المنتدى :
كتب المسرح والدراسات المسرحية
يزيد محمد عبد الكريم , نص مسرحية جريمة قتل
بسم الله الرحمن الرحيم
جريمة قتل
يزيد محمد عبد الكريم
مكتب مفتش الشرطة علاء.
المفتش وراء مكتبه يقرأ في ملف عندما يدخل عميد الشرطة مجدي.
- علاء (يقف ويؤدي التحية العسكرية) : تمام يا أفندم.
- مجدي : علاء، سيب كل القضايا اللي فاءيدك وحقق لي مع الشخص الموجود في الملف د.
- علاء : لكن يا أفندم، القضية اللي بشتغل فيها دلوقت هي .....
- مجدي (مقاطعا): أرجوك يا ابني. بلاش غلبة. القضية دي بتهمّ الدولة كلها.
- علاء : ءازاي يا أفندم ؟ قضية إرهاب ولاّ ءايه؟
- مجدي : مش إرهاب ولا حاجة. ربنا يبعد عنّا شر الإرهاب. لكن القضية دي المعتدى عليه وزير.
- علاء : ممكن أعرف ازاي تم الاعتداء على وزير وامتى ومين اللّي اعتدى على سعادة الوزير؟
- مجدي : كل التفاصيل دي حتلقيها مكتوبة عندك في الملف دا. بس أرجوك يا علاء، خلّص لي الموضوع النهار دا قبل بكرة.
- علاء : حط فبطنك بطيخة صيفي يا أفندم. ح خلّص الموضوع دا بأقصر مدة بمشيئة الله.
- مجدي : أنا عارف انك أكفأ واحد عندي. عشان كده كلّفتك بالموضوع دا. فأرجوك : أدرس الموضوع كويّس قوي وحقّق مع المتّهم واعرف ليه عمل الفعلة المهبّبة بتاعتو دي. أنا عايز كل التفاصيل تكون عندي قبل المغرب علشان أتكلم مع الوزير وأقول لو على النتائج.
- علاء : ءاتأكد يا افندم ءانّي ح ابذل كل جهدي وبمشيئة الله تكون عندك النتائج قبل الميعاد.
- مجدي : طيّب. ح سيبك أنا بقى لأنو عندي موعد مهم جدا مع مسئول من الأنتربول. آه، قبل ما انسى. المتهم اتقبض عليه وهو موجود دلوقت في التخشيبة.
- علاء : تمام يا أفندم.
- مجدي : أسيبك أنا بقى تشوف شغلك.
- (يخرج مجدي)
- علاء (يجلس فوق كرسيه ويبدأ في قراءة الملف) : ءايه دا كلّ ءايه دا كلّ . كلّ دا يحصل؟ يتوقّف اجتماع للحكومة وتمرض بنت سيادة الوزير وتصاب بأزمة نفسية ؟ دا موضوع خطير جدا وما ينسكتش عليه أبدا أبدا. (ينادي): يا شويش حسنين. انت يا شويش حسنين.
- (يدخل الشويش حسنين ويؤدي التحية العسكرية): تمام يا أفندم.
- علاء : في عندك واحد متهم محطوط في التخشيبة ءاسمو.... (يقرأ في الملف) عصمان رمضان سعيد.
- حسنين : ايوا يا أفندم. دا جابوه من حوالي ربع ساعة تقريبا
- علاء : هاتو لعندي هنا دلوقت الله يخلّيك .
- حسنين (يؤدي التحية العسكرية) : حاضر يا أفندم.
- (يخرج ويعود بعد دقيقة يمسك بذراع المتهم عصمان)
- علاء : سيبنا دلوقت يا حسنين.
- حسنين : حاضر يا أفندم.(يخرج حسنين)
- عصمان : هو فيه ءايه يا حضرة الضابط؟ جيبتوني على هنا ليه؟ أنا عملت ءايه؟
- علاء : ءاستهبل عليّ يا واد. عامل زي الأطرش في الزّفة ولاّ ءايه؟
- عصمان : والله يا حضرة الضابط ما....
- علاء (مقاطعا): أنا مش ضابط . أنا مفتش شرطة.
- عصمان : إنشاء الله تصير وزير الداخلية يا أفندم. بس أرجوك فهّمني ءايه اللّي بيجرا معايا؟ هو عشان ضيّعت بطاقة الهوية ترموني فالتخشيبة كده؟ والله يا افندم.....
- علاء : ما تكف الاستعباط بتاعك دا وهات من الأخر. انت بتعمل لحساب مين؟ انت عضو فأنهي منظمة؟
- عصمان : مش.... مش فاهم قصدك يا أفندم. انت بتقصد ءايه بكلامك؟
- علاء : كلامي واضح يا واد. ما ترد بقى وخلصني.
- عصمان : أنا بعمل عامل في معمل للقماش . وأنا عضو فنقابة العمال. مش فمنظمة.
- علاء (ينظر إلى السقف) : اللهم طوّلك يا روح. (مخاطبا عصمان) اسمع يا سيد اللّي بتشتغل في معمل....
- عصمان : أنا مش اسمي سيد. أنا اسمي عصمان يا أفندم.
- علاء : على عيني وراسي يا سّي عصمان. قول لي وخلّصني بقى، مين اللي وزّك تقوم بفعلتك المهبّبة دي؟
- عصمان : والله يا أفندم ما أنا فاهم حاجة. هوّ اللّي ضيع بطاقتو بتقبضو عليه وتحقّقو معاه كده؟
- علاء : بطاقة ءايه يا أخينا؟ دانا بسألك مين اللي حرّضك تقوم بعملية القتل دي؟
- علاء : عملية قتل؟؟؟ عمليّة ءايه يا أفندم؟ أنا مش.... أه. فهمت بقى قصدك دلوقت يا أفندم. دا ما فيش قتل ولا حاجة. دا كلّ تمثيل في تمثيل. يظهر يا أفندم ما بتشفش التلفزيون كثير.
- علاء (مستغربا) : تلفزيون وتمثيل ءايه؟
- عصمان (يبتسم) : أصل أنا بشتغل أحيانا كومبارس في الأفلام واللي بقتل الفنان أحمد السقا في الفيلم اللي بتثو القناة الفضائية ليلة امبارح . لكن دا كل تمثيل. ما فيش حدّ مات ولا حاجة. (يضحك) هاهاها. هو أنتو بتحقّقو كمان في قضايا القتل في الأفلام يا أفندم؟
- علاء (بعصبية) : انت أهبل ولاّ بتستهبل عليّ؟ مين اللّي جاب سيرة محمد السقا ولاّ نور الشريف ولاّ ما عرفشي مين.
- عصمان : لكن يا أفندم. أصلي كنت بظن....
- علاء : قفل لي ع الموضوع دا دلوقت. ح سألك سؤال محدّد : انت كنت فين النهارده الساعة ثمانية إلا ربع؟
- عصمان (يفكر ) : ثمانية إلا ربع؟ ده أنا كنت بسخّن العربية في الجراج.
- علاء : عظييييم. وبعد ما سخّنت عربيتك. خرجت من الجراج. قتلت مين بعربيتك؟
- عصمان : والله العظيم ما قتلت حد يا أفندم. اللّي قال لك حاجة عنّي بيكذب بس. ولاد الحرام كثار قوي.الله ما قتلت حد. ده انا بس صدمت كلب كان تايه من اصحابو.
- علاء : وأخيرا اعترفت.
- عصمان (مستغربا) : اعترفت ب ءايه يا أفندم؟
- علاء : انك قتلت كلب.
- عصمان (مستغربا) : هو فيه ءايه بالضبط يا حضرة الضابط؟..... آسف، يا مفتش الشرطة؟ هو أنا أوّل ولاّ آخر بيقتل كلب تايه؟ دول الكلاب المشردة مليانة البلد وعلى قفى مين يشيل. ده انا مرة كنت رايح لعند حماتي الحاجة تفيدة اللي ساكنة.....
- علاء (مقاطعا) : هو انت حتحكي لي سيرة حياتك ولاّ ءايه؟ هو أنا فاضي لك؟ انت عارف الكلب اللّي قتلتو ده يطلع مين؟
- عصمان : يطلع مين بسلامتو ؟ ما سبقش وتشرّفت بمعرفتو.
- علاء : وعندك وشّ تتريق بعد الفعلة السودة بتاعتك دي؟ الكلب ده يا مجرم يبقى كلب بتاع بنت الوزير.
- عصمان (يلطم وجهه) : يا خبر اسود. والله ما كنت أعرف يا أفندم. هو أنا قدّ الوزير؟ ده انا مواطن غلبان وعايش على قدّي وراضي والحمد لله و بمشي جنب الحيطة. ده انا حتّى عمري ما شفت وزير قدّامي. ده انا بس بشوفهم في التلفزيون.
- علاء : جريمة القتل بتاعتك دي سبّبت أزمة نفسية لبنت الوزير وصدمة كبيرة. ولما اتصلو بوالدها، يعني سيادة الوزير المحترم ، خرج على ملى وشّو من اجتماع مهم للمصادقة على الميزانية المالية لسنة 2007. وبسببك اتفض الاجتماع وما تمتش المصادقة على الميزانية. ودلوقت بقى قل لي : مين اللّي حرّضك ترتكب جريمة القتل دي؟ مين لو مصلحة في إيذاء سيادة الوزير وعائلتو؟
- عصمان : والله يا حضرة الضابط ما اعرف إن الكلب ده مهم للدرجة دي. ده انا كنت فاكر....
- علاء (مقاطعا) : بلاش لف ودوران. الحركات التمثيلية دي حافظها كويّس قوي. فبقى هات من الآخر أحسن لك : انت تابع لأي منظمة إرهابية؟ ومين اللّي لو مصلحة في الجريمة دي؟
- عصمان : والله يا أفندم ما أعرف حاجة. أقسم لك ب ءايه عشان تصدّقني؟
- علاء : ده انت لو بقيت تحلف لغاية بكرى الصبح ما ح صدّقك. يبقى اعترف أحسن لك.
- عصمان : هو أنا ح اعترف ب ءايه يا أفندم؟ ده أنا ما عملتش حاجة.
- علاء : ءازّاي ما عملتش حاجة وانت لسّ معترف انك قتلت كلب ابنة الوزير؟
- عصمان : أنا قتلت فعلا كلب النهار ده الصبح. بس منين أعرف انّو بتاع بنت سيادة الوزير؟ ده ما كانش عليه أي علامة تدل انّو بتاع بنت الوزير. كنت فاكرو تايه.
- علاء : ده انت اللّي تايه و ح تتوّهني معاك. انت مصمم ما تعترفش بمين اللي حرّضك على كلب الوزير؟
- عصمان (يخاطب نفسه) : أنا اصطبحت على وش مين النهارده الصبح عشان يجرى لي الموّال ده كلّو؟
- علاء : انت بتقول ءايه؟
- عصمان : ولا حاجة يا أفندم. ده انا كنت ببكي على حظي المنيّل بستين نيلة. إلا بالحق، أنا عاوز أسألك سؤال لو سمحت.
- علاء : سؤال ءايه يا متهم؟
- عصمان : متهم؟؟ مقبولة منك يا أفندم. هو عقوبة الجريمة دي ءايه بالضبط؟
- علاء : مش أنا اللي ح يقرر في الموضوع . زي ما انت شايف، الموضوع غريب شوية ولازم نشوفو رأي سيادة الوزير في الموضوع ده . لو تنازل كان أحسن.
- عصمان (يبلع ريقه): ولو ما تنازلش؟
- علاء : ما عرفش.
- عصمان (بعد تفكير قصير) : عندي فكرة يا أفندم. رأيك ءايه لو جبت كلب من الكلاب المشردة وهديتو لبنت الوزير. هو...
- علاء (مقاطعا) : من غير ما تكمّل فكرتك اللي زي الزفت. اقتراحك مرفوض. ازاي تتجرّأ وتهدي لبنت الوزير كلب مشرد؟
- عصمان : ده انا ما هديتهاش حاجة يا أفندم . ده مجرد اقتراح.
- علاء : بنت الوزير لازمها كلب متربي، نظيف، يسمع الكلام، متلقح ضد كل الأمراض. المهم، انت مصمم على الإنكار؟
- عصمان (ينظر اليه في صمت ولا يعرف بماذا يجيب)
النهاية
|