لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-09, 07:23 PM   المشاركة رقم: 446
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاطفة مشاهدة المشاركة
   السلام عليكي ورحمة الله وبركاته
عزيزتي جين

لقد انتهيت الان من قراءة الفصل السادس من القصة.....وهذه احدي المرات القليلة التي اعجز فيها عن كتابة كلمات اعبر من خلالها عن اعجابي الممزوج بالانبهار لشخصك العزيز.....وان كنت اظن في قرارة نفسي باني حتي اذا وجدت الكلمات المناسبة فهي لن تفيكي حقك ابدااا يا صاحبة الافكار المتلألئة كنجوم السماء

الحقيقة لم استطع منع نفسي من الكتابة اليكي حتي انتهي من قراءة قصتك الرائعة التي تشبه في روعتها حجر الألماس الذي يمتاز بالجمال والقوة والصلابة ونقله الجيد للحرارة كما تعرفين
و(حياة..شعبة ظلم) بالنسبة لي رايتها كاللألماسة.....فهي جمعت بين جمال الفكرة وقوة وصلابة الاساس كما انها جعلتني اشعر بحرارة مشاعر ابطالها علي اختلافاتهم وكانهم متجسدين امامي كواقع حقيقي لا خيال

عزيزتي جين
ارجوا ان تسامحيني لاني لم اكن متواجدة علي مدار فصول القصة وضمن جمهورك العزيز الذي تابعك بشوق واعطاكي جرعات حماسية متتالية حتي تبدعي كل هذا الفن الجميل
لكني اعدك ان شاء الله اني سوف اكملها حتي التتمة وبعدها لي عودة اخري ان شاء الله
وفقكي الله ورعاكي وجعلك من الفائزين دائما وابدا ان شاء الله



اختى الجميلة جدا عاطفة
لا تتخيلين كيف الجمت كلماتك لسانى وكيف خفق لها قلبى بسعادة
برغم اننى اكاد اطيييييييير من الفرحة لهذا الاطراء والمديح المميز جدا الا اننى اشعر اننى لا استحق كل هذا وانكى حقا رائعة بكل المقاييس
لكى جزيل الشكر على اعطائى هذه الدفعة الكبيرة الجميلة التى اسعدتنى بحق وبشدة
واتمنى ان تعجبك باقى فصول القصة
ولا تتخيلين سعادتى بربحك قارئة فانتى قارئة مميزة جدا وتعليقاتك لطالما نالت اعجابى
انتظر رأيك الاخير بفارغ الصبر
واتمنى لكى قراءة ممتعة
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

 
 

 

عرض البوم صور jen   رد مع اقتباس
قديم 04-04-09, 07:24 PM   المشاركة رقم: 447
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بالصفحة السابقة كلمة الوداع الرديئة التى اعدكم بخير منها قريبا باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور jen   رد مع اقتباس
قديم 04-04-09, 07:31 PM   المشاركة رقم: 448
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



الفصل التاسع عشر

والاخير

حياة..شعبة أمل

****


عضت بقسوة اصبعها الذى استقر بين اسنانها ، فكاد ان يقطر دما حارا لا يعادل بالتأكيد النار التى تستعر باعماقها

قلق رهيب سيطر عليها وتوتر استطاع ان يسرى فى عروقها

دمعتان حائرتان انحدرتا من عينيها ..

كتمت آهة كادت تنفلت من بين شفتيها بصعوبة

هتفت باعماقها ماذا بكى ايتها المأفونة ؟ يجب ان تتحاملى وتسيطرى على نفسك ؟؟

وضعك لا يسمح لكى بالتخاذل..يجب ان تظلى قوية حتى تحصلين على ما تبغين

لا يجب..

توقفت مآزرتها لنفسها عندما سمعت صرير الباب الذى انفتح فادارت عينيها نحوه

لترتجف ركبتيها عندما التقت عيناها بعيناه الحمراوين

اغمض عينيه لبرهة ويد باردة تعتصر قلبه لمرآها

وعندما عاد ليفتحها لمحت مى حرب مستعرة تدور هناك

حرب بين فارسين ..الحب والكره..الاشتياق والانتقام ..الحنان والغضب

ازدردت ريقها بصعوبة وهى تدعو الله ان ينتصر الفارس الاول

وتكون المعركة لصالحها

اقتربت خطواته فاجفلت وعندما جلس الى جوارها حاولت ان يخرج صوتها هادئا لكن رغما عنها خرج متوترا:

-كيف حالك يا حسام ؟

هتف فى حدة :

-ما الذى جاء بكى الى هنا !! الم تنجحى فى تحقيق هدفك وتدفعينى خلف القضبان

ماذا تريدين منى بعد؟ الم يكفكى شماته !!

تطلعت اليه وهى تقول بمرارة :

-حسام لا ترتدى ثوب المظلوم ..انت تعلم انك هنا نتيجة لافعالك وليس لاننى وقفت لك بالمرصاد اوما شابه ..انت الذى سرت فى الطريق الخاطىء..انت الذى ارتكبت اعمال غير مشروعة

انت الذى اخطأ فى حقى منذ البداية ولم يكن ما فعلته الا ردع الظلم ..انا التى ناقمة عليكى لا انت..لقد ضيعت شقا عمرنا ورميت اخى بالسجن وتسببت فى موت والدى ،

حرمتنى من كل شىء وصرت فى هذه الحياة وحيدة ، وحينما اتخذت قرارى بالذوذ عن نفسى

وتقديمك للعدالة تقنع نفسك انك البرىء واننى انا الظالمة !

اشتعلت فتيلة انفعالها فلم تستطع اخمادها ، فتسربت دموعها وتهدج صوتها لتنخرط فى بكاء حاد

لمس وترا بقلب حسام جعله يتطلع اليها باشفاق ويتمتم بحزن:

-لماذا اتيتى اليوم يا مى ؟؟

مسحت دموعها باصابعها الطويلة وهى ترفع عينيها اليه برجاء لتقول بصوت باكى متوسل:

-انا لست هنا للشماتة بك يا حسام ..على العكس..لقد اتيت لاتوسل اليك واستدر رحمتك .

ارتفع حاجباه فى دهشة وهو يردد كلماتها بغير تصديق :

-رحمتى !! ماذا تقصدين ؟؟

قالت من بين شفتيها الذابلتين:

-ارجوك يا حسام .. ان كنت حقا احببتنى يوما ..ان كنت شعرت بخطؤك فى حقى وظلمك لى..

ان كنت تبغى رحمة الله بك ..قل الحقيقة ..اعترف ان اخى برىء وانك من لفقت له هذه التهمة

قل الحق يا حسام حتى يقف الله معك فى محنتك هذه..صدقنى سيجزيك الله خيرا

ارجوك يا حسام..ارجوك

تنهد بسخرية وتطلع اليها بدون ان يبدى وجهه اى انفعالات قبل ان يظهر الضيق عليه وهويهتف بحنق:

-هل تريدين ان تثقلينى بتهمة جديدة !! الا يكفى ما اواجهه ؟

تلمست يداها طريقها الى يديه التى قبضت عليها بقوة وهى تقول بلهجة مغرية :

-صدقنى ..اعترافك بهذه التهمة سيؤثر كثيرا على علاقتك بالله..سيجعله يغفر لك ويقف بجوارك ويهون عليك سجنك..صدقنى .

تنحنح الرائد مصطفى قائلا:

-الزيارة انتهت يا آنسة مى .

تجلى الذعر فى عينى مى التى ادارتها نحو حسام بسرعة البرق وهى تدفع بيديه نحو شفتيها لتقبلها بتوسل صائحة:

-ارجوك يا حسام..راعى ضميرك ..كفر عن ذنبك ..انصر مظلوما حتى ينصرك الله

اتوسل اليك ..من فضلك يا حسام ..ارجو...........

اقتاده الجندى بعيدا عنها فتوقفت الكلمات فى حلقها وعيناها تذرفان مزيدا من الدموع المتسولة



******


-ارى انه لا يوجد اى داع لوجودك هنا ..الا ترى اننى بمفردى

من فضلك انصرف قبل ان تعود مى وتستشيط غضبا من وجودك .

هتفت غادة بكلماتها الحانقة وهى تلوّح بكفها فى وجه على الذى وقف امامها وعلى وجهه تلوح اعتى امارات المرارة

هزت غادة رأسها بضيق فتناثرت بعض خصلات شعرها الكستنائى لتستقر على عينيها فامتدت يدها تزيحها بعنف وهى تصيح فيه عندما لم يتزحزح من مكمنه:

-على..من فضلك ..لقد حرصت على الا اتعدى حدود اللياقة معك منذ البداية وانت تصر ان تخرجنى عن طورى وتجعلنى اتفوه بكلام جارح ، لقد فكرت يا على واتخذت قرارى ولن اعود عنه

اخبرتك انه فات الاوان ..

كادت يداه تبلغ هدفها وتلمس يديها الناعمتين لكنها ازاحتها بعيدا قبل ان يتمكن من القبض عليهما

فنكس رأسه وهو يتمتم :

-لماذا يا غادة ؟؟ لماذا تصرين على هدم حياتنا وقتل حبنا ..انا احبك ..اقسم اننى..

قاطعته بحدة :

-لم اعد بحاجة الى حبك ..لقد تخليت عنى فى الوقت الذى كنت باشد الحاجة اليك فيه والان لم يعد هناك جدوى ..

انت لم ترحل من اجلى ..لقد رحلت لتحقيق احلامك دون التوقف للتفكير بتلك التعسة التى وهبتك قلبها وكانت على استعداد لفعل المستحيل من اجل بقاءك..انت رحلت لتحقيق ذلك الحلم الذى يتضمن رفاهيات الحياة بالاضافة لزوجة مناسبة تنجب منها ابناء لتعوضهم عن الحرمان الذى عانيت انت منه ..ومن اجل هذا الحلم دهست المشاعر النبيلة التى جمعتنا ..حلمك كان اقوى من قلبك..انت لم تعد الىّ الان لانك لم تستطع الابتعاد عنى ..انت عدت لانك حققت حلمك

لكن للاسف عدت بعد فوات الاوان

عدت بعدما قتلت ثقتى فيك ..لقد جرحتنى و حطمت قلبى

وانا اؤمن جدا بالمقولة التى تقول ان ما تحطم لا يمكن اصلاحه..

صاح محاولا رتق ثقوب علاقتهما :

-بلى ..يمكن .. ان اعطيتنى فقط فرصة فانا...

زفرت فى ضيق وهى تهتف:

-على..ارجوك ..

صرخ بتعاسة:

-ماذا بكى يا غادة ؟ لماذا تفعلين كل هذا ؟ اعلم انكى تحاولين القيام بدور صعبة المراس كى اتفادى هذا الخطأ مستقبلا وافكر قبل المرة مليون قبل ان ارتكبه ثانية لكن يكفى هذا ..

لقد تعلمت حقا درسى ..انا آسف على كل ما جعلتك تمرين به واقسم لكى اننى لن افعل هذا مطلقا فارجوكى اصفحى عنى وتقبلى عودتى ..طالما انا احبك وانتى تحبيننى فلا يوجد مانع فى..


شعرت بحنق شديد لالحاحه المستمر ..قديما لو كان تفوه بهذا الحديث عن تمسكه بها وحبه لها لكانت ذابت امامه من الخجل لكن هذه الكلمات اليوم لم تخلف بنفسها اى تأثير يذكر بل على العكس

تحنقها بشدة وتجعلها تشعر بالخيانة لمجرد وقعها على مسامعها

ظلت تردد بهمس لا يسمعه سواها:

-كفى..كفى ..كفى ..

-كفىىىىىىىىىىىىىى .

انطلقت الاخيرة بصرخة عاتية اطلقتها فخرس على محدقا فى وجهها الذى اصطبغ بلون احمر

حرك لسانه ليقول شيئا لكنها سبقته بهمس خافت :

-انت لا تفهم..اليس كذلك !!

هز رأسه بعدم فهم وتساءل بتعجب:

-افهم ماذا ؟؟

اغمضت عينيها بقوة واعتصرت قبضتها الصغيرة وهى تقول بخفوت:

-انا لم اعد حبك ..لقد توقفت عن حبك .

اتسعت عيناه بذعر وخفق قلبه بشدة فصاح بغير تصديق:

-ماذا ؟؟

فتحت عينيها على مصراعيها وصرخت بكل قوتها :

-انــا لـم اعــد احــبــك .

ظلت تحدق فى اللاشىء لثوانى بعد ان افلتت زناد قنبلتها الموقوته لكنها لم تسمع ضجيج الانفجار ولم ترى شظاياه فادارت عينيها ببطء شديد حولها حتى استقرتا اخيرا على عينيه

التى بدا انها خاوية وان لا حياة تدور فى هاتان الحدقتان

شعرت بضيق يجثم على انفاسها فتمتمت بمرارة:

-آسفة .

ارتعشت عيناه بخفة لكنه ظل على نفس الوضع الجامد الذى اتخذه جسده فدمعت عيناها لرؤيته على هذا النحو المثير للشفقة

لكن هدم قرارها بمواساته تلك الجلبة التى تناهت الى مسمعها فادارت وجهها الى مصدرها لتلمح باب الشقة يفتح برفق

توقعت ان ترى وجه مى يبرز خلفه لكن ما رأته جعل عيناها تتسعان فى رعب وحلقها يفرج عن صرخة مستغيثة



******


أشارت دنيا الى لوحة زيتية اصطبغ اطارها السميك بلون ذهبى ذا بريقا خفيفا بحيث لا يجذب الانظار بعيدا عن الرسومات التى افترشت ارض اللوحة باللونين الابيض والاسود والتى جسدت

فى هيئة غير مفهومة الا لمتذوقى ذلك الفن مخاوف من التقطت الريشة وعبثت بها حتى أخرجت هذا الشكل الملتوى ، وقالت للعامل الذى ارتدى زيا رماديا :

-من فضلك ..خذ حذرك وانت تنقل هذه اللوحة ..انها قيمة جدااا .

اومأ العامل برأسه وهو يتساءل:

-هل هى من تلك اللوحات التى تساوى الملايين؟؟

تمخطرت دمعتان على اطراف عينيها وهى تهز رأسها:

-لم اقصد هذا المعنى ..لها قيمة خاصة بنفسى .

كادت يد العامل تمس اللوحة لكنها توقفت قبل ان تفعل اثر صيحة تنبيهية انطلقت من فم ادهم الذى تقدم نحوهم بخطوات سريعة:

-لا تفعل ..

التفتت دنيا مسرعة ووجهها يحمل علامة استفهام كبيرة فاشار ادهم للعامل بالخروج بينما مال عليها قائلا بلهجة آسفة:

-دنيا ..احمل اخبار سيئة .

اغمضت دنيا عينيها بخيبة أمل وهى ترفع كفها بوجهه قائلة:

-من فضلك يا ادهم ..يستحسن تأجيل هذا الامر لحين الانتهاء من هذا .

مط ادهم شفتيه بأسف أشد قائلا:

-اخشى انه لا يمكننى هذا .

وبينما دنيا ترفع عينيها اليه بتعجب قال ادهم:

-لن يمكننا نقل اغراضك كما اتفقنا فى منزلنا الجديد .

-اعلم يا ادهم ..انا لن آخذ كل الاغراض ..فبالتأكيد الشقة لن تحتمل كل..

قاطعها بحزم :

-دنيا ..آتانى عرض افضل ببيع الفيلا بمحتواياتها .

هزت دنيا رأسها نفيا قائلة:

-لا يا ادهم..فلنبقى على اتفاقنا ..لا يهم المال الاضافى ..المهم ..

عاد يقاطعها ثانية بلهجة حانية:

-لم يعد هذا خيارا متاحا لنا يا دنيا

كادت دنيا تواصل اعتراضها لكن مع جملته انعقدا حاجباها الرفيعان وهى تهتف بتوجس :

-لماذا ؟

حدق ادهم فى الارض وهو يقول بكلمات فاحت منها رائحة الضيق:

-وائل لم يعترف .

اتسعتا عيناها وهو يضيف:

-لقد خرج من خانة المتهم ..انتهت معه التحقيقات..لا يوجد ادلة ..لا شهود ..لا اعتراف

خرج القذر منها سليما دون ان تطاله طائلة القانون .

شعرت بطعنة غادرة ظالمة تخترق عظام صدرها وتجرح قلبها جرحا غائرا

شعرت وكأن يد قوية تكتم انفاسها وتزهق روحها

ما أقسى هذا الشعور..ان يكون المرء مظلوما ويعرف ان ظالمه كان يوما اقرب الناس اليه

حينما يكون الظلم هو المرض الذى يفتك بصحة الانسان ..لكنه لا يجد الدواء الشافى

عندما يذوق المرء طعم الظلم المر لكن بالنهاية يتجرع العدل وانقشاع الظلم

حينها يكون هذا الظلم مجرد حرقة الهبت حلقه ورحلت، لكن عندما تظل الحرقة.. تحرق كيانه ويخنق لهيبها انفاسه

وكأنه قرأ افكارها او شعر بقلبها الذى يضخ بعنف ضيقا وحنقا فقد اقترب منها وامال رأسها على كتفه مواسيا اياها :

-ربما لم تطبق عليه عدالة الارض لكن ثقى انه لن يهرب من عدالة السماء ،

ربما فلت من قبضة البشر لكنه لن يفلت من قبضة الخالق مهما فعل .

قالت بصوت مرتجف ورأسها مازالت تغوص فى كتفه:

-الم يكفى فراقى عن المكان الذى شهد نشأتى ..المكان الذى لم تفارقه قدماى يوما

ايضا علىّ ان اتخلى عن اغراضى التى تكاد تكون جزءا منى .

ربت على ظهرها وهو يقول بحنان:

-غدا باذن الله ستكون لكى اغراضك التى لن تشهد سوى كفاحنا وسعادتنا .

استندت بيديها الى كتفيه وهى تواجهه برأسها قائلة :

- حسنا..لكننى اريد هذه اللوحة فقط يا ادهم ..من فضلك .

اومأ برأسه وهو يزيح اللوحة من على الحائط متطلعا اليها-اللوحة- باستغراب وهو يتساءل:

-وما السر فى هذه اللوحة بالذات؟

تطلعت اليها بحزن هامسة بينما دموعها تتهادى برفق على وجنتها:

-انها بريشة والدتى رحمها الله ..انتهت منها بيوم واحد قبل وفاتها ..انظر اليها.. وكأنها كانت تعلم انها ستفارقنى وتتركنى وحيدة تنهش الحياة الظالمة بلحمى .

وضع اللوحة برفق على الطاولة واقترب منها مجففا دموعها بكفه قائلا وهو يحتويها بحنان بين ذراعيه:

-لم تعودى وحيدة يا دنيا ..وارجوكى لا تحملى اى هم ..باذن الله سنجد مخرجا

سنعمل على هذا سويا .


*****



حينما اطل ذلك الرجل برأسه من جدار باب الشقة والتقت عيناه بعينيها وانفرجت شفتيها عن صرخة عالية ، اسرع بساقيه وخلفه رجل آخر لكتم صرختها لكنهم فوجئوا انها ليست وحدها

فاتخذ كل منهما فريسة محاولا القضاء عليها ، وعلى الرغم ان على حاول باستماتة ان يفلت من قبضة ذلك الرجل فائق الطول مفتول العضلات الا انه لم يفلح فى هذا

فتلاقت عينيه بعينى غادة المذعورتين فى تساؤل واضح سرعان ما تحول الى ذعر حينما استمع الى حديث الرجلين الحانق :

-من هذا الرجل الذى بين يديك ؟ الم تلحظ دخوله الى شقتها ايها الغبى !!

ها قد افسدت مخططنا بمواجهتها وحيدة .

-لا ادرى يا زعيم ..لم اعلم انه متجه اليها ..لقد ركزت انتباهى فقط فى خروج قريبتها تلك التى تشاركها السكن .

-ايها الغبى المغفل ..ها قد ازداد عدد الضحايا..لا يجب ان نغفل وراءنا شهود

هيا..اقضى عليه .

وكانت تلك اشارة البدء فاستل الرجلان خناجرهما ،

باءت محاولات غادة وعلى للتملص من الموت بالفشل ، فانحدرت دموع الخوف والذعر من عينى غادة بينما ارتسمت اعتى قسمات الالم وقلة الحيلة على وجه على

وبينما الطعنة الاولى تخترق صدره ..وبينما يتأوه الما اطلقت غادة صرخات مكتومة حملت الالام الرهيبة التى تشعر بها وذلك الرجل يطعنها مرة واثنان و....

*****


تقدمته مى وهى تهتف بألم:

-اخشى يا عمرو ان اخسر رهانى ..اخشى ان اتلقى صفعة قاسية على وجهى

اخشى حقا الا يتأثر حسام بكلماتى ويظل على موقفه ويبقى محمد متعفنا فى هذا الجحيم .

قال عمرو مطمئنا اياها:

-كونى موقنة من رحمة الله ولا تفقدى الامل ابدا .

هزت رأسها بينما هى تدلف الى جواره مدخل بنايتها:

-لولا الامل ما كانت قدماى لتحملانى ولظللت حبيسة غرفتى ابكى على الاطلال .

ابتسم مشجعا اياها ومد يده ليصافحها لكنها لم تقبل يده بل قالت بتساؤل وهى تتطلع الى باب شقتها:

-من الذى ترك الباب مواربا ؟

دفعت يداها الباب الخشبى لتنقشع الرؤية وتصرخ عاليا وهى ترى غادة وعلى بين يدى الرجلين مضرجين بدماؤهما

وبينما صرخاتها تتعالى اندفع عمرو مشتبكا مع الرجل الذى اسقط غادة محاولا الهرب

لكن الرجال الذين اسرعوا الخطى الى صريخ مى لم يمكنوا الرجلين من الهرب

فوقع الفأر فى المصيدة ، والتف حول الرجلان دائرة شائكة لا يمكن الفكاك منها


*****

 
 

 

عرض البوم صور jen   رد مع اقتباس
قديم 04-04-09, 07:33 PM   المشاركة رقم: 449
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



تلفتت دنيا التى ظهرت انفعالاتها القلقة على وجهها حولها وهى تتمتم :

-اين هى ؟ اين هى ؟

اشار ادهم بيديه لنهاية الرواق حيث جلست فتاة منكمشة على نفسها ووقف امامها شابا

محاولا تهدئتها ، وهتف بلهجة منتصرة :

-ها هى .

التفتت الى حيث اشار وعدت الى حيث مى التى ما ان رأتها حتى وقفت رامية بنفسها فى احضانها

وهى تبكى بحرقة :

-ارأيتى يا دنيا !! غادة هى الاخرى تضيع منى ..لا ادرى ماذا فعلت حتى استحق ان يرحل عنى كل احبابى هكذا ؟

اسرعت دنيا بوضع اصبعها على شفتى مى لتمنعها من التفوه بمزيد من الحماقات

قائلة بصوت حرصت ان يخرج هادىء حتى يهدىء من روعها :

-ششش..كفى كفى ..اطمئنى ..باذن الله ستخرج سالمة .

تهدج صوتها وهى تهتف بغل:

-لقد طفح الكيل..لقد تعبت ..تعبت ..لم يعد يمكننى الصمود اكثر من ذلك

هذا يفوق الاحتمال .

ربتت على ظهرها وهى تقول:

-اعلم ..اعلم بما تشعرين به ..لكن لا تدعى نظرية المؤامرة تلك تهزم ايمانك

ما ضاقت الا فرجت يا مى ..والمؤمن دوما مصاب ..

مال ادهم على اذن عمرو يسأله بلهفة وقلق:

-كيف حالها الان ؟

هز رأسه بحسرة وهمس :

-الامور لا تبدو جيدة .. حالتهما خطيرة خاصة الشاب..انهما فى حجرة العمليات منذ اكثر من ساعة .

ارتفع حاجبا ادهم فى تساؤل واضح مرددا:

-الشاب !! من هو ذلك الشاب ؟

هز عمرو كتفيه وهو يشير الى مى قائلا:

-حالتها لا تسمح بالتساؤل عن هويته .

اومأ ادهم برأسه وهو يعاود اسئلته :

-هل قبضتم حقا على الفاعل ؟

-نعم .. رجال الشارع والجيران هبوا لصرخات مى المستغيثة وتمكّنا من القبض عليهم حتى جاءت الشرطة وأسرتهم .

هز ادهم رأسه فى فهم ثم عادا حاجباه ينعقدان مع قوله:

-ترى ما هو الدافع لتلك الجريمة ؟ سرقة ام ....

انفتح باب غرفة العمليات بضجة شديدة فتطلع الجميع الي العربة المحمولة التى دفعتها الممرضات

والتى رقدت على سطحها غادة شاحبة الوجه فاقدة الوعى ، فاسرعت مى وارتمت على

صدرها وهى تصرخ من بين دموعها :

-غادة ..غادة ..

ابعدتها الممرضة بخشونة وهى تهتف:

-من فضلك ..ابتعدى ..الزيارة ممنوعة الان ..حالتها لم تستقر بعد

*******

وقف امامها منكسا رأسه شاعرا بالخزى ..ضبطته امه وحان وقت العقاب

ارأفى بحالى يا اماه ..انا صغير يا امى ..انا ضعيف يا امى

رفعت وجهه اليها ليخفق قلبها لمرأى الخطين الشفافين اللذين ارتسما على وجهه

ضربت صدرها بكفها وهى تتمتم بمرارة :

-هل تبكى ؟؟

لم يستطع النظر فى عينيها طويلا فادارهما بعيدا عنها لكنها اجبرته على التطلع اليها حينما امسكت ذقنه ورفعته فى مواجهتها ، قالت بتأنيب:

-لماذا كذبت علىّ ؟ وادعيت البراءة ؟

قال بحسرة :

-لم اشأ ان اخيب املك ..لطالما فعلتى من اجلى الكثير..لم اشأ ان يكون ثوابك هو عار مجرم مثلى

لم اشأ ان تكرهيننى ..

اختنق صوته وهو يضيف بعد لحظة توقف:

-انتى الوحيدة التى تحبيننى حقا ..لم اشأ ان افقد ذلك الحب .

ضربته فى صدره بقبضة يدها بخفة وهى تقول بغير تصديق:

-ربما انا غاضبة منك ..متحسرة على حالك ..حزينة على ماآلت اليه الامور

لكننى لا يمكن ان اكرهك ابدا ..انت ولدى..فلذة كبدى ..

عض على شفته السفلى باسنانه وهو يندفع ليخمد رأسه بصدرها هاتفا بحرقة:

-انا آسف

مسحت على شعره بيدها وهى تقول بحزم:

-هل تريدنى ان اسامحك ؟

دفع رأسه بعيدا عنها لتظهر اللهفة على وجهه بينما هى تواصل باغراء:

-بل واكون فخورة بك ايضا ..

هز رأسه فقالت :

-تحمل ذنبك وحدك ..

وبينما ظهرت علامات عدم الفهم على وجهه أضافت :

-لا تتملص من عقابك ..

-امى ..انا لا افهم....

قالت بحزم:

-لقد عرفت كل شىء يا حسام .. لا داعى لمزيد من التلاعب

يجب ان تفعل شيئا واحدا حتى يغفر لك ربك وحتى يصفى لك قلبى وادعو لك

تطلع اليها بترقب فقالت برجاء صارم :

-اكشف الحقيقة واعترف بما أجرت ..انهى ظلمك واعترف ببراءة ذلك الولد

ارتفع حاجباه بدهشة بينما قالت كلمتها الاخيرة :

-محمد



******


-لقد اصبحت افضل حالا الان ، معدلاتها الحيوية عادت لطبيعتها

انها بحاجة فقط للراحة والعناية والغذاء المناسب لتلتئم جراحها

تنفست مى الصعداء وهى تتمتم براحة:

-حمدا لله ..اشكرك

قالتها بامتنان للممرضة التى اغلقت باب غرفة النقاهة- التى ترقد بها غادة -وراءها

ثم التفتت الى غادة التى بدت بعيونها المغمضة وشفتيها المطبقتين وشعرها المسترسل على كتفها وجزء من جبينها الناعم كالملاك ، ومسحت على شعرها وهى تردد :

-الحمد لله ..الحمد لله .

دلفت دنيا الى الحجرة بعدما طرقت بيدها الرقيقة باب الحجرة الذى التفتت له مى لتبتسم قائلة بسعادة وهى تشير الى غادة :

-..لقد طمئننى الطبيب عليها ..حمدا لله.. جروحها لم تكن عميقة بدرجة كبيرة فلم تتلف شيئا باعضائها الداخلية ..

ثم اضافت بحزن :

-عكس على للأسف الذى اهترئت كليته اليسرى .

هزت دنيا برأسها وهى تقول:

-حمدا لله ان الامر اقتصر على كليته فقط ولم يتطور لاكثر من هذا .

ثم برقت عينيها وهى تهتف بحنق :

-هل تعلمين يا مى من وراء هذه الجريمة ؟ هل تعرفين من الذى استأجر الرجلين لقتل غادة ؟

بدا الاهتمام على وجه مى وهى تتساءل بلهفة حذرة :

-من !!

خبطت دنيا بقبضتها الحائط الذى ارتكزت بجسدها عليه:

-لن تصدقين

عـمـتـى نــاهــد .

اتسعت حدقتا مى فى دهشة وهى تهتف بغير تصديق:

-من !! هل تمزحين ؟؟

هزت رأسها نفيا وهى تقول بأسف:

-لا..اقسم ان هذه الحقيقة ، لكننى لست مندهشة مثلك ، فهى حقيرة قد تفعل اى شىء قذر كهذا .

قالت مى بملامح لا تستطع هضم المفاجاة :

-كيف علمتى بالامر ؟

-انا وادهم كنا لتونا بقسم الشرطة لنتقصى ، لقد اعترف الرجلان بعدما ادركا انهما وقعا

وبهذا الوقت.. اعتقد يكونون قد انهوا الامر واعتقلوها .

كانت تقول كلماتها بسرعة وارتباك وعيناها تتطلعان الى خارج الغرفة من خلال الزجاج الذى احتل الجدار الذى يواجه رواق المستشفى ، فما ان انتهت حتى اتجهت بسرعة الى الخارج وهى تقول :

-سأعود فى الحال .

توقفت فى الرواق وقلبها يدق بعنف ، ظلت جامدة بلا حراك حتى اذاب جليدها ادهم الذى اقترب منها قائلا بقلق:

-دنيا..ماذا بكى ؟؟

حدقت فى وجهه دون ان تتفوه بحرف فعاد يهتف:

-دنيا !!

تشبثت فى كتفه وهى تقول بوجه منتصر:

-ادهم ..وجدت الحل ..عرفت كيف نخرج من مأزقنا .



********


-هل لديك أقوال آخرى ؟؟

ألقى وكيل النيابة سؤاله الروتينى على مسامعه بعدما أنهى اعترافه فهز رأسه قائلا:

-لا .

وغاب بذهنه عن كلمات الضابط التى خرجت من فمه ليتوه بعيدا عن المكان الذى استكانت فيه قدماه على ارضه

ها قد فعل شيئا ربما يبدو احمقا لكنه فى قرارة نفسه يدرك انه الصواب

ها قد برىء ذمة محمد

هكذا ستسامحه امه وتغفر له

وربما تكون خطوة تقربه من ربه كما قالت مى ، فهو بالفعل فى اشد الحاجة اليه الان

لم يعترف يوما بضعفه او حاجته الى احد كما يقر الان

كم بدت المسافة بينه وبين ربه دوما بعيدة او بالاحرى معدومة..بينما هى الان اقرب مما كان ليتخيل يوما ان تكونه

اقرب حتى من المسافة التى تفصله عن مقعد ذلك الضابط

اختفت الان معانى كثيرة حرص على وجودها بحياته وتبدو الان سخيفة جدا بينما هو على هذه الحال ، غطرسة وغرور ..سلطة ومال .. غش وخداع.. نساء ونساء ونساء ونزوات لا تنتهى

كلها مسميات مأفونة لا يدرى كيف كان يعتنقها

أشياء بلا معنى واودت به فى النهاية لهذا المصير المقزز

سقط القناع من على وجهه وانزاحت القشور التى كانت تغطى جسده

وبات الان ضعيفا صغيرا .. انتهى كل شىء

ولم يبقى سواه وافكاره ومشاعره المضطربة ومصيره الكريه

خارت قوى الاسد


*******


فتح الجندى باب مكتب الرائد مصطفى وهو يرفع كفه الى جوار جبهته ضاربا بقدمه الارض بقوة قائلا لشخص دلف خلفه :

-تفضل يا باشا ..الف مبروك على البراءة ..وان شاء الله نكون بخدمتك هنا بعدما تنهى دراستك فى اكاديمية الشرطة يا محمد باشا .

ابتسم محمد بسعادة وهو يدلف الى الحجرة لتهجم عليه مى التى تعلقت بعنقه بقوة فتأوه الما :

-مى ..حاذرى .. ستقتلعين عنقى .

احتضنته بحرارة وهى تضحك من بين دموع السعادة التى انهمرت على وجهها :

-حمدا لله ..مبروك على براءتك يا محمد ..

ربت الرائد مصطفى على ظهر محمد وهو يقول بفخر:

-شقيقتك فعلت المستحيل من اجلك يا محمد..يجب ان تكون فخورا بها .

ابعد محمد مى عن احضانه وهو يتطلع الى وجهها بامتنان وحب وقال وهو يمسح دموعها ثم يقرب شفتيه من يدها ليقبلها :

-انا بالفعل فخور بها ..انا محظوظ لاننا من ذات الام والاب .

ابتسم الرائد مصطفى بينما اختلجتا شفتى مى ودمعت عيناها وهى تتنهد بحسرة قائلة :

-كان ليتمنى ان يشهد براءتك .

ادركت فداحة خطأها بعدما تلفظته من كلمات ، فمحمد يجهل وفاة ابيه فوضعت يدها على شفتيها قائلة بجزع:

-محمد ...آآآآ

انفرجت شفتاه قليلا وهو يقول بصوت حزين :

-اعلم يا اختى الغالية ..رحمه الله واسكنه فسيح جناته .

قالت بدهشة حزينة :

-كيف عرفت ؟

اقترب من النافذة وامسك قضبانها بين يديه وهو يقول بصوت متهدج :

-الاستاذ ربيع المحامى ..فلت لسانه مرة ..هذه الامور لا تحيا وسط الظلام .

خيم الصمت على المكان فتنحنح الرائد مصطفى قائلا :

-الفاتحة على روحه .

ارتفعت اكفهم امام وجوههم وقطع الصمت همهمات خاشعة وعيون حزينة وشفاة مرتجفة

التفت اليهم وهو يمسح دموعه بكفه قائلا بحب وهو يقترب من مى :

-انتى رائعة يا مى ..اعلم انكى اخفيتى الامر عنى حتى لا تزيدين من همى

لكن صدقينى كان بامكانك اخبارى ..لقد رأيت الكثير فى الشهور الماضية وصرت اكثر قدرة على تحمل اى شىء .

هزت مى رأسها باشفاق بينما دفن رأسها فى صدره بعد ان قبل جبينها

تطلع اليهم الرائد مصطفى بشفقة فقال محاولا طرد الحزن الذى احتل الصدور :

-ما الامر ؟ الا تريد مغادرتنا ام ماذا ؟ الم تشتق لعبير الحرية !

اشرقت ملامح وجهه وهو يقول بسعادة :

-بلى..اريد المغادرة .

اشار الرائد الى ورقة بعينها بينما ناوله قلما جافا قائلا وهو يبتسم :

-اذن وقع هنا يا محمد باشا


*********

 
 

 

عرض البوم صور jen   رد مع اقتباس
قديم 04-04-09, 07:41 PM   المشاركة رقم: 450
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

-لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
اخرجونى من هنا ..انا لا انتمى لهذا المكان ..ابعدونى عن هذه الزنزانة الحقيرة
انا لا اريد ان ابقى هنا ..هذا ليس مكانى..اخرجونى ..الا تسمعون ايها الحمقى !!
قلت اخرجونى ..انتم ايها الحثالة ..انا لم افعل شيئا ..اخرجونى ..اخرجونىىىىىىىى
اطبقت ناهد اسنانها على شفتيها بعنف حينما تراءى لها انه لا جدوى من الصراخ
احتوت بين يديها القضبان الصدئة -التى احتلت ثلث الباب الحديدى الذى لم تتزحزح عنه
منذ ايداعها بتلك الزنزانة الضيقة المنفردة - وهزتها بعنف وهى تهتف بغل :
-انا لا انتمى الى هذا المكان ..بل يجب ان يكون مقامى بقصر فخم به خدم وحشم تحت امرتى وطوعى ..نعم..هذا ما استحقه .. لا ادرى ماذا فعلت كى يظلمنى هؤلاء الاشخاص البشعين ..انا استحق الافضل ..استحق الافضل ..الافضل
الافضااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااال
هتفت بها وهى توجه ركلة قوية الى الباب الحديدى جعلتها تصرخ الما وهى تتهاوى على الارض الحجرية المتسخة محكمة قبضتها حول قدمها التى تأذت من عنف الضربة
سالت دموع الالم من عينيها وهى تتطلع بضيق الى الدلو الذى سقطت بجواره
وهتفت باشمئزاز وهى تقذفه بيدها بعيدا :
-هل هذا ما يتصورون اننى ساقضى حاجتى به !!
اطلقت صرخة متألمة حينما اشتبكت يدها بسطح الدلو المسنن فجرحها واندفعت دماءها
التى اثارتها وجعلت عينيها تدور فى محجريهما مع شلال الافكار المجنونة الذى تدفق بعقلها
امتدت يدها المجروحة نحو الدلو تعيده الى احضانها وهى تهتف بوحشية :
-نعم ..انا استحق افضل من هذه الحياة البشعة ..سأرحل عنها ..سأرحل وادعهم جميعهم يندمون
سأرحل
واقتربت الاسنان الحادة التى برزت من سطح الدلو من معصمها ..اقشعر جلدها عندما لامستها
لكنها اعتزمت امرها واغمضت عينيها بقوة وهى تهمس بكراهية :
-سيندمون
*******
هتف محمد بصوت مدوى وهو يدلف الى مدخل البناية متأبطا ذراع مى وعلى وجهه ابتسامة متهالكة:
-لا استطيع محو تلك الابتسامة عن وجهى رغم ان فكى يؤلمنى بشدة لكننى سعيد للغاية ان الجميع شهد براءتى واننى اخيرا استطعت والفضل لكى بالطبع ان احطم كل الاقاويل البشعة التى كانت تقال من وراء ظهرى وان انظر للجميع فى اعينهم بتحدى بعد ان كنت ادفن رأسى فى التراب خوفا من العار الذى لحق باسمى .
ربتت مى على كتفه وهى تقول بسعادة :
-وبالتأكيد ابى الان نائما هانئا فى مرقده فخورا بك .
كاد يعقب على كلماتها لكن الابتسامة انمحت من على شفتيه وكأنها مرض غزا وجهه فاحتشدت جيوش البؤس محاربة ذلك العدو الغير المألوف والذى كاد يسقط الحزن من على عرشه ويحتل مكانا لم يبرحه منذ زمن طويل
لاحظت مى ذلك التغير الملحوظ الذى شحب له وجه محمد ولم يدم السر خافيا عنها طويلا اذ خلعت قلبها زغرودة قادمة من شقة هند فادركت مى وهتفت ومحمد يعدو على الدرج :
-محمد .
احدث دخوله المدوى همهمات عالية كادت تصم اذنه وعيناه تجرى بين العيون التى تسمرت على وجهه ..بلل شفتيه بلسانه وهو يستند الى الجدار محاولا التقاط انفاسه المتهالكة
دلفت مى خلفه بثوانى متطلعة بحسرة الى الزينات والانوار المتلألأة التى اغرقت اجدر الشقة
وتنقلت عيناها بين المدعوين والعريس الذى بدا على وجهه الاستغراب لدخول محمد الذى قلب الاجواء وهند التى انقسم وجهها الى نصفين ..نصف يحمل سعادة الدنيا فى ملامحه والنصف الاخر تتجلى المفاجأة واضحة بقسماته
فهمست فى اذن محمد بلهجة مشفقة :
-محمد..ماذا تفعل ؟
التفتت اليها وفى عينيه نظرة حادة وقال بكلمات صارمة :
-انها لى ..هند لى وحدى .
وبينما يتقدم من والدها تبادلت عيناه وعينى هند ابلغ رسائل الغرام والاشتياق
هتفت له بعيناها ..انقذنى ..فاجابها بعيناه ..سأفعل يا حبيبتى
تطلع اليه والدها بدهشة ثم لم يلبث ان استجاب ليده الممدودة نحوه مصافحا اياه
فاحت الثقة والصرامة من كلمات محمد :
-عمى ابراهيم ..لقد ظهرت براءتى وتم القبض على الجانى الحقيقى الذى اوقعنى فى هذه التهمة الدنيئة التى لا تمسنى بصلة ..
هز الرجل رأسه بسعادة وهو يقول بفرح حقيقى :
-حقا..هذه اخبار رائعة يا محمد ..مبروك يا ولدى .
لم يبد اى تأثير على ملامح محمد الحادة فاستطرد :
-مى ..شقيقتى الغالية هى التى اخرجتنى من مأزقى الصعب ..هى التى اوقعت بالمجرم
فكافأتها الشرطة بمبلغ كبير منحته هى لى لابدأ حياتى مع الانسانة الوحيدة التى احببتها والتى لا ارى سواها زوجة وشريكة حياتى ..مى ستتزوج يا عمى فستبقى لى الشقة وحدى .. كما قدمت لى ادارة اكاديمية الشرطة خالص اعتذارها واعادت الحاقى بصفوفها ..وهذا ما يعنى ان امامك طالب شرطة لديه شقته الخاصة وماله الخاص ووظيفته المشرفة ..
التمعت عينا هند بأمل فامتدت يدها المكتنزة قصيرة الاصابع تلتقط فستانها الوردى تاركة مكانها الى جوار عريسها الذى صاح مندهشا:
-هند..الى اين تذهبين ؟
لم تأبه به وهى تقترب من محمد الذى التفت اليها مضيفا برجاء :
-عمى ..اعلم ان اليوم خطبة هند لكننى يستحيل ان اتخلى عن حلمى واملى وحب حياتى
عمى ..انا اتقدم لخطبة هند واتمنى الا تردنى خائبا .
سرت همهمات مستنكرة بين المدعوين وتسلطت العيون على والد هند الذى سكنت ملامح وجهه وبدا انها فى سبات عميق فلم تطرف عيناه ولم تحملا اى تعبير
تنقلت عينا محمد بين هند ووالدها فى قلق وقلبه يرتجف بشدة
اخترق الصمت الذى احتل المكان شهقة والدة هند التى هتفت:
-محمد ..ما هذا يا ولدى ؟؟ كيف تطلب هذا ؟؟ الا ترى ان هند مخطوبة بالفعل !
صاحت هند متذمرة :
-لكننى لا اريده .. انتم ارغمتونى على قبوله..انا احب محمد ولا اريد سواه .
انقلب الامر وامتلأ المكان بضجيج ..همهمات وصيحات..استنكارات واستحسانات
اغرقت الصالة فقطعها والد هند بصيحة قوية :
-محمد ..
تركزت كل العيون على شفتى والد هند التى انفرجتا عن قوله :
-مبارك لك يا ولدى ..يا عريس ابنتى .
قام العريس من مكانه وهو يهتف باستنكار :
-ماذا !! ما هذا يا عمى ؟ كيف ..............
لكن ضاعت صيحاته وسط الضحكات والتنهدات المشفقة السعيدة التى انطلقت هنا وهناك
واقبلا الحبيبان ..اشتبكت ايديهما ..وتعانق قلبيهما
وتدفق نهرا أعياه الجفاف وأخيرا وبعد طول انتظار مرير ترفل فى نعيم الفيضان الذى اجتاحه
لقد اتقن كيوبيد عمله هذه المرة
**********
توسط احد الضباط خصره بكفيه العريضين وهو يتطلع باشمئزاز الى امرأة افترشت الارض الحجرية المتسخة لزنزانة ضيقة ، وتساءل وهو يبعد عينيه عن عينيها المتسعتان بألم وبشرتها المزرقة :
-اذن هل كانت حقا مجنونة !!
اجابه ضابط آخر وهو يبعد قدميه عن الدماء اللذجة التى التصقت بحذائه:
-لا ادرى .. على اى حال ، لقد فعلنا واجبنا ..كان علينا القبض عليها ..فهى المحرضة للرجلين اللذين امسكناهم بجريمة الشروع فى قتل الرجل والمرأة ..وسواء كانت مجنونة ام فى كامل قواها العقلية كان علينا التقيد بالقانون.. والمحكمة هى التى تقرر اى مكان ستلازمه..
السجن او مستشفى الامراض العقلية .
اجابه الاخر وهو يخرج ببطء من الزنزانة تاركا رجال المعمل الجنائى يتولون عملهم:
-لكنها كانت بالفعل فى احدى هذه المستشفيات .
-كانت مستشفى خاصة يا صديقى ..وهى من دخلتها بارادتها ودفعت حسابها بمالها الخاص
أتظن ان مجنونا قد يقدم على هذا !! ثم ان الرجلين اقرا انها لم تبد لهما هكذا على الاطلاق
ثم ماذا بك مهتما بهذا الامر ؟
هز رأسه بأسى قائلا:
-اشعر ببعض من تأنيب الضمير ..اخشى ان نكون نحن من دفعناها للانتحار
بدلا من التروى فى....
قاطعه فى حزم :
-لا تحمل الامر اكثر من حجمه ..تلك المرأة لم تكن مجنونة..لا يوجد مجنون يخطط لجريمة قتل ويدفع كى تتم ..صدقنى ..لقد كانت تدعى الجنون او ربما تعانى ازمة نفسية ما.. لكن فقدان عقلها....
أشار بسبابته فى وجه صديقه وهو يضيف بثقة:
-اؤكد لك ان هذا ليس صحيحا .
*********
صاحت نور بحنق عندما رفض على فتح فمه ليتلقى ملعقة آخرى من الحساء الدافىء :
-على ..هذا لا يفلح ..هكذا لن تلتئم جراحك ولن تشفى سريعا..هل تحب البقاء كثيرا فى المستشفى !! هل هذا ما ترغب به ؟
اشاح على وجهه بعيدا قائلا باشمئزاز :
-مذاقه مقزز جدا .. اتمنى الا تكونى متصورة اننى استسيغ مذاقه ..لن يفعل احدا اعتاد على الطعام ذا النكهة القوية مثلى .
ارغمته على فتح فمه عندما لامست الملعقة الساخنة وجهه وقالت بلهجة مغرية وهى تدفع الملعقة داخل فمه :
-ومع هذا يجب ان تحتمل مذاقه المريع حتى تخرج من هنا قريبا .
اومأ برأسه وهو يقول بامتنان :
-لا ادرى كيف اشكرك على كل ما تفعلينه من اجلى .
افتعلت الضيق وهى تقول :
-لا تقل هذا يا على ام تريدنى ان ارحل !!
ثم اضافت بلهجة حانية :
-انا لم افعل شيئا يذكر بجوار ما فعلته انت معى
لن انسى مطلقا شهامتك ونبلك معى ..انت انسان رائع يا على .
ربت على يديها وهى تضيف :
-لا تتخيل كيف كان حالى حينما هاتفتك واجابتنى تلك الفتاة التى تدعى مى واخبرتنى بحالك
كدت اموت قلقا .. وهرولت انا وابى على المطار وفى اول طائرة متجهة الى القاهرة كنت على متنها حتى وصلت هنا ولن ابرح مكانى الا عندما تشفى تماما.. او كما ترغب يمكننى الا ابرح مكانى مطلقا .
ادار عينيه بعيدا متصنعا عدم فهمه لمغزى حديثها فتنهدت بخيبة امل
انقذه من تأنيب ضميره الطرقات الرقيقية التى حطمت سكون باب حجرته
فهتف بلهفة:
-تفضل بالدخول .
انفتح الباب لتقع عيناه على مى التى دفعت مقعد متحرك احتلت فراغه غادة التى تطلعت الى على بخجل ، جذب على جسده من مرقده واستقام فى جلسته محتويا بين عينيه غادة التى قالت لنور عندما لمحت محاولتها مغادرة الحجرة :
-لا ..لا داعى لذلك ..لن ابقى طويلا .
بدت خيبة الامل فى عينى على التى ارتكزتا على غادة وهى تقول بأسف :
-على..انا آسفة بشدة على ما حدث لك بسببى ..اشعر بذنب شديد لاننى السبب فيما اصابك
هز رأسه نفيا وهو يهتف :
-لا تقولى هذا ..لم يكن لكى اى ذنب ..انتى ضحية ..انا الذى اشعر بالضيق والغضب لاننى لم استطع الدفاع عنك وحمايتك من هؤلاء الاوغاد ..حتى لو كانت حياتى هى الثمن لكن للاسف لم استطع .
قالت غادة بامتنان:
-اشكرك يا على ..لقد فعلت ما عليك وتعرضت للاذى بسببى ..
استطردت بسرعة عندما لمحت محاولته للتعقيب على كلماتها :
-حمدا لله على سلامتك يا على ..اتمنى لك الشفاء العاجل .. ان شاء الله تتحسن سريعا
اتمنى لك كل السعادة فى حياتك القادمة
ونقلت بصرها الى نور وهى تضيف :
-وتحقق احلامك ..خاصة حلمك الكبير ..
وداعا .
اومأت برأسها لمى فدفعتها خارج الحجرة واغلقت الباب ورائها
اغلق على عينيه متألما وقد انطفأت شعلة الامل بقلبه الذى اذرف دموعا حارة على رحيل حبيبته
وشعر بدقات قلبه تعزف نغمات لحن الوداع
لمين هعيش....بعده هعيش انا ليه
هتسوى ايه حياتى لو مش ليه
هتسوى ايه احلامى لو مش بيه
من غيره صعب الدنيا دى احس بيها
وحياتى بعده صعب اتعود عليها
مش كل حب بينتهى هنحب بعده
ولا كل حاجة حلوة بسهولة نلاقيها
**********
فتح عمرو باب شقته اثر رنين جرسه ليتدلى فكه بدهشة امام زائره
ابتسمت ميرفت وهى تضع يديها بوسطها متساءلة :
-الن تسمح لى بالدخول !!
افسح لها الطريق الى الداخل وهو يهتف بتعجب :
-امى !! ماذا ..لماذا ..اعنى ...
ضحكت قليلا قبل ان تقول :
-حسنا ..كفاك ارتباكا ..سأوفر عليك عناء اختيار السؤال المناسب .
واقتربت منه مداعبة شعره باناملها قائلة بعينين نادمتين :
- لقد جئت هذا المنزل الذى لم تطأه قدمى منذ اكثر من خمسة وعشرون عاما
جئت لاعتذر لابنى ..فلذة كبدى الذى تخليت عنه قديما ولم يكفنى هذا بل ظننت به وقسوت عليه
لكنك لا تدرى يا عمرو كيف لحسام ان يكون مقنعا ..لقد خدعنى بتلك الاكاذيب .
لاحت ابتسامة تهكمية على شفتيه وهو يقول :
-اعلم يا امى ..لقد تمكن منى انا ايضا ..حسام ماهر جدا فى هذا الشأن .
اغمضت عينيها بضيق وهى تقول :
-نعم ..للأسف ..حسام اخطأ كثيرا بحقك وحقى وغيرنا كثيرون ..لكن ارجوك لا تكرهه .
-انا لا افعل يا امى .. صدقينى حتى هذه اللحظة لا اكرهه..هو من يكرهنى
زفرت بمرارة وهى تقول :
- هو يكره نفسه ايضا ..يكرهها لانه يعلم كم هى سيئة ..يكرهها لان الجميع يفعلون
لذا حارب باستماتة حتى لا اكرهه كذلك ..فعل المستحيل ليضمن حبى له
حاول ابعادك عن حياتى خوفا ان تسرق حبى له ..خوفا ان اوليك اهتمامى واتناساه وبذلك يفقد الشخص الوحيد الذى يحبه حقا .
اومأ عمرو برأسه وهو يتمتم :
- انه غبى .. بدلا من كل تلك الحيل والالعاب الخادعة ليضمن بقاء الشخص الوحيد الذى يحبه
كان يمكنه ان يضع ذلك الجهد ليجعل كل الناس تحبه ...اتعلمين يا امى ! انتى لستى الشخص الوحيد الذى يحب حسام..انا كذلك احبه رغم كل شىء لكنه اغبى من ان يدرك ذلك .
ضمته بين ذراعيها وهى تهمس :
-انا آسفة يا عمرو ..حقا آسفة ..
قبل يديها وهو يبتسم قائلا :
-هل تريديننى ان اتقبل اسفك ؟
اومأت برأسها بلهفة فقال بحنان :
-هل تقبلين دعوتى لكى للاقامة معى لاعتنى بكى واحظى بفرصة القرب من حضنك الدافىء ؟
دمعت عينيها وهى تحتضنه بقوة هاتفة :
-طبعا اقبل يا ولدى الحبيب .
***************
خلى كل الناس تشوف
كيف بنغنى ..كيف بنفرح
حبك نسانى الحروف
غيرك ما بدى اتذكر
قصة صارت على المكشوف
خلى اللى مش سامع يسمع
من ها اللحظة عم اقلك
ايامى صارت ملكك
لا ما بدى غيرك حدا
مال محمد الذى بدا وسيما فى حلته السوداء على اذن غادة قائلا بسعادة :
-ما رأيك بهذه الاغنية .. انا الذى انتقيتها ..شعرت انها تناسب الجو .
ابتسمت غادة وهى تربت على كتفه :
-اختيار موفق .. معانيها تنطبق تماما عليهما .
قالتها وهى تتطلع الى العروسان اللذان توسطا حلبة الرقص وتمايلا بنعومة وخفة
على الانغام الرومانسية
دققت غادة النظر فى فستان مى الابيض الذى تهادى على جسدها فابرز تناسقه وجماله
وكشف عن ذراعيها المخمليان الذين تشبكا حول عنق عمرو الذى احاط خصرها بيديه
امالت غادة رأسها متطلعة الى وجه مى الذى بدا بزينته البسيطة والسعادة التى ارتسمت على قسماته كوجه فينوس الهة الجمال .. وهمست بحنان ونظرها مرتكز على ابتسامة عمرو :
-يبدوان رائعين معا .. حمدا لله انهما اجلا عرسهما هذين الشهرين حتى اتعافى واتمكن من الحضور.
احاط كتفيها بيده وهو يقول :
-حمدا لله على سلامتك يا غادة .
تنهدت وهى تتمتم:
-اشكرك يا محمد ..والعقبى لك قريبا باذن الله .
*
*
*
جذبها ادهم من يدها وهو يهمس فى اذنها بغضب مصطنع :
-دنيا ..ماذا بكى ؟؟ هل ستتركين زوجك وحده هكذا وتنشغلين عنه طوال السهرة بالمدعوين ؟
ابتسمت دنيا وهى تداعب وجهه بيدها وهمست :
-مطلقا يا حبيبى ..ها انا بين يديك .
التقط يداها التى مدتها نحوه ووضعها حول عنقه وهو يجذبها الى حلبة الرقص قائلا بحب :
-تبدين جميلة الليلة .
ابتسمت فى خجل فى حين داعب وجنتها الناعمة بانامله قائلا بسعادة :
-انا محظوظ لان بين يدى هذه الحورية الرائعة .
ارتعشت اهداب عينيها الواسعتان اللتان تألقتا بالظل الذهبى الذى احاط جفونها ، وهمست بحب:
-تقصد اننى انا المحظوظة اننى بين يديك .
قرب وجهها منه مقبلا اياها على جبينها مغمغما :
- احبك يا دنيتى .
رددت بنعومة :
-دنيتى ..يروق لى هذا .
ثم اضافت بحنق مصطنع :
-افضل من ذاك اللقب السخيف المخادع الذى اعتدت مناداتى به ..دندن
قالت الكلمة الاخيرة مقلدة صوته فانفجرا الاثنان ضحكا
*
*
*
غمغمت مى بخجل وهى تتطلع من طرف خفى للمدعوين اللذين لم تزل عيونهم من عليهم لحظة واحدة :
- انظر يا عمرو الى كل هؤلاء الناس .. لم اتصور قط اننى سأكون يوما تحت الاضواء والانظار مسلطة علىّ بهذا الشكل .
امسك ذقنها وادراها نحوه ليحملها على النظر الى عينيه قائلا:
-لماذا تتطلعين الى الناس وتهربين من عينى ّ ايتها الخبيثة ؟
ارتبكت واطلقت ضحكات متقطعة حملت خجلها وسعادتها فهمس :
- اين ذهبت الفتاة القوية الواثقة من ذاتها التى اعترفت بحبها لعازب بشقته ؟
ابتسمت فصاح بلهجة من لن يتنازل عن حقه :
-لا..انا اطالب بسماع هذا الاعتراف ثانية ..هيا ..اطربينى .
اكتست بشرتها الخمرية بحمرة خفيفة لكنه احتج هاتفا:
-مى ..لم اطلب منكى الكثير ..اريد ان اسمعك تقوليها .
غمغمت بصوت غير مسموع من وسط ضحكاتها :
-احبك .
هز رأسه نفيا وهو يقول :
-لا..لم اسمع جيدا ..اريدها قوية واضحة عالية ........
صاحت :
-حسنا....احباااااااااااااااااك ...اهذا يكفى !
تلفتت حولها لترى العيون متطلعة اليها والشفاة مبتسمة فكادت تتوارى خلفه خجلا
فاحتضنها وهو يضحك قائلا :
-وانا احبك ايضا يا مى .
*
*
*
صاح محمد بلهجة حانقة متصنعة :
-لااااا..اشعر بغيرة شديدة ..هيا بنا يا هند ننضم اليهم نريهم عن حق ما هو الحب .
ضحكت هند وهى تتأبط ذراعه متجهين سويا الى حلبة الرقص التى لم تفارقها عينان غادة اللتان دمعتا قليلا فاسرعت بالتربيت على محيط عينيها حتى لا تفسد زينتها وبينما هى تتنهد بحسرة
تجمدت ملامحها وتحجرت عينيها عندما تناهى الى سمعها كلمات حانية مألوفة :
-هل تسمحين لى بهذه الرقصة ؟
*
*
*
رفعت دنيا رأسها من على كتف ادهم وهى تهمس بسعادة :
- الطائر المهاجر عاد لعشه .
التفت الى حيث تشير فابتسم بدوره قائلا :
-نعم ..شريكنا ومنقذنا وصل .
*
*
*
بدا له انها لم تسمعه اذ لم تتحرك بوصة واحدة ولم يبد على وجهها اى انفعال سوى انه تحول لصورة ثابتة ..تمثال من المرمر يحمل ملامح متحجرة
هز رأسه بفهم وكشفت شفتيه عن ابتسامة رائعة معيدا سؤاله وهو يقف امامها هذه المرة :
-هل لى ان احظى بشرف مراقصتك يا اميرتى !!
ارتجفت حينما لامس كفه اناملها فرفعت عينيها اليه بعفوية وتطلعت اليه بغير تصديق
تركته يقودها الى حلبة الرقص الخشبية المستديرة التى تساقطت على سطحها اضواء متراقصة
واصلت التغيير من لون الى آخر
امال رأسه متطلعا الى عينيها وهو يتساءل :
-اذن هل سأرقص وحدى !
ولما لم تبد اى استجابة احاطها بحنان بين ذراعيه وهو يهمس :
-اوحشتينى كثيرا .. كدت ابتعد نهائيا عن حياتك لكننى لم استطع الحياة بدونك
اصبحتى كل شىء بحياتى ..بل اصبحتى انتى حياتى
لقد ابتعدت من اجلك حتى اعود شخصا سويا متخلصا من كل الشوائب التى كادت تدمر حياتنا.
استطرد بخجل :
-اعنى كل العقد التى سيطرت علىّ ودفعتنى لتلك التصرفات الهوائية الحمقاء.
استطاعت بصعوبة ان تخرج عن عزلتها بعدما استكان جسدها بين ذراعيه واعتادت اذنها على صوته الدافىء فابتعدت عنه قليلا محدقة بوجهه هامسة بكلمات متقطعة متعجبة :
-ام....امجد.....انت !! انت حى !
ابتسم وهو يومىء برأسه قائلا :
-نعم ..مفاجاة ..اليس كذلك !!
هتفت بينما لم تتخلص من دهشتها بعد :
-كك...كيف ؟ انا لا افهم .
تنهد بحرارة وهو يدفع برأسها على كتفه قائلا :
-بعدما افقت من الحادث ، كانت نفسيتى محطمة للغاية وحياتى مظلمة خالية من ادنى بصيص ضوء
هل تتذكرين شجارنا الاخير ؟ لقد عانيت كثيرا يا غادة ونشأت مؤمنا بان المرأة خلقت لتخون
وان بساط الامان لها يجب ان يزيحه الرجل من تحت قدميها .
همست مشفقة :
-والدتك ..اليس كذلك ! دنيا وضحت لى كثيرا ..عرفت حينها لماذا كانت تراودك الظنون دوما بشأنى ولماذا كنت تتعامل معى بهذه الحدة .
مسح بيده على شعرها وهو يقول بندم :
-آسف يا حبيبتى على ما جعلتك تمرين به ..انا اعلم انكى مخلصة لى ..كنتى ومازلتى حتى الان رغم ظنك بوفاتى .
واضاف وان بدت السعادة فى صوته :
- علمت بمحاولات على المستميتة لعودتك له وانكى ارجعتيه خائبا .
تجاهلت الامر فعلى ..صفحة قديمة طوتها بعناية واقسمت انها لن تعود لفتحها ثانية
فتساءلت بلهفة :
-امجد ...لماذا زيفت وفاتك ؟
صمت قليلا متطلعا بعيدا ثم قال بعد ان تنهد بحرارة :
-احتجت ان انفرد بنفسى واعيد زمام الامور لحياتى المبعثرة .. كان علىّ ان اعيد الامور الى نصابها الصحيح ..لقد عانيت كثيرا وتكالب علىّ كل شىء .. اردت ان ارحل بعيدا ..لم اكن انوى العودة ..انتويت حقا الرحيل عن هذه الحياة
اردت التخلص من امجد وان ابدأ من جديد وحدى .. شاءت الصدفة ان يكون مالك المستشفى هو صديق لى ..عقدت معه هذا هذا الاتفاق.. بأن يمحينى من لائحة الاحياء
قضيت الشهور الماضية مع اطباء نفسيين فى الخارج ..تمكنت من التغلب على عقدتى ومشاكلى
وكدت ابدأ الحياة التى اردتها ..حاولت لكننى فشلت ..
احتوى وجهها بين كفيه وهمس متطلعا الى عينيها الخضراوين :
-فشلت لانكى لست بجوارى .. فشلت لاننى اكتشفت اننى وقعت فى حبك
واننى لا استطيع الحياة بدونك ..عدت الى مصر لاكتشف الحادثة الاليمة التى وقعت لكى على يد تلك المرأة الكافرة التى شاء القدر ان اكون ولدها ..حينها علمت دنيا بحقيقة بقائى على قيد الحياة
وهيئنا عودتى من جديد ..وقعنا عقد شراكة بين شركتينا وحفظت هى الامر سرا حتى اكون مستعدا لملاقاتك
..وها انا الان على اتم الاستعداد لكننى ........
صمت قليلا ثم قال بحزم محاولا التغلب على صوته المختنق :
-لكننى تخليت عن انانيتى ورغبتى فى تملكك.. وعودتى لا تعنى انكى مرغمة على العودة الىّ
لكى الخيار يا غادة ..وبسهولة يمكنك ان ترفض........
وضعت سبابتها على شفتيه فتوقف عن الحديث بينما هزت رأسها وهى تقول بتردد :
-يمكننا ...يمكننا ان ننجح الامر سويا .
ابتسم بسعادة وهى تعيد وضع رأسها على كتفه مغمغة :
- فقد اشتقت اليك انا ايضا .
عاد محمد مسرعا الى حلبة الرقص حيث وقفت هند متطلعة اليه بحنق وتساءلت بغيظ وهو يعيد وضع كفيه حول وسطها معاودا الرقص معها :
-ما هذا الذى فعلته ؟ لماذا تركتنى بمفردى وجعلتنى ابدو كالغبية ؟
-اعذرينى يا حبيبتى كنت انتقى اغنية مناسبة لهذان العصفوران المنسجمان
فانا ادين لهما ..اتتذكرين ..لقد دمرت زفافهما حينما تم القبض علىّ .
اومأت هند برأسها بتفهم وهى تتمتم :
-احسنت .
تمايلت الازواج الراقصة بنعومة على نغمات الاغنية الهادئة التى سرت كالمخدر فى عروقهم
وأسرت قلوبهم التى انتصرت بصعوبة فى المعركة الابدية
المعركة التى شاء القدر ان يخوضها كل انسان ..معركته ضد الفارس الاسود الملثم
"الظلم"
..الذى استشرى فى الحياة التى نئت بنفسها عن الشبهات متخذة جانب المحايدة فلم تربح كفة احدهما
وتركت تحديد المصير وفوز المنتصر للانسان نفسه
لكنها قدمت له الاكسير ذا المفعول السحرى
الصبر والايمان ..الحب والامل
وانا بين ايديك ..محتاجة ايه ؟
فيه حاجة اكبر من كدة !
وانا عمرى كنت ..احلم فى يوم
اعيش حياة بالشكل دة !
كل اللى فات ..من عمرى فات
ومش بايدينا نرجعه
خلينا اكتر فى اللى جاى
مبقاش فيه وقت نضيعه
وانا مش هضيع عمرى تانى
لو ثوانى .. هينفعونى
انا مش هفكر فى اللى جاى
انا عمرى لسة فى اوله
كفاية انى بقيت معاك
ومعاك هعيشه واكمله
كلمة أخيرة
***
يجب ان نؤمن انه حتى وان لم تكن الحياة بأحسن حال فهى تواكب على اعطاءنا فرصة ثانيةلنعيد الامور الى نصابها ونربح المعركة لصالحنا
فدعونا
نؤمن ان حياتنا تستحق ان نتنازل ونعطيها فرصة ثانية لتثبت لنا
انها لا تحمل شيئا ضدنا
ففى بعض الاحيان
يكون من الجميل ان نزيل غمة التشاؤم عن اعيننا
يكون من الافضل ان نتحلى بالصبر والايمان ونجعل الحب مفتاحا لكل الاقفال
يكون من الرائع ان نفتح قلوبنا للحياة مرحبين بها ضيفا عزيزا
فوقتها
ووقتها فقط
قد تتغير معالم الحياة التى نألفها
ويصبح شعارها
** حياة.. شعبة أمل **



**** تمت بحمد الله ****

3-4 -2009 م
2:57
a.m







 
 

 

عرض البوم صور jen   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مأساة مشوقة, اصعب احساس الظلم والقهر, دراما اجتماعية رومانسية, على الباغى تدور الدوائر
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية