كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
الارشيف
3 – الرجل الدجاجة
الأميرة سندس فى جناحها ، تجذب الحاكم الدجاجة ، وتحاول وضعه فى الموقف .
سندس : ملأت البلاد بالمظالم ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : ملأتها ؟
الحاكم : ( يصرخ أن نعم )
سندس : لم ؟
الحاكم : ( يشير إلى الحاشية و المقربين ثم يؤدى كيف تتبع الدجاج صاحب الحظيرة حين يلقى لها
بالحب )
سندس : كيف يتبعك شعب جائع مريض .. كيف ؟
الحاكم : ( هكذا قالوا )
سندس : ولم سمعت لهم .. أو كنت مؤمنا بما دفعوه إليك ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : ( كأنها تحدث نفسها ) جوع شعبك يتبعك .. يالها من حكمة سقيمة دنيئة .
الحاكم : ( يحك منقاره فى كتفها )
سندس : أرأيت إليما وصلنا ؟
الحاكم : ( يصيح و يدبدب ) .
سندس : ماذا لو أحضرت طبيب القصر لنزع هذا الريش ؟
الحاكم : ( يهلل بالموافقة )
سندس : يا حاجب .. أنت يا حاجب .
الحاجب : ( يدخل بلعبته ) مولاتى الأميرة .
سندس : انظر .. عملك الأسود ( بينما الحاجب يهلل فرحا بالدجاجة ).
الحاكم : ( يهش لمقدم الحاجب )
الحاجب : مولاي الحاكم دددددد ( يلوح وهو مبهور ) مولاي .
سندس : هذا شأن الريش .. والصوت .. لكن كيف يعود إليك صوتك ووجهك .. يا ربى .
الحاكم : ( ينكمش خائفا من الحاجب ، ويتمسح بها )
سندس : إياك .. إياك أن تبيضى .. إياك !
الحاكم : ( يدبدب مكشرا ) .
سندس : لا تحزن يا زوجي .. سوف تنصلح الحال .. أصدرت أوامري برفع المظالم عن الناس .. كل
الناس .
الحاكم : ( بامتنان يقبل ثوبها ) .
سندس : هذا لأجلك .. لأجل أن تعود إلى طبيعتك .
الحاكم : ( يهز رأسه بالموافقة )
سندس : و ألغيت الضرائب التي فرضها الولاة .
الحاكم : ( يصرخ .. يصيح )
سندس : ترفض هذه ؟
الحاكم : ( يصيح بالموافقة )
سندس : أنت حر .. سوف أتركك ؛ لتظل دجاجة مدى حياتك .. وربما ظهر ديك قوى وقضى
عليك .. ليس هذا فحسب .. شعبك .. شعبك !!
الحاكم : ( يتمسح فيها ويتراجع )
سندس : لن يبقوا عليك .. كيف تحكمهم دجاجة .. كيف .. أنا نفسي .. كيف أعيش مع دجاجة ..
كيف ؟
الحاكم : ( يصيح باكيا ) .
سندس : نعم .. يجب أن توافق .. ليس أمامنا خيار .. وقبل أن يصل الأمر للناس .
الحاكم : ( يتجهم )
سندس : وكلفت جهاز البصاصين .. جهازك الفظيع .. بالبحث عن رجل دجاجة .. فى كل الولايات
.. وعلى وجه السرعة .. كما أشار حكيمك العجيب .
الحاكم : ( صياح كالمواء ) .
سندس : نعم .. كما أشار حكيمك القزم .. مخطط الثورة .. أكان المخطط الحقيقي للثورة فعلا ؟
الحاكم : ( بنظرات كاللص .. يوافق ) .
سندس : قتل حيا ..لم يكذب الرجل .. يالقهر الرجال ..والحاجب و مسرور .. وماخفى كان أعظم .
الحاكم : ( يصيح و يوحى أنه يريد الحكيم ).
سندس : تريد الحكيم ؟
الحاكم : ( يهز رأسه بالموافقة ) .
سندس : لم ؟
الحاكم : ( يريد أن يلعب معه ) .
سندس : لم يعد إلا هذا .
الحاكم : ( يرجوها )
سندس : لا .. ليس الآن .. ليس الآن .
الحاجب : مولاتى ( وهو ينفخ بلعبته ) عاد كبير البصاصين .
سندس : دعه يدخل فى الحال .. هيا يا زوجي إلى الداخل .. هيا بسرعة .. لا يجب ألا يراك أحد .
الحاكم : ( ينسحب بخطى الدجاجة ) .
كبير : ( يدخل بصحبته جنديان يسوقان سيدة فارعة ضخمة تلبس عباءة و نقابا ) مولاتى الأميرة .
سندس : ( بعد أن عادت لكرسي العرش ) هيه .. هل توصلت إلى شيء يا كبير البصاصين ؟
كبير : نعم يا مولاتى الأميرة .. فى ولاية الضباب .
سندس : ولاية الضباب ؟
كبير : نعم ( للجنديين ) ارفعا عنه النقاب .. هيا .
الجنديان : ( يرفعان النقاب عن وجه الواقفة فإذا هو وجه دجاجة ) أمر سيدي .
كبير : و العباءة أيضا ( يرفعان العباءة عنه ) .
سندس : دجاجة .. الحمد لله .. وإلا باض زوجي المغدور ( لنفسها ) هل عرفت منه شيئا ؟
كبير : لم يحدث يا مولاتى .. إنه يصيح فقط .
سندس : لكنه يسمعك .. يسمعك ؟
كبير : نعم يا مولاتى الأميرة .
سندس : لم لم تطلب منه شرح الحقيقة بطريقته ؟
كبير : بمجرد أن كشف أمره رجالي أحضرته فورا .
سندس : كن قريبا منى .. أنت ورجالك .. اتركه لى .. هيا .. انصرفوا .. الحكيم .. أين الحكيم ..
يا حاجب .. ييا ...................
الحاجب : ( يدخل ) أمر مولاتى .
سندس : حكيم القصر .
إظلام
4 – دجاجتان
في جناح الحاكم .. الرجلان الدجاجة يلعبان .. بينما الأميرة سندس حزينة .. وجدان
تتلاعب بهما ..تهاجمانها .. تسرع وجدان و هي تتدحرج على الأرض .
سندس : أين ذهب هذا القزم ؟
الحاجب : قطع إصبع مسرور بأسنانه ( وهو ينفخ و يهلل ) .
سندس : قطعه .. بأسنانه .. قطع اليمين أم الشمال ؟
الحاجب : اليمين .. مسرور اليمين يركب رأسه .. ويقسم لينتقمن منه .
سندس : يا ربى .. هات هذا القزم حالا .. هيا .
الحاجب : أمر مولاتى الأميرة .
سندس : وجدان .. اتركيهما لشأنيهما .
وجدان : حرام يا مولاتى .. حرام .
سندس : حرام ماذا ؟
وجدان : حرام ألا يراهما الناس فى كل البلاد .
سندس : وجدان .
وجدان : يجب أن نضعهما فى متحف .. سوف نجنى أموالا طائلة .. وربما غدونا من البلدان الغنية
بسببهما.
سندس : ياغبية .. هذا مولاك حاكم البلاد المفدى .. لن ينسى لك هذا القول ..لن ينساه .
وجدان : أوه .. أخطأت ( تهرع صوب الحاكم ) سامحني يا سيدي ومولاي .. لم أقصد .. لم أقصد .
الحاجب : حكيم القصر القز ......
الحكيم : أنت السبب .. جرؤ الأولاد على .. هزلت .. هزلت ( يتجه للحاكم ) هل هذا يعجبك ؟
سندس : تعال يا حكيم .. يا أغرب حكيم عرفته الأرض !
الحكيم : أغرب حكيم .. هل لى ذيل .. أم كنت دجاجة .. أم كان ........
سندس : اهدأ يا حكيم .. اهدأ
الحكيم : دجاجتان .. يا ربى .. باضت .. وأفرخت بهذه السرعة .. وربت أيضا .. هذه معجزة ..
معجزة !
سندس : قه قه قه .. أضحكتنا .
الحكيم : ومالك حزينة هكذا ؟
سندس : وجدنا هذه فى ولاية الضباب .
الحكيم : ولاية الضباب .. اسم على مسمى .. الناس هناك لا تكاد تجد الكسرة أو النبتة .. حتى فى
صندوق قمامة .
سندس : إنه الأمر يا حكيم ؟
الحكيم : ليس قبل أن ألعب معها .
سندس : يا حكيم .. لا يصح .. هذا حاكم البلاد .. كيف ستنجو من بطشه بعد عودته لطبيعته ؟
الحكيم : بطشه .. أي بطش يا مولاتى .. ساعتها أحوله لنعجة .. وليس دجاجة ..ألعب معها ..
ألعب .. ألعب .
سندس : يا حكيم .. أرجوك .
الحكيم : تعالى يا دجاجتي .. تعالى ( يلوح تجاه الرجل ) سوف نذهب سويا .. وتدلني على ما فعلت
.. خطوة خطوة .
الرجل : ( يصيح بالموافقة )
الحكيم : الآن .. نعرف حكايتك .. وما جنت يداك .. هيا أرنا .
الرجل : ( يصيح ، ويشخص ، أنه تعب من البحث عن عمل ، ولم يجد ، فجاع جوعا شديدا .. وقف
على أبواب الولاية ، ما أعطاه أحد كسرة خبز ، وذلك للفقر الشديد فى الولاية ، فاضطر إلى
السرقة ، رأى دجاجة سيدة عجوز ، دجاجة واحدة ، والعجوز فقيرة ، كانت تنتظر البيضة
لتأكلها ، ثلت البيضة وجبة ،و لا أحد يزورها ، أو يهتم بها ، سرق الدجاجة ، وذبحها ، وحين
كان ينظفها من الريش و الشعر ، كان كلما شد ريشة من الدجاجة ، نبتت هذه الريشة فى
جسده هو ، وهكذا ، حتى أصبح على هذا الشكل ، فتوارى عن الناس ، ولبس هذه العباءة ،
وهذا النقاب ، ولاذ بشيخ طيب ، فقال له لابد أن تشكوك إلى الله .. لا بد .. وحين خرج
من عنده ، أمسك به الجنود ، وأحضروه إلى هنا ) .
الحاكم : ( يندفع ويضرب الرجل ضربا كثيرا ، ثم يهدأ و يحتضنه ) .
الحكيم : ما كل هذه البراعة يا رجل .. أنت موهبة .. موهبة كبيرة .. ولا تجد قوت يومك .. يستحق
تحية كبيرة منا .. صفقوا له ( الموجودون يصفقون له حتى الصالة ) أين والى الولاية ؟
الحاجب : في الخارج يا سيدي
الحكيم : جره إلى هنا .. بل قيده فى الحديد .. وهاته .
الحاجب : كما يرى سيدي ( يخرج )
الحكيم : الآن تحل المسألة .. لكن اتركيني ألعب معها .. ألعب .
سندس : حين تكون جادا .. تصبح حكيما ليس له مثيل .
الحكيم : لست حكيما .. أنا عيل .. و أريد اللعب مع هذه .
الحاجب : كبير البصاصين ووالى ولاية الضباب .
الحكيم : هل قيدته بالحديد ؟
الحاجب : نعم يا مولاي .
الحكيم : ليدخلا فورا .
كبير : ها أنا ذا يا سيدي .
الحكيم : أين و الى الزفت .. والى الزفت ؟
كبير : بالخارج يا سيدي الحكيم .
الحكيم : هاته ليره الناس .
كبير : أمرك يا سيدي .
الحكيم : ألعب .. ألعب معها
سندس : ( تلوح له أن لا )
الحكيم : تعال ياوالى الزفت .
الوالي : ( يدخل مقيدا فى الحديد ) أمر مولاي .
الحكيم : لم لم يطل بالزفت و القطران .. لم ؟
الحاكم : ( يسرع نحوه وينقره نقرات قوية حتى يصرخ و يقع على الأرض )
الحكيم : ألعب معها ؟
سندس : حكيم .
الحكيم : ( يلوح للحاكم بالقيام ) يا والى الضباب .. قف .. ليس هذا وقت بكاء ..هيا ارفع ظلمك
عن هذا الرجل ؟
الوالي : أي رجل يا سيدي ؟
الحكيم : الرجل الواقف هناك .. هناك .
الوالي : مولاي .. هذه دجاجة و ليس ........
الحكيم : إن لم تعتدل فى قولك .. جعلته يقتص منك .. هيا .
الوالي : سيدي لا أرى رجلا .. ليس إلا دجاجة .. دجاجة .
الحكيم : كان رجلا قبل أن تحل طلعتك البهية على الولاية .. قلت لك ارفع ظلمك عنه .
الوالي : مولاي .. لا أعرفه .. من هو .. ومن أي مكان في الولاية .. وابن من ؟
الحكيم : رجل من ولايتك الغناء .. وظلمته .. ضيقت عليه .. فسرق .. هيا ارفع ......
الوالي : كيف أرفع عنه شيئا لا أراه ؟
الحكيم : أنت تمزح .. تمزح يا والى الزفت .
الوالي : أبدا يا مولاي .
الحكيم : اعطه عملا .. ومالا يستعين به على معاشه .
الوالي : أما المال فهاهو (يخرج كيسا ويلقيه أمامه ) أما العمل فلست أحمل في جيبي شيئا .
الحكيم : عدت .. سوف أجعل العفاريت تتلاعب بجسدك قطعة قطعة .. انته .
الوالي : عفوك يا حكيم البلاد .
الحكيم : هيا انته .. عينه فى عمل .. الآن .
الوالي : عينته يا مولاي .
الحكيم : هكذا .. وبهذه السرعة .. أين ؟
الوالي : عينته في ديوان حدائق الولاية .
الحكيم : كان في مقدورك أن تفعل هذا ؛ فلم تفعله إلا رغم الأنف .
الوالي : سيدي .. هذه أوامر حاكم البلاد .. لا تعيينات و لا وظائف !
الحكيم : ( وهو ينظر تجاه الحاكم ) إلا للمحاسيب .. أو أصحاب المواهب الـ.........ستموت
صبرا حين ننهى ما بيدنا .. هيا بنا إلى هذه العجوز ( يتجه إلى الأميرة ) ألعب معها ؟
سندس : حكيم .. هذه العقلية قائدة بلا شك .. نعم قائدة .. هيا بنا .
الحكيم : لا .. لن تأتى معنا .. هيا بنا يا دجاجتي الجمليتان .. ليرتدى كل منهما عباءة و نقابا .. هيا
.. هيا يا والى الهم و النكبات .
إظلام
5 – الحاكم
في باحة بيت حقير .. الحكيم والوالي المصفد فى الأغلال .. الحاكم و الرجل كل يلبس عباءة
و نقابا وكبير البصاصين .
الوالي : يا سيدة الدار ؟
العجوز : ( من الداخل ) من يناديني ؟
الوالي : أين أنت يا سيدتي ؟
العجوز : أنا هنا يا ولدى .. انتظر قليلا .. فأنا عاجزة عن الحركة منذ سرقت دجاجتي المسكينة ..
انتظر .
الحكيم : أرأيت ما فعلت يداك ( للرجل ) .
الرجل : ( يصيح فقط ) لم أقصد يا سيدي .
الوالي : سوف أدخل وأحملك .
العجوز : لا .. إني آتية .. آتية بلا ريب ( تطل و هي تزحف من الضعف ) .
الحكيم : تعالى .. تاته .. تاته .. من سرق الدجاجة يا أمي ؟
العجوز : لا أعلم يا ولدى .. سامحه الله .
الحكيم : بل حرقه الله .. قاتله الله .
العجوز : يا ولدى .. ربما كان يحتاج إليها أكثر منى .
الرجل : ( يسرع نحوها ويقبل يدها ) سامحيني يا أمي .. أنا الذي سرق الدجاجة ( يعترف صياحا
ومواء ) .
العجوز : سامحتك من وقتها والله يشهد .
الحكيم : يا رجل .. ارفع العباءة و النقاب عن وجهك .. هيا .
الرجل : أمر سيدي .
الحكيم : قلت لك ارفعهما ( الرجل يرفع النقاب و العباءة ).
العجوز : ما هذه ؟ دجاجتي .. إنها تشبهها .. هل كبرت ووصلت إلى هذا الحجم .. سبحان الله فى
ملكه .. تعالى .
الحكيم : إنه السارق يا أمي .
الرجل : كنت أموت من الجوع وليس لي من حيلة ( بالصياح و الأنين ) .
العجوز : وأكلت الدجاجة بالهناء و الشفاء .. أكلتها ؟
الرجل : و الله ما أكلتها يا أمي .. ما أكلتها .
الوالي : اسمحي لنا أن نعطيك حظيرة دواجن عوضا عن دجاجتك .
العجوز : حظيرة .. أنا العجوز تقدر على رعاية حظيرة .. تكفى واحدة أو اثنتين يا ولدى .
الوالي : سوف أعين حارسا لرعايتها .
العجوز : الله .. هذا خير للولاية الطيبة .. وليس لي وحدي .
الرجل : أولا .. هذه سرقتي ( يقدم لها دجاجة من قفص كان يحمله حين دخوله ) .
العجوز : أكرمك الله يا ولدى .. وأعزك بالحلال من الرزق .
الوالي : انظر يا حكيم .. الريش يختفي .. و المنقار .. الرجل يعود إلى طبيعته .. يعود .
الرجل : سيدي .. هذه معجزة .. سيدي .. سيدي ( يحط على الأرض باكيا )
العجوز : الحلال يطهر و ينير .
الحكيم : سيدي الحاكم .. ارفع نقابك وعباءتك .
الحاكم : من أجل دجاجة يحدث كل هذا ( وهو يرفع النقاب و العباءة فنرى أنه كما هو عدا
الصوت ) فما بالك بمن يسرق شعبا .. أمة ؟
الحكيم : هيه .. ومن يسرق ثورة وحكما ؟
الحاكم : يا حكيم .. لا بد من ترتيب الأوراق .
الحكيم : أية أوراق .. عاد الرجل إلى طبيعته .. و أنت يا مولاي ما تغير فيك سوى الصوت ..
الصوت فقط .
الحاكم : ( مذعورا ) ماذا ؟
الحكيم : خطأ واحد صوب .. خطأ واحد .. وأمامنا أكثر من عشرين ولاية .. أكثر من عشرين .
الحاكم : ( يعود يلبس العباءة و النقاب ) أخطاؤهم أخطائي .. عيوبهم عيوبي ؟
الحكيم : نعم .. أنت .. وليس أحد سواك .. تتحمل كل ما تم وما يتم .
الحاكم : يعزل هذا الوالي .. ويعرض على العامة وهو يركب حمارا ؛ ليصبح عبرة لغيرة من الولاة ..
وفورا يا كبير البصاصين .
كبير : من أنت يا سيدي ؟
الحاكم : أنا حاكم هذه البلاد .
كبير : ( يقهقه ) لا أرى أمامي سوى دجاجة .. دجاجة .
الحاكم : ( يهاجمه ) قلت لك أنا الحاكم
الحكيم : انتظر .. انتظر .. نفذ الأمر يا كبير البصاصين .. نفذ
كبير : أنفذ في الحال .. يا حكيم القصر .. ولكن ما أمر هذه الدجاجة هي الأخرى ؟
الحكيم : هيا و لا تكثر من الكلام .. إنه لص أخر يحتاج إلى معجزة ليعود لطبيعته كما حدث مع هذا
الرجل .. هيا يا كبير البصاصين نفذ الأمر .
الوالي : مولاي .. لم يحدث أنى أخذت قرارا وحدي .. وحدي .
الحكيم : إليما ترمى أيها الوالي المذنب ؟
الوالي : مولاي ( خائفا يرتعد )
الحكيم : تكلم .
الوالي : كان مولاي الحاكم يمهر القرارات و الأوامر بإمضائه .. إمضائه .
الحاكم : فلأعلن أمام شعبي أنى لا أصلح .. لا أصلح .. وعليهم أن يختاروا غيري .
الحكيم : ( وهو يشده بعيدا عن الواقفين ) ما اختارك أحد يا مولاي .
الحاكم : كيف .. كيف يا حكيم .. كيف ؟
الحكيم : حكمت رغم الأنف .. و شعبك جاهل وطيب .. أخذوا منه الأختام .. حتى من الأموات ..
وحملوا الأوراق إليك .. إجماع محبة .. إجماع زائف تسنده قوة غاشمة !
الحاكم : لا .. ألأنك كنت الـ...............
الحكيم : نسيت الأمر .. ورضيت بحكم الله .. وعليك الآن كي ترجع لك إنسانيتك المغتالة رفع
الظلم .. رفعه عن كل الناس .
الحاكم : نعم .. صدقت يا حكيم .. صدقت .
الحكيم : وحين تكون الحاكم صفة و كيانا ..بأمر الله طبعا ..تتنازل عن العرش .
الحاكم : أتنازل عن ماذا ؟
الحكيم : عن الحكم .. عن المهزلة .. وتترك للناس حرية أن تختار من يحكمها .
الحاكم : أنت تخرف .. بالتأكيد أنت تخرف .
الحكيم : نعم نعم .. أخرف يا مولاي .. أخرف فلا تلق بالا لمخرف .
الحاكم : يعرض هذا الرجل على العامة ، و يطلق على هذه الولاية ولاية الدجاجة لتظل عبرة لكل
الناس حكاما ومحكومين .. أما أنت ( للحكيم )
الحكيم : عدت ثانية .. مازلت دجاجة .. مازلت
الحاكم : يكفيني الصوت .. يكفيني .. هيا .. يا كبير البصاصين .
كبير : مولاي الحكيم .. من أين يأتي هذا الصوت .. إنه صوت مولاي الحاكم فعلا .. لكن الحاكم
ليس دجاجة .. ليس .....
الحاكم : بعد عرض هذ1 الرجل على العامة يخوزق فى ميدان عام .. ومعه حكيم القصر .. وتأتيني ..
أسمعت ؟
كبير : مولاي الحكيم
الحكيم : أنا .. ألا يكفيك ما فعلت بي .. ألا يكفيك .. ألم تشبع منا ؟ ( بعيدا عن الحضور )
الحاكم : لا .. لم أشبع بعد ( لنفسه ) سوف أتخلص من كل من رأنى دجاجة .. حتى سندس .. حتى
سندس .. و العجوز أيضا .
الحكيم : مولاي .. أنا .. أنا الشبر الذي نقص إصبعا .. أنا أخرف .. أخرف و الله !
الحاكم : ليتعلم الجميع أنه لا مكان لمخرف فى هذه البلاد .. أسمعت ؟
الحكيم : يا مولاي .. الرجال الذين دمرتهم .. وحولتهم إلى مجرد مسوخ .. صور مصغرة لما فعلت فى
الناس .. أفق .. إياك تتصور أن يطول صبر الناس عليك .. أيها الحاكم البوق .. إياك !!
الحاكم : اكتفيت .. هيا نفذ يا كبير البصاصين .. وفى الحال ( يعطيهم ظهره بينما كبير البصاصين
يستدعى رجاله ) ولتهدم هذه الدار على من فيها .. هيا .. أما قلت فى الحال !
كبير البصاصين : مولاي الحكيم
الحكيم : يا كبير البصاصين قيد هذه الدجاجة جيدا حتى لا تهرب منا .. بل ضعها فى قفص يليق بها ..
حتى تحل مشاكلها .. أما هذا الوالي فنفذ فيه ما سمعت .. سلاما يا أمي ( وهم يتحركون
خارجا بينما الدجاجة تقاوم دون فائدة ) رضينا العيش مسوخا رغم الأنف .. لكن لن نرتضى
أن تتحكم فى مصائرنا دجاجة .. محض دجاجة شائهة .. غدا نعلن عن موت الحاكم ..
وعلى الناس اختيار حاكم آخر .. نعم .. وبمحض الإرادة !
ختام
|