كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
‘
"تتمة الجزء 26"
‘
عند الشباب..اللي بدوا يشيلون الأغراض ويحتاجون وقت عشان ينتهون ،
بندر وهو يرمي "الشبكة" الخاصة بملعب الطائرة جوا الكرتون : فك العمود خويلد ما فيني حيل !
خالد وهو سافهه يشيل أغراضه من الجلسة : مب فاضي لك.. شلها بنفسك.. وراي عشرين غرض بركّبهم السيارة
بندر : لي ساعة أفك بالشبك ساعدني بالسقيم !
مشى خالد وهو سافهه : دبّر نفسك.. أنا بودّي أغراضي للسيارة.. عضلاتك ذي مب عالفاضي!
سمعوا ابو خالد من بعيد ينادي على خالد ، لأن جواله المتروك بالخيمة مع باقي عفشه يدق بتواصل !!
قال خالد وهو متورط مع الأغراض بيده : بنيييدر تكفى رح شف جوالي !
بندر وهو يحوس مع العمود وبنذالة : مب فاضي لك جوالي ولا جوالك !!
ضحك خالد لأنه عرف ردّه.. وكمّل طريقه عشان يحط الأغراض مع البقية ثم يشوف جواله !!
جلس بندر يحفر عمود الشبك الأول عشان يسحبه ويركّبه السيارة .. وكل الشباب تاركين هالمهمّة عليه..
ولأن الملعب كان خارج حدود المخيم !!... حس بـ شي يمرّ من هالمكان... رفع راسه بعفوية وشافها تمشي بسرعة من بعيييد..
عقد حواجبه من شكلها اللي كان مستعجل.. وقام واقف بسرعة تارك العمود اللي مال وطاح عالأرض
ناداها باستغرااب بأعلى ما يملك لأنها كانت بعيدة :.... سحــر !
ما ردّت.. غير إنها لفّت تطالعه وهي تمشي وملامحها مقتووولة !!.. مغسووولة بيفضااان دموع ماهو طبيعي ..
التقت عينه بعينها ..
ومن استوعبت إن هذا بندر.. تغيّرت نظرة عينها و زاد الألم على شكلها وصدّت وبدون وعي قامت تركض بدون هوادة !!!
ارتاااع من شكلها وردّة فعلها.. ونظرتها الأخيرة ثم ركضها المجنون !!
بس مسرع ما أدرك السبب وهو واقف مكانه وملامح حزن على وجهه !
صحيح الخبر توّه انعلن من دقايق .. وإنت متوقّع ردة فعل منها !!
متوقّع إنها رح تبكي !!
تابعها بعيونه وهو يشوفها تركض عن المخيم.. وتبعد.. وتبعد ...وتبعد ...وكأنها تهرب منّه هو بالذات !!
وفعلا سحر..بذيك اللحظة... ومن طاحت عينها عليه... صارت تهرب منّه
ما تبي تظهر قدامه بهالشكل.. وهو اللي كان ولا زال غالي ومهم !!
شوفته تذبح وهي تتذكر منه كلّ كلمة.. صريحة !!
شوفته تسقي بذرة الندم..وتأنيب الضمير اللي مو فاهمه ليش ذابحها !!
نزل عالأرض يكمّل شغله اللي بداه وذهنه مشغوول !
وتناسى بهاللحظة ردة فعلها..
بالنسبة له ما يقدر يسوي شي.. وهو اتخذ قراره يتنحّى..
مثل ما سواها أخوه !
بالنسبة لها ،، بندر ماهوب شي مهم !
دقايق وجااه خالد مستعجججل والجوال بيده .. ووجهه ماهو طبيعي !!
،
/
كانت تاركه المخيّم وراها ولا تبي تنهار قدّام أي أحد فيهم ،
كل اللي كانت تبيه تتماسك لين تختلي بنفسها وتصمد هالدقايق ، وتسترجع قوتها اللي قامت تتبخر بالهوا ..
كل اللي تبيه الحين انها تصمد وما تبي تظهر بهالشكل قدامهم..
لأنها اكتفت ..
اكتفت خلاص !!!
كل شي صار اكتفت منّه !!
عيونها غرقت بموجه متصاعده من الدموع.. ما خذت ثواني الا سااالت على خدها وهي تعيش صدمة.. صدمة من جهات مختلفة... الآلام اللي فيها الحين فوق قدراتها وفوق أي ألم مرت فيه من قبل...
إن تعيش مخدوع بنفسك .. أو منخدع بالاشخاص حولك ..
ما فهمتهم .. ولا هم اللي فهموووك..
ما فهمتهم... ما فهمتهم...
هالشي يعني بندر..!!
من تعبها + مرضها المتمكّن من كل شبر منها ..طاحت على ركبها عالأرض الغبرا الخشنة.. ومن ركبها على يديها وهي تشهق بأعلى صوت ملكها..وكنّها فقدت بهاللحظة آخر شعرة قوّة تتمسك فيها.. الصمود وما عاد فيها صمود !!
مدمّره !
مشاعرها تدمرت!!
انداست وانهانت !!
طاحت عالأرض.. طاحت من الشموخ اللي هي فيه..من شموخ المشاعر اللي هي فيه..
طاحت في وادي أظلم من الشعور ما تقدر توصفه...
على كبر صدمتها من محمد بهاللحظة ،
والوجع المغرووس بكل خلية فيها ..
والخدعة اللي حسّت إنها بطلتها !!
إلا إن القضية.. ما هي محمد وبس!!
مو محمد بس !!
القضية .. قضية بندر.. حتى !!
اختلطت أفكارها وتاهت بينها ..
صدمتين ، في وقت واحد وخلال أقل من يومين !!
صدمتين كل وحدة تقول أنا الأقوى.. كل وحدة أقسى ..كل وحدة أوجع !!
دسّت وجهها بالأرض مثل الطفلة اللي تحاول تخبي وجهها الباكي عن الدنيا..
ثم قامت عن الأرض ووجهها المبلل صار أغبر من ذرات التراب... وهي تبكي وتشهق بتوالي..!!
ما كانت حاسه بشي.. الا بالصدمتين أمس واليوم !!
فوق ماهي متألّمة من محمد.. وبتمووت من محمد... مذبوحة من محمد... تنزف من محمد..
لكن حقيقة بندر.. وعيونه اللي قبل شوي .. نظراته القلقة من ثواني
زادتها وهي مو ناقصه..
الشعور بأنك كنت سبب لألم قاسي لشخص قريب لقلبك وتحبه... شعور ما ينوصف..!!
خصوصا .. واللي يزيدها وجع.. إنْ كنت ما تدري إنك سبب ذاك الألم لسنين !!
حقيقة كانت مغيّبه عنها .. لفترة طويلة ! ،
مخدوعة من واحد!! ،
و مستغفلة من الثاني !!
زادت ببكاها واستسلامها عالأرض ..وشهقاتها تهزّ صدرها هزّ
وهي مو مستوعبة المعمعة اللي دخلت فيها ،
سحر.. عيّشت بندر.. في نفس الألم .. اللي هي عاشت فيه مع محمد !!
وجعته... ذبحته .. وهي ما تدري..
ليش؟؟
ليش؟؟
ليش يا سحر؟؟
ليش ما فهمتيها من البداية..
وليش؟؟..
بندر... ما حطني في الصورة أبكر !؟؟؟
ليش ما عرفتي... وقتها ما كنتي بتتألمين من محمد هالكثر!!
وما كنتي بتحسّين بمثل هالاهانة والذل قدام بسمة
بسمة اللي خلّت شعور الخسارة .. أكثر مرارة .. بذيك النظرة وذيك الملامح وذيك الابتسامة !!
رفعت يديها المغبرة.. لوجهها وغطت عيونها.. ودخلت في نوبة بكا قوويـة...ومريرة.. من الشعور اللي محد يقدر يطيقه أو يتحمّله بهاللحظة ،
احساس إنها بلا قيمة ..منبوذة.. مخدوعة .. مالها أهمية !!
بكت وهي مو متخيله اللي صار.. ومو متخيله إنها حتى كانت البطلة.. في مسرحية بندر لوقت طويل ..
خذت دور البطلة من غير علمها.. وبندر صاير يلومها !!
شعور الخسارة المووجع تملّكها ..
ليش تحس إنها خسرتهم ؟؟
خسرتهم .. كلهم ؟؟؟
ضاعت في متاهه .. في عالم غريب!
اللي صار لها مع هالاثنين .. شي صعب ماهي قوية حتى تتحمّله ..شي صعب يهلك وينهي !
وسحر الحين على وشك تنتهي..على وشك تمووت..
بدت تررجف والنفضة تزيد بجسمها من برد وحمّى مسيطرة عليها ، وخبر خطوبة محمد تتردد بإذنها وكن الدنيا حولها هي اللي تنطقها !!
أنفاسها زااادت.. ودقات قلبها ارتفعت بمعدل مو طبيعي.. مو قادرة تقاوم الإنهاك اللي يتفاقم داخل جسدها بسرعة غريبة !! ، فيه شي غريب يتسرّب داخل خلاياها من راسها لـ رجولها !!
كانت تبكي وهي تحاول توقف على حيلها ، اللي تلاشى بالهوا بغمضة عين... وكنها تحاول توقف من جديد عقب سقوط مشاعرها في هاوية ما لها نهاية..
ما تقدر ترجع الحين..
ومحمد هناك !
ما تبي ترجع.. وبسمة هناك !
ما تبي تواجه ذيك الحقيقة .. والواقع اللي صفقها على وجهها فجأة !!
حست انها انتهت .. انتهت .. انتهت للأبـد !!
قامت وأطرافها ترتجف.. وهي مو حاسه إنها سحر.. شعور الغربة وهي تبكي بدأ من غير مقدمات.. كأنها بعالم مو بعالمها.. بحياة مو بحياتها..
تحركت ما تدري وين تروح.. ما تبي ترجع... ما تبيهم ..
تبي تجلس وتموت هنا اليوم..
كمّلت مشي وعيونها غااايمه كل اللي تبيه تنعزل مع نفسها ،!
مؤلم انك كنت المجني عليه.. وبلحظة.. تكتشف انك انت بعد جااااني..
فقدانها لأحب شي علي قلبها ..
وشعورها بالذنب اللي ما كان سهل.. ولا تدري للحين ليش تحس هالذنب !!
خلاها تحط يديها على اذنيها تبي توقف هالأفكااار..
ابعدت كثير وهي تمشي من غير هدى ووعي... ناظرت للمخيم بعيون غااااايمة يوم سمعت أصوات بعيدة..والرؤية مو واضحة بسبب ضباب الدموع..
هالأصوات كانت تناديها ،
صوت أخوها خالد... ومعه أحد... عوّرها قلبها يوم عرفت إنه بندر..!!
حسّت بحالة التوتر اللي هناك..
ما تبي ترجع.. ما تبي أحد .. تبيهم ينسونها..وتبي تنسى اسم "محمد" و "بندر"..
تبي تنسى انها عرفت هالاثنين بيووم !!
أصوات نداءاتهم باسمها.. وانتباهها للحركة في أرجاء المخيم.. خلتها تشهق وهي تركض بعيد ..هااارربـه من كل شي..
"الهـروب"... الحين هو الحل الوحيد اللي تملكه.. ما غيره شي تقدر تسويه ،
عند المخيم..
خالد بقلـق وهو يتلفّت ..معه بندر : وين راحت هالبنت.. وش صاير معها؟؟
بندر اللي سكت وهو متجهّم.. ما قدر يقول شي... وباااله شاغله
كل واحد فيهم الحين عاجز..
هو..
واخوه..
وسحر اللي ما يدري الحين.. وش حالتها ،!
سكت ما قال شي وخالد كان يتلفّت يمين وشمال لعلّه يلمحها ،
ما يدري بندر ..اذا كانت هالنهاية ..هي اللي المفروض تكون الأفضل لهم !!
ما يدري إذا كان اللي سواه معاها هو الصح !!
وهو اللي اتخذ قراره النهائي الحين .. عشان راحته
يا ترى؟؟
غلطت يا بندر يوم إنك واجهت ؟؟
غلطت يوم واجهتها بهالشكل.. وبهالظروف؟؟... وبهالأوضاع اللي توترت غصب عنهم من غير ما يكون لهم يد فيها..
ضرب يده على جبهته بطريقة اليائس.. وشدّ مقدمة شعره وهو يناظر بالأرض ويتنفس بكل قوة..
كاره التعقيد اللي وصلوا له.. !!
انتبه خالد لحركة بندر.. وناظره مستغرب وهو ماسك شعره وحالته غريبة.. ما كان طبيعي بندر..
ماكان طبيعي من دقايق !
خالد: شفيك .. ؟؟
نزل يده عن شعره وهي يسحب نفس .. وبنفس التجهم: مافيني شي شوية تعب مثل العادة!
رجع خالد لقلقه وهو يناظر يمين ويسار خلال هالمساحات الشاسعة من الطبيعة : وين راحت؟؟
بندر ناظر من الجهة اللي شافها تركض فيها... واتخذ قراره في ثانية
لازم ينهي معاناتهم .. ولازم تفهم وضعها وما تطول هالحالة !!
فقال لـ خالد : روح للجهة الثانية وانا بدور هنا وهناك .. ولا تقول لأبوك وأمك أي شي عشان لا نكبر الموضوع.. تلقاها راحت تتمشى..
خالد وهو متعجب من هدوء بندر وبروده الغير مناسب مع الوضع اللي هم فيه... سحر مختفيه.. واللي يبعث عالقلق إنها طلعت من المخيم بحالة انهيار على حسب كلام مشاعل...
"انهيار" هو للحين مو فاهم سببه.. ويبي يلقاها عشان يفهم... غريب ذا الشي على سحر
وش ممكن صار بالضبط!!؟
خوفه على اخته.. كل دقيقة يزيد..
هذي اخته .. تربيته.. القريبة لقلبه..
قال بندر يوم شاف إن خالد جامد ما تحرك ينفذ اللي قاله : شفيك واقف ما تتحرك... مهيب رايحه بعيد تلقاها هنا ولا هناك.. لا تخاف
راح خالد منصاع قلق.. ومن اختفى خالد من الجهة المعاكسة للمخيم... تحرك بندر للجهة اللي راحت منها... مقتفي لآثرها..
كان التجهم عنوان لوجهه وهي يروح للجهة اللي ركضت فيها.. وجمود غريب مسيطر على ملامحه من الأفكار اللي تدور براسه..
يفكر بوضعه اللي هو فيه.. وبوضعها !!
وهالمعاناة اللي كل واحد فيهم كارهها !
::
وصلت لمنطقة الجبل وهو المكان الوحيد اللي تعرفه ..
دخلت المنطقة الوعرة وهي تلهث وقلبها يضرب دقااته بشكل مجنون.. راسها داير فيها .. انهاكها تضااعف الحين مليون ضعف..وكن الموت بياخذها !!
جلست عالأرض وهي حاسه بتعب نفسي مُنهك.. اختلط مع الجسدي..
كان تنفسها يزيد من الألم اللي تحسه..
كانت تحس بدوار غريب مخلّي الصور بعيونها منتكسه فوق تحت.. وانهاااك قوي يمتص قوتها ونشاطها من غير رحمة...
تحس بخدر يسيطر على جسمها كله.. ما غير بكاها اللي يزيد وهي تسترجع اللي صار..
محمد وخطب...!! وبحضوورها..
ما رحمها..
ومو أي وحدة !!
خطب اللي كانت تبي تهينها بأي طريقة !!
معنى انه "خطب"... إنه يرسم له حياة... إنه ما يفكّر فيها.. انها مو من اهتماماااته..
ليش أجل أمّلت نفسها... وليش عاشت تتخيل إنها بتكون له!!
سندت راسها للصخرة الخشنة وراها .. وهي ثانيه ركبه وحدة .. ومااده الركبة الثانية.. بحالة يأس وبؤس..
تحس حياتها انتهت...
ما خسرت محمد بس...
خسرت بندر!!.. اللي خسارته كملت الباقي الحي فيها!
بندر "العزيـز" ..اللي لمحت لها مشاعل ..إنه ممكن ياخذ مكان محمد.. لو فكّرت فيه شوي.. بس شوي!!
ليش ما فهمت هالشي بوقته..
ليش فهمت الحين.. متأخّـر!!
ليش ما فكرت بهالشي بدري...
ليش ما حبت بندر بدري..
ليش ما حبته قبل محمد..
كان الحين شعورها مختلف.. كان الحين سعيدة!!
ليش بندر تركها تحب محمد؟!!... وتكرهه ألحين بكل ما عطاها ربي !!
نطقت باسمه وهي وتغطي وجهها بيديها ..وصوتها يهيج "ليش يا بندر؟؟؟"
ما حست فيه واقف.. قال بهدوء
: "ليش يا بندر؟"
شهقت وهي ترفع راسها.. من بين دموعها وشفاهها اللي ترتجف..
انصدمت من ظهوره قدامها.. وحالته الجامدة اللي هو عليها..
فهمت ان جموده بسببها.. وهو اللي عمره كان يطفح حنيّة مع الناس كلهم...
قال من مكانه وهو يناظرها : "قومي ارجعي .. معي"
بكت مو مستحمله تغيّره عليها : مابي ارجع مابي ارجع أبي بس أفهم لييييييييييييييييه..
وانهارت مرة ثانية تبكي وتشهق بقسوة على نفسها.. وقوفه قدامها الحين يزيد الموضوع عليها..
تقدم خطوة ..ووقف ..وهو يناظرها بجمود مزيّف يخفي ألـم وراه : تفهمين ايش؟؟.. مو فهمتي كل شي ألحين؟؟
بكت أكثر حاسه ان الدنيا كلها ضدها : أنااا آآآآآآآآآآسفة..
شد قبضته وقال بهدوء : ما يحتاج تعتذرين.. وقفي هالبكي الماصخ الحين..
رفعت راسها ويدها على خدها وخدر جسمها يزيييد عليها... بدت تحس انها تفقد احساسها بالتدريج.. ما تدري ليه..
منظر بندر الغريب .. عوّرها..
كانت تدور في هالملامح عن شي يخصّ بندر القديم.. بس ما لقت..
بلعت ريقها وهمست وتعبها يزيد : بندر ..س.سامحني..
وكن هذي هي الكلمة الوحيدة اللي تملكها .. عشان تكفّر عن اللي سوته..من غير قصد !
كمّلت.. يوم ما رد عليها : بندر.. مقدر أخسرك !
كلمتها أثّرت عليه يوم شاف انهيارها اللي يزيد ما يخف.. بس حافظ على مشاعره وفي باله إن ردّة فعلها الحين كلها تدور حول محمد..هو خارج دائرة ردة الفعل ذي.. ولا حسبها صح !..لأن سحر ما بكت عشان محمد وبس...
ما يبي ينجرف بمشاعره من جديد عقب اللي صار ،
اتخذ قراره من ساعة.. مثل ما اتخذ محمد قراره...
وكلن منهم قرر.. ينسحب !
فعطاها ظهره .. وقال : قومي ارجعي عالمخيم..
قالت يوم حسّت ان اعطاءها قفاه .. يعني صدّ .. ورفض جديد لها : "ب...ن"
بكت ، يوم حست انها بتخسر... الدواء الوحيد من بعد المرض اللي اسمه "محمد".. الدواء اللي هو بندر..
غمض عيونه من نبرتها المنهكة.. ولأن وضعها ما يرضي لا صديق ولا عدو..
فقال بهدوء وهو على نفس وضعه : سحر اللي تسوينه بنفسك.. مارح يغيّر من الأمر شي.. محمد لا ظروفه اللي......
صرخت على اسمه اللي استفزّها ، وعلى بندر اللي مو فاهم انها تبكي هاللحظة بالذات بسببه ، وعشانه : لا تقوووووووووول محمد ..... أكرهه الحين ما احبه.... أنا ....
وهدت نبرة صوتها وهي تمسك راسها ، بحالة ما كانت طبيعية : اف..افهمني... الحين..
ما عاد عرفت تركّب جملتين على بعض.. ولا تدري وش تقول !!
فقدت تركيزها كلياً،
عقد حواجبه من نبرتها وكلمتها .. والتفت بهدوء من طلبها انها تفهمه ...لقاها ماسكه شعرها .. وحاطه راسها على ركبها بحالة يأس..
عرف انها بحالة معاااناة..ما قد شاف انسان فيها.. ولا عمره يظن انه بيشوف... حتى هو نفسه... ما قد وصل للمرحلة من اليأس والبؤس اللي سحر فيه الحين !!
عرف .. وتأأكد .. ان البنت صارت بحالة غير طبيعية.. ما توقع بيوم انه بيشوفها على ذا الحال...
كانت تهمهم بكلمات مو واضحه بس كان يسمع اسمه "بندر" .. فيها...
تنهد من اعماااق اعماااق قلبه .. وكل اللي يبيه الحين إنّها تهدى ...
تحرّك..ومشى ناحيتها...ويوم وصل .. جلس على ركبة وحدة أمامها مباشرة ..
وقال بهدوء وحنيّة : ..سحر .. ما يسوى عليك اللي تسوينه بنفسك..
رفعت راسها ..والتقت عينها الغاارقة بسيـل ..بـ عـينه..
لحظة صمت.. بينهم..
دموعها اللي تنزل..
وعيونه اللي تشوف.. آثار صدمة محمد عليها..
بندر بهدوء وهو يضغط بقبضته على ركبته.. من الألم: محمد.. ما يستاهل اللي تسوينه بنفسك..
انفجــرت بوجهه : قلت لـــك لا تقول محمد.. أكرهه الحين أكرررهههههههه...
وشرقت تبكي بمرااارة ..و قالت من غير لا تحس باللي تقوله كانت بشر ثاني : بندر... لا تخليني مثله.. ما عدت أحبه أفهممممني أكرررررهههههه
ارتجفت يده..واخترقه ألم موجع من اللي سمعه ،
وكـن أحد رمى على راسه أقسى صخرة موجودة بالكون... وكنّه بدا يفهم ،! اللي هي تقصده ... واللي هي تبيه !!
قام واقف بسسرعة ..وكنّ عقرب لسعه.. ما يبي يصدّق نبرتها !!
ابتعد عنها خطوتين يبي يجمع شتات نفسه..
انتبهت له سحر و لـ حركته.. اللي تعني الرفض..
ما عاد فيها حيل عالبكي المريييير : انا اسفة يا بندر أنا أسفة.... اسفة...اسفة... والله اسفة....
صارت تردد هالكلمة لعلها تشفع لها عنده .. وهي تغطي وجهها بيديها..وهذي حيلتها الوحيدة ،!
فرك جبهته من جديد براحة يده.. دليل معاناة جديدة ..من وضعه ، ووضعها ،!
سحب نفس لـ صدره الضاااايق.. وهو يسترجع قراره الأخير.. ،
تأخّرتِ يا سحر كثير... وليتها جت قبل هاللحظة... ليتها جت قبل خطبة محمد الموجعة !!
ما يقدر يكون بديل محمد بهالطريقة !!
قامت سحر واقفه بعد جهد جهيييد..وهي تسند ذراعها عالصخرة اللي وراها.. كانت تفقد طاقتها بسرعة خارقه...
تحس كأنها مريضة من سنين وهدّها المرض وأنهاها.. وهي على وشك الموت الحين..
كانت تحتضر..!
مشاعرها تجاه محمد... تحتضر الحين !!
ومشاعرها لـ بندر الوليدة من يومين.. كانت تكبر ..!
وما بقى لها... غير بندر..اللي بينتشلها من بؤسها الحين..
كانت تحتاج لقلب.. يعطيها الحب اللي ما حصلته من محمد..
كانت تحتاج تحب.. قلب وفي..وحنون.. يكفف جراحه !
وكل هذا متمثل في بندر...نقيض محمد ! ..الانسان اللي من المفروض كانت تحبه من البداية ..!
وتلاحظه من البداية !!
نطقت ببحة.. وحروفها تختفي: ب..ندر..
نطق بصوت واااضح وكأنه يبي يحط حدّ لشي معين : ...اسمعيني يا سحر.. (بهدوء)
رفعت عينها المنهكة له.. تناظر كتفه وراسه وهو معطيها ظهره...
وكمل من غير لا يلتفت وهو يحارب تردده : ...لازم ..تفهمين شي معين.. وتحطينه في بالك..وما أبيك تعطينه أكبر من حجمه..
سكت وهي كاره إنه يقولها ..وهي تناظره بملامح ضايعه !!
كمّل بنبرة لين : اللي صار مني ..انسيه.. ولا تفكرين فيه... إنتِ سحر.. بتظلين بنت عمي ومثل اختي ،
تناظره وهي تختنق بصمت ...بداية.. لنهاية ثانية بالنسبة لها...كذا لمّحت لها الكلمات..
وقال بعد صمت قصير.. كان يرتب فيها توازنه..بصوت حاول يكون هادي ولطيف قد ما يقدر : والكلام اللي سمعتيه مني... انسي انك سمعتيه...(التفت وابتسم بلطف).. لأني من اليوم ورايح.. بكون بندر اللي طول عمرك عرفتيه ..وما عندي شي أقدمه لك... غير انك.. بنت عمي واختي.. اللي أخاف عليها مثل خواتي.. بتظلين اختي الثالثة اللي أعزّها
كلماته .. بقدْ ماهي لطيفة بمعانيها.. ومحاولته إنّه يخفف الأثر عليها... لكنها بالحقيقة ، أنهتها أنهتها خلال الثانية مليون مرة... كانت تبي شي يعزّها عقب الذل اللي حسّته مع محمد .. كانت تبي تسترجع كرامتها وتحافظ على احاسيسها لا تنداس قدام نفسها ! .. ولا تبي تنرفض من جديد !!
كانت هالمرة تبي تحبّ بندر... لأنها أدركت إنه هو اللي يستاهل صدقها واخلاصها ... ومحد غيره يملا عيونها الحين !!
كمل وهو يشوفها شاردة ووجهها يتلوّن..ولا يدري إن مشاعرها اصلا بدت تتحوّل خلال الأيام الأخيرة ..
وقال وهو يلتفت ويبتسم بحنية من ورا قلبه المتوجّع : كسبتيني أخو...واللي صار أنا مسامحك عليه.. فـ لا تفكرين بأبعد من كذا.. أرجووك يا سحر..
كلامه مؤلم !!
انتبه ان وجهها يتحول لـ صُفرة مخيفة.. ودموعها تغسل وجهها بانهمار وبصمممت غريب !
وقّفت سحر عن البكي والنحيب.. بشكل مفاجئ معد صار لها صوت !
بس ظلت دموعها تنزل بغزارة .. وكنها فقدت الصوت وفقدت الكلام..بذيك اللحظات
مرت ثووواني..وهو ساكت يناظرها بعين عطووفة يبيها بس تهدى ..الموضوع انتهى بالنسبة لهم الثلاثة ولازم تتماسك..!
استجمعت سحر أنفاسها اللي ما تدري هو الأكسجين انتهى من الكون ولا وش صار لها ... وكل اللي قدرت تقوله.. وبكل هدة حيل.. استندت على سطح الصخرة الخشنة بيدها ..وحاولت تجلس عليها : م..مكن.. تتر..كني لحالي..؟
بالموت طلعت منها... خدرها ينتشر بكل أنحاء جسمها .. تحس انها مثل المشلولة.. ومرضها ما رحمها !!
ومحد حاس فيها..
حتى بندر؟؟..
اللي يحبها.. أكثر من أي شي ثاني ..
خذلـها !!
بندر خاف عليها : سحر!
قالت بهدوء غريب اكتسح هيئتها بالكامل بعد ما كانت ثايره : ممكن؟
ورجعت تجلس عالأرض.. رمت نفسها رمي وظهرها للصخرة : ...أبي.. أج..لس ...لحالي..!
هدوئها هذا زاد من استغراب بندر.. لكنه تفهّم وتحرك بيمشي..لعل في ذهابه راحة لها وهو يقول : لا تعطين اللي صار يا سحر أكبر من حجمه.. ما يسوى اللي تسوينه صدقيني..
كان يحاول يخفف عليها وطئة اللي صار ويحسسها ان اللي صار بيكون صعب اذا هي صعبته على نفسها..
لكن هو مب حاس بالجرح العظيم اللي يلوي كل عصب شعور تحس فيه.. مب حاس بالاهانة والانخداع اللي هي تتقلّب فيه !!
غمضت عيونها وقالت بنفس الهدوء المفاجئ : ... ابعــد من هنــا ..!
ما قدر يقول أكثر ،
وقال وشكلها مرة يألمه : ... ارتاحي مع نفسك شوي.. بعدين ارجعي ..
قالت بجمووود وهي تناظر الفراغ وما تناظره : ابعد.. من هنا ... !
ما قدر يسوي شي غير إنه مشى وتركها وهو ضااايق... وكل أمله إنها تهدى شوي مع نفسها .. وترجع !
حطت يدها على جبهتها وحركتها لين شعرها.. وشدت بدايته من الألم والقهر والوجـع..
بندر تركها!!
بلحظة هي بأمس الحاجة له.. خصوصا يوم فهمته.. وعرفت عن شعوره !!
حطت يدها على صدرها وهي تحس بتعبها الغريب يزيد.. ودوارها مستمر معها لكنه زاااد بهاللحظات..
تنفسها زاااد ما عاد صارت قادره تسيطر عليه ..
لقت نفسها لا شعوريا .. تحط راسها عالأرض.. واستلقت على وعرتها تبي ترتاااح... اتخذّت من الأرض الخشنة حضن حنون يلمّها...
حسّت إنها تفقد نفسها..وشعورها .. وصوتها ... وأنفاسها تتسرّب منها وصدرها يضيق ..ويضيق
ويضيق..!
همست بصوت واطي.. باسم آخر شخص.. مستحيل بيوم من الأيام يستغني عنها..
"خ..االد"..
::
كان خالد يدور بالمخيم باستمرار.. ويبحث في الأماكن اللي حوله..ويناظر بكل الجهات لعله يلقاها.. ويوم ضاقت فيه وحس ماله أمل ..لقى نفسه يدق على مشاعل..كـ آخر حل ..
مشاعل اللي ردّت لأنها كانت تبحث عنها هي بعد : الو..
خالد وهو ماسك الجوال ويناظر حوله : هلا مشاعل... (ما عطاها فرصة) .. رجعت سحر؟؟
مشاعل بقلق : لا.. توّني أدورها بالأماكن القريبة اللي رحنا له ما حصّلتها..
خالد : ما قالت لك شفيها..
ما ودّها تقولّه السبب ما تدري إذا ينفع إنّه يدري !! .. قالت : ما قالت لي شفيها ..شفتها تبكي وتركتها لحظة ..رجعت وما لقيتها..
هزّ راسه بقلق .. وطاحت عينه على بندر مقبل ، واللي كان يمشي ناحيته ووضعه ما كان يبشر بخير.. شارد ووجهه متجهم وحالته صعبة..!!
سكّر بوجه مشاعل من غير لا يحس وهو ينادي بندر .. اللي خلا مشاعل تطنقرررررر..
خالد وهو يمشي بسرعة لـ بندر : بنـدر بشّر عسى لقيتها.. ما بقى شي عالمغرب.. بنمشي خلال ربع ساعة..!
ناظره بندر نظرة غامضة.. احساسه إنه ندم عاللي سواه فيها..مسيطر عليه.. مو عارف اللي سواه صح ولا غلط !!
رفع اصبعه الابهام... وأشر لجهة من فوق كتفه : شفتها تمشي بذيك الجهة ..قلت أجي عشان اعطيك خبر ترجّعها..
تهلّل وجه خالد : وين؟؟؟
بندر : عند الجبل ذاك اللي رحناه قبل يومين عشان المغارة .. لمحتها تمشي لحالها ..عند المنطقة الوعرة أتوقع بتلقاها هناك.. ان ما كانت تعدتها
تحرك خالد مباشرة هنااك .. وشعور سئ ملازمه .. ما يعرف مصدره..!!
وما غاب عن باله اصلا إنها مريضة !!
سحر عمرها ما خبّت عليه شي... بس اللي فيها الحين ودمعتها اللي نزلت.. لا يمكن تكون من فراغ..
يا ترى وشفيها اختك يا خالد..؟؟
أهملتها يا خالد.. أهملتها كثير !!
أهملتها لدرجة إنك صرت .. ما تدري وش فيها
ولا من متى.. سحر... تبكي بعيد عنك؟!!
زاد من سرعة ركضه من شعور الذنب اللي كبر.. وخوفه لشي بيشوفه ..
وصل للمنطقة الخضرا اللي تسبق المنطقة الوعرة حول الجبل... وتجاوزها.. هدّأ من سرعته وصار يمشي بخطوات سريعة وهو يناديها
"سحر"
تلفّت يمين وشمال.. ولمح الصخور المتوسطة الحجم بأرض وعرة كلها حصى... توجه لها وهو ينادي من جديد..
"سـحر ! "
ما لقا رد للمرة الثانية..
كان الهدوء الكئيب مخيّم عالمكان..وصدى صوته يرجع له والوقت والمكان تحوّل لـ شي موحش !
دخل المنطقة الوعرة اللي الصخور منتشره فيها بشكل عشوائي..
وتجمّدت خطوته من اللي شافه ..ومباشرة ، اتسعت بؤرة عيوونه ،.. وطلعت من محلّها.. من المنظر المخيف !
سحر كانت طايحه عالأرض الخشنة .. بحالة غريبة.. جثة هامدة !
ركض لها وهو يصرخ بفجعـة : "ســحر !!!" ..
طاح جنبها ورفع راسها .. ويده على وجهها اللي كان مُصفر بشكل مخيف..وحرارتها ناااار تحرق !!!
وجهها المريض مليان آآثار دموع
آثااار غزيرة وعميقة.. تقول ان اللي ذرفته مو شوي..!!
هزّها بقوة مثل المجنون.. مو عارف وش اللي صار لها ؟!!
"سحر... سحر... ردي علي"
راسها كان يرتد يمين وشمال مع هزّاته.. مافيها ذرة استجابة ..
كانت مثل قطعة القماش.. الخرقة البالية.. بلا روح !
خالد بصوت يعلى.. وهو يقلب وجهها بلا فايدة : سحر فتّحي عينك.. تكلّمي..وش صار معك ؟؟
ما كان لها صوت ..ولا حتى بوادر إنها تسمعه..
زاااد خوف خالد ولقى نفسه يرفع تلفونه ويدق على بندر .. ومن انرفع صرخ بسرعة مو معطي لـ بندر فرصة يقول هلا
: بندر بسرعة السيـااااارة..
بندر اللي انفجـع ما فهم طلبه...، صرخ بدوره : شفيك وش صااااير؟؟؟
خالد : السيارة جبها بسرعة باخذ سحر عالمستشفى..
اختل تواااازنه وبغى الجوال يطيح من يده .... توّه تاركها بخير قبل شوي !!!
وتسمّي الحال اللي تركتها عليه .. بخير يا بندر !!؟
انتبه لصرخة خالد الغاااضبة : لا تسكت مثل الغبي السياارة بسررعـــة
قفّل الجوال وركض مثل المجنون على سيارته.. فتحها بسرعة تحت أنظار كل من محمد .. وتركي اللي كانوا واقفين قراب..
وقبل لا ينادونه ويستفسرون عن سبب حالته اللي تقول إن فيه مصيبة صايره .. شخط بالسيارة شخطة مزمجرررة أصدرت ضوضاء منفجرة سمعها كل اللي في المخيّم.. وخلاهم يطلعون من خيامهم مسرعين وخصوصا الرجال.. مرتاعين من الصوت اللي يقول إنه صدر من وحدة من سياراتهم .. بسبب أكيد انه مو عادي..
وصل بندر للمكان خلال دقيقة وحدة بس !..
ونزل ..وصدره يطلع وينزل بفجعة.. وقف مكانه وعيونه شاخصه وهو ماسك الباب بيده ..منصدم من هيئة سحر اللي كان خالد شايلها ناحية السيارة.. بوضع لا يوصف..
كانت.. مثل الميتــه !
ارتجفت شفاه بندر ولمعت عيونه بدموع مندفعه.. من غير ارادته..
انت اللي وصلتها لهالحال... بغبائك..!!
زدتها وهي ما كانت ناقصة.. كنت تقدر عالأقل... تعالج ولو شي بسيط من اللي سببه أخوك... بكلمة بسيطة منك..
بكلمة "قبـول" يوم طلبتك..
حس انه فقد قوته هو الثاني..
ما وعى الا على صـرخة خالد المدوووية بعد ما حطها بالسيارة : "وش تنتظــر يالغبي ؟؟؟!.. "
انتبه على خالد وهو يركب عندها بالسيت الخلفي .. لقى نفسه يركب ورا الدركسون ويشخط بالسيارة من جديد..
×
عند المخيم ..
الرجال كانوا واقفين يراقبون سيارة بندر اللي كانت طايرة مثل البرق قدامهم لـ وجهه ما يعرفونها.. مخلّفة وراها موجة مخيفة من الغبار اللي حجبت الدنيا عنهم !
ما قدروا يجلسون لأن سرعة السيارة وطريقة سيرها ما تبشّر بخير..
ابو خالد اللي كان واقف جنب ابو محمد من جهة .. وجنب تركي من جهة ثانية.. قال بقلق : الله يستر شفيه هالولد يا عبداللطيف..
عبداللطيف "ابو محمد" : شفيه اخوك يا محمد وراه طار بالسيارة كذا..؟؟؟؟
محمد اللي انتابه قلق مفاجئ : مدري شفناه يركض.. فجأة ركب سيارته وطار بها ..
قال ابو خالد بقللق : دق عليه خلنا نشوف وش سالفته..
رفع محمد تلفونه ودق على بندر .. بس بندر ما رد.. ما كان بحالة اصلا تسمح له يرد .. وخصوصا من اخوه محمد !!
محمد باستغراب : ما يرد!
ابو خالد : الله يستر..
تركي قال فجأة : خالد معه على ما أعتقد ..!
كلهم طالعوا وليد اللي نطق فجأة .. قال يهدّي الاستغراب عليهم : شفتهم قبل شوي يمشون مع بعض.. أظن ان خالد معه ..
مباشرة رفع ابو خالد تلفونه بيتصّل على ولده ..
إن كان خالد مع بندر.. فالموضوع أكيد كبير...!
×
في سيارة بندر اللي مسكت الخط بسرعة 180 .. وقابلة للزيادة ..!!
ناظر خالد جواله ولقاه ابوه .. ثم رفع عينه لـ بندر اللي مركّز عالطريق ووجهه مو طبيعي من اللي يفكر فيه والندم الفضيييع اللي يعيشه ..
لازم يرد ويعطيهم خبر.. لا يقلقون ..
رد بهدوء مناقض للخوف اللي يعيشه.. وهو يشوف وجه سحر اللي راسها بحضنه.. مخطوف لونه.. وفاقد كل حياة !!
ودموعها اللي ما جفت للحين حافره آثارها على خدها حفررر مو طبيعي !!
" هلا يبه"
ابو خالد هتف والكل حوله يسمعه..يتحرّى خبر : هلا خالد... عسى ما شر وينك انت وبندر...؟؟؟
زفر يحاول يعطيهم جواب هادي من غير لا يخوّفهم : ما شر يبه.. كل خير ان شاء الله... بس... سحر.....
كان بيكمّل كلامه لولا ان ابو خالد.. من سمع اسم بنته .. صرخ مرتاااع والكل حوله ركّزوا معه .. وخصوصا تركي..
"وش فيها بنتي؟؟؟..تكـلم؟؟"
قال ابو محمد لا شعوريا : يارب سترك!
خالد بهدوء وقلبه يررجف : مافيها الا كل خير ان شالله...بس.. تعبت شوي فقلت أوديها المستشفى.. مافيها شي كبير..
ابو خالد بخوف وصوته منفعـل : تطير بالسيارة بذا الطريقة!! كن عندك أحد ميت.. وتقول مافيه شي كبير! شفيها اختك يا خالد لا تكذب علي..
غمّض خالد عيونه وش يقوله .. هو للحين مو عارف وش اللي فيها.. غير ان الأعراض اللي عليها ما تطمّن..فاقده نفسها بشكل تاااام .. وتنفسها مضطرب غير منتظم..وضعيف.. وحرارتها نااار...وكل ذي الاشياء تخوّفه!!
ابو خالد بانفعااال : رد علي يا خالد وش فيها وش صاير لها.....
لاحظ تركي انفعال ابو خالد .. وتأكّد إن اللي صاير شي كبير !!
ولقى نفسه يقول : لا تشيل هم يا عمي.. ان شالله خير تعال خلّنا نلحقهم
قال ابو خالد بعد ما انتبه لوليد واقتراحه : لا وصلتوا للمستشفى دق علي علّمني .. بنجيكم على طول..
خالد : ان شالله..
سكّر ابو خالد.. وركض تركي قدامه لسيارته..
ركبها وشغّلها وابو خالد يقول لأخوه : بنسبقكم للرياض يا عبداللطيف.. خذ ام خالد وبيان معكم
ابو محمد : خلاص بنركّب باقي العفش كلها عشر دقايق وماشين وراكم .. بس بشّرنا يا مساعد عالبنت الله يخليك
تحرّكوا بسرعة..
ومحمد كان يراقب الحوارات السريعة قدامه وهو ساااااااااااكن !! ، يطالعهم ويسمعهم وهو مو مستوعب شي !!
حالة الصدمة الموجعة سيطرت عليه.. ما استوعب الموضوع الا عقب ما تحرّكت سيارة وليد من قدام عيونه ..
ومن غير إرادة .. لقى عمره يدق على بندر عقب ما تأكد الحين إن السالفة كلها تخصّ سحر !!
هوى قلبه لأعمق نقطة بين ضلوعه .. فجعه الموضوع !!
كيف ووشلوون؟؟
وش صار لها...
فجأة كـذا ؟!!!!
×
بعد نص ساعة ..
بسيارة محمد راجعين .. وبعد ما عرف الكل باللي صار لسحر ..
كانت مشاعل خانقتها العبرة شوي وتفجّرها صياح...ناظرت شادن ودمعتها على وشك النزول .. اللي مخوّفهم إنه للحين ما وصلهم خبر على حالتها .. ما يدرون وش صار لها...، قالت : وش صار لها ذي بموت من الخوف..!!
شادن وهي تناظر من الشباك والأفكار المقلقة مسيطره عليها : ...الله يستر.. فجأة كذا قالوا خذوها للمستشفى..
لفت مشاعل بصمت لـ محمد تشوف وجهه ... محمد الساااكت واللي ما طلعت منه كلمة وحدة من وصلهم الخبر..
قالت بعتاااب لعلّه يفهمه : محمد ما عندك خبر وش فيها ؟... ما كلّمتهم تسألهم..؟؟
ما رد.. الصمت والتجهم عنوان لوجهه .. كان يطالع الطريق المظلم قدامه.. ما كان مستعد يحكي ..من جوا تراه منهااار وتعباااان .. لا يغرّهم هدوءه الخارجي !!
احساس داخله.. كان ينغزه ويلمح له..
ويلوووومه !!
ضغط عالدركسون بكل أصابعه.. وهو يتمنى يعرف بس.. وش اللي صار لها بالضبط؟؟
×
بالمستشفى..
اندفع خالد من باب غرفة عيادته .. ناحية الشماعة الخاصة الموجودة.. وبكل سرعة وتوتر سحب اللاب كوت والسماعة الطبية المرميّه عالمكتب.. ثم ركض للباب بتووتر..لكن وقّفه ظهور الدكتور نايف عند الباب ، واللي كان واضح عليه إنّه عرف باللي صار وجاي يستفسر..
د.نايف : دكتور خالد؟؟... عسى ما شر وش صاير سمعت ان إختك وصلت المستشفى ؟
خالد وهو يلبس اللاب كوت ويعدّل الياقة بكل سرعة واحترافية : طاحت علينا وللحين مو عارف وش فيها.. استلمها الدكتور وائل مباشرة.. بروح أشوفها الحين..!
ابتسم الدكتور نايف يوم لاحظ القلق بارز بوضوح بملامح خالد : إن شالله خير.. مدامها مع الدكتور وائل تطمن ان شالله إنه خير..
خالد : ان شالله.. انا رايح لها عن اذنك..
وركض قدامه والدكتور نايف يراقبه بعيونه.. واضح عليه خايف عليها مرة وتعاطف معاه.. !!
"داد ! "
التفت ناحية الصوت الناعم والعفوي..
وشافها تمشي له وهي مدخّله يديها بجيوب اللاب كوت حقّها.. وعرف إنها توّها منتهيه من جولتها
د.نايف بابتسامة أبويّة : هلا.. كيف التدريب معك؟
ابتسمت ياسمين : حلو.. رحت لعيادتك ما لقيتك.. قلت نروح انا وياك نشرب لنا كوفي تحت..
ابتسم وقال : مشغول الحين عندي جولة لازم أنهيها.. اذا خلصت ان شالله وعندي وقت اتصلت فيك..
ابتسمت...لكن خفّت ابتسامتها ..يوم انتبهت إنه واقف قدام عيادة الدكتور خالد..!
ناظرته باستغراب وفضول : ليه واقف هنا؟؟ مو قلت لي الدكتور خالد ماخذ اجازة اسبوع.. مو موجود..
د.نايف : الله يعينه ..اخته طاحت عليه وجابها للمستشفى.. توني شايفه
طلعت يدها من جيبها .. وباهتمام مفاجئ : اخته؟؟.. شفيها؟؟
د.نايف: للحين مدري ..توّهم مدخلينها للكشف وصلني الخبر.. وجيت أستفسر.. هو عند اخته الحين
سكتت يوم سمعت الخبر وثار اهتمامها !
د. نايف : يلله انا بروح اشوف شغلي ..
راح وتركها ،
وهي شافت وحدة من صديقاتها تمشي.. قامت نادتها : سناااااااااء..
×
طلع خالد من غرفة الكشف.. لقى بندر جالس بالكراسي المقابلة.. ومنكس راسه للأرض... بحالة صمت عميق مو قادر يشوف ملامح وجهه..
قرّب منه بهدوء وناداه : بندر ..!
رد بندر من غير لا يرفع راسه.. وكنّه ما يبي يتواجه مع احد.. لا يشوفون الألم والندم اللي بوجهه : ..شلونها؟
خالد وهو يجلس جنبه تنهّد : الدكتور وائل حاليا معها.. دخلت بس اشوف وضعها..فاقده وعيها حاليا ..قلت له انها مريضة من امس ورح تخضع بعد شوي لأشعة مقطعية للدماغ حتى يشوفون وش المشكلة !
غمض بندر عيونه من النتيجة.. ألم لا يحتمل .. ندم..
ما رد..
ما علق..
ما اصدر ردة فعل..
خالد ناظره لقاه على حاله منكس راسه بطريقة غريبة : شفيك.. تعبان؟؟
بندر : شوي..
مسك كتفه بقبضته..وربت عليها : بروح أكلّم ابوي..وأطمّن أمي كل اللي قلته لها اني ودّيت سحر للمستشفى عشان حرارتها ما خفّت وتعبت زود .. وصدّقتني !
راح عنه.. وما صدّق بندر انه ابتعد.. رفع راسه واسند ظهره..يناظر نقطة بالجدار قدامه..
كنت تلوم محمد على أسلوبه معها..
وصرت ألحين ...مثله !
تذكّره لوضعها وهي تطلبه ما يتخلّى عنها.. يدمّره مليون مرة.. !!
كانت بذيك اللحظة بحاجة للي ينتشلها من آثـار الصدمة اللي سبّبها محمد بخبر خطوبته.. كان بندر كل شي بالنسبة لها بذيك اللحظة.. لكنه فضّل يستمر عاللي هو فيه وينهي هالتوهان اللي بهذله..واتخذ القرار !! بدل لا ياخذ بيدها ويعوضها عن محمد.. يوم طلبت منه ذا الشي..
خذلهــا..
وهل خذل نفسه..؟؟
مو هو كان يبي هالشي من البداية.. يبي ينهي الوضع اللي هو فيه؟؟
فرك جبهته وهو يعذر عمره.. هو اتخذ قراره إنه ينهي هالأمر..مثل ما سوّى محمد !! ما يقدر الحين يتراجع بعد ما اتخذ ذاك القرار بصعوبة..
خلاص يبي يعيش حياته وينساااها..
ما يبي يعيش وهو الرقم 2 بحياتها ..
ما يبي يكون مجرد بديل لـ محمد !!
ضرب راسه على خفيف..بالجدار وراه بشكل متكرر وهو مغمّض .. يبي يتخلص من هالأفكار السلبية اللي هو فيها..
×
وصل ابو خالد وتركي للمستشفى.. ودخلوا بسرعة بعد ما كلّموا خالد اللي كان ينتظرهـم في لوبي المستشفى عشان يدلّهم..
وهم بالطريق لـ غرفة الكشف.. وخلال عبورهم للممرات بسرعة .. قال ابو خالد : بشر يا خالد وش صار لاختك؟؟
خالد بهدوء ما يبي يخوفه : كل خير.. الدكتور وائل يخضعها الحين لأشعة كاملة للدماغ.. ان شاء الله بسيطة
ابو خالد : لا تخبي عني شي ..لو فيها بلا قلّي صارحني ..روّعتني اختك كانت بخير وصحة بالمخيم.. وش صار لها عشان توصل للمستشفى؟؟
خالد : سحر من أمس معاها حرارة .. ان شاء الله تعبها ما يتعدّا ارهاق
قالها خالد من ورا قلبه ، وهو يدري إن اللي فيها أكبر من كذا ..!! ، بس ما بغى يقول شي لأبوه قبل ما تطلع النتايج ويتطمّن هو بنفسه ،
تركي كان يمشي وراهم ، وهم قدّامه لأنهم كانوا يتناقشون حالتها ..
بس كان يستمع بصمت !!
جااه فضوول عارم .. يدري إنها اليوم الصبح لمّا اكتشفها بسيارته ، ما كانت طبيعية !!
طقّه فضوووول !!
وصّلهم خالد لـ غرفة الكشف اللي كان بندر جالس قدامها .. وحالته مو مضبوطة ..ازرار قميصه العلوية مفتوحة ..ومسند راسه عالجدار وراه..ومغمض...اللي يشوفه يقول نايم مو حاس بأحد..!
خالد : ارتاح يبه رايح اشوف الدكتور وجاي..
ابو خالد بقلق وهو يجلس بالكرسي المقابل لـ بندر : استعجل يا خالد ابي اشوف اختك ماني متطمّن..
ابتسم خالد بحنية : يعني ما تثق بولدك يبه.. لا تخاف سحر في ايدي أمينة.. وشلون لا صارت تحت مراقبتي لا تشيل هم رايح أشوف وش صار مع الدكتور..
تركهم ودخل لـ غرفة الكشـف..،
وتقدّم تركي اللي كان يمثّل القلق على وجهه .. وجلس جنب أبو خالد اللي فرك وجهه بقلق وضييق...
وقال بهدوء يقالّه يطمّنه : ان شالله انها بخير.. لا تشيل هم..خالد معها..
ابو خالد وهو يتنهد وهمّه يزيد : أول مرة يصير لها شي مثل ذا.. اول مرة تطيح علينا.. هالبنت غالية علي يا وليد..غالية علي..
سكت تركي لحظات.. ، وابتسامة غريبة ظهرت على فمّه ..
فكرة حقيرة خطرت على باله !!
يبي يشوف الهم على وجه هالشايب ..يزيد زود.. وزود .. وزود .. !!
وما رح يرضى بالقليل !!
وبعدها قال وهو يبتسم : ما عليها الا العافية يا عمي.. لو فيها شي كايد كان قالنا خالد..
انتبه ابو خالد لـ بندر اللي كان حاط راسه عالجدار ومغمض.. وساااكن !!
وناداه : بندر ؟
فتح بندر عين وحدة.. ولقى عمه ووليد قباله ..
حاول يبتسم : وصلتوا ؟
ابو خالد : تبي تروح ترتاح رح ما قصّرت !
بندر بابتسامة مريرة : .. مو تعبان يا عمي لا تخاف..
ريّح ابو خالد ظهره للمسند وهو يحتري ولده..يطلع ويعطيهم خبر !
::
يُتبع ،
راجعه بعد اختباراتي
لا تحرموني تعليقاتكم
|