كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل التاسع
وارتجف كيانى
فى هولندا .. فى الحديقة الخلفية للفيلا الفاخرة ، جلست نور مع والدها بجسدها فقط اما كيانها وتفكيرها
كانا شاردين
مع العربى الشهم الودود الذى شغل تفكيرها منذ اول ثانية وقعت عيناها على عينيه الحزينتين
التى لا تدرى سر حزنهم
اغلب الاوقات ينجح فى ان مداراة هذا جيدا عنها وفجأة يتسرب ذلك الحزن من عينيه
ليحل محله تصميم واصرار
اخذت نفسا عميقا وهى تشعر بقلبها البرىء يخفق لاول مرة ، ولمن؟؟ لرجل عربى
لطالما استهزئت من العرب ودوما شعرت بالحرج لان لها اصول بينهم اما الان فهى تسير برأس مرفوعة
شاعرة بالفخر لان جذورها عربية ولان لان لان حبيبها عربى
قالتها لنفسها بخجل وسعادة و
وانتزعها من شرودها صوت اباها الرخيم الذى قال:
-نور يا حبيبتى .. ناولينى كوب من الشاى من يدك الجميلة
هزت رأسها قائلة فى طاعة:
-انت تأمر يا ابى
شعرت بالحيرة من نفسها ، فالان اى طلب يطلبه منها اباها تنفذه بحب وسعادة عكس ما كانت تأباه نفسها
المراهقة من قبل لكن يبدو ان الحب يصنع المعجزات كما يقولون00فهى الان تسعى لفعل كل ما يرغبه اباها
لتشعره بالسعادة التى يشعر بها قلبها والعالم الوردى الذى احاط بها
وبينما تناوله كوب الشاى لمحت على قادما نحوههم فانتفضت فتساقطت بضع قطرات شاى
لتصيب يدها التى ابعدتها سريعا عن سخونته الحارقة ، فامسك والدها يدها بلهفة وهو يهتف بقلق:
-نور!!! حاذرى ما هذا الذى فعلتيه
لكن ما ان سمع صوت على يقول بقلق- وهو يجلس معهم الى الطاولة البلاستيكية البيضاء التى
اخذت مكانها على الاعشاب الخضراء اليانعة-:
-ماذا هناك؟؟!!!
حتى ايقن سر ارتباك نور فوجه ابتسامة مشرقة لعلى قائلا:
-ابدا يا على نور فقط سكبت قليل من الشاى على يدها الصغيرة
شعر على بالقلق من ان تكون تأذت فامسك يدها بسرعة وقلقه مستمر قائلا:
-هل حدث لكى شيئا؟؟
شعرت نور فجأة بتيار كهربى قوة 1000 فولت يسير فى جسدها المرتجف ، واحست بحرارة شديدة
تغلف الجو حولهم رغم الطقس البارد لكنها حاولت باقصى ما تستطيع ان تتمالك نفسها وهى
تقول بصوت خافت:
-لا ابدا انا بخير
اغمض على عينيه وهو يقول بارتياح:
-الحمد لله
نقل الاب انظاره بينهما وهو يفتح حوارا بعيدا عن اصابة نور:
-هل راق لك العمل يا على؟؟
ابعد نظره عن نور وانتبه الى اباها وقال بحيرة صاحبها التعجب:
-راق لى!! وهل هذا سؤال يا بهاء بيه!! انا لا اصدق من الاساس اننى اعمل وفى هذا الموقع!!
طوال الوقت وانا اشعر اننى احلم حلم جميل لابد ان استيقظ منه
ضحك بهاء وهو يقول:
-لماذا هذا التشاؤم؟؟
ابتسم على وهو يقول بلهجة حامدة شاكرة:
-اعتقد اننى الشخص الوحيد يا بهاء بيه الذى وجد عملا مرموقا هكذا دون ان يتكلف حتى عناء البحث عنه
قال بهاء بامتنان:
-لقد كنت مستعدا لفعل اى شىء من اجلك يا على ، حتى لو كنت طلبت منى ان اتنازل لك عن ثروتى
لكنك ابيت حتى ان تأخذ مبلغ صغير كمكافأة على شهامتك وشجاعتك فما كان منى الا ان اقف بجوارك
واساعدك فى البحث عن عمل فما فعلته مع ابنتى لا يقدر بثمن لقد اعدتها لى سالمة
والله وحده يدرى ماذا كان ليحدث لها لو لم يضعك فى طريقها
شعر على بالفخر من كلماته الثانية التى يرى انها كثيرة على ما فعله فاجاب سريعا
ناقلا احساسه اليهم:
-لقد وضعنى الله فى طريقها لانها انسانة طيبة لا تستحق ما كان ليحدث لها
فما حدث ليس لى يد فيه انما هى حكمة الله حتى تبقى نور سالمة من اى مكروه
ضربته بمزح فى كتفه قائلة وهى تبتسم:
-كفى تواضع يا على لقد انقذتنى ايها البطل ، اتعلم لقد كان ابى دائما يحكى لى عن
شهامة ومروءة العرب وبطولاتهم وامجادهم واصدقك القول لقد شككت كثيرا بكلامه وقلت
انه يبالغ لكن بعدما مررت بهذه التجربة فانا مستعدة ان ابصم بصوابعى العشرة على كلامه
ضحك كلا من على وبهاء الذى وجه سؤاله للاول قائلا بجدية:
-انا اعلم ان العمل الذى الحقتك به بعيدا عن مجال دراستك لكن
قاطعه على سريعا وهو ينفى كلامه:
-ابدا يا بهاء بيه انه قريب جدا من مجال دراستى ، فالعلاقات العامة تحتل قسما فى كليتى
-لقد حاولت ان اجد لك عملا فى قناة تليفزيونية لكن يشترط فى هذا ان تكون متحدث جيد للغة
الهولندية لذا بحثت لك عن عمل يتطلب فيه معرفة اللغة الانجليزية
قال على بامتنان:
-العمل ممتاز يا بهاء بيه والجميع يعاملوننى باحترام كبير، يبدو ان لك صيت عالى
هناك ثم ان الاجر اكثر من ممتاز لم اكن لاحلم به قط
واضاف موجها حديثه لنور التى التفت اليها ليجدها منتبهة الى كلامه بكل جوارحها:
-لقد فتحت طاقة النعيم لى يا نور عندما وجدتك فى طريقى
ابتسمت نور فى خجل وغمغمت :
-بل فتحت لى انا
عمرها حصلتلك دى!! تبقى لسة شايف حد وانت لسة متعرفوش
ايوة متعرفوش
بس نفسك تجرى عليه تحضنه وتنام فى عينيه وانت لسة متعرفوش
ايوة متعرفوش
انا بقى حسيت دة معاك انا بقى طال بيا هواك
انا بقى من يوم ما شفتك مش متخيل غير عمرى معاك
يا تاعبنى يا واجع قلبى
من حبى مش قادر اخبى
*******************
توقفت غادة مترددة عند باب الغرفة لكن عيناه اشارتا لها بالدخول
تقدمت منه وهى ترى اللهفة والفرحة فى عينيه
ابتسمت رغم اوجاعها وجلست على ركبتيها بجانب فراشه وقبلت يده وقالت ودموعها تغالبها:
-الشكر لا يكفى للمعروف الذى اسديته لى ، حنانك الذى اغرقتنى به منذ ان خطت قدماى عتبة بيتك
جعلنى اندم كل لحظة اننى لم اقبل بترحيبك واستضافتك لى فى منزلك عندما تزوجت امى
اتمنى ان اضرب نفسى الف مرة اننى لم استمع اليك وفضلت المكوث فى حضن امى
صدقنى حضنك انت ادفأ ولم اشعر بالسعادة الا فى هذا البيت الذى اغادره الان بصعوبة
لتمسكى بكم
مسحت دموعها التى سالت على وجهها وهى تقول بفم مبتسم وقلب حزين مجروح:
-لكن هذه سنة الحياة اليس كذلك
شعرسعيد بالعجز الشديد امام كلماتها ، اراد ان يحتضنها ان يشبعها بقبلات الفرحة
اراد ان يقول لها مبروك ، اراد ان يوصلها بنفسه لبيت زوجها
لكنه عاااجز ، غير قادر على الحركة على الكلام على تنفيذ اى رغبة
عيناه وحدها عبرت لها بما يشعر به ، تمنى ان تدرك ان دموعه هذه التى اغرقت وجهه
هى دموع فرحته بها واشتياقه لها
ارتجفت شفتاها وهى تشعر ان الموقف اكبر منها ، لكنها مسحت دموعه وهى تقول بصوت
باكى:
-هذه دموع فرحتك اليس كذلك؟؟ كنت اتمنى ان تكون وكيلى عند عقد القران لكن لكن
لكننى اعرف انك معى بقلبك
واصلت مسح دموعه وهى ترتجف وتقول:
-وتوقف عن دموعك هذه التى تذرفها باذن الله ستتحسن صحتك وتكون وكيل مى
عندما يحين نصيبها
مسحت مى دموعها وهذا المشهد الذى تراه امامها يلعب بعواطفها ويحرك مشاعرها
وتوجهت جهة غادة رفعتها عن الارض وقالت بمزح:
-هل سنبقى هنا طوال اليوم؟؟ هل نسيتى انكى عروسة؟؟ وورائك مهام
عديدة يا غادة هانم!! هيا لترتدى فستان الزفاف هيا عن اذنك يا ابى
تسمرتا الاثنتان مكانهما عندما سمعا صوتا خافضا وكأنه يأتى من اعماق بئر سحيق
نظرتا الاثنتان الى بعضهما البعض بغير تصديق والتفتتا فى سرعة الى سعيد الراقد على
الفراش، اتجهت كلا من غادة ومى سريعا اليه وقالت مى بلهفة:
-هل قلت شيئا يا ابى؟؟
استجمع قواة للمرة الثانية ونازع نزاعا شديدا حتى استطاع ان يقولها:
-مبببررروك
صحيح انها خرجت مهزوزة متقطعة الا انها كانت اجمل ما وقع على اذن غادة التى غلبتها دموعها
وقبلت يده وهى تقول:
-الحمد لله الحمد لله نطقت يا عمى الله يبارك فيك يا حبيبى
انتظرتا الاثنتان ان يصدر منه شىء اخر لكن طال انتظارهما فقالت مى:
-يبدو ان قواه خارت بعد نطق هذه الكلمة لكن هذا اول الطريق ويبدو ان التحسن يلوح فى الافق
ان شاء الله
رددت غادة بسعادة:
-ان شاء الله
***************
اطلقت نعمة عدة نفحات من زجاجة العطر الفاخر الذى انطلقت رائحته تغرق المكان فجاء على اثره ممدوح
متشمما الرائحة العطرة قائلا بانبهار عندما وقعت عيناه على نعمة بثوبها الاحمر الصارخ المفتوح
والكاشف الكثير والكثير ومكياجها المغالى فيه وكأنها العروس نفسها:
-وااااو!! ما هذا الجمال والجاذبية المطلقة يا نعمتى
تبدين اليوم بأبهى حلة
اتسعت ابتسامتها وهى تقول بغرور:
-كعادتى دوما جميلة يا دوحة
شعر بالسعادة ان هذه الفتاة الجذابة والتى تدلله هى امرأته ، فقال تأكيدا على كلامها:
-بالطبع يا حبيبتى لكننى اليوم اراكى اجمل من كل يوم لاننى سعيد اخيرا
ان ابنى سيتزوج
انقلبت ملامحها فجأة فزفرت بضيق لم ينتبه اليه وهى تقول:
-هل اقتنع اخيرا بنصيحتى؟؟
هز رأسه ايجابا وهو يقول:
-نعم بالطبع امجد مطيع ولا يكسر لى حرفا وقد اخبرته طبعا ان هذا مطلبى
لذا فبعدما كان رافضا تماما اقتنع ورضى بهذا الوضع
جذبته تجاه المرآة ووقفت خلفه تربت على كتفه وهى تنظر اليه من خلال المرآة:
-وهذا يا حبيبى لصالحك فانا لا اريد ان يفترق ابنك عنك حتى ولو تراه فى العمل فيجب
ان يظل الوضع كما هو والا يستقل بحياته حتى لا اشعر انه اراد ان يعيش مع عروسه
بعيدا عن هنا بسببى
ارتبك ممدوح لان هذا هو فعلا السبب وراء رغبة امجد بالسكن بعيدا عن هنا الا انه قال بنفاق:
-لا طبعا يا حبيبتى امجد لم يفكر مطلقا فى هذا كل ما اراده ان يكون له حياة خاصة
لكننى اكدت له ان احدا لن يتدخل فى اموره الشخصية مع زوجته
ابتسمت بدهاء قائلة:
-طبعا يا حبيبى طبعا
وبداخلها اتسعت ضحكتها وقهقهت وقهقهت بوحشية لان هذا تماما ابعد ما يكون عن مخططها
تتركه فى حاله دون ان تتدخل فى حياته الشخصية!! وهل هذا معقول!! انها اصرت ان يظل امجد معهم فى الفيلا
حتى بعد زواجه من اجل هذا الغرض حتى تنغص عليه حياته وتشفى غليلها منه ومن السنيورة زوجته
وبينما تغوص فى مخططاتها القادمة انتزعها منها ارتباك ممدوح الواضح على وجهه وتعلثمه فى كلماته:
-هل هل هل ستأتين الى حفل زفاف امجد يا نعمة؟؟
قالت بكل تأكيد:
-طبعا لماذا ترانى اذن بثوب باهظ وأنيق؟؟!!
شعر ممدوح بالحيرة كيف يخرج من هذه الورطة ، فقد اشترط عليه امجد الا تحضر نعمة زفافه وقد وعده بهذا
لكنه يضعف امامها كيف يطلب منها هذا ؟ وباى مبرر؟؟ بعد تفكيره الذى اضناه قرر ان يصطحبها
الى زفاف امجد وليحدث ما يحدث .. على اى حال امجد لن يكون منتبها وسيكون مشغولا بعروسه
وزفافه
اجبرته على الخروج من شروده بسؤالها العصبى:
-ما سر هذا السؤال الغريب والمفروغ من اجابته؟؟
-زفاف امجد مقام فى شقة عم عروسه نظرا لظروفه الصحية ، فالحفل ضيق ويتسع فقط لاقرب الاقارب
والجيران المقربين لذا فان هذا الثوب سيلفت الانظار كثيرا وانا بصراحة اغار عليكى
ولا اريد ان يتطلع احد الى جمالك يا نعمتى
مطت شفتيها فى ضيق، فالسبب وراء ارتداءها هذا الثوب هو رغبتها ان تكون اجمل
من العروس نفسها ولن تسمح لممدوح ان ينتزع هذا ايضا منها
يكفى انها لم تظفر بامجد واكتفت بوالده العجوز لذا فقد قالت بحدة واصرار لم
يستطع ان يجادلها فيهما:
-بل سأذهب بهذا الثوب يا ممدوح ولن اقبل عنه بديلا
***************
شعر محمد بسعادة شديدة بشدته وقوته التى ظهرت بين الجميع وهو يشير للعاملين بمكان
وضع المقاعد المخصصة للزفاف ، واسعده اكثر الاحترام الذى لاح فى عيون الجميع
خصوصا عينى والد ووالدة هند المباركين على ارتباطهم فى الخفاء والذين تصنعوا
عدم الانتباه الى هند التى اقتربت من محمد وبريق السعادة والخجل يلمعان فى عينيها
تقدم هو الاخر منها ورفع حاجباه بانبهار واعجاب لرؤيتها على هذه الهيئة الرقيقة الجميلة بفستانها
الوردى الذى اظهر جمال بشرتها البيضاء وعيونها السوداء الواسعة وقال وهو يبتسم:
-تبدين جميلة جدا يا هند
اتسعت ابتسامتها فى خجل وقالت متطلعة الى بدلته السوداء الفاخرة وقميصه الابيض
ناصع البياض وربطة عنقه الحمراء الناعمة:
-وانت ايضا تبدو وسيم جدا ببدلتك الرائعة هذه
نظر لها بحب وقال بهمس:
-العقبى لنا يا هند
كسى الحزن وجهها وقالت بحسرة:
-كيف يا محمد
-ربما لن يكون الامر سهلا كما كان من قبل لكنه لن يكون مستحيلا ايضا فبمجرد تخرجى من كلية الشرطة
ستخصص وزارة الداخلية لى شقة فى احدى مدن الضباط المنتشرة فى انحاء القاهرة كما ان امجد عريس غادة عرض
علىّ العمل فى قسم الشئون القانونية فى شركته باعتبارى طبعا منغمسا فى مجال القانون بدراستى
قالها مزهوا بنفسه فضحكت هند وهى تقول بسعادة:
-حقا!!
اجابها بجدية وامل ينعش صدره:
-حقا يا هند ، يتبقى فقط مثابرتنا وتمسكنا بحبنا وسيكون كل شىء على مايرام
وسينعقد فرحنا وسيكون باذن الله احلى وافخم من هذا
احاطت بهما الامانى والاحلام الوردية وكلاهما لا يدرى ما الذى يخبأه القدر لهما
وان مفاجأته ستكون اكثر من قاسية وستحطم كل احلامهم البريئة البسيطة
******************
اغروقت عينا مى بالدموع وهى تضع الطرحةعلى رأس غادة وتقول بصوت منتحب:
-الف مبروك يا غادة
التفتت اليها غادة قائلة بجذع:
-مى!! لماذا تبكين يا مى؟؟
قالت مى وغادة تمسح دموعها -مى- التى انهمرت على وجهها :
-لاننى سأفتقدك كثيرا يا غادة ، لا تتصورى كيف احييتينى وملأتى عليّ حياتى عندما
جئتى للاقامة معنا ولا ادرى كيف سأمكث وحدى هنا خصوصا ان محمد يتغيب طوال الاسبوع
وابى كما تعلمين
صمتت غادة فترة ثم قالت محاولة التغلب على مشاعرها التى تصارعت داخلها:
-مى انا لم اكن اريد ان اتزوج فى هذه الظروف التى يمر بها عمى لكننى وجدت ان هذا افضل حل
لنا جميعا
قطبت مى حاجبيها قائلة بحيرة:
-ماذا تقصدين؟؟
اجابتها غادة بعصبية:
-يجب الا تحملوا عبئى يكفى ما تمرون به
تضاعف حيرة مى وقالت بغير تصديق:
-ماذا تقولين يا غادة؟؟!!
نظرت الى عينيها الدامعتان بتمعن وقالت بحزن:
-مى انا اعلم بالمصيبة التى حدثت لكم والتى فقدتوا فيها كل ما تملكون لذا كان يجب ان اتصرف
بسرعة والا انتظر اكثر من هذا
لم تستطع مى فهم كلماتها فسألت رغبة ان يكون جوابها واضحا يمحى شكوكها وحيرتها:
-ماذا تعنين؟ الا تريدين الزواج من امجد؟؟
فقدت سيطرتها على نفسها وهى تقول بحدة:
-لا ادرى لا ادرى يا مى لكن لا يوجد حل امامى سوى هذا
-لا يا غادة لو لم تريدى الزواج من امجد ارفضى الان قبل ان يفوت الاوان
تنهدت غادة واجبرت نفسها على الابتسام وهى تقول بضحك :
- هل خال هذا عليكى يا مى؟؟ انه فقط توتر بسبب الزفاف لكن لا تقلقى
انا فقط اشعر بالقلق والتوتر من الحياة الجديدة التى انا مقبلة عليها
فى هذه اللحظة دلفت دنيا الى الحجرة وهى تبتسم قائلة:
-كل هذا الوقت يا عروسة!! لقد حضر المأذون والجميع يستعجلك
احست غادة انها مساقة الى مذبحها لا عرسها الا انها تحاملت على نفسها ورسمت
السعادة على وجهها كى لا تشك مى بشىء وقالت:
-انا قادمة فى الحال
وقبل خروجها من الغرفة امسكت مى يد غادة وقالت بقلق:
-غادة!!!
عادت غادة تبتسم وهى تقول مطمئنة اياها:
-انا بخير يا مى لا تقلقى
لم ترتح مى لاجابتها واستمر قلقها مع كلماتها:
-ولكن
-الجميع ينتظرنا يا مى هيا بنا هيا بنا يا دنيا
*****************
اتخذ محمد مجلسه بجوار امجد وقال بلهجة محذرة:
-امجد .. غادة تحملها بين رموش عينيك وبداخل قلبك
اتعلم!! لو اغضبتها فى يوم ستجد كلية الشرطة بضباطها وعساكرها جميعهم امام منزلك
ضحك امجد من جملة محمد وقال بلهجة غامضة بها لمحة من السخرية:
-لا تقلق يا محمد لا تقلق ابدا غادة سترى معى النعيم الذى لم تشهده من قبل
ثم قام من مجلسه وهو ينظر لغادة التى تقدمت نحوه بانبهار اذ تألقت فى فستانها الابيض
البسيط فبدت وكأنها ملاك رقيق هبط من السماء
اقترب منها فى سرعة ولثم يديها مما جعل الرجفة تسرى
فى عروقها لكنه لم ينتبه الى هذا وهو يسير بجوارها الى حيث جلسا بجوار المأذون الذى عقد قرانهما فى جو
احتفالى امتلأ بالزغاريد واكواب الشربات
*****************
نظرت دنيا من حين لاخر فى ساعة يدها الثمينة بقلق وغمغمت فى ضيق:
-لماذا تأخرت حتى الان يا ادهم؟؟
وما ان قالت جملتها هذه حتى وجدت ادهم يعبر من باب الشقة فى بدلته الرمادية التى اخترقتها خطوطا سوداء طولية والتى ابرزت وسامته
وخلفه عمتها ناهد ، فاسرعت نحوهما وقالت لادهم بعتاب:
-ما الذى اخرك كل هذا يا ادهم؟؟
قال ادهم مدافعا عن نفسه وهو يشير الى ناهد:
-لست انا السبب يا دنيا القى اللوم على عمتك هى من اخرتنا
وقفت طويلا امام المرآة وكأنها هى العروس
ابتسمت فى سعادة وهى تجذبه من يده قائلة:
-انسى الامر تعالى تعالى اعرفك على العريس والعروس
وقفت ناهد تتطلع الى المدعوين ومظاهر الفرح البسيطة الا ان عيناها تعلقت بشخص بعينه
وقفت بجواره فتاة فارعة الطول بثوب احمر صارخ مالت عليه بدلع وهى تضحك عاليا
كاد قلبها ينخلع وهى تراه بعد كل هذه السنوات الطويلة لكنها ارادت التأكد من ان عينيها
لا تكذباها فتلفتت حولها لترى مى مارة بجوارها فجذبتها من يدها بقوة وقالت بعصبية:
-يا انسة لو سمحتى انا عمة دنيا
تأوهت مى لكنها ابتسمت وهى ترحب بها قائلة:
-اهلا يا طنط تفضلى بالجلوس لماذا تقفين هكذا؟؟
تضاعفت عصبيتها وهى تقول:
-هل يمكن ان اسألك سؤال؟؟
لوحت مى لدنيا التى ابتسمت معتقدة ان عمتها تجرى احاديثا مع المدعوين وقالت:
-بالطبع يا طنط تفضلى
قالت ناهد بتوتر :
-من هذا الرجل
نقلت مى ناظريها بين ناهد وبين الرجل الذى تشير اليه لتقول ببساطة :
-هذا الحاج ممدوح السعدنى والد العريس امجد السعدنى
هرب الدم من وجهها المفزوع واتسعت عيناها فى ذعر وهى تنظر
الى امجد فى الكوشه وثقل لسانها وهى تردد:
-ام ..امجددد
تركت مى واقفة تحدق فى الفراغ الذى اخلف رحيلها اذ جذبت حقيبتها وخرجت من المكان
بسرعة وكأن شياطين الجحيم تطاردها ، لكن ممدوح السعدنى كان يتابعها بنظرة غامضة ثم مال على اذن زوجته
قائلا:
-لقد نسيت هاتفى المحمول فى السيارة سأذهب لاحضاره
جزت على اسنانها وهى تقول بضيق:
-وهل هذا وقته ابنك يقدم لعروسه الشبكة الا تستطيع التنازل عن المحادثات
الهاتفية حتى فى زفاف ابنك
اختلق ممدوح الاعذار وهو يقول:
-اخشى ان تتم سرقة السيارة بسببه سأعود سريعا لا تقلقى
ثم اسرع بالخروج وراء ناهد التى حمد الله انها كانت تعانى صعوبة فى الخروج بسيارتها
بسبب السيارات حولها مما عطلها واعطاه الوقت ليلحق بها وعندما انطلقت بسيارتها
تتبعها حتى وصلت الفيلا وركضت للداخل فارجع رأسه الى الوراء يسندها
على مسند مقعد السيارة وهو يشرد بعيدااااااااااا قائلا:
-يا لها من ايام يا ناهد!!!!!!!!!!!!!
***************
تلألأت الاضواء الملونة المعلقة فى انحاء الشقة وتعالت الزغاريد والموسيقى التى رقص عليها
الشباب وصفق لها الكبار
بينما جلس العروسان فى الكوشة والجميع يذهبون لالقاء التحية والمباركة لهم والتقاط الصور معهم
كان امجد فى قمة سعادته فاخيرا تمكن من الحصول على ما اراده لقد سعى كثيرا ليتحقق
له ما تمناه لقد تعلم المكافحة وطبقها فى كل شىء فى دراسته فى عمله
والان فى زواجه
منذ ان وقعت عيناه على غادة وقد ارادها لنفسه لكن تهربها
وبعدها عنه وصدها له اشعل النار بداخله واقوى حماسه وازكى تصميمه على الظفر بها
لم يشعر فى حياته باحساس الحب الكريه فقد تعلم دوما الا يكرر خطأ والده او يسلم
لمخلوقة من هذا الجنس الحقير
لكنه اراد غادة وبشدة وقد نجح اخيرا فى تحقيق ما اراده تماما كما نجح فى رفع مستواهم
بعدما تركته امه بسبب فقرهم وهربت لتتزوج من رجل غنى
لقد علم من البداية ان الالحاح والسعى سيحققان مراده لكن الحقيقة التى اكتشفها عن غادة بمحض الصدفة
جعلته اكثر سعيا نحوها حتى تكون ملك له وخاتم فى اصبعه وحينها
حينها سيريها من هو امجد السعدنى!!!!!
بخلاف السعادة الواضحة على وجه امجد كان الامتقاع سمة مميزة لوجه غادة اذ كتمت دموعها بصعوبة
وهى ترى المأزق الذى اوقعت نفسها فيه والفخ الذى اطبقت على نفسها بنفسها فيه
كيف؟؟ كيف جعلها حزنها على (على) ورغبتها فى الانتقام منه تسوق نفسها الى التهلكة بنفسها؟؟
انها تنتقم من نفسها لا من على
امجد!! امجد هو ابعد ما يكون عما تمنته زوجا لها
ورغم جرحها الدامى من على وتخليه عنها الا ان حبه مازال ناميا فى قلبها
ولا تتخيل غيره زوجا لها
بعيد عن عينى0000 جايز
بس اللى بينى وبينه عايش جوة قلبى مهما كان
صحيح انه سايبنى بس قلبى مش جايبنى
انسى حضنه بتاع زمان
فيه حاجات عشتها وياه ومتنفعش الا معاه
لو ضاع منى انا اضيع واموت
ولا تنفع بعده حياة
بيغيب عن عينى00ولكنه فى قلبى مهما اغيب عنه
وكل مابتحرم منه00كل مازاد فى قلبى هواه
التفتت تنظر الى امجد والسعادة البادية على وجهه
لقد ظلمت امجد وظلمت نفسها
ان امجد يحبها بجنون كيف تفعل به هذا؟؟
كيف تزوجه جسدها بدون روحها وقلبها الذى مازال غارقا فى حب على
اخرجتها مى من شرودها وهى تجز على اسنانها قائلة:
-ماذا بكى؟؟انت العروس الجميع لاحظ وجومك ابتسمى قليلا
ابتسمت غادة بصعوبة لكن جمد ابتسامتها على وجهها المندهش دخول عدد من رجال الشرطة المكان
ظهر الوجوم على وجوه جميع الموجودين وتوقفت الموسيقى والتفت الجميع للزوار الوافدين الذين
تقدم منهم محمد وهو يسأل ضابط الشرطة بتعجب:
-حضرة الضابط هل هناك خطب ما؟؟
نظر الضابط الى محمد وقال بجدية:
-هل هذا منزل محمد سعيد الصادق
ارتسمت الدهشة على وجه محمد وهو يقول بقلق:
-نعم يا حضرة الضابط انه انا .. على فكرة انا طالب فى كلية الشرطة
تدخلت مى قائلة بقلق:
-ماذا هناك يا حضرة الضابط؟؟
نظر الضابط الى محمد بشماتة وهو يقول:
-انت اذن محمد وطالب فى شرطة .. مستوى الكلية تدهور جدااا
قال محمد بضيق:
-نعم انا محمد ماذا هناك يا حضرة الضابط؟؟ وماذا تقصد بكلامك هذا؟؟
اخرج الضابط ورقة من جيبه وقدمها لمحمد قائلا:
-معى اذن من النيابة بتفتيش الشقة
ظهرت الصدمة على وجوه الجميع وقال محمد باستنكار:
-تفتيش الشقة!! لماذا؟؟
اشار ضابط الشرطة لرجاله قائلا بصوت هادر:
-فتشوا الشقة
قال محمد باصرار:
-لماذا يا حضرة الضابط
جذب الضابط اذن النيابة من يد محمد وهو يقول :
-لقد ضبطنا متعاطيا للمخدرات وادنى باعتراف تفصيلى على حيازتك للمخدرات وتوريدها
له ولاصدقائه المدمنين
صرخت هند فى لوعة بينما نقلت مى ناظريها بين محمد والضابط وهى تقول بحدة:
-مستحييييييييييل
اما محمد فقد اتسعت عيناه فى ذعر وعجز لسانه عن النطق قليلا وعندما استطاع قال باستنكار:
-حيازتى لماذا؟؟؟ هل تمزح!!!!!!!
ظهر الغضب فى عينى الضابط وصوته وهو يقول:
-صن لسانك هل سنأتى الى هنا لنمزح معك؟؟؟
بعدما استوعب محمد الموقف ادرك ان هذا لايعدو كونه اكثر من سوء فهم
فقال فى ثقة:
-انا لا اقصد ولكن لابد ان هذا الشاب كاذبا انا طالب فى كلية الشرطة ولا يحتوى منزلى
على المخدرات بالطبع انا لم ارى المخدرات سوى بالافلام فقط
خرج احد رجال الشرطة حاملا فى يده حقيبة سوداء اخرج منها كيس ابيض صغير
وادى التمام للضابط وهو يقول باحترام:
-لقد وجدنا هذا يا حضرة الضابط
امسك الضابط بالحقيبة واخرج منها الكيس الابيض وفتحه واضعا قليلا من المسحوق بداخله
على يده وتذوقه ثم بصقه وعيناه تلمعان ثم وجه حديثه لمحمد:
-وماذا تسمى هذا يا استاذ محمد!! اقبضوا عليه
لطمت هند على وجهها بينما صرخت مى بكل قوتها وهى تندفع نحو محمد محاولة ان تحول
بينه وبين رجال الشرطة وهى تقول والدموع تغرق وجهها:
-لا لا انتم مخطئون انه ضابط مثلكم لا دخل لنا بهذه المخدرات
انتزعها رجال الشرطة بقوة ووحشية وهم يبعدوها عن محمد فسقطت على الارض ومحمد يصرخ:
-انا لم افعل شىء انا برىء برىء اقسم بالله برىء
صرخت مى ورجال الشرطة يصطحبونه للخارج:
-محمد محمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اد
التعديل الأخير تم بواسطة jen ; 11-09-08 الساعة 04:33 AM
|