الإنسان= يأكل + يشرب + يعمل + يستمتع
الحمار= يأكل + يشرب
إذاً..
الإنسان= حمار + يعمل + يستمتع
ولذا..
إنسان - استمتاع = حمار + شغل
********************************
معادلات مستفزة
الإنسان الذي يفتقد القدرة على الاستمتاع بالحياة كما يقول علماء النفس: "حمار يعمل وفقط"، المثال به بالطبع كثير من الفجاجة ولا ينكر مستخدموه هذا، ولكن يقولوا: "كان لابد أن يكون صادماً حتى يتوقف الإنسان للحظة عن الجري واللهاث ويفكر في أسلوب حياته".
وعندهم حق.. ليس حق واحد.. ولكن كل الحق، فإذا نظرت في حياتنا وجدت مجموعة من المعادلات المستفزة:
- الغالبية تعمل لا من أجل العمل كقيمة، لكن من أجل توفير "لقمة العيش" الذي أصبح من الصعب جدا أن تتوافر دون عمل شاق يستنفذ الوقت والطاقة، ولو فكر تبديل معادلته فقد يتحول -وفقاً للمثال- إلى مرتبة لم يتخيلها هؤلاء العلماء، وهى "حمار جائع".
- الحديث عن حياة للعمل فقط دون وسائل للمتعة، يعتبر منتهى الرفاهية لغالبية تفتقد حتى حق أن تعمل ما تحبه أو تستمتع به.
- للأسف يغفل أغلبنا عن كل ما يمكن أن يحقق له المتعة والراحة وموجود بالفعل في حياته ويبحث عما يفتقده، وبالطبع عندما يفقد ما كان يمتلكه يكرر الكلمة الشهيرة "كنت في نعمة".
والسبب في الحال الذي لا يسر، يرجع بالطبع في جزء كبير منه لهذه البلاد التي أصبحت كلها براقش تجني كل صباح على أهلها، ولكن برغم هذا تبقى أنت المسئول الأول عن حياتك، لذا فعليك بتفكير بسيط ومجهود أبسط محاولة مثل ضبط موازين المعادلة، والأمثلة موجودة فى كل كتب علم النفس ولكن قبلها ستجدها واقفة على طرف لسانك، ونقول مع بعض:
- تجديد الأهداف كل فترة وعدم الوقوف للتباكي على حلم مؤجل أو صعب المنال في الوقت الحالي.
- السعي لهدفك الكبير بالتخطيط وتراكم الخطوات، فهناك فرق واسع بين البحث عن حلم والسعي إليه، لتعرف التأثير السحري للكلمة، وعلى رأي واحد ناجح جدا قابلته يوماً: "لا شيء يقتل الإنسان قدر قلة الحيلة"، فلا تترك نفسك لها.
- سؤال النفس كل يوم بـ: "ما هو الجميل الذي ما زلت تملكه؟"، وستجد على الأقل واحدة من هؤلاء إن لم يكن كلهم "صحة ـ علاقة طيبة مع الأهل ـ أصدقاء أوفياء ـ شريك حياة ـ أبناء ـ هواية تمارسها".
- ونصيحة لا تحمد الله على ما لديك وتجري، فكر كيف تستثمر ما تملك ليكون مدخلاً لمزيد من السعادة بالنسبة لك وللطرف الآخر.
- فأكثر من سؤالك على أهلك واحرص على مشاركتهم أخبار حياتك ومساعداتهم - قدر المستطاع - في تصريف أمور حياتهم، وابقي على انتمائك لحضن والديك أو الأقرباء منك "جدك ـ عمك ـ أختك"؛ لأنه بكل تأكيد لا يعوض.
- حدد أنت وأصدقاؤك موعداً ثابتاً شهريا ولو لساعة واحدة يكون الهدف منها لا تبادل الهم فقط و"اتلم المتعوس على خايب الرجاء" لكن فتح طرق نجاة لبعضهم البعض.
- لكن للحق من المفترض أن يأخذ الإنسان شيئاً واحداً، وهو "رضاء الله" فدع هذا منطلقاً لك ولن تفقد الأمل أبدا.
- واستمراراً للأمل نتحدث عن الهواية والمشاركة الاجتماعية وغيرها من الأشياء التي نتمنى أن نعود إليها أو التي كنت نتمنى دائما أن نفعلها، فقد يكون لديك حلم قديم بالعزف على البيانو ولم يتحقق في الصغر ولا تملك له الوقت الآن، أو قد تكون تجيد الرسم، ولكنه أصبح مكلفاً فأقلعت عنه وحتى دار الأيتام الذي كنت تزوره بالكاد تتذكر عنوانه.
- لا يوجد حل سحري، فنحن نحاول التشبث يما يضيع منا قدر المستطاع، وترتيب المتع أحيانا يكون مفيداً، فتأخير التمتع بهواية مقابل علاقات حب قوية وعمل جيد يجعلك تشحن البطارية وتسعى لفرصة أخرى تأتى قريباً.
فما الذي يمنعك أثناء وجودك بالمواصلات أن ترسم على ورقة بيضاء صغيرة وبقلم رصاص أي شيء تحبه، حتى لو وجه من يجلس إلى جوارك؟!
وإذا كنت تواظب من قبل على زيارات الخير والمساعدة وغيرها، حاول أن تنفذ أياً منها، ولكن على فترات متباعدة، فما كنت تفعله كل أسبوع، افعله مرة كل شهر أو شهرين، ولا تتعامل بمنطق إما 4 مرات في الشهر وإما لن أذهب مطلقاً!
- استفد من وجودك في دوائرك الطبيعية لتعلم أشياء جديدة، فيمكنك تبادل الكتب مع غيرك، زميلتك في العمل قد تنقل لكِ في بساطة خبرة كيف تحيكين كوفية أو غيرها لشخص تحبيه، أما جدك فقضاء ساعة واحدة معه تعملك كيف تزرع الزهور في شرفة منزلك.
- والأهم والمهم والأكثر أهمية في هذه النقطة، هو مبدأ 3 X واحد أو في عشرة أو أي رقم، ففكر كيف تحول عملك - وإن لم تكن اخترته بنفسك - لحالة إبداع لأنه لا يجد مجالاً أيا كان لا يمكن الابتكار به، والأهم أن تشعر داخل نفسك أنك تقوم بعمل نافع يعود بالخير على شخص ما في مكان ما ولو بشكل غير مباشر، فهذا يمنع عنك الإحساس القاتل بأنك تحارب طواحين الهواء .. هل تعرف هذا الإحساس عندما ينتهي اليوم وأنت تتصبب عرقاُ ولا تعرف قيمة ما عملته، وفى قول سيد الخلق عليه أفضل السلام حل وشفاء وطاقة أمل لا تغلق "خير الناس أنفعهم للناس".
وصفة معروفة
من الآخر .. حاول أن تكون cool وهذه ليست كلمات للسخرية والتهكم، ولكن أقصد بها أن نحاول امتلاك "الأعصاب الهادئة والقلب الكبير وحسن التدبير"، وهي وصفة يعرفها الجميع بداية من فرويد، عالم النفس الشهير، وحتى الحاجة المُسنة التي تجلس على أول شارعنا إلى أن تغيب الشمس تنتظر من يشترى منها الليمون!
وقد وصف الله تعالى الإنسان في كتابه بصفات عدة ومنها "ظلوم.. جهول.. يئوس.. كفور"، وهى سمات ضعف تعيش داخل كل منا، ولعلمه جل جلاله بذلك بعث لنا بإشارات عدة، فقالها سيدنا يعقوب "صبر جميل" وقالها سيد الخلق "اعقلها وتوكل"
منقوووووووووووووووووووووول ان شاء الله