كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ترجل ادهم من سيارة بيضاء صغيرة سارع بفتح بابها ليساعد ناهد المتدثرة بالسواد على الخروج منها.. بينما أسرعت هى باقتحام صالة الفندق والصعود إلى غرفتها فلحق بها أدهم الذى حاول أن يهدىء من انفعالاتها بقوله:
-اهدئى يا أمى.. استحلفك بالله أن تهدئى .
صاحت فيه:
-اهدأ! كيف؟ لم يترك أباك ذكرى واحدة جيدة نذكره بها ونترحم عليه.. بل تركنا ناقمين عليه غاضبين منه لتشريدنا بهذه الصورة المهينة فى الغربة.. فى بلد غير بلدنا وكل هذا لماذا ومن أجل ماذا؟ من أجل نزواته الحقيرة .
قال بحزن :
-أبى كان مريض بهذا الداء اللعين ..كل ما بدر منه لم يكن من شيمه.. لقد سيطر عليه هذا المرض البغيض .
صاحت بثورة :
-نعم حتى أفلسنا وشردنا وجعلنى أعود للفقر الذى هربت من مصر لأجله.. سأعود لمصر ثانية وأنا فقيرة ..كما خرجت كما أعود .
قطب أدهم حاجبيه وهو يتساءل:
-سنعود الى مصر!! لماذا؟
حدقت فى وجهه بدهشة قائلة:
-لماذا! هل تسأل لماذا؟ ولماذا نواصل هنا ؟ ماذا لنا هنا؟
لوح بكفيه متسائلاً باستغراب:
-وماذا لنا فى مصر؟
لاحت ابتسامة على شفتيها وهى تجيبه:
-لى ابنة أخ ثرية سنقيم معها .
ارتفع حاجباه فى دهشة وهو يردد:
-ابنه أخ! أنتِ لم تحدثينى أبداً عنها!
-هناك مشاكل بينى وبين أخى ..وانقطعت العلاقة بيننا منذ سنين طويلة..فلم يكن هناك داعٍ .
-لماذا؟!
بدا عليها التوتر وهى تقول:
-لأن..لأن..لأنه كان معترض على زواجى من والدك .
-لماذا؟!
قالت ناهد فى عصبية:
-هل هو تحقيق أو ما شابه ؟!
تخلى أدهم عن فضوله وقال فى حيرة:
-اذن كيف سنذهب إليه ؟
-إنه متوفى .. سنذهب لابنته.. وهى لا تعرف شيئاً عن خلافاتنا.. وبالتأكيد سترحب بنا.
-وهل تعرفك؟
اومأت برأسها وأجابت:
- نعم.. لقد كانت تحادثنى دائماً لأنى من بقى من أسرتنا.. وهى التى أبلغتنى نبأ موته ودعتنى أن أقيم معها.. لكنى كنت فى أوج ثرائى فلم أقبل.. لكن الآن الوضع تغير وأصبحنا فى أشد الحاجة إليها..ومع ذلك لن تطول جلستنا فى منزلها بصفتنا ضيوف لديها.
طالعها باستغراب فهتفت فجأة بحماس:
-أدهم.. هل تريد ألا تفقد ثراءك ؟
مط شفتيه قائلاً:
-وهل هذا سؤال !
-ستوافقنى إذن فيما سأطلبه منك والذى سيضمن لنا الثراء مرة ثانية وبأسرع وقت ؟
لمعت عيناه وهو يجيب بحماس :
-بالتأكيد .
-حسنا انتبه إلى ما سأقوله جيداً.
**************
|