كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
:
الساعة 11 الضحى ،
وقريب بيدخل الظهر ..
قام بندر من جلسة الرجال الكبار عند النار..مو متحمّل يسمع سوالفهم أكثر وخصوصاً إن أبو راهي كان يقود الحوار عن الخطبة والنقاش مفتوح..
تركهم وابتعد وهو متضايق على محمد اللي ما سوّى شي... وش تنتظر يا محمد؟؟ .. الوقت يمشي وابو راهي ماشي بالموضوع !!
لقاه بالجلسة الثانية اللي جنب ملعب الطائرة .. وهو يقلّب بجواله ووجهه مافيه بوادر إنه يبي يروح ويفتح الموضوع مع عمّه !
جلس بندر على المركى قباله وهو ..ساااااكت جداً... من عقب موقف امس... وهذي أول جلسة لهم سوى ، وكنّهم بالبداية كانوا يتجنّبون بعض !
قال بندر بنبرة عااادية.. وكن اللي صار امس ما صار ، لأنه ماله حيل يدخل بهالموضوع الشائك : وش نويت؟
رمى محمد عليه نظرة... اخترقت بندر وعوّرت قلبه..
نظرة ززززعل..
ومو أي زعل !
زعل كبييير كبيييير.. كبر الدنيا..
يفيض بوضوح من عيونه ،
ثم رجع يطالع بجواله بصمت وكأن هالشي هو التسلية الوحيدة بيده ..
بندر بوجع : محمد .. أجّل هالنظرات لبعدين... قوم لـ عمي الحين قوله إنك ما تبيها..
ردّه إنه يلعب بجوّاله وسااكت ما يعلّق.. وبندر يراقبه ، محمد حتى ما يناظر وجهه !!
يدري عن صدمته اللي ما تشافى منها.. ومتأكد إنه حتى ما نام عقب اللي شافه وسمعه البارح بينه وبين سحر !
بندر بخفوت : ... الوقت يمشي ترا.. مو من صالحك..
ما رد عليه وكأن الموضوع مو مهم...
انقهر بندر عليه ..وبلا شعور سحب الجوال منّه وهو يطالعه بقهههر ..
وقال بغبنة : انت ليه ما تقدّر اللي أسويه عشانك... متحمّل وشايل همك وإنت هنا أبرد من الثلج... قوم الحين.. إنت حتى لو كنت عدوّي ما أرضى عليك مثل هالذل وتناسب واحد ما همّه غير نفسه ورغباته !!
تخلّى عن زعله .. وابتسم بمرارة أخيراً.. وقال بخفوووت : .... ما تبيني أتركها لك يا بندر؟؟
ارتاااع بندر.. من انقلابه وشكله المستسلم ..
كمّل محمد وهو يناظر وجهه بابتسامة مستسلمة :.... عقب اللي سمعته أمس... ما عاد أبيها يا بندر !!!
بندر بررجفة : ..ط..لبت منك تنسى اللي سمعته.. انساه يا غبي انساااه... لا ترتبط بأبو راهي بس عشانك سمعت كلامي أمس !
محمد وهو يناظر الطبيعة بعيد عن عيون بندر..بخفووت مسيطر عليه : ..وهي فرقت يعني !
بندر بغبنة : قووووم بلا عبط... سخافتك ذي خلّها !!
غمض محمد عيونه بتعب .. وفرك جبينه ..وبابتسامة أسى ونبرة وجع : ...ما تخيّلت إني بقولها بيوم من الأيام... لكن اكتشفت البارح ولحد هاللحظة ..إنك تستاهلها أكثر مني يا بندر... هي حتى عفوية وطبيعية معاك أكثر من ماهي معي .. واللي سويته أنت عشاني .. أكبر من إني أتحمّله..
لمعت عيونه مع آخر كلمة وهو يصدّ .. والتعب بادي عليه ، واضح إنه من ذيك اللحظة ما ناااام ولا طبّت عيونه غفوة !!
كلام محمد أثّر على بندر كثير..اللي فقد أجوبته... وما بغاها توصل لهالمرحلة أبد ،
قال محمد بنفس الخفوت اللي مسيطر عليه : عتبي الوحيد..انك.. خليتني انصدم كذا وما قلت لي .. (ابتسم بأسى واستسلام) ...تدري اني لو كنت اعرف من قبل ..ما وصلت انا لهالمرحلة ...لو كنت أدري ...طبيعي ما كنت بتعلّق فيها لهالحد وأنا أدري إنك تنافسني .. لحظتها برفض حتى المنافسة وانسحب .. كان تركها بيكون سهل.. لو كنت أدري... ما تعّبت عمري واسترسلت باللي أحسه..كنت بتركها لك بس ليتك ما سكت كل هالفترة
بندر بصوت مخنوق : ... يكفي يا محمد.. ما قلت لك لأن اثنينكم تبون بعض... بالله عليك شلون تبيني أقولك وأدخل عرض وهي تشوفك إنتْ وما تشوفني !
ضحك محمد بأسى... ثم رفع عينه لـ بندر بنبرة واضحة وخافتة : ما حسّيت يا بندر؟؟.. ما حسّيت فيها أمس... غريب إذا ما فهمت ليش كانت تبكي قدامك؟؟
غمّض بندر عيونه..وفتحها وهو يقول بجموود : إنت ما تدري باللي صار بيني وبينها فلا تتوقع أشياء من راسك...
ضحك محمد وضحكته فيها من الألم والوجع.. : ... تراك تهمّها يا بندر!!
ضحك بندر بسخرية وما كلّف على نفسه يصدّق خياله : هههههه... صحيح.. انا أخوها ..مثل خالد بالضبط... هي قالته بلسانها !!
محمد بابتسامة وهو يتذكّر اللي سمعه أمس : .... بغض النظر عني أنا ... إنت تهمّها من زمان.. وما منع وجودي إنها تغليك
بندر : محمد ؟.. تدري أنت مثل ما أدري أنا... إن سحر تموت في ترابك إنت ، من رجَعَت وهي تشوفك لحالك أنت .. أنا أخوها وهالاهتمام ما يتعدى هالحدود !
محمد بابتسامته المستسلمة .. والمتألللمة : صحيح لكن لأول مرة أقولها لك.. انت يا بندر أقرب لها مني.. وما أظن إن مكانتي عندها الحين.. مثل مكانتك !
بندر بعصبية : .. قفّل هالموضوع!
كمّل محمد : تدري ليش أقوله !!.. (ضحك بأسى ورضوخ) ... لأن ما عمرها بكت قدامي مثل ما بكت قدامك امس..هي معاك تختلف وانت عارف هالشي !!
بندر بأللم : كاااافي أنا أبي أنسى هالموضوع وأنساها .. وإنت مصرّ تذكّرني فيه ، قفّله تكفى تراني خذت منه ما اكتفيت !!
محمد بضحكة عابرة والموضوع في باله انتهى... قال يحطّ النقط عالحروف يغالب ألمه : .... سحر لك يا بندر... هي لك ... ولو إني مكانك الحين.. أقوم هاللحظة وأخطبها من عمي !
وقام محمد واقف منهي النقاش بآخر كلمة... وبندر اللي كان قاعد عالمركى رافع راسه يناظره
قال بارتباك : وش بتسوي ؟؟؟
ابتسم محمد باستسلام : ... رايح لأبو راهي... (سخرية).. أخطب بنته !
بندر بحدددة : ما تسوّيها !!!
محمد بلين : ... إلا أسويها وأسوي أبوها... أخوك اللي كان واقف عثرة بطريقك من سنتين... ينسحب الحين ويقولك من قلبه هو آسـف !
بندر وجعه قلبه... وجعه قلبه كثيير وحس إنه بينهار من داخل وهو يراقب محمد يمشي بخطواته الواثقة ذاته.. ناحية مصيره اللي انفرض عليه !!
نزل راسه وهو يحط يديه على جبينه... والوجع ماليـه ،!
حتى لو انتهت كذا !!
ما يقدر يستانس .. أبد ما يقدر... إلا كره عُمره أكثــررر !!!
:
/
بعد الغدا..
دخل عمر الخيمة ولقى خالد وراهي سوى.. لحالهم جالسين متمددين عقب الأكل..
كل واحد بجهة وسوالف رسمية بينهم مافي أي موضوع مهم ،
ابتسم عمر وهو يقرب لـ خالد النعساااان : ... شفيك مكسّل ؟
خالد وهو مغمض عيونه : أحس إني انتهييت مع هالكم يوم.. بندر ما قصّر فيني !!
ضحك عمر وهو يلاحظ من زاوية عينه الحادة راهي اللا مبالي يحط سماعات الأي فون على أذنه .. ورجع يصد عنّه يناظر خالد : .. حلّلك على كيفه .. هههه.. قالي أصلا إنه ناويك لين تعض الأرض قبل ترجع لشغلك الغثيث على قوله !
خالد وهو مغطّي عيونه بالشال وما تظهر غير ابتسامته : المشكلة اني داري عن نواياه بس مسايره ..
نبههم رنين جوال راهي .. خالد ما التفت لأنه أصلا كان راقد ومغطي عيونه.. أما عمر التفت بسكوت يراقبه وهو يطلع من الخيمة بابتسامـة وجواله يرن بيده.. وملامح الجد والتركيز على وجه عمر ،
من اختفى .. رد يناظر خالد اللي غفى : بتنوم ؟
همهم خالد دليل انه مستسلم للكسل ويبي ينام..
تركه وقام واقف.. وطلع بيروح للجلسة برا .. بس طاحت عينه على راهي واقف بعيد ويتكلم باندماج والضحكة شاقه وجهه..
اللي لفته إنه كان يحكي أجنبي . .انجليزي على فرنسي .. فهم من أسلوبه طبيعة المكالمة .. وراقبه ثواني بملامح جامدة ما توحي بأي شي ومحد يدري شاللي يدور براسه الحين ..ثم كسر عينه عنّه وكمّل طريقه بعيد بصمت..
قبل يوصل للجلسة.. شاف وليد مقبل ناحيته ..وقف وهو ساكت لأنه عرف إنه جاي لعنده !
وصل تركي وهو مبتسم : ... هلا عمر ؟
عمر ببرووود :... هلا !
تركي تجاهل النبرة :... شفت بندر ؟
عمر برفعة الحاجب الواحد : بندر ؟.. لا من بعد الغدا ما شفته !
تركي : ... توقعتك معاه عرفت منه إنكم قريبين مرة من بعض !
عمر ببرود لاسع : ... طبيعي وش تتوقع... عايشين انا وياه اخوان وببيت واحد !
تركي أدرك إن برودة عمر تزداد كل مرة يتقابلون... قرر ما عاد يحتك فيه ..لأنه تأكّد الحين وببساطة إنه صعب التعامل ومن الصعوبة بمكان تفهمه أو تعرفه ! ، غامض غموض عجيب !!
ابتسم تركي بعذوبة : .. بروح أدوّره !
قال عمر قبل يتحرك بنفس الثبات والبرود : ... أشوف كاثره جلساتك معه هاليومين !!
تركي بابتسامة : .. حبيب بندر.. حلو المعشر على قولتهم ..
عمر بنظرة ما تنقرى هاااادية جداً : ... بس أنت أول يومين ما كنت حاب تجلس مع أحد... وش اللي غيّرك فجأة ؟؟؟
أجل ملاحظني ؟!
هز تركي كتوفه بابتسامة يبرّر : طبيعي أول يومين ما اخذ عالوضع لأني جديد على هالعايله.. ليه فيها مشكلة؟
هز عمر راسه من غير تعليق.. ثم مشى يكمّل طريقه..
وتركي ما راق له اسلوبه ، لكنّه ما اهتم كثير هالمرة وراح يبحث عن بندر لأن عنده الأهم !
لقاه واقف في ملعب الطائرة يلاعب الكورة برجله .. بصمت واندماج ..
اقترب بابتسامة : إنت هنا ؟؟
ثبّت رجله عالكورة ، ورفع راسه بانتباه : .. هلا وليد !
اقترب تركي وبندر عفوياً ركل الكورة له ، وكنّه يدعوه للعب .. استقبل تركي الكورة برجله ودقدقها على قدمه كذا دقّة وبندر يناظره مبتسم ، وقال : عندك لمسات فنية !
ضحك تركي وهو يركلها بالسما بعيد : مب ذاك الزود على قدّي هههه !
رجعت لبندر واستقبلها على صدره .. ثم نوّمها بالأرض : ... واضح هههه !
تركي : بشرني عنك الحين.. إن شاء الله أحسن ؟!
بندر رفع عينه.. وابتسم بمرارة : ان شاء الله !
تركي : وليش هالمرارة ؟؟؟؟
تنّهد بندر.. وجلس عالكورة وهو يرّيح يديه على ركبه .. ثم قال : مدري يا وليد الموضوع تعقّد.. البارح كان شي أليم.. مو عارف كيف حتى أنهي موضوعي معها !!
ركّز تركي بهالنبرة ... البارح؟؟؟
قال بتركيز : البارح؟؟؟... متى ؟؟؟؟
بندر وهو يفرك شعره وبعفوية : امس قبل الفجر..( تذكّر لحظات الاعتراف بتنهيييدة ).. تدري إني خذت بكلامك من غير ما أحس.. سوّيت اللي انت اقترحته من دون تفكير... واجهتها !!... ما ظنيت أبد بيوم إني بوقف قدامها بذيك الطريقة واقول ذاك الحكي ..
ابتسم تركي وكنّه بدا يفهم هي ليش بذاك الوضع اليوم الصبح...
صحيح تراه هو اللي قال لـ بندر "واجهها".. وبتبدا هي اللي تعاني !!..وشكلها فعلا خذتها هالموجة !!
قال تركي بروقاان : وكيف حسّيت يوم واجهت ؟؟
ضحك بندر : هم وانزاااح... حسّيت إني حطيتها بالصورة عالأقل أكون حطيت النقط عالحروف بالنسبة لي أنا ،
سكت..
بس تركي لاحظ شي شاغل باله ..
وقال بهدوء : وليش منشغل بالك الحين ؟؟
قال بندر بخفوت وهو يلعب بالرمل باصبعه : .. محتار يا وليد والأفكار ماخذتني يمين وشمال... (ابتسم بألم ).. تظل بنت عمي اللي أغليها .. وكلامها البارح بالليل معوّر قلبي !
تركي بلعانه وهو يناظر الطبيعة حوله : ... هي ترجّتك ؟؟
ناظره بندر بهدوء .. ثم قال : .. ما قالتها صريح.. لكنّي حسّيته بصوتها !
تركي تأمّله بسكووت... ثم قال بهدوء : وانت وش رايك الحين ؟؟؟
عند هاللحظة ابتسم بندر ابتسامة مريرة .. ونزّل راسه للرمل من جديد : ... مدري يا وليد..مدري لا تسأل !
حسّ تركي إن بندر في حالة صراع.. صراع مخفي مو واضح على مظهره الخارجي الهادي ، واللي يشوفه يقول انسان مو مهتم صدق !!
قال يحوّل الموضوع لـ منحى آخر : والاستاذ محمد ؟؟
بندر بنبرة واطية وهو يحوس بالرمل وكأن الموضوع جاب له تبلّد : ... محمد اتخّذ قراره !
تركي اللي كان يطالع الطبيعة ، لفّ يناظره باهتمام وتركيز : ... جد ؟
بندر ابتسمت وهو يرسم دوائر : ...ايه قرر يخطبها من جديد وبيعلنها مثل ما يبي ابو راهي ... (تنهّد) .. قلت لك يا وليد الموضوع اتعقّد.. حتى محمد أخذ ردّة فعل ما توقعتها منه.. أبد ما توقعتها.. وتركني أنا أصارع قراري !!
تركي : ردة فعل من ايش؟؟
بندر وهو يرسم ما وقف : ... باختصار أنا ومحمد صرنا كتابين مفتوحين لبعض... انكشف كل شي كنت أداريه
سيطر الاهتمام على وجه تركي... وهو يراقب بسكووت
كان يظن معرفة محمد بحقيقة مشاعر بندر.. رح تأثر عليهم وعلى علاقتهم الشخصية مع بعض...والسبب ذيك البنت !
لـ درجة إنّه اقترح على بندر بوقت سابق إنّه يصارح محمد لعلّ هالنقطة تنعكس عليهم.. وبندر رفض وقتها وفهم نوايا وليد على إنها حسنة !!..
المهم إنّه رفض وتركي ما أصرّ عليه.. لكنه عطاه الاختيارات اللي كان يتوقع إنه ممكن تهزّ هالعلاقة ..
ما علّق تركي على هالموضوع.. واتضح له شي إن علاقة محمد ببندر.. أقوى من إنه هو يهزّها بهالسهولة !!
قال تركي بابتسامة يغيّر الموضوع للمنحى الآخر : .. وبنت عمك ؟؟
رفع بندر راسه وهو ساكت ما ودّه يحكي عن هالموضوع تعب منّه كثييير ..
قال تركي بابتسامته العذبة الخاااادعة : ... ما ودّك تنهيه وترتاح !!
ارتخى وجه بندر .. ورجع يناظر رسوماته.. فهم تركي إنه يعيش صراع من هالناحية ..
قال تركي بهدوء : وش اللي يريّحك يا بندر؟؟
قال بخفوت : ... ما اعرف اتّخذ القرار... محمد اخذ قراره وانتهى ، وبقيت أنا !!
تركي بتركيز : لازم تنهيه بسرعة إن كان تبي ترتاح.. مثل ما سوّى أخوك... التفكير الزايد عن حده مو زين لك.. أنت بديتها ولازم تنهيها .. صح ولا أنا غلطان؟؟
بندر بضيق : وهذا اللي أفكّر فيه..
جا تركي بيقول شي ثاني.. لكن سكت يوم حس بقدووم انسان ثالث !!
التفت عفويا .. واكتشف إن اللي جاي هو .. عُمر... مقبل عليهم ونظراته على وليد .. ثم حوّل نظره لـ بندر اللي كان جالس جلسة اليائس وشارد برسوماته !!
ابتسم تركي من جديد لازم يستميله بأي شكل من الأشكال : ..هلا حيّاك الله..
وصل عمر .. وقال وهو يتأمل بندر وما ناظر تركي ببرود : هلا !
تركي (يا ساتر) : .......!
عمر بهدوء : ... اتركنا يا وليد !
ناظره تركي باستغراب .. وسكت ..
عمر بنظرة من زاوية عينه : .. اتركنا أبي بندر بموضوع بيني وبينه !
تركي فهم رغبته بعدم تواجده بينهم .. هزّ راسه بانصياع وخضوع صاير يتقنه.. وتركهم وعمر صاير ينرففزززه !!
تأكّد عمر إن وليد ذلف عنهم .. واستدار بجسمه ناحية بندر الساكت ... ثم جلس قباله على أطراف أقدامه ..يعني صار بمستواه ..
وقال بنبرة مباشرة : وش سالفتك مع ذا البشري !!!؟
ابتسم بندر ، ورفع راسه لوجهه : وش فيه هالبشري؟؟
عمر بهدوء طبيعته : أبي أفهم.. وش قصتك معه أشوف كاثره سوالفه معك !!
بندر بضحكـة : مو شي مهم... دردشة مع بعض ..
عمر بعيون تضيق : وش يبي منك ؟؟
بندر بابتسامة : ما يبي شي شفيك.. قلت لك دردشة... الولد حبوب واجتماعي كثير ويبي من ياخذ ويعطي معه دام انه جديد علينا..
عمر ما يمـزح : ... ما أظن نسيت كلامي يوم قلت لك بأول يوم لنا.. إنه مو طبيعي !!
رفع بندر حواجبه باستغراب : الرجال مثلي ومثلك .. شفيك قمت توسوس!!
عمر بابتسامة جانبية : وما أظن نسيت يوم قلت لك إني أفهم اللي قدامي من عيونه !
ضحك بندر : لا تشتغل علينا محلل نفسي الله يخليك... تراه ضيف وش تبيني اسوي يجيني وأتفل بوجهه مثلا.. خلّك من أفكارك الغريبة عن الناس يا عمر !
عمر بابتسامة ملتوية جانبية : ما قلت اتفل بوجهه يا طيّب لكن لا تتنازل عن نباهتك ..انتوا حتى مالكم خمس ايام ..و....
قاطعه بندر وهو يتنهّد : عمر ما اقدر اتابع الناس مثل ما انت تسوي انا واحد على طبيعته وأثق إن الطيبين للطيبين.. فلسفتك الغريبة عن الناس وطبايعهم ما أقدر أفهمها .. فـ خل الولد بحاله يرحم والديك.. كلها هاليوم ونفترق وكلن منا بينشغل ويمكن ما اشوفه الا بالسنة حسنة.. تطمّن !
قام عمر واقف وهو يتنهّد : .. عقلك براسك يا بندر... قلت لك اللي أحسّه.. وانت بكيفك !
ابتسم بندر بنعومة : يوه تدري توني اكتشف انك خايف علي هالقد .. ههههه.. الغيبة تسوّي المعجزات ههههههه!
ابتسم عمر للحظة.. لين تحوّلت لضحكة سريعة وهو يشوت الكورة اللي جالس عليها بندر.. والنتيجة اختل توازنه وانقلب بشكل مضحك ..
عصصب بندر : يالحقققييير !!
راح عمر وهو كاتم ضحكه لدرجة انه يمشي وكتوفه تهزّ ،
ما قام بندر من طيحته .. جلس عالرمل بنفس وضعيته وهو يفكّر.. بقراره ،
ما يبي يرجع للرياض اليوم.. إلا وهو منتهي من هالصفحة المتعبة من حياته .. لكنّه متردد!!.. متردد كثير!!
يبي يرجع لحياته الطبيعية وهو فريش ،.. متخلّص من كل الشوائب المُرهقة اللي متعلقة بروحه !!
:
/
بعد ساعة ..
شادن جالسه جنب سحر اللي حالتها كل مالها تسووء .. حرارتها متأرجحة ما بين 39 وَ 40 ..
شادن بعطف : يا حبيبتي .. شفيك طحتي كذا؟؟
سحر بابتسامة وهي حاطه وراها وسادتين .. والذبول بوجهها يزيد : شفتي المجنونة بنت عمك.. متسبحه بالمطر في عزّ الشتا !!
شادن : ايه عشانك مجنوونة... أمس برد مو طبيعي وش هالخبال اللي جا فجأة !
ابتسمت سحر ونزّلت عينها لـ حضنها .. وسكتت ..
شادن : يلله كلها ساعتين ثلاث بنرجع للرياض .. بس انتي ليه ما رحتي المستشفى امس دامك بهالتعب !!
سحر بصووت خااافت : ما بغيت أخرب الرحلة عليكم.. ومابغيت أكتئب وأنا عارفه اني راجعه بكرة !
دق جوال شادن .. ابتسمت وهي تقول لـ بسمة وسحر اللي كانوا جنبها : لحظة بنات هذا محمد أخوي !
تغيّر وجه سحر من اسمه ومن ذكرى سمومه البارح.. اللي مو عارفه لين الحين ليه سمّها فيه.. وليه كاتب عليها تنجرح دايم بأقسى أسلوب وأوجع طريقة !
بسمة تعلّقت عيونها بـ شادن بلهفة تنضح بعيونها .. ولا شعوريا كانت تراقب كلمات شادن كلمة كلمة وحرف حرف وتتخيّل ردوده من الطرف الثاني..
شلون ما تركّز واللي عالخط الحين .. هو الخطيب اللي ما رح تتنازل عنها عشان منافسة مثل سحر !
قامت شادن وهي تقول : اوكي حمودي بجي اعطيك اياه الحين
سكرت ..وطلعت برا... ولحقتها بسمة بسررررعة ..
شادن دخلت خيمة العفش تبحث عن الغرض اللي طلبه منها وبسمة وراها ..
بسمة خاشة عرض : تبين أساعدك ؟
شادن ابتسمت وهي تفتح صندوق : .. ارتاحي العفش كثير بتضيعين بينهم .. ( حصّلته) .. يا حبّهم للرطب الحين توّهم متقهوين قبل الغدا .. لازم بعد قهوة العصر ومحمد يقول ما عندهم رطب خلّص ..
ابتسمت بسمة : .. ابوي ما يتقهوى من غيره ..
ابتسمت شادن وهي تطلع : اكيد عاد سعوديين.. ههههه.. دقيقة بروح لمحمد بعطيه اياه وبجي !
بسمة بسعادة : اوكي.. انا برجع لسحر انتظرك ..
افترقوا .. وراحت شادن ناحية الجهة اللي ينتظر فيها محمد .. وصلت ولقت انه واقف
محمد بهدوء : شكرا ما قصرتي .. تعبتك معي !
شادن بابتسامة : العفو بس لا تعيدها .. طلباتكم ما تخلص انتوا !
محمد لف جسمه بيمشي.. وبابتسامة مُتعبة : توبة يا مدام عمر... (تنهّد.. وقرر يسأل )... سمعت من خالد إن سحر مريضة..سلامتها ؟؟
شادن بعططف : ايه يا عمري... حاشيها برد وفلو مع مطر أمس !
هزّ راسه وما علّق بشي لأن ما عنده شي يقوله ..
ركّزت شادن بملامحه الغريبة : ...محمد ؟
ناظرها وهو ساكت ..
شادن : شفيك ؟.. شكلك كأنك ما نمت بالليل !
محمد ابتسم : .. يعني... إلا أقول .. بتسمعون خبر بعد شوي .. قولي لأمي لا ترتاع هههه !
شادن بفضووول : خبر؟؟.. خبر ايش ؟؟
محمد : ما يصير أقوله قبل يتمّ...أنتوا تحرّوا له بس
شادن : تحمّسني وما تقول !
محمد بحزن غطاه بفرحة مزيّفة : مارح أقول .. يلله طسي تأخرت عليهم بيوريني أبوي شغلي..قهوتهم تعتمد على التمر ولا ما يروقون
ضحكت : ههههههههههه .. ( أنعم ضحكة عفوية ممكن يسمعها انسان ).. يكفي انهم سعوديين أبا عن جد .. مو احنا قهوة مع كتكات وتويكس !..
ابتسم متناسي همّه لأن الموضوع وانتهى ..وبمرح مزيّف أخير ..مد رجله وهو شايل علبة الرطب لـ لأعلى ساقها وبالتحديد عند باطن ركبتها.. ودفها بشويش خلّا شادن تختل بوقفتها بشكل يضحك وهي تشهق ..
راح وهو يضحك وهي تناظره هالحركة من حركات بندر الغثيثة شوي ..
قالت وهي تهدد : محيييميد لو اني طايحه !
ما رد وكل اللي سواه إنه رمى عليها تمرة بالهوا وهو رايح ..تلقفتها وهي تبتسم
تنهدت وهي تحط التمرة بفمها تاكلها ،.. وشطح بالها من جديد !
حلاة اللحظات اللي قضتها وياه.. كانت مثل حلاة هالتمرة ويمكن أكثر ..
ليتهم ضلوا ضايعين بالصحرا للأبد..
لكن هذا !!..
قبل تقرى وتشوف اللي شافته بجواله...
ضااق خلقها من جديد..بعد ما نست هالساعات القليلة اللي افترقوا فيها
مؤلم ذاك الشعور ... مؤلم وهالشعور ما يوقف عند حد .. يتفاقم كل ما تذكّرت ولا تدري شلون تسيطر عليه !!
ومن جديد .. ما سمحت للتفكير ياخذ مجرى طويل .. حتى ما تتراجع أو يتسللها التردد!
راحت بعييييد عن المخيم .. وهي تضغط عالزر الأخضر بجوالها .. طلبت رقمه..
اللي شجعها انها تتصل ..انه رجع طبيعي خلال ذاك الوقت اللي قضوه مع بعض...
هالشي عطاها أمل .. وخلاها تندفع بفكرة اتصالها ..تبي الجواب اللي رفض يجاوبه قبل يفترقون.. وما توقعت ان لحظة افتراقهم عند باب السيارة ... هي لحظة رجوعه لشخصيته الغريبة ..
والدليل... إنـه ما رد ...
كان الخط يدق... لكن ما فيه اجابة ..
حاولت ثلاث واربع... لكن الاجابة مفقودة ..!
ضااااق صدرها .. وانقلب مزاجها بلحظة ... توقّعت انه بيرد عقب كل اللي صار... وعقب ما قدرت تكسر كل الحواجز خلال الساعات اللي كسبتها معه ..
لكنها ما توقّعت انه هو اللي سمح لها بمزاجه تتجاوز هذي الحواجز ، ولساعات مؤقتة لأن الظروف حدّته ذاك الوقت... ما توقعت انه بهالسهولة بيقدر يتحكم باقترابها وابتعادها وبقلب فولاذي مثل ذا..
نزلت التلفوون ببطء وهي تطالع بالأرض الممتدة بتفكيير مكتئب .. المشكلة انها ذكية وتفهم تصرفاته بسرعة وهذا اللي يعورها...
فهمت هذي النقطة من مجرد تجاهله لمكالمتها الحين..
كتبت رسالة كـ حل أخير... "تعال أبي أكلمك يا عمر.. لا تسفهني"
أرسلتها ،
وبرضو ما جاها جواب ..
ليتها غبية وتظل على ضيق تفكيرها ، عالأقل تظل تعيش أمل .. وما تلعب فيها أفكارها بهذا الشكل...
ما حست بالعيون اللي تراقبها من بععييييد .. من عند مخيم الرجاال .. من لحظة ما كانت تكلم محمد..ومن ضحكتها اللي لفتت نظره..
أخرجت لُب التمرة .. بهدوء من فمها ...وبهدوء دستها بوسط التراب بكل صمت وهي تتناسى هذي الفكرة .. يمكن ربي يكتب لها عمر وتكبر وتصير نخلة !
قامت واقفة وهي تنفض ملابسها ، من ورا وقدام... بدون ما تحس بالكائن اللي واقف وراها مبااااشرة ..من غير أي مسافة تفصلهم ..!
لفت بترجع والنتيجة انها صدمت بشي ثابت مثل العااامود ...
تأوهت وهي تتراجع لورا ..وطاحت بس طيحة خفيفة ... رفعت راسها باستغراب وهي تهمس " بسم الله "..
على بالها وحدة من البنات.. لكن اللي صدمها إنها شافت انسان أول مرة تشوفه ...!
اهتزت شفايفها تبي تتكلم بدهشة ، قامت واقفه وهي تتراجع على ورا عدة خطوات حتى تحط مسافة بينها وبينه .. وتحسست نفسها لقت انها بلا شي يسترها .. غير البلوفر الطويل اللي لحد نص فخذها .. حتى شعرها كان مفكووك من غير شي يلمّه .. والمعروف عن شادن إن أحلى ما فيها شعرها الطويل المموج الطبيعي ..
قال هالشخص الغريب : مين انتي؟؟؟
بلعت ريقها .. ومشت تبي تررجع .. لكنه تحرّك وسدّ عليها الطريق... تحرّكت من الجهة الثانية ، وتبعها يقطع عليها ! ... ناظرته بخوووف وهي تتراجع تحط مسافة بينهم .. : ممكن توخر !
ابتسم من غير ما يتزحزح : مو قبل ما تقولين لي وش اسمك ؟؟
بلعت ريقها باررتبااااك..وهي ما تدري من وين طلع...
شاف سكوتها .. وقال بدالها بذات الابتسامة : معك راهي ... ولد ابو راهي !
شافته بيقرب ..وخطا لها .. اللي خلاها تفز وهي تنتفض بتركض لورا.. رغم ان اللي وراها صحرا .. ولأنها لابسه شبشب تعثرت بكم حصاة كانوا بهالمنطقة .. وطاحت على يديها قبل لا تكمل خطوتين..
فزّ لها بسرعة .. وانحنى جالس على ركبة عندها : تعورتي..!؟
اللي خلاها ترفع راسها بقوة له.. بطريقة خلّت شعرها الجنوني يضرب بوجهه ...
طاحت عينه بعينها القريبة.. بلحظة غريبة بالنسبة له !.. ولحظـة سريعة ودفّته من صدره وهي توقف : وخررر !!
قامت وهي بتنهبل.. مين ذا ومن وييين طلع !!..
قام واقف : أنا آسف... بس حبيت أعرف اسمك ..ممكن؟؟؟
قالت من غير لا تحس : لااا مو ممكن ... وخر ..
سد عليها الطريق من جديد.. وكأنه انسان بلا دم.. أو كأنه متعود أوااامره تتنفذ... التسيُّد واضح عليه من نظرة عيونه .. عنجهية غريبة بهيئته !!.. رغم عيونه اللي يشوفها ..يقول ان صاحبها ذايب كله..
،
بخيمة الشباب ..
قال ابو محمد وهم يتقهوون : وين ولدك يا ابو راهي ؟
ابو راهي : خبري به يكلّم تلفون قبل شوي .. ما عليك منّه ترا الولد مهوب راعي قهوة ..
عمر اللي كان جالس بعيد جنب بندر الساكت .. قال بسخرية : لو يدري أبوه مين يكلّم !
ناظره بندر بلا اهتمام : يكلّم صديقاته الأجنبيات ههههه
عمر وهو يناظره بطرف عينه : ...سمعته؟
ابتسم بندر على جنب وهو يتأمل ابو راهي من بعيد : أيه سمعته وانا جاي..ما فهمت وش كان يقول ما بقى لغة ما حكى فيها اعنبوه !!
عمر بابتسامة ملتوية رجع يطالع ابو راهي : الولد أغرب من أبوه !
بندر بسخرية وعينه على ابو راهي : قصدك بطران زي ابوه !
انشغل عمر بجواله.. وفتح رسالة شادن من جديد.. قراها .. وسكّرها بدون ردة فعل على وجهه !
ما قدر يجلس الجو مخنووووق .. ونوى يطلع الحين ، ويركب سيارته ويرجع الرياض قبلهم !!
قام واقف والجوال بيده.. إلا ابو محمد يقول وهو ماسك الدلة : عمر شوف راهي على طريقك ..
عمر بملامح غير مستلطفة لهالشاب من حضوره الأول ..هزّ راسه بانصياع ظاهري..
وطلع ولا عنده نيـّة أبد إنه يبحث عنه... يبي يختلي بنفسه وينصى الرياض ويفكّر بالسبب اللي رجع عشانه !!
طلع وهو يلتفت يمين ويسار .. ان لقاه لقاه وإن ما لقاه بكيفه .. ما عمره تقهوى !!..
ما شافه بأي بقعة قريبة .. كل الاماكن اللي كان واقف فيها خاليـة !..وتوه بيكمّل طريقه لسيارته... استوقفه شي.. شي غريب !!
التفت من غير شعور.. للشي الغريب اللي كان بعيد..!
قرب خطـوة وحدة بعيوون ما تنقرى ... ويوم زادت شكوكه... قرب زيادة خطوتين وهو يشوف انسانين واقفين بعيد عن المخيم ... وعيوونه تزيد ضيق.. تزيد حدة .. و حـدّة .. و حـدّة... بشكل لا يوصف ،!
وبلحظة انفرجت حدّة عيونه لوسـع رهيييب... وتحركت خطواته السريعة فجأة واللي كانت عن خطوتين من سرعتها !!
،
شادن تراجعت وهي تترجاه بخووف : إنت مين .. وخّر ما يصلح كذا !!
قال بحنية عشان ما تخاف : مو مسوي لك شي... بس أبي أعرف اسمك..
شادن وبدايات الصيحة تزيد .. صدرها يطلع وينزل يهدد ببكي : ماني قايله اسمي ..وخررر...
وارتفعت حواااجبها بفززع... يوم شافت من فوق كتف هالانسان ... عاصفة جاية هو عمر مقبل بخطوووات ما تقدر تحسـبها من سرعتها ...
اهتزت شفايفها ومنظر عمر أرعبهاااا .. بشكل لا يمكن ينوصف... كانت تشوف انسان أول مرة تشوفه بحياتها .. كانت تشوف شيطان جاااي وهذا خلاها تهمـس ... برجفه " ع..عمر! "
اللي اسمه راهي ... شاف شفايفها تتحرك .. بس ما استوعب وش قالت .. وقبل لا يلتفت يشوف هي وش تناظر ..
حس بيده تنسحب لورا ظهره من غير رحمة .. خلاه يتقوس على ورا وواحد يهمس باذنه بغضب : وش موقفك هنا يالخسيس ؟؟؟
راهي من الألم ما كان مستوعب .. وعمر يزيد لوية يده ورا ظهره واليد الثانية ماسك فيها فكّه بكل قوووة .. وهو مقرّب وجهه من وجهه راهي !
أعاد كلامه بهمس ساااااخن .. حست فيها شادن بدخان غضبه يتفجر بزمجرة : ما ترد واقف هنا ليه يالخسيس ؟؟؟
رفع عمر عينه بحدة ناحية شادن .. نظرة من زاوية عينه الحادة بخلقتها أساساً.. وهالنظظرة تفهمها شادن زين ... نظرة يتميز فيها عمر لحاله... نظرة زاوية عينه يعني نظرة مخيفة تختلف عن أي نظرة شافتها بحياتها.... طاح قلبها ... خافت خاااااااافت .. مو خافت الا انرعبت .. انفجعت ... عمر الحين وحش وحش مو بشر... وحششششش...!!
راهي من الألم الغير متوقع : اتركني انت فهمت غلط ..!!
عمر قسوته تزيد ما تخف وشخصيته الهادية بالأوضاع الطبيعية تبددت الحين لأنه انسان ..له جانب مختلف والدم الحار اللي يملكه ما يبرز إلا بمواقف نادرة !
زاد عمر قبضته على فكّه .. ولوية يده وهو يهمس.. وشادن تسمع : انا ما أفهم غلط تكلّم واقف معها ليه؟؟.. تكلم لا أحرمك هاليد انطق قبل تندم يا حيوان
راهي وانفاسه تطلع بصعوبة.. وعمر قابض على فكه بقوة تحطم حجر : آسف ..ما كنت أقصد...
عمر وهي يرمي على شادن نظرة هززتها : آسف؟.. انت صاحي يوم فكرت توقف هنا ؟؟
نبرة سخرية خلت شادن تحبس دمووعها.. ، ما قدرت تحط عينها بعينه بنظراته المخيفة... والسبب بسيط .. لأنه مو عمر اللي تعرفه !
حتى انها ما قدرت تتزحزح من مكانها .. واقفه مثل المسمّسرة بمسامير..تراقب الموقف وتشاهد !
راهي وهو مو قادر يحرك رمش : آسف يا شيخ والله ما اقصد... مريت من هنا بالغلط..
ناظر عمر بـ شادن يبيها ترد أو تعلق .. لقاها تناظر تحت وشعرها يغطي كل ملامحها .. وجهها مخفي...!!
ما يدري من وين جت له رحمة .. ترك فكّه.. بس ما ترك يده ... جذبه ولفه وهو يدفه بعيييد بكل قوة ..
وقال بأسلوب هااادي.. تهدييد : روح من هنا من غير ما تناظر وراك.. قبل لا أذبحك على يدي تراني محترمك لأنك ضيف ولا من زمان ذابحك ..
راهي ماهو من الأشخاص الضعيفين ولاهو من النوع اللي يسكت بالعادة.. لكن فجعته والمفاجأة اللي باغته عمر فيها .. ما كانت متوقعه وهذا اللي خلاه هااادي.. منصدم بالأحرى !!
رفع يده وحطها فوق راسه وكأنه يعتذر .. ولف وهو يفرك ذراعه اللي بحق آلمته وحس انها على وشك تنكسر...
عمر ما تحرك .. وكان واقف مثل الصنم ..يناظر راهي .. ينتظره بس يلتفت على ورا لـلحظة.. عشان يكمّل عليه..!
لكن راهي ما كان بالغباء لهذي الدرجة.. كان عارف مقدار غضب عمر وين واصل.. كمل طريقه بصمت.. محد يدري باللي يدور داخله .. من بعد هالموقف !!
عمر وهو يناظر راهي بسكووون ...سمع شي يطيح عالأرض ويتفكك ... التفت بهدووء لأن المصدر كانت شادن .. وبنفس الهدوء .. ناظرها على نفس الحالة منزّله راسها وشعرها يخفي كل شي فيها ... نزّل بصره ناحية الأرض وتحديدا عند رجولها .. يطالع الشي اللي طاح منها ومتفكك بالأرض..
سحب هوا لصدره .. لين ارتتفع فوق ثواني.. وزفره.. يهدي حاله..
هدت ملامح وجهه .. بس عقدة حواجبه ما راحت ،وكنّه للحين عايش ضيق الموقف وعصبيته ... يتابع رجفة كتوفها..
ما سيطر على روحه .. تحرك بخطوات ناحيتها ..
ما أمداه يوصل .. الا انتفضت وهي تتراجع : لا تقرب !
وقف مستغرب .. وحواجبه انفردت لفوق.. "بدهشة" ..
قالت بدموع غصب عنها : لا تبالغ .. بردود أفعالك... لأني ما أهمّك .. أبد..
انفرجت شفاته .. لحظة ..بس زمّها بسرعة ..
وهي تكمل بتعب : ردّة فعلك الحين.. تقول شي... بس أفعالك تقول شي ثاني ... خلاص انت صرت لغز مستحيل أحله.. أو حتى افهمه..
قال بهدوء ما يسمعه غيرها : انتي تهمّيني .. وكل شي يخصك يهمني ..
قالت وهي تضرب صدره بقبضة يدها : كافي كذب كافي كافي !
قال وهو يمسك يدها بقوة ألمتها .. عشان ما تطقه : انا ما أكذذذذذذب...
قاطعته وهي تصرررخ متجاهله ان احد ممكن يسمعهم : لا تكذب انت كلك كذب بكذب.. كذاب كذذذااااب كذذذذذذذذا.......
حط يده على فمها لا يوصل صوتها لأحد... وبسرعة شالها من خصرها وهو يمشي بعييييد .. وهي تقااااوم تصرخ بس صوتها ما يطلع .. يده مكممتها !!
رجولها ترافس بالهوا من غير نتيجة.. وزنها بالنسبة له مثل الريييشة ..
عمر بعصبية : اششششششششش ...!!
حاولت تفك يده اليمنى من خصرها بيديها الثنتين ... واستخدمت سلاح اظافرها تبي تفكه.. بس ما يحسسسسس !!..
عمر يوم ابتعدوا ترك فمها .. بس ما ترك خصرها ، وقال : اتركي الصراخ وخلينا نتفاااااهم..
وقالت وهي معصبببة .. فاقده شخصية شادن الهادية .. المسالمة اللي حتى عمر نفسه استغرب من انقلابها كذا : مابااااقي تفاااهم تعبت احاول اتفاهم معك لكن لا حياة لمن تنااااادي اتررركككككنننننني اتررررككككككككككككككككككككككني .. شتبي فيني..!!!
زااااد عنااادها بشكل قهرره... مو عادتها عنيييدة ابدا بس الظاهر الصبر له حددوود بالأخير..وعشانها زادت عنااااد .. زاااد اهو عناااد..وحلف ما يتررركها الا لما يتفاااهم معها بطريقته.. لأن اسلوبها العنيد ذا ينرففزززه !!
ما حس عمر انه قام يعاااند لأنها تعاااند .. الا لسبب واحد وهو شي تعودوا عليه..
عمر : لا تحااااولين.. نزلة ماني تاركك الا بمزااااجي..
شادن وهي فاقده نفسسها .. لو كانت بحالتها الطبيعية بتموت حيا من وضعها... بس موقفه قبل شوي قهرها .. صاير متناقض وهذا الشي طلّعها من طورها لأنها معد صارت تفهم شي .. رجعت عناد الطفلة اللي اشتاقت تكوونها من سنيين ..!!
كان رافعها من خصرها بيد وحدة .. لين وصلوا لمنطقة بعيدة حول الجبل واللي حوله شجر وصخوور... اختار الصخور ونزّلها ورا وحدة منها وهو يتنففس من حركاتها الطفووولية..
عمر : وبعدين معععك ...!!
ناظرته ودموعها ما جفت من خدودها .. لكن وقّفت عن النزول : ليه ما تسأل هالسؤال لنفسك؟؟
سكت وهي تحاول تتحرك وتمشي.. بس حجّر عليها بيديه الثنتين ..
قالت : لو أهمك.......
خنقتها العبرة ما تحملت .. وكملت وهو قريب منها كثييير : لو أهمّك.. كان عبّرتني عالاقل.. اتصل فيك .. ومو معطيني اهتماام..أرسلك .. وما تجاوب ... وبعدها تطلع بموقف يقول انك تهتم... انت وين تبي توصل.. وش النتيجة اللي تبي توصلللها .. علمني قول لي .. ليه مخبي علي..؟
عمر وهو محاصرها وجهه أمام وجهها بالضبط وأنفاسه تختلط بأنفاسها : الموقف اللي تحكين عنه.. أي أحد بيسوي مثلي... سواء تهميني او ما تهميني ..
دفته من صدره وهالمرة قدرت تزحزحه .. وبقهر : موو رررراضي تعتررررف... وتقول ما إني ما زلت أهمّك كثيير !
كانت الكلمة بتطلع منه .. بس حبسها وما يدري كيف حبسها ...نزلت دموعههااا .. بس هالمرررة بحرررارة اكبر .. نرفزتها صارت لعبته المفضلة..
قال وهو يناااظرها تمسح دموعها بأصابعها كل شوي : والنهاية؟؟؟
استسلمت هذا أقصاها.. وهي تناظره عينها بعينه.. نظظرة تقتله ببطء.. : النهاية.. انت اللي تكتبها .. انت..مو أنا ..لأن اللي بداها .. هو إنت..!
ان كان للجنون اسم... فهي المرحلة اللي وصلوا لها ...
عمر وصل لـ مرحلة.. فقد زمام السيطرة على مشاعره ..
ما توقع بيوم... ان هالانسانه.. بتوصلـه لمثل هالمرحلة... ما تدري انها بهالنظرات وهالكلمات تسرق منه انضباط نفسه..
بدا يتقدم منها ببطء.. وهالمرة تمرّدت : لا تنااااظرني بطريقتك الغريبة ذي بقلبك شي قوووله... قول انك ما صرت تحبني وما أهمك..قول إنك لقيت بهالدنيا وحدة غيري.. قول لا تسكت ترا صرت مقتنعـ...........
انقطعت كلماتها يوم باغتها .. وارتجفت يوم استوعبت اللي هو يسويه.. واللي هي فيه !!
غابت معه بلحظة... من الخيال..!
ثوااني .. وتراجع عمر وهو يسند جبينه على جبينها.. ووضعه النفسي مو مضبوط ! ، لحظة انفجر فيها وغصب عليه أنفاسه مسموعة..
فتح عينه بعد ما حسّ إنه توازن.. وأبعد راسه عن راسها لحد ما صار يشوف وجهها بوضوح ... لقاها مثل اللوح الجااامد... لونها مخطوووف..
ابتسم بنعومة ..من ردة فعلها .. وقال يوم ناظرته بصدمة : ..وش هالنظرة ؟؟....يعني أعتذر؟؟
شفاتها منفرجة بصدمة .. وما قدرت ترد ..
قال وابتسااامته تزيد.. ابتسامة ردّت عمر .. لـ "عمر الأولي" : انتي زوجتي فـ لا تظلين كذا !
رمشت بعيووونها وقلبببها يدددق بسرعة ما حسّتها من قبل.. وهي تناظره مو مستوعبة !!
حلم ؟
قالت بصووت رااايحححح : وخ..ر..
ضحك ضحكة عابرة .. وقال : هههه مو هذا اللي تبينه ؟؟
ناظرته بعبببرة ... تختنق.. وقالت : انت الوحيد .. اللي تدري وش اللي أبيه؟؟... ليه تحاول تتهرب.. انت تدري .. اني أبي عمر اللي راح قبل 4 سنين !!
هدت ابتسامته..بس ما اختفت.. شي ريّحها .. خافت هالطاري يرجع يقلبه ، لكنه ظل بابتسامته السمحه اللي بمجرد ظهورها على وجهه .. تقلب ملامحه 180 درجة..
ما درت ..إلا ضمّها من جديد... وكأنه يفرّغ شي مكبوت لقى له فرصة يظهر !!
غاصت بحضنه مستسلمة مالها القدرة تقول شي..
وما تبي تقول شي...
تبي بس ترتوي منّه !
،
،
في المخيّم ،
سحر وهو تلف شالها : أبي أطلع امشي اكتئبت من الجلسة ..
مشاعل : مالي دخل لو طحتي من التعب
سحر بضييق : بتجين ولا أطلع أمشي لحالي ..؟!!!
مشاعل : بجي بالحالتين .. طفشت من جلسة الخيمة اصلا..
طلعوا سوى.. وسحر كانت محتاجة هوا تبي تتنفس من الصبح وهي بس راقده داخل ، والاكتئاب ملاها كل اللي كانت تسمعه براسها ..صدى كلمات بندر البارح.. تعبت تبي تنسى لو دقايق !
وقّفت مشاعل يوم انتبهت لـ شادن وهي جاية من بعيد .. وعمر رااايح لـ مخيّم الشباب وراها ..
رفعت حاجب بخبث : المللللكككككعة !!!
قالت سحر : ووشووو !؟؟
أشارت هناك : شوفي قليلة الحيا وين رايحه... الملكعه ..!
ناظرت سحر هناك.. .وانتبهت لـ عمر من بعيييد رايح ناحية مخيّمهم.. وشادن مقبلة ناحيتهم وشكلها ما تشوف قدامها .. وضحكت رغم تعبها : ههههه لا تفهمين غلط يمكن صدفة.. ما أتوقع !
مشاعل : بس أنا اتوقع !!
راحت لأختها اللي ما تشوف طريقها من السرحااان .. والوجه المخطووف والربكة اللي مبينه عليها ..
مشاعل : شووووووووووويدن !!
وعت شادن من سرحانها.. واستوعبت انها وصلت لمخيمهم .. يعني لازم ترجع طبيعية !
قالت : هاه ..!
قرّبت مشاعل وهي تراقب ملامح شادن.. اللي فيها شي غريب : وين طاسه .. يالملكعه !!؟
قالت وهي تناظر جوالها : رحت أتمشى .. ليش جايه هابه فيني !!
مشاعل بعيون خبيثة : هابه فيك لأني شفت شي ما ينشااااااااف هااااااااااااااا...
بس قالت كذا..طااااح قلبها : هاه.!.. وش شفتي ..؟؟
مشاعل : وانتي جايه اشوف عمر رايح لمخيمهم....، كنتوا مع بعض ؟!!!
انقلب وجهها فوق تحت ... وعصّبت : وانتي شدخلك ؟!!!
مشاعل استغربت : هاو..!!... أسأل يختي .. شفيك منخبصصه وجهك موب طبيعي ..
قالت شادن وما تدري وشلون طرى ذا الشي في بالها : بطني يعوورني مررة بروح اكل بنادول.. وخرري..
دفتها على جنب ودخلت الخيمة ..
ومشاعل ناظرت سحر باستغراب : شفيها ما قلت شي غلط ؟!!!
سحر بضحكة خافتة : هههه ما قلتي شي غلط ؟!!!... انتي اصلا كلك غلط .. والا مين قالك تتليقفين .. مع عمر ولا موب معه .. شي يخصها ويخصه !!
مشاعل : وجعع وانتي بعد طبيتي .. يعني ما كفاها انها غابت ليلة كاااملة معه ..والله هالبنت سوسة من تحت لتحت .. ما تتوقعين يطلع منها ذي الأشياء.. شلون تجرأت وتسويها ... والله أنا وهي أنا ما أقدر ..
سحر : هههه ... شادن ذكية تعرف شلون تجيبها موب انتي أنواع الدلاخة بالحب ..
مشاعل : تشب !... خلاص يا شيخة الشرهه عاللي يهتم ..
،
داخل الخيمة ..
شادن تناظر يديها اللي ترتعش وهي واقفه بروحها.. شفاهها ترتعش !!
قلببها يدق مليون نبضة بالثانية ..
إن كان للجنون معنى.. فهي عنوانه بذي اللحظة...
عمر وش سوى فيها ؟!!..
عمر هدّ كل حصونها اللي كانت تحاول تبنيها .. وتفشل كل مرة ... وعمر أثبت فشلها قدااامه..
كانت ترتعش قباله.. تنتفض مثل العصفورة ..
عمر شهد على ضعفها وضعف حصونها قدامه..عمر باغتها ما رحمها..
حطّت يدها على قلبها وهي تسند راسها وراها وتنزلق لين جلست عـ الأرض..
لمست شفاتها بأصابعها.. وعيونها تلمع !
غريبة المرة الاولى بينهم..
ما تنكر ان ذيك اللحظة.. تجرّد عمر من كل اقنعته..
حسّت فيه .. عمر اللي تحبه .. عمر اللي تبيه ..عمر اللي تركها من أربع سنين ..!!
حست بمشاعره .. اللي ما تدري ليش يخفيها..!!
:
/
وصلوا مشاعل وسحر لـ جلسة الأمهات .. بسمة كانت جالسه معهم والخجل ماليها !!
انتبهوا إن ام راهي كانت تكلّم تلفون وشكله زوجها.. لأنها كانت تبارك ومبسوطة من الخبر اللي جاهم !
مشاعل وسحر ناظروا بعض مستغربين ..
وتلا تلفون ابو راهي ... مكالمة من ابو محمد.. لـ زوجته ام محمد حتى يقولّها عن خطبة ولدها !
قامت تستفسر وهي مو مستوعبة بالبداية شلون وليش ووش صار ... عطاها ابو محمد أجوبه .. وكل هذا وسحر ومشاعل واقفين مستغربين مو فاهمين شي !
سكّرت ام محمد اللي كانت في حالة مفاجئة ، ثم رفعت عينها للبنت اللي خطبها ولدها .. "بسمة" !..
قامت تتأملها برد فعل طبيعي من الخبر المفاجئ!
قطعت عليها ام راهي بزغروطة سريعة لثلاث ثواني وهي تبارك لـ ام محمد ..
ام راهي : هذي الساعة المباركة يا ام محمد.. محمد ما سمعنا عنه إلا الزين من ابو راهي... كابرن في عينه من أول مرة شافه فيها !
مشاعل كنّها فهمت المغزى شوي .. لا إراديا تحرّكت يدها لـ يد سحر الواقفه جنبها وبحركة لا شعورية مسكت أصابعها .. ثم رفعت عينها لـ سحر اللي كانت تطالع الفراغ وكأنها توّها ما استوعبت اللي ما تبي تستوعبه !
قالت ام محمد ما عندها جواب لأن الموضوع شكله انطبخ عند الرجال وانتهى والخطبة تمّت : ... الله...يتمم على خير ! ، مناسبكم يشرّف يا ام راهي !
مشاعل عوّرها قلبها .. ولا شعوريا قالت وهي تناظر أمها وتبيها تنكررر : يمه... وش صاير ؟
ابتسمت ام محمد بحنية : أخوك محمد... خطب بسمة اليوم !
التفتت مشاعل بسرعة البرق ناحية سحر.. اللي كان لونها مخطووف.. مسحوووب لآخر قطرة.. وهي تناظر قدام بجمود مثل الأصنام !!
شدّت على يدها تبيها تتماسك وهي نفسها مو مستوعبة وش هالخبر المفاجئ وبهالوقت !!!
احساس السكاكين.. احساسها هاللحظة تجاوز هالشعور... الشعور الجديد ما يضاهيه.. شعور ماله وصف أشد من السكاكين وحد السيوف !!
كل شي فيها تشنّج.. كل شي فيها تجمّد.. كل شي فيها فقد استجابة ..
عيونها الوحيدة اللي استجابت ..
تخلّصت من قيود الفراغ اللي تشوفه... ورفعت عينها بسكووت ناحية صاحبة الشان !
بسمة ،!
وانطعنت بالصميم.. مليون ألف طعنة لما لاحظت فـ وجهها علامات انتصار جامح !
وابتسامة منتشيـه حد السحاب ..
ومعاها احتقار ممزوج بـ ملامح الشماتة !
اختنقت !!
اختلّ توازنها ولا شعوري شدّت بيدها على يد مشاعل.. عشان تساعدها !!
العبرات تتصاعد وهي تحس إنها بدت تكرهه جد.. تكرهه وهي تعيش هالموقف الفضيع !!
تشوّشت الدنيا .. فقدت تركيزها ..
عبراتها تتصاعد وتدري إنها رح تفجّرها دموع .. قاااومت بقدرة فضيعة لا تطاق وهي ما تبي تسوّي هالعرض وقدام بسمة بالذات ،
يكفي هالتشفّي اللي تشوفه بعيونها الحين..
مارح تتحمّل ذل أكثر..
ونظرات سمّ أكثر..
يكفيها ابتسامة الانتصار اللي تقتل ألحين !!
مشاعل جذبتها بسرعة وهي تاخذها لبعيد لأنها أدركت إن سحر على حافة الانهيار .. ولا تبيها تظهر بهالصورة قدام الناس !!
وسحر تمشي معها مثل المسيّرة غايبه عن الدنيا تفكيرها كله باللي كانت مخدووعة فيه..كانت مُستغفلة منه !
الصدمة
الجديدة من نوعها !! ،
هي ما عاد فيها باقي طاقة تتحمّل ..
كل شي تجمّع.. كـل شي... وبلحظة تداخلت كل الصدمات وصارت تشهق منهم كلّهم ، ومو من خبر خطوبة محمد بس !
ما بكت من هالخبر وبس ..
بكت من اللي صار أمس مع بندر..
ومن اللي صار قبله مع محمد..
وقبله من بندر من جديد !!
واليوم كمّلها .. اللي كانت تحبّه !
اللي كانت ..!!
انهارت وهي تحس إنها مُستغفلة .. بكت واقفه وهي تحس نفسها الحين بلا قيمة !
قامت تكتشف أشياء مخفيّه وبلحظات متتالية ويحسبون قلبها حديد بيتحمّل... !!
مسكتها مشاعل من كتوفها وهي تناظر بعيونها..وسحر كانت تهتزّ بصمت وكن روحها تطلع : لا تبكين ..تحمّلي بكلّم بندر اسأل.. مستحيل أكيد بالموضوع غلط.. محمد ما يسويها !!
وتركتها واقفه ..وهي تدق على بندر بسرعة ..
سحر اختناقها يزيد... شافت بسمة جاية لهم وكنّها تبي تزودها عليها ..
تركت المكان بسرعة ومشت ولا تدري وين ياخذها الاتجاه .. كل اللي تعرفه إنها ما تبي تبكي قدامها ..
ما تبي تبكي قدامها .!!.. وعشان مين ؟؟.. عشان محمد !!..
محمد اللي بقد ما حبّته وأغلته... حسّت بالكره يتغلل داخلها وبسرعة فضيعة.. ويسيطر على كل أفكارها ناحيته !
حاولت مشاعل تكلّم بندر لكنه ماكان يرد .. سكّرت وهي تتأفف ..وانتبهت ان امها ومرة عمها بدوا يضفون الأغراض .. باقي نص ساعة عالغروب وتذكّرت انهم بيمشون خلاص !!
ليش تنتهي الرحلة بهالطريقة !!!!
ام محمد من بعيد : مشاعل يلله اغراضك ركبيها السيارة بنمشي ابوك توّه دق يوقل قبل تظلم لازم نكون طلعنا من هنا ..
سكتت وهي تدوّر سحر اللي اختفت !!.. عوّرها قلبها وهوى ..تدري انها مو طبيعية ردة فعلها كانت مضغوطة جداً..
انتبهت لـ بسمة تجي ..وبقلق كبيييير : بسمة وين راحت سحر توّها معي !
بسمة بلا مبالاة وغرور : شفتها تبكي وراحت مدري وين !!
مشاعل : وين بسرعة ..سحر تعبانة انتي عارفه !
بسمة بلا مبالاة : مدري كل اللي شفته انها راحت ووجهها مو طبيعي !
تدري مشاعل عن حجم الصدمة ولا إراديا مسكت الجوال ودقت على الشخص اللي ظنت إنها بيقدر يهدّيها ..
خالد !
،
يُتبـع ،
|