--------------------------------------------------------------------------------
إبراهيم عيسى: قضايا المنع تلاحقني في كل مكان
بعت 3000 نسخة في 3 ساعات
سلوى اللوباني من القاهرة: استضافت مكتبة كتب خان الصحفي الكاتب "ابراهيم عيسى" لتوقيع النسخة الثانية من روايته "دم الحسين". وكما ذكر
ابراهيم عيسى انه حفل التوقيع الثاني له حيث كانت المرة الاولى لتوقيع روايته " مقتل الرجل الكبير" التي صودرت آنذاك واشار ضاحكا "لا يوجد ما يستدعي مصادرة روايتي دم الحسين الا اذا قامت الحرب بين مصر وايران".! ابراهيم عيسى.. شخصية انسانية لطيفة.. يعرف قدر وحجم نفسه.. فلا يدعي بانه مناضل..أو قائد للتغيير.. بل هو مثل أي مواطن عادي لديه فكر معين ورؤية معينة لا أكثر ولا أقل. لا يقول أكثر مما يقوله رجل الشارع العادي. وبالرغم من ذلك قضايا المنع تلاحقه في كل مكان كما صرح في لقاءه مع مجموعة من الصحفيين اثناء حفل توقيع روايته. لديه الكثير من الحكايا يسردها بطريقة جذابة.. تحدث في كثير من القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر منها على سبيل المثال ميزانية مصر، والاصلاح الديني والسياسي، الاعلام المصري ودور الاعلامي بشكل عام، القضاء، الانتخابات، وتوقعاته بالحكم الذي سيصدر في 26 مارس بشأن قضيته..كما تحدث عن حكاية المنع التي تلاحقه ومصادرة روايته والصحف التي يرأس تحريرها. ومن مؤلفاته في نقد الخطاب الديني المتطرف: عمائم وخناجر، أفكار مهددة بالقتل، الجنس وعلماء الاسلام، الحرب بالنقاب، لو لم اكن مصريا، واذهب الى فرعون، ومن رواياته العراة وقد صادرتها الازهر، مريم التجلي الاخير، دم على نهد. ونذكر بانه حاصل على جائزة نقابة الصحفيين المصرية للمقال الثقافي عام 1992.
رواية دم الحسين
اما عن روايته "دم الحسين"-دار الدار للنشر- يقول..لم ابكي في حياتي مثلما بكيت وانا اكتب هذه الرواية..من اللحظة الاولى الى الاخيرة.. الحسين هو أي شخص يقاتل من أجل المبدأ..يقاتل من أجل رأي مهما كان الثمن... أنا حسيني النزعة..أي المبدأ الا أنني يجب ان اوضح انني قد أكون آخر شخص يمكن أن يكون شيعي المذهب.. الشيعة كمبدأ سياسيي ومنهج حكم وادارة دولة أنا ضدها تماما.. لاني ضد التوريث ولأنني ضد أن تحكم فئة متميزة... لاني مع الحكم بالانتخاب.. وأنا ضد التقديس والقداسة... وأحد مشاكلي في الحياة انني ضد القداسة من أي نوع سواء السياسية أو الدينية. أما من حيث الوجدان أتصور أن الحسين زعيمي.. فهو جيفارا كل وقت وكل آوان. ووضح بان دم الحسين ليس كتاب تاريخ وليس رواية فلا تحتوي على الخيال بتاتا وفي نفس الوقت لا يمكن ان يقال بانها نص تاريخي..يمكن اعتبارها رواية تسجيلية او رواية تاريخية...كما ذكر بانه لم يقم بتحريف او تغيير أي وقائع. ويعتبر
ابراهيم عيسى ان هذا الكتاب من أعز الكتب الى قلبه وربما ينافسه كتاب قادم هو الرائعتان "السيدة فاطمة والسيدة عائشة".
رواية مقتل الرجل الكبير
كتب هذه الرواية عام 1999 وقال بان كتابة هذه الرواية ارتبطت بظروف معينة منها وفاة والدته ومنع جريدة الدستور من الصدورعام 1998، وسفره الى امريكا عند أحد الاصدقاء. كان يكتب كل يوم من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا ومن الخامسة مساء حتى التاسعة مساء لمدة 35 يوم. ولم تتحمس أي دار نشر انذاك لنشر او طباعة الرواية لان اسمه كان ممنوعا من الصحف ولم يكن مسموحا له بالكتابة اضافة الى منعه من اصدار أي صحيفة في ذلك الوقت فطبعها على حسابه الشخصي. ويضيف بان هذه الفترة شهدت 9 محاولات منه لاصدار صحف وجميعها صودرت..وكل قصة مصادرة مدهشة ومضحكة أكثر من الثانية. فعلى سبيل المثال قال.. أجلس مع رئيس أحد الاحزاب في مصر ونتفق على إصدار صحيفة...واوضح له بان الصحيفة ستصادر!! الا ان الشخص المعني يؤكد له باستحالة هذا الامر انطلاقا من مركزه ومعارفه..الا ان الرياح تاتي بما لا تشتهي السفن وتصادر الصحيفة بالرغم من كل التأكيدات والوعود التي تقدم له. والجدير بالذكر بانه رأس تحرير جريدة الف ليلة الثقافية المستقلة وايضا اوقفتها الحكومة المصرية بعد صدور ثلاثة اعداد منها عام 1998. أما عن مصادرة روايته مقتل الرجل الكبير يقول ضاحكا " صودر كتابي بطريقة في منتهى الشفافية".. وأضاف "قد يكون هناك مبالغة فيما وصل للرئيس حسني مبارك عن الرواية فبدأت قضية المنع تلاحقني بكل مكان من أجل هذه الرواية". كما ذكر طبع الرواية على حسابه الشخصي وتعاقد مع مؤسسة الاهرام لتوزيعها.. وانتظر الاسبوع الاول ثم الثاني لتوزيع الرواية الا انها لم توزع وعلم من مدير التوزيع بان أمن الدولة في مؤسسة الاهرام بسبب روايته وقد تم مصادرتها. يقول طلبت أن احصل على نسخة من أمر المصادرة..فاعلموه بانه لا يوجد ورقة بذلك..الرواية منعت وصودرت والسلام.. فطلب من مؤسسة الاهرام استرداد 3000 نسخة من الرواية ليقوم بتوزيعها بمعرفته..فتم اعلامه بانه حتى لا يوجد أي نسخة من الرواية!! والمضحك في الامر انه بعد 48 ساعة من هذه المصادرة طلب منه الاستاذ ابراهيم نافع بان يستلم مبلغ من المال من مؤسسة الاهرام مقابل بيع جميع نسخ روايته!! ويعلق
ابراهيم عيسى بان هذا القرار جاء من مؤسسة الاهرام لتخرج من مأزق المصادرة ومطالبتي بنسخي بناء على العقد المبرم بيننا.. وبان رواية مقتل الرجل الكبير اكثر رواية كسب فيها في حياته فقد بيعت جميع نسخها خلال 3 ساعات!!
صحيفة الزمان..المصري اليوم..والدستور
تحدث عن تاسع تجربة له باصدار صحيفة وكانت صحيفة الزمان.. صدرت الصحيفة لمدة سنة..ومن ثم تولى
ابراهيم عيسى رئاسة تحريرها وبدأ بالتغيير فيها ومن ثم تم حرق جميع نسخها وتقطيع العقود.! وفشلت الصحيفة بعد ذلك فاشتراها الاستاذ صلاح دياب وتحولت الى جريدة المصري اليوم. أما عن جريدة الدستور المستقلة التي رأس تحريرها منذ عام 1995-وحتى أوقفتها الحكومة المصرية عام 1998..يقول نحن الصحيفة الوحيدة التي لم تنشر تهاني عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك وكان ذلك عام 1995-1996 ولم نذكر الرئيس خلال الاعداد التي صدرت.. وشنت الحكومة المصرية حملة كبيرة ضد الصحافة الصفراء في ذلك الوقت حسب تعبيرها... وعلق
ابراهيم عيسى ضاحكا "فقاموا باقفال جريدة الدستور وتركوا كل الصحف الصفراء".
برنامج على القهوة
بعد ان توقف
ابراهيم عيسى عن العمل بالصحافة نهائيا واوشك على الاعتزال ظهر في ذلك الوقت تلفزيون دريم المصري.. فقدم من خلاله برنامج "على القهوة" الذي يعتبره من افضل اعماله التلفزيونية.. يقول ان قصته مع هذا البرنامج مشوقة امنيا.. فقد يكون برنامجه الوحيد الذي بثته قناة دريم دون الاعلان عنه او عن موعده.. وبقيت المحطة تستخدم فكرة "الحرب خدعة" في بث البرنامج.. بمعنى لا يمكن ان تتنبأ بموعد بثه فيمكن ان تفتح التلفزيون في أي وقت وتجد البرنامج ولكن بمواعيد مختلفة.. حتى انتهى ايضا بمنع البرنامج ومنعه من الظهور على قناة دريم!!
دور الاعلامي
يقول
ابراهيم عيسى ان الاعلامي احيانا يصاب بالغرور ويتصور نفسه اهم واكبر من دوره..الاعلام دوره التنوير وليس التغيير..الاعلامي الكاتب ليس دوره ان يقدم او يجد حلولا للازمات..فمهمة الاعلام ترسيخ الحرية، كشف الحقيقة، وتنوير الرأي العام..دور الاعلامي الدعوة او التحريض من اجل الحرية.. اما كيف يحدث التغيير في المجتمع فاجاب لا يوجد لدي سيناريو انما هناك نموذجا رائعا وهو لو عدنا الى الخلف في مصر 50 عاما سنجده.. عندما كان لدينا قدرة على تقبل الاخر، والمناظرة، والجدل الديني، وللاسف فقد تم تجهيل مصر في 50 سنة الماضية تاريخيا ودينيا وسياسيا..جهل اسطوري..لا يمكن ان يحدث اصلاحا سياسيا طالما لا يوجد اصلاح ديني..لدينا الان ضيق افق وتطرف كبير..يجب تحرير العقل أولاً.
26 مارس.. موعد النطق بالحكم
استدعت نيابة امن الدولة العليا رئيس تحرير جريدة الدستور المستقلة
ابراهيم عيسى للمثول امامها في شهر سبتمبر 2007 بعد ان تقدم احد المحامين ببلاغ يتهمه فيه بترويج اشاعات كاذبة حول صحة الرئيس حسني مبارك بالرغم من ان كل الصحف المصرية الخاصة والقومية تناولت هذا الموضوع في ذلك الوقت..وتم التحقيق معه وارجاء النطق بالحكم حتى يوم 26 مارس 2008..يقول لا يوجد لدي أي توقعات بالحكم..فمصر بلد عشوائية والنظام عشوائي ومزاجي..بمعنى أن القاضي نفسه يوم 26 مارس صباحا لا يعلم بماذا سيحكم علي!! لان قضيتي في الاصل بدات بانهم سيرسلونني الى السجن..ولم يتم سجني وهذا انا اجلس بينكم..لا أدري..وارد البراءة..وارد الغرامة..ووارد السجن!