لهم ماعاد فيه شي يحكون فيه مع بعض..انتهى الكلام.. كلن منهم وقف على نقطة ... نقطة قيّدتهم ما عاد يقدرون يتجاوزونها احتراما للآخر واحترام لـ مشاعر الآخر ،
دخل الغرفة ولقى محمد توه لابس بيجامته والغرفة ما تضيئها الا نور الأبجورتين الصفرا ..
محمد وهو واقف عند تسريحته يفك ساعته الفخمة : هلا بندر..!
بندر دخل وهو يبتسم .. لكن ابتسامته اختفت يوم شاف شي مُشرق وعَطِر محطوط بوضوح على مكتبه.... سكت وتقدّم يركّز عليه ..
كانت باقة جميلة من الورد الأحمر والسكّري ،، وورودها في بدايات الذبول الخفيف وواضح إنها تمّ شرائها من ساعات طويلة !
محمد ما كان منتبه وهو يرمي بساعته عالتسريحة وأفكاره مو مخلّيته يركّز بشي ،
بندر لمس الباقة وطاحت يده على بطاقة على حافتها ... فتحها بإصبعه من غير ما يشيلها.. متوقّع بيلاقي شي مكتوب لكنها كانت بيضا ..
قال بندر بعز الصمت : شاريها لـ سحر يا محمد ؟؟
هاللحظة رفع محمد عينه لصورة بندر بالمراية منتبه لكلامه... وباستدراك راح له وهو يمسك الباقة : ..مو لأحد !!..
بندر : ........؟
محمد بنبرة ضاييقة وخااافتة : ..أنا مدري وش كنت أفكر يوم شريتها !
بندر : شاريها لها ؟؟
مسك محمد الباقة من أغصانها من تحت..وبنفس اليد هوى بها بسلة المهملات اللي جنب المكتب ..ينهي تفكيره الغبي بنظره..واللي ما يدري ليش فكّر فيه ،
: ..مو لأحد قلت لك ...
بندر : .........!
محمد راح لسريره : اطلع بنام !
بندر : ... ليش ما أرسلتها .. ما تدري وش ممكن يكون تأثيرها على سحر عقب اللي صار.. يمكن تداوي شي فيها منك ؟
محمد وهو يبعد الغطا عن السرير : .. تبيني أطيّنها زيادة... هالموضوع بالنسبة لي انتهى ..قلت لك سحر صارت مسؤوليتك مقدر أفكر فيها مدامك طلعت داخل بالسالفة !!
عوّره قلبه ورفع الملف اللي بيدها يحك فيه راسه ..وقال بعد تنهيدة : ..مصر على رايك محمد ؟..مصر أدخل بالسالفة من عقبك ؟
محمد : أنا خطبت وانتهيت وش منتظر خطوة مني عقب ذي ؟
بندر اعتـررف : ..مدري يا محمد ..ان كنت باخذ سحر ... فحاليا مستحيل آخذها !
محمد ناظره يتابع وكلام بندر وراه معاني ومقاصد..
ابتسم بندر وهو يناظر الأبجورة المتلألأة ..ثم محمد عشان يشرح كل شي يفكّر فيه : ... عقب اللي صار.. مالي نيّة أتقدم معاها خطوة حالياً.. مع معزّتي لها ..وكل شي داخلي... بس الحين مافيني قوّة أخذ دروك.. حتى لو كانت هي تبي !
محمد : .. لك الخيار .. اعتبرني برا اللعبة .. كثير اشياء تشغلني وان شاء الله انسى سحر مع الأيام ..
ابتسم بندر وهو يسند جسمه على حافة المكتب : .. حتى لو قلت هالكلام... اللي صار مارح تنتهي آثاره بيوم وليلة ... قررت أنا اترك الموضوع فترة مثل ما تركته انت... لعل الموضوع يبرى لثلاثتنا .. نحتاج وقت يا محمد...وأنا أكثر واحد احتاج هالوقت ... ما اقولك ما اتمنى سحر... أتمناها من زمان لكن صعب علي أبادر بالخطوة حالياً ،
سكت محمد وهو يناظر بلكونه ، مافيه شي ممكن يعلّق عليه ، لأنه انسحب وصعب يرجع عن هالقرار ،،..وان كان لا زال يحاول يتماسك ويتعلّق بقوّته وجموده المعروف عن نفسه ،
قال بندر يكمّل قراراته وصرااحته وما فضّل يخفي شي عن محمد : ... ببتعد أنا .. طالما ان الموضوع لازال بقلبك..وهي لازالت بقلبك.. وان ربي تمم زواجك.. محد يدري يمكن تنقلب الامور وانت تلقى لك حياة أحسن.. وأكون انا لقيت طريقي مع سحر أو مع غيرها ..،!
رمى محمد نظرة على بندر ، من غير تعليق ، ولو ان بندر يأمّل على أشياء مستقبلية تختلف عن الواقع الحالي.. لأن الواقع الحالي ما يساعد أحد ، لا هو ، ولا محمد... ويمكن سحر !
بندر بابتسامة شبة مُرّة : ..هذا قراري... إنتْ سلّمت سحر لي ..لكن ما رح أقبلها الحين... قراري بأجّله بعد سنة أو سنتين .. لمّا أرجع بندر جديد..وعرفت وش أبي من حياتي .. وانت تصير محمد جديد ويكون كل هذا ماضي من ماضيك ، وقد بديت حياتك مع خطيبتك.. تكون وقتها نسيت... وانا سلخت نفسي ونسيت أي شي بينكم ..
( وكمّل ) : وقتها برجع أفكّر بكلامك !
ابتسم محمد ابتسامة متوجّعة وهو يرمي راسه عالوسادة : كلامك ذا كثير يا بندر... واللي بقلبك كثير... خلاص سوّ اللي يريحك ...لا تفكر فيني
بندر تنهّد : اقول هالكلام.. لأني الحين ما ابي اكون غير ولد عمها... ما ابي غير هالشي.. !
محمد : هذا قرارك من اليوم وطالع فرجاءً لا عاد تجي تسألني عنها..
بندر بابتسامة : وعشان كذا... رحت ازور المدرب حسام اليوم !
محمد باهتمام : المدرب حسام؟؟.. وش جابه على بالك الحين؟؟
بندر : نسيت يوم طلبني للمنتخب قبل اربع سنين !
محمد تذكّر : ايه ما نسيت... بس ليش الحين ؟؟
بندر : قلت لك برجع معاه من الحين .. كلّمته اشوف ان كنت اقدر احجز لي مكان مع المنتخب... الأولومبيات قريبة شهرين ثلاثة تقريبا
محمد باستغراب : ووش قال ؟
بندر : قال تعال النادي ما يقدر يقرر الا بالتدريب.. خبرك كثير شباب مترشحين... ومارح أضيّع الفرصة من يدي.. كل اللي أبيه الحين... اسافر وابتعد..وأشغل نفسي بشي أحبه الفترة الجاية...
تنهّد محمد وغمض عيونه : ..... قرارك لك...
بندر ابتسم : والمعسكر الجاي بعد شهر .. معسكر رح يكون بجدة لفترة .. وبعدها بنلعب بطولات ودية بكون فيها غايب عن البيت... تبي الصدق هذا اللي أدوره حاليا...
محمد : قلت لك اللي تشوفه سوّه .. الحين خلني انام ..
ترك غرفة محمد ..وأنهى بندر كلامه عقب ما طلّع كل اللي يجول في خاطره ،
هو خلاص قرر... ولقاه الحل الوحيد حاليا..لين تصفى النفوس ،
بهالحالة آمن بالمقولة اللي تقول .. إن الوقت هو المسألة وهو الحل ..للي مثله !
دخل غرفته ورمى ملف معلوماته اللي خذاه معه لمقابلة مدربه السابق .. عشان يتقدّم للترشيح وهو يؤمن بقدراته ويؤمن إنه بيخطف مكانه مع المنتخب اللي كان حلم من أحلامه أثناء مراهقته ،
:
/
المستشفى ،
في الصباح الباكر وبداية ساعات الدوام ،
دخل خالد على مكتب جمال ، ولقاه توّه يحطّ كوب قهوته على مكتبه ويجلس مكانه توّه حاضر للدوام ،
د. جمال : ها خالد وش جابك بهالصبح ! .. ليش ما تنقلع للمزايين اللي انت تشرف عليهم ..(بحنق) .. آخخخ ليتني مكانك عليك حظ ..بس المشكلة انك منت بكفو !
ضحك خالد وهو يجلس : بلاها طلعاتك ذي الحين..مب وقتها ... ( عطاه ملف فيه صور الأشعة ) .. ابيك تفهمني بشكل شامل عن ذي الحالات .. !
اخذ الملف وفتحه ..تأمل الصور شوي بتركيز عادي ..ثم رفع راسه : شفيها ؟؟
خالد : من أمس أبي أسألك عن شي نفسي اكثر منه جسدي..
جمال باهتمام : وشو ؟؟
خالد : الـ emotional trauma ?
جمال باهتمااام : الصدمة العاطفية ؟.. وش تبي تعرف عنها بالضبط ؟
خالد : كل الكلام اللي بقوله لك يخص اختي سحر.. بس رجاءً يا جمال لو شفت ابوي بالصدفة لا يوصله شي.. مارح يستوعبه ببساطة .. ابي اعالجه بنفسي معها وان شاء الله تكون مثل ما أتمنى بسيطة
جمال : اختك؟؟.. تعاني من شي غريب يا خالد ؟
خالد : الصور المقطعية اللي خضعت لها امس ما كانت طبيعية وزي ما قلت لك الدكتور وائل شخّص حالتها فوق ماهو التهاب رئوي.. إلا ان فيه شي أكبر اللي هو الايموشنال تروما.. وحاليا مافيه عوارض عليها وهذا اللي خلاني أشك.. وهي ما تبي تتكلم !
جمال ابتسم بمواساة : ..على هونك عليها ... عادةً اللي يعانون صدمة ما يدرون إنّهم يعانونها ... يعني الشخص ممكن ما يصرّح لكن العوارض تظهر عليه وهو نفسه ما يكون عارف ..
خالد باهتمام : ..طيب وش سببه؟.. سحر كانت طبيعية أذكرها زين هناك.. شفتها كذا مرة بالبر ماكانت تشكي شي ..
رجع يطالع الصور الكثيرة واللي توصف متغيّرات متفاوتة : .. أسباب كثيرة ما تنحصر على واحد .. وعادة تنشأ من حدث مفاجئ وغير متوقع بحياة الانسان .. ممكن تكون بسبب اصابة مفاجئة.. موت شخص قريب .. انفصال عن علاقة حميمة أو مهمة.. اصابة بمرض خطير .. فشل دراسي .. فشل اجتماعي .. يعني لها اسباب بس غالبا مثل ما قلت وقوعها بشكل مفاجئ وغير متوقع يكون هو التأثير الاكبر ..
(قلب الصور فوق بعض وهو يناظرها .. ) : بمعنى ثاني الشخص المصاب يكون غير مستعد له وقت وقوعه .. وأحيانا ممكن تكون الصدمة ناتج عن ضغط مستمر لفترة...وبحالات مختلفة تنتج الصدمة عن حدث متكرر.. اللي يولّد رد فعل عكسي... وبحالات يا خالد ..تكون ناتجة عن حدث صار في طفولة الشخص.... كل هالأشياء تندرج تحت الأسباب ..
خالد بجدية وهو يتابع كل كلمة : .. طيب ان فكرّت بكل هالأشياء .. ولا وحدة تنطبق عليها ..
جمال : .. خالد هالحالات تلاحظ عوارضها مع الوقت.. مقدر احكم على قوة الصدمة من غير ما أشوف الشخص وألاحظ تصرفاته قدامي .. اقصد بتصرفاته يعني اسلوب حياته .. تعامله مع الأشخاص من حوله.. تعرف وش اقصد يا خالد ،
خالد : ايه فاهمك... بس ماني مستوعب كيف اربط حالتها وانا ما عندي السبب
جمال : نصيحتي الوحيدة حاليا.. إنك تراقب سلوكها... ان كانت عانت صدمة مثل ما يقول د. وائل ..فأكيد بتظهر عليها عوارض مع الوقت.. راقبها وخل الكلام معها بعدين مدامك مو متأكد وهي ما شِكَت لك من قبل ،،
خالد بتنهيدة : هذا شورك ورايك ؟
ابتسم جمال : ردّيت عليك حسب كلامك... تقول شاك في وضعها..أقولك راقب سلوكها هالكم يوم وانت اخوها واكيد تعرف اذا فيه حاجة تغيّرت فيها ،
خالد : والعوارض الشائعة يا خبير ؟؟
ابتسم جمال من كلمته اللي فيها شوي تريقه : فيه كثير والله كان تبي الجد... أهمها.. تقلّبات المزاج .. الغضب والهيجان وحدة السلوك ..الشعور بالذنب.. انكار الواقع ..التشوش الذهني ..فقدان التركيز... الانطواء.. الانفصال الاجتماعي..الأرق والخوف ..الاكتئاب .. والقائمة تطول .. عندي كتاب عن هالحالات كان تبي...تستفيد !!
خالد : لا فال الله ولا فالك جعلي ما أحتاجه .. ان شاء الله الموضوع بسيط وما يكون مثل ما نتخيّل ، كلامك ذا يجيب الهم !!
ابتسم بمواساة : ان شاء الله .. اللي عليك الحين ..إنك تراقب سلوكها .. السلوك هو أكبر مؤشر يا خالد .. السلوك يعكس النفسية مهما كانت ..
ابتسم خالد وهو يوقف وياخذ الملف معه : شكرا على وقتك ..أول مررة استفيد من واحد مثلك
ضحك جمال : حاقرني يالسفيه .. تراني أكبر منك ولولا ثقتك اني بفيدك كان ما جيت يا سفيه
ضحك : هههههههههههه طيب طيب اشرب قهوتك بردت.. وأنا بروح أسيّر على سحر ،
د.جمال قلب عليه : انقلع فااارق !!
طلع خالد وراح لغرفة سحر .. الساعة كانت تشير لـ عشر الصبح ، ولقى عندها شادن ومشاعل اللي صحت من النوم على دخلة شادن وعليهم وبيدها كيس فيه شوية عصاير طبيعية لها ولـ مشاعل اللي دقّت عليها تمر السوبر ماركت تجيب شي يسلّيها في قعدتها مع سحر ،
دخل وسلّم وعلى طول ركّز بنظره على سحر اللي كانت هااااادية .. ساااكنه وهي لابسه ملابس المستشفى البيضا وبوضعية الجلوس.. وهالشي بدأ يصير غريب بنظره... ما كان يحس إنّها تسولف مع شادن ومشاعل يوم دخل عليهم ، بالوقت اللي كانوا هو يسولفون ،!
سألها عن حالها كم سؤال وهي ترد بإيه ولأ وكلمات مقتضبة ..قرر يمرّها بعدين.. وتركها عقب ما وصّى شادن ومشاعل عليهم ..وراح يستأنف شغله بعد ما انتهت اجازته ويُعتبر اليوم ..هو يوم دوامه الرسمي الاول بعد الاجازة ،
:
/
بمكان ثاني من المستشفى ..
دخلت ياسمين من بوابة المستشفى مع ابوها اللي وصل للدوام.. وانفصلت عنه عند البوابة مباشرة.. راحت لصديقتها سناء بكافتيريا المستشفى واللي كانت تنتظرها عند الكاونتر ..
سناء : وير آر يو ؟؟.. لي نص ساعة واصله ..
ابتسمت ياسمين وهي تلبس اللاب كوت حقها : كنت بجي لكن داد قال نروح سوى ..وبصراحة ما خالفت زمان ما ركبت معاه السيارة هههه
سناء اخذت طلبهم ..وأعطتها كوبها وهي تقول : زين إني ما طلبت بدري او كان برد.. يلله لتس قو ..؟.. بشرب قهوتي ثم بروح لغرفة رقم 105 .. لازم اتابع الحالة واسجلها ..
ياسمين ابتسمت : تبين الجد... من أمس أفكّر أمرّ على اخت دكتور خالد بغرفتها... ودي أشوفها وأتعرف عليها (بابتسامة حماسية)
سناء باستغراب : آر يو سيريوس ؟ (انتِ جادة؟ )
ياسمين : ايه.. تعالي نمرها عالسريع انا وياك.. ودي اتحمّد لها بالسلامة ومرة وحدة نشوفها .. ما فكرتِ فيها يوم عرفتي ان اخت د. خالد منوّمه هنا بالمستشفى
سناء : لا ..اونيستلي (بصراحة) ما فكرت فيها .. همّي شغلي وتدريبي و د. نايف اللي ماخذ تدريبنا جد وشكله صارم كثيير صراحة انصدمت من ابوك .. آيام شوكد !! (انا مصدومة)
ضحكت ياسمين وهي ماسكه قهوتها ومتّجهه للمصاعد : ههههه عشان كذا اقولكم خذوا سالفة التدريب جد .. لا تفشلوني مع الوالد يقول بالأول والأخير هذولي صديقات بنتي !
سناء : انا وش مدخلني طب من الأساس !!.. افففف والله ابوك يخوّفني ..
وصلوا للدور وهم يشربون قهوتهم ويسولفون .. انتهوا منها.. وعلى طول راحوا يبحثون عن الغرفة ..
سناء : سألتي عنها ؟
ياسمين وهي تمشي : يب .. الجناح 409 .... ذاتس ات !
لقوا الغرفة أخيراً .. تقدّمت ياسمين بهدوء وثقة ودقت الباب ... ودخلت وهي تسمع اصوات ضحك بنات وسوالف تملى الغرفة ..
تقدمت الممر ..وسناء وراها وهي تلقي التحية : السلام عليكم ..
قبل ما تطيح عينها على البنت عـ السرير.. طاحت عينها على اللي كانوا قبالها وجذبوا نظرها بطريقة طبيعية لأنها كانت مواجهتهم من دخولها ..
وسكتت لحظات يوم طاحت عينها على مشاعل تمص حلاو.. بدهشة بسييطة كـ رد فعل طبيعي لأنها لمحت وجهها بالمصعد أمس..
ومشاعل ما انتبهت بالملامح بالبداية لأن في يدها شي يشغلها ،
ردّت شادن عن الباقين وهي تبتسم : وعليكم السلام !
هاللحظة انتبهت مشاعل لثنتين دخلوا ، ورفعت عينها باستغراب .. باللحظة اللي طاحت عين سناء عليها .. وبطريقة عفوية أشارت عليها بإصبعها : ذاتس يووو !
مشاعل ناظرتها بدهششة هذي اللي كانت مع رفيقتها بالمصعد ...والفتت ياسمين باستغراب لـ صديقتها اللي أطلقت هالتعليق.. بس ما طوّلت ردّت نظرها لـ سحر المنسدحه واللي كانت ناعمه بكل المقاييس برغم مرضها الواضح وهاااديه..
ابتسمت ياسمين بودّ : الحمدلله عالسلامة ..سحر؟.. اذا ما غلطت
ابتسامة وحدة نوّرت وجهها التعبان ولو كانت ذيك الابتسامة نص ميتة ونص حيّة ، لكنها بااااردة ،!!
ياسمين تقدّمت قريب للسرير : .. لا باس ان شاء الله.. كيف حالك اليوم ان شاء الله احسن ؟
هزّت راسها ببحة خاافتة :.. زينة ..
شادن باهتمام وهي جالسة ..ومشاعل شغلتها بهاللحظة التحديق فيهم ثنتينهم من غير ولا كلمة ،!
: .. تعرفين سحر يا دكتورة ؟
ابتسمت ياسمين لـ شادن : أعرف انها اخت دكتور خالد.. سمعنا انها منوّمه بالمستشفى فقلنا نمرّ نسلّم دقيقة .. من درينا إنها اخت د. خالد اهتمّينا عليها مرة ..
شادن : ما تقصرريين ..
ياسمين : انا دكتورة ياسمين .. لو احتجتوا شي مني أنا حاضره .. يسعدني خدمتكم ،
شادن بذووق من ذوقها : اكيد بس شكلك صغيرة .. انتي طالبة امتياز ؟
ضحكت : ايه.. بس اعرف هالمستشفى زين.. (ناظرت سحر المرتخيه على وسادتها بأنفاس هاديه ونظرات ناعسه ).. سحر اذا احتجتي شي اطلبي ..اوكي؟
هزّت راسها ايجاب .. وسلّمت ياسمين وطلعت وسناء وراها ،
بعد خروجهم ..
شادن : يا حليلهم.. جايين عشانك يا سحر ..
مشاعل بحنننق بالغ : مصدقه عشان سحر ؟؟..عشان خويلد الزفت مب عشان سحر !
شادن ضحكت : هههههه لا تشتغلين علينا غيرة ..بالعكس من ذوقهم جايين يسلمون
مشاعل : عاد تدرين ما دخلوا مزاجي من عتّبوا الغرفة !
ضحكت شادن : وليش ما دخلوا مزاجك !..مرررة صراحة هم يهتمون لـ مزاجك.. ما دروا عنك ترا
مشاعل : وش جايبهم بالله؟؟.. وش جابهم فجأة لـ سحر وهم ما يعرفونها ولاهي تعرفهم !
شادن : قالوا لك انهم دروا عن اخت خالد وجوا يسلّمون .. وين العيب ؟
مشاعل بحننننق : عيب ولا مهوب عيب... ما راقوا لي ثنتينهم ..!!
غيّرت شادن الموضوع وهي تلتفت لـ سحر اللي تناظر التي في المحطوط على حامل مثبّت على الجدار.. ولا هي تسمعهم ولا هي معهم : سحوور.. تدرين كلّمتني أروى اليوم الصبح .. أرسلت لها رسالة أمس بالليل عنك.. ودقّت الصبح مرتاعة يا حياتي ههههه !
ناظرتها سحر ..وبصوت بااهت : ليه قلتي لها ؟
شادن : وش دعوة بالعكس قالت إنها بتزورك هي ورهف اليوم ..يمكن المغرب بيجون ..
ردّت سحر للتي في ببروود : كلّميهم لا يجون... مابي زوّار !
تضايقت شادن : ليش ما تبين ؟.. خافوا عليك مرة ويبون يشوفونك
سحر غمضت عيونها لا تنفجر بوجيه الكل : ... يكفي إني متحمّله دخلتكم وطلعتكم علي... ما تفهمون انتم ؟..قلت مليون مرة ابي اجلس لحالي ليش محد طايعني ؟؟
جت شادن بتتكلم باستغراب من اللهجة.. لكن مشاعل مدت يدها لفخذ شادن تنبهها لا تناقش.. لأن سحر مثل الفتيل اللي على وشك الانفجار بأي لحظة ..وهدوءها وقناعها ذا ..ماهو الا شي مزيّف انخدع فيه الكل ..بما فيهم مشاعل !!
:
/
تركي كان يسوق سيارته وثامر جنبه ،
مرّ تركي عليه بالشركة وأخذه وحالف عليه الا يعزمه عالغدا هالمرة ..
ثامر : وش صاير لك انت؟؟.. صاير فاضي ما عندك شغلة غير الغدا معي ..العادة مشغول يالسواق بمشاوير البنت اللي خبري خبرك
ابتسامة جانبية هادية انرسمت على وجه تركي وهو يناظر من المراية الجانبية : صحيح ، لو هي مو طايحه ذيك الطيحة كان انا الحين متبهذل بمشاويرها بعد ما ارتحت هالكم يوم !
ثامر : وينها عنك !؟..عاتقتك لوجه الله اجل !
تركي : صحيح ما قلت لك... هالبنت طايحه بالمستشفى من يومين .. من رجعتي للرياض !
استغربت ثامر زود : وشفيها ؟؟
تركي بسخرية : اللي فيها دلع بنات وافلام مراهقين ... لا تخليني اقول عشان ما تضحك !
ثامر : بلاش ألغاز ترييك ..
تركي : اسكت تراني ما مرّيتك عشان احكي عنها ..مرّيتك بنقضي مشوار صغير ثم هالمرة بغدّيك عن غدا أمس ، وبكلمك في موضوع استجد.. مارح تتوقعه ..
ثامر : يستر الله أنا إذا جيتني وخذتني وقلت بكلمك بموضوع احط يدي على قلبي... ما عقب جيّتك تقولي بنتقل لقصر ابو خالد..
ابتسم تركي وعينه عالطريق : ..والموضوع مشى مدري وش اللي كان مخوّفك يالجبان
قطع نقاشهم رنّة جوال ثامر ... ابتسم ابتسامة خليط من استغراب..وراحة ..وعدم تصديق للحين ..
ثامر : لحظة هذي الحبيبة ..
تمتم تركي بسخرية : ردّ يالحنيّن..!
رد واستمرّت المكالمة لـ دقيقتين كان وجه ثامر يتقلّب ما بين ملامح ضحك يحاول يكتمها طول ما هو يتكلم .. ومابين هدوء مسيطر على نبرته الطبيعية .. سكّر وهو يضحك باستغراب : ماني مصدق ذا البنت للحين كيف تغيّرت !
تركي : وش عندها ؟
ثامر : أول شي سألتني أنا وين ومن درت أني معك .. عصّبت كالعادة !
تركي : وخير تعصب !! .. لا يكون إنتْ ملكيّة احتكار لها هي بس !
ثامر بابتسامة متعة : أول إذا قلت اسمك عندها تتضايق بس ما تبيّن ..هالمرة صارت تقولها بالوجه ولد عمّك ما أطيقه مع إني ما أعرفه ههههههه !
تركي رفع حواجبه وهو يناظر السيارات الخلفية من المراية : يا سلام خطيبتك ذي شكلها ما شافت عيني الحمرا !
ثامر بضحكة : بس والله عاجبني الوضوع... حتى الكلمات الحلوة الناعمة تحاول تقولها لي بس ماااش..يبيهلها وقت تتعود ،
تركي : أهم شي لا تغيّرك علي لا أقلب عليك
ضحك ثامر : ههههههه ودّها كان تبي الصراحة ، توّها تقول يـ ليت ولد عمك ذا بقى مسافر ومارجع... صاير صمغ بتكس فيك يا ثامر ههههههههههههههههه... فهمت يالصمغ !!
تركي بسخرية : مقبولة دامها منك بس حذّرها لا تكررها لا والله أسرقك منها وأخليها تنابح لين باكر
ثامر : هههههههههههههههههه مشكلة والله الحين مين أراضي ،؟
تركي : وغير ذا البربرة ..ما قلت لي ليش متصلة وش تبي منك؟؟ ولّا كالعادة لقافة البنات المعتادة تبي تعرف خطيبها وين يروح ووين يجلس !
ثامر بمتعة : يعني تقدر تقول .. كلّمتني تسأل ، ومرّة وحدة تقولي إنها بتروح اليوم مع بنت خالها .. تزور صديقتهم.. وحدة تعرّفوا على بالبر كانت تسولف لي عنها وعن بنات عمها !
تركي : قل لها لا !
ثامر بعجب : وليش اقولها لا... خطيبتي ولا خطيبتك !
تركي : ياخي اضبطها من الحين ..
ثامر : ادري تبي تشيّشني عليها بس حامض على بوووزك...
ضحك تركي : هههههههههههههه جعلي ما أحب بيوم وأصير مثلك .. ياااوك !!
ثامر : هههههه منت بوجه تحب أصلا.. ولّا قلبك انت قلب واحد يقدر يحب.. الله يخلف عليك خلّ قلبك لأهلك هذا اللي أقوله ،
تركي باستهبال : بس حاب اذكرك ...نصيحة ترا فيه فرصة تتراجع.. وش لك بالبنات تراهم غثا..
ثامر : تبيني اترك اروى عقب ما تغيّرت... ما تركتها قبل عشان اتركها الحين عقب ما صارت تدوّر رضاي ، وتغيّر اسلوبها اللي والله وما أخفي عليك إني بفقده ههههه ،
تركي بنبرة ساخرة : ليتها ما تغيّرت عشان تحوّل عنها لـ جنى اختي اللي ماخذ قلبها واحد غبي مثلك !
ناظره ثامر بنظرة حانقة : لو كنت ما أدري ان هالكلام من استهبالك الغثيث كان شفت شغلك ...
ضحك تركي بمتعة : طيب خذهم الثنتين بس تكفى ريّح خاطر هالمراهقة اللي عندي ،
ثامر بسخرية يجاري استهبال تركي : قلتها مراهقة .. اعنبوك لا تكبّرني بعين اختك تراها مراهقة ما خلّصت الـ 15 وش ابي فيها غير اختي الصغيرة
تركي : هالصغيرة تسوى عشرين مثلك مالت عليك..اصلا ماهيب من مستواك يالخايس
ضحك ثامر : هههههههههههه لا تنخدع بمشاعرها.. ترا جنى ما تعلّقت فيني الا لأني أخذت مكانك يوم سافرت..
تركي : ايه ايه وهذا اللي مخلّيني مسامحك.. اهتمامك فيهم وقت غيابي ..ادري ان جنى تعلّقت فيك لأنك الشخص الوحيد اللي كان يروح لهم البيت باستمرار
ثامر : ايه اشوى انك فاهم الموضوع من هالناحية .. عرسي بعد شهرين يالخايس تصرّف مع اختك ولا تبي الراي عرّسها من الحين
تركي : هههههههههههههههههه اقول انطم ، ..هالبزر لو تكبر 10 سنين .. بتظل نفس نفس عقلها الحين.. فيها طفولة ما اظن تندثر !
وصلوا لـ محل ورود .. استغرب ثامر وقوفهم قدامه ..
ثامر : وش جايبنا هنا ؟
تركي وهو يطفّي السيارة : انزل بعدين تعرف ،
نزلوا ودخلوا المحل البارد والخالي من أي زبون بهالوقت... ريحة الورد.. وعطره المختلف ..
تركي بسخرية وهو ماشي لكاونتر واقف عنده الهندي اللي ابتسم من شاف دخول تركي : نصيحة فرصة تاخذ وردة للحبيبة..
ابتسم ثامر وما عارض : وليش لا ..
ضحك تركي : خبل !
(وسلّم عالهندي ) : هاي هو ار يو ؟
الهندي : هاي مستر .. يو كيم أقين !.. ( جيت مرة ثانية ! )
ابتسم تركي : يبْ... ابغى مثل امس بالضبط.. بس سوّي شوي تشينج.. الورد خلي نفسه اوركيد..وسوسن.. اوكي؟
جا ثامر بعد ما أخذ نظرة سريعة على الورود بالمحل : وش عندك؟.. انت جيت هنا امس؟
ابتسم تركي : يبْ .. اخذت باقة ولا أحلى ... شي من طفولتها ،
عقد ثامر حواجبه : لمين ؟؟
تركي يستهبل : سرررْ موب قايلك... مافي فايدة تعرف !
ثامر ضحك : أممما ... لا يصير اللي في بالي يا ترييك لا يكون طايح على راسك وانا مدري.. وكل الكلام اللي كان بالسيارة تبخّر بالهوا هههههه
تركي تنرفز بس ضحك : فالك ما قبلناه... عاد طايح مع ذيك ..ههههههههههههه.. انا انسان ما أطيح مرتين وشلون اجل لـ شخص واحد !!.. لا عاد تنكّت تكفى !
ثامر : ماااش أسرارك واجد شكلها ... فيه شي ما أعرفه انا ؟؟
تركي : مافيه شي مهم ما تعرفه ! .. المهم يا محمد ( الهندي).. سوّي كويّس بعد ساعتين بجي اخذهم ..اوكي (وهو رافع اصبعه الابهام )
الهندي بنفس الإشارة.. وبحماس لأن الباقة نوعها غالي وصفقة مربحة بالنسبة له : اوكي كلو تمام !
طلع تركي من المحل وركبوا السيارة وراحوا يتغدّون عشان يقول لـ ثامر الشي اللي استجدّ مع كلام ابو خالد أمس ،
:
/
بالمستشفى ، وبغرفـة سحر ..
أمها ومرة عمها كانوا عندها من ساعة بالاضافة لـ شادن ومشاعل..وبيان اللي جت هالمرة مع امها .. وطول جلستهم وسوالفهم كان وضع سحر غريب بكل المقاييس... ما تناقش .. ما ترد... ردودها مجرد ايه ولا... وأكلها قليل حيل ..
بهاللحظة كانت سحر جد تتمنى الجلسة لحالها... كانت جد كارهه الناس حولها .. كارهه الأصوات حولها... كارهه سوالفهم وضحكهم... مالها رغبة بأي شي... لا حركة.. لا أكل.. لا سوالف .. لا تعليق ...
كرهت كل ما حولها .. وتنتظر اللحظة اللي تطلع فيها من هنا ... وتنفرد عن العالم ...
ما تبي تشوف شادن ومشاعل .. خوات محمد وبندر... ما تبي تشوف أمها ... ما تبي تشوف مرة عمها ..
ما تبي زيارات .. ما تبي أحد يناديها باسمها .. ما تبي أحد يحاكيها ... فعلا صابتها حالة غير مفهومة بالنسبة لهم ... بالنسبة لهم كان وضعها أمس أحسن من اليوم عالأقل كانت تبتسم أكثر... تحكي أكثر ولو كان كلامها قليل ،
لكن نفسيّتها .. ووضعها .. كان فعلا يثير الاستغراب !!
قاموا ام محمد وام خالد اللي جوا مع بعض عشان يطلعون بعد ما قضوا ساعة من الزيارة ،
ام خالد تناظر سحر وقلبها يتقطع على حالها وعلى شكلها ووجهها المقتول : سحر ماما برجع البيت عشان غدا ابوك.. تبين شي اجيبه لك !
نطقت أخيرا بجملة كاملة من جلستهم..بس جملة باردة : ارسلي لي بيجامة .. تعبت من ملابس المستشفى..
ام خالد : مدري اذا ينفع بسأل خالد !
سحر بضيق : ابغى ملابسي.. هالملابس مو طايقتها ذابحتني !!
أمها راعتها : على راحتك.. اول ما اوصل البيت بكلّم وليد ياخذها ويجيبها ..
سحر ببرود الصقيييع : لا يتأخر علّميه !
ام خالد : اذا تأخّر يمكن يكون مشغول مع ابوك..بكلمه واقوله
قالت بحـدّة بدت توضح بمواقفها بالتدريج..ومع الساعات تزيد ببطء..
: هالغبي لا يتأخر انا مو طايقه هالملابس البيضا دقيقة زيادة .. ابي ملابسي أو الحين طلّعوني للبيت
ام خالد مو عارفه ليه بنتها متوتّره كذا : ولا يهمّك.. برجع للبيت الحين مع مرة عمك وأوصّيه على طول
سحر : إن تأخّر دقيقة لا يلوم إلا نفسه...!!!
شادن لبست عبايتها وهي تبتسم : سحور بروح الحين..والمغرب برجع على جية اروى ورهف .. نبي نغيّر جوّك !
سحر : لا تغيّرون جوّي... خذوا مشاعل معكم ابي اكون لحالي ..
ناظرتها مشاعل باستغراب : تطرديني يالظاااالمة !!
ضحكت ام خالد تلطّف الجوو : هههههههه استحمليها يلله شعولة.. بنتي وصيتي ..انتبهي لها
مشاعل : ولا يهمك قاعده على قلبها دام ذا اللي قالته لي !!
ام محمد لـ بنتها : مشاعل تبين شي من البيت ؟؟
مشاعل برجااا : ايه والله يمه .. ابي غيار ملابس .. شادن الفالحة نست تجيب وهي جايه ... ابي بيجامه بعد ، الجينز مو مريح بالنوم !
ام محمد : خلاص بقول لـ بندر وهو طالع العصر يجيبها لك... كلّميه ذكّريه ..
طلعوا كلهم وبقت مشاعل اللي لفّت لـ سحر بضييق : سحححييير ..ترا جد ما قمت افهمك .. إنتي متلبّسك شي ..لأن انتي مو انتي ،!
سحر بنبرة غريبة : مشاعل اسكتي
مشاعل بضيق : وش اسكت لمتى بتبقين كذا ؟؟؟
سحر : لين امووووت بس اسسسكتي او اطلعي .. ما تفهمين !!!
شوي ويتضاربون ، واللي قاطعهم دخول الممرضة بغداء سحر اللي حطّته قدامها ..
سحر ببحّة : تيك ات اوي ! ( وخريه بعيد )
النيرس : يو شود ايت ذسس فروم دوكتور خالد .. ( لازم تاكلين هذا من الدكتور خالد)
عصّبت سحر ووضح على نبرتها الحدّة : آي سيد تيك إت اوي... ام نوت ايتينق !! .. ( قلت لك وخريه..مارح آكل)
النيرس : يو هاف تو !!.. ( لازم تاكلين )..
بردّة فعل غير متوقّعة .. ولأن سحر ما ناقصها هالوقت إلا أحد يجي ويعاندها .. اشتعل بعض الفتيل داخلها وبدون شعور مسكت صحن من الصينية اللي شايلته النيرس ورمته بعنف بعيد نثر كل الاكل اللي فيه ..وهالحركة اختلطت بصرخة غااااضبة بوجه النيرس اللي فزّت مرتاعة وزين ان الصحن ما جا بوجهها ولّا كان كسره ..
: تيك ات اوي يو ستيوبد تيك ات اوي قو أوووووووووت !!!!!!! .. ( وخّريه يا غبييية وخررريه اطلعي بررررا ! )
على هالزوبعة المفاجئة والموجة الغاضبة من سحر قااامت مشاعل مرتاااعة من الوضع ، والنيرس صارت بوضع ما تعرف وشلون تتصرف !
مشاعل تحاول تهّدي الأمور : خلاص سستر .. بعد شوي بتاكل الحين هي ما يبغى ..
النيرس بضيق وهي تبعد : ذسس نوت قود اي ويل تيل دوكتور خالد .. ( هذا مو زين بقول للدكتور خالد )
وطلعت وأرسلت عاملة نظافة تنظّف الأكل الطايح بالأرض... ومشاعل من طلعت النيرس قرّبت لـ سحر اللي انقلبت لانسانة ثانية مو طبيعية.. ولا مرّة شافتها بهالشخصية الحارة والعصبية ، والمنفجرة !!
بعض الأكل انكب على ملابس سحر اللي قامت تتأفف وهي تنظف عمرها بكلينكس بطريقة عشوائية .. ومشاعل بصمت تمسح كمّها بكلينيكس ثاني من دون تعليق..!
سحر بعصبية : وخري.. عطيني جوالي !
مشاعل باهتمام : تبين شي أنا اتصل لك !
سحر : عطيني بكلّم وليد يجيب لي ملابسي الحين .. مارح اتحمل هالملابس المقرفة زود !
مشاعل : انتظري امك توصل للبيت وعلى طول بترسله
سحر عصّبت : ما تفهمين.. عطيني جوالي ..!!!
اخذت الجوال من طاولة السرير الجانبية واعطتها ..
ومباشرة اختارت اسمه من القائمة ودقّت وباقي آثار انفجار داخلها .. توه ما اشتعل .. وحظّه ردي اللي بيشتعل عليه!!
تأخّر ما رد بالبداية لأنه كان يتغدّا مع ثامر ... لكنّه يوم رد بمحاولة الاتصال الثانية.. ما عطته فرصة ينطق بحرف ، انهالت عليه بهجووووم كاسح خلّته يطالع ولد عمه بعيون مندهشة طايره بوهته... من الحـدّة البااالغة اللي اكتسحته من الطرف الثاني !
: ... وييييييييييييييينك يالغبي ساعة ادق عشان ترفع الخط لازم ادق مرتين عشان تتكرّم يالغبي !!
: ...........!!!
ما علّق لأنه ما استوعب هالهجوم المفاجئ ونبرة الحدة الواضحة ، والغضب المشتعل بصوتها.. والأكل اللي بلعه وقف في بلعومه من الروعة !
قالت : ... اسمع ، الحين تروح البيت وتجيب لي ملابس من امي.. بسرعة لا تتأخر سامعني !
قال عقب ما قدر يمتصّ صدمته القوية : ... آنسة سحر ؟ هذا انتي ؟؟ ، (مب مصدّق إنها هي )
سحر : سمعت وش قلت.. الحين تجيب أغراضي يا ويلك تتأخّر فاهم !!
حافظ على نبرة هدوءه ولو إن أسلوبها المتعالي والمتأمّر بزود عن العادة نرفزه لأبعد حد : ليش متضايقه كذا عسى ما شر !؟.. قد تأخّرت عليك انا لما تطلبيني !
سحر : لا تكثّر حكي .. نص ساعة بس اذا ما جيت والله يا ويلك !
صكّت بوجهه وما درت هي وش سوّت ..ورمت الجوال عند رجولها.. ثم فكت الغطا عن رجولها ومشاعل واقفه تراقب ..
قالت بقلق : وين بتروحين ؟
سحر وهي تنزل من السرير بأكبر حركة سوّتها من بداية اليوم اللي كانت فيه مرابطة على السرير الأبيض : بروح الحمام اغسّل.. شايفه منظري ذا !!
ومشت على دخلة عاملة التنظيف .. ودخلت الحمام وصكت على نفسها ..
/
:
بالمطعم اللي كانوا يتغدّون فيه ..
تركي ماسك تلفونه بعدم تصدييييق .. صدمة مكتسحته كلّه.. وعيونه طايره من مكانها : ... بنت اللذييييييييييينا !!!!!!!!!!!!
ثامر وهو ماسك الشوكة : علامك ؟
تركي يطالع اسمها بذهول ..ما صدّق إنها هي للحين .. هذا مو أسلوبها .. هذي مو وقاحتها : مسحت فيني الأرض ما بقّت فيني كرامة !!!!!
ثامر بغى يضحك بس كتمها من شكل تركي المرتاع : وشفيييك .. هذي الأميرة على قولتك ؟!!
تركي عصصصب من كلمتها : انا غبي يا تااااااافففففففهه !!!!!!!؟؟
ثامر ما تحمّل المنظر : هههههههههههههههههه ريلاكس وانا اخوك تحمّل السبايب ، شي طبيعي للي في وضعك !
تركي بحمممق : .. التاففهه عليها أسلوب معفن .. ما يكفيها اني متحمّلها كل هالفترة هي وطلباتها وطبايعها !!!
ثامر بسخرية : يقالّك متفضّل عليها الحين .. تراك تاخذ من فلوس ابوها مالك فضل عليها .. ههههههه (يتمصخر عليه)
انهى تركي كوب عصيره بعد ما انهى غداه لأن اتصال سحر كان على نهاية أكله .. وزين منها دقّت عقب ما انتهى ولو اتصلت وهو باقي ياكل .. وعقب هالأسلوب كان لو تنط للسما وترجع مارح يقوم لها وغداه ما انتهى ،!
قام واقف : بروح اخذ لها اللي تبيه..وحسابي معها بعدين .. كل حركاتها الغريبة اللي سوّتها معي لها حساب .. وين بتروح مني !
ثامر ضحك : وين بتروح منك !! ههههههههههه كنّك نسيت الكلام اللي قلته قبل شوي.. قريب بتسافر مع ابو خالد لفترة ما يندرى كم مدّتها .. قل لي بالله شلون ناوي عليها ههههه
تركي : لما ارجع عقب السفر يكون خير ،!
ثامر : رح يالخبل..رح لا تمسح فيك البلاط جد هالمرة ..
تركي : مهيب كفو هالتافهه ، والله لأطلّع كل كلمة قالتها قبل شوي من عيونها !!
طلع من المطعم ونسى يدفع الحساب وخلّاه على ثامر .. ابتسم ثامر بسخرية عليه .. جاي تغدّيني على حسابك فجأة صرت أنا اللي بغديك ..ههههه يا حياتك الغريبة يا تركي !!!
:
/
المستشفى ،
دقايق بس واندق الباب على صوت خالد .. سمحت له مشاعل بالدخول ودخل بسرعة ..وتغيّر وجهه وهو يشوف الأكل مرمي عالأرض والعاملة جالسه تكنسه ..
رفع عينه لـ مشاعل : وش صار النيرس جت تقولي سحر رافضه الاكل وسوّت مشكلة !!؟
مشاعل بضيق : شوفة عينك..ما تبي تاكل والنيرس أصرّت..وهذي النتيجة !
خالد : تقول سحر عصّبت وقامت تصرخ ؟!..وش فيها حكت عن شي ؟
مشاعل : ما قالت شي... جا الأكل ورفضته ثم عصبت على الممرضة...
خالد : وينها بالحمام ؟
مشاعل : دخلت تغسّل !
انتهت العاملة تنظيف ثم طلعت... وتلاها خروج سحر بملابسها البيضا اللي كارهتها ومزوّده نفسيّتها سوء .. ونظراتها يعتريها برووود وصقيييع ولا كأنها كانت قبل شوي غاضبة وتصرخ .. اختلفت هيئتها وهدت لكن هدوء غير مرغوب بنظر خالد ،
التقت عينها بعين خالد القلقة ..ومباشرة زاحت عينها واتجهت للسرير ودسّت جسمها فيه ،
خالد : مو عاجبك الاكل يا سحر؟.. أغيّره لك !
سحر وهي تنسدح : لا تغيّر شي ولا تجيب شي من الأساس .. ما أبي أكلكم !
خالد بحنية : وش تبين طيب؟
سحر : ابي اطلع افهموا !
خالد : ان شاء الله بكرة بالكثير أو بعده تكونين خفيتي وتقدرين تطلعين..
سحر وهي تتغطى : زين ابيك تمنع عني الزيارة خير شر !
ناظرها باستغراب يتزايد : امنع عنك الزيارة .. ليش ؟؟
سحر : ياخي ما يفهمون هالناس اقولهم مابي اشوف احد وأولهم بنت عمك هذي .. ( تأشر على مشاعل )
عقد خالد حواجبه من هالنبرة الجديدة.. والمود المتوتّر : ما يخالف ..مشاعل جالسه معك تبي تونسك.. تحمّليها هاليومين وبعدين انا اللي طلبت منها تجلس !
سحر : أنا طيبة الحين ومافيني الا العافية.. طلّعني
خالد : لسا باقي شوي عالمضاد..التهابك قام يخف ما يصير تطلعين اخاف تنتكسين وانتي تعرفين الجو برا برد.. طلعتك الحين ما منها فايدة لما تتشافين مية بالمية يكون خير..
سفهته بس طلعت منها تأفف بسيط بينها وبين نفسها .. خالد بدا يتوتّر من منظر اخته الغير مألوف قباله وبدت شكوكه تتنامى بعد ما هدت الساعات اللي طافت ..
التفت لـ مشاعل الواقفه بصمت وهو يوصيها : مشاعل انتبهي لها وتحمّليها ان كان تصرفت بغير طبعها .. انا مشغول الحين برجع بعدين ..اوكي؟
همست موافقة .. وطلع هو ..وبقت هي .. تحاول تسولف تغيّر الجو اللي خلقته سحر بانطوائيتها من جديد... ورجوعها لوضعها الصامت نفسه اللي كان قبل ساعات
قالت مشاعل لـ نفسها انها يمكن تبي تنام... فسكتت وطفّت انوار الغرفة ..يمكن قيلولة الظهر تكون مفيدة لهم اثنينهم ولـ سحر خصوصاً حتى تهدّي ثورة أعصابها اللي قبل شوي ..،
يُتبــع ..
دعواتكم باختباري
بروح اكمل مذاكرتي باقي لي نص المنهج تقريبا
ولا تبخلون علي بردودكم ..
ألقاكم ان شاء الله ..
|