المنتدى :
الاسرة والمجتمع
الثرثرة للخلاص من الألم
الثرثرة للخلاص من الألم
الثرثرة بالنسبة لعلم النفس تعتبر إحدى طرق العلاج النفسي ونتائجها مضمونة مئة بالمئة خاصة مع النساء بعكس الرجال لأن المرأة أكثر عرضة للأمراض النفسية من الرجل بسبب الضغوطات التي تواجهها في الحياة سواء الاجتماعية أو النفسية أو نتيجة التركيبة البيولوجية لها.. وكل هذه العوامل تجعل المرأة عرضة للاكتئاب مثلاً أو القلق النفسي.. فالثرثرة بحد ذاتها وسيلة تمنع ظهور أمراض عديدة لأن الكتمان يولد الانفجار، كما أن الضغوط النفسية تؤثر بشخصية الإنسان وتجعله عرضة لمفاهيم خاطئة وشيئاً فشيئاً يفكر بأفعال عدوانية. وبالمقابل نلاحظ أن هناك أشخاص يكونون عرضة للأمراض النفسية المختلفة نتيجة أسباب عديدة أبرزها الطبيعة البيولوجية والوراثية التي تختلف من شخص لآخر. والخلافات الشديدة والمتأزمة غالباً ما يرافقها تعصب وإصرار وتكون بالغة الأثر في الإساءة لطرف وقد شرعت وسائل عديدة لعلاج هذه الخلافات لكن تظل الفضفضة والثرثرة أضمن الطرق للخلاص من الآلام والمتاعب النفسية الناجمة عن الضغوطات والخلافات، وفي علم النفس يتم تشخيص الأمراض العديدة عبر الفضفضة ومن ثم تحديد العلاج المناسب للحالة.
كفاكم ثرثرة..وارحلوا!
وهكذا تؤكد الدراسات على ان الثرثرة هي طبيعة المرأة منذ الأزل، قبل أن يشاركها بها رجال السياسة بعد انتشار موجات القنوات الفضائية. بل نجدهم أحيانا قد تفوقوا عليهن في هذه العادة. فكما أنها عندما تشعر بالفراغ وبنوع من الكآبة والقلق تبدأ فوراً بالتخطيط الى من تتحدث معه، فقد تتجه لمهاتفة صديقتها والاتفاق معها على الخروج الى مكان ما كالمطعم أو القهوة وما سوى ذلك من الأماكن المفتوحة، يتأهب رجل السياسة لإطلال علينا من وراء الشاشة، مبديا إستعداده على الشرح والتحليل والتفسير دون الحاجة لسؤاله عن ذلك، ويتمادى بثرثرته ليصل إلى مرحلة كيل الشتائم وشن الهجمات الكلامية على زميل ما، فاتحا بذلك الباب أمام لدخول حلبة الثرثرة.
والفارق الوحيد بين ذلك الثرثار والمرأة هو انها تفتح ملف مختلف المواضيع سواء عن حياتها الزوجية الخاصة، وحينها تكشف عن أسرارها مع زوجها أو تتحدث معها عن أمور المطبخ والموضة. والماكياج أو تتفق معها لزيارة محل معين وصرف مبالغ طائلة على السلع ومختلف المعروضات، أما هو فيفتح ملفات داخلية وخارجية، محلية وأقليمية، إقتصادية وقضائية و... وقد ينهي لقائه بوعود جذابة، ولكنها تبقى تسبح عبر الأثير. فكما تذهب النقود هباء منثوراً على العطورات ومساحيق التجميل والاحذية والذهب والمجوهرات والألماس، تذهب ثرثرته أدراج الهواء وتتبخر معها أحلام المواطنين وآمالهم بغد أمن ومستقبل زاهر. فالثرثرة النسائية تقود أحياناً لمشاكل مالية أو الوقوع في الأزمات لأنها خالية من التفكير الصحيح المنطقي تقودنا ثرثرة ساستنا إلى النوم في العسل وتجر بلاد أكثر وأكثر نحو أعماق الأوهام وأحيانا الخراب.
صحيح أن الحياة مليئة بالمشكلات والعوائق ونحن بحاجة لتفريغ همومنا بالحديث الطويل الذي يجب أن يستمر لساعات وذلك للتخلص من مشاعر الاحباط التي تلازمنا جراء المشكلة التي نحن بصددها في حين ان الانسحاب للصمت والتفكير وسيلة لتدمير أنفسنا ووقوعنا في اضطرابات نفسية حادة لا يمكن التخلص منها إلا بزيارة طبيب نفسي. ولكن الصحيح أيضا أن معظم تلك المشاكل ومشاعر الإحباط هذه هي من صنيعة ساستنا. فلماذا لا تذهبون يا ساستنا إلى أطباءكم النفسيين بدلا من زياراتكم إلى أسيادكم الخارجين لترتاحوا وتريحونا؟أيها الساسيون.. كفى... كفاكم ثرثارة.. وبالله عليكم ارحلوا!!!
فهل فعلاً الثرثرة وسيلة صحية تحمي المرأة من الاضطرابات؟ وهل الكلام الزائد أمر بالغ الصعوبة بالنسبة للرجل ولا يليق بمقامه؟
منقول
|