المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
عائشة عبد العزيز الحشر , روايه سقر
أصدرت ثاني أعمالها الروائية ...
عائشة الحشر ترصد تلظي المرأة بنيران المجتمع في «سقر»
الرياض - أسماء العبودي
ظل عبدالله يردد في أعماقه «نجد الحب ونحن في غمرة بحثنا عن أشياء أخرى...»، كان عائداً من رحلته التي لجأ إليها بعد فشل استمرارية زواجه من فتاة طيبة اكتشفا معاً عدم توافقهما معاً. «الإحباط يغلف كلمات التحية التي يحيي بها زملاءه، فقد رجع من إجازته مستاءً على غير عادته بعد أسفاره». بطل رواية «سقر» للكاتبة عائشة الحشر ـ التي صدرت أخيراً عن الدار العربية للعلوم، ناشرون ـ رجل بنى عقله وشخصيته، فهو يقرأ ويسافر، ولم يعد من السهل عليه قبول التبريرات التي تصاغ لتجميل الواقع، فكان متوافقاً مع ذاته، لكنه غير متوافق مع مجتمعه.
وفي الرواية قصة حب اختلطت أحداثها بواقع المجتمع المحلي، فتنازعتها العادات والوصاية الاجتماعية، واعتبارات أخرى مثل «خطيئة الحب».
وحول رؤيتها التي انطلقت منها كتابة الرواية تقول الحشر: «في مجتمعنا تطول قائمة المحرمات، التي فرض المجتمع ـ لا الدين ـ تحريمها على الناس، وتعتلي العلاقات الإنسانية الجميلة تلك القائمة»، وتضيف: «الناس في مجتمعنا في ريبة من بعضهم، نوافذ البيت مغلقة دوماً في ارتياب من الجار والمار والقريب والبعيد». وحول ما تقوله مها بطلة الرواية «باختصار لسنا سعيدات..!، بمجرد أن تولد الطفلة أنثى فقد جاءت وأوزارها معها، وزرها هو أنها لم تكن ذكراً»، والتساؤل حول مدى قدرة هذه الجملة على اختصار حال المرأة في المجتمع؟ تقول الحشر: «مها تدرك قيمتها الإنسانية، ولكنها تصطدم بواقع الحياة وتعاستها، من كونها تتوق إلى أن تبقى لها مسؤولية قراراتها المصيرية، ولكن المجتمع يعاملها كقاصر مدى الحياة»، مشيرة إلى أن البطلة كأي إنسان يمر بهذه الحال، سيعلن عدم سعادته، إن لم يقترب من حافة الجنون. في «سقر» توصيف لحياة البيت السعودي اليومية، يتضمن الصورة النمطية للمرأة الأم، «التي لا حول لها ولا قوة»، والتي تتعامل في الرواية بسلبية مع ما يواجه ابنتها، وخوفها من حمايتها، والوقوف إلى جانبها، حتى لا يتهمها الأب بأنها لم تحسن تربيتها، فكيف أدت وصاية المجتمع إلى ظهور صورة الأم السلبية، التي ربما تنسى أمومتها، لخوفها من سطوة سيئة على حياتها، تقول الكاتبة: «إن مجتمعنا نجح في أن يجعل النساء خير وصيّات على تعاليم الرجل، فهناك الكثير من ذوات الحق المهدور، مجبرات على المضي في ما يطلب منهن، لأنهن لا يجدن أية خيارات متاحة أمامهن، فيلزمن الصمت».
وحول اختيارها كلمة «سقر» كعنوان للرواية، توضح الحشر أن شخوص الرواية وحالاتهم، أوحت إليها بهذا الاسم، فمن «أسماء» التي سلبها الخوف قدرتها على الحياة الطبيعية، إلى «مها» التي ترى أن حياتها شبيهة بحياة «المجرمين»، نهاية بعبدالله الذي أضاع جنته كي يتقي «سقره». الرواية في مجملها تصور حياة الأسرة السعودية في إحدى مناطق المملكة، وهي تمثل بلا شك قرباً من الواقع اليومي المعاش، تبدو حال الاغتراب عن المجتمع، وتبدو محاصرة المرأة اجتماعياً، فلا تنمو ولا تعرف حقوقها. تتأطر لنا من خلال تفاصيل الرواية صورة المرأة النمطية الخائفة من سلطة الرجل، كما تتضح لنا حال المجتمع في تعامله مع المشكلات النفسية للمرأة، وإيعاز كل ما تتعرض له النساء نتيجة الكبت والتخلف الفكري إلى المس والسحر.
تنتهي الرواية بأحداث مأسوية، أرادت الكاتبة من خلالها أن تنقل للنساء أن عليهن أحياناً أن يصبحن ذوات مخالب وأنياب، ليتمكن من مقاومة من يريد سلب حياتهن ومصادرتها.
الرابط ???? ????? ???? ????? ????? ???? ????? ??? ???? ????? ???
|