كاتب الموضوع :
سر حياتي
المنتدى :
القصص المكتمله
الحلقــــــــــــــــــــــة الثانية والعشـــــــــــــرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
" مارح اسوي العملية !!!!!!!!!!!!!!!!!!"
نطقت هالجملة بذهول شديد ...وبسرعة تحولت ملامحي لملامح الغضب الجارف وقلت ..
مشعل: منو غيري مطابق ؟؟ انت سويت التحليل ...وعمتي وعبير وحتى جمان ...منو تبي يسوي العملية؟؟
وقلت بسخرية وطنازة عصبية ..
مشعل: لا تقولي فرح ...
طالعني عمي زياد بهدوء وقال وهو يصك ملف فارس ..ويقول ..
زياد : لقينا متبرع في اللحظة الأخيرة ...
طالعته متفاجأ ....والجمت الجملة لساني ... فظليت اطالعه بعيوني ...
اما هو في المقابل وقف وياني وقال بصوته الحنون .
زياد : ادعي بس ان نسوي العملية بسرعة ...
غمضت عيوني ..بتعب والم ...وبطلتهم وقلت ..
مشعل : ان شاء الله ...
وتحرك عمي يبي يطلع من مكتبه ..بس سالته بسرعة سؤال يلعب في مخي ..
مشعل: منو المتبرع عمي ؟؟
حسيته انصدم ... وقف وهولسة معطيني ظهره ...التفت لي ببطء وطالعني وهو ساكت ..بعدين بلع ريجه وقال ..
زياد : واحد ..
طالعته ببلاهة ...وبنفس الوقت ...حسيته ياخذني على قد عقلي ...
قلت وانا ابتسم ابتسامة باهتة ...وبطنازة ..
مشعل: عبالي وحدة ...
طالعني عمي زياد بالبداية بتفاجأ من اسلوبي بعدين تحولت ملامحه لغضب وقال ..
زياد : مشيعيل عطيتك ويه ترى ..
بطل الباب وبطله وقال ... وهو يأشر لبرة ..
زياد : اطلع برة خلصني ..
قلت باعتراض ..
مشعل: انزين قولي ...منو هو ؟؟
طالعني بنفاد صبر ...بعدين قال ..
زياد : مالك شغل ...مو تبي اخوك يعيش ؟؟
هزيت راسي بايجاب بلهفة ..فقال ..
زياد : عيل صك حلجك ... ولا تسألني منو المتبرع ...يلا خلصني اطلع وراي شغل انا ..
طالعته بصمت ..تقربت منه وهو يبادلني النظرات بس كانت مستغربة ..وصلت عنده وضميته بقوة ..
حسيت اني احتاج لأحد يمي بهالوقت ...وعمي زياد كان موجود ...
لمني هو بعد مع اني حسيته انصدم مني .... بس قال وهو يهمس بأذني ..
زياد : لا تقولي ان الحول اشتغل عندك وشفتني هيثم ؟؟
ما قدرت امسك نفسي وقعدت اضحك ...
واضحك ..
جني من زمان ما ضحكت ...
وهو بالمقابل كان يبتسم ... وقال ..
زياد : دوم هالضحكة ...
بعدين يرني لبرة وهو طلع معاي وقال ..
زياد : بس اطلع ازعجتني ..
كنت لسة قاعد اضحك ..لأني مستانس اني لقيت متبرع لأخوي ..
اخوي اللي كنت رح افقده بدقيقة ..
غمضت عيوني ومشيت مع عمي زياد ..لغرفة العناية المركزة ...
وقلت وانا اوقف يمه ..
مشعل : تتوقع تنجح العملية ؟؟
طالعني بتوتر وقال ..
زياد : ان شاء الله ... ادعي انت بس ..
يا رب ..
يا رب ..
هني انتبهت على عبير واقفة مع عمتي ..عند غرفة فارس ....
قلبت ويهي عنه مابي اشوفها ...
مابي اتذكر انها تحب فارس ...
وانا بهالظرف مابي افكر إلا بفارس وعمليته ...
" مشعل "
لفيت لمصدر الصوت وكانت عمتي ...
هيفاء : حبيبي روح نام انتي صارلك يومين مو نايم ..
ابتسمت لها ابتسامة باهتة وقلت ..
مشعل: نمت ساعتين تقريبا قبل شوي ..لا تخافين علي عمة ..
هزت راسه بتفهم وشكلها فهمت اني مابي اتحرك من هني ...
دخل عمي زياد غرفة فارس انا احنا ظلينا واقفين برة ....
قعدت على الكراسي يم عمتي ولا اراديا توجهت عيوني لعبير الواقفة عند الجامة تطالع ..
تطالع..
فارس احلامها ...
" هالطراق هذا يمكن يصحيك من غفلة الحب اللي انت عايش فيها "
هالجملة ما تتعب وهي تتكرر في بالي فوق مية مرة ....
سحبت نفس بضيق والشك موراضي ارسي على بر ....
فارس يعرف اني احب عبير ...ولا ما قال هالشي هذا ...
انزين اشلون عرف ؟!!
معقولة مبيّن علي ؟؟؟
مو لهدرجة ..ابوي ما يعرف ..عمتي ما تعرف ..حتى عبير نفسها ما تعرف ...
انزين اشلون عرف ؟؟
اشلووون؟؟!!
هالسؤال محد بيجاوبني عليه ...
غيره ..
فارس ...
وحزتها بتنحط النقط على الحروف ..
وكل شي يوضح ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
هيثم معاه حق باللي قاله لي ...
لو مشعل سوا العملية ...منو بيكون المسؤول عنهم ؟؟..
انا بظل غريب عنهم ..
جمان وعبير يتغطون عني ...
وما اقدر كل شوي اطب عندهم ....
انا حيالله زوج عمتهم ...
تنهدت على هالأفكار ...وانا لسة حاس روحي مو مستعد اني اخسر اي احد ..
وبذات هيثم ...
اخوي اللي ما يابته امي ...
اللي وقف معاي وقت ما خسرت احلى شخصين في حياتي ..
امي وابوي ...اللي راحوا بحادث مأساوي وهم رادين من الحج ...
حزتها كنت برة ادرس ...
كنت انا وهيثم مع بعض ...هو هندسة وانا طب ...حلم حياتي ...وحلم ابوي بعد ...
الله يرحمك يا يبا ...دومك وياي ما تروح حتى وانت ميت ...
يومها انصدمت لما ياني اتصال من عمي الوزير ...يعلمني فيه ان ابوي مات ..
ئي عمي وزير ...وابوي سفير سابق ..
بمعنى اصح احنا من عايلة غنية ..وايد ...
بس كل هذا ما كان يهمني ...
من بين اكوام الفلوس كنت احس روحي وحيد ...
صج انا وحيد امي وابوي وما عندي اخوان ...
بس الفلوس حسستني بوحدة قاتلة ...
بوحدة اشد من وحدتي من الأخوان ...
بوحدة كنت احس فيها اني عايش بروحي بهالدنيا ..
ارد من المدرسة انام ...اقعد ..ادرس ...اطلع اروح النادي ...
بالعطلات كنت اطلع مع عيال عمي وخالاتي واهلنا يعني ...
بس كل هذا كنت احس من بينه إلا بالوحدة ..
لين سافرت ..
وتعرّفت على هيثم ...
حزتها كنت اول سنة لي بالجامعة ..
ماادري كل ما اتذكر اشلون تعرفت على هيثم اقعد اضحك ولا ابتسم ...
تدرون اشلون تعرفت عليه ؟؟
ههههههههههههههههههههههههه....
كنت اسوق سيارتي وحزتها كان شتا ...ودنيا مطر .... وكنت متأخر على محاضرتي بالمستشفى ...
وصلت الجامعة وبغيت اصفط ...
وفجأة ما حسيت إلا بواحد طلع جدامي ما ادري من وين ...
وكان لازم ادعمه ما عندي غير هالشي لأني تفاجأت فيه ...
وصار اللي خفت منه ...
طلعت من السيارة بسرعة الصاروخ ...وانا متأكد اني دعمته ...
ولمحته طايح على الأرض ...تقرّبت منه وقلت بصوت الخايف ...
" زياد : سلامات سلامات ... ماشر ان شاء الله ..
دنقت عشان اشوفه ..بس بعّد ايدي بقوة وقال بألم وهو ماسك ذراعه ...
هيثم : عمي ما تشوف ؟؟؟ ولا قمت اليوم الصبح متحلف انك تذبح احد ؟؟
طالعته بذهول شديد ...واستغراب اشد ...
الجمت الصدمة لساني ....وما قدرت انطق ..
اشفيه شاب ضو ؟؟
ونقلتها اخيرا لساني وقلت بتساؤل ...
زياد : انزين اشفيك شاب ضو ؟؟
وقف على ريوله وانا وقفت معاه ...قال وهو يطالعني بغضب الدنيا كله في عيونه ..
هيثم : لا صج ؟؟ انت من صجك تسألني هالسؤال ؟؟؟
قلت ببساطة ..
زياد : ئي ..من صجي ..
بعدين قلبت ملامحي لجدية وكملت ..
زياد : احمد ربك يا معود انك حي ...
طالعني شوي بصمت جنه شايفني مخلوق من المريخ ...
ئي صج ..خل يحمد ربه انه عايش ...قاعد يتحلطم بعد ..والله !
قرّب مني وهو لسة ماسك ذراعه اللي تألمه ...وقال بعصبية ..
هيثم: انت وقح تعرف ..
طالعته بصدمة من كلمته ...
انا وقح ؟؟
قلت بدفاع ..
زياد : وانت مـ...
قاطعني بثورة وقال ..
هيثم: انطم احسن لك ... غلطان وتكلم ؟؟؟ فوق شينك قواة عينك ؟؟ انت صج ما تستحي ..
بققت عيوني عليه ...
هذا اشفيه ؟؟
ين ؟؟
وبسرعة بلغت جزء من الثانية كنت واقف عنده بالضبط وجدام ويهه .. ما يبعدني عنه غير شبرين تقريبا ...
وقلت بصوت ملأه الوعيد والتهديد ..
زياد : احترم نفسك ...قبل ما افقد اعصابي واطلع حرة المحاضرة اللي طافتني فيك ...واكسر ذراعك الثانية ...سامعني ؟؟
قال جنه متجهز حق هوشة متناسي ذراعه ..
هيثم: فيك خير ...قرّب ..
دزيته بغتة ما توقعها ..بصدره ..وقلت بصراخ ..
زياد : فيني خير ....بس السؤال هني ...انت فيك خير ؟؟
استجمع قواه وقال وهو يحاول يخش ملامح الألم ...
هيثم: إذا انت فيك خير ..انا فيني اكثر ..
وعطاني ذاك البكس اللي فر ويهي بقوة ..حسيت فيها ان ضروسي تكسرت ..
بس مع هذا كتمت الأهة بصعوبة ...والتفت له والدم ينزل من شفاتي ...
وقال وهو يسند ذراعه بايده وبالألم وملامحه تحمل كل انواع التشفي والسخرية ..
هيثم: يعور حبيب ماما ؟؟
وضحك باستهزاء ...
انقهرت انا هني ...مسكته من تلابيب قميصه البالي وقرّبته مني وكورّت قبضة ايدي ولكمته ببطنه بكل حقدي وقوتي ..
لدرجة انه طاح على الأرض بقوة على ذراعه اللي تعوره ...وهني اطلق صرخة الألم ...
وقال بعصبية وهو لسة على وضعه بالأرض ويتلوى من الألم من ذراعه والضربة الأخيرة ..
هيثم : يا الحقيرررر ..
واطلق آهة الم مرة ثانية ..
حط ايده على اسفلت الشارع اللي طايح عليه ..وحاول يقوم والدم بدأ ينزف من يبهته ... وبصعوبة وقف ..
وترنح ...
هني انا ما قدرت ما اتحرك ..
احتويته قبل ما يرد يطيح وقلت بخوف ..
زياد : يا ابن الحلال لا تسوي بروحك جذي ...خل اوديك المستشفى ...
بعدّني عنه بايده الخائرة وهو يغمض عيونه بعذاب ...وقال بصوت مخنوق ..
هيثم: اقلب ويهك ..
حتى وهو يتألم ما يبي احد يساعده ..
هو واحد من الأثنين ..
يا هو مينون ...
او ...
مينون ؟؟
وانا اقول اثنينهم ...
انقهرت منه وبغيت اهده صج بس كسر خاطري لما شفته ينحني على الأرض ويقعد عليها ويتكور على روحه ويأن من الألم ..
صج اني ما استحي ..
الريال متأذي وبسبتي ..
وانا سويت فيه جذي ..
بس هو بط جبدي الصراحة ..
تنهدت وانا امسح الدم من على شفاتي ..جني استقربت على فكرة اخيرا ..
وهي ..
اني اوديه المستشفى حتى لو رفض ...
تجدمت والمطر بدا يصير قوي ...
وملابسي الثقيلة بدا الماي يتسلل لها ...
عيل هو اشلون اللي لابس بس قميص واحد ...
وبهالبرد ..
تقرّبت منه ونزلت لمستواه ..قلت وانا امسح الماي عن ويهي ...
زياد : قوم معاي ...
ومسكت ذراعه وبقوة عشان ما اعطيه مجال انه يعارض ...
وبالفعل ما عارضني ..
شكله اخيرا استقرت فكرة اني اوديه للمستشفى بمخه المصدي ...
مسكت وسطه ولفيت ذراعه الثانية وحوالين رقبتي ... ومشيت فيه لين السيارة ...
بطلت الباب اللي يم السايق ...
وحذفته ..
ههههههههه ..
اقصد دخلته ...
وصكيت الباب وراه ...
اتجهت لباب السايق ...
بس ...
سمعت طق على الجام ...
التفت لمصدر الصوت وكان هو ...
اشرلي على شي وراي ...
التفت للمكان اللي يأشر عليه ...وكان ..
كتبه وملفاته ...
والله فاضي ...حده فارضي ...
رديت طالعته بعصبية ...
شسوي فيه هذا يا ناس ...؟؟
شسوي ؟؟
ابتلشت فيه ...
حطيت ايدي على راسي عن المطر ...واتجهت للكتب ولميتهم وانا اتحلطم ..
زياد : مو ناقص بعد إلا اغلفهم له عشان المطر ...مالت عليه ...بس خل اوصل المستشفى ..قطته وقطة الجلب وحدة ...
خلصت من تجميعهم ووقفت عشان اروح السيارة ...ولما وصلت له ..نزّل الجامة ..وحدفتهم عليه لدرجة ان بعضهم طق ويهه ...
ما لفيت له ولا اهتميت ...
ركبت و..
حسيت فجأة ان ريولي فجأة انداس عليها بريول فيل ...لدرجة اني حسيت اصابعي انسحقت ...
فصرخت بألم وعوار ...
سمعته يقول ..
هيثم : تستاهل ...عشان لا تحذف عيل الأوراق جذي ...انا ما اشتغل عندك ..
بغيت ورب الكعبة اني اخربط ويهه ....
طالعته بحقد ... فقال بأمر ..
هيثم: سوق خلصني ...وراي دراسة ..
بسرعة تحولت نظراتي من عصبية لبلاهة ...
هذا على كيفه يمشيني ؟؟
تكورت قبضتي استعداداً اني اصكه بكس ..
بس قال بتهديد ..
هيثم: حركة وحدة ما تعجبني ...اقسم اني بشتكي عليك ...واقول لهم انك طقتني واهنتني ..ودعمتني بعد ..حزتها دور لك على واحد يطلعك بعد ما تخيس بالسجن يا الحمار ...
بعد !!!!
حمار !!!!
لا هذا مصخها ...
بس ما باليد حيلة ...
تنهدت واستغفرت من داخلي وحركت بالسيارة لأقرب مستشفى ..
وبالطريج ما كنت اطالعه ولا افكر حتى ...
بعد ما مر وقت والمطر يزيد ...ووصول للمستشفى عشان اقط الدايخ اللي عندي يزيد صعوبة بسبب هالجو ..
بس فوق كل هذا ...
ما قدرت اني مااطالعه لو نظرة ...
انا الغلطان في كل هذا ...
مع انه سليط اللسان ...
بس يكسر الخاطر ..مع هدومه ...اللي جنه لابسهم من الف سنة ...
بس تنبهت لشي ..
مع كل اللي صار ..ما انتبهت انه يتحجى ..
كويتي !!
صج والله ...يعني توقعت انه من اخوانا الخليجيين ...
بس طلع كويتي ..
" انت كويتي ؟"
القيت هالسؤال بغتة وسط الهدوء اللي يعم علينا ...
بس طبعا قلت لكم ان الأخ سليط اللسان ...لأنه قال ..
هيثم: انت اشرايك ؟؟ قبل شوي اشكنت احاجيك فيه ؟؟ هندي ؟!!
غمضت عيوني بغضب ...
ما يعرف يرد مثل الأوادم ..نهائيا ما يعرف
.فقلت عشان احره لأخر لحظة ..
زياد : الهنود احسن منك مليون مرة ...
قال بسخرية ..
هيثم : ما شاء الله ..تعرفهم عدل انت ...
لفيت له بحركة حادة وايدي على السكّان تمسكه بقوة لدرجة اني حسيت الدم وقف في شرايين ايدي والشرر يتطاير من عيوني ...
فقال يحرني ..
هيثم: مع ان الهنود اوادم ترى لا يغرك فقرهم ...تراهم بشر .. مو من المريخ ...
وطالعني من فوق لتحت ..
فقلت وانا اطق السكان بقوة ..
زياد : انت شكلك تبيني اكمل عليك ...
ضحك ضحكة ما تتوافق مع حالته الصحية وويهه الشاحب ..
هيثم: حاول ...صدقني بوديك القبر قبلي ..
طالعته من فوق لتحت ... وقلت وانا ارسم ابتسامة استهزاء على ويهي ..
زياد : ما اعتقد ..محد بيروح القبر غيرك ...ويا ويهك ..
قال بعصبية ..
هيثم: احلى من ويهك ..يا الشيفة ..
طالعته بصدمة بعدين قلت بقهر ..
زياد : انا شيفة يا الحلي شوف ويهك اول بعدين تحجى ..
طالعني من فوق لتحت وقال بغرور وزهو ..
هيثم : اللي ما يطول العنب حامضٍِ عنه يقول ..
طالعته بذهول واستغراب من اسلوبه وثقته الزايدة بنفسه فقلت وانا ارد اطالع الطريج ...
زياد : اسلوبك سوقي ...يناسبك ..
مارد علي ..فكملت ..
زياد : شكلك من اللي يتمنون يصيرون فوق بس ما يقدرون ..صح ؟؟
هم مارد علي ...
استغربت اني ماسمعت شي يضيق الخلق ويأذي اذوني ...
فالتفت له ..
وانصدمت لما شفته راد راسه ورا ومغمض عيونه يتنفس بشويش جنه خايف على الهوا ينقص عنده ..
بسرعة وقفت السيارة يم الرصيف ...وقربت منه وانا اطقه على خده ع الخفيف ...
زياد : هيه انت ..لاتموت علي انا مو ناقصك ..
بطل عيونه بتثاقل ..طالعني وقال بصوت خفيف يا الله ينسمع ..
هيثم: اسمي هيثم ...مو هييه ..
؟
؟
؟
؟
مو اقولكم انه مينون ...
قلت وانا احط ظهر ايدي على يبهته اتحسسها ..
زياد : نتفاهم على هالشي بعدين يا ..
وطالعته بعيوننه مباشرة ً لأنه كان يطالعني ..
جنه يقولي ياويلك لو قلت هييه مرة ثانية ..
فقلت على مضض ..
زياد : يا هيثم ..
ابتسم بتعب ورد غمض عيونه ...وشكله راح للعالم الآخر ..
قلت برعب وانا اطقه على خدوده بايدني الثنتين ...
زياد : هيثم ..هيثم ..رد علي ..
بس لا حياة لمن تنادي ...
رديت لورا برعب لدرجة ان ظهري طق بالجامة اللي وراي ...
وقف قلبي من المنظر اللي اشوفه ..
الريال مو قاعد يتحرك ...ومغمض عيونه جنه ميت ...
وهذا انا اللي بصير طبيب ..
مالت علي ...
بس والله صج ..
منظره وهو ساكن جذي ..جنه تمثال محنطينه ..يخوف ...ويخلي اشجع القلوب تتجمد ..
مسكت السكان باصابعي اللي بدت ترجف بوضوح ...
وحركت السيارة بسرعة للمسشتفى ...
ودست على البنزين ...
مااهتميت للمطر ولا لأي شي ..
بس ابي اوصل المستشفى ..
وباسرع وقت ...
وصلت اخيرا بعدم شارف قلبي انه يتوقف عن النبض ...واصير مثل هيثم ..محنطين ...
ناديت على اي احد يساعدني اني ادخله ...
ويو الممرضات والمسعفين ...ودخلوه داخل ..وانا وراهم لدرجة اني خليت سيارتي مفتوحة من الخرعة ..
بعد ما دخلوه غرفة الملاحظة ...
قعدت انطر لين ما طلع الطبيب ...
اللي قال ..
Don’t worry …it’s because the weather plus his arm is broken ...الطبيب:
الجو؟؟!!! وذراعه مكسورة !!! لا بالله كدينا خير ...
طالعني الطبيب واستشف من ملامح ويهي المندهشة اني ما فهمت ...ابتسم وقال ..
I’m telling you don’t worryالطبيب:
الله يستر ..
علمني الطبيب بعدها انه يقدر يطلع اليوم ..لأن الأخ بس ياه برد غير ايده المكسورة..
وانا كنت ابي اموت من الخرعة ...عبالي مات ..
بس شكلي طحت على واحد بو سبعة ارواح...
هزت راسي باستنكار ..
شكله اليوم مارح يعدي على خير ..
دزيت الباب ...ودخلت ...
لقيته نايم والكمام على ويهه وذراعه ملفوفة ...
كان ودي ازنطه والله ...
اففففففففف ...
ابتلشت فيك والله ...
قعدت يمه وحطيت ايدي على السرير وسندت خدي على ايدي بملل ...
توهقت انا اليوم ...
انا وين الله قطني عليك ..
لسان طويل ..
وغباء لا محدود ...
وثوارة لا تنتهي ..
الله يعيني عيل ...
تنهدت بضيق على محاظرتي اللي طافتني ...
اليوم كان ميداني ..ومارح يعذروني ...
دفنت راسي على السرير بطفش ...
حسبي الله على بليسك ..يا ..
هيثم ..
" اتمنى انك ما تكون قاعد تدعي علي "
رفعت راسي من على السرير بخرعة ...لقيته قاعد يطالعني بتثاقل ...
قلت بملل وانا اقلب ويهه عني ..
زياد : دعيت ليما شبعت ..
سمعته يقول ..
هيثم: الدعاوي بترد عليك ...ماني خسران شي ..
بققت عيوني بصدمة قبل ما التفت له واقول بحدة ..
زياد : اشرايك تحط لسانك بحلجك ..وتنطم ؟؟
ابتسم لي وقال ..
هيثم : ان شاء الله ....اصلا ما فيني حيل اجادلك ..
قلت بحقد ..
زياد : يكون احسن ..
مارد علي بس اسبل جفونه ...وشكله نام ...
احسن ...
يا ليت يعطونه مخدر ينام وما يقوم كلش ..ويا ويهه ..
قمت انا وتحركت لين الدريشة ...
كل حركة فيني تدل اني متضايق وزهقان ...
"دكتور زياد ...."
التفت لمصدر الصوت وكانت ممرضة ..اللي قالت ..
ممرضة : في واحد يبيك بالأستعلامات ..
قلت وانا ابعد هالذكريات هاذي عن مخيلتي ...واقول ..
زياد : ليش ما خليتيه ايي مكتبي ؟؟
الممرضة : يقول انه مستعيل ...
هزيت راسي انا بايجاب وقلت وانا اوقف ..
زياد : اوكي انا رايح له ..
طلعت من مكتبي ورا الممرضة لين اشرت لي على الريال اللي واقف ينطرني ...
اتجهت له وقلت ..
زياد : يا هلا اخـ...
وسكت ...
المحقق !!!!
ابتسمت لي ومد ايده يصافحني ...وقال ...
المحقق : هلا والله دكتور زياد ...بس انا يايك عشان شي واحد ..بس .
صافحته وقلت بقلق ..
زياد : شنو هو ؟
مد لي ورقة وقال وهو يبتسم بارتياح ..
المحقق : هاذي ورقة موافقة ...
طالعته مو فاهم شي ..
فقال يوضح وبابتسامة اكبر ..
المحقق : بو فارس يقدر يسوي العملية ..
طالعته بانبهار وذهول بنفس الوقت ..
بهالسرعة ؟!!!!!
كنت ابي اقول شي ...بس قال وهو يصافحني بقوة وشكله بيروح ...
المحقق : كل اسئلتك اجاوب عليها بعدين ..المهم بقولك ان بو فارس بيي اليوم بتجهز حق العملية ..والباجي عليك دكتور زياد ..
والباجي علي ؟؟!!!
طالعت الورقة باستغراب وعدم استيعاب ....
انا ماني فاهم شي ...
بالسرعة هاذي طلعت الموافقة ...انا عبالي بتوهق بهالسالفة ...
رفعت راسي عشان اقول ..
زياد : بس لحظـ.....
قطعت جملتي لأني مالقيته جدامي ...
اختفى بسرعة ...
تلفت حوالي ادور عليه بس ...
فص ملح وداب على قولتهم ...
تنهدت بريبة ...
طالعت مكان اللي كان واقف فيه المحقق ...
ونط سؤال في ذهني ..
المحقق ..
ليش يساعد هيثم ؟؟!!!!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ابتسمت بفرح وبغيت انط والله من الوناسة ...
الحمدلله ..طلع القرار بسرعة ...مع اني ودي اسال اشلون طلع بسرعة ...بس مو وقته ...
اسوي العملية بعدين يحله رب العالمين ...
" اخيرا بتسوي العملية ؟"
التفت لعبدالرحمن المبتسم لي بهدوء ...فقلت بفرح ..
هيثم: ئي والله ...ما توقعت ان الموافقة بتطلع بسرعة جذي ...
قال ..
عبدالرحمن : المهم الحين ولدك ...ان شاء الله يطلع بالسلامة وتنجح العملية ..
غمضت عيوني بتوتر وخوف ..
هيثم: ان شاء الله ...ادعيلي عبد الرحمن ..
عبدالرحمن : ان شاء الله ولدك يعيش ويكون حواليك ...
طالعته بمرارة ..
هيثم: حوالي ؟؟ ...
سكت ابلع الغصة اللي انتابتني ...وقلت ..
هيثم: انا بعد ما اسوي العملية برجع هني ...اكمل عقوبتي ...
العقوبة اللي ما ارتكبتها ...
العقوبة اللي خذت مني شهوري الأربعة الأولى من عمري وبتكمل الباجي ..
العقوبة اللي بالنسبة لي الموت البطئ ..
العقوبة اللي اكاد اجزم انها بتقتلني قبل ما اخلصها ...
غمضت عيون باسف ...وبكل مرارة الدنيا ...
تنهدت ...
لعل وعسى يخف عني هالألم ...
حس عبدالرحمن باللي فيني ...فمسك ايدي وضغط عليها بشويش ورفق وقال ..
عبدالرحمن : خل ايمانك بالله قوي ...انت مثل ما قلت لي انك بريء وما سويت شي ...
طالعته وما نطقت ..
بس قلبي نطقت بكل لوعة الدنيا ...
بنتي هي اللي سوت ...
بنتي اللي هدتيها 12 سنة ...
بنتي اللي كانت تحتاجني وقت طفولتها ...ومراهقتها ...
والحين ...
ادفع نتيجة خطأ ...ارتكبته انا من 12 سنة ...
معاك يا فارس ...
دور الأب لايق علي وايد ...
وايد ...
لدرجة انه قطني هني ...فهالسجن ...
اللي وبلا شك رح اموت فيه ...
" هيثم احمد الصالح "
انتبهت على هالصوت ...وانتزعني من خيالاتي ....
التفتنا انا وعبدالرحمن للشرطي اللي واقف برة ...
قلت ..
هيثم: نعم ..
بطل الباب آليا ...واشرلي اطلع ...
طالعنا انا وعبدالرحمن بعض ... فمسك اصابعي ايدي ...وقال ..بهمس يخفف التوتر اللي فيني ..
عبدالرحمن : توكل على الله ..
قلت اساسره ..
هيثم: والنعم بالله ..
وتحركت للشرطي ...اللي قال ..
الشرطي : يلا عشان نجهزك ونوديك المستشفى ...
هني حسيت بخوف .... بس مسكت روحي ...
اللي رح اروح له ...
بيكون خط روحة وردة ..
ولا ..بيكون ...
خط واحد ..
بلا رجعة ؟؟؟
طردت هالفكرة من بالي بصعوبة ...
انا مايهمني من كل هذا إلا فارس ...
فارس وبس ...
التفت لعبدالرحمن اللي داخل الزنزانة ... واشرت له بـ...مع السلامة ...
وقلت ..
هيثم: سلم لي على سعد ...
هز راسه بايجاب ....وابتسم لي ...
قيدني الشرطي بالكلبجات ...
ومشينا لين البوابة الرئيسية ...
اللي لمحت المحقق واقف عندها ....جنه ينطرني ...
واللي ما لمحني إلا تجدم لي ...وابتسم وقال ..
المحقق: ها بو فارس ...راضي علينا؟؟
ابتسمت له بخوف وقلت ..
هيثم: الرضا بيحل عليكم لما اعرف نجحت العملية ولا لأ ...
ضحك بخفة وقال ..
المحقق : ان شاء الله بتنجح ...ان شاء الله ...
تنهدت وانا اغمض عيوني واردد عشان اهدي عمري ..
هيثم: ان شاء الله ...
اشر المحقق للشرطي بالتحرك ...
دخلوني السيارة ...
ومشينا ...
وانا اشوف الطرقات والناس ...
اللي يمكن ...او احتمال كبير جداً اني ما ارد اشوفهم مرة ثانية ...
كل شارع ..
كل شبة ( عامود نور ) ...
كل لفة باي شارع ...
كل ...
كل شي ...
بفقده اكيد ..
لأني شام ريحة الموت بكل مكان ..
حتى بهدومي ...
بالهوا اللي اتنفسه ...
يا الله ...
امتحان صعب ...
على الأقل اطلع من هالدنيا وانا مسوي شي يذكر لعيالي ....
حسيت بالسيارة وقفت ...
وانتبهت لمبنى المستشفى جدامي ...
وعرفت هني اني وصلت لقبري المؤقت ...
طلعت من السيارة عشان لا اسمح لهالأفكار تغزو مخي اكثر من جذي ..
استقبلني زياد كالعادة ...
وابتسامة ...
لمني بقوة له ...وانا مكبل ما اقدر المه ...
وهالمرة ما كان معاي هذاك الشرطي المليق ...
واكيد زياد انتبه لهالشي ..فقال ..
زياد : وينه هذا شين الحلايا ؟؟
وطالع وراي ... وبعدين طالعني وقال بمزح ..
زياد : اكيد خاف ..حبيب ماما ..
ومال لأذني وقال بهمس ..
زياد : تذكر هالجملة ؟؟
طالعته بصدمة ...
بيييييه يا زياد ...
هذا قبل عشرين سنة ... ويمكن اكثر ...
اشحت ويهي عنه اقاوم دموعي ....وقلت بصوت كسير ..
هيثم: مو وقته زياد ...الله يخليك ..
لمني له زياد مرة ثانية ...وهو عارف باللي فيني ...وقال بصوت قوي واثق ..
زياد : مستحيل اتخلى عنك بهالسهولة ... بوصيهم عليك وللي يتقاعس صدقني مارح يكفيني فصله ..
بعّدت عنه وقلت بصوت مخنوق وبمزح اخفف الموقف ..
هيثم: شنو صرت رئيس المستشفى ؟؟
قال وهو يهز جتوفة ببساطة ..
زياد: مرشح اني اكون رئيس المستشفى ... ما استاهل ؟؟
وطالعني بعيونه الغامجة ...
واطلت النظر بويهه ..
يا الله شنو رح افقدك يا زياد ...
شنو رح افقد اللمة والعزوة ..
شنو رح افقد مرحك ومزحك وغباءك بعض المرات ...
وهو بالمقابل فهم شنو يدور في بالي ...
وظل يطالعني هو بعد ....
لا تطالعني جذي زياد ..تراك تذبحني ...
كافي اني بودع الدنيا وانا مو شايف عيالي حولي ..
كافي اني بودع الدنيا وانا مكبل بهالكلبجات ..
كافي اني بودع الدنيا ...وانا مو ضامن ولدي فارس بيعيش ولا بيلحقني ..
آآآآآآآآآآآآخ يا زياد ...
تكفين لا تطالعني جذي ...
ما اتحمل ...
وعشان جذي ...قلبت ويهي عنه ... وقلت بمرارة ..
هيثم: خل ندخل ولا بنظل واقفين جذي ؟؟
وشكله فهم علي ...
تأبط ذراعي وقال وهو يدخل مع الشرطيين اللي يايين معاي...
وطبعا توقف الشغل كله والناس ظلت تطالعني ... وانا مااهتميت لهالشي ...تعودت عليه مو اول مرة ...
بس شكله زياد ما حب ملامح الألم والعذاب اللي بويهي ...فقال يخليني انتبه له ...
زياد : يايب معاك الحرس الوطني كله ؟؟
ابتسمت عليه بمضض وقلت ..
هيثم: ماسكين مجرم خطير هم ..اكيد بييبون مو بس الحرس الوطني ...
وصلنا لين غرفة التحاليل ..دخلوني فيها ..
والشرطي هناك حررني من الكلبجات ...
وبدوا شغلهم ...بالتحاليل ... وانا اعرف مسبقا انها مطابقة ...بس كبروتوكول ...
بعدها دخلوني لغرفة خاصة ...
وزياد دخل معاي ..اللي كان ماسك هدوم المستشفى ...
هدوم الأعدام بنظري ...
وقال ..
زياد : هاك البس هذولي عشان بتنام عندنا لين وقت العملية ...
اخذتهم وقلت وانا اتفحصهم ...
هيثم: قلت لأحد اني بتبرع ؟؟
ما حسيت اللي بطقة على جتفي ...طالعت زياد اللي قال بعصبية خفيفة ..
زياد : استح عيب ...عيب تسالني هالسؤال ...
ولأني مالي خلق اضحك ... قلت وانا ابتسم ..
هيثم: ادري ...بس شسوي ...؟؟
لبست الهدوم وقعدت السرير ...واستلقيت عليه...
من زمان ما نمت بمكان غير الزنزانة الضيجة اللي كنت فيها ...
" شنو بتنام ؟"
بطلت عيوني ولقيت زياد قاعد عندي ...
اشلون ما انتبهت عليه ...
فقلت وانا سند ظهري على المخدة ...
هيثم: من زمان مو نايم نومة مثل الأوادم ..
زياد : ان شاء الله بتنام عدل ...
ابتسمت بغصة ..
هيثم: ئي للأبد ..
بغى ينطق زياد بشي من العصبية ...بس تبطل الباب وكان المحقق ...
اللي قال بحرج ..
المحقق : اووه سوري ...والله نسيت اطق الباب ..
قلت بسرعة ..
هيثم: لا عادي ..حياك ...
دخل وصك الباب وقال بابتسامة كعادته ..
المحقق : ما مداني اخلص شغلي وييتك على طول ..
طالعته بصمت وافكار غريبة تدور في بالي من ناحيته ...
ليش يساعدني ؟؟؟
ليش ؟؟
بس قلت ابادله الأبتسام ...
هيثم: حياك اي وقت ..
طالع المحقق زياد وقال ..
المحقق : متى بتسوون العملية دكتور زياد ؟؟
قال زياد وهو يطالع ساعته ..
زياد : ان شاء الله الساعة 10 بليل ..لين ما نجيك على كل شي ..
هز المحقق راسه بتفهم ...ولف لي وقال ..
المحقق : عاد إذا سويت العملية ...ونجحت ..لي الحلاوة مثل ما يقولون ..
ضحكت وقلت ..
هيثم: هذا إذا ما طلعت من المستشفى للقبر ..
وشكله مزحتي ما خذت مفعولها....
لأن اثنيناتهم ظلوا يطالعوني باستنكار ...
بس بصمت ...
طالعت زياد اللي شكله متحلف ومتوعد بس ساكت عشان المحقق موجود ... اللي قال ..
المحقق : ان شاء الله بتطلع وتنجح العملية ... وتسمع خبر براءتك ..
شدتني الجملة الأخيرة ...فطالعته وقلت بلهفة ..
هيثم: براءتي ؟؟
هز راسه المحقق راسه بثقة وقال ..
المحقق : عبالك اني بهدك جذي ؟؟ مستحيل ..انت مظلوم واكيد ملقفين لك التهمة ... غير جذي قاعدين ادور على اللي طعن ولدك فارس ...وانا واثق انه تابع للي لفقوا لك التهمة قبل ...وحزتها نكون حطينا ايدنا على العصابة كلها ..
عصابة !!!!!
طالعنا بعض انا وزياد ببلاهة ..وطالعناه بعدين بنفس البلاهة ...فقال زياد ..
زياد : عصابة ؟؟؟ وين قاعدين نيوورك ؟؟
ابتسم المحقق على اشكالنا وقال ..
المحقق : قريب بتسمعون الخبر ...قريب ..
ابتسمت له بارتياح ..
على الأقل اكون ميت وانا برئ مو مدان ...
ياه بليل وخلصوا كشفهم علي ..وطلعت النتيجة مطابقة مثل ما قلت ..لأني انا وفارس ومشعل نفس الفصيلة ...
قمت اخذ نفس عميق عشان استعد للعملية ...
دخل علي زياد ...اللي قال ..
زياد : ها مستعد ؟؟
هزيت راسي بايجاب وقلت ..
هيثم: اكيد ..عيل اشحقة ياي ؟؟
اشرلي زياد اني انام بعد ما لبست لبس العملية ...
ويوه الممرضات وسحبوا سريري لبرة ...
كل هذا بعث في نفسي الخوف والرهبة ...
جني رايح لمقصبتي ...
هني لمحت سرير ثاني ..وكان ..
سرير فارس ...
اللي ممدد عليه والأسلاك والوايرات موصلة لشرايينه وقلبه ...
بطل عيونك حبيبي وطالعني ...
انا موجود هني يمك ...
بطل عيونك الله يخليك ..
خليني اشوفك قبل ما اودع الدنيا ...
خليني امتع عيوني بعيونك اللي فقدتها من اربعة اشهر .
لأ ..
من 12 سنة ...وهالفقدان يسري فيني ..
وصلنا انا وفارس لغرفة العمليات ...
وحطوا سرايرنا يم بعض ...
لا إرادياً ..
مديت ايدي ومسكت ايده ...
جني اطمنه اني موجود ....
اني يمه مهما طالت الأبعاد بينا ...
مهما صار له ...
بكون يمه ...
انا موجود فارس ...
موجود عشانك ...
عشان تعيش وتظل لأخوانك ..
ولي ...
لو اني اشك اني بعيش ...
بس كل شي يهون عشانك ..
ضغطت على ايده بقوة ...
وهو ولا حاس ...
يالله شنو شعور صعب ...
شعور العجز ...
قعدت ومديت راسي له وبست ايده ...
وما قدرت امنع دموعي انها تنزل ....
هني حسيت بايد على جتفي ...
وكنت عارف منو ...
فقلت بدون ما انقل عيوني من على فارس ..
هيثم: دير بالك عليه زياد ...تكفين ...دير بالك عليه ..
التفت له هني بعيوني الدامعة وقلت ..
هيثم: هالله هالله بالعيال زياد .... تراهم امانة برقبتك .... يتامى مالهم احد غيرك من بعدي ...
قال زياد وهو ينومني على السرير ...
زياد : اهدى هيثم ...ان شاء الله بتعيش ويكونون حواليك ...
بس ولا جني سمعته ...قلت وانا امسك ايد زياد بقوة اللي بقت لي ...وارد اقوله باصرار من بين دموعي ..
هيثم: العيال زياد ... امانة برقبتك ...
شد علي زياد وقال ...
زياد : عيالك عيالي هيثم ....
هزيت راسي بتفهم ...وسحبت نفس ....
وغمضت عيوني ...عشان المخدر ...
بعدها حسيت بكمام بنحط علي ...
وبثواني رحت للعالم الأخر ...
عالم يمكن ماارجع منه ...
عالم يمكن يكون داري الأخيرة ...
عالم يمكن يكون له خط سير واحد ..
وبلا رجعة !
يتبع <<<
الحلقــــــــــــــــــــة الثالثة والعشـــــــــــــرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمعت صوت زجاج ينكسر يخترق موجة افكاري الباردة برودة الجو ...التفت بحركة بسرعة ...طالعته وطالعت الجلاص اللي انكسر وانتشرت شظاياه الزجاجية حوالين الجلاص على الأرض ...
شفته يحاول يقوم من مكانه ومع هذا ما تحركت من مكاني ...
شكلها محاولته باءت بالفشل لانه ما يقدر يتحرك مع حالة الضعف الشديدة اللي تسري في جسمه ...
غير ذراعه المكسورة ....
طالعته بتفحص اشوف شنو رح يسوي ..
حاول مرة ثانية انه يقوم ... وقدر ... وقف ولامست العارية الأرض ... وتسند بايده لى السرير ...وانحنى للجلاص المكسور ...
وللمرة الثانية ظليت وقف بمكاني اراقبه بدقة ...
شفته اير زبالة تكرمون ...ويقط نص الجلاص المتبقي من الطيحة بالزبالة بحذر عشان لا يتعور ... وييمع الباجي ...و..
" بدل ما تراقبني جذي جنك صقر ...تعال ساعدني "
انتبهت عليه يكلمني ... طالعته بحدة وقلت بضيق ..
زياد : انت اللي طيحت الجلاص مو انا ...لمه انت ..
طالعني بطريقة مستفزة ...وقال وهو يبتسم بخبث مع انها ابتسامة ضعيفة ..
هيثم: ئي طبعا ...معلوم ... ما تتنازل وتنزل للأرض وتلم جلاص مكسور ...
طالعته بنظرة باردة اقهره وقلت اصك الحوار السخيف اللي بينا لأني مالي خلق ..
زياد : كمل شغلك وانت ساكت احسن ..
ولفيت عنه وظليت اطالع الدريشة ...وبالتحديد الفراغ الممطر ...
شكلي ما رح اقدر افتك من هالهيثم هذا ...
افففففف ... انا شلي خلاني اسوق بسرعة ؟؟
لهدرجة مستعيل على محاضرتي ؟؟
من زود الشطارة ؟؟؟
تنهدت بضيق من الموقف البايخ اللي انحطيت فيه ...
استغفر الله العلي العظيم ...
الحين شنو يفكني من عمي اللحوح ؟؟
تذكرت هني موقف صارلي معاه ...
لما رديت البيت متاخر وكنت سهران مع ربع لي بالكلية ..
لا تخافون ما كنا نسوي شي غلط ولا حرام ...
اصلا مستحيل اسوي جذي ..
بطلت الباب بهدوء عشان لا يحس فيني الوحش الكاسر اللي عايش معاه ..
بس للأسف كان قاعد عند الباب وشكله كان ينطرني لانه قال بعصبية وبطنازة ..
عمي : اهلا ً اهلاً ...تو الناس ..لا بعد باجي وقت ...
وصرِّخ بويهي بقوة وكمل ..
عمي : وينك فيه ؟؟
صكيت عيوني من صرخته ...بس قلت احافظ على برودي المستفز ..
زياد : مع ربعي ..
طالعني بانبهار مصطنع وقال ..
عمي : لا ؟؟ احلف بس انت ؟؟ وتبيني اصدقك ؟؟
قلت ببساطة ..
زياد : مشكلتك هاذي ..بس انا صاج ..
تقرب مني ومسك ياقتي وقّربني منه وقال بصوت النشاز ..
عمي : انت جذاب ...ومشكلتي انا بعلمك عليها الحين ..
شفت ايده تمتد لمخابيي وتفتشت عن شي ...
طلعت من حالة البرود ومسكت ايده باستنكار ...وقلت..
زياد : شنو تدور عنه ؟؟
طالعني بتحدي وبعد ايدي عن ايده بس انا رديت مسكتها وبقوة وقلت بعصبية ..
زياد : مو من حقك تفتشني ...انا مو ياهل ..
قال وايده لسة بمخباتي وايدي عليها ... وبغضب ..
عمي : انت اكبر ياهل ... لو مو ياهل كنت الحين بفراشك نايم نامت عليك طوفة ...مو هايت لي بالشوارع ؟؟
قلت بتحدي ...
زياد : مالك شغل ...انام ما انام ..هذا الشي راجع لي ... مو راجع لك ...انت مو وصي علي ..
مسك رقبتي فجأة وخنفني وقال ..
عمي : عيد اللي قلته ... ما سمعت ...
مسكت ايده بايديني اثنتين وقلت وانا احاول ابعدهم عني ..
زياد : قلت ..انت مو وصي علي ...تبيني اعيدها لك ؟؟
ضغط عمي على رقبتي بقوة اكبر بغى يموتني فيها ...
وظل يطالعني بكره ...وفجأة حرر رقبتي وقال وهو يتفحصني وعيونه تقدح شرر ..
عمي : مو وصي عليك ها ؟؟ هين زياد ... الأيام بينا بتعلمك منو انا ...
مسكت رقبتي بالم وطالعته بتحدي اكبر ومقت وكره اكبر واكبر ...فكمل وقال ..
عمي : الحين طس نام ... وراك دوام باجر ... وخل اعرف انك تأخرت عن كليتك بدزك لابوك اجزاء سامعني ؟؟؟
طالعته بصمت وايدي على رقبتي تتحسسها بالم ...فصرّخ علي وقال ..
عمي : تحرك ..
القيت عليه نظرة احتقار ومشيت عنه ...وصعدت داري ...
وبمجرد ما اختليت بروحي ...
تساقطت دموعي الحبيسة بسهولة جنها ما صدقت ينتهي الموقف ..
" كون عاقل زياد ..وتحمل عمك شوي ...صج انه عصبي بس طيب صدقني .."
تذكرت جملة ابوي وانا بالمطار مودعهم ....
شكلك يا يبا نسيت تقولي انه ..ثقيل دم ومغرور ...
" يا اخ "
انتبهت على صرخته اللي انتزعتني من سرحاني انتزاع قوي ...
فطالعته باستنكار ...
زياد : ويعة !!! اسمع تراني ماني اصمخ ...
طالعني بطنازة وقال..
هيثم : والله ؟؟ يا اخي كنت قلت لي ...
تجدمت منه بثورة ابي اصكه على ويهه عشان يسكت ...بس بسرعة مسك جهاز النداء وقال بتهديد ..
هيثم: حركة وحدة ثانية ... المستشفى كلها بتكون عندي بظرف ثواني ومعاه الشرطة ...
توقفت بغتة لما شفته بينفذ تهديده ...
هالمينون عادي عنده يقطني السجن ..
وانا مو ناقص ...
طالعته بعصبية شديدة ..
زياد : لا تستفزني عيل ...
هيثم : انت عصبي اشتبيني اسوي لك ؟؟
وابتسم بعدها ... وقال وهو يرد ينام ويلحف عمره ..
هيثم: والحين فارج يلا بنام ..تراك مزعج ...
طالعته ببلاهة مالها مثيل ...
على كيفه يمشيني هذا ؟؟
مالت عليك انزين !!
تحركت للباب وطلعت وصفعته وراي بقوة ...بزعجه لأخر لحظة ...
تنهدت ومسحت ويهي بتوتر ...وضيق بنفس الوقت ...
الله يفكني من هالمصيبة اللي طحت فيها ...
قعدت على احد الكراسي الأنتظار وغمضت عيوني بنعاس شديد ...
بس ما قدرت انام ...
الإزعاج بكل مكان ... واللي رايح واللي راد ...
لا إله إلا الله ...
لمحت الطبيب يدخل غرفة هالتعبان اللي اسمه هيثم ...
فتحركت ودخلت وراه .... اشوف حالته عشاني بمشي ...فيني النوم ...
طبعا الأخ كان نايم ..ولا يدري عن شي ...
نامت عليك طوفة ...
التفت للطبيب اللي قال ..
الطبيب : He can leave now … it’s yours
رديت طالعت هيثم الغاط بالنوم ...وابتسمت بخبث وقلت..
زياد k doc … thanks
بغى يطلع الطبيب بس وقف والتفت لي وقال ...
الطبيب :by the way ..is he your brother because I felt that you are brothers ?
طالعته برعب من الفكرة وبنفس الوقت بلوعة جبد ...
الحين هذا اخوي ؟؟؟
وووع ...
قلت وانا اهز راسي بالنفي ..
زياد :no we’re just friends
وبغيت ارجع من هالفكرة بعد ....
ابتسم لي الطبيب ... وقال ..
الطبيب :you can take him in the morning….. just wait until he wakes up .
بعد !!
قلت باعتراض ...
زياد :I can’t still her to morning …
قال باستغراب ..
الطبيب : who ‘s going to send him home ??… I kow that he dosen’t have a car.
طالعته باستغراب ...
اشلون عرف ؟؟
وشكله فهم علي فقال وهو يأشر على هيثم النايم ..
الطبيب : he told me ..
طالعت هيثم ببلاهة وذهول ...
لئيم ..
والله لئيم ..
وهقني ..
اجبرني اني اقعد معاه لين يقعد ...
قرا الطبيب ملامح الأستهجان بويهي فضحك وقال ..
الطبيب : you can’t leave him…he is your friend…good night
وطلع ..
سحبت كرسي بقوة طقيت على الأرض قبل ما اقعد عليه ...
انا شلي خلاني اييبك المستشفى ؟؟
كنت خليتك تموت هناك على الطريج ...
طقيت كفي اليسار باليمين بقهر ...
ان ما خليك ترجع المستشفى مرة ثانية مكسر ...ما اكون ولد ابوي ..
الحين شنو يفكني من لسان عمي ؟
بيقعد يذلني على قعدته معاي بالبيت ...
البيت اللي اجرته له الوزارة ...عشان يكون مندوبها ..
مالت عليك ..
يعني ما سفروه إلا لما انا سافرت ...
للأسف سفرته تزامنت مع سفرتي ...
بس ما عليه ...
كلها جم سنة ويطس ...
روحة بلا ردة ...ان شاء الله ..
التفت للدريشة وماي المطر ينسال عليها بعفوية ...
طالعت جاكيتي الثقيل المعلق على سرير اميرة النائمة ...
ليش ما اطلع واخليه ؟؟
ماني مجبور فيه ...
اخذ جاكيتي واطلع من المستشفى واختفي ...
لامن شاف ولامن درى ...
ويا دار ما دخل شر ...
بس ..
انا اللي داعمه ...
انا المفروض اتحمله ...
منظر الجاكيت يغريني ..الصراحة ..
بس تعوذت من ابليس ..وقلبت ويهي الناحية الثانية ...
طاحت عيني على هيثم ...اللي معطيني ظهره ... انتبهت على ملفه محطوط على الطاولة ...
مسكته وبطلته ...
طبعا كاتبين كل المعلومات الطبية عنه ...
بس انا همني ...
معلومات الشخصية عنه ..
اسمه هيثم احمد الصالح .
عمره 20 ...
قدي !!
مواليد 16 فبراير ...
مكان اقامته ... سكن طلابي بكاليفورنيا ... كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية ...
يدرس هندسة معمارية !!
رديت طالعته بذهول ...
اللي يشوفه يقول هذا ما يعرف شي بالدنيا ...
رديت طالعت الملف ...
الجنسية كويتي ...
ولو اني ابي اعرف اكثر بس المعلومات افتقرت لهالشي ...
صكيت الملف ورديته مكانه ...
غمضت عيوني بتعب ونعاس ...
قمت من الكرسي وانا مو شايف جدامي ...
وحطيت راسي على الأريكة اللي حاطينها للزوار ...
ونمت بسرعة قياسية ...
حسيت ان في شي يطق يبهتي ...
بس مع ذلك ما بطلت عيوني ....
ومرة ثانية ...
وثالثة ...
ورابعة ..
بطلعت عيوني اخيرا وبانزعاج ...
وهني انحذفت علي بقوة على يبهتي ...
قمت بعصبية وطالعت حولي ...واستقر نظري على هيثم ...اللي ماسك شي ما عرفت هويته ...ويكره بايده ..اعتقد ورقة ...ويقول وهو يحذفها علي ...
هيثم : صح النوم ... قمت دلوع ماما ؟
مسكت الورقة قبل ما تطق يبهتي .. وقلت ببرود مماثل لبروده القاتل ..
زياد : قمت الحمدلله ...
ابتسم هالمرة ..وقال ...
هيثم: زين ...قوم ساعدني عشان اروح الحمام ...
وكمل بتحقير ..
هيثم: عزك الله ...
طالعته بخبث ...وقلت وانا اقوم ..
زياد : ما اعتقد انك بهالغباء عشان تطلب مني اني اوديك الحمام ...
وقلت بتحقير مقلد ..
زياد : عزك الله ...
مسك التلفون وقال ببرود ...
هيثم: مو مشكلة ... تلفون واحد للشرطة بعدها بتعرف حزتها انك لو وديتني كان احسن لك ..
طالعته بدهشة من نذالته ..
تجدمت منه بسرعة وقلت وانا اسحب السماعة من اذونها وبعصبية ...
زياد : انت حقير تدري ..
وسديت السماعة بقوة بغت تنكسر منها ..
طالعني شوي بصمت بعدين ابتسم بتلذذ من هالشي وبخبث قال ..
هيثم: مو احقر منك ...
وقال وهو يتسعيد ملامحه الجادة ..
هيثم: خلصني ودني ابي اتوضا عشان صلاة الفير ..
حزتها استوعبت الوقت اللي نسيته ...
طالعت الساعة ولقيتها الساعة اربع ونص ...
رديت طالعته وقلت وانا امسك ايده ...
زياد : انا بعد بصلي ...
مسك ايدي بالمقابل وقال وهو يقوم ...
هيثم: عشان جذي قعدتك ...
طالعته بصدمة ...فابتسم وقال ..
هيثم: ماقدرت اقوم لأني لسة حاس روحي تعبان .. و ..
قلت وانا استنكر هالأبتسامة اللي حركت شي غريب بداخلي ..
زياد : بس بس ..بتقولي قصة حياتك ؟؟
مارد علي بس اكتفى بنظرة غريبة ... ومشينا مع بعض لين الحمام تكرمون ...
بطلت الباب وانا اسنده بايدي اليمين ... وقلت ..
زياد : تقدر توقف لمدة طويلة ولا تبيني اساعدك ؟؟
قال وهو يسحب ايده من ايدي ويقول ..
thanks a lot …هيثم :
دخل وصك الباب بويهي ..
طالعت الباب بصدمة ...
صج ما يستحي ...
" دكتور زياد ..."
انتبهت على صوت فطالعت مصدره ...وكان الجرّاح اللي يسوي العملية ...
وقفت بسرعة وقلت ...
زياد : ها بشر ؟؟
ابتسم وقال وهو يشيل طاقية العملية ويقول ..
الجرّاح :مبروك ..نجحت العملية ...
ابتسمت بفرح ... بغيت المه والله..
" نجحت العملية !!!"
الفت لمشعل الواقف يطالعني بذهول وصدمة بنفس الوقت ...
فتقربت منه وقلت وانا ابتسم ..
زياد : مبروك مشعل ..
ابتسم بالتدريج جنه مو مصدق ... وتعالت انفاسه وحط ايده على حلجه يهديهم بس التفت جنه مضيع شي ..وقال وهو يؤشر على عمته ويقول ..
مشعل : عمة ...عمة ..
وقفت هيفاء بسرعة ولهفة ...وشفت مشعل يحاجيها ... لقيتها تنطط بفرحة جنها ياهل ...
ضحكت على منظرها ...
هيفاء طول عمرها ياهل بنظري ...
شفت عمته تلمه ... وجمان وعبير يلمون بعض جنهم مو مصدقين ...
بس ...
تذكرت ...
هيثم !!!!!!
واشلون نسيته ؟؟
فرحتي بنجاح العملية نسّتني اني اسال عنه ...
التفت للجراح ...بس اختفى طبعا ...
ركضت لين غرفة العمليات ... ودخلتها بس تذكرت اني مومعقم روحي ...ولين ...
شفت ممرضة تطلع من الغرفة ...فقلت لها بسرعة ..
زياد : لو سمحتي ...لو سمحتي ..
التفت لي باستغراب وقالت ..
الممرضة : نعم ..
تجدمت وقلت ..
زياد :بغيت اسال عن المريض المتبرع ...
قالت وهي تنزع قفازتها ..
الممرضة : الحمدلله عايش ...
حسيت هني قلبي رد مكانه الطبيعي بعد ما طاح بين ريولي ...
تنهدت بارتياح ...
وطلعت من غرفة العمليات ...لقيتهم مطلعين فارس اللي مشعل وهيفاء وعبير وجمان وحتى فروحة محوطينه وماشيين معاه بين الممرات ...
لفيت لغرفة العمليات مرة ثانية شفتهم يطلعون سرير هيثم... اللي محد يدري عن تضحيته ...
والله مسكين يا هيثم ...
ليش ماتبي احد يعرف يعني ؟؟
والله ماني فاهمك ...
بس ماعليه ...بفهم بعدين ..
ولازم يكون سبب مقنع هيثم ...
لازم يكون جذي ...
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
" دكتور زياد الحالة هاذي لي انا ما يصير تاخذها انت "
" انا ما قلت اني باخذها ...انا قلت بس ابي اشارك فيها "
" مستحيل انت مو جرّاح ...انت طبيب طورائ "
" ادري ... بس ابي اشارك معاكم "
" مو معناه ان المريض من اهلك يعني خلاص ...بتدخل بكل شي "
" انا مالي كلام معاك ...انا بكلم رئيس المستشفى وبنشوف "
بطلت عيوني ببطء شديد على هالأصوات ...
حركت عيوني حوالي ...ولمحت اثنين واقفين عند سريري ...
رديت غمضت عيوني لأني اجهدتهم ...
لما حسيت انهم صاروا احسن ... بطلتهم ولقيت واحد منهم بس موجود ..
وللمرة الثانية ردي صكيتهم ..
اخ ..راسي يعورني ...
انا ويني فيه اصلا ؟؟
حسيت باحد يمسك ايدي ويلعب بالمغذي اللي عليها ... فاطلقت آهة الم ..لاني حسيت بالأبرة دخلت مكان غلط ..
بطلت عيوني .. لقيت زياد قاعد يطالعني بصدمة ...
ظليت اطالعه شوي لين قلت وانا ابتسم واغمض عيوني بتعب وبصوت بالله طلع ..
هيثم: طول عمرك دفش ..
وفتحت عيوني وطالعته لأني مالقيت جواب منه ...لقيته لسة يطالعني وهو ماسك الأبرة وبدهشة فقلت ..
هيثم : شنو شايف مخلوق من المريخ ؟؟
واخيرا حس على روحه وابتسم بفرحة وقال ..
زياد : لأ ..ما توقعت انك تقعد بهالسرعة ..
وكمل بابتسامة اكبر ..
زياد : حمدلله على السلامة ..
هالجملة هاذي ذكرتني بكل شي ... ففزيت من فراشي بسرعة وفجأة ...وقلت بخوف ..
هيثم: فار...آآآآآآآه
ومسكت مكان العملية ... وبالم ... قال زياد وهو ينومني واعتراض ..
زياد : لا تتحرك هيثم ..
بطلت عيوني وقلت وانا لسة حاط ايدي على مكان العملية ..وبترجي ..
هيثم: فارس ..فارس اشلونه ؟
ابتسم بويهي زياد وقال ..
زياد : الحمدلله ..ما عليه شر الحين ...بس ناطرين يطلع من الغيبوبة اللي هو فيها ..
يعني نجحت العملية !!!
الحمدلله الحمدلله ...
تنهدت بارتياح شديد وبفرحة اكبر ...وقلت ..
هيثم: الحمدلله ...
بعدين انتبهت لشي ...فقلت وانا اطالع زياد بنظرة هبلة ..
هيثم: تصدق اني توقعت اموت بهالعملية ؟؟
طالعني باستنكار وقال ..
زياد : ادري فيك متشائم ...يبا العلم تطور الحين الناس تسوي عملية قلب مفتوح وهم عارفين انهم بيطلعون منها سالمين ...مو انت ويا ويهك ..
قلت وانا باعتراض ..
هيثم: محد يعرف انه بيحيى ولا بيموت بالمستقبل كل شي بايد الله ...
كان بيقول شي بس سبقته وقلت اصك هالسالفة ..
هيثم: ابي اشوفه ..
طالعني باستغراب ..
زياد : منو؟؟ فارس ؟؟؟
هزيت راسي بايجاب فقال ..
زياد : عيالك عنده ..وما اعتقد انك تبيهم يعرفون ...بعدين انت لسة تعبان ..انطر يومين بعد ..
بغيت اعترض بس مافيني حيل ...
ماباليد حيلة ...ننطر يومين ...
طلع من عندي زياد ..وانا مشتاق لفارس وبنفس الوقت حاس روحي بطير من الفرحة لان العملية نجحت ..
بعد يومين ... ومثل ما وعدني زياد اني ارزور فارس ...
مسك ايدي زياد وقعدني على الكرسي المتحرك ...وقال للمرة الألف ...
زياد : تقعد عنده لين ما تطق خمس إلا ربع ...ولدك...
قاطعته باشارة من ايدي وقلت ..
هيثم: فهمت والله فهمت ...
قال وهو يدزني ..
زياد : لا بس عشان اذكرك ..
قلت بطنازة وانا اتحسس مكان العملية ..
هيثم: اكثر من هالتذكير ؟؟...تصلح منبه انت اصلا ..
طق راسي ع الخفيف وقال ..
زياد : شكلي بغير رايي وماني موديك ...
قلت بسرعة التفت له ..
هيثم: لا والله خلاص ...آسف ..
طالعني بانتصار وقال ..
زياد : انت ما ينفع معاك إلا جذي ..
مارديت عليه وقعدت ساكت ..
طلعنا من الغرفة ... وانتبهت على شرطي واقف برة ينطرنا ...
وهني تذكرت اني برد السجن بعد جم يوم ...
وهذا آلمني اكثر من الم العملية نفسها ...
طنشت احزاني اللي بدت تتفجر داخل قلبي ..واحنا نمشي مع الشرطي لين غرفة فارس ..
دز زياد الباب ودخّلني وعلق المغدي يم المغدي مال فارس وقال يذكرني للمرة الأخيرة ..
زياد : الساعة خمس ..
هزيت راسي بتأكيد ..وطلع ...وصك الباب ...والشرطي اكيد برة ينطرني ...
التفت لفارس هالمرة ...
تاملته ...
اربع شهور يا فارس ...
اربع شهور ...
مو حرام عليك ..تحرق قلبي اربع شهور ؟؟
" اكرهك واكره الساعة اللي عرفت فيها انك ابوي واني ولدك "
غمضت عيوني بالم ...
والله مو ذنبي فارس ..
ذيج اللحظة ماكان ذنبي صدقني ..
انا برئ براءة الذيب من دم يوسف ..
بس شنو نقول ؟؟
الشيطان بكل مكان ...
وعد اللي مثلت عليك وعلى جمان ...
طيحتنا كلنا بهالمصيبة اللي رحت انا ضحيتها وتحملتها بروحي ...
مسكت ايده وشديت عليها ... قرّبتها مني وبستها ...
بس ما عليه ...انا راضي ...
والله راضي ..
بس بطل عيونك حبيبي ...
بطلهم خلني اتطمن عليك ..
بطلهم الله يخليك ...
مررت ايدي على خده بنعومة وخفة ...
وقلت ..
هيثم: تذكر لما دخلت اول مرة الروضة ؟؟
وطالعته جني انطر منه جواب ...بس للاسف ...ماكو استجابة ...
فكملت بحرقة ..
هيثم : تذكر لما دخلت المدرسة اول مرة ؟؟
وطالعته للمرة الثانية ...وبعد ابي منه جواب ...بس ماكو شي يصدر منه غير صوت الأجهزة اللي حوله ..
تجمعت الدموع فعيوني هني ...
وقلت ..
هيثم: تذكر لما يتني تقولي وانت بو خمس سنين ...يبا الله يخليك ابي اشترك بالنادي اللي يم منطقتنا ..وانا اقولك بعيد بابا وخطر عليك ...
وضحكت لهذكريات ودموعي تنزل ... جنه هالحدث يصير جدامي الحين ...
قلت بمرارة وانا اغمض عيوني ودموعي تنزل اكثر ..
هيثم: آآآآآآه يا فارس ... ليتك ترجع ياهل اهون لي من اني اشوفك بهالحالة ...
وشديت على ايده بقوة اكبر ... جني اطلب منه والحين انه يبطل عيونه ...
قلت بضعف وتوسل وانا اهمس باذونه ..
هيثم: بطل عيونك فارس ...بطل عيونك بابا ...وانا اوعدك اني اوديك النادي واشركك فيه ...
وكملت بغصة ومرارة اكبر ..
هيثم: بس بطل عيونك تكفين ...
وهني ما قدرت اتحمل ...
دفنت ويهي على ايده وما حسيت بروحي وانا اطلع مشاعري كلها ..
مشاعر القهر ..
مشاعر الحزن والألم ...
مشاعر الذل والهوان اللي انا حاس فيها الحين ..
تبطل الباب هني بقوة فرفعت راسي بخرعة للي دخل وكان زياد اللي كان يلهث جنه راكض مليون كيلو ..
ويقول بسرعة ..
زياد : هيثم ..مارح تصدق اللي رح اقوله لك ..
قلت وانا امسح دموعي وباندهاش ..
هيثم: شنو ؟؟
قال بفرحة..
زياد : انت ...
انا ؟؟؟
قلت ببلاهة ...وارد امسح دموعي ..
هيثم: اشفيني ؟
قال وهو يتنطط بفرح ..ويقول ..
زياد : انت طلعت براءة ...
وقف كل شي هني عندي ...
اشارات الحيوية وقفت عندي ...
حسيت ان قلبي ومخي وقفوا عن العمل ..مثل ما يقولون ..
براءة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
دخلت البيت وانا شايل فرح النايمة ...اللي اصرت تيي معاي عند فارس ...
حطيتها على القنفة بهدوء ...
مسكينة ..بغت تين لما درت ان فارس بالمستشفى ..
اللي اكبر منها ما تحملوا ...اشلون هي ؟؟
والمشكلة انها اكثر وحدة متعلقة بفارس ...
آآخ الله يعين ..
انتبهت لحركة وراي وكانت عبير ...اللي كانت تطالعني جنه تتفحصني لاني كنت سرحان ...
قلبت ويهي عنها ...
من اول ما طاح فارس وصار له اللي صار وانا مابي اشوفها ..
سبب سخيف اللي تهاوشنا عليها انا وهو ..
عليها هي ...
تهاوشنا عليها هي ..
وياليتها حست ..
كل ماله ويزيد بعدي عنها ..
" اشلونه فارس الحين ؟"
طالعت السما وانا ادعي اني ما اتنرفز عليها ...وقلت وانا معطيها ظهري ..
مشعل: الحمدلله احسن ...
سمعت تنهيدتها بعدين ..
عبير: صارله ثلاث اسابيع ..مو معقولة ما يقعد من الغيبوبة ..
التفت لها الحين وقلت اوان ابتسم ابتسامة باهتة ..
مشعل: لاحقة عليه ..
طالعتني بصدمة ... اما انا كانت نظراتي باردة عكس قلبي المشتعل من داخل ...
قالت بحذر ..
عبير : اشقصدك ؟؟
قلت وانا اتحرك عنها ..
مشعل: ولا شي ..
بس وقفني صوت تلفوني وكان عمي زياد...
مشعل: السلام عليكم ..
ياني صوت عمي الفرحان يقول ..
زياد : مشعل ..عندي لك مفاجأة ..
مفاجأة ؟؟
قلت بشك وابتسامة صغيرة ماله طعم ترتسم على شفاتي ..
مشعل: شنهي هالمفاجأة اللي نستك حتى ترد السلام ؟؟
قال ..
زياد : اووووووووووه نسينا يبا ...وعليكم السلام ...مارح اقولك اياه ولا ما رح تطلع مفاجأة ..
قلت بتفكير وانا اطلع عبير اللي كانت تطالعني وشكلها مستثقلتني بهاللحظة ..
مشعل: شنو قعد فارس ؟؟
زياد : ودي ..بس لأ ... عندي مفاجأة مارح تيي على بالك ... بطل الباب انا عند بيتكم ..
صكيت عنه واتجهت للباب ..وبطلته ...وكان عمي زياد واقف بدون شي ...
طالعته بتفحص وقلت ..
مشعل: شنو يايب متفجرات معاك ؟؟
ضحك وقال ..
زياد : مو اقولك طالع على ابوك ..
ابتسمت على هالطاري ابتسامة الم ...
سمعت عمي يقول ..
زياد : اشتقت لابوك ؟؟
هزيت راسي وبالألم اكبر قلت ..
مشعل: فوق ما تتصور عمي ..
مد ايده لخدي وقال بحنان ..
عمي : وإذا قلت لك بتشوفه ...
طالعت عبير واشرت لها تصعد فوق ..خذت فرح وراحت فوق ..رديت طالعت عمي وقلت ..
مشعل : ان شاء الله بزروه بهالجم يوم ..
قال وهو يهز جتوفه ..
زياد : ماله داعي ..
طالعته بشك وقلت ..
مشعل: ماله داعي ؟؟؟
هز راسه بايجاب ياكد لي جملته ...
قال ..
زياد : تدري ليش ؟؟
سكت وما رديت عليه وانا لسة اطالعه بشك وحذر ...
وفجأة ...طلع انسان كامل جدامي ...
وكان ..
ابوي !!!!!!!!
كمل عمي زياد وقال ..
زياد : لأنه بييك بنفسه ..
من الصدمة ما قدرت اتحرك ..
انشلت ريولي ...
وقف الزمن هني ...
وظليت اطالع ابوي جنه ياي من كوكب ثاني ...
شفته يبتسم لي ....
ويتجدم مني ويلمني ...
كل هذا صار وانا جامد مثل الصنم ...
احد يفسر لي اللي قاعد يصير ...
واخيرا تحركت ايديني المشلولة لظهر ابوي ... وتعلقت فيه بأكبر قوة عندي ... جني خايف يضيع مني مرة ثانية ...
وقلت ..
مشعل : لا تخلينا مرة ثانية ...لا تخلينا ..
لمني بقدر مضاعف وقال ..
هيثم: خلاص مستحيل اخيلكم ....مستحيل يا ولدي ..
هديته فجأة ورحت للسلم وناديت اللي فوق ..كلهم ...
مشعل: عمة ...عمة ...
وكنت اصرخ بفرح ماله مثيل ...
طلعت جدامي عمتي وهي تنزل من السلم بسرعة ...وبخوف ..
هيفاء : اشفيك اشفيك تصرخ جـ...
وانتبهت للي واقف عند الباب ..
وشهقت بصدمة ...
وقالت بصوت عالي ..
هيفاء : هيثم !!!!!
ونزلت وراها عبير وجمان ...
اللي صرخوا من الفرحة ...
انا نفسي ما صدقت ...
شفت عمتي تتعلق بابوي وعبير من ناحية وجمان من الناحية الثانية ... وكلهم يبجون ...
وابوي ضايع بينهم يحاول يمسك كل وحدة فيهم ...
هيثم: بس عاد مااحب هالمشاهد هاذي ...يا انكم تسكتون ولا ترى برجع ...
مشكت عبير في ابوي بقوة وقالت ..
عبير: لا لا ..تكفين ...
ضحك ابوي ولمها له وقال ..
هيثم: وانا اقدر اصلا..
لمحت عمي زياد يتحرك لين سيارته ...
شكله استحى من جمان وعبير ...
قعد ابوي بالقنفة وقال وكلهم لازقين فيه ...قال بمرح ..
هيثم: واااي ..بسكم تلزق فيني لهدرجة معجبين ؟؟
حطت جمان راسها على صدره وقالت ..
جمان : كل فتاة بابيها معجبة ...
الحين حسيتي اخت جمان ؟؟
والله مو قادر انسى لا تلوموني ...
حظنها ابوي بحنانه المعهود وقال ..
هيثم: احلى معجبة عندي ..
هني بعد حطت عبير راسها على جتف ابوي وقالت..
عبير : اما انا بقول كل فتاة بعمها معجبة ...
حط ابوي ايده وراه رقبته وقرّبها منه ....
طالعني هني وابوي وقال ..
هيثم: تعال ..تعال ...ما شبعت منك انت ..
تجدمت منه وقلت وانا اوقف جدامه ..
مشعل: ولا انا ...
فكملت وانا اطالع جمان وعبير اللي محتلين الأماكن القريبة منه ..
مشعل: بما ان الحبيبتين قاعدات يمك ومالي مكان ..فبضطر اني ..
وقعدت على حظنه وقلت ..
مشعل: اقعد على حظنك ...
وعانقته ..
اكثر ..
واكثر ..
واكثر ...
مع اني ماادري اشلون طلع بس ...
هاذي كانت احلى مفاجأة عندي ...
من بداية هالمأساة لين الحين ...
يتبع <<<
|