كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الأول
:: دموع ::
يوم شتوى قارص البرودة..وضباب كثيف غلف أجواء الاسكندرية لم يمنعا تلك الأسرة الصغيرة من قضاء عطلة الاسبوع بإحدى حدائق الاطفال التى تتوسط الطريق السريع وتفصل بين اتجاهيه المختلفين..وقد افترشت سيدة بيضاء البشرة تبدو بأواخر العشرينات من عمرها جلستها على العشب الاخضر ترقب ابنتها الصغيرة هزيلة الجسد ذات الملامح الطفولية البريئة والشعر الكستنائى الطويل الذى يحلق عقب خطواتها اللاهثة هربا من أباها الشاب الذى استطاع أن يقبض عليها ويرفعها عالياً بخفة ويدور بها فى دوائر واسعة جعلتها تقهقه وتصرخ بمرح:
-توقف يا أبى.. توقف.
أنزلها والدها أرضا وهو يشير بكفه نحو عربة خشبية صغيرة على الجانب الآخر من الطريق وقال:
-هل ترغبين يا غادة فى غزل البنات ؟
برقت عينا غادة الخضراوان وهى تبتسم بتلذذ:
-نعم يا أبى.. بالتأكيد..أنا أحب مذاقه كثيراً.
ابتسم وهو يحملها بين يديه ليجلسها على العشب بجوار والدتها وهو يقول:
-حسناً اجلسى هنا ريثما أذهب لإحضاره ياحبيبتى.
صفقت بيديها وهى تقول بجزل :
-اسرع يا أبى اسرع.
لوح لها وهو يسير بخطوات سريعة عابراً الطريق الذى يفصل بين الحديقة وبائع غزل البنات الذى ناوله لفافة وردية كبيرة خطفت أبصار غادة فقامت مسرعة نحو والدها الذى اتسعت عيناه فى ذعر وهو يلمح تلك المقطورة القادمة من بعيد فأسرع نحو ابنته وهو يصرخ:
-ابتعدى يا غادة ابتعدى.. منال الحقى بغادة ..ابتعدى يا غادة .
هبت منال مسرعة إلا إنها لم تلحق بالطفلة التى كانت تعبر الطريق بطيش فاندفع حسن نحوها ودفعها بين يدى منال التى تلقفتها ووقعت بها أرضا ورفعت عينيها بسرعة لترى زوجها وقد أطاحت به المقطورة أمتاراً بعيدة إلى الامام وتناثرت دماؤه على الطريق فتحشرجت صرخة طويلة فى حلقها جرحت عنقها من شدتها بينما صاحت غادة بلوعة:
-أبى أبى أبى أبى
***
التعديل الأخير تم بواسطة jen ; 05-11-08 الساعة 09:59 PM
|