وحش بحيرة لوخ نيس
بحيرة لوخ نيس (Loch Ness) أكبر البحيرات البريطانية اذ تبلغ 22 ميلا طولا وحوالي الميل عرضا ويصل عمقها الى 950 قدما تشكلت هذه البحيرة قبل 300 أو 400 مليون سنة نتيجة الزلازل وازداد عمقها مع الجليد الي جنوب البحيرة تقع قرية صغيرة اسمها فورت اغسطس (Fort Augustus) و في شمالها قرية أخرى اسمها اينفيرنيس ( Inverness )
حتى القرن الثامن عشر كان عبور البحيرة مستحيلا الا بطرق ملتوية حتى أتى الجنرال وايد "Wade " في العام 1731 وشرع في شق طريق من فورت أغسطس شمالا لكن هذه الطريق المنحدرة لم تكن الأقصر بين القريتين: فالخط المباشر هو بالمشي بمحاذاة الضفة الشمالية و تم عام 1933 شق هذه الطريق المباشرة ورميت كميات كبيرة من الحجارة فى بحيرة لوخ نيس .
اول المشاهدات
في 14 ابريل 1933 كان السيد جون ماكاي و زوجته أصحاب فندق (Drumnadrochit) عائدين من رحلة إلى اينفيرنيس. كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد الظهر عندما أشارت السيدة ماكاي بيدها وسألت زوجها: ما هذا كانت مياه البحيرة تبدو وكأن في وسطها حالة اضطراب في البداية اعتقدت أن أوزتين تتصارعان لكنها لاحظت أن قطر الاضطراب ومساحته واسعان وما إن ترجل زوجها حتى شاهدا حيوانا ضخما في وسط المياه المضطربة يسبح باتجاه الضفة الأخرى للحظة لمحا سنمتين سوداوين ترتفعان وتنخفضان بتموج ثم انعطف هذا الكائن وغاص في البحيرة
لم يشع آل ماكاي الخبر لكن التهامس حول هذه الرؤية وضل إلى مسامع مأمور هو مراسل في جريدة اينفرنيس اليكس كامبيل فأرسل طالبا آل ماكاي و بعث بتقرير في الثاني من مايو الى ادارة الجريدة فعلق محرر الجريدة: " ان كان ذلك الكائن كبيرأ كما يصفان فهو اذا مسخ و وحش.. فكسب الكائن اسمه ليصبح وحش بحيرة نيس
مشاهدات قديمة جدا جدا
المقالة الصحفية التي نشرت في جريدة أينغرينس ليست أول مقال ينشر عن هذا الوحش بل كسر هذا الامتياز مخطوطة " حياة القديس كولومبا " التي يعود تاريخ تأليفها الى عام 565 ميلادية
تروي هذه المخطوطة (المجلد 6 الكتاب 11الفصل 27 ) كيف وصل القديس الى البحيرة ليجد بعض الرجال يعملون على دفن رجل ضُرِبَ حتى الموت من قبل وحش يسكن البحيرة فأمر القديس احد أتباعه أن ينزل الماء.. فلما نزل هذا سمعه الوحش وهاجمه لكنه استجاب لأمر القديس وابتعد بعد أن واجهه هذا الاخير بإشارة الصليب وأمره بالابتعاد
ويرد ذكر هذا الوحش في كتب كثيرة وروايات عديدة كرواية الدكتور د. ماكينزي الذي ادعى رؤيته في العام 1871 بقوله أنه يشبه القارب المقلوب الذي يتحرك بسرعة هائلة ويورد أليكس كامبيل أن مزارعا صغيرا اسمه الكساندر ما كدونالد رأى الوحش عام 1802 وروى ما رآه لأحد أُجراء كامبيل
هذه الروايات تزيد من شك المشككين وتدفعهم إلى مزيد من الاعتقاد بمسؤولية أصحاب الفنادق عن شيوع هذه الأخبار لدوافع مالية اقتصادية
بالفعل أول التقارير الحديثة عن الوحش صدر عام 1930فقد أوردت حينها " المجلة الشمالية للتأريخ " (The Northern Chromical ) أن ثلاثة صيادين على مركب صغير في البحيرة لاحظوا اهتياجا في مياه البحيرة على بعد 600 ياردة وشاهدوا حيوانا ضخما يسبح باتجاههم لكنه انعطف عنهم قبل أن يصل اليهم ب 300 ياردة ويؤكد الصيادون الثلاثة أنه لم يكن قرشا أو سمكة كبيرة أبدأ كان ذلك فى يوليو من ذلك العام
كان صيف 1933 حارا بالنسبة إلى التقارير حول هذا الوحش الذي ذاع صيته في الجزيرة البريطانية ليتعداها إلى البلاد الأخرى فقد وردت أخبار تؤكد رؤية الوحش على البر. ففي 22 يوليو 1933 كان السيد جورج سبياسير وزوجته في طريق العودة من لندن حيث أمضيا عطلة في الأراضي العليا. في الرابعة بعد الظهر كانت سيارتهما تتهادى في الطريق الجنوي بين إينفيرنيس وفورت ويليم فشاهدا على بعد 20 ياردة أمامهما شيئا يقطع الطريق كان ذلك عنقأ طويلأ يتحرك فوق جسد ضخم عظيم رمادي اللون لشدة صدمتهما لم يلاحظا ان كان له قوائم لكنه اختفى قبل أن تصل سيارتهما إليه بدا أنه يحمل شيئا على ظهره ء وأنه لا يملك ذيلا عندما سمع القائد غولد عن هذا الحادث ظن أن في الأمر خدعة لكنه غير رأيه عندما استجوب جورج سبايسر وزوجته... ويعتقد غولد أن ما رأياه علي ظهر الوحش خروف ميت وفي العام 1971 صرحت مارغريت كامرون للصحفي نيكولاس ويتشيل أنها رأت الوحش في البر عندما كانت مراهقة خلال الحرب العالمية الأولى فتقول: كان جسمه عظيما ويتحرك كالجرار الزراعي له قائمتان قصيرتان دائريتان في مقدمته تمايل وترنح وهو يدخل الماء
كذلك استجوب ويتشيل رجلا اسمه جول فوربس الذي ادًعى أنه رأى الوحش عام 1919 وكان في الثانية عشرة من عمره: كانت الليلة عاصفة عندما وجد وأبوه في الاسطبل قرب الفرس
فانتبها إلى الأمر عندما أجفل هذا الفرس كان ثمة حيوان ضخم يعبر الطريق المجاورة لمنزلهم ليغوص في مياه البحيرة القريبة.
في نوفمبر 1933 التقطت أول صورة للوحش " نيسي " فهيوغ غراي الذي سبق له أن تشرف برؤية الوحش جلس قرب البحيرة وبيده آلة تصوير. كان ذلك يوم الاحد 12 نوفمبر 1933 بعد قليل من جلوسه هناك بدأ الوحش يظهر فوق الماء على بعد 200 ياردة فرفع آلته والتقط الصورة فورا لم تكن هذه الصورة واضحة جدا لكن يمكن تمييز الجزء الظاهر من المخلوق خارجا من الماء اللقطات الأربع الأخرى لم تكن واضحة ابدا ظهرت الصور في جريدة (Daily Skeich ) اللندنية وتحتها إقرار من شركة كوداك للأفلام أن النسخ السالبة النيجاتيف لم تمس!!!!!
في اليوم الذي تلا يوم التصوير أكد الطبيب ج. كيرتون وزوجته أنهما شاهدا الوحش يسبح بعيدا عنهما أثناء تنزههما خلف الفندق حيث ينزلون فقد رأيا مؤخرة دائرية في وسطها حدبة كمؤخرة بطة في بركة
في 12 ديسمبر 1933 قام بعض منتجو الأفلام الاسكتلنديون بمحاولة تصوير الوحش وهو يتحرك لثوان قليلة لسوء الحظ لم يظهر الفيلم إلا خيالا طويلا معتما يتحرك في الماء
أشهر صور الوحش التطقت في أول ابريل 1934 بآلة الطبيب الجراح روبيرت كينيث ويلسون الذي كان يتجول في المنطقة لالتقاط صور الطيور وفي السابعة صباحا أوقف وصديقه سيارتهما على قمة جبل صغير على بعد حوالي ميلين عن فندق Invernoriston و بدأ الطبيب النظر في خلال ألته المزودة بعدسة مقربة فلاحظ اضطرابا في مياه البحيرة.. صرخ صديقه " الوحش " فالتقط الجراح أربع صور في دقيقتين متعجلا حتى أنه ل يدقق فيما يصؤر وأسرع إلى اينفيرنيس لتظهير الصور في المساء وصلته النتائج: صورتان بيضاوان وثالثة للرأس قبل اختفائه في الماء أما الرابعة فكانت ممتازة تظهر عنق الوحش ورأسه الصغير اللذين يشبهان عنق و رأس الديناصورات.
ظهرت الصورة في مجلة " Daily Mail " في 21 ابريل 1934 لتثير جدلأ واسعا بين مصدق و مذهول ومشكك يعتبر الصورة ذروة في التزييف من عمل مخترع قصة الوحش
بعد سنوات قام محقق آخر اسمه تيم دينسدايل بتاكيد أصالة صورة الجرًاح : عندما يُنظَرُ إلى الصورة من بعيد تظهر دائرة متحدة المركز حول الوحش ودوائر أخرى في خلفية الصورة تدل على أن جزءا آخر من الجسم موجود تحت سطح الماء ويبرر دينسدايل أن لا أحدا سيتكلف عناء تزويد تفصيل دقيق لا يكاد يظهر للعين ليزيف صورة
وفي العام 1972 ظهرت حُجًة أخرى لمصلحة الصورة فقد عرضت هذه للتحليل بالكمبيوتر في «ناسا» الذي أظهر آثار شاربين يتدليان من الغك السفلي.
اضغط علي الرابط التالي لمشاهدة تسجيل فيديو للوحش
في يوليو 1934 جند السير إدوارد ماونتين فريقأ من 14 مصورأ لقاء بدل أسبوعي يبلغ جنيهين استرلينيين للرجل وجهزهم بآلات التصور طالبا منهم صرف خمسة أسابيع على ضفاف البحيرة ثم التقاط الكثير من الصور لكن أربعأ منها تصؤر آثارا غامضة لاضطراب مائي ممكن أن يتسبب به أي قارب متحرك وصورة خامسة تظهر رأسا يغوص في رذاذ الزبد بعد ذلك قام قائد الحملة التصويرية القبطان جيمس فرايزر بتصوير فيلم قصير من مكان مرتفع أظهر شيئا شبيها بظهر قارب مقلوب بطول 15 قدما اختفى في موجة من الرذاذ أخصائيو علم الحيوان يؤكدون أن ما يظهر في الفيلم هو فقمة .
استمر ظهور الوحش واستغل أهل المنطقة هذا الأمر فازدهرت السياحة وامتلأت الفنادق بالسياح
و يروي بعض هؤلاء تجاربهم ويفصلون شكل الوحش الذي رأوه أحدهم جون ماكلا ين رآه من بعد عشرين ياردة فقال: إنه كان يمضغ الطعام ويحني برأسه إلى الخلف تماما كما يفعل طائر الغائق عند ابتلاعه سمكة
أثناء الحرب العالمية الثانية حف الاهتمام بهذا الوحش لكن ظهوره استمر وروي القائد راسل فلينت الذي مر عبر البحيرة إلى سوانسيا حصول رجًة في القارب وكأنه اصطدم بجسم ما وأن الجنود رأوا الوحش يغوص في الماء .
في العام 1957 نشرت كونستانس وايت كتابها " أكثر من أسطورة" Mor Than a Legend " أثبتت فيه مقابلاتها مع كل شاهد أمكنها الوصول إليه أثار هذا الكتاب اهتماما واسع النطاق وأعاد وحش بحيرة لوخ نيس إلى مدار الضوء كان هم السيدة وايت أن تدحض ادعاء بأن الوحش وهم من وحي خيال إدارة السياحة السكوتلاندية أو هو مجرد فكاهة فمن يقرأ كتابها يتأصل فيه الاعتقاد والإيمان بوجود هذا الوحش
كانت نتيجة الكتاب وصول موجة جديدة من صائدي الوحوش إلى المنطقة بينهم فرانك سيرل الذي أتى الي البحيرة عام 1958 مصطحبا كتاب كونستانس وايت ورحل عنها دون رؤية الوحش لكنه رجع عام 1965ليتسنى له أخيرأ رؤية ذلك الوحش الأسطوري صعقه ذلك المنظر فقرر عام 1965 تصفية كل تجارة الفاكهة التي كان يديرها في لندن ليستقر بجانب البحيرة في خيمة صغيرة آوته طوال أربع سنوات في اغسطس 1971 رأى ذيل الوحش وهو يشبه ذيل التمساح في اكتوبر من السنة نفسها التقط أول صورة فيها سنمتان داكنتان لكنه اعترف أنها لا تفيد شيئأ أبدا بعد ذلك نجح في التقاط صورة رائعة تظهر إحداها عنق ورأس الوحش إضافة إلى إحدى سنمتيه هذه الصور نشرها في كتابه " نيس: سبع سنوات بحثأ عن الوحش " الذي عمً الأسواق في عام 1976 .
لكن صوره رفضت تماما بعد أن شكك فيها الكثيرون من خبراء التصوير وهذا ما قلل من مصداقية الصور والكتاب والكاتب على حد سواء
السيد تيم دينسدايل الذي اكتشف الدوائر الخفية في عورة الجرًاح تمكن من تصوير فيلم قصير جدا بالكاميرا السينمائية التي كانت بحوزته عندما زار البحيرة حيث أظهر هذا الفيلم سنمة تسبح في الماء ثم تغوص فيه
في يونيو 1960 بدأت أولى الرحلات الاستكشافية العلمية في بحيرة لوخ نيس قام بها ثلاثون متطوعا مزودون بآلات تصوير كثيرة وبجهاز تعقب يعمل بالذبذبات الصوتية
وفي يوليو ظهرت سنمة بعلو عشرة أقدام و تعقب المرصد الصوتي آثار حيوان كبير يغوص حتى عمق ستين قدما و يصعد .
ثانية: وجد المستكشفون أسرابا من سمك الشار على عمق مئة قدم أي ما يكفي لغذاء عدة وحوش
في العام 1966 قام أخصائيون من استخبارات القوى الجوية الأمريكية بتحليل فيلم دينسدايل فاكدوا أن ما راوه ليس غواصة أو قاربا كما حدد التحليل الألكتروني وجود أجزاء أخرى من الجسم بقرب السنمة المصورة .
في العام 1972 صور فريق من الغواصين ما ظهر لهم من الوحش تحت الماء لكن الصور كانت مبهمة قليلا رغم إظهارها مخلوقا طويل العنق وله زعنفة
أخيرا أتى روي ماكال عام 1976 لينشر اكثر المداخلات اتزانا وأقربها للعلم: ثمة مجموعة من الحيوانات البحرية تسكن لوخ نيس لكن رأيه بقي دون تأثير كبير
عندما يصنف الوحش أخيرا ويعرف ستفقد المنطقة والبحيرة الكثير من جاذبيتها السياحية نصف الاثارة التي أثارها هذا الموضوع ناتج من خطورة الوحش ورعبه لكن الدلائل كلها أجمعت على أنه وحش خجول و ودي وغير مؤذ أبدا .
انتهى البحث ولا اقول سوى سبحان الله
بالنسبة للصور بعتذر من الجميع لعدم عرضها حاليا بسبب وجود خلل في جهازي وان شاء الله سأنزلهم في اقرب وقت
تحياتي للجميع