لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


من البيت إلى السفانا، ومنها إليه

من البيت إلى السفانا، ومنها إليه كان كرير المكيف يعلو عابثا بأطراف الصمت في حين كانت موسيقى ناعمة كبسمات موج ـ تهدهده برقة لتلملم ما انبعثر منه ـ

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-08, 09:59 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58379
المشاركات: 154
الجنس ذكر
معدل التقييم: العبدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العبدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي من البيت إلى السفانا، ومنها إليه

 

من البيت إلى السفانا، ومنها إليه

كان كرير المكيف يعلو عابثا بأطراف الصمت في حين كانت موسيقى ناعمة كبسمات موج ـ تهدهده برقة لتلملم ما انبعثر منه ـ منبعثة من تلفاز ضخم من نوع ( ال. س. د ) متكئ بوقار ملكيّ على حائط منمنم بورق زهري. قبالته، وعلى أرائك وثيرة كان أفراد العائلة جالسين، ينعمون في واحة من الرخاء الصيفي جادت به تكنولوجيا الهايغ تيك !.
الجدة شبه غائبة فاغرة فاها محمولة على جناح وسن عميق. لا شك أنها ـ الآن ـ تجري متحررة من قيود الروماتيزم على ضفاف عالم مجهول الحدود... ! والجد عيناه مسبلتان ويداه ترتعشان تسحب اليمنى حبات السبحة الفوسفورية والصلوات . والابن، ابنه متوسطهما ، تداعب يده شعر ولد له. والزوجة في استرخاء تام على أطراف الجلسة، مرفق على فخدها يُسند راحة تحت الذقن. أمامها منبطحة بطنا طفلة تلعب بجدائلها الشقراء.
منتدى ليلاس الثقافيأخذت الموسيقى تخف رويدا، رويدا بانتهاء الجنريك وطغى عليها صوت رخيم للمعلق وهو يصف المشاهد بلغة راقية وشاعرية من خير ألفاظ موليير .
غطت الشاشة صورة مكبرة لقطيع من الفيلة ترتع على ضفة نهر (مساي ما را) وقت العشي صحبة خليط من قطيع من حمير الزرد وعشرات الغزلان. كانت الفيلة رابطة الجأش واثقة من نفسها في حين كانت تظهر على بقية القطعان نرفزة و رعب شديد تُظهره حركاتُها وعيونها .
وليد غزال جرّئٍ أو غرٍّ ! كان في وضع متقدم، لا مس بخطمه صفحة الماء.بل ما كاد... حتى انبثق من اللّج تمساحٌ كبير وأمسك بالصغير من الرقبة وجره إلى الأعماق ليخنقه غرقا...
ندّت آنها عن البنت الصغيرة صرخة ألم حادة أعادت الجدة النائمة إلى العالم الأرضي. والأم تمتمت: " آه يا صغيري !"
الحدث المأساوي شتت قطعان الغزلان وحمير الزرد فلولا ، وخدش رباطة الجأش لدى الفيلة فتعالى نهيمها . لحظات وسكنت صفحة الماء وعاد الهدوء وعادت الأنعام للورد.
في الأفق الغربي كانت بوادر حمرة أرجوانية تخضب السماء الزرقاء بلون جميل وتلقي بشيء من سربالها على الأرض الجرداء لتكشف عن آية أخرى من آيات الصراع الأبدي بين الحياة والموت تحكيها جثة أسد لفظ أنفاسه صراعا على زعامة ظل أكثر من سنوات يمسك عليها كما يمسك بالجمر بين مخالبه.
الضباع التي كانت حتى وقت قريب تفر عند تحرك ظله وتهتز فرائصها عند زئيره تكر وتفر حوله وتعوي غير مصدقة أن قاهرها البارحة ضعيف، جسده ملكها... اليوم ! حالما وثقت من موته هجمت عليه وشرعت تمزقه وتتقاسم أشلاءه عن رضا وطيب خاطر.أكِل وأضحى أثرا بعد عين بعدما ملأت بقاياه قانصات نسور.
المشهد خلخل شيئا من الصمت والسكون المخيمين على العائلة فجعل الأب يهمهم:
ـ ها أنت أيها الجبار تذوق من نفس الكأس التي أشربت منها أجيالا. لطالما عظاما كسرت وبطونا بقرت، فها قد اسمتعت بلذة البقر لديك، عليك !
ـ نعم هو كذلك، يا عزيزي أتدري؟ بقدر ما آلمني موت وليد الغزال بقدر ما أحس الآن براحة شاملة غسلت بفيضها كدر أعماقي ! ردت الزوجة.
صوت شبيه بحشرجة أردف :
ـ من ركب ينزل ، ومن سمن يهزل ،ومن ادعى القوة يموت بالذل (1)
ـ صدقت يا والدي ، وعين الحكمة ما فحت به.
نكهة طبيخ لذيذ ضاعت في المكان، فصارت الشفاه تتلمظ والأفواه تتحلب والنظرات تتبادل غير أن تعالي الموسيقى الجميلة من جديد يجعل ردة الفعل " البافلوفية "(2) تخبو والانتباه الشارد تأسره لقطة الأفق الدامي وقرص الشمس في أجمل تجلياته تتوسطه جيدان لزرافتين متقاطعين راسمين حرف : ( لا ) وكانهما يقولان لا للعنف !. في أقل من ثواني أضحى الغروب شروقا... فضُحىً وعامت سهول "مساي مارا" في الضياء، وأظهرت لقطة قطيعا من بقر النو يغطي الآفاق عددا،يسير وظل غبار يظلله فوقه سرب من أصناف الجوارح وعلى الجنبات كانت الضباع والكلاب الوحشية تنشر الموت والفزع ، إذ بدهاء كانت تخاتل الأمهات وتسرق منها عجولها وتمزق لحمها الغض في ثواني وتتقاسمه بشراسة،! بيد أن القسوة لم تثن قيد أنملة الموكب عن عزمه،قد ظل ثابتا يسير قدما بين حشائش السافانا وأشجار الأكاسيا نحو النهر ليعبره تطلعا لأرضٍ خضراءَ يانعة العشب، وهروبا من أخرى لوحها اللظى والهجير واستنزفها القضم.
فجأة من بين الشجيرات تنط لبؤتان ضامرتان ويهجمان على دابر القطيع فيرتاع ويتحول تماسكه شيعا.
الضحية حددت سلفا من قبلهما ، كانت عجلا سمينا ،الأولى غرست مخالبها في أردافه فجعلته يسقط قاعيا والثانية أطبقت كملزمة بفكيها على عنقه. خار المسكين وخار، وبكل ما أوتي من القوى حاول النهوض والانفلات من الكماشتين لكن، كان محالا ينشد...لا مفر من قدر مرهونٌ له قضاءً، لحق بالسيدتين ! فحل كان له شرف بداية الأكل وبعده حلت مجموعة أشبال جعلت تلعق الدماء المخضبة للجسد وعلى أمتارغير بعيدة كانت مجموعة من بنات آوى وأعداد من صقور تجوس بالمكان .
القطيع، قطيعه لم يعر اهتماما لخواره تكرم فقط بالتفاتة عند وقوف لبضع ثوان...لكن داخل البيت الصغيـِر بكت الطفلة وانتحبت، والطفل سار نحو التلفزة متوعدا، والأم صاحت وهي تمسح دمعات طفلتها وتهدئ من روعتها: <<أي همجية ذي؟ هذا شيء مقرف يبعث على الغثيان >>. والجدة تمتمت<< لما لا يقتلون كل هذه الوحوش، هذه آلات القتل أو يجعلون بينها وبين تلك المساكين سياجا ؟ >>.
تعالت الموسيقى العذبة لكن، ظل صوت المعلق واضحا ، يقول:<< هذا نموذج من يوم في رحاب (إفريقيا: ذاك العالم المجهول) >> . في اللحظة ذاتها هل وجه جديد وقال:
ـ الغذاء جاهز يا سيدي.
بدون ولا استجابة متأخرة كان الكل واقفا، وعلى مائدة مليئة بالطعام تحلقوا، الطفل الصغير بمجرد ما استوى انقض على سمكة كبيرة وفصل عنها الرأس لكن أباه عالجه بضربة خفيفة على اليد وأنبه قائلا:
ـ هل صلينا ـ أولا يا بطل ـ ؟ ومتى تعلمت الأكل والكبار لم يعطوك إذنا.
ـ عفوا أبي، الجوع أخذ مني كل ما تعلمت ، رد الطفل .
خيم سكون برهة كانت كافية للشيخ أن يجمع سبحته ويرخي راحتيه مضمومتين ليصلي :
ـ"إلهنا بارك في طعامنا ولمن أعده لنا ولينتفع به جسمنا ، وليقو انسنا. الهنا اعطنا السعادة لنحب إخواننا ونحن نقتات من نفس الخبز "
ـ آمين ، رد افراد العائلة بتزامن.
سريعا شرعت الأيادي تنهش والأفواه تمش،
الزوجان استاثرا بفخد حمل حنيذ.
والجد لوى بجسد أرنب مسكر مع زبيب .
والجدة زوجي قطا مبخرتين.
والطفلان كان لهما السمكة المحشوة بالأرز.
ما كان شيء يسمع سوى خرير ماء منبعث من حوض سمك بالقرب تطاول على كل الأصوات.



1ـ زجا ل مغربي قديم شعره كان كله حكما.
2ـ نسبة إلى بافلوف صاحب نظرية الاشراط والاقتران


الكاتب حدريوي مصطفى
في يوليوز 2008

 
 

 

عرض البوم صور العبدي   رد مع اقتباس

قديم 22-07-08, 08:32 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

الله الله الله


هنا موطنٌ للابداع


قصة اخذتني لعمق المشهد وكأنني احد الجالسين امام شاشة التلفاز ..


بوركت اخي العبدي على هذه القصة المصورة بالعبارات وجميل اللفظ ..

اقتباس :-  
الكاتب حدريوي مصطفى

هل هو ذاته العبدي .. ام آخر ..؟؟


كل الشكر لوجود مثل هذه اللوحة هنا في ليلاس


وكن مبدعاً وحاضراً ..

 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 23-07-08, 07:52 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 63220
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: غلا المنامة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غلا المنامة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

رائع جدا تصويرك ....

والكرير...كأني احس بنسماته وانا اقرأ...

سؤال: هل الفصة منقولة؟

كل التقدير و الشكر

 
 

 

عرض البوم صور غلا المنامة   رد مع اقتباس
قديم 24-07-08, 09:11 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58379
المشاركات: 154
الجنس ذكر
معدل التقييم: العبدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العبدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار مشاهدة المشاركة
  
الله الله الله


هنا موطنٌ للابداع


قصة اخذتني لعمق المشهد وكأنني احد الجالسين امام شاشة التلفاز ..


بوركت اخي العبدي على هذه القصة المصورة بالعبارات وجميل اللفظ ..



هل هو ذاته العبدي .. ام آخر ..؟؟


كل الشكر لوجود مثل هذه اللوحة هنا في ليلاس


وكن مبدعاً وحاضراً ..


1 ـ شكرا على مرورك الكريم والخفيف الظل وعلى الإطراء ،أتمنى أن أكون أبدا عند حسن الظن.
2 ـ حدريوي مصطفى والعبدي هما وجهان لعملة واحدة ، هما سيان،
3 ـ ظننتك ابدا ذكرا حين كنت أصادف اسمك ولكن أفاجأ اليوم لدى تعاملك معي نصي ولأول مرة انك أنثى.ربما جرس الاسم من كان يفرض علي شخصه أكثر من اثر صاحبه....
تحياتي وفائق احتراماتي سيدتي
حدريوي مصطفى العبدي

 
 

 

عرض البوم صور العبدي   رد مع اقتباس
قديم 24-07-08, 09:29 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58379
المشاركات: 154
الجنس ذكر
معدل التقييم: العبدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العبدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العبدي المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلا المنامة مشاهدة المشاركة
   رائع جدا تصويرك ....

والكرير...كأني احس بنسماته وانا اقرأ...

سؤال: هل الفصة منقولة؟

كل التقدير و الشكر




1 ـ مرورك هو الرائع يا...غلا كان مقتضبا وخفيفا حمولته تنوب عن ما يمكن أن تفصح عنه مئات الكلمات ....شكرا.
2 ـ النص القصصي هو من عندياتي أنا كاتبه فالعبدي و(حدريوي مصطفى) شخص واحد.
تحياتي وفائق احتراماتي سيدتي
حدريوي مصطفى العبدي

 
 

 

عرض البوم صور العبدي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من البيت, منها, السفانا, إليه, قصة قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية