كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
‘
عند البنات ..
جنب ملعب الطائرة ومباراتها المشتعلة ..
كانت سحر جالسه عالأرض وهي ثانيه ركبه وحدة وممددة الثانية عالأرض ..والبطانية المتوسطة الحجم تلف كتوفها..وعيونها التايهه من المرض تراقب البنات وهم يلعبون بكل استمتاع ويطيرون بالهوا بكل حيوية !
كانت تبتسم بتعب كل ما سمعت صرخة مشاعل على نقطة جابوها هي ورهف كـ فريق.. أو صرخة أروى على نقطة مضادة عشان تقهر مشاعل ..
شدّت قبضتها عالبطانية عند صدرها من هبوب هوا بارد خلاها تغمض عيونها ..وتدفن راسها بين ركبها من رعشة المرض اللي فيها !
ما قدرت ترفع راسها .. حاسه بنعااااس والمرض كل ماله يزيد ..
وكل اللي كانت تسمعه صرخات البنات الحماسية.. تهديد مشاعل من هنا .. وضحكة رهف من هناك.. وانتقام اروى وضحكة بسمة معها .. تمنّت بهالوقت تشاركهم وتنسى اللي شاغلها.. تنسى اللي صار لها .. والألم اللي تحس فيها يقتلها ويتلاعب فيها !
خنقتها الدموع من جديد
الدموع اللي حاربتها طول مراقبتها للبنات ..
شعور يذبح وانت مركّز في لعبهم وضحكهم ، ومن جهة ثانية الدموع تنزل من نفسها..
تناظرهم وإنت تبكي!
تبكي من غير صوت ..
ليه
ليه بندر كلّمها بذيك الطريقة !
ليه حسّت انها انجرحت من كلامه !
وليه للحين مو مستوعبة اللي سمعته !
حست إنها بتنهار لو بقت جالسه هنا ..
تحاملت على نفسها ..ورفعت ثقلها من الأرض وهي تستند بيد عالأرض واليد الثانية ماسكه فيها البطانية ..
من استقامت حسّت ركبها ترتعش وراسها مصددع .. وبخطوات قصيرة ومتهاوية مشت راجعه للمخيم ..
كانت تمشي وهي تتنفس بلهاث وكنّها راكضه لها سنة ..
وصلت لتجمّع السيارات الموقوفة اللي لازم تتعداه حتى توصل لمخيّم البنات.. وقفت مكانها يوم شافت من بعيد جلسة الشباب حول النار وشكلها كانت جلسة رواق وشاهي وفصفص..كلهم كانوا جالسين بما فيهم خالد ومحمد وبندر ووليد وواحد ما عرفته..
سكنت .. ووقّفت تناظرهم من خلال عيونها الذبلانة دقايق تلتها دقايق ولا تدري وش تحتري او تبي من وقفتها.. كانت بتكمّل طريقها لولا إنها شافت بندر بعد مدة يقوم واقف وهو يعدّل بلوزته.. و يبتسم لـ خالد ويأشر على سيارته وكنّه بيروح ياخذ منها شي..
تسمّرت ما تدري ليه وناظرته وعيونها التايهه تطالعه..
سحب شال خالد من رقبته وهو يضحك وحطه على كتفه وكنّه يحارشه أو يستعيره لـ دقايق.. ثم مشى وهو يرد على خالد اللي على ما يبدو رمى سبّة عليه !
كانت تقدر تهرب من طريقه حتى تتجنّب مواجهة جديدة.. وما تدري ليش الهرب راودها بهاللحظة !
لكنها ما قدرت وأي مواجهة أكثر من اللي صارت !
جتها حالة من التصنّم والجمود وهي تشوفه يمشي ناحيتها ولا هو منتبه لأنه كل دقيقة يلتفت للخلف يرد على سبايب خالد بضحك !
جذبت البطانية حولها من برد يزداد وتعب يتضاعف داخل خلاياها.. وهي تحتريه يلاحظها يمكن تقدر تنطق بشي يتحشرج بنفسها ما تدري وش مكنونه !!
أخيرا صد بندر عن خالد وهو يضحك وخطواته رايحه لسيارته.. ليكتشف الشخص اللي كان واقف هناك ..
سحر المتصنمة قبضت أقوى على بطانيتها وهي تشوفه يهدّي من خطواته كـ ردة فعل من طاح نظره عليها ..
ما وقفت خطواته ، لكن هدت سرعتها وهو يناظرها من فوق لتحت بنظرات هادية !
عالأقل ما كان معصّب..
كان طبيعي جداً .. وهادي جداً
لكنه.. صامت جداً !
نزّل نظره لمفتاح السيارة بيده وكأنه يتجنب النظر فيها.. ثم زاد من سرعة خطواته ..ومر من جنبها بسكوووت ..وهي واقفه بتعب ما فيها حيل باقي !
تألّمت زود عالمرض !
تألّمت من ردّة فعله
واضح إنه حااازّ في خاطره كثير !!
وواضح جدا إنه شايل عليها كثير !!
لكن هي ..
ليش تحس بالذنب ؟!!
الذنب الكبير ؟!
ما تحركت وهي تسمع من وراها حركته وهو يحوس في سيارته .. أخذ اللي يبيه وسكر الباب باليد اللي فيها المفتاح .. واستدار راجع من جديد.. قبل ما يكشتف إنها باقي واقفه مكانها مثل الصنم حتى ما تناظره !
أزاح نظره عنها ومرّ من جنبها ناوي يرجع لجلسة الشباب اللي قبالهم مباشرة لكن بعيدة !
نطقت بصوت قتلته البحة : لحظة !
وقف بعد ما تعدّاها بخطوتين .. وما قال شي !
قالت برجا متعذّب : لحظة ما انتهينا !
زاد من قبضته عالكيس اللي بيده ،
قالت وما تدري من وين تبدا ضاع الحكي منها : بندر !
قاطعها بنبرة جافّة هادية : مافي شي نحكي فيه اللي عندي قلته لك يا سحر !
سحر بنفس البحة : بس.........
ما عطاها فرصة للمرة الثانية ..
كمّل طريقه ناحية الجلسة وهي واقفة ودموعها على وشك الهطول من الألم المتزايد.. تبي تقول له كثير حكي ..تبي تسأله.. تبيه يعيد الحكي.. كيف ووشلون.. للحين هي مو مصدقه وتحس إنها بحلم ولا تدري شلون تواجهه !!
أو ..حتى تواجه نفسهـا ،!!
رجعت أدراجها للمخيّم ورجولها ماعاد تشيلها تبي ترتاح..
لقت أمها طالعه من الخيمة وهي قلقانه : وينك ماما المريض يطلع يلعب كذا؟؟
دخلت وهي تدوّر مخدتها : رحت جلست مع البنات شوي.. مو تعبانه مرة
تحسست حرارتها وعاتبتها : حرارتك للحين مرتفعة وتقولين مو تعبانة مرة.. شوفي وجهك بكلّم خالد يوديك للمستشفى الحين ..قلبي موب مرتاح..!
عارضت بشدّة وبصوت منهك : لا ماما ما أبغى .. برتاح الحين وبكون زينة
أمها : مرضك يا ماما تعرفينه انتي.. خلينا نوديك لا يزيد عليك
سحر برجا مافيها حيل نقاش : ماما ما أبي الله يخليك ما أبي اروح مكان.. بكرة احنا بنرجع .. اذا ما خفّيت من اليوم إلا بكرة ودّوني للي تبون..ألحين خلوني على راحتي مابي اروح مكان ..
كيف تترك المكان ..وفي خاطرها كثير اسئلة
كيف تترك المكان.. وهي ما أروَت حيرتها ..
رمت راسها على الوسادة وهي تغمض عيونها بأنفاس مرهقة ..
ولو درَت سحر إن جلستها لليوم الأخير.. وإن بقاءها لـ "بكرة" بتقتل كثير اشياء فيها.. بتجرحها وتدمّرها .. كان اختارت الهروب..
واختارت الرحيل اليوم ..
حتى ما تعيش اللي رح تعيشه !
:
×
رجع بندر للجلسة ورمى على خالد شاله اللي قال وهو يلتقطه : جبت الفستق؟
رمى بندر عليه الكيس المحشو بأنواع المكسرات وهو يجلس : خذ اختار وتنقّى !
خالد وهو يفتحه ويطل فيه : ما يعجبني غير ذوقك تعرف كيف تختار الله يقلع ابليسك
بندر ابتسم متناسي اللي صار قبل لحظة ولا عنده أي نيـة إنه يفكّر فيه لأنه حاليا ما يهتمّ : لا تخليني افتحها بسطة الحين وأعلمك الشغل شلون يمشي
خالد : بللل عليك ما تسوى كيسة بعشرة !
بندر ضحك : هههههههه عطني كيسي اهووفه..فيه نوع جايبه مخصوص لي يا ويل اللي بيلمسه بأكسر يده !
خالد : اعنبوا بليسك صاير بجيح !
بندر طبّ فيه : البجيح انت انا عاطل وفلوسي على قدي شايفني اصرف عليك .. !
تدخّل محمد وهو كاتم ضححكه لأن بندر حاليا رجع لأسلوبه المعروف وكنّ الهم اللي كان جاثم على كتوفه زال .. واللي يضحّك أكثر ان مواقف بندر وخالد ضد بعض ما تتغيّر لازم كل واحد ينقر بالثاني بطريقته الخاصة !
قال : خلاص يا خالد الولد صادق تبي من نوعه ارخ الريال الحياة اليوم بيزنس ومصالح
بندر أيّد بششدة : ايه هذا الصح..جاك اللي يعرف بالبيزنس احسن مني ومنك !
قال خالد وهو يناظر محمد اللي كانت يشرب من بيالته والضحكة بعيونه تجاه خالد : البيزنس لراعين البيزنس ولا اخوك الله يخلف عليه وش عرّفه بالبيزنس.. خلنا انا واياه نتفاهم بطريقتنا
بندر : وش ذي كنّها مسبّة يا دكتور الغفلة !!!
خالد : ههههه كل واحد ويعرف قدره .. قلتها دكتور والنعم مليون !
بندر بتحدّي : لا تطير بالعجة يا مثقف الغفلة مو معناة اني مريّح راسي ومخي ومختار البطالة اني مقدر أغلبك بطريقتي
ضحك خالد من بندر اللي صاير عنيف حتى بتحدّيه : ههههههههههههههههه نوّرنا بأفكااارك وش ناوي
قال بندر بغرور ولأول مرة يجدّد عن رغبته بعد سنوات : ..ناوي الأولومبيات الجاية !
ناظره محمد باهتمام .. وقال : جاد ؟
بندر ناظر محمد وهز راسه ايجاب : ايه جاد ابي أحترف بحق وحقيق.. حاولت ألقى نفسي بمجال بعيد عن الرياضة ما لقيتني والحين ناويها ..تعبت من مقابل وجيهكم !!
خالد ابتسم : ان شاء الله كاراتيه بعد ؟ أنا مدري وش لاقي بهاللعبة أشوفها للأطفال بصراحة
لف بندر على خالد بطرف عينه وفهم إن خالد يغيضه لا غير .. وبابتسامة سخرية : مثقف الغفلة ما عليك شرهه وش يدريك انت بمتعتها.. الكراتيه فن ما يتقنها إلا فنانها ..خلك بالكتب والمواضيع الغريبة اللي انت هاويها..
خالد بضحكة : بلل علييك حاقد علي لأني ناجح.. يا عمي محد مسكك رح ان شاء الله تنافس عالمركز الأخير
بندر : يصير خير بكرة تقول للعالم بفخر شوفوا ترا هذا ولد عمي.. بذكّرك يالمتغطرس
خالد مات ضحك : ههههههههههههههههه أما متغطرس ماااش ما فهمت ولد عمك .. هذا مو تغطرس كل السالفة إني شخص له معايير محددة ما يرضى باللي أقل منها بكل أموره..
بندر : يا حبك للفلسفة ابلع لسانك احسن لك منيب مستعد اسمع محاضرة
خالد وهو يوجّه الكلام لـ محمد : بلل عليه اخوك صاير عنيييف ما يمديني اقول كلمة !
تدخّل محمد بابتسامة موجه كلامه لـ بندر : انت قبل لا تنويها.. قدامك حاجز اللي هي الوالدة ولا نسيت إنها اللي حلفت عليك قبل 4 سنين !
بندر وهو ياكل فستق بنبرة لا مبالاة : هذا قبل اربع سنين.. هالمرة بحلّها لا تخاف
مرت دقيقة ..
إلا محمد يتلفّت حوله وهو فاقد أحد : وينه عمر ما شفناه من جينا من المشي ؟؟
خالد ناظر ساعته : غريبة ما رجع للحين ؟؟ قالي انه يبي يخلص مشوار وبيرجع
بندر باستغراب : مشوار ؟؟.. ما ينتظر طيّب نرجع الرياض ويخلّص مشاويره.. أحد يروح مشاوير وهو بالبر ؟؟
حاول محمد يدق عليه عشان يتطمن لكن لقى جواله مغلق !
قال وهو ينزّل الجوال : مغلق !!
خالد : بيرجع ماعليه خوف..يمكن يكون بالطريق!
‘
جا وليد اللي توّه تاركهم من دقايق .. وجلس جنب راهي اللي كان منشغل بالتلفون وشكله يسولف مع أحد كتابيا.. ومندمج ولاهو مهتم للسوالف اللي حوله.. كان مطنّش وعايش بجوّه المختلف !
لاحظ تركي ان بيالة راهي عالأرض فاضية .. ابتسم وهو يقرب منه ويتقرّب : بيالة شاهي؟
رفع راهي عينه عن الجوال وقال بانسيابية وبدون شعور : ya one more !
كاستجابة طبيعية سحب تركي الترمس وصب له ولـ راهي بيالتين ليكتشف فجأة ان محمد كان يناظره باستغراب !
انتبه لغلطته اللي ما كانت مقصودة ..أدرك بشكل متأخر استجابته الطبيعية اللي تقول إنه فهم لغة غير لغته وخلال اجزاء من الثانية.. رغم إن مؤهلاته بالنسبة لمحمد ما تتعدى سادس ابتدائي !
ابتسم تركي بتدارك.. ومن غير ما يفقد الثقة : خير استاذ محمد.. تبي شاهي اصب لك؟
محمد باهتمام وتركيز : وش قال راهي قبل شوي ؟
رفع راهي عينه بانتباه يوم طرى اسمه على مسمعه : انا ؟؟
محمد وهو يبتسم لـ راهي : اسأل وش قلت قبل شوي ؟
تركي حاول يرقّع بمزح : سألته ان كان يبي شاهي..ليه استاذ محمد ممنوع ضيافة الضيف هههه ؟
محمد باستغراب : ايه بس هو وش قال ؟
راهي وهو يناظر تركي باستغراب ثم في محمد ومو فاهم ليش محمد يسأل ..
كمّل تركي بنبرة ما فقدت ثقتها وكأن الوضع اللي صار طبيعي ولا فيه شي غريب : وش المشكلة استاذ محمد؟
محمد ابتسم بصرااحة أزعجت تركي : مو شي مهم..لفت نظري بس انك فهمت جملته بسهولة مع إنه قالها بسرعة..
ضحك تركي بمرح وما قدّامه غير كذا لازم ياخذ الأمر ببساطة وبدون حساسية : ههههه ما اعرف أنا الا كلمتين ييس ونو هذا حدي..وراهي ما فهمت منه غير ييس .. (التفت لـ راهي بنعومة يضيّع السالفة ) وش معنى اللي قلتها؟
محمد ابتسـم وهو يتغلّب على شعور الغرابة الغاامض اللي داهمه من جديد بهاللحظة واختفـى ..
ثم قال بذات الابتسامة العادية : فطين انت يا وليد !
حك تركي راسه بابتسامة احراج : مب شي يسوى تسأل عنه يا استاذ كلها كلمة تعلّمتها من أولى ابتدائي هههه !
هزّ محمد راسه بـ تفهّم بعد ما ارضى شعور الغرابة ..ورجع يلتفت لـ خالد وبندر وسوالفهم..
وتركي تنهّد جوا نفسه من الغلطة الغبيّة اللي سواها.. وكَرَه تركيز محمد اللي فطنته وذهانته العالية نبّهته لشي خلال ثواني..شي ما كان أي أحد ممكن يلاحظه !
حركاته وردود أفعاله الغريزية ممكن تفضحه أو تثير الشكوك حوله ولازم يكون منتبه أكثر ! لسا المشوار طويل ولا يبيها تنتهي عقب ما وصل لهالمرحلة.. لسّا ما أنجز شي !
:
/
بعد ساعة ..
حلّ الليل.. وانتهوا البنات من صلاة المغرب..
الجلسة هالمرة داخل الخيمة..آخــر جلسة للبنات سوى ..
كانوا مجتمعين حول سحر بحكم إنها ما تقدر تطلع برا بسبب البرد والمرض..واللي كانت جالسه بفراشها والبطانية تغطي رجولها تسمع للبنات وهم يحكون عن تفاصيل مباراة الطائرة اللي كانت ممتعة بكل المقاييس
سحر بنبرة ضعيفة وهي تبتسم بضعف : مين فاز منكم ؟
مشاعل : طبعا شعوولة وبفارق خممممسس نوقاط
اروى ضحكت : ماااش انتي ورهف ما تركبون سوى..
مشاعل بغياااض : طبعا لازم الخاسر يدوّر أعذار
شوي ودق تلفون أروى من أمها ..وردّت.. والبنات يترقّبون وكنّهم عارفين الخبر !
قالت مشاعل باحباط : بتمشوون؟؟
اروى وهي تقوم واقفة وتدخّل الجوال بجيب بنطلونها.. وبطريقة مسرحية : يب ! .. وداااااعيه يا ااااخر ليلة تجمعناااا
مشاعل عصّبت : وجعع لا تقولين كذا فال الله ولا فالك
اروى ضحكت : هههههه.. (وبحزن مخترع وهي مايله بفمها للأسفل مثل طفل زعلان ) .. انا بعدك عمر مفقود.. دنيا بلا معنى..بلا معنى
مشاعل بسخرية : روحي الله يستر عليتس امتس تحتريتس
اروى : ههههههههه حقيرة انتي !
رهف اللي كانت ساكتة من لحظة المكالمة.. لفّت لـ سحر الهااادية واللي فقدت حيويتها بلطف : خلاص بنمشي وبنخليكم
رسمت سحر ابتسامتها الناعمة الضعيفة..وهي تقول ببحة سيطرت على صوتها : أكيد بنشوفكم..
قالت اروى وهي تشوف رهف : يلله رهف نص ساعة وبيمشون..أمي تقول خلاص تقريبا ركّبوا كل العفش..خلينا نرجع ونشيّك على اغراضنا الغالية
ما علّقت رهف وكل اللي أرسلته نظرة رجا غريبة لأروى اللي فهمتها مباشرة ..
اروى ما عندها وقت : عارفه تبين تجلسين زيادة بس مافيه وقت..انتهت اللعبة قييم اوفررررر !
مشاعل ما فهمت المخفـي بينهم واللي ما يفهمه إلا هم .. لكنها قالت يوم حسّت إن رهف لها رغبة تطوّل بالجلسة : خليها تجلس بنرجّعها معنا ..مب زيّك تبين الفكة !
اروى وهي تراقب رهف الساكتـة تماماً : إنتي ما تدرين وش وراها .. لا يغرّك شكلها الثقل والوديع تراها خبلة..تبي تجلس مب عشان سواد عيونك !
رمت رهف نظرة محبطة وشبه حانقة على اروى اللي ما تعطيها الفرصة !
قالت مشاعل ولا تدري ان فيه معاني خفية بينهم : وش تبين بها مقابله وجهك أربع وعشرين ساعة ..بعذرها تبي الفكة !
اروى لـ مشاعل : انتي يعني تبينها خناقة على آخر لحظاتنا سوى .. تبينها وداعية بفرااااق
مشاعل ضحكت : هههههههه ( لفّت لـ رهف اللي كانت بآخر ساعة معهم مختلفة وسارحة ) خلّك يا شيخة لو تبين وارجعي معنا بكرة افتكي من ذي المجنونة..مدري صراحة شلون صابره عليها
ابتسمت رهف ولا علّقت .. وشافت أروى تشنّ هجوم كاسح على مشاعل ..
يوم قالت : شلون صااابررره علي؟؟؟أصلا هي ما تقدر تعيش من غيري !!
مشاعل : واااااضحح مين اللي مهبّل بالثاني
اروى ضحكت : انتي ما تدرين عن شي تراها متمسكنه عندكم ..لا تخافين كل وحدة فيها حقّها على الثانية ..قولي مدري شلون صابرين على بعض ولو أني أهون شوي !
مشاعل بغيااض : طبعا القرد في عين نفسه غزال
اروى : وقححححححححححة !
أنهت رهف الجدال وقامت واقفه.. وسحبت شالها وكابها من الأرض وهي تلبسهم : خلاص خلينا نرجع !
مشاعل قامت واقفه ومعها بسمة عشان يسلّمون عليهم ..
انحنت رهف وباست سحر اللي كانت مبتسمة وقالت بصدق رغم مرضها : فرحنا بشوفتكم هالفترة..كانت شي حلو
ابتسمت رهف بالمقابل : حتى احنا.. والله البر كان شي حلو بجمعتكم..اشوفك على خير
ثم قامت وسلّمت على مشاعل ثم بسمة.. وانتظرت اروى اللي راحت وضمممت سحر بقوووة
ويوم ابعدت قالت : يا شيخة والله إني احبببك من طاحت عيني عليك في بيتنا.. وكنتي وجه خير بهالبر خليتينا نعرف الخبلات بنات عمك هههه
ضحكت سحر رغم انها ضحكة ضعيفة بس طالعه من قلب : يا حلوك .. حتى انا فزّ قلبي بشوفتك ..مدري شلون طلعتي علينا من تحت الأرض
باستها وسلّمت عليها سلام اخير..ثم قامت وسلّمت على بسمة وتلتها مشاعل اللي كان سلام محارش مهوب سلام طبيعي !
وعند مدخل الخيمة ودّعت مشاعل (رهف وأروى) اللي مشوا سوى.. ثم رجعت داخل وهي تضحك على آخر الكلمات بينهم..
:
رهف وأروى مشوا أمتار لين ابتعدوا شوي عن الخيام ..ثم وقّفت رهف عن المشي فجأة.. وهي ساكتة وكن خطواتها رافضه تاخذ أي خطوة زيادة !
وقّفت أروى معها وناظرتها باهتمام : لا توقفين خلينا نرجع وانسي اللي صار !
ابتسمت رهف برجااا اكتسى نبرتها : خلينا نشوفه.. لآخر مرة بس !
اروى بضييق : تشوفينه ليه؟؟.. ما تعرفينه يا رهف.. شوفتك له بتتعبك أكثر انسيـه..
رهف بررجااا : أدري ما أعرفه بس ابي اشوفه للمرة الأخيرة... من بعيد يا اروى..بشوفه من بعيد.. لآخر مرة !
غمضت اروى عيونها ..واستغفرت ربها ولا تدري توافق أو ترفض وتسحبها غصب ويرجعون للمخيّم؟!!
فركت جبينها بحيرة ولا ودّها تنفذ طلبها ..لأني اللي تطالب فيه مو منطقي ولا بيفيدها أبدا..
فتحت عيونها لتلقى رهف تناظرها وعيونها الراجيه تلمع وممكن تبكي وتترجى..وما عندها مشاكل ممكن تسويها..!
زفرت أروى هوا عميق من صدرها ..وقالت يوم شافت ملامح رهف الرااجية بعننف : يااارربي لا تسوين بوجهك كذا تكسرين خاطري
رهف ودمعة وحدة تسيل وهالرغبة تقتلها : بسسس مرررة قبل نمشي.. اروى ماني مرتاحه لما اشوفه لا تعذبيني الله يخلييك
اروى بضيق : احنا ما اتفقنا ذاك اليوم عقب حركته المتهورة فيك..إنك تنسينه ولا كأن شي صار ؟؟.. كنتي طبيعية هاليومين وسمعتي كلامي..ليش يوم جينا نمشي تبين تشوفينه.. أخاف تتعلقين فيه وانتي ما تعرفينه أعرفك مجنونة من هالناحية !!
ما تحمّلت وبكت لأن أروى ما راعتها : راعي شعوري انا ما طلبت منك معجزة ابي بس اشوفه من بعيييد او خليني اروح لحالي
اروى سكتت وهي تشوفها مصرره..ولا تدري تطاوعها أو لا..
وقالت بهدوء وعطف : من جدك هذا أثّر فيك بهالشكل.. وذكّرك فيه ؟!
سالت دمعة ثانية على خدها وقالت بضحكة استغراب من اللي صار لها : ليه ما تفهميني ؟..ما أبي أتذكّره أنا ولا أتمنى أتذكّره ..بس كل شي فيه مثله .. روحه..حركاته..حيويته وتهوّره !!..كلها نسخة غريبة ما بغيت بحياتي اشوف أحد يشبهه كذا يا أروى بس مدري ليه !
أروى ترددت : مدري يا رهف ما ودّي تشوفينه لأنك من شفتيه انقلبتي رهف ثانية ..مع إنك طول السنتين كنتي طبيعية
رهف بحزن وهي تقاوم رغبة بكي شديدة : ادري حتى انا ما ادري ليه تأثّرت كذا
اروى : خلاص اجل دام كذا خلينا نمشي وبكرة تنسين..هي الحين كلها إلا رغبة لأنك حسيتيه يشبهه كثير بشخصيته..يوم يومين وبتنسين من جديد صدقيني
بكت هالمرة وغطّت وجهها بيديها الثنتين : ليه ما تفهمين ليه ما تراعين شعوري مو يكفي إني فقدته بسبّة اخوك !!..
تضايقت أروى وقربت منها.. وضغطت بيدها على كتفها : ماله داعي هالكلام..تدرين ان الموضوع كله قضاء وقدر.. اخوي واخوك ما كانوا عيال عمة وخال وبس..إلا كانوا اصدقاء الروح بالروح.. ومحسن أخوي أكثر من تأثّـر بموته ومو إنتي لحالك ..فيكفي اللي سويتيه فيه للحين ارحميـه !
مسحت خدها بظهر كفّها وقالت بررجا أخير : طيب ممكن أشوفه لدقيقة بس مو أكثررر !!
استسلمت أروى ووافقت أخيرا ..
وقالت وهي ترفع السبابة : أوكي دقيقة وحدة بس مو أكثر.. وبعدها تنسينه وكأنك ما شفتيه وترجعين رهف الأولى.. رهف اللي قدامي الحين غريبة عليّ صراحة ..مدري شلون صارت كذا بسبب موقف غبي مع واحد متهوّر ما يفكّر!!
ابتسمت رهف برضا : اوكي راضيه ووعد أرجع مثل ما تبين ..بس ارحميني بهالفرصة
تنهّدت أروى من اصرارها الراااجي وما لامتها على رغبتها.. قدّرت شعورها ..وبالأخير شبكت ذراعها بذراع رهف وهم يغيّرون مسارهم : خلينا نشوف وينه هالغبي !
:
/
عند الشباب..
اقترب بندر من الجلسة اللي تركوها الباقين وما بقى غير محمد اللي كان جالس بمووجة تفكير عميقة لحاله..والنار قدامه تتراقص ومعطيه دفا للمحيط حولها
جلس بندر وهو يضيف حطبة للنار .. وما قدر يتجنب السؤال ..
قال : كلّمته ؟
رفع محمد عينه ..وابتسم على اهتمامه : لا.. رحت له العصر وعطيته خبر ان فيه موضوع أبي أكلّمه فيه.. طلب مني أأجله..بس ما أظن إني بأجله أكثر..
هز بندر راسه بتفهّم : يعني صار عنده خبر انك تبيه بموضوع ؟!
محمد وهو يحك خده ثم يشبك اصابعه وهو جالس عالمركى : ايه.. بس الله يستر من ردة فعله.. ابو راهي اليوم ما كان طبيعي معي حسيته متضايق من شي
سحب بندر المركى الثانية وجلس عليها وهو يحاول يعطي وياخذ بالموضوع : يمكن تكون لمّحت له عن الموضوع؟؟
محمد وهو يهزّ كتوفه ..ويعقد حواجبه : لا ما لمحت له..توني اليوم طلبت اكلمه بالموضوع بس ما حددت له وشو بالضبط
هزّ بندر راسه بتفهّم.. وكان واضح عليه انه هالمرة أكثر ليـن مع محمد وأكثر مرونة.. الشي اللي ريّح محمد كثير وريّح بندر اللي نفسه صاير يكره تصرفاته ..
قال محمد بابتسامة اخوية حنونة : على كلامك للحين تبي تساعدني ؟
بندر ابتسم بخفة وهو يلعب بحطبة : بحاول ..
محمد بلطف ونبرة أخوية : تدري اني محتاجك لو خرج الموضوع عن السيطرة.. من الحين أقولك أبو راهي ما أقدر أتوقع ردة فعله !
ترك بندر الحطبة..ونفض يدينه ببعضهم وهو يقول : وتدري اني قلت لك من قبل ما رح تعرف ردة فعله الا لما تحاول !
محمد ابتسم وهو يتأمل في بندر اللي ما يقدر ينكر انه يحتاجه قبل كل الناس : تدري يا بندر ؟!
رفع بندر عينه لأخوه ..بصمت والهدوء والأريحية تملا تقاسيم وجهه..
كمّل محمد بابتسامة : أثق بكلامك وما كنت باخذ هالخطوة لولا إلحاحك اني أكلمه .. صرت أعتمد عليك
بادله بندر الابتسامة الهادية..الأخوية المتألمة ..بيكون حقير وكلب إذا ما بادله ابتسامة على الأقل.. محمد ماله ذنب !!.. محمد له مشكلته اللي أعمت عيونه عن مشاعر أخوه
له مشاعره اللي ألقت بالضباب على اللي حوله
له أمنياته.. له أحلامه..
تنهّد بندر من قلبه وابتسم : متى بتكلمه ؟
قام محمد واقف وهو يزفر زفرررة عميقة ..مستعد يدخل لجولة من معركة : الحين
وقف بندر معـه وهو ياخذ الموقف الايجابي لأنه كره عمره صراحة ..زيادة على إنه موقفه مع سحر ريّحه كثير وفرّغ كثير شحنات داخله..وخلاه عالأقل يتوازن !
قال بابتسامة وهـدوء : تفاهم معه وعطه اسبابك ..توكّل على الله..واللي الله كاتبه بيصير
محمد : بروح اشوفه دعواتك !
بندر وهو يجلس من جديد : بنتظرك هنا بشوف وش صار عليك !
ابتسم محمد..وتقدم لـ بندر الجالس عالمركى..ربّت على كتفه بشكل سريع وهو يتعدّاه ليشوف وين ابو راهي .. وياخذ الخطوة اللي ما يدري وين بتوصل نتايجها .. ولو إن داخله أمل متمسك فيه لعلّ وعسى !
جلس بندر لحاله وهو يتمنّى خير هالمرة !
فرك عينه اليمين بأصابعه..ثم عينه اليسار وهو يتمنّى نتايج خير فعلاً لـ محمد !
وكن الحنق اللي كان تجاه محمد..اختفـى وتسلّط كله على سحر !
سحر اللي بنظره الحين ..لا بدّ انها كانت حاسّه فيه وتدري !
ذنب سحر بنظره ..أكبـر من محمد ولا يوازيـه حتى ،،
لأن فرق بين شخص يدري وشخص مـا يدري !
اتخذ القرار ..وقرر ينتظر النتايج اللي بتسفر عنه مصارحة محمد لأبو راهي بقراره رفض هالزواج !
:
/
من بعيـد.. على بعد أمتـار وأمتـار ،
وبالظلمة الحالكة خارج حدود مخيّم الشباب
قالت أروى بهمس وهم بعزّ الظلمة السابحة حولهم : ها شفتيه ؟
رهف وهي تتأمله جالس قبال النار وبيده كماشة يحوس ويضيع وقته فيها : تقريبا..بس مو واضح وجهه يا أروى
اروى : بس عااد تدرين ما نقدر نقرب .. يكفي شفتيه جالس ..الحين شيلي الأفكار السودا من مخّك وآخر مرة أشوفك كذا..
ابتسمت رهف باحباط ..
أروى وهي تمسك يدها : خلينا نرجع الحين..يكفي شفتيه قبل تمشين.. انتهت الفرصة قيييم اوفررر
رهف ومو قادره تشوف ملامحه زين من بُعد المسافة.. قالت بحنييين : يا الله يا أروى حتى قعدته نفسها !!.. كأني أشوف قدامي أخوي !
اروى بابتسامة عطوفة : الله يرحمه.. يلله رهوف جد مالها داعي طوّلنا.. لو أحد يطلع برا المخيم امتار بيلاحظنا ..
رهف لمحته يقوم واقف على جيـة الدكتور اللي عرفوا شكله "خالد" وهم يتضاحكون وصوته يلعلع بعد ما كان جالس لحاله ..ركّزوا يبون يسمعون سوالفهم وصوته
ابتسمت اروى : وهذاك سمعتي صوته.. لو يشوفونا مب زينة بحقّنا يلله خلينا نمشي
رهف بنعومة وهي تستحضر صورة أخوها قدامها : نفس الشخصية يا أروى ملاحظه ؟؟
اروى شوي وتطقّها : ايه والله العظيم ملاحظه.. من موقفه المتهوّر فيك وانا ملاحظه بس يلللله ..
رهف أخيرا طاااح اللي براسها .. وضحكت : ما كنت أدري ان فيه ناس تشبهه بالعالم
اروى ابتسمت بمكر : لا تكذبين رهف تدرين إن محسن أخوي أكثر واحد يشبه أخوك..وكنّهم توأم بس انتي اللي مو راضيه تسامحينه ..
سكتت رهف.. والتزمت الصمت وكنّها تقر بهالكلام !
أخيرا سحبتها راجعين ادراجهم .. وهالمرة استسلمت رهف واستدارت معها بعد ما أروت هالرغبة ..
شافته .... نموذج أخوها !!
النموذج الثاني اللي يشبهه...بعد محسن !!
ابتسمت بارتياح ودعت من قلبها ..
"الله يرحمـك" !
:
/
عند البنات ..
داخل الخيمة ما بقى غير سحر اللي كانت جالسة وحاطه الوسادة ورا ظهرها .. ومعها مشاعل وبسمة..
تغيّر الجـو شوي ..
واكتئب عقب رحيل أروى ورهف !
زاد عليه غياب شادن اللي تأخرّت ولا يدرون وين أراضيها وصلت..!
دخلت أم محمد الخيمة وهي معصّبة على مشاعل : أختك وينها ذالفه ؟؟؟
مشاعل ارتاعت من عصبية أمها : يمه قلت لك مع عمر !!
ام محمد : مع عمر من العصر ؟؟!!.. أدق عليها ويعطيني مغلق وأدق على عمر حتى هو مغلق .. متأكدة إنها معه ؟؟
مشاعل توتّرت وخصوصاً إن شادن معد راسلتها : يمه هي مرسله لي رسالة وقالت لي ساعة ساعتين وبترجع أكيد !
أم محمد : وهذي الساعة 7 الحين .. أربع ساعات وهي لا حس ولا خبر.. أنا أقوله هالبنت لين جا الموضوع لـ عمر يروح عقلها.. تنهبل مدري وش يصير فيها كل ركادتها تروح !
مشاعل : تدرين فيها يمه انتي .. ان شاء الله انها بخير !
ام محمد : وانا بجلس على اعصابي لين ترجع..؟!.. مدري وش صاير فيها !!
مشاعل توتّرت من توتّر أمها .. وقالت وهي تسحب جوالها المرمي جنب شنطتها : يمه قلت لك مع عمر ما عليها خوف .. الحين بحاول اكلمها وارسل لها يمكن ترد ..لا تقلقين مصيرها بترجع ان شاء الله
ام محمد وهي طالعه ناويه تكلّم واحد من عيالها : شوفي وينها .. الله يهديها تروح وبس ..وما تعطيني خبر !
هزت مشاعل راسها ايجاب : عشان كذا أرسلت لي رسالة وقالت بلّغي أمي لا تخاف
ام محمد : الله يهديها .. لو عمر يرد على جواله تطمّنت ..لكن المشكلة اثنينهم مغلقة جوالاتهم
مشاعل : يمكن مافيه ارسال !
ام محمد : مدري عنهم الله يهديهم !
وطلعت تشوف واحد من عيالها لعلّ احد عنده خبر عن عمر..
مشاعل جلست تحاول تتصل بـ شادن لكن نفس النتيجة.. الجوال مغلق!
قامت واقفه.. وسحر بصوت واطي ضعيف : ما ردّت ؟؟
مشاعل وهي ماسكه جوالها بيدها : لا ..بطلع برا أحاول ..أشك إنه مغلق عشان مافيه ارسال !! مدري وين ذالفين سوى !
سحر : ان شاء الله شوي وبيرجعون !
طلعت مشاعل برا الخيمة تحاول تعيد الاتصال ..
وبخروجهـا ..
صارت سحر جالسه لوحدها وما معها غير بسمة !
السكوت بالبداية كان عنوان جلستهم .. وسحر بالأحرى طنّشتها وتجاهلتها مالها خلق أي نقاش من أي نوع معها !
سحبت بطانيتها ناحية صدرها وهي تحس ان الحمّى باقي مسيطرة عليها وتعبها كل ماله يتزايد !
إلا بسمة تقول وهي تلعب بجوالها : تدرين مستغربة من شي !!
رفعت سحر عينها الذبلانة وهي ساكتة.. تحتري استفزاز جديد لأن أسلوبها كان يهيء لهالشي !
بسمة بابتسامة ونبرة غريبة : شكلك تحبين ؟؟
ارتاااعت سحر وناظرتها بصدمة ..
وقالت بهمس : وش قلتي ؟؟
بسمة كررتها : واضح من شكلك انك تحبين !!
سحر بدهشـة : انتي ما تعرفيني اصلا ..لا تسوين نفسك الذهينة ..
ضحكت بسمة باستمتاع .. ثم غيّرت نظرتها ..وهي تستبدل الضحكة بابتسامتها الغريبة : ليش تنكرين ؟؟
سحر وهي تغالب المرض وصوتها اللي ما يساعدها : أنا ما أقرّ ولا أنكر.. فلا تسوين نفسك الفاهمه.. خلك ساكتة أوكي ترا مو كل مرة بسكت لك ولاستفزازك
بسمة رفعت حاجب ..وببرود والاستفزاز لعبتها مع سحر : عادي انا مجرد افتح نقاش عادي.. ليش خذتيه جد.. انا بنت وانتي بنت وهالمواضيع عادية بيننا ماله داعي الحيا ،!
سحر رمتها بوجهها من غير تردد : عادية بيني وبين مشاعل ..أما وحدة سايكو مثلك ما أعتقد..فخلّك مع نفسك لأنك لايقه مع نفسك صراحة أما مع الناس تبطين !!!
سكتت بسمة والجمود والوجووووم كسا وجهها وهي تحدّق في سحر اللي لفّت وسحبت وسادة ثانية وهي قرفانه من وجود مثل هالآدمية جنبها !
قالت بنبرة جااامدة والحقد يتزايد : وش قلتي ؟؟
حطّت سحر الوسادة ورا ظهرها ثم لفّت عليها ببرود ..وكررتها بوضوح يعني اسمعي واللي براسك سوّيه : انتي سايكو.. يعني مريضة نفسيا.. يعني محتاجه دكتور يشوفك لو ما تفهمين عربي..!
بسمة بنبرة واااجمة : بتندمين على هالكلام صدقيني !
ابتسمت سحر بسخرية من خلال ضعفها الواضح على ملامح وجهها المريض : وانتي خليتي فيها مجال للندم ؟..اسلوبك الردي مثلك ما يشجع عالندم ولا أظن سويت لك شي حتى تعاديني ..
بسمة بقهررر : إلللا سـوّيتي !
سحر ببرود وبصوت ملاه البحّه : ما قلت لك انك سايكو ومريضة ! محد فينا عاملك معاملة مو كويسة لأنك ضيفة..ولا أتذكّر من جيتي ان فيه موقف مو زين صار بيني وبينك ! كله أوهام غبية من راسك..
بسمة بقهر يتضااااعف : مصرّه تغلطين احترمي نفسك
ضحكت سحر ضحكة ضعيفة ساخرة واكتفت إنها ترمي راسها عالوسااادة وهي تقول : الغلط بدا منك.. الحين اطلعي أبي ارتاح انا مريضة
بسمة بحنننق وغضب : تطرديني !!
غمضت عيونها وسفهتها وحيلها الباقي يتناااقص ..وأفكار كثير براسها وبسمة مو أهمّها..تبي تلقى فرصة تحط الأمور في نصابها وبسمة مسويه لها قلق .. والمشكلة ان بسمة تستغلّ تواجدهم لحالهم لأن مالها قوة تستفزّ وتقول اللي تقوله بحضور البقية ..!!
بسمة وصوتها تخنقه الدموع : طيييب يا سحر طيييب والله بتندمين ..
وقامت واقفه وهي تمسك جوالها ودموعها غررقت بعيونها..والقهر والحنق مالي نفسها لأبعد مدى..!
ودقّت على أرقام وهي طالعه من الخيمة ودموعها تطييح.. وآخر شي سمعته سحر وهي مغمضه عيونها..صوت بسمة وهي تقول بصياااح "بابـااا"
ضحكت سحر غصب عنها قسما مصخرررة.. هالبزر رايحه تشكي لأبوها !!
ما اهتمّت أبدا ولا ألقت لها بال .. وما درت سحر إن بسمة ما اتصلت عشان تشكي وبس.. لا في راسها نيـة ورغبـة ماهي سهلة !
:
/
رجعت مشاعل وهي ماسكة جوالها عقب ربع ساعة.. وهي ضايقه لأن الخط ما مسك معها ،!
شافت سحر راقده ومغمضه عيونها وشكلها ما نامت ..
مشاعل : وينها بسمة ؟
قامت سحر جالسه على حيلها.. بعد ما حسّت إنها مو قادره تنام من القلق والضيقة : مدري عنها
مشاعل لاحظت مودها المنعفس..وقالت بقلق : شفيك مو على بعضك..؟
سكتت سحر .. وحانت الفرصة أخيرا إنها تسأل مشاعل دام إنّهم صاروا لوحدهم .. تسألها الأسئلة اللي تبي تلقى لها أجوبة .. اكتفت حيرة هالساعات ..واكتفت تسترجع كل حرف وكل كلمة مؤذية من بندر..
اكتفت تفكر بالاتهام اللي لبّسها اياه وهي مثل الأطرش بالزفة مو عارفه ليه ؟؟؟
اقتربت مشاعل منها وهي تلاحظ إن سحر ممكن تبكي ألحين ..
جلست جنبها وبعطف : تعبانة كثير يا سحر ؟؟ تبين المستشفى ؟؟
فركت سحر عينها الدامعة بأصبعها وحاولت تبتسم ..
ثم قالت برجاا من الأعماق : مشاعل أبي تصارحيني !
مشاعل بدهشة : اصارحك بوشو ؟؟
سحر بألم : باللي كنتي تلمّحين عنّه قبل يومين ..
مشاعل ما فهمت ..وعقدت حواجبها مو متذكّره : أي سالفة تقصدين ؟؟
سحر باندفاااع ورغبة جامحة للأجوبة : سالفة بندر يا مشاعل كنتي تلمّحين عنه أتذكّر زين لا تقولين إنك نسيتي !
ارتااعت مشاعل : شفيه ؟؟؟
سحر : وش كنتي تقصدين بالضبط.. ريّحيني الله يخليك !
مشاعل بقلق : ليه هامّك الموضوع الحين..؟ قلته لك ونسيته..
سحر وشفاتها ترتعش من الألم والبرد اللي ما قصّروا فيها..ولأن تفاصيل بندر بذيك اللحظة كانت مؤلمة بكل شي ..
قالت بضععف ونبررة مهزووزة : أبي أفهم وأتأكد.. أبي أسألك قبل أسأله قولي لي هو شلون يعتبرني ...بالنسبة ..له !!؟
سكتت مشاعل ثواني وهي تتأمل وجه سحر التعبان من المـرض وشي مجهول.. صفرة وجهها .. ارتخاء ربطة شعرها اللي على جنب.. الخصل المتناثرة بنعومة حول وجهها .. القلق والتوهان اللي ينضحون بنظراتها.. والوهـن المستقر بجسمها !
مسكت يدها وابتسمت..
ونطقتها بكل وضـوح : يعتبرك كل شي بحياته !
انهارت عوالم سحر والدموع تغشي عيونها ..الدموع اللي حجبت ملامح مشاعل عنها وما صارت تشوف إلا طيفها..
كانت مشوّشة من كلمات بندر وأشغلتها حالته وصوته ونبرته ..وطلبت التأكيد من مشاعل لعلّ اللي سمعته له احتمال ثاني مو اللي في بالها..!
قالت والدموع توصل لشفاتها : م.. من متى.. بندر كذا ؟؟
تنهدت مشاعل وابتسمت تخفف عليها : أعتقد من رجعتي قبل سنتين.. كنت أشكّ فيه دايما بس بالأخير تأكدت إنك شي غيير بعينه !
هزّت راسها نفي رافضه هالحقيقة اللي كل ساعة تتسرب أكثر وأكثر بمخّها وادراكها..الحقيقة اللي بدت تسيطر عليها وعلى مشاعرها اللي ما عاد عرفت وين برّها .. فقدت هويّة أحاسيسها ومشاعرها والسبب بندر وعملته فيها !
مشاعل بحنية : ليش يهمّك تعرفين الحين ؟؟
قامت واقفه بسرعة وهي تهزّ راسها نفي بتكرار وهي رافضه.. وفكرة إنها تفهّمه مسيطرة على كل خلاياها من غير وعـي منها !! تبي تفهّمه إنها ما تدري ..تبي تفهّمه إنّه ظلمها
ويا قوّ هالظلم اللي جاها .. !!
مشاعل قامت معها بتمسكها وهي خايفه عليها : وين بتروحين ؟؟؟
سحر ودموعها تهطل وكل اللي تبيه تطلع : برووح أكلمه برووح اشوف ليه قال ذاك الحكي؟؟؟
مشاعل باستغراب : هو كلّمك ؟؟
سحر : اتركيني بروح أسأله بنفسي ..
حاولت تمنعها وهي تقول : ارتاحي قبل وين بتطلعين بالبرد ؟!.. بكرة اسأليه مارح أمنعك ..
سحر هدت وهي تبحث عن شالها بين الحوسة والعفسة والأغراض المرميّة.. وقالت والوهـن بمفاصلها يزييد : أنا طيبة الحين بقدر اطلع !
مشاعل بهدوء معها : سحر بندر يحبك ما يحتاج تسألينه أنا أأكد لك..
سحر صابها السكون والسكوت وهي تلبس كابها الصوفي ودخّلت كل شعرها جوا.. ثم سحبت شالها ولفّته حول كتوفها وهي تمسح أثار الدمع الجاف بظهر كفّها ..
ثم ابتسمت وهي تدّعي القوة قدام مشاعل رغم وهنها الداخلي : خليني مشاعل اروح لحالي.. كنت أبي أتأكد منك والحين أبي أكلمه !
مشاعل سكتت وما قالت شي..وما توقعت إن هالموضوع ممكن يأثر في نفسيّتها كذا .. ما قدرت تمنعها ولا لها حق..
وقالت : تعالي بسسررعة لا تطوّلين ترا خويلد الخايس موصّيني عليك !
ابتسمت سحر ابتسامة أخيرة تطمّن مشاعل فيها .. ومن جوا هي على مشارف الانهيار ولا تدري شلون تتصرف !!
وطلعت وهي ما تدري وش اللي بيواجهها !!
:
/
مخيم الشباب ..
محمد اللي اتخذ قراره.. راح مباشرة للمواجهة..
دخـل الخيمة وهو مبتسم ومتمسّك بثقته بنفسه..
أخيرا لقى أبو راهي جالس بروحه.. وهو ماسك الجوال بيد..واليد الثانية فيها المسبحة ومركّز بـ مكالمة ..ووجهه تكسوه الجدية تقريباً..!
انتبه أبو راهي لـ دخلة محمد عليه..واللي تقدم له بهدوء وابتسامة.. ثم رد للي يحاكيه بعد ما رمى عليه نظرة حازمة صارمة خلّت محمد يشكّ بنفسه : يصير خير حبيبتي انا بشوف الموضوع معه الحين !
"........."
قال بنبرته المسيطرة : لا تبكين .. اللي تبينه بيصير قلت لك بشوف الموضوع ..
أنهى المكالمة بسرعة وصوت بنته الباكي بـ حُـرقة ما عجبه أبدا ،
ثم وجّه نظرة الإتهام المباشرة ناحية محمد اللي كان مستعدّ يخوض معركة لازم ينتصر فيها !!.. مهما كلّفه الثمن !!
ما راقت لـ محمد ذيك النظرة ! وكنّه انحطّ بموضع اتهام بطريقة مفاجئة !
ابو راهي قفل الجوال ورماه عالأرض قدامه ..وقال كأنه يحاكي واحد من موظفينه بالاستبداديّة المعروفة عنه : خير يا محمد ؟؟
ما عجبه محمد لا الأسلوب ..ولا النظرة.. ولا نبرة الصوت..
لكنه حافظ على أدبه وأسلوبه الذوق والثقة المكتسيه صوته : أبيك بموضوع خاص فيني يا عمي !
ابو راهي وكنّه حاس : خير وش هالموضوع؟.. عساه ما ينكّد الواحد !؟
ابتسم محمد لعلّ الابتسامة تعدّل الجو إن كان معكّر.. ولا يدري ليش هو بدا ياخذ موضع الدفاع..!
قال : تأكد ان اللي ابيك فيه مجرد رغبة خاصة فيني ولا أبي أظلم نفسي وأظلم غيري معي .. أبيك تفهم وضعي
تغيّرت ملامح أبو راهي للجديّة المتزايدة..وعقدة حواجبه برزت بين عيونه..عطاه منظر جدّي ومرربك !
قال عقب ما لقطها لأنها رجل معروف عنه الفطنة ..بالأضافة إلى إنه الشكوك اللي خلقها وليد بدت تلعب لعبتها : لا يكون يخص زواجك من بنتي ؟؟!!
بان الاسترخاء على وجه محمد كون إنه ما يحتاج يمهّد للموضوع وزاد أمله إن أبو راهي ممكن يفهمه .. وغلط بتفكيره لأنّه قلل من ردة فعل أبو راهي كثير.. !!
وقال بابتسامة ودوودة : تقدر تقول .. محتاج أتناقش معك بهالموضوع !
تغيّرت تعابير ابو راهي لـ جديّة أكبر.. ثم ابتسم بعنجهيّة وسيطرة هي جزء من طبعه : جيت بوقتك.. تعال نتفاهم عالملكة..والخطبة الرسميـة !
اقترب محمد وهو محافظ على هدووء اعصابه والكلام أزعجه : اسمع رايي يا عمي قبل ما نحكي عن ملكة !!
ابو راهي حرك راسه وهو يرفع حاجب واحد : خطيبتك ملّت تنتظرك أعتقد لازم نعلنها من بكرة !
أخذ محمد نفس عميق يملا شعبه الهوائية..ورجع يطالع بعيون أبو راهي بذات الهدوء والثقة : قلت لك يا عمي جيتك أبيك تسمع الكلام اللي عندي قبل.. لا نسبق الأمور اسمع وجهة نظري ..
سكت ابو راهي ونظراته لـ محمد كساها البرود والسيطرة..
ثم قال بنبرة تحذير مُهيبـة : زواجك من بسمة مقرر من زمان كلامك ماهوب مغيّر شي.. !
غمّض محمد عيونه يستجمع نفسه وأفكاره ..ثم فتح عيونه وقال وهو يتمالك أعصابه : خلني أقول اللي عندي يا عمي محتاج أتناقش معك بهدوء ..إنت للحين ما عطيتني الفرصة أتكلم !
أرجع ابو راهي ظهره للمسند وراه..والسبحة تنتقل ليده الثانية.. وبملامح وجهه الواجمة عطا محمد الاشارة يتكلم ويقول اللي عنده.. وما درى محمد إنه يتكّلم أو ما يتكّلم..ابو راهي اذا براسه راي محد من البشر له القوة إنه يغيّره.. واللي براسه هو اللي بيمشي !
:
/
مرت ربع ساعة ..
والنقاش تفرّع وأخذ تفاصيل كثير .. تفاصيل ما توقّعها محمد ولا يدري ليش انفرضت عليه بهالشكل !!
حس بالإهانة.. والابتزاز !!
انتهى النقاش الحاسم نهاية غير متوقعّة.. وبنهاية أسوء من ما تخيّل محمد
كان حاط في باله احتمالات سيئة ونتايج عكسية.. لكن ما توقّع لهالحد.. حد رح يدمّر فيه ..قلبه ..
وحبيبة قلبه اللي مو قادر يوصلها !!
طلع محمد من الخيمة وهو بقمة العصبية والغضب العاااصف .. وبحالة ثوران بركاني مدمممررر..
لأول مرة يفقد اعصابه ،، ويفقد السيطرة على هدوءه ..
الطلب اللي فرضه عليه أبو راهي ما رحمه.. بدا يسب ويشتم بصووت عالي وغضب مزمجر..
مو مهتم للي بيسمعه وفقد هدوءه ، فقد رزانته فقد أدني اعصابه بذاك الوقت .. !
قام يسبّ عمره ويشتمها بصراخ عالي.. ومن ثورة هياجه لقى قباله كرتون مليان اغراض.. وبدون شعور وادراك بنفسه رفسه بعنف ساحق وطيّره بعيييد وهو يزمجررر.. ثم مسك كابه اللي على راسه ورماه بكل قوة في الأرض ، وأنفااسه تصعد وتنزل بعنف وقسوة ..
ما كان حوله أحد قريب ..سوى بندر اللي كان جالس بروحه عند جلسة النار .. واللي سمع صوت محمد الغريب يقرب..وكلماته ونبرته كانت غير اعتيادية..!
اقتحمه قلق جامح وهو يسمع صوت محمد الغير طبيعي يقرب وكل ماله يصير واضح .. قام واقف بسرعة وهو يترك اللي بيده ومن غير شعور ركض باتجاهه يوم صار يسمع صراخ أخوه بوضوح !
ركض بسرعة وهو يناديه : "محمــد".. !!!
شاف من بعيد ..محمد ينزل ويمسك حجرة من الأرض وعروقه بتنفجر من الضغط..
ركض قدامه وهو يمسكه : محمد شفيك؟؟؟
حط يدينه على صدر محمد يمنعه من الحركة لأن محمد كان فاااقد أعصابه بشكل تام.. صار بندر يلهث معه من خوفه وهو يقول : محمد.. محمد... محمد خلاص هد أعصابك شفيك... وش صار...؟؟... اذكر الله..!
صرخ محمد وهو يشيل يدين اخوه عنه ويرميها : اترركني ماني ناااقصك... يهددني يا بندر.. يهددني !!
تفاجأ بندر وانصدم : يهددك ؟؟؟
حط محمد يده على شعره وهو يلتفت يمين ويسار مثل الضايع .. مسكه بندر وهو خايف على اخوه.. كان مو طبيعي .. ما كان محمد الطبيعي .. عروقه تنبض بالدم .. وأنفاسه تزيد .. أول مرة يشوفه بهالحالة وغصب ملاه الخوف والقلق لأنه أخـوه !
قال بهدوء لعله يفهم : وش قالك؟؟
قال محمد مباشرة ما صدق ينسأل : سمعت كلامك وكلام قلبي وكلّمته.. لكن ابو راهي معروف ما يرضى من يقول له لا.. قال لي ترفض بنتي أفضّ شراكتي مع عمك... وأنهيــه !
انصدم بندر : وش قلت؟؟؟؟
ابتسم محمد بمرارة ..وطلب ابو راهي بيذبحه : وما وقّفت على كذا !.. يبيني أرجع أتقدم لها بكرة وهالمرة علانية قدام كل الأهل ! ..تخيّل أسويها وسحر موجودة !!
بندر وعيونه بتطلع من محاجرها : مستحيل يكون قالها !!
ضحك محمد لكن ضحكة مرارة وعلقم وعدم تصديق اللي سمعه : ماني مستوعب هالطلب وليه الحين.. كنت أبيها تنحل لقيتها فجأة اتعقدت !!
بندر بحزن كساه من أوله لآخره ولا يدري من الجاني ومين المجني عليه..
واكتشف الحين..وتأكد ان كل واحد فيهم ضحيـة ..وأيقن إن محمد يشابه حاله إن ما كان أشدّ ألم !
وقال بعطف غلّف صوته : وش ناوي تسوي؟؟
محمد وهو يحط كفه على وجهه وبمرارة : سواة الله.. أعتقد الموضوع انتهى للحين ! ,, قام يهددني بعمي ..وهذا اللي كنت خايف منه !
بندر بألم : طلب الخطبة بكرة لازم ترفضه.. ان كان ما تبي تسويه منت مجبور !
اخذ نفس عميق وهو يغمض عيونه لعلّه يتمالك أعصابه الثايرة : تدري وش اللي يضحّك .. اني كنت متوقع هالنتيجة من قبل.. لكني تعلّقت بأمل إنت خلقته فيني .. كنت عارف ان مافيه مجال اتراجع... أنا وافقت من البداية ولازم أتحمل نتيجة هالقرار..
بندر بألم : محمد....
غمض محمد عيونه بقوة ..وشد على اسنانه وهو يرفع أصبعه بوجه بندر : قفّل السالفة ولا عاد تفتحها .. لأني ملّيت من التفكير حتى بالموضوع... كنت بالأول راضي بهالقسمة ومتعايش معها من أحسن ما يمكن.. وشايل من بالي فكرة ارتباطي بـ سحر... كنت مقتنع اني مابيها لين ما جيت انت... وقلت لي لازم تقاوم وتقوله عن رغبتك.. وشوف وين وصلت انقلب حالي فوق تحت... فاترك هالموضوع لأن كل هالحالة بسببك.. أنا مدري ليش طاوعتك !!
عصّب بندر : الحين بتلومني يا محمد وتخليني أنا الغلطاااان؟؟؟
قرب محمد منه لين صار قباله مباشررة .. وعيونه تنضح مرارة ..وهو يقول بقوة وحدّة ما ينلام عليها بهاللحظة : إيه ألومك وألوم نفسي .. كنت فاقد الأمل وراضي لكن جيت أنت وكل مرة تقولي لازم تكلمه ولازم تتراجع.. كنت عارف إن النتيجة بتكون كذا لكن إنت وعناااادك عيشوني بأمل كان وهم .. تسمع يا بندر وهــم !
طالعه بندر بين عيونه .. وقال بألـم .. وبهدوء : تدري.. يا ولد أمي.. وأبوي... الشرهه على اللي كان يحاول يضحّي عشانك... شرهتي يا محمد.. إني تعوّدت أدوس على نفسي.. عشان غيري..
حســوا بوجود انسان ثالث .. دخل معهم عالخط للتو..
التفتووا بهدوء مع بعض.. لأن قلوبهم حسّت بنفس اللحظة ..
طاحت عين بندر على سحر.. اللي كانت واقفه تناظرهم ببراءة وتوهان يملا عيونها المريضة وهي ماسكه شالها اللي يلف كتوفها بشكل كامل..
وصلت لهالمكان بهاللحظة.. لأنها سمعت عصبية وصراخ محمد وهي رايحه تبحث عن بندر.. وبشكل طبيعي وقفت من لمحتهم قدامها.. وتوّها توصل لكن ما تدري وش السالفة !!
شاح محمد وجهه عنها وهو يخفي ألمه ومرارته .. ولاحظت سحر هالحركة الجافية منه..!
انتبه بندر لحركة أخوه.. وطقه من صدره وهمس : محمد خلاص.. كل مشكلة ولها حل..
تنرفز محمد من هالكلمة.. واتخذ خطوة ما كان ودّه ياخذها لكن الأمور خرجت عن نطاق سيطرته .. قال بصوت عالي..وهو يفتح عيونه ويناظر سحر بزواية عينه : ليش واقفه؟؟؟؟
اقتحمها الارتباك.. وعاد لها شعور الرهبة والتوتّر اللي ما يـرحم ، لأن محمد بهاللحظة رجع لمحمد القديم.. الجافي.. اللي تعبت تغيّره وتملكـه لها !
نفس المعاملة رجعت واللي ظنّت إن عهدها انتهي !
قالت بارتباك وبصوتها المبحووح : لا بس .. خفت.. يوم سمعت صوتك عسى ما شر !
ابتسم بسخرية : طيب ليه واقفه.. ما تتحركين وتبعدين عن عيني
غرقت عيونها من الإهااانة.. وداهمها شعوور إنه يتلاعب فيها بعد ما ذوّقها أحلى لحظات..!
قالت من غير شعور ودموعها تفيض من نظرة عينه القاسية : انت ليش تحب تسوي كذا..؟
بندر حب يفض النزاااع قبل لا محمد يرد : خلاص سحر روحي لا توقفين
بس محمد قال : لحظة لا تروح .. خلنا ننهي هالوضع لأني ما عاد أتحمل.. ما عاد صرت أطيق هالحالة..!!
ناظره بندر بقـوة : محمد خلاص !!
بس سحر ناظرته ودموعها تنزل فيض من الألم..والتعب والجرح الجديد..وكلامه أبد ما عجبها لأنه يخفي وراه ألف معني ومعنى ،!
محمد وهو يلف لأخوه : لا مو خلااص خلّها تفهم وتريّحنا .. ( ناظرها )... إذا كنتي مأمله على شي من ناحيتي فانسي لأني انسان ما يميل لك... هالمرة بقولها صريحة لأني تعبت من حالتك اللي مو مخليني بـ حالي..
رجفت يدها نتيجة للوجع الكاسح اللي اخترق كل أطرافها ..وكلماته تنغرز فيها مثل الخناااجر الملتوية ..دموعها تفيض وتفيض ..ثم سالت وعبرت شفاتها وهي تناظره بـ وجوم مثل ما تناظر الفراغ..!
ناظرها بندر بألم وهو يشوف كيف تغيّر وجهها بثواني ..وسكت لأنه بهالحال ماكان قادر يسوي شي.. شااح محمد وجهه بعيد وعطاها ظهره.. وقلبه يتقطططع !
صعّبت علي الأمور يا بندر باقتراحك اللي زرع الأمل فيني.. وكان حالنا من قبل أحسن..!!
ألم يتحرك بأحشائها.. يعور يعور يعور... ناظرتهم ثنينهم... وتمنّت إنها ما عرفتهم اثنينهم .. ليتها ما عرفتهم بيوم..!
حطت كفها على وجهها وهي تحاول تصمد..وهي تحاول تستوعب اللي انقال لها..
لكن جت لحظة ما قدرت !
استدارت وشهههههقت بكل طاااقتها .. شهقة حس بندر إن روحها بتطلع معها .. وحس محمد إنه بيلتفت ويلقاها ميتة..!
تلاها صوت بكيها يبـعد وهي تحاول تكتمه ..
التفت بندر بهدووء لـ محمد يوم ركضت عنهم ،
وقال بألم : عجبتك نفسك الحين؟؟؟
غمّض محمد عيونه وهو مغلف وجهه بالجمود وهو من جوا يحارب أوجاعه : هذا أحسن شي..أسويه بالوقت الحالي طالما إني بكرة مدري وش بيصير !
بندر بألم وصوت هامس : يعني... تظن ان هذا في صالحها ؟
محمد : قلت لك أنا مو بيدي شي.. أنا بنفسي أبي اللي يعيني !
وصلت سحر لسيارة خالد وهي تترنح من البكي + الحمّى اللي مو راضيه تخفّ عنها .. استندت على السيارة ويدها على فمها تكتم صوتها لا يوصل للعالم من حولها... شهقت شهقات من قلبها كتمت على أنفاسها..
فتحت باب السيارة الخلفي بيد واليد الثانية على فمها وهي تحاول توقف لا تنهاااار... ليش الأحلام الحلوة.. تحوّلت لكوابيس... وليش اليوم... ينهيها..؟
ليش كان يبتسم.. ويضحك... مدامه كان ناوي يجرحها بهالطريقة!!
ركبت وهي تسحب الباب وراها..وهي تشهق بألم... ثم نامت بالمرتبة الخلفية على وجهها وهي تبكي باستسلام..
ألم لا يحتمل.. ألم لا يحتمل انك تحس نفسك مُتلاعب فيك..
ليش محمد؟؟..يعاديها كذا؟؟
وليش أذنبت بحق نفسها.. يوم خلت عمرها شفافة له !!
وليش دايما تتألم بأسبابه ؟؟؟
يتبــع ..
ألقاكم يوم السبت اذا ربي كتب ..
وبانتظار ردودكم الكريمة^^
|