منذ عهد بعيد لم أعهد العجز بالتعبير.. لكني اليوم أقف عاجزاً فعلاً أمام هذا الثناء المتدفق: ثناء ما عهدته إلا من بضعة أشخاص .. قلة قليلة .. طيلة حياتي.. وها أنا أدخل بالصدفة إلى موقع.. موقع باسم الله ما شاء الله ..علمت من اللحظة الأولى التي وقعت عيني فيها عليه أنه موقع بديع آخاذ ( يعني حب من النظرة الأولى) لكني أبداً ما تخيلته بديعاً إلى هذه الدرجة..إلى الدرجة التي أفقدتني توازني! حيث لقيت فيه ما لم أكن أحلم به قبل دخولي.. ترحاب واستقبال لا أجمل ولا أروع .. نفوس عامرة بالطيبة والجمال والروعة .. كأني في جنة الفردوس! حتى راودني الشك للحظات أن أكون قد مت وانتقلت فجأة إلى الأعالي وصرت بين الملائكة دون أن أدري .. إلا أن تليفون خليوي مفاجئ من خطيبتي السابقة تدفق منه كالعادة بركان الغيرة والشك والشتم ( لأن خطي الأرضي مشغول ويعيقها ذلك عن محاولاتها لاستعادة مكانتها عند زير نسوان كما تقول عني! ولا أدري لماذا تريد العودة لي إذن؟! طالما أنا دون جوان) أقول أن تليفونها الزاخر بالحمم أعادني لواقعي لأرتطم به من جديد بعد أن كنت قد فقدت توازني وطرت وحلقت في السماء وكأن سيلاً جارفاً حملني ( حين قراءة تعليقاتكم الفذة) إلى الأعالي وجعلني أعيش لحظات ممتعة بين النجوم في موقع خلاب يدعى ( ليلاس)!
فأنا بالعادة لست من الذين يلاقون الترحاب في حياتهم ( إلا ما ندر) إنما أنا من الذين ما تعودوا إلا على تلقي الصفعات واللكمات والركلات أينما حللت وارتحلت منذ عهد الطفولة بسبب لساني الطويل وبسبب محاولاتي الدائبة الفاشلة لتصحيح الخلل أينما كان ومهما كان صغيراً؛ فلا شيء يشقيني أكثر من رؤية خلل ولو كان بحجم رأس دبوس.. فتراني أعيش تعاسة ليس لها مثيل طيلة أسبوع إن بدرت مني كلمة تجرح شخصاً أو تظلمه.. ولا شيء يقودني إلى الجنون أكثر من رؤية ظلم يلحق بإنسان مهما كان.. وهذا ما أوردني المهالك وأدخلني سراديب العتمة عدة مرات.. وما يزال.. إلى درجة أن كبار مشايخ البلد ما استطاعوا مد يد العون لي؛ فلا غيَّروا من تركيبتي الذهنية ولا قدموا لي وسيلة بديلة أنتفع بها لأتجنب الوقوع في مزالق الأزمات والصراعات التي صارت جزء أساسياً من حياتي كالعمود الفقري تقوم عليها حياتي كلها...
وأفضل ما قالوا لي: أنت يا هذا لا تصلح للعيش في هذا الزمن! تريد تطهير الدنيا وهي قائمة أساساً على القذارة.. انظر حولك.. جراثيم فتاكة يعبق بها الهواء ويزخر بها الماء تطارد البشر باستمرار.. وحوش مفترسة ( حيوانية وآدمية) تصول وتجول في أرجاء المعمورة لا همّ لها ولا غاية دائبة تشغلها إلا افتراس الطيبون والأتقياء والأنقياء.. القذارة طوفان في كل مكان يحاصر من لم يتدنس بعد .. ولكنك في الحقيقة لا تعرف كيف تتعامل مع الدنيا.. تسعى لأن تسيطر على حياتك وعلى ما حولك كما لو أنّ الدنيا صفحة من صفحات كمبيوترك! وأنت تريد أن توقف كل مفاسد الدنيا وتغيِّرها بجنونك.. ولكن هذا هو الخلل بعينه!
وقال لي شيخي : يا بني! الخلل الحقيقي فيك أنت وليس في الدنيا.. لأن الدنيا هكذا هي منذ الأزل وستبقى هكذا إلى الأبد .. وبدون بلاويها وكل ما فيها لا تكون دنيا أبداً!.. وأنت يا مسكين .. أنت العاجز عن التكيف معها والتلاءم مع محيطك!.. أرأيت أين الخلل؟!
يا سلاااام.. هيك بقى! ..هكذا إذن .. يعني أنا مختل!! يا ويلاه! لم أكن أعرف حقيقة نفسي.. يا أسفي على نفسي.. ما أقسى أن يكتشف المرء فجأة أنه كان وما يزال مختلاً دون أن يدري!
وفجأة وأنا في عز شقائي مع شيخي ومع أقداري ومع دنياي.. مع خطيبتي ومع نفسي ومع بلواي..أتيح لي الدخول للإنترنيت.. فدخلت هنا إلى هذا الموقع الرائع.. دخلت إليه صدفة.. مثل الصدف القدرية الساحرة.. حين كنت أقلب أوراقي القديمة عثرت على اشتراك قديم لي فيه ( منذ سنتين) ولم أكن قد استفدت من اشتراكي فيه بعد لأني كنت في سبات عميق كأهل الكهف.. ولكن رب صدفة خير من ألف ميعاد .. دخلت صدفة إلى هنا إلى موقع ليلاس إلى أروع موقع على الإنترنيت.. حيث الرياحين والفل والياسمين يعبق عبيرها بشذى آخاذ .. دخلت لأتلقى فيه جرعات من التعليقات لها مذاق الشهد .. طعم العسل المصفى.. تعليقات كالترياق يشفى القلوب والأرواح .. كأن السماء تترفق بي وتثبت لي أن الدنيا ما زال فيها خيراً كثيراً أكثر مما أتخيل.. ما زال فيها ناس لا يمكن تخيّل طيبتهم وروعتهم جاهزون عند اللزوم للأخذ بيدي ومسح آلامي بكلماتهم العذبة.. لا لشيء إلا لأنهم رائعون!
قرأت كثيراً في الروايات: أنّ الدمع ترقرق في عين إحدى الشخصيات من شدة التأثر.. لكني ما فهمت ذلك الشعور على حقيقته إلا هنا في ( ليلاس).. شعور لا يمكن وصفه بكلمات.. هو فوق الرسم بالكلمات.. هو إحساس مذهل.. جربته حين ترقرق الدمع في عيني وأنا أقرأ تعليقاتكم الجميلة وأنا أكاد لا أصدق نفسي أنّ تعليقاتكم الكريمة هذه موجهة لي شخصياً!
ليس واضحاً للبعض ( على ما أظن) لماذا تصاعد شعوري إلى هذه الدرجة.. قد يتضح أكثر فيما بعد، عندما تتبلور أمامكم ملامح أخرى لبعض الظروف المحيطة بي .. لأنه كالعادة قلمي وكلماتي تفضحني ولا حيلة لي في الأمر.. سواء تدبرت الأمر أم لم أتدبر..يصبح قلبي مكشوفاً أمام الجميع شئت أم أبيت.. لا تنسوا أني مختل كما قال لي شيخي!
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة galalgalaحكيم المنتدى - مستشار مجموعة الطوارئ - مشرف منتدى الكتب l |
لاتحرمنا من جميل كلماتك واهلا بك صديقا وزميلا 000 وبائع عطر فى مدينة العطور ليلاس
محمد جلال
|
يا أخي يا محمد! إنّ جمال روحك ليس له حدود.. هنيئاً لزوجتك وأولادك وأهلك وجيرانك بك .. والله أحببتك لله في الله ولست أقول ذلك تزلفاً أو تملقاً لأرد لك الجميل على بديع تعليقاتك..
وما أقول ذلك إلا لأني لم أصادف من قبل ( إلا ما ندر) رجلاً مثلك لديه رادارات التقاط مذهلة .. يتلقط الفكرة وهي طائرة .. بذكاء تمنيت لو أن جميع أهل الأرض يمتلكون جزءً منه أو مثله..
إنّ أكبر وسام أستحققته وتلقيته يا أخي هو معرفتي بك في هذا الوقت بالذات .. لأنك من طراز نادر فاخر من الرجال.. سأبذل المستحيل لأكون بينكم ما استطعت لأتواصل مع ناس هم في ذرى الكرم ورفعة الأخلاق.
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة vueleve محقق المنتدى - الادارة العامة - عضو بمنظمة الاكاتسوكي
;1572897 |
رائع أخي الكريم
كلماتك و تعابيرك و انتقاؤك للجمل و التعابير
كله متناسق
كتابتك تمس القلوب فعلا
ربنا يوفقك في حياتك و ينولك كل اللي نفسك فيه
و ان شاء الله تزور ليلاس مرة و اتنين و تلاتة
و تكون عضو مميز كمان
تحياتي لك أخ hazim jabali
|
الأجمل من كل ذلك هو نفسك الزكية (والذكية أيضاً) الفواحة بعطر يسحر الروح ..
لا ليست كتابتي التي تمس القلوب فعلاً.. لا يمس القلوب حقاً إلا براعة أنامل رقيقة كأناملك تخط بلسماً شافياً .. ترياقاً تشقى القلوب للحصول عليه.. ويستميت لأجله العشاق وللوصول إليه..
ولكن حاسبي مني..واحترسي..( واخشيني.. عربي أنا فاخشيني على رأي المغني الأزعر يوري مرقدة) لأني لا أحتمل الكلمات الحلوة الصادرة من قلب أنثى فأنا سريع العطب لدرجة لعينة في هذه المسائل.. وهي علتي الدائمة ومصيبتي منذ كنت مراهقاً وإلى الآن أذوب في نظرة أو كلمة إن كان مصدرها بنت من بنات حواء..وأغرق فوراً في زوبعة وإن كانت في فنجان امرأة إذا أحسست بسهام الود اللطيفة تسددها نحوي لواحظ الحور العين.. فأنا مع الجنس اللطيف .. يارب استر يا لطيف.
ولكني - وياللمفارقة- واحد من الذين ينطبق عليهم المثل دائماً : حب ولا طالشِ.. وياما أكلت من كواعي شقى .. ياما تمرمطت بحب البنات واتبهدلت .. وضعت بشربة مية.. برشفة حب من عيون المها.. لست قيس الملوح.. ولكني ألعن منه وأكثر شقاء مع جنس النسوان كله.. فالمرأة مشكلتي الكبرى .. المعضلة التي لم أجد لها حلاً .. مصيبة المصائب التي أودتني لأتردى في وديان العذاب مراراً .. وما كنت أتوب وأتربى .. أو أكف عنها ..أو أشبع بهدلة منها.. وكما قال بايرون ذات مرّة: تمنيت لو أن للنساء جميعاً فماً واحداً فقط لقبلته بشفاهي وارتحت!
دعواتك مستجابة إن شاء الله وأنا بأمسّ الحاجة إليها فعلاً..
ولكن أتمنى ألا تكوني متزوجة .. لأن عشقي الأزلي هو النساء المتربعات على سدة السطلة والحكم دائماً.. ولم يسبق لي الوقوع في غرام واحدة تمتهن التحقيق وأنت باسم الله وماشاء الله محققة في هذا المنتدى وهذا شيء مغري.. يغوي أكبر رأس بصراحة! فهذه تجربة لن تنسى للأبد وبنكهة مثيرة تثير شهية حتى من لا شهية له: عشق امرأة لها ذهنية محققة! وفي الإدراة العامة كمان.. شيء ساحر والله.. خصوصاً إذا كانت عضواً بمنظمة الاكاتسوكي .. مع إني لم أسمع بهكذا منظمة من قبل إلا إني أتوسل إليك أن تنظمي لي طلب إنتساب إليها فوراً.. وأنا معك على طول حتى ولو كانت منظمة ماسونية جديدة تسعى لقلب العالم رأساً على عقب.
تحياتي وتقديري وامتناني لكم جميعاً