كاتب الموضوع :
أسيرة الصفحات
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثاني : لا أهل و لا وطن
حينما وصلنا إلى المطار ... كان معنا عائلات كثيرة من اللذين كتبت لهم النجاة من الكارثة ...
كلهم أعرفهم بالرغم من كثرتهم ...
أجل ... كنا يدا واحده ... نأكل معا ... و نضحك معا ... و نحزن معا ...
نعيش معا
و نموت معا
قطع أفكاري شاب طويل يرتدي نجوما عجيبه فوق كتفيه و ملابس لم أرها من قبل .. لونها أرق داكن
وقف وقفة مشدوده ثم قال : سأنادي أسماءكم الثلاثية واحدا تلو الآخر و من يسمع إسمه يهب إلى حيث أشير
نادى : محمد منصور وهبه – سمير أحمد عبد التواب – رامي عبد الله - ..........
و شرع ينادي ... و يذهب من ينادي عليه في إتجاه غير الذي قبله و غير الذي بعده
إلى أن بقينا وحدنا
ثلاثتنا ... فرافقنا إلى حيث طائرة ضخمة ... لم أر في مثل ضخامتها شيئا
صعدنا السلالم و
تفقدت الوجوه حولي ... لم يكن هناك وجه واحد أعرفه ... أين أصحابي ... أين أمثالي
أجلسونا في أماكن متفرقه
و كان عمر مع زوجتي في الأمام ...
نظرت إليهما ...
ملامحهما قلقة مضطربه ...
لوحت لهما مبتسما ... و جلست و عيناي تتابعهما من الخلف ... و كنت لأستمر في النظر إليهما إلى الأبد لولا أن
أصدر محرك الطائرة صوتا عظيما ... و إحتكت العجلات المهوله بالأرض ...
كل شيئ يصفر
كل شيئ يهتز ...
و بالرغم من الصوت العالي ... إستطعت أن أسمع صوت عمر يبكي
و فجأة
لم نعد على الأرض
تركت العجلات الطريق
و أقلعنا بعيدا ... نحو السماء
نحو سماء بلا نهاية و لا مستقر
فلا أهل
و لا وطن
يتبع ...
|