كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
‘
الجــــزء 23 ..
-------------------------
شادن مفقووودة !!
لا زالت داخل !
مرت ربـع ساعة من خروج البنات .. وشادن مالها ظهور !!
نـزل الليل الحالك والدنيا أظلمت تماماً .. والنجوم التمعت بوضوح !
عند المكان اللي كانوا عمر ، ومحمد ، وبندر واقفين فيه قبال مدخل المغارة ..
أقبلوا مشاعل وسحر وهم يمشون جنب بعض .. وخالد اللي كان يرافقهم .. يمشي وراهم بفارق خطوتين ويديه داخل جيوب بلوفره.. جايين من الناحية الثانية!
التفت محمد لـ بندر وهو يحاول يتصل من جواله : بندر حاول تتصل عليها جوالي مو راضي يلقط الاشارة!
فتح بندر جواله بسرعة وحاول يتصل على رقمها .. لكن نفس المشكلة واجهته .. الشبكة مو راضية تمسك الخط معه
بندر وهو يسكر الجوال : صعبة يمسك جوالها الإشارة وهي في مكان معزول !
وصل خالد وهو يسمعهم ..وقال يطمنهم بهدوء : لا تشيلون هم ترا المغارة ماهي بذيك الخطورة .. شادن كبيرة وبتلاقي طريقها
الوحيد الساكت فيهم .. اللي كان يفكر فيها بانغماس.. ومية صورة وصورة تمر بخياله .. باختصار ، لأنه كان يعرف طبيعة شادن الرقيقة لما تمر بمثل هالمواقف... يعرفها زين !.. وعاش تفاصيلها ولا زال يتذكرها ..
بمثل هالمواقف... دايما ما يكون هو حصنها العالي اللي يحميها.. ومهما تجاهل ..صعب عليه يتخلى عن هالدور !!
راحت مشاعل بسرعة للناحية البعيدة اللي كانوا رهف وأروى واقفين فيها بروحهم.. ولحقتها سحر بسرعة وهي ملهوفة
مشاعل بسرعة : متى طلعتوا؟؟
أروى وهي تعدل لثمتها : من ربع ساعة .. المغااارة من جوا ترروووع !!.. داخلها مفترق طرق بالموت لاحظناه .. بس من حسن حظنا خذنا الطرق المستقيمة وقادتنا للمخرج الثاني هههه < ضحكة خوف !
رهف بقلق : كنت أتوقع ان شادن لحقتكم !
سحر وهي تفرك يدينها بتوتر : من الخوف تصاقعنا ما دريت إلا أنا لاحقه مشاعل !
مشاعل التفتت ناحية الشباب اللي كانوا واقفين سوى وهم يتناقشون .. ومكونين دائرة صغيرة للنقاش..
رفعت حاجبها بدهشة يوم شافت عمر .. ينسلّ من تجمّعهم بسرعة .. وبحركة سريعة فتح حقيبة الدربيل اللي كانت بيده وهو يمشي باتجاه مدخل المغارة بخطوات واسعة ..أخذ الدربيل بيد.. ورمى الحقيبة باهمال قوي باليد الثانية.. وبملامح جريئة اختفى جوا الظلام !!!
مشاعل بخرعة : الخبل يبي يضيييع !!!
ناظروها البنات باستغراب ..
تلفت بندر حوله وهو يقطع نقاشهم.. ومعه خالد ومحمد .. لقوا عمر مختفي ..لأنه انسلّ منهم بخفة وسرعة عجيبة !!
بندر وهو منصدم : لا تقولي إنه دخل !!!
ابتسم محمد ..بدون ما يعلّق بكلمة لأنه فهم الحالة العصبية اللي دخلها عمر الحين.. وهالحالة ما يدخلها إلا نادراً ..
اليوم دخلها واُستفزّت أعصابه !!
بندر وهو يناظر حقيبة الدربيل الفارغة .. والمرمية على الأرض بدهشة : أخذ الدربيل الليلي معاه !!
ضحك محمد : ههههههه ماخذ احتياطاته لا تخاف عليه !
كمل خالد عقب ما تفقد باقي أغراضهم : الكشاف الثاني مفقود برضو !
بندر انقهر : متى يبطل حركاته ذي ! .. ندخل سوى أفضل !
خالد بابتسامة : ما يحتاج عمر لحاله عن 20 رجال ولك مني ما يمر 10 دقايق الا هو لاقيها
قربوا الشباب من فتحة المغارة يحتروون .. وبندر وقف قريب من المدخل وهو فاتح الكشاف الثاني بيده .. ومتكّي على صخرة جنب المدخل بيده الثانية !
مشاعل اللي كانت واقفة مع البنات على بعد أمتار .. عن الشباب : تهقون بيلقاها !! ، يا خوفي تكون انهبلت ولا جاها شي .. اختي رقيقة وأعرفها ..
ابتسمت سحر وما تدري ليش تطمنت.. يوم درت إن عمر دخل عشانها : بالعكس تراها اشجع منك.. بنت عمي وأثق فيها شادن مو ضعيفة !!
ناظرتها مشاعل بسخرية : المكان داخل يروووع شكلك ما استوعبتي الموقف اللي مرينا فيه للحين !
ضحكت سحر لأنها بدت تستوعب ان الموقف بكبره يضحك وهم اللي تسببوا على نفسهم بهالموقف : يرووع لأننا تفاجئنا بسبتك ! ، لو مسكتي لسانك هالطويل كانوا ما صحوا الخفافيش وسببوا لنا قلق !..شوفي الشباب دخلوا وطلعوا وما صار لهم شي !
ابتسمت رهف بعد ما جلست عالأرض جنب أروى ، وقالت : شادن مو ضعيفة أثق فيها ..
اروى الجالسة عالأرض ..وهي حاطه يدها تحت خدها بحالة انتظار : صحيح تراها اشجع منك يا مشاعل .. يمكن لو انتي جوا بتنهبلين لأنك جبانة
مشاعل رفعت حاجب : تتريقين .. مع انها اختي يارب ما تكون منهارة !!!
سحر بابتسامة : مدري ليه جاني احساس فجأة إنها بخير !
مشاعل بقلق وهي تجلس معهم بحالة انتظار : ياااارب الله يسمع منك !
:
‘
داخل المغـارة المظلمة ..
ظلام داامس .. ورطوووبة غريبة !
لبس عمر الدربيل بعد ما حطه على وضعية المنظار الليلي..واللي يستخدم الأشعة (تحت الحمراء) .. وثبّتها على عيونه وهو يعقد حواجبه بتركيز يحاول يلمح جسمها أو حركتها !
لكن السكون كان بالأنحاء .. كل اللي كان يشوفه من خلال الأشعة تحت الحمراء هو الصخور ولا غيرها !
تقدم داخل .. وتعمق بالمشي وهو ما يدري المسافة اللي قطعها ..كان يقدر يستخدم الكشاف لكن المنظار بالنسبة له أكثر فائدة لأنه يسوي لي مسح وتقريب الصورة لخمسين متر قدام ! عكس الكشاف اللي ما يضيئ له أكثر من 10 أمتار !
مرت خمس دقايق وهو يمشي وينادي على اسمها بصوته الفخم.. كان يسمع صداه يرجع له ..من غير اجابة منها !
كمل مشي وهو يتفحص المكان حوله .. لكن صبره قليل ..طفش وفلتت أعصابه .. وبحركة سريعة سحب المنظار المثبت على راسه مثل الطوق بطريقة عفست شعره .. تأفف بضيق وهو يفتح الكشاف اللي أضاء نوره المكان اللي هو متواجد فيه .. حرّك الكشاف في جميع الاتجاهات لعله يلمح أشارة تريّح أعصابه !
وقفت خطواته عند مكان مليان صخور بأحجام مختلفة.. الممر فيه واسع .. أوسع من الطريق اللي جا منه !
ضوء الكشاف الأبيض لفت نظره لشي صغير في الأرض..عند أقدامه ! ..عقد حواجبه..وضاقت عيونه يوم شاف ربطة شعرها اللي كانت تلم جديلتها الفرنسة..طايحة بالأرض... انحنى راكع ..وقلبه يقرصه .. عشان ياخذه !
استقام واقف وهو يتأمل الربطة الزرقا بين اصبعه الابهام والسبابة.. لقا نفسه يلبسها مثل الاسوارة على معصمه ! ..بنفس اللحظة اللي لقطت إذنه ..ضحكة بغااااية النعومة ..جايه من وراه !
ما أمداه يصدر ردة فعل لأنه تجمّد مثل الصنم.. يوم التفّت يدينها حول خصره .. وحضنته بشووق من ظهره !
انصدم !!!! .. صدمة عمره !!
وكملت ضحكتها العفوية : نجحت بالاختبار !
طلعت عيونه من محاجرها .. لأنه فهم كلماتها !
كملت بابتسامة هيمانة وراسها على ظهره : كنت أختبرك يا عمر ! .. فجأة لقيتها فرصة .. سامحني !
سكت !!
انخرس !!
وهو واقف على نفس الوضعية .. مشاااعره متلخبطة ومو مستقرة ..
شدت يدينها على بطنه وقلبها يدق بعنف مو مصدقة انها سوّت هذا فيه .. ما تدري شلون جتها الفكرة أصلاً !!!
شادن بنبرة شبه غايبة عن الوعي : كنت أعشّم نفسي انك أول واحد بتظهر لي هنا .. (ابتسمت ودموعها بعيونها من التأثر) ما كنت غلطانة يا عمر .. انت تخاف علي..مهما مثّلت العكس إنت أكثر انسان تخاف علي صح ؟
مواجهتها ونبرتها اللي فضحت خوفه عليها.. خلته يفوووق من السكرة اللي هو عايش فيها .. بلع ريقه بسرعة .. وحط يده على يدها وفكها بقوة..وهو يلف لوجهها بسرعة وعصبية !
قال : مجنونة انتي !!
ناظرته وجه لوجه ..ويدها بيده ما فكها : تعلّمت الجنون ذا منك !
ناظرها مستغرب وأعصابه متفلته : مني ؟؟ قد علّمتك أنا إنك تضيّعين نفسك بأماكن مثل ذي !!.. هبلة انتي ما تفكرين !؟
رفعت راسها هالمرة بقووة وحاربت دموعها لا تظهر : ايه ما افكر .. انا مجنونة ما افكر .. وعشاني ما افكر سويت هالمقلب فيك حتى اشوف انت وش راح تسوي .. ممكن تشرح لي ليش انت اللي داخل جوا تدوّرني .. ليش إنت مو محمد أو بندر.. ممكن تشرح لي ولا للحين فيك شدة تصد؟؟؟؟
ناظرها وعيونه تتطاير منها الشرار .. منصدم.. منصفق ..
قال بنبرة عصبية وهو يضغط أسنانه : هالأمور ما ينلعب فيها اخوانك برا قلقانين عليك وانتي هنا تلعبين مقالبك السخيفة !
ابتسمت ابتسامة مُستمتعة..لأقصى درجة !.. صدمته هالابتسامة .. وفاجئته .. كانت تقابل أعصابه الحارة والمفلوتة بأعصاب أبرد من الثلج .. وابتسامة .. أعذب من الورد !! .. وهي تقول : مصر يعني تجيب طاري اخواني وتنكر انك جيت لأنك أكثر واحد خايف علي !؟
نبرة الثقة بكلامها استفزت أعصابه وهو يطالعها بعيون متفاجئة ..لأنها بشكل أو بآخر أصابت الحقيقة !! ، ويدري إنه ما يقدر ينكر .. ما يقدر ينكر بينه وبين نفسه !
نفض راسه بسرعة كنه يبي يطيّر كلامها من مخه.. وهو يقطع حوارهم..مشى بيترك المكان ويده تسحب يدها اللي ما فكتها أساساً من البداية ..
قاومت شادن ما تبي تمشي معاه..وفيها عناد ركب راسها فجأة ..
ناظرها وهي واقفه مكانها ما تبي تتزحزح .. وقال : اخوانك برا يحترون !
ناظرت وجهه الحلو ..بملامحه الحااادة.. والعصبية الشابة بنظرات الصقر بعيونه ..
وقالت بنظرة ثعلبية طفولية كان ستايلها معاه : ليه جيت تدورني ؟
ناظرها مستغرب وهو يرفع الكشاف بيده الثانية ويسلطه على وجهها العذب.. يبي يشوفها زين.. لقا وجه الثعلب بملامحها .. رفع حاجب لأنه فهم أسلوبها والمشكلة ما يبي يرجع لـ عمر القديم معها .. له حساباته معاها .. واتخذ قراره من زمان !!
عمر وهو رافع حاجب وبنذالة سلّط النور على عيونها لدرجة رفعت كفها ..تغطي عيونها من النور القوي وهي تكشر وهو يقول : بتجين ؟ ولا بتخليني أمشي عنك .. تعرفيني أسويها من غير ضمير
شادن وهي تناظر ملامحه الغاضبة .. ما ردت ..وهي تبلع ريقها من هالملامح اللي يتزايد الغضب فيها..كانت تمثل عليه الثبات والسيطرة على مشاعرها .. بينما هي في الحقيقة كانت ترتعش من هاللقا من البداية...من لحظة ضمته ! تنتفض وترتجف !.. كانت تحاول تمثل القوة والجرأة..وتحاول تكون شادن القديمة معاه .. لعلّ هالشي يستدرج عمر الحنون المحب معها .. وشكلها فشلت لأنه كان يناظرها بامتعاض وعيون صقرية حادة ممتلئة بالحنق !!
سكتت ما جاوبت عليه ...وبحركة مفاجئة تقدم عمر لها .. مسك يدها .. وحط الكشاف بين أصابعها بقوة .. وقال وهو قريب منها بنبرته اللي تنهي الموضوع : واضح عليك ما وقفتي هنا الا انتي عارفه الطريق زين ... ارجعي بنفسك .. يا قوية !
مشى عنها وأعصابه مفلووته على غير العادة .. وحاجب نازل وحاجب طاير فوق .. حمقان وغاضب من الموقف اللي سوته فيه شادن.. وعلى عدم سيطرته على نفسه !!
ماهي شي غريب ان شادن تستفز أعصابه.. ويحس إن نقطة ضعفه مكشوفة.. شادن اكثر وحدة تفهم له من هو طفل ! ، وهالموقف بينهم ماهو شي جديد ! ، سوى إنه فصل جديد من مواقفهم القديمة !
نادته وهي ماسكه الكشاف بألم : عوووممممر !!
ما رد عليها .. مشت وراه بسرعة والكشاف يضيء لها طريقها .. سبقها بمسافة وتبعته لين وصلت للمخرج .. ولقت اخوانها ينتظرونها والبنات ركضوا لها أول ما شافوها ...
ما اهتمت لفرحتهم بشوفتها .. قد ما اهتمت تلتفت يمين ويسار تبحث عنه .. لأنه ما كان بينهم !!
كان قلبها يدق .. يدق .. يدق .. وهي مرتبكة من نتايج اللي سوته !!
يدينها اللي لمّته للحين ترتعش وأنفاسها ملخبطة .. ما تدري شلون جتها القوة وسوّت هذا فيه !!
بس ما تنكر .. إن وجهه الخايف والغاضب منها..يدل على أهميتها له !!!
بندر وهو يقرب بسرعة أول ما شافها ظاهره من الظلمة : وش صاااار لك سليمة ما فيك شي؟؟؟
شادن وهي تبلع غصة : ايه ما فيني شي ...(بلهفة).. وينه؟؟؟
فهم بندر على طول : عمر ؟؟... (همس بسرعة) .. طلع معصب نادينـاه وما رد.. وش سويتي فيه؟؟؟
ابتسمت بألم يوم لمحت طيفه بوسط ظلمة الليل..وهو يمشي بعيييد راجع باتجاه المخيم
طفرت دمعة من عينها ويدها ترتعش : ولا شي ..
ناظر وجهها اللي كان فيه خدش تحت عينها : فيك جرح هنا ؟؟
حطت يدها على خدها وتحسست خدش صغير بخدها الصافي .. وسكتت
بندر : شلون جرحتي نفسك
شادن بصوت مخنوق : مدري جرحت نفسي وانا مو حاسه ..
قرب محمد وبوجهه علامات الاهتمام البالغ : شادن سليمة ما جاك شي؟
ابتسمت لاخوها الكبير وهي تحاول تبيّن طبيعية رغم إن ألم الصد والانكار من عمر .. على وشك يقتلها ! .. قالت بابتسامة مهزوزة : شفيكم تراني سليمة ما صار لي شي.. عمر لقاني وبعدين تراني مو خوافة وضعيفة لذيك الدرجة .. طايحه من عيونكم أنا ؟!
ضحك محمد .. وابتسم بندر رغم إن صورة وجه عمر الغاضب وهو طالع من المغارة..استقر في باله !
تحركوا الشباب راجعين مع خالد اللي كان واقف بعيد طول ما كانوا يكلمون شادن .. وتحركوا البنات وراهم وهم يسألون ويستفسرون بقلق من شادن اللي كانت ترد بكلمات مقتضبة وابتسامات مرحة توزعها على الكل.. تغطي فيها الوجع والارتعاش الساكن فيها من الموقف اللي نفذته بجرأة ما تدري شلون استجمعتها !!
×
؛
قبـل عودة الشباب .. بفترة قصيرة !
استغل تركي .. عدم تواجد بقية الشباب ..
وطلع من الخيمة يدوّر فريسته !! ،، عدّل ملابسه وضبطها عقب ما اخذ قيلولة سريعة داخل الخيمة.. وطلع بعد ما نزل الليل ..
كان يفكر بفريسته ..وفريسته هالمرة !!... أبـو راهي !!
أول ما وطت رجليه خارج الخيمة ..صادت عيونه راهي ،! ،، واقف على مقربة وهو ماسك جواله.. عقدة بين حواجبه وشكله كان يحاول يتصل.. باندماج !
ابتسم تركي واقترب منه : مرحبا ..! (بـ ود)
رفع راهي راسه عن شاشة الجوال.. وزادت عقدة حواجبه بهدوء وكنه مستغرب من هالبشر ونبرته "الودية" المفاجئة
قال بصوت شبه واطي ، مو مركز وهو يرجع باهتمامه للجوال الفخم بيده : هلا !
تركي وهو يقرب : وين الوالد ما اشوفه !
أول سالفة تنفتح بينهم .. أو ببساطة أول حوار يحدث ، وبداه تركي..
رفع راهي راسه ..وناظره.. من فوق لـ تحت بتأمل وهو معطيه جنبه والجوال للحين بيده ما نزله.. ولاحظ تركي هالنظرة المتفحصة والعميقة..
قال أخيرا وهو يرجع اهتمامه للجوال وعقدة بين حواجبه بنبرة هادية.. لكنها واضحة وواثقة وهالشي من طبعه : تلقاه هناك ! (وهو يأشر وراه )
بس تركي ما تزحزح .. ابتسم بوداعة وهو وده يعرف وش وراه : من جيت وأنا حاس انك مو مرتاح بالجلسة .. عسى ما شر !؟
رفع راهي راسه من جديد .. وناظر تركي بنفس النظرة المسيطرة اللي يمتلكها أبوه .. لكنها تمتاز بالهدوء الغريب ورفعة الحاجب الواحد : انت مين بالضبط ؟؟
تركي بابتسامة تزيد كان يظن إنها رح تجذب استلطاف راهي .. لكن راهي ببساطة ما استلطفه .. والدليل إن تعابير وجهه الهادية والمتفحصة لـ تركي ما تغيّرت ! : أنا وليد .. معجب بالوالد وأحبه كثير !
تغيّرت تعابير راهي لابتسامة شبه ساخرة وهو ينزل جواله بعد ما كان رافعه يناظره..ببساطة أدرك الموضوع وهو يقول : تبي تتقرب من الوالد .. رح له سيدا ..ترا ما تحتاج تحط عينك علي لأني مارح أعطيك وجه !
ببساطة ..
راهي .. كان يمثل
نوع من الغرور ..الفريد من نوعه .. وبعض من اللامبالاة !!
أدرك تركي هالمزايا بهاللحظة وهو يطالعه ويطالع وقفته ، وعدم اهتمامه بالناس من حوله .. أو اهتمامه بالمكان اللي هو فيه !
وراهي .. من اللمحة الأولى ..فـهم نوايا تركي ، أو وليـد البسيط .. بالتقرب من ابوه !!
شي أعجب تركي بالبداية إن راهي .. فاهم طبيعة الناس اللي مثل وليد.. احـتك بأمثاله كثير كونه .. راهي.. ولد أبو راهي !!! وأبوه .. هدف الكثير من الناس !! معلومة ما تغيب عن باله !
تركي وهو يضحك من رده الصريـح : هههههههه لا تفهمني غلط .. بس الوالد لي زمن وأنا اتمنى ألتقي فيه .. وفوق كذا حظي حلو إني التقيت بولده الوحيد بعد .. تشرفت يخوي ( مد كف يده بيصافحه)
لف راهي عليه وهو يدخل الجوال بمخباه .. ومن جديد قال وهو يتأمل تركي من فوق لـ تحت.. ويتأمل كف يده الممدودة : اذا تبي مصلحة دوّرها عند الوالد.. سلام المصالح ذا مو من اهتمامامتي يخوي
ضحك تركي .. وحك راسه وهو ماد يده يقال منحرج
وقال : أفا عليك ترا مو كل الناس نيتهم مصالح .. أنا معجب لا أكثر ولا أقل والوالد قدوة..عالعموم بناديك راهي دامنا كلنا شباب وشكلنا قراب لبعض بالعمر .. تسمح لي؟
رد راهي إنه رفع حاجب واحد وهو يطالع فـ تركي بصمت.. وباين عليه للحين ما بلع هالمدعو .. "وليد".. راعي المصالح !
ابتسم تركي : عالعموم يا راهي .. شرفت المكان .. وباين عليك جد مو مرتاح .. اذا محتاج شي كلمني تراني هنا لخدمة الكل ( ما زال ماد يده ينتظره يصافحه)
تحرك راهي وهو يلتفت يمين وشمال للطبيعة من حوله.. ثم حوّل نظره لتركي بعد ما تنهد تنهيدة سريعة ..تنمّ عن عدم الارتياح اللي هو فيه ..وأخيرا طلع يده من مخباه وصافح يد تركي .. وهو يبتسم ابتسامة خفيفة للمجاملة !
تركي وهو يترك يده بعد ما لمح أبو راهي يمشي قريب من عندهم : اعذرني .. ودي أجلس معك دامك مو مرتاح لكن من ساعة وانا ودي أكلم الوالد .. اذا احتجت شي كلمني وابشر !
اهتمام راهي رجع للجوال ..مو مهتم أساساً بالموضوع .. هالمشهد يتكرر بحياته كثير أبوه بالنسبة له أشهر من نار على علم .. ومعجيبنه عمرهم ما شكلوا له أي اهتمام !!
راح تركي بسرعة وهو يرمي طرف شاله على كتفه يعدله.. ومشى بخطواته خلف ابو راهي اللي توه تارك الجلسة يمرّن رجوله شوي ..وواضح إنه لهى بتأمل الطبيعة من حوله !
تركي وهو يقرب قال بنبرة عالية : عممي أبو راهي !
وقف ابو راهي .. واستدار للخلف وبوجهه علامات الاستفسار .. من الصوت الغريب اللي ناداه بـ "عمي" !
ابتسم يوم تذكر إنه وليد .. "المعجب" ..
ابو راهي : هلا وليد
وصل تركي ووقف قباله بابتسامة عذبة : كنت أدورك
تفاجئ ابو راهي من كلمته وأسلوبه المندفع اللي قاله فيها : تدوّرني؟.. عسى ما شر يا وليد محتاج شي؟
تركي بـ ود : ولا شي طال عمرك بس ودي أسولف وياك.. ما حصلت لي فرصة من قبل .. (ضيّق عيونه ) عسى ما أزعجتك؟
ناظره ابو راهي من فوق لـ تحت .. ثم ابتسم بملامحه القوية والمسيطرة : مافيه ازعاج... لكن وش الموضوع اللي واحد مثلك يبيني فيه؟
تركي فاجئــه يوم قااال من غير تردد : زواج الاستاذ محمد من بنتـك !
؛
×
وصلوا البنات للمخيم وانفصلوا عن الشباب كل واحد راح لـ مخيّمه ..
دخلوا للخيمة وصلّوا المغرب وبدلوا ملابسهم لأن البرد هالمرة اشتد بشكل فضيييع !
أروى ورهف استأذنوا يرجعون لمخيّمهم عشان يبدلون ويصلون .. وراحوا سوى !
عقب الصلاة جلست مشاعل قباال شادن اللي كانت تجدل شعرها اللي انفك داخل المغارة ..بالطريقة الفرنسية اللي لايقة على شكلها وستايلها !!
قالت مشاعل بحمااس : وش صار لك جوا بالضبط اشرحي ؟ .. وليش عمر طلع معصب كذا ؟؟
ابتسمت شادن بمرح تغطي ارتباكها : ما سويت شي يستاهل تعرفينه ..
مشاعل بحماس : لا جد عمر يوم طلع ما التفت على أحد مع إن محمد وبندر كانوا ينادونه ! .. ما كان طبيعي وبعدين فجأة انتي طلعتي وراه ..
شادن : ولا شي اقولك مو لازم تعرفين !!!
مشاعل بحنق : يعني انتي ما اغمى عليك ولا طحتي في حفرة !!؟
ضحكت شادن من خيالات هالخبلة : هههههههههه .. ما فيني الا العافية .. كنت اركض ورا أروى ورهف وأتبع صوتهم بس مدري شلون ضعت عنهم فجأة .. ( كذبت بآخر كلمتين )
مشاعل :ايه وبعدين؟.. وش صار؟؟
شادن : وبعدين طال عمرك سمعت صوت عمر يناديني .. وطلعنا سوى ..
مشاعل بمكر : أي سوى الله يخلف ؟.. أقولك الولد طلع ما يناظر أحد وتركنا فجأة ورجع المخيم !
شادن عقب ما ربطت الجديلة الفرنسية بطريقة مرخية جذابة..وخصل متمردة منتثرة على وجهها بعشوائية مغرية .. حطت يدها عالأرض وقامت وهي تقول : عاد هالجزئية بالذات مو لازم تعرفينها
طارت حواجب مشاعل فوق بصدمة : هييييييييييه لا تقولين انك سويتي وحدة من أفلامك !
قبّت شادن مصدومة وهي تناظر مشاعل اللي كاتمه ضحكة ماكرة : افلامي ولا مسلسلاتي قلت لك هالجزئية مب لازم تعرفينها.. (بحنق) .. يا حبك للتفاصيل !!
راحت بسرعة وطلعت من الخيمة بسرعة الصاروخ .. ومشاعل ماتت ضحك من وجهها ..
مشت شادن لجلسة الأمهات وهي تنتفض من اللي صار بينها وبين عمر للحين .. حاولت تنساه عقب ما صلت لـكن استجواب مشاعل ذكّرها بالتفاصيل الدقيقة .. لمسته وكلماته وعصبيته ونظرة عيونه الحادة الغاضبة من استدراجها له .. وحتى كلماتها له كلها رجعت في بالها !!
كانت تظن إنه فقدت ذيك الشخصية الجريئة معه .. عقب ابتعاده عنها وغيابه لأربع سنين .. كانت تعتقد إنها تغيّرت سلبياً مثل ما هو تغيّر .. لكن اللي سوّته اليوم عطاها قوة فقدتها من زمان .. وشجاعة اختفت من روحها بعد غيابه !.. وردّت اليوم تسكن جوارحها!!
ابتسمت متناسبه ارتباكها .. بذيك اللحظة.. كانت تركض خلف أروى ورهف بالظلمة وجوالها كان بالموت يضيء الطريق قبالها .. كانت تتبع صرخاتهم رغم انها ما كانت تصرخ مثلهم ! .. علمها بتواجد عمر وتفكيرها عنه والمسيطر عليها .. كانت على وشك الخروج مع البنات يوم وصلت للمخرج خلفهم تماما .. ما يفصلها عن المخرج سوى أمتار .. أدركت إنها فرصة .. وفكرة مجنونة استقرت في بالها وبلحظات مجنونة .. ولأنها عاشت الجنون من صغرها معه ..تعلّمت على يديه الغير عادي .. والتهور يسيطر عليها بسبّته لأن عاشت تهوره وتمرده بالماضي !!
وصلت لجلسة الأمهات اللي كانوا مبسيطن جنب النار ..ويقضون وقتهم بمتعة وسوالف حلوة تستهويهم... كانت ام محسن تتكلم بموضوع يوم اقتربت لهم .. ويوم أقبلت انقطع نقاشهم وهي تلتفت لها بعد ما انتبهت لحضور أحد.. ابتسمت شادن وهي تسلّم عليهم كلهم ( أمها ، مرة عمها ام خالد ، ام محسن ، ام راهي )
ناظرتها ام محسن/ أم أروى .. وابتسمت بلطف وهي تقدم لها علبة الرطب لأنهم كانوا يحتسون قهوة مع بعض
ام محسن : ارتاحي ما تنشافون انتوا يالبنات
ابتسمت شادن وهي تجلس جنبها بذوق وهي تشكرها : تسلمين يا خالة
ام محسن باهتمام : شادن صح؟
ابتسمت شادن : ايه آسفين يا خالة ما جلسنا معكم البنات انشغلوا بالروحة والجية واللعب هههههه
ابتسمت ام محسن الشابة : ما يخالف .. اعرف اروى بنتي ما تترك عنها الروحة والجية .. ما تعرف تقرّ بمكانها الله يهديها ..مدري وش بتسوي اذا اعرست !
ضحكت شادن لا ارادي يوم تذكرت المكالمة والخطيب المتورط بانسانة مجنونة مثلها : هههههه حكت لي يا حبي لها .. لا تخافين عليها يا خالة ..أروى عسل.
ابتسمت ام محسن ،، وتأملت ملامح شادن ثواني .. ثم قالت باهتمام : توني دريت من امك انك مملكة .. (بنظرة متفحصة معجبة ) .. كنت بخطبك لولدي بسم الله عليه.. الله يحفظك ويوفقك..
صخت شادن فجأة .. وسكنت وهجدت.. حافظت على ابتسامتها الودودة.. رغم تورّد الخجل اللي ظهر بخدودها .. ما تدري كان شعور غريب يجتاحها .. لأول مرة تنخطب من تمت ملكتها عليه ! .. محد تقدم لها لأن الكل عرف من البداية ..إن عمر لـ شادن.. وشادن لـ عمر !!.. بس سماعها لهالشي أحرجها وزرع شعور غريب داخلها.. ببساطة ما تتخيل نفسها لـ غيره !!
ضحكت بعذوبة : الله يرزقه يا خالة ..
لفت ام محسن لـ صديقتها المقربة أم خالد "هيفاء".. وهي مبتسمة قالت : فكّرت بـ سحر يا هيفاء .. والله إنها مثل الفراشة يوم شفتها بالعزيمة وفزّ قلبي لها !
ضحكت ام خالد : سحر بنتك يا غالية ما تغلى عليك ..
ام محسن : محسن الله يحفظه ما يبي من الأقارب .. يبي من بعيد وعجزت أدور له يبي مواصفات خاصة .. (ناظرت شادن بابتسامة ودودة.. وفهمت شادن النظرة وارتبكت ! ).. بناتكم مشاء الله زين ودلال..تدرين يا ام محمد (ناظرت ام محمد ) .. سحر وشادن حسبتهم خوات ولولا إني اعرف سحر من صغرها كان قلت انهم خوات.. ما شاء الله يتشابهون يا حظ من بياخذهم الله ينول لهم.
غصب عن شادن ملاها الخجل وهي تناظر اصابع يدها وخصلة ناعمة تطيح على وجهها .. تدري انها هي وسحر يتشابهون بالهيئة العامة ..بغض النظر عن تفاصيل الملامح لأن سحر تغلبها النعومة .. عكس شادن اللي تمتاز بالأنوثة الجذابة الممزوجة بالجمال الهادي ! .. خجلت غصب لأنها ما قد عاشت اجواء خطبة علنية ..ولأن ارتباطها مع عمر كان مثل المصير المحتوم !
ام محمد وهي تبتسم يوم شافت ملامح بنتها الخجلى : بنات عم من لحم ودم .. شادن وسحر مثل الخوات الله يحفظهم ويخليهم لبعض ..
ام محسن وهي تبتسم ..وترجع لصديقتها هيفاء/ ام خالد : ها يا هيفاء وش رايك بالسالفة ..شوفة سحر هاليومين وهي تروح وتجي تخليني أبيها لولدي !
ام خالد بحب لصديقتها : قلت لك يا غالية بالنسبة لي أتمناها لرجال مثل ولدك مهندس ورجال ومسؤول عن نفسه لكن هالأمور يبيلها شور مع البنت وأبوها ،!
ابتسمت ام محسن بتفهم : قدامكم الوقت كله يا هيفاء والله يكتبها من نصيبنا ..
هاللحظة ..ابتسمت ام راهي بعد ما كانت مستمعة وهي تناظر شادن اللي كانت تلعب بأصابعها وخصلة شعرها تغطي وجهها : ما شاء الله شادن ماخذه ولد مين ؟
ردت ام محمد بابتسامة : ماخذه ولدنا عمر .. الله يتمم على خير
ام راهي بفضول : عمر من ولده ؟
ام محمد : ولدنا مربيه ابو محمد بعد وفاة امه الله يرحمها ..
تغيرت ملامح ام راهي وكن خاطرها انكسر عليه : ياحياتي .. ووش يصير لكم ؟
ام محمد : ابو محمد كان متزوج امه بعد ابوه .. (بنبرة حنية وشفقة ) ابوه توفي وامه حامل فيه وخذاها ابو محمد بعد ما جابت عمر على طول لكن امه كانت مريضة توفت وعمر ما كمل السنة من عمره !
ام راهي بشفقة : يا حياتي .. و قدرتوا تشيلون مسؤوليته بعد مسؤولية اليتيم بهالزمن ماهي سهلة !
ام محمد بابتسامة ما أخفت المعاناة اللي مروا فيها معه وبسببه : عمر وصية امه لأبو محمد .. الحمدلله عاش وكبر وما ضرنا شي..
ام راهي وفضولها يزيد : وزوجتوه بنتكم عشان الاحراج يعني ؟
هاللحظة.. رفعت شادن راسها .. وناظرتها باستغراب والاستنتاج اللي وصلت له..
ام محمد وهي تناظر بنتها ثم ترجع لـ ام راهي بابتسامة : لا هي رغبة عمر .. وبعدين اذا عالاحراج فعندنا بنتنا مشاعل المسألة مهيب على شادن بس.. عمر اختار بنتنا واحنا ما رديناه..ويكفي اننا عارفينه وتربيتنا ..
هاللحظة نزلت شادن عينها بألم .. وما قالت شي لأن كلمة أمها الأخيرة ضربت وتر حساس .. صحيح تربيتهم لكن عمر شذّ عن هالتربية وشادن تدرك هالشي تقريبا .. وأخفتها وكتمتها عن الكل وعن حتى عمر نفسه ! ، وكل اللي تعيشه الحين الأمل إنها تكون غلطانه !!
ام راهي بفضول يزيد : وما شاء الله عايش عندكم للحين؟؟
ام محمد : لا عمر استقر هالوقت في الشرقية يشتغل وله اربع سنين تاركنا الله يحفظه
ام راهي بتعليق عفوي من طبعها ما درت انه بيزعج شادن : انتبهوا له ترا بعض الرجال لين قابلوا المرة طول حياتهم حسوا انهم يبونها ثم لا طلعوا للدنيا وعاشوا اكتشفوا ان اللي كانوا يبونه الحين ما يريدونه !
ببساطة انصدمت شادن من التعليق اللي طلع من هالمرأة .. قامت تناظرها بحيرة ..انزعجت وتضايقت من أسلوبها اللي الظاهر هو جزء من طبعها الفضولي.. حاولت شادن تبتسم يوم التقت عينها بعين ام راهي المبتسمة ..رغم ان معنى كلامها قد يلامس الحقيقة .. وان ام راهي ما قالت شي غلط .. لأن فعلا فيه رجال من هالنوع بالضبط !!.. النوع اللي يمل بسرعة .. ويبحث عن التجديد!! ..خااااافــت ان عمر يصير ..من هالنوع !
عاش معاها الماضي بكل تفاصيله ..
لكنه بالحاضر ..انطلق للحياة وعاش تفاصيل مغيّبة وغامضة هي مو متأكدة منها للحين !
مين قابل ..؟
ومع مين عاش ..؟
اللي متأكدة منه للحين .. إن .. نهى بنت عمته.. تحتل جزء من حياته المغيّبه عنها !
استأذنت وجت بتقوم إلا مرة عمها .. أم خالد تقول : نادي البنات يجون يكفي هجولة .. تعالوا ارتاحوا
هزت راسها بابتسامة طاعة : ان شاء الله ..
دخلت على سحر اللي كانت جالسة لحالها بزاوية الخيمة ..بالمكان اللي تنام فيه.. وهي حاطه شنطتها تحت راسها مثل الوسادة .. ومنسدحه على جنبها الأيمن وعيونها تطالع بالأرض بـ خدر ، وسرحان وسكوووون عميق .. وشعرها المفلول طايح على كتفها بعشوائية!
شادن وهي تقرب : سحر امك تناديك
رفعت عينها المتعبة وطاحت على شادن بارهاق : ما فيني شادن طفيت مافيني حيل
شادن باستغراب : شفيك ؟؟
سحر بصوت متخدر : حاسه إني تعبانه .. وابي انام !
شادن : الحين ؟؟؟؟ تونا ما جت 7 المغرب حتى ..
سحر وهي تبتسم ابتسامة خفييفة وتغمض عيونها بشوييش : عالأقل ساعة .. ابي انام لو ساعة ..
غمضت عيونها وما عاد ردت .. سكنت أنفاسها المرهقة .. تركتها شادن وطلعت وقابلت مشاعل وراحوا سوى لجلسة الأمهات اللي سألوا عنهم ..
:
×
مخيم الشبـاب..
اتخذ محمد قراره .. أخيرا بعد صراع ! وبعد تفكير عميييق وشد وجذب مع روحه .. لقى نفسه يوقف قدام الخيار الوحيد المتوفر أمامه.. لقى عمره يستقر على القرار .. والقرار هو إنه يدوس على مصالح الغير.. ويفكر براحته الشخصية ولا غيرها.. يتمنى يتخلص من هالخطبة اليوم قبل بكرة .. وهالقرار لازم يتعامل معه بحذر !
نزل من سيارته ..اللي كان جالس فيها بروحه يناقش نفسه عشان يعرف يفكر ويتخذ القرار النهائي، خصوصا بعد ما صدمه ابو راهي اليوم برغبته بتعجيل الملكة والزواج !
سكر الباب واتجه لجلسة الشباب المجتمعين حول النار .. بينما الرجال الكبار فضلوا الجلوس داخل الخيمة .. لمح بندر جالس جنب خالد وهو ينكت .. ونصاه مباشرة من غير مقدمات ..
وقف قدامهم وكان الجميع جالس بما فيهم تركي ، وراهي اللي كان جالس معهم ولكنه غير مهتم ..وملامح وجهه تمتلي لا مبالاة بالحديث الداير.. كان منشغل بالاي فون حقه والسماعات على اذنه ..
قال محمد بوضوح قاطع عليهم نقاشهم : بندر !
رفعوا روسهم بما فيهم بندر.. اللي ناظر اخوه .. بنظرة باردة وهو ساكت !
محمد مباشرة وهو رافع حاجب واحد وبقوة شخصيته المعهودة عنه : تعال أبيك بكلمة !
نزل بندر راسه ناحية النار وهو يشوي ذرة بيده : قوله هنا محد غريب !
نظرة الوعيد بعين محمد زادت .. انتبه خالد للجو المشحون بين الاثنين وتذكر اللي قاله محمد ان بندر مب طبيعي ..ابتسم وهو يدف بندر من كتفه : قم مع أخوك يبيك بكلمة راس !
رمى بندر على خالد نظرة وخالد بادره : بتقوم ولا أطردك من الجلسة .. قم اشوف
قال محمد ما انتظر : قم ابيك بموضوع مهم
ترك بندر الذرة من يده .. وقام واقف وهو يمس بلوزته الثقيلة على جسمه .. وبصمت ترك الجلسة ومشى بعيد.. ومحمد تحرك وراه بصمت ..
وصلوا لملعب الطائرة اللي يمتاز بالبعد عن الجلسة.. وصعب أحد يقدر يسمع نقاشهم دامه ماهو معهم ..
استدار بندر وهو يواجه محمد ويعقد يديه على صدره : خير ؟ .. وش موضوعك هالمرة ؟
قرب محمد ..وابتسم يبي يذوب الصقيع اللي نشأ بينهم فجأة : لأنك الوحيد العارف برفضي للموضوع .. قررت اسمع نصيحتك وابيك تساعدني !
ناظره بندر بنظرة مستفسرة : اساعدك؟؟؟
محمد بابتسامة حلوة : بندر .. مو انت قلت لي واجهه .. وقول له عن رغبتك .. فكرت بهالشي كثير وقلبته براسي لايام وايام .. اقتنعت اخيرا اني ابي أكلمه.. ومحتاجك جنبي ومن غيرك ترا ما رح أقدر اتقدم خطوة !
نزل بندر يديه عن صدره.. وهو يناظر اخوه بملامح مو مستوعبة بالبداية .. ثم تغيّرت نظرته للسخرية الواضحة
استغرب محمد من هالنظرة ..
وقال بندر وهو رافع حاجب واحد ..وبتحدي : واذا ما ساعدتك؟؟؟
عقد محمد حواجبه وهالنبرة من بندر.. صايره تزعجه زود زود ..وتستفزه !
بندر كمل : واذا قلت لك إني أبي أطلع منها .. المشكلة مشكلتك..إنت اللي دخلت نفسك فيها ليش تبلشني فيها وانت المسؤول عن كل اللي إنت فيه
بندر بهالأسلوب يستثير محمد .. اللي غضبه ممكن يفجّر كون بأكمله لو ما راعي بندر هالشي..وهو أكثر واحد عارفه !
اتقلبت تعابير محمد لجدية بالغة ومخيفة .. وعيونه التمعت بتحذير واضح وهو يقول : تعرفني أكثر من غيرك يا بندر .. أنا أكثر انسان بالوجود أكره التلميحات والاشارات اتكلم بوضوح عشان نتفاهم لو فيه مشكلة بيننا !!
ضحك بندر ضحكة سريعة وهو يحك جبينه .. تلفت حوله ثم طالع في محمد وهو يقرب : انت لو تراجع اللي قلته لك يمكن تفهم !
محمد : ولو تراجع اللي انت قلته بتفهم أن اللي قلته انت رموز وطلاسم .. تتهجم علي غير سبب واضح يا بندر .. صارحني وقول اللي فيك.. انت من يومين وانت منت طبيعي صاير تنكر وتكذب علي وانا اكثر واحد حاس وعارف ان عندك شي ما ودك تقوله !
تغيّرت تعابير بندر .. وهو يتراجع ويلتفت بوجهه عن نظرات محمد..
محمد بنبرة واضحة وقوية.. وفيها لمسة من الحنيـّة : من وشو خايف بالضبط؟.. بندر أنا أكثر واحد تقدر تامنه على اسرارك .. مهما كان اللي فيك محد رح يفهمك كثري.. مهما كان اللي ما تبي تقوله .. قوله مستعد أسمعك.. مهما كانت غلطتي بحقك.. قوله ان كنت غلطت بشي يخليك تعاملني بهالاسلوب وترمي علي ذاك الكلام الغريب العجيب مستعد اسمعه ..
غمض بندر عيونه وفتحها يحبس ألمه والصراع المستمر داخله ! ، عطا محمد ظهره ما يبي يشوف ملامحه المفضوحة..
ورغم إنه بلحظات تمنى زواج محمد يتم .. ما يدري وش اللي خلاه يلتفت ويطالع محمد الساكت واللي يناظره بتفحص
وقال : متى بتكلمه؟
ابتسم محمد : افكر بكرة .. أهم شي قبل ما نترك المخيم أكون تفاهمت معاه ..
بندر وهو ياخذ نفس عميق ويزفره.. حاول يبتسم..وابتسم وهو يتغلّب على الصراع بلحظة خاطفة : تبيني أكلمه عنك؟
ابتسم محمد يوم شاف بندر كنه رجع لطبيعته : أبيك تكون جنبي .. هذا اللي أبيه تدعمني لو كبر الموضوع
غصب بندر ابتسااامة ما كانت من قلب .. لكنه مجبور يرسمها والألم والصراع داخله مستمر .. بس عالأقل قدر يبتسم بوجه محمد ..بعد ما كان كارهه هالساعات اللي طافت .. ولا يدري اللي يسويه صح أو غلط !
قرب محمد من بندر وقال بحنية : بندر .. حالك مو مريحني .. تكلم بالله عليك انت فيك شي متعبك ؟
ابتسم بندر لكن هالمرة سخرية على نفسه .. وما يدري شلون طلعت منه يوم قال : عالعموم بوقف معك هالمرة.. بس لأنــي كارههــااا (يقصدها).. وغيره لا تطلب مني شي .. مابي أتعب ضميري بعدين لأني رفضت اساعدك ولا تتوقع إني بسوي لك شي غيره ..خصوصا بهالموضوع.. يكفي اللي جاني !
وتحرك من قباله ومشى.. وهو أهدى من المرة اللي طافت .. بس ما يمنع ان ملامحه الحزينة وبوضوح استقرت في خاطر محمد .. اللي وقف مثل الصنم وشكوووكه زادت وكلمة "كارهها".. خلقت الاحتمالات والشكوك الكثيرة والمتزايدة براسه..
؛
×
اليوم قبـل الأخير .. من رحلة المخيّم ..
الصباح الباكر .. الساعة 6 .. الكل نايم.. بعد ما صلوا الفجر رجعوا ينامون.. وياخذون ساعة نوم قبل الفطور خصوصا البنات والأمهات..
ما عدا سحر .. اللي ظلت صاحيه من بعد صلاة الفجر معاندها النوم.. كان نومها بالليل متقطع وهذا امتداد متكرر لليومين الاخيرة اللي ما كانت تقدر تنام فيها بالليل براحة..
وهالشي أثر على نفسيتها وشكلها والارهاق الواضح على وجهها ..
بدّلت ملابسها.. وحطت ميك أب خفيف صباحي يخفي الهالات السودا المتزايدة.. وطلعت تمشي بالمخيم بروحها .بينما الباقين كانوا نيام.. كشرت وجهها وهي تتوجه لرماد النار من رجلها اللي رجعت آلامها عقب الركض اللي ركضته أمس داخل المغارة وحطت جهد زايد عليها سبّب لها ألم يروح ويجي ..
جلست جنب رماد النار بصمت وهي تلف رجلها المصابة .. وتفكيرها كله استرجع لحظة اصطدامها فيه أمس .. ونظرة عيونه الأولى من نوعها ... نفضت راسها تبي تنتزع طيف بندر اللي مو راضي يتركها بحالها .. رغم إنه من المفروض بهاللحظة الصباحية الجميلة تفكيرها يروح للي سالب منها كل مشاعرها محمد.. ولكن لسبب غير معروف . بندر صار ياخذ مساحة من تفكيرها ..مساحة ماهي له وخصوصا باليومين الأخيرة !
بعز الصمت والوحدة الكئيبة اللي كانت جالسة فيها ..
حست بجسم صغير يقترب منها .. رفعت راسها وشافت بيان تمشي ناحيتها ويدها تفرك عينها بكسل متمكن منها ..
ابتسمت لعلها تنسى قلقها والمشاعر المرتبكة والمتوترة اللي تحس فيها ..واللي مو راضيه تستقر على برّ !
سحر : صباح الخير بيونة
جلست بيان وهي تنزل يدها عن عينها : جوعاااناااا !
سحر : ما تعشيتي أمس ؟
بيان : بس خبزة ما تشبعني
سحر : روحي لناني شوفيها بالخيمة هناك أكيد صاحية.. خلها تسوي لك ساندويتش وانا بسوي لك شاهي على النار يدفيك ..
استانست بيان ونطت وراحت لخيمة الأغراض والخدامات .. تدوّر على خدامتها ..
قامت سحر وهي تبحث عن ابريق الحطب .. ولقت فيه مويه باقية من أمس وفّرت عليها التعب.. راحت تبحث عن الحطب حتى تشعل النار بدل الرماد الساكن والباقي من أمس .. تذكّرت اللي كانت تسويه شادن أمس لأن هذي بالنسبة لها أول مرة تشعل نار .. ابتسمت لنفسها يوم نجحت .. وثبتت الابريق على النار ..وانتظرته يغلي ..
جلست تقابله وهي رابطه يديها حول رجولها..بحالة انتظار وحيدة..البنات محد صحى حتى الامهات.. ويبدو انهم سهروا هالمرة أكثر من المعتاد ..
وهي عايشه مع نفسها .. لمحت كائن يقترب من بعيد ..رفعت راسها على بالها بيان ..
لكنها كانت .. رهـف !
لحالها من غير أروى !
على غير العادة !
ابتسمت سحر بنعومة يوم شافتها مقبلة وقالت : صباح الخير
رهف اللي كانت لابسة جينز .. مع بلوزة بيج اكمامها طويلة وثقيلة .. وعليها جكيت باللون البني المحروق وعلى راسها كاب صوف بيج يغطي حتي أذانيها..
وصلت وهي تلتفت يمين ويسار مستغربة : صباح النور .. غريبة وين الناس؟
سحر بضحكة : نايمين محد صحى .. عداي !
ابتسمت رهف وهي تتربع جنبها : حتى هناك اروى رافضه تصحى .. سهرنا أمس كثير مع شادن ومشاعل.. بس انتي وينك نمتي بدري !؟
ابتسمت سحر بـ هم وقلق : يليت كنت نايمة.. كنت أحس بتعب طول الليل.. بس عجزت انوم نومة صاحية ..شوفي وجهي كيف صاير مدري شفيني
رهف باهتمام : جد وجهك تعبان .. ليه عسى ما شر ؟
سحر وهي تناظر النار : مدري رهف عجزت اعرف اللي فيني .. احس اني قلقانة من يومين ..
رهف : افا.. ليه صاير معك شي !؟
ناظرتها سحر وهي تنفض صورته من ذهنها .. غريبة صاير يسرق منها النوم حتى !
وقالت متناسيه : ولا شي أهم شي ودك بشاهي؟؟ .. شرايك نفطر سوى ماله داعي ننتظر لخياش النوم !
ضحكت رهف : يلله قدام .. انا صراحة جوعانه وبررردانه
سحر وهي تصب الموية المغلية بالكاس ..وبمززح وضحك : بششري عسى ما زارتك كوابيس عقب مغارة أمس هههه
ضحكت رهف من الذكرى : ههههههههههه يا شيخة قولي الحمدلله طلعنا سليمين ..(تذكرت شي).. بس تعالي غريبة الشباب ما زفونا أمس .. مر الموضوع بسلااام هههه !!
ضحكت سحر : ههههههههههه من جدك تتوقعين اننا خدعناهم ؟!.. شكلهم كانوا عارفين بوجودنا بس كانوا يسلّكون والدليل يوم طلعنا انا ومشاعل لقيت اخوي خالد وبندر اخوها ينتظروننا عند المدخل .. وعمر ومحمد ينتظرونكم من الجهة الثانية .. هههههههههههههه كانوا عارفين وشكلهم خافوا علينا أو كانوا يبون يصدمونا ويحطونا بموقف محرج !
رهف ضحكت : ههههههههههههههههههههههههههه الا قولي الحمدلله ما كفخونا .. والله أحس نفسي متهورة بعض الأحيان أحب لحظة المغامرات والتهور فيها أحس إني أتحرر من شخصيتي .. ( ابتسمت وتغيرت نظرتها للحنين .. وهي تناظر بوسط كاسها اللي يصدر البخار )
انتبهت سحر لنظرتها اللي تغيرت لمعنى ثاني .. ما فهمته .. وقالت : رهف شكلك ما نمتي مثلي .. وجهك ما يحكي انه وجه وحدة نايمة هههه !
ناظرتها رهف واعترفت : ما نمت الا ساعتين .. وبقيت اتقلب ساعتين ثانية .. ثم يوم شفت مافي أمل أنام لبست وجيت على طول قلت يمكن ألقى البنات صاحين ..
ضحكت سحر : حتى انتي ما نمتي هههههه.. شفينا بالله ؟
رهف بابتسامة : انا هالحالة طبيعية تجيني مب شي غريب.. لما أستنكر المكان ما أنام كويس نمت ساعتين تكفيني وزيادة ! ،، (غيّرت الموضوع).. ألا أقول انتوا متى بترجعون الرياض ؟
سحر : امممم أتوقع بكرة ..مدري ان كان غيروا !
رهف بحززن : قهر .. احنا بنمشي اليوم المسا !!
سحر بخيبة أمل : لاااا.. لا تقولين ..
رهف : عمتي غالية/ أم أروى تقول رجالنا قرروا .. كنا بنجلس لبكرة بس طرالهم شي وعندنا بزارين مرضوا من هالبرد ههههه !
سحر : لازم نشوفكم عاد بالرياض
رهف بابتسامة وهي تحتسي الشاهي الساخن : ان شاء الله ..
سحر انتبهت لبيان جاية ومعها فطورها .. ابتسمت وهي تناديها : بيااان تعالي ..
جت بيان وهي تجلس جنب اختها .. وتطالع رهف وما تطالعها من الحيا .. ابتسمت رهف بحنية لهالطفلة وهي تقول : أخبارك بيونة ؟؟ أحد قالك إنك حلوة وتهبلين مثل العرايس !؟
ناظرتها بيان وابتسمت ثم ناظرت اختها من غير لا تعلق ..
استغلت سحر الفرصة وقالت بسرعة : بيان .. تدرين هذي مين ؟
هزت بيان راسها نفي .. وهي تناظر رهف بتمعن ..
ابتسمت رهف .. وسحر قالت : مو إنتي قلتي من قبل وين اصدقاءك من الروضة ؟.. هذي صديقتي من الروضة كنا نلعب سوى
طالعتها بيان باستغراب .. ورهف ناظرت سحر مو فاهمه
غمزت لها سحر وهي .. تخاطب بيان : بيوونة اذا رحتي للروضة بتلاقين اصدقاااء كثاااااار وألعاب .. ورمل مثل اللي هنا .. تقدرين تلعبين فيه كل يوم
بيان طالعت رهف باهتمام.. ورهف فهمت المشكلة : هذي صديقتك؟؟
ردت رهف : ايه انا وسحر كنا نروح سوى الروضة ونلعب سووى دايما .. ليه بيونة انتي ما تروحين الروضة ؟؟
هزت راسها نفي
رهف : ليش يا سكر ..ما تبين ؟؟
هزت راسها نفي
ضحكت رهف : ليش كثير أطفال يروحون ويلعبون الروضة مرة حلوة
بيان كشرت : ما أبغى
رهف وهي ترفع راسها لـ سحر باستغراب : كم عمرها سحر ؟
سحر : 5 سنين
رهف : اوف .. المفروض داخله من سنتين ..ليه وين المشكلة؟
سحر بضيق : ما تبي بيان مب من النوع اللي يحب يختلط بغرباء ما تعودت .. لي فترة احاول اقنعها بس للحين راسها يابس
رهف وهي ترجع لبيان : بيونة لازم تروحين عشان بعدين بتدخلين للمدرسة
بيان بتكشيرة : اذا سحر بتروح معي .. بروح
ضحكت سحر : ماقدر بيان عندي جامعة أنا..
بيان بعناد : أجل ما أبغىى ارووح
رهف تأملت فـ بيان اللي بدت تاكل الساندويتش...و تذكرت شي.. ثم قالت بحماس : بيونة .. تبين تشوفين الأطفال اللي يروحون الروضة ؟
ناظرتها بيان مو فاهمه
قالت رهف بابتسامة لسحر : اقول سحر خل ناخذها لمخيمنا .. تراه كله بزارين وبعمرها وأغلبهم راعين روضة .. لاحظت انها تلعب بروحها هنا مسكينة .. خل ناخذها هناك بتستانس وبتآلف الجو
عجبتها سحر الفكرة وقالت بحماس : والله فكرة شلون ما فكرت فيها وهي يا حياتي لها يومين تلعب لحالها
رهف : خلها تجرب تختلط معهم يمكن تتغير نفسيتها
سحر بحماس : والله انتي خطيييرة.. يارب يعجبها الجو معهم !
ثم التفت سحر تتأمل بيان اللي كانت تاكل ومو فاهمه وش يقصدون لأنها باختصار كانت جوعانه ولا تبيهم يجيبون طاري الروضة !
؛
×
|