المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
هيلانة
منتدى ليلاس الثقافي
انه اليوم الاول لي في هذا المنزل بمصر الجديدة بدي لي المنزل كئيبا ويسوده جوا من الحزن الغريب .
لكن مع مرور الوقت استطعت التعود والتلائم معها .
وقفت في الشرفة التي احتلت الجانب البحري من المنزل ، انها شرفه واسعه حقا ، احببت الجلوس لفترات طويلة فيها خاصة ليلا .
لكن مايمز الشرفه انها تطل مباشرة علي قصر البارون ، اخذت التقط بعض الصور الفوتغرافية للقصر ، نظرت داخل القصر فقد كان الظلام يخيم علي القصر من الداخل ، الساعة تشير الي الواحدة صباحا .
تذكرت بأن يجب علي اكمال القصة التي ستشارك في مهرجان القصة العربية فقد اخترت قصر البارون لأكتب عليه قصة .لذلك استأجرت هذا المنزل لكي اكون قريبا من القصر ويكون لي الوقت الكافي لأنهاء القصة .
قررت النزول في هذا الوقت المتأخر من الليل لألتقط بعض الصور من الداخل لأنها ستفيدني في القصة .
وقفت امام البوابة الرئيسية للقصر لأجد تلك السلاسل الحديدة القديمة تقيد البوابة ، الاهمال واضح علي القصر
كيف يتركون ذلك الاثر هكذا بين الصدي والتأكل يوما تلو الاخر .
وجدت رجلا شاحب الوجه يرتدي جلبابا فضفاض يقترب مني سألني اي خدمة يابيه ؟
اجبتة قائلا نعم من فضلك اريد دخول القصر لألتقط بعض الصور الفوتغرافية .
اجابني قائلا ممنوع الدخول يابيه هذا ملك وزارة الثقافة .
ابتسمت وانا اخرج من جيبي عشرة جنيهات فقلت له هيا ارجوك اريد الدخول ، مظر للنقود قائلا ارجوك يابيه بسرعة .
فتح لي البوابة فتوجهت له بسؤال ماذا تعرف عن قصر البارون واصحابة ؟
نظر لي قائلا حسنا يابيه تفضل معي لتناول الشاي واحكي لك القصة بأكملها .
وصل البارون امبان الي القاهرة فهو يحب الانتقال والترحال دوما كما انه مهندسا معماريا
بمجرد اختيار المليونير البلجيكي للمكان الذي سيعيش فيه -وهو الطريق الصحراوي شرق القاهرة- عكف البارون على دراسة الطراز المعماري الذي سيشيد به بيته في القاهرة.. ولأن البارون كان مهتما أيضا بفن العمارة فقد اتخذ قرارا بأن يقيم قصرا لا مثيل له في الدنيا كلها.
منتدى ليلاس الثقافيولكن بقي اختيار الطراز المعماري مشكلة تؤرق البارون حتى عثر على ضالته المنشودة داخل أحد المعارض الفنية في العاصمة الفرنسية، ففي هذا المعرض وقعت عيناه على تصميم لقصر غاية في الروعة أبدعه فنان فرنسي اسمه "ألكسندر مارسيل".. كان التصميم شديد الجاذبية وكان خليطا رائعا بين فن العمارة الأوروبي وفن العمارة الهندي.
تذكر البارون أنه في أثناء إقامته بالهند عندما ألم به مرض شديد كاد يودي بحياته اهتم به الهنود واعتنوا بصحته وأنقذوه من الموت المحقق. وتذكر البارون "إمبان" القرار الذي اتخذه أيامها بعد شفائه بأن يبني أول قصوره الجديدة على الطراز الهندي عرفانا منه بالجميل لأهل هذا البلد.
قصر فخم جملت شرفاته بتماثيل مرمرية على شكل أفيال وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات. والقصر مكون من طابقين وملحق صغير بالقرب منه تعلوه قبة كبيرة، وعلى جدران القصر توجد تماثيل مرمرية رائعة لراقصات من الهند وأفيال لرفع النوافذ المرصعة بقطع صغيرة من الزجاج البلجيكي وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدرن القصر. واللافت للنظر أنه تم إنشاء القصر بحيث لا تغيب عنه الشمس.
معظم الأقاويل التي جعلت قصر البارون بيتا حقيقيا للرعب تدور حول سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا، وتبلغ درجة تصديق السكان المجاورين للقصر حدا كبيرا، فأخبرني بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلا، وهي لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن.
إن ما يقال عن وجود الأشباح صحيح، والذي يؤكد ذلك ما حدث في عام 82 حيث شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحد.
كانت حياة البارون التعسة هي أحد أهم الأسباب التي زادت من قصص الأرواح التي تناقلها الناس لمائة عام.
فقد ولد البارون "إمبان" بعرج ظاهر في قدميه هذا بالإضافة إلى كونه مريضا بالصرع، وكثيرا ما كانت تنتابه النوبات الصرعية فيقع في حديقة قصره ويطلع عليه الصباح وكلبه يقف بجانبه إلى أن يفيق، فالبارون لفرط صرامته لم يكن يستطيع أحد من الخدم الاقتراب منه إلا بأمره، حتى لو كان ملقى على الأرض فاقد الوعي.
السبب في الغموض الذي يحيط بالمنزل أنه يوجد في القصر غرفة حرّم "البارون إمبان" دخولها حتى على ابنته وأخته البارونة "هيلانة" وهي الغرفة الوردية ببدروم القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون بعد موته.
ولنتخيل غموض البارون وغموض كل ما يحيطه.. ما علينا سوى أن نحسب المسافة بين قصر البارون وكنيسة البازيليك الواقعة في شارع الأهرام بروكسي.
أخت البارون
من الأسباب التي أدت إلى زيادة الغموض هو مقتل أخت البارون البارونة هيلانة بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة عن الدوران في تلك اللحظة بعدما هب البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لقصص الأشباح التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية. وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة "هيلانة" سخطت من تأخر البارون في إنقاذها، وهو ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين حتى موت البارون نفسه عام 1928.
فيما كانت -حسب الأقاويل أيضا- تسمع أصوات مختلفة بعضها شجار وبعضها صراخ للبارون وأخته التي كانت قد ماتت بالفعل ودفنت جثتها في مكان ما بصحراء مصر الجديدة، ومنذ ذلك الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون "إمبان" كان قد نجح بعد وفاة أخته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة إنقاذها بعد سقوطها من غرفتها وربما عدم قبول روح أخته الاعتذار هو الذي أدخله مرحلة اكتئاب فظيعة أدت في النهاية لوفاته.
معظمنا سمع عن حكاية "عبدة الشيطان" التي اشتهرت كثيرا في أواخر التسعينيات من القرن الماضي -حوالي عام 97- وذلك عندما اكتشف البوليس ارتياد مجموعة شباب سموا فيما بعد بـ"عبدة الشيطان" لبدروم قصر البارون "إمبان" بمصر الجديدة، لممارسة بعض الطقوس, وقال بعضهم: إن تحالف "بنت البارون مع الشيطان" هو الذي يدعم بشدة طقوسهم هناك، وفيما رأى بعض المراقبين أن قصة "عبدة الشيطان" قصة لم تنشر على حقيقتها، وتظل تفاصيل كثيرة منها مهمة وكذلك فإن ربط قصة "مريام" ابنة البارون بقصة "عبدة الشيطان لها الكثير من المعاني والدلالات.
مريام" أصيبت بشلل أطفال بعد ولادتها بفترة، ونظرا لحزم أبيها الشديد وشراسته أحيانا في معاملتها ومعاملة عمتها، أصيبت "مريام" بحالة نفسية معقدة، فكانت تجلس "عندما تنتابها النوبات" لساعات هي الأخرى ببعض غرف السرداب الأسفل بالقصر، وبعد فترة كانت تعود "مريام" لغرفتها وهي متحسنة المزاج، وتقول إنها تكلمت مع صديق لها يريحها كثيرا، وهي القصة التي نسجت فيما بعد أسطورة "عبدة الشيطان".
وبعد مصرع البارونة "هيلانة" كانت تسمع أصوات "أخت" البارون تارة مع البارون نفسه في "بدروم القصر"، وتارة في حديث هادئ إلى حد ما مع "مريام" ابنة البارون في إحدى غرف مدخل السرداب، لكن "مريام" بعد فترة وجدت ملقاة على وجهها وميتة -دون أن يعرف أحد السبب- في بئر مصعد الإفطار المؤدي للدور العلوي والذي كان يتناول فيه البارون طعامه.
حتى البارون
والذي أكد شائعات الأرواح ورسخها في وجدان الناس أنه بعد موت البارون نفسه، تحولت المرايا المجلدة لحوائط الغرفة الوردية أسفل القصر للون الأحمر الذي يكتشف معظم الزوار المتسللين للقصر أنها دماء.
وحين يرجع الكثير من حراس القصر -الذين يترك معظمهم أماكنهم بعد فترة قليلة في الخدمة– سبب وجود الدماء بالحجرة الوردية للخفافيش التي اتخذت من القصر مقرا لها, يصر الكثيرون على أن الخفاش لا يصطدم بالحوائط، وهو ما يجعل القول بأن دماء الغرفة الوردية ظهرت بعد أن استراحت روح البارونة "هيلانة" وابنة البارون "مريام" بعد موت البارون القاسي الذي سبب المعاناة للأسرة كلها.
هذا كل شئ عن قصر البارون واصحابة
نظرت له في صمت ولم اتفوه بكلمة واحدة وبرغم ماقالة ذلك الرجل قررت دخول القصر
فتح لي الحارس باب القصر فتعالت صوت صرير الباب رويدا رويد
فضل الحارس البقاء خارجا لا أعلم ماالسبب ، اما انا فدخلت بخطواط بطيئة اجول بنظري علي ارجاء المكان
شعرت بقشعريرة اثر الهاواء البارد الذي يملئ المكان .
اتجهت الي حائط القصر القديم لكي القي نظرة علي الصور القديمة ، هناك رجل يجلس علي كرسي اعتقد انه البارون وبجوارة فتاة في غاية الجمال لم تتجاوز الثلاثين من العمر انها هيلانة شقيقتة، وكانت فتاة صغيرة تجلس بجوار البارون انها ابنته مريام علي ما أعتقد .
مازلت احدق في الصورة ولا أعلم ما الذي يجذبني في هيلانة الفتاة الجميلة التي سيطرت علي ملامحها علامات الحزن الشديد .
الساعة الان تشير الي الثانية والنصف صباحا يجب علي ان اتجول في القصر في اسرع وقت ممكن .
اتجهت لذلك السلم الذي يحتل الجانب الايسر من القصر ، صعدت بكل حزر وترقب انه سلم قديم من الخشب المتآكل ومن ثم الي الطابق الثاني ، وجدت طريقا يؤدي الي الي البرج التي اتخذتها شقيقة البارون غرفه لها .
وقفت امام باب الغرفة فقد كان الباب قديما جدا مغطي بخيوط العنكبوت .
الباب كان موصدا من الداخل وليس من الخارج الامر الذي ادهشني اصتطعت فتح الباب بسهولة فقد كان هشا للغاية .
انتابني شعور غريب لم استطع تحديده الغرفة كانت مظلمة يسودها جوا من الحزن الكئيب
احقا كانت تعيش هنا شقيقة البارون تنتشر العديد من الصور لها كانت من اروع الصور التي رأيتها
يتوسط الغرفة سرير كبيرمغطي بخيوط العنكبوت ، لم اتتبه لتلك الحفرة التي اتخذت لها وضعا بجوار السرير الخشبي نظرت للسرير وتخيلت نفسي نائما عليه وبجواري تجلس هيلانة الجميلة .
ايقظني من حلمي سقوطي من تلك الحفرة ظللت اسقط واسقط حتي شعرت بعظامي تتكسر وانا استمع صوت ارتضام جسدي بقوة .
استيقظت من غيبوبتي لأجد نفسي نائما علي سرير ناعم الملمس وغرفة جميلة وواسعها نظرت بجواري لاجد مرأة من الذهب نظرت الي نفسي فتسائلت في تعجب ما الذي ارتديه ؟!
انا ارتدي ثوب ابيض جميل تخرج مني رائحة عطرة جميلة ، فتح باب الغرفة لتدخل فتاة في غلية الجمال والرشاقة نظرت لها وانا اكاد لا اصدق نفسي تمهلت قليلا فتذكرت انها هيلانة الجميلة شقيقة البارون
كيف حدث هذا ؟! انها ميتة وكيف تغير بي الحال لأكون في هذا المكان الرائع تقدمت الفتاة بخطواط رشيقة
وقدمت لي كوبا من الماء نظرت لوجهها الذي يشع منه النور انها كاملة الاوصاف ابتسمت ابتسامة رقيقة
وقالت لي مرحبا بك من جديد .
سألتها اين انا ؟ اجابتني انت هنا في قصري .
وكيف جأت الي هنا ؟!
انت كنت تزورني ليلة امس فسقط مغشي عليك .
تسائلت في نفسي اهذه حقيقة ام خيال .
قالت لي انها حقيقة .
اندهشت عندما اجابتني كيف تسمعني وانا احدث نفسي ؟!
اخيرا عدت حبيبي
انتظرتك كثيرا لا تتركني مجددا اصبحت حياتي جحيم من معاملة البارون شقيقي
انه يكرهني ويعاملني بقسوة دائمة لقد كرهته وكرهت قصره
لا اريد سواك حبيبي لا ترحل وتتركني وحيدة في هذا القصر الواسع
نظرت لعيناها الواسعتان لم اجد مااقوله
رغم زهولي مما حدث فأخبرتها بحبي لها .
ايعقل هذا احب فتاة من خلال صورتها كما انها من عصر قد مضي لا أعلم كيف انتقلت من زمن الي زمن .
مدت لي يداها تدعوني للرقص علي انغام موسيقي هادئة .
نظرت لي قائلة انه جميل حقا
تسائلت ماهو ؟!
اجابتني وهي تتمايل معي الحب ، الحب الذي يجمعنا مع بعضنا البعض
الذي يحيطنا بجنته الخالدة ، الذي يذهب معنا حتي النهاية ويستطيع اختراق الزمان والمكان .
احتضنتها قائلا اذن فلنعيش لحظات الحب بكل معانيه .
هنا سمعت نداء الحارس لكنني لم اجيب ففضلت ان اظل بين احضان جميلتي .
انزعج الحارس لعدم خروجي من القصر فأضطر لأبلاغ الشرطة فهو يخاف دخول القصر .
وصلت الشرطة اخيرا ودخلو القصر .
توجه الضابط الي الحارس قائلا كيف تسمح بدخول اي شخص الي القصر .
قال الحارس بصوت مهزوز خائف لقد فوجئت بوجودة يابيه .
هنا وصل صوت احد الضباط الي الضابط عن طريق الاسلكي لقد وجدنا جثة لشاب يدعي يوسف خالد ملقي علي الارض اثر صقوطة من حفرة بالطابق العلوي .
لقد انتهت حياتي حقا وانتقلت من عالم الواقع لعالم من الخيال والحب
وقفت في شرفة البرج انظر للشارع وأبتسمت ابتسامة راضية
الحب..هو ذلك الشعور الخفىالذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا بحثا
عن فرصتة المنتظرة ليداعبالأحساس
ويسحر الأعين.. ويتسلل بهدوء.. ويستقر فى غفلة من العقل ورغماعنك
داخل تجا ويف القلب....ليمتلكالروح والوجدان... ليسطر على كل كيان الأنسان
هو ذلك الشعور الذىيمتلك الأنسان فى داخلة
ويطوف بة العالم حيث يشاء بأفراحة وأحزانة
يجول كلمكان فوق زبد البحر يمشي دون إن يغوص فى أعماقة
تمت
|