29-07-08, 08:06 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو ماسي |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2007 |
العضوية: |
47838 |
المشاركات: |
739 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
11 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
انستاس ماري الكرملي , اديان العرب وخرافاتهم , المؤسسة العربية للدراسات و النشر , 2005
اديان العرب وخرافاتهم /
Adyān al-ʻArab wa-khurāfātuhum /
المؤلف: انستاس ماري، الكرملي اب، 1866-1947. خالص، وليد محمود. Anistās Mārī, al-Karmilī, ab, 1866-1947.; Khāliṣ, Walīd Maḥmūd.
النشر: بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005.; Bayrūt : al-Muʼassasah al-ʻArabīyah lil-Dirāsāt wa-al-Nashr, 2005
ولد الأب انستاس ماري الكرملي في 5/ آب/ 1866 ببغداد ، لأب لبناني وهو ميخائيل عواد وأم بغدادية وهي مريم أوغسطين وسمي ( بطرس )
نشأته ودراسته :
ساهمت في تنشئته ورعاية مواهبه ثلاثة أقطار ، هي العراق مسقط رأسه ، ولبنان موطن أبيه ، واوربا حيث تلقى علومه اللاهوتية في معاهدها .لقد أمضى الأب انستاس طفولته ببغداد ، ثم ما لبث إن أدخله ذووه ( مدرسة الآباء الكرمليين ) فيها ، حيث تلقى دراسته الأبتدائية ومن ثم التحق ، بعد اجتيازه مرحلة الدراسة الأبتدائية ، بمدرسة الاتفاق الكاثوليكي ببغداد فتخرج منها عام 1882 ، ومنذ كان طالبا كانت بوادر النبوغ والذكاء والألمعية تلوح على مخايله ، وتظهر عليه آثار الفطنة ، كان فذا بين أقرانه مما جعله موضع احترام وثقة معلميه واهتمامهم.
عهدت اليه ادارة مدرسة الآباء الكرمليين ، مهمة تدريس اللغة العربية التي برع فيها ونبغ نبوغا استحق عليه الاعجاب وحاز التقدير ، وهو لما يبلغ السادسة عشرة من عمره ، ثم تولى التدريس في مدرسة الراهبات ، ولما ذاع صيته وتجلت قابلياته ، طلب اليه بعض أفراد الجالية الفرنسية ببغداد ، أن يلقنهم دروسا في اللغة العربية ، وقد أثبت جدارة ومقدرة في كل عمل تولاه فنال الرضى والاستحسان من لدن الجميع .وما إن حلت سنة 1886 ، إلا وحزم أمره فسافر إلى لبنان وكان عمره يومذاك عشرين سنة ، فدخل المدرسة الاكليركية ببيروت وكانت بإدارة الآباء اليسوعيين ، وانكب على دراسة اللغتين اللاتينية واليونانية سنة واحدة تسنى له خلالها الإطلاع على الكثير من مظاهر الحركة الأدبية والنشاط الثقافي والعلمي بلبنان .
كما اتصل بعدد من رجال الأدب والثقافة وقرأ لهم من أمثال ابراهيم وناصيف اليازجيين واحمد فارس الشدياق واديب اسحاق وغيرهم من أركان النهضة العلمية و الثقافية يومذاك ، فاستقى ما شاء له من منابع المعارف والعلوم ، ولما وجد في نفسه ميلا إلى الاستزادة من المعرفة ، تاقت نفسه إلى السفر إلى بلجيكا فغادر بيروت عام 1887 ، حيث ادخل في دير الآباء الكرمليين في دير ( شيفر يمون الواقع على مقربة من مدينة لييج من كبريات المدن البلجيكية ، وفي هذا الدير أمضى سنتين في دراسة متواصلة ، لم يلبث - بحكم أنظمة الدراسات الدينية يومئذ - إن انتقل إلى دير آخر من أديرة الأباء الكرمليين في مونبليه بفرنسا ، حيث أمضى ست سنوات في دراسة العلوم الفلسفية واللاهوتية وأصول اللغة .وفي عام 1894 رسم قسيسا ( كاهنا ) بأسم " انستاس ماري الكرملي " فغادر فرنسا عائدا إلى أرض الوطن وفي طريقه تاقت نفسه إلى زيارة الأندلس ، أو الفردوس المفقود ، لتفقد مواطن الآثار ومعالم الحضارة العربية التي خلفها أجداده العرب في هذه الديار . وفي هذه السنة نفسها عاد إلى بغداد ، فتولى بعد وصوله ، إدارة المدرسة الكرملية ببغداد إضافة إلى إضطلاعه بتدريس اللغتين العربية والفرنسية فيها مدة أربع سنوات ، ولما وجد إن الإنهماك في التدريس يستغرق الجزء الأكبر من وقته ويصرفه عن البحث والإستقصاء ، ترك التدريس وعكف على البحث والتأليف.
طبائعه : نشأ هذا الانسان نشأة ناسك متعبد ، زاهد ، لا يملك من متاع الدنيا شيئا ً ، لا أسرة له ولا اولاد بل اولاده في الروح كتبه وغزارة إنتاجه
كان ضخم الجثة ، قوي البنية ، جبلي القوام ، أطلق للحيته العنان فجاءت كثة ، طويلة ، ومهيبة ، له صوت كأنه الزئير ، وضحكاته كانت تشق انحاء الدير، وغضبه في ذات الوقت وانفعاله في ما يراه انحرافا ً ، يصل حد استعماله عصاه
عندما يرى فاحشة ترتكب بحق اللغة فإنه يكرر القول " إذا لم يتم تصحيحها فاني سأقاطع صاحبها ، بل سأبصق عليه !! " ، وطالما إستعرت الحملات الكتابية بينه وبين فطاحل عصره ، وادت بعضها الى المقاطعة التامة ، وامثال تلك المساجلات : مع عبد الله البستاني ، لويس شيخو اليسوعي ، جبر ضومط ، أمين معلوف ، أسعد داغر ، ابراهيم اليازجي وغيرهم .
اما من ناحية التدبير والمال فقد كان مقتصدا ً ، يحسب لكل شيء حسابه ، وربما لهذا السبب نعته البعض بالبخل ، لكنه بتلك العقلية الحسابية ، استطاع ان يشتري آلاف الكتب ويقوم بعدة رحلات الى سوريا ، مصر ، لبنان ، فلسطين ، وأوربــا ، من اجل أبحاثه ، وكم كان يرنوا لإستقباله علماء وفلاسفة عصره من المصريين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين أمثال : أحمد باشا تيمور ، يوسف أفندي سركيس ، قدري طوقان وغيرهم
مجلسه الاسبوعي : ذاع صيت مجلسه الاسبوعي ( مجلس الجمعة ) في أنحاء المعمورة واصبح قبلة اصحاب المكانة المتميزة في الأدب ، واللغة ، والفلسفة ، وكم قصده زائرون للعراق من العلماء المستشرقين والباحثين ذوي الباع الطويل في علم اللغات والتاريخ
كان هناك شرطان وضعهما العلامة أمام رواد مجلسه ، وهما تحريم النقاشات السياسية والدينية ، وقد كانت فكرته تلك ذكية جدا ً ، لتجنب الاحتكاكات والإشكالات التي تحصل من الخوض في الموضوعين اعلاه . اما الانصراف الى الأدب وأبحاث اللغة فهي بحد ذاتها مكملة وموحدة ، ومن النادر حدوث انقسامات وانشقاقات فيها
من جملة حضور مجلسه الاسبوعي ، أسماء أدبية لامعة ، امثال : يوسف غنيمة ، حامد الصراف ، رزوق عيسى ، كاظم الدجيلي ، عبد الرزاق الحسني ، هاشم الوتري ، مصطفى جواد ، مهدي مقلد ، محمد رضا الشبيبي ، روفائيل بابو إسحق ، روفائيل بطـّي ، الملا عبود الكرخي ، عباس العزاوي … وغيرهم كثير
كان مجلس الجمعة يبدأ في الثامنة صباحا ً ، وينتهي في الثانية عشرة ، عندما تشق أركان الدير، دقات ناقوس الكنيسة ، مؤذنة حلول فترة الظهيرة . عندما ينفرط عقد الزائرين ليلتحم مرة اخرى في الجمعة التي تليها ، ولعشرات السنين
كان الجو الهادئ والمنظم الذي يوفره الأب العلامة بمثابة حافز ودافع ، للمزيد من النقاش الهادف ، والبحث المتواصل ، في شتى المواضيع المطروحة . وغالبا ً ما كان انستاس يستعين بمصادره من الكتب ، التي تعد بالآلاف في خزانته والتي عني بجمعها وترتيبها ووضع الهوامش والخطوط والملاحظات عليها ، في إقناع الحاضرين برأي معين . كما كان يوفر طاولة وعليها الكتب والمجلات والجرائد المحلية والعربية والأجنبية الصادرة حديثا ً في مختلف اللغات ، ليطلع عليها مجلسه الموقر الذي كان بمثابة مجمع علمي عراقي مصغر
الرابط
|
|
|