لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > منتدى الكتب > كتب المسرح والدراسات المسرحية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

كتب المسرح والدراسات المسرحية كتب المسرح العربي - كتب المسرح العالمي - دراسات مسرحية


خالص عزمي , نص مسرحية المُهَجّــرون

بسم الله الرحمن الرحيم المُهَجّــرون مسرحية من فصل واحد خالص عزمي المشهد الاول الشخصيات طه ــ رب اسرة متوسطة الحال

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-08, 09:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
Wavey خالص عزمي , نص مسرحية المُهَجّــرون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المُهَجّــرون

مسرحية من فصل واحد
خالص عزمي


المشهد الاول

الشخصيات

طه ــ رب اسرة متوسطة الحال ؛ مفتش لغة عربية متقاعد ثم تاجر اقمشة بشارع النهر
امينة ـــ الزوجة ؛ كاتبة حسابات سابقا .
سليمة ـــ البنت البكر : في الرابعة عشرة من العمر
ياسين ــ الابن : في الحادية عشرة من العمر

( شقة متواضعة في الطابق الثالث من عمارة قديمة تقع في حي جرمانا الدمشقي الشعبي ..الوقت مساءا )

المشهد الاول

امينة ــ ( تفتح باب غرفة الجلوس وخلفها سليمة وهما تحملان طعام العشاء ) : حجي من فضلك اشوية اتحرك انت وياسين حتى انحط الاكل ( يقومان ؛ في حين تضع الام والبنات الطعام على المائدة )
طه ـ ( ناظرا الى الصحون ) الحمد لله ؛ عروك ,,,وطرشي ،،، وخضروات وخبز حار
سليمة ــ وهذا الجاي المهيل ( تضع القوري والاستكانات )
طه ــ والله اتعبتوا ؛ ... يالله عاد اكعدوا ؛ ما يطيب الاكل الا وياكم .
أمينة ـ تريد الصدك ... ما يطيب الاكل الا أبغداد.
طه ــ ( ينظر اليها معاتبا ) أم ياسين ؛ بدينا ؛ الخاطر الله خلينا ناكل ابراحه ؛ لان من راح اينفتح هذا الموضوع ؛ كل المشتها اتنسد
ياسين ــ لا بابه مو بس المشتها ؛و اخاف تزخ علينا الدنيا دموع ! ( يضحك الجميع )
امينة ـ ( تخزره ولكن بحنان ) ولك انوبه انت عليّ ؛ أكل ؛ أكل واكرمنه بسكوتك !!
طه ـــ ( ينظر الى ساعته ) عظيم ...يتوجه الى التلفزيون ) طبعا اليوم خميس ( ينظر الى ساعته )؛ وهسه موعد عرض مسرحية فكاهية كالمعتاد ؛ خلي انشوف واحنا نآكل .( يفتح التلفزيون ــ فيبدأ عرض احداث مسرحية قديمة هي ــ مساعد المختار ؛ بطولة دريد لحام ... ويصفق الاولاد بسعادة ة .... هنا يتلاشى الضوء تدريجيا ؛ ليسلط جزئيا على الحاج طه الذي قام من مكانه واختار له ركنا بعيدا ) آني شايف هذي المسرحية ؛ بابا ركزوا عليها تره هي فد مسرحية فكاهية وممتعة وبيها معنى عميق .
أمينة ــ حجي ؛ اتذكر ... آني هم شايفتها
طه ـ اذا هشّكل ؛ تعالي هنا ؛ او هذا الكرسي (يسحبه الى جانبه ) أرّوح .
امينة ــ ( تتقدم ثم تجلس على الكرسي ) اي والله ؛ هنا أرّوح ( تضحك ... وتهمس ) ا و هنا هم أهدأ .
طه ـ تدرين بيت وصفي اللي كانوا ساكنين بحمص ؛ رجعوا البغداد البارحة ابسبب الاولاد ومشكلة المدارس والقبول والمصاريف والغربة .
أمينة ــ منو هذا وصفي ؟ ما سامعة بيه .
طه ــ وصفي هذا معلم وكان جاري فترة قصيرة ابشارع النهر يبيع ملابس ولعب أطفال ورا الدوام .
أمينة ــ اشلون يرجع ؛ والمذابح بالشوارع ؛ والتهجير من المحلات والمدن مستمر .أ و فوكها ولي هسه ...لا نفط ولا غاز ولا كهرباء ولا مدارس ولا باصات .
طه ــ حسب ما يكول هو ؛ ان أبن اخته اتصل بيه من بغداد ؛ وكله الحالة أحسن ؛ والمدارس راح أتعود قريبا ؛ وهاي فرصة للاولاد لمواصلة دراستهم . خاصة واجازته على وشك تخلص .
أمينة ــ تعرف وين همه ساكنين ؟
طه ــ اعتقد بالكرخ .... أبخضر الياس ؛ من خابرني اترجيته ؛ من يوصل ويستقر ؛ يتصل بيه حتى يخبرني على مجمل الاعمال ؛ وخاصة تجارة الاقمشة ؛ او وضع شارع النهر .
أمينة ــ ( يلفت سمعها ضحك الاولاد ) يبين ياسين وسليمة منسجمين ويه المسرحية ؛ لازم عاجبتهم كلش !
طه ــ ليش أكو اي عمل لدريد لحام ما يعجب الكل ؛ خليهم متونسين ؛ مو كفاية ما شافوا من ظلام وخوف
ورعب ؛ وخطف ؛ وحرب الهوية !! خلي نشرب جاي أحسن ...... ونصّفي راسنا من تكرار السالفة ....

ستار


المشهد الثاني

الشخصيات الاضافية
عقيل ــ صيدلي ـ يسكن شقة بجوار عائلة طه
زينب ــ طبيبة اسنان

( الوقت عصرا ؛ ذات غرفة الجلوس ؛ الحاج طه وزوجته أمينة يتحدثان )
أمينة ـ أشو اتعطلوا ؛ كالو بالخمسة احنا عندكم ؛.... شدكول اروح ادك عليهم الجرس ؟!
طه ــ لا.. لا اليوم جمعة يمكن ديكظون بعض الاشغال بالبيت ؛ هاي فرصتهم ...
أمينة ــ والله صدك ؛ خطيه اثنينهم يشتغلون ؛ واليوم فرصتهم بالبيت ! لعد اروح أكمّل شغلي .
طه ــ اي أحسن ؛ همه على جيه ؛ صارت بالخمسة ونص ؛ تريدين مساعدة ؟!
أمينة ــ لا ابو ياسين خليك كاعد ؛ أنت تعرف آني أحب أشتغل وحدي ! ( تتوجه الى المطبخ )
طه ــ مو بس أنتي ؛ أغلب النساء مثلك ( يأخذ الجريدة من على الطاولة ؛ ويضع نظارته على عينيه ؛ ويستغرق بالقراءة ؛ فترة قصيرة ويدق جرس الباب ؛ يهب طه واقفا ويتجه نحو باب الشقة )
طه ـ أمينة .. يا أمينة يبين أجو ؛ راح افك الباب ؛ تعالي ( يفتح الباب ـ تدخل المعلمة زينب وخلفها زوجها المهندس عقيل ؛ وقد حملا علبة كبيرة مغلفة باناقة )
طه ـ أهلا وسهلا ؛ ومرحبا ( تأتي أمينة مسرعة ومرحبة )
أمينة ـ يا هله بيكم ؛ والف مرحبه ( تأخذ الهدية من يد زينب ) ليش هالزحمة ؛ مكلفين نفسكم .
زينب ـ هذي بسيطة بحقكم ( يدخلان ) اشلونكم ؛ اشلون الاولاد ان شاالله بخير .. ( يدخل الجميع الى غرفة الجلوس ؛ ويتخذون مقاعدهم ) .
طه ـ اهلا وسهلا .. اما عن أشلونه ؛ فعلى حطت ايدكم ؛ قلق ... وسماع أخبار مؤلمة ؛ اما الولد ... فكبل نص ساعة راحو ويه اصدقاء هم لحديقة الحيوان بحي العدوي ؛ خطية أشوية يغيرون جو
عقيل ــ والله حقهم ؛ ماكافي عاد كل الشافوا أبغداد !!
طه ــ مو بس همه ؛ احنا وانتو ؛ وغيرنا
أمينة ــ اشياء مسمعنا بيها كل حياتنا ا؛ انت حسين ما تبقه أبهل محله ؛ انت عمر ميصير تسكن هنا ؛..
طه ـ أكثر من هذي النوبة العدوى انتشرت للمدارس ؛ الحلاقين والحلقات ممنوعين ؛ الحشيشة مباحة !! المسارح ممنوعة ؛ و الركص ولعب القمار بالشوارع !! و... و ... شيعد الانسان ديعد .
عقيل ـ موبس المدارس ؛ هالايام سمعت بتمزيق وتفتيت الطوائف والعشائر ؛ وخلق تناحر بين الفئة الواحدة !!
زينب ــ اتصدكون ؛ فد يوم جتي للعيادة أمرأة غاركه بالسواد ؛ حتى عيونه ممبينة ؛ سألتها اشدعوة هلكد .. مو مدتشوفين الطريق ؛ اشلون دتمشين ؟! كالت هذا مو تحجب ؛ هذا حتى لحد يعرفني واني اراجع العيادة . تصوروا لوين وصل التخلف والتراجع ؛ هذا وعيادتي معروفة بالمنطقة ؛ ما بيها غيري والمساعدة !!
أمينة ـ او وضعنا هنا اشلونه ؟! ما كو فد شي جديد ؟!
عقيل ـ والله سمعت ان بعض العوائل اللي اعرفها والساكنة هنا او بحرستا جتهم اخبار من اقاربهم ؛ بأن الحالة الامنية بدت تتحسن تدريجيا ! او ديفكرون يرجعون لان تقريبا خلصت مدخراتهم .
طه ـ ( مخاطبا زوجته ) أم ياسين ؛ داشوف كل شي حاضر هناك على المائدة
أمينة ــ اي والله كلشي حاضر تريدون اجيبه هنا لو تتفضلون هناك ! عاد حسب رغبتكم
زينب ــ لا والله أشوف هناك اروح وأحسن من الروحة والجية ونقل الغراض .. .شنو رأيكم
طه ــ والله كلامك صائب ... أي ... تفضلوا ... يالله ...( يتوجه الجميع نحو المائدة ويجلسون حيث قالب الكيك والفواكه والشاي وما الى ذلك)
عقيل ـ لا صدك هنا احسن وأكثر لمة !
طه ــ نواصل حديثنا ؛ ليش هو منو السوه كل هالمشاكل ؛ خاصة موضوع التفرقة والذبح على الهوية ؛والتهجير العرقي والطائفي والبطالة وطش الاسلحة بالاسواق ؟ ثم اساسا ؛ ليش التهجير ؛ هل هو تصرفات فردية طائشة ؛ باستطاعتها ان تعم العراق من شماله لجنوبه ؟ لو هو منهج مبرمج ومنظم !!!
أمينة ــ بعمرنه وبزمانه ؛ ما عرفنا مثل هذي الحالة .
زينب ـ لكن شنو النتيجة ؛؟! الرهان طلع خسران ؛ لان أصر العراقيين على وحدتهم او تماسكهم .....
عقيل ـ لان التفرقة بالاصل سياسية مو اجتماعية ؛ مفروضة مو طبيعية ؛ والدليل احنا هنا بسوريا ؛ مو نمثل كل طوائف العراق ؛ لكن ما بينا غير التواصل والتراحم والمحبة !
طه ـ هذا كلش صحيح ؛ التفرقةو التهجير من صنع الساسة واصحاب المصالح والمرتبطين بقوى الاحتلال ؛ ارويلكم فد شي بسيط ( ملتفتا الى زينب وعقيل ثم الى زوجته ) تفضلوا ؛ اخذوا ما يعجبكم وأم ياسين عليها الجاي ( يتناول الجميع ما يرغبون ): اكمل الكم الحجاية ؛ ... بالخمسينات كنا نسكن بكربلا ؛ وكان امام شارعنا زقاق يؤدي الى الثانوية ؛ في هذا الزقاق بيت كبير تسكنه شخصية كربلائية مشهوره هو ( عمر العلوان ) له ولدان واحد اسمه سعد صار نائب ووزير معارف بعدين والثاني اسمه عثمان . أيامها ما أثار انتباهنا من كل هذا غير ذاك ا البيت الواسع ؛ اما بمقياس هذه الايام السودة فما اثار فضولي هو :ليش اسم الاب ( عمر) ووليش سمه ابنه (عثمان ) وهم من لبة الشخصيات المهمة بكربلا.
عقيل ـ يابه آني خالتي زهرة متزوجه من مدير متوسطة معروف اسمه عبد الملك ؛ لابل هسه آني موكل حجي منصور رشيد كاتب عرايض يم التقاعد يعقب لي قضية رواتبي .
زينب ــ ابو ياسين بالمناسبة ؛ انته موكل أحد على استلام تقاعدك ؟
طه ـ ابدا تركت التقاعد لان ما كنت اتصور راح أنطول هنا .
أمينة ـ والله جتني فكرة ......همه أحسن ما يوزعون دولارات بسيطة هنا وهناك على اللاجئين ؛ ليش ما يحولون رواتب المتقاعدين الساكنين هنا وغيرها من الدول أويخلصون من هم جبير ؛ لان هذي المبالغ تساعد نسبة كبيرة جدا من المغتربين والدول الساكنين بيها ؛ خاصة والعملة الصعبة ما عادت فد مشكلة عراقية ؛ وثانيا هذي الفلوس هي حقوق ثابتة للمتقاعدين ؛ وبدل ما يآخذوها بالعراق يآخذوها هنا !!
عقيل ــ والله فكرة ممتازة ماتجي على بال غير محاسب شاطر مثلك ؛ يقال ان المتقاعدين ؛ مدنيين وعسكريين ؛ هنا وهناك يقدر بربع مليون ؛ اقصد ايضا اللي بالاردن ومصر والخليج وانكلترا وباقي الدول الاوربية ...الخ
طه ــ لكن منو يسمع ! ثم هو اللي يهجر الناس ويطردهم من بيوتهم ؛ يهمه اشلون يعيشون ( يلتفت الى زوجته ؛ مادا يده) أم ياسين فد قطعة من الكيك يرحم والديج .
أمينة ـ والله .. صدك انت الوحيد اللي ما ضكت هذا القالب ابو اللوز والكشمش . ابو ياسين تفضل ( تقدم الصحن ) او مثل متكول المطربة رجاء عبده ( صنعت ايديه وحياة عينيه ) ( يضحك الجميع )
طه ـ والله لوتغنيها أحسن ؛ حتى اتهج الجماهير الكادحة .. ( يكرر الجميع الضحك )
عقيل ــ ابو ياسين كبل ما انسه ؛ أكو صديق عزيز هوايه عليّ ؛ دعاني على هذا اليوم البيتهم ؛ لكن اعتذرت له وكتله آني معزوم عند بيت ابو ياسين ؛ سألني عنك ؛ فعرفته عليك بالتفصيل ؛ فكال شوقتني ياريت يتفضل معاك ؛ كلت اسألك قبل ما اعطيه تلفونك حتى يدعيك !
طه ــ ما كو مانع لكن لو اعرف منو هو اولا ؟
عقيل ــ طبعا ... اسمه حجي عبد الرحمن السلمان ؛ عمره حوالي الستين ؛ كان مدير تحرير بالمحافظة ؛او من تقاعد ؛ فتح محل واسع طبع واستنساخ بشارع السعدون ؛ ولما اتدهورت الامور ...هددوه ؛ فهاجر وعائلته الى هنا ؛ وسكن بشقة محترمة في حي قدسيا ؛ وقبل اسبوع سافرت زوجته وابناءه الثلاثة الى حلب لزيارة اختها واولادها . و الاهم .... هو من محبي الادب والشعر ويحفظ الكثير من القصائد والامثال والحكم .
طه ـ يابه شنو هالمغريات ... كل مانع ماكو انطيه رقم تلفوني ؛ من مدة وآني اتشوق لمثل هذي الجلسة ؛ لا والله خاصة بيها شعر .
أمينة ــ بعد شدريد ؛ جالك الشعر الباب بيتك ؛ يا جماعة عند ديوانين جابهم من بغداد ؛ كظه عليهم قراية !!
عقيل ـ اول ما اوصل للبيت ؛ راح اضرب له تلفون ؛ واتوقع مخابرته اليوم لو باجر على الاكثر .
طه ـ وآني بالانتظار ؛ ومثل ميكول شاعر : زارني صوت بخط التلفون ( يضحك الجميع )

ستار

المشهد الثالث

الشخصيات الاضافية
عبد الرحمن السلمان ــ تاجرمعروف ـ صاحب الشقة
فرهاد ساطع ــ باحث وأكاديمي ـ صديق عبد الرحمن

( شقة مرفهة في عمارة حديثة في شارع الجلاء ؛ مطلة على بارك زنوبيا الغارق في خضرته وبواسق اشجاره ــ المدخل ثم صالة استقبال وطعام كبيرة )

عقيل ـ ( يقرع جرس الشقة ـ يفتح الباب ويدخل عقيل وطه ) اهلا ابو عوف ؛ انا بمعية الاستاذ طه
عبد الرحمن ــ اهلا ومرحبا ؛ اتصلت بالاستاذ واتفقنا على الموعد ؛ وكل هذا بفضلك ..
( يدخل الجميع الى الصالة حيث يجلس الاستاذ فرهاد ـ ينهض مرحبا )؛ اعرفكم بواحد من اعز اصقائي ؛
الاستاذ فرها د ؛ باحث وأكاديمي عراقي خريج انكلترا الآن متقاعد ( يتصافح مع الضيفين ) ؛ سبق لي ان اعطيت معلومات وافية عنكم لصديقي فرهاد ؛ اتفضلوا أخذو راحتكم كدام الميز الوسطي . عذرا ... الموجود مو حقكم ؛ لكن شسوي أم البيت يم اخته بحلب ؛ وآني وحيد
طه ــ بالعكس الخير موجود ... والله مثل هذه اللقاءات ضرورية جدا ؛ هم نتعرف على وجوه خيرة ؛ وهم نبعد عنا الخمول الذهني والتبلد والكسل . .
عبد الرحمن ــ أكيد ؛ والا يصبح واحدنا مثل الصخرة ؛ مثل ما يكول ابو المحسد ؛ المتنبي .
طه ـ ( يردد بيت المتنبي ) أصخرة انا ما لي لاتحركني هذي المدام ولا هذي الاغاريد
عبد الرحمن ـ أشوكت ما تحبون مدوا ايدكم ؛ الميز جدامكم ؛ و لا تقصرون ...
عقيل ــ محنتنا جبيرة ؛ واللقاءات تساعد على التحاور وتبادل الاراء ؛ وشد الأزر.
فرهاد ـ بالنسبة الكم ولعوائلكم مو أحسن هنا ؟.
طه ـ طبعا من حيث الامان والخدمات ؛ أحسن كثير ؛ لكن من حيث الجانب المادي ؛ والغربة ؛ ودراسة الاولاد كلش صعبة !
عبد الرحمن ـ بس آني قريت قبل مدة ؛ ان المدارس هنا قبلت حوالي 75 الف تلميذ وطالب عراقي .
عقيل ـ هذا الرقم مضبوط ؛ والله يساعدهم ؛ ما قصروا ؛ لكن تبقى قضايا المصروفات تلعب دورها خاصة وكثير من العوائل العراقية تحت باب العوز والحاجة
طه ـ لا يابه شتلحك العوائل ؛ مصروفات للايجار ؛ للطعام ؛ للكهرباء والماء ؛ للمواصلات ... وهذوله التلاميذ ما يحتاجون ملابس وكتب وقرطاسية ومواصلات ...
عبد الرحمن ـ والله يابه حقهم يتذمرون ؛ اذا يرجعون للوطن !! جحيم القتل والذبح والخوف والظلام ؛ اذا يعيشون هنا ينرادلهم فلوس يابه فلوس ... حيرة ؛ ما كو شعب ادمر ؛ وملاحقته المآسي مثل شعبنا .
عقيل ــ ليش بس الامور الخاصة ؛ نقرا كل يوم ؛ نهب المال العام ؛ الرشاوي ؛ سرقة الاثار اللي ما تقدر بثمن
فرهاد ـ او لاتنسى ؛ سرقة النفط حيا على الصلا ؛ وقتل الاكادميين والعلماء والاطباء بوضح النهار
طه ـ والضباط والطيارين ... الخ هيه وحده أثنين ؛ ومثل ميكول المثل ـ تحير العدادة شعد !! او مثل ميكول عزيز علي : يا عرب كثروا الملاليح وسفينتنا غرفت مي ... او فوكها معاكسنا الريح
عقيل ـ لكن هم كال : ذوله الملاليح لازم ما نحاسبهم !!
فرهاد ـ لما كنت ببريطانيا ؛ قريت وسمعت ان ساستهم الكبار ؛ بذلو المستحيل لمنع تصادم جماعة الاورنج البروتستانت ؛ مع جماعة شين فين الكاثوليك ؛ بل اكثر من ذلك ؛ الرئيس كلنتون نفسه جا الى ايرلندا ليجمع الشمل ؛ ويمنع التناحر ؛ لعد ليش عدنا نفسهم يعملون ليل نهار ؛ حتى يزيدون التناحر والتفتيت ؟!
طه ـ انت مسامع بازدواجية المعايير ؛ او فرق تسد !!
عبد الرحمن ـ أريد أسأل عن جانب آخر من الوضعية وهو .. لعد شنو هالهبّة هذي الايام أبعض الاذاعات والفضائيات والصحف ..؟
طه ــ مثل أيش ؟
عبد الرحمن ـ عودة الهدوء والسكينة وتحسن الامور ....ورجوع افواج من العراقيين للوطن !!
طه ــ ها .. هذا القصد بيه عدة فروع وتفاصيل
عقيل ــ يعني الصحوة ؛ وضبط الامن ؟!
طه ــ لا ... اكلبوا الصفحة على الوجه الثاني ؛ تشوفون ؛ كل الحسبة تمثل غلق منافذ الفشل الذريع في تمزيق لحمة العراقيين ؛وبالتبعية فشل واضح للهجرة القسرية ؛ اذا همه صدك يريدون العراقين يرجعون ؛ خلي الحكومة تصدر بيان واضح تدعو بيه كل المهجرين للعودة ؛ وتعطيهم ضمان بالامان والعيش الكريم ؛ لعد المن جيش الاحتلال الجرار والالاف من المرتزقة التابعين اله ،.....
عقيل ـ ليش والجيش العراقي الجديد ؛ والامن والشرطة والصحوة ...و ...و ؛
فرهاد ــ قبل ايام قليلة التقيت أبعض زملائي الاكادميين القدامى الهاربين من العذاب ؛ وخبروني انهم استلمو دعوات للالتقاء ببعثات جامعية اجنبية تروج لعقود مع بعض الاكادميين في حقول الطب والصيدلة والهندسة والفنون التشكيلية ... الخ شنو القصد ؟ وليش الآن ؟
عقيل ـ واضح جدا ؛ همه يريدون التعاقد هسه !! لان حسوا ربما يرجع العشرات الى الوطن قريبا او تتعاقد معاهم الدول العربية ؛ فرادوا لا يخسرون ها الصيدة السمينة باسرع وقت
عبد الرحمن ـ طبعا وين لاكيه الاجانب ؛ علماء واكادميين ؛ خسرت عليهم الدولة العراقية الالاف المؤلفة ؛ وصعدتهم درجة درجة حتى وصلو الى هالمكانة ؛ وعلى الحاضر تآخذهم الدول الاجنبية !
فرهاد ــ مثل متكول الاغنية العراقية ( يامن تعب يامن شكه ؛ يامن على الحاضر لكه)
طه ـ ( محركا يده بسخرية ) كتربوي قديم ؛ دائما اسأل نفسي ؛ ليش هسه بالعراق يعلنون على البعثات العلمية او الدراسات العليا او غيرها ! ما دام النتيجة معروفة مسبقا !!
عقيل ـ يعني شلون معروفة مسبقا ؟
طه ــ لو ذبح واختطاف الاكادميين !! لو هروبهم او هجرتهم لخارج الوطن .!!
عقيل ــ والله هذي السخرية اصابت الهدف بالصميم .
(بان الالم على وجوه الجالسين مما اضطر عبد الرحمن لتغيير الموضوع )
عبد الرحمن ـ ( يقف ) يابه دمدوا ايديكم ؛ حلويات شامية ؛ فواكه ؛ جايات قاط لاخ .. تره ميريدلكم عزيمة .
( يتناول الضيوف بعضا مما متوفر على المائدة ) ؛ هسه شوية ننطي للشعر حقه
طه ـ اي والله ما تقصر ؛ الجو يحتاج مثل هذي الالتفاته ...
عبد الرحمن ـ البارحة جنت اطالع كتاب بغاية البلاغة والمتعة ...عنوانه ( المعاصرون ) تأليف الاديب و العلامة ( محمد كرد علي ) وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية في دمشق ؛ يحتوي هذا الكتاب الضخم على فصول فريدة تتحدث عن شخصيات ادبية وشعرية خدمت اللغة العربية .
طه ـ لقد شوقتنا ... مثل من ؟
عبد الرحمن ـ مثل أبراهيم الحوراني ؛ الرصافي ؛ شوقي ؛ اسماعيل صبري ؛ خليل مطران ؛ شكري الآلوسي
يعقوب صروف ؛ شبلي شميل ؛ محمود سامي البارودي ؛ شكيب ارسلان ...وغيرهم
فرهاد ـ والله هذه كوكبة رائعة من عمداء الثقافة .
عبد الرحمن ــ اكثر من ذلك فيه عن مستشرقين بارزين خدموا العربية ؛ مثل أدور مونتيه ؛ كارلو نلينو ؛مارتين هوتسا ... .. وغيرهم
طه ـ قلت بأنك قرأت بعض الشعر في هذا الكتاب ؛ فما الذي استوقفك ؟
عبد الرحمن ــ قرأت ابياتا رقيقة وبديعة ؛ الاحسن ان اجلب الكتاب ( يتوجه الى ركن من الصالة ويلتقط كتابا من على المنضدة ؛ ويعود وهو يقلب صفحاته ) أي نعم وجدتها ؛ انها للشاعر محمود سامي البارودي قالها اثناء غربته في سيلان ( يقرأ ) : غبتم فأظلم يومي بعد فرقتكم * وساء صنع الليالي بعد اجمال
طه ـ طبعا هذي القصيدة من النصوص ( محاولا التذكر ) ... نعم هاي مطلعها يقول : ردوا علي الصبا من عصري الخالي *وهل يعود سواد اللمة البالي . استاذ عبد الرحمن هل ممكن ان تعيرني هذا الكتاب بعد ما تتحفنا بما تختار من قصائد .
عبد الرحمن ــ بكل سرور ؛ وقبل ما نخلص من مطارحتنا وتحاورنا ؛ ستشاهد مكتبتي ؛ ولك ان تستعير اي كتاب منها . ( يقلب في صفحات الكتاب ويضع سبابته على احدها ) واليكم هذين البيتين الرقيقين لصبري :

ولما التقينا قرب الشوق جهده *شجيين فاضا لوعة وعتابا
كأن حبيبا في خلال حبيبه *تسرب أثناء العناق وغابا
طه ـ الله ... الله ... ما أرق هذا المعنى !!
( يقلب الصفحات ايضا ثم يقرأ ) وهذا للرصافي وكأنه يقوله اليوم :

اذا جمعتنا وحدة وطنية *فماذا علينا أن تعد َّد أديان
كم هو صادق بقوله هذا ؛ يعني : دع الاديان تتعدد ولكن الاهم هو وحدتنا الوطنية

( هنا يخفت و بأناة ما يبدو انه تعقيب من الضيوف استحساننا وتعليقا )

تنزل ستارة الختام

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس

قديم 01-11-08, 11:31 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 11622
المشاركات: 1,113
الجنس ذكر
معدل التقييم: معرفتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
معرفتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي

 

جزاك الله الف خير
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور معرفتي   رد مع اقتباس
قديم 10-11-08, 09:16 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : كتب المسرح والدراسات المسرحية
افتراضي

 

جزاك بالمثل استاذ معرفتي

تسلم للمرور

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسرحية المهجرون, تأليف خالص عزمي, خالص عزمي, نص مسرحية المُهَجّــرون, نص مسرحية المهجرون
facebook




جديد مواضيع قسم كتب المسرح والدراسات المسرحية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية