ندت من شفتى مى آنة اعجاب وقالت بلهجة تفوح منها السعادة وهى تتلفت حولها بانبهار :
- يا الهى ! ما اجملها يا ابى .. انها رائعة
دار سعيد فى الشقة الجديدة التى تسلمها وهو يشاور لها فى كل اتجاه قائلا بسعادة :
- تعالى تطلعى من الشرفة انها تطل على منظر رائع
ذهبت مى مسرعة وراءه وما ان دلفت الى الشرفة حتى شهقت اعجابا :
- المنظر خيالى .. لا اصدق ان هذه الشقة اصبحت حقا ملكنا .. ما رأيك يا غادة ولما لم تجد ردا من غادة تلفتت حولها فلم تجدها فعادت الى داخل الشقة لتجد غادة الى جوار بابها لم تتزحزح من مكانها منذ ان وصلوا فاتجهت اليها قائلة بقلق :
- ماذا هناك يا غادة ؟ الا تعجبك الشقة ؟
انتزعت غادة نفسها من شرودها مع كلمات مى واجابت فى سرعة :
- كيف وانتى لم تتخطى عتبة بابها حتى
- لقد القيت نظرة سريعة عليها
- غادة .. انتى لم تتزحزحى من مكان
قالت جملتها هذه بحزم وهى تجذبها من يدها متابعة :
- تعالى معى لنشاهد غرف النوم .. عن اذنك يا ابى
ما ان استقرا فى غرفة النوم الواسعة حتى اغلقت مى بابها واقتربت من غادة قائلة بهمس قلق وهى تنظر فى عينيها محاولة سبر اغوارها:
-غادة حبيبتى .. ماذا بكى .. ارجوكى طمئنينى .. انتى على هذا الحال منذ فترة طويلة .. قلت لنفسى يجب الا اتدخل فى حياتك وانتظر حتى تحددى انتى ما هو الوقت المناسب لتتحدثى فيه لكن يبدو انكى نسيتى اننى ابنة عمك واختك وكاتمة اسرارك .. عدت لاقول لنفسى .. ربما عندما تعود لكليتها سينصلح الحال .. ربما حزنها هذا مرجعه انها لم تعد ترى حبيبها على لكن الاجازة انتهت واستأنفتى الدراسة ولم ينصلح الحال بل ربما يكون قد ساء
ما ان انهت مى جملها الاخيرة حتى تفجرت دموع غادة التى حاولت كبتها فانزعجت مى وهتفت بقلق شديد وهى تحتضنها :
- غادة .. ماذا بكى يا حبيبتى .. هل الامر متعلق بعلى ؟ تحدثى يا غادة .. لا تعذبينى بدموعك وصمتك هذا
ابتعدت غادة عنها وهى تحاول مسح دموعها فناولتها مى منديلا ورقيا التقطته بخفة وجففت دموعها المتساقطة التى بللت وجهها ثم اخذت نفسا عميقا وقالت بحزن شديد ومى تردد :
- هل حدث شىء ما بينك وبين على
- لا لم يحدث شىء .. والمصيبة انه لم يحدث شىء
ظهرت البلاهة على وجه مى وعدم الفهم فى صوتها وهى تهتف :
- ولا انا .. لا افهم اى شىء .. آخر مرة رأيته فيها كانت منذ زمن طويل وكان كل شىء على ما يرام .. نعم كان يائسا محبطا لبحثه عن عمل دون جدوى لكننا كنا سويا ثم هاتفنى بعدها لالقاه ولم يأتى ولم اره من حينها وهاتفه دوما مغلق ولا ادرى عنه اى شىء يا مى .. اى شىء
اعتصرت كلماتها قلب مى وذكرتها بالذى كان ورق قلبها لحال غادة التى عادت دموعها تتساقط وتقول بصوت متقطع لشدة تأثرها :
- لا ادرى ما هذا الذى كان بيننا ؟ هل كان حب ام رفقة محببة ام كان فقط يلهو !
ثم نفضت رأسها وكأنها تطرد تلك الافكار وهتفت :
- لكننى استشعرت صدقه لكن لماذا ابتعد دون خبر .. لقد مرت ثلاثة شهور يا مى ولازلت لا ادرى عنه اى شىء وامجد يلاحقنى طوال الوقت
انتزعتها من تعاطفها لتهتف بدهشة :
- امجد السعدنى الذى اشترى من اباكى ارضه .. انه يرغب بالزواج منى ويلح علىّ كى اوافق .. سعى ورائى تلك الاشهر سعيا فريدا
- وهل تنوين الموافقة على طلبه ؟
- انا لا يشغل بالى سوى اين على
اطل محمد برأسه من باب الغرفة وهتف والسعادة تلوح على وجهه:
- لقد نجحت باختبارات الشرطة يا فتيات وتم قبولى بالكلية
برقت عينى مى بسعادة بينما اتجهت غادة نحوه وهى تقول بفرح حقيقى :
اسرعت مى تحتضنه وهى تقول بسعادة :
- الحمد لله الذى حقق املك يا محمد
اتسعت ابتسامة غادة وهى تتطلع الى فرحتهما بينما كان قلبها مثخنا بالجراح .. جراح الحيرة والشك والقلق والخوف واللهفة والشوق
اجتمعت كل هذه المشاعر المتداخلة لتهتف بسؤال انهكها :