كاتب الموضوع :
بوسي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس
(5)
تناهيد الغربه
الغربه ان ترى الدنيا بمن هم حولك بألوان الطيف وانت تملك السعاده ولاتكتفي وترسم لهم قوساًيزاوج طيفهم مما بقى من الالوان ..
فتجد نفسك في بستان تعجز ان تضع له عنوان .... وعندما تعييك الظروف وتشيح بوجهها الايام عنك ..
فتلتفت لمن كانوا حولك بتلك الالوان الكثيره ... فلاترى إلا الاسود والابيض
اذا
فأنت غريب
*
*
ان تعيش عيشةالملوك .. فلا يبقى للأمنيات مكان كل ماتريده بين يديك ... ان تجوب العالم من اقصاه
الى اقصاه تفرد اجنحتك لترتفع في الفضاء وترى كل من تحتك صغاراً ... والكل يلتمس
رضاك ... وعندما تسقط ... يتشمتون بك ..
إذاً انت غريب
*
*
ان تكون متفاهم ...متجاوب مع من هم حولك .. ويطلبون رضاك .. ويلبونك عند النداء ..
ويفرشون لك الارض
حريراً معطراً بريح الورد ..ومع ذلك تحس بقلبك يهيم مع غيرهم فوق السحاب ..
إذاً انت غريب ..
*******************************
ببلده بارده مثلجه... لا تعرف سوي الجفاء والمصلحه ....عنوان ولغه رسميه لها....
...تطايرت الكلمات العربيه بكل سهوله ويسر... بمقهي شرقي يتمتع بجلساته الحميميه و ضحكات زبائنه السلسه التي تسربت
بالمكان هربا من الأحزان.... وجعلته يشع بالدفء والصفاء....
وبالخلفيه صدح صوت شجي يشدو بكلمات رائعه .... غريب علي باب الرجاء.....
هزت القلوب ....وجعلت الشوق يجتاح المشاعر والأفئده.....
جلس كل من علي ومحمود....وهما ينظران للأفق البعيد بغموض
لعله أن ينجلي بنور الأمل ....ويشفي صدورهم من الهم الذي ربض عليه
ويرفض أن يفارقهم ولو للحظه واحده....
قال علي وهو يتنهد بحنين وشوق.....قائلا ....
:- لست أدري ما الذي جعلني أجن بعقلي....وأترك كل شيئ
حتي أرمي نفسي الي هذه الدوامه التي لا أنفراج لها.....
علي الأقل بمصر كنت بين أهلي وناسي .....وبين أحبائي
الذين يتمنون كل الخير لي ....ومهما حدث من خيبه أمل لي
هناك ...فهو أرحم من وحدتي هنا
نظر علي الي محمود الصامت كما ابي الهول.....وقد بدا الهم علي وجهه.....
علي:- لقد تحدث الي أبي وأمي لمده ساعه كامله اليوم...ولم يهتما حتي بثمن المكالمه الدوليه...ولا أستطيع أن أصف لك شعوري وهما يبكيان حينا ....ويضحكان حينا أخري....وأخيرا قرب أنتهاء المكالمه....رمي لي والدي بالقنبله.... لقد رفع قضيه ضد الجامعه....بأحقيتي بالتعيين بدلا من ذلك الشخص الأخر ....أبن الدكتور....ليثبت أنهم تخطوني وأضروا بي....
نظر اليه محمود بدهشه .... ولكنه صمت ولم يعلق....وكل ما أستطاع التفكير به .....هو أهله ...هل وصلهم خطابه أم لا....
هل أطمئنت قلوبهم عليه....ام مازالوا يعتقدون بوفاته.....لا...
لن يصبر أكثر من هذا ...ويجب أن يتصل بهم بأقرب وقت.....
وملأ الهم قلبه ....والحزن حتي كاد أن يختنق به....ولم يستطع الرد علي
صديقه ....الذي أردف......
علي :- أعرف بما فكرت به....ولقد فكرت أنا أيضا بنفس الشيئ
لم رفع والدي القضيه الأن.....وليس من قبل....حين حدث الضرر ولم يتم تعيييني.....
صراحه ...انا نفسي لا أدري......!!!!!
قال محمود أخيرا وبعد تفكير عميق....
:- ولكني أدري ....أعتقد أن والدك من شده فرحه بنجاتك....هاجت به الأمال ...واعتقد انه يستطيع تحريك الجبال....والحصول علي حقك
من فم الأسد كما يقولون.....
أبتسم علي بسخريه.....
:- معك حق .....من فم الأسد بالفعل ....ولكن هل سيستطيع أن يحقق ما يتمناه .....ويعود الحق لأصحابه ؟؟؟؟؟؟
...لا أعتقد.........فما يضيع يضيع للأبد......
رد محمود بضيق ......
:- لاتكن متشائما هكذا ...أنا أري بالفعل أنك أنجزت خطوة كبيره وهائله ...بتصميمك علي الدراسه....
علي :- ولكنها تحتاج الي الكثير من الوقت ...والمجهود...لتأتي بنتيجه وأجني ثمارها....
محمود :- نعم بالفعل ...ولكنها خطوه عملاقه....ولقد وضعت قدمك هكذا علي أول الطريق....ليتني أستطيع أن أفعل مثلك...ولكن الدراسه أمر شاق تحتاج الي مجهود ذهني شديد....وتركيز عالي جدا....وليس كل الناس مؤهلين لذلك
ثم أن وظيفتي لا تتيح لي أي وقت أو مجال للدراسه.....
علي :- ولكنها وظيفه جيده....وأنا أري أنك مؤهل لتكون بمنصب أعلي ...لأنك قيادي بالفطره....وتستطيع حل كل الأمور
الصعبه بمهاره.....وخاصا مع تلك الأفكار الرائعه التي لديك لتطوير المكان.....وأعتقد أنك أذا نلت الفرصه ستحقق الكثير
وتجعل ذلك الفندق ينتقل نقله مميزه....ويصل للعالميه....
وأخيرا بدا بعيني محمود بعض الأهتمام.....
محمود :- أنت تعرف أنني كنت أدير أعمال أبي كلها...قبل نكبته الأخيره.....وأنا متأكد من أنني أستطيع ...أن أحقق الكثير ...فقط لو نلت الفرصه.....
قال علي:- لم لا تعرض أفكارك ومقترحاتك علي صاحب الفندق ...ذلك الرجل العجوز
والد كريستين....
رد محمود بقرف :- كريستين....لولاها ...,ولولا حركاتها المتهوره التي تقوم بها...ما كنت بكل هذه المشاكل الأن....ولأستطعت عرض أقتراحاتي علي والدها....
قال علي بدهشه :- أيه مشاكل ؟؟؟هل جد شيئ لم تخبرني به؟؟؟
قال محمود :- بسبب كريستين ....يعاملني ذلك الوغد كارل أسوأ معامله لشده غيرته عليها....ولأنها لا تهتم به...يقوم هو بأذلالي
وأختيار أسوأ الأعمال لي....وأخرها كان بالأمس عندما نقلني
من عملي بالأمن لأعمل ....بار مان...أحضر وأقدم الخمور للزبائن...وعندما رفضت..ضحك بسخريه وطلب مني أن أترك العمل أذ كان الأمر لا يعجبني.....
تدخل علي بغضب .....وماذا فعلت؟؟؟....هل أنصعت لرغباته؟؟؟
قال محمود بسخريه....وماذا تعتقد أنني فعلت....في موقف كهذا...؟؟؟؟ أرفض أم أقبل....!!!!!
ضحك علي وهو يقول....
:- لقد رفضت بالتأكيد....وهذا هو الواضح علي وجهك منذ أن جلست معي....
رد محمود:- لقد رفضت بالفعل ...ولكنه أعطاني مهله للتفكير بالوضع والقبول...والا سأترك العمل....
وسرح ثانيا في الفضاء.....لعله يجد الأمل بالمستقبل القادم والذي أصبح غامضا ثانيا بعد ما فقد عمله... ونجح كارل في أفساد حياته....
وعم الصمت علي الصديقين ...بعد ما شعرا الأثنان باليأس
ولمعت فجأه برأس علي فكره ...قد تجعل فؤاد محمود يرتاح قليلا
ويرمي وراء ظهره جزءا من همومه.....
وأخرج هاتفه من جيبه وناوله لمحمود الذي نظر له بدهشه
بينما قال علي....
علي :- لم لا تفعل كما فعلت أنا ....وتتصل بأهلك وتطمئنهم عليك......لعلك هكذا ترتاح من بعض همومك.....وتشعر ببعض الأمل.....
وبكل اللهفه تناول الهاتف....ثم تردد قليلا....بعد ما تذكر أن علي....لابد وأنه قد يحتاجه ليتحدث ثانيا مع أهله....فلا داعي للتطفل عليه.....
ضغط علي ......علي يديه بقوه ...كي يمسك الهاتف.....وقال بغضب مفتعل.....
:- لا تكن متردد....أفعل كما أقول لك...فأنت تحتاجه حاليا أكثر مني.....تحدث معهم ...وأفرغ كل ما بقلبك...لعلك ترتاح.....
أما أنا سأذهب لشراء بعض الأشياء وسأعود لك بعد قليل...
وتركه ومشي مبتاعدا.....بينما بقي محمود و وسط المقهي المزدحم.....ولكنه يشعر بالرهبه والوحده تملأن قلبه وعقله
والهاتف يرقد أمامه ....وهو يتأمله بفزع من مشاعر غامضه
ملأت قلبه باللهفه والشوق
للأهل والأحبه
قصرت خطاي وما كبرت وإنما ... قصرت لأني في الحديد مصفّد
في مطبقٍ فيه النهار مشاكلٌ ... للّيل والظلمات فيه سرمد
تمضي الليالي لا أذوق لرقدةٍ ... طعماً فكيف حياة من لا يرقد
فتقول لي عيني إلى كم أسهرت ... ويقول لي قلبي إلى كم أكمد
وغذاي بعد الصوم ماءٌ مفردٌ ... كم عيش من يغذوه ماءٌ مفرد
وإذا نهضت إلى الصلاة تهجراً ... جذبت قيودي ركبتي فأسجد
فإلى متى هذا الشقاء مؤكد ... وإلى متى هذا البلاء مجدد
يا رب فارحم غربتي وتلافني
إني غريبٌ مفرد متلدد
***********************************
جر عادل قدميه بقوه وجهد ....بعد ما قضي اليوم كله...يعمل بأحدي الشركات..... وهو يحمل البضائع من التريلات الضخمه
ويخزنها بمخازن الشركه الضخمه المكيفه...كان فارق الحراره
كبيرا جدا بين المكانين فبالخارج الحراره مشتعله وتكاد تقترب من الخمسون درجه مئويه....بينما المخازن حرارتها منخفضه جدا....والأنتقال المتعدد بين المكانين...أورثه شيئ من الأرهاق وشعور بالمرض..... بينما أنتشر الألم بعظامه مثل المناشير تعمل علي تكسيره....ورأسه تكاد أن تنفجر من الألم وشعر كأنما أشتعلت النيران بجسده.....
كان علي وشك الدخول الي مصعد البيت الذي يعيش به مع صديقه صلاح حين دخلت وراءه أمرأه جعلته يشيح بوجهه بعيدا عنها .....فلقد كره النساء كلهم ولم يعد يطيق رؤيتهم
كانت شابه في منتصف العشرينات يبدو عليها التركيز بأوراق تتصفحها بأنتباه شديد ....مرتديه نظاره طبيه تخفي ورائها عيون عسليه شديده الصفاء...انيقه ذات ذوق راقي وحشمه واضحه
وحجاب هاديئ وبسيط غير متكلف يتناسب تماما مع شخصيتها الباديه الهدوءوالرقه.....
أختلست مي النظرات الي ذلك الشاب الواقف بجوارها بالمصعد
وقد بدأ بالتمايل فجأه بوقفته بطريقه أخافتها وأفزعتها.....
صحيح أنها طبيبه وقد مرت بالعديد من المواقف الصعبه المحرجه ....ولكنها بالنهايه دكتوره أطفال ...ولا تستطيع التصرف مع المخمورين الفاقدين لاي وعي أو أدراك لما حولهم
فهم صنف لا تستطيع التنبأ بردود أفعالهم ....وضعت أوراقها الهامه بحقيبتها وهي تخفي هلعها بصعوبه والذي كاد ان يرتسم علي وجهها....وتأففت بضيق ..وهي تري المصعد قد خلا من كل ركابه عداهما...الا ينتوي هذا الشخص السمج الخروج...الي اين هو ذاهب أذا؟؟؟؟..... الي السطح....ام الي نفس الدور الأخير الذي سكنت به مؤخرا هي وأبيها.....
رفعت رأسها الي السقف وهي تتنهد بضيق من ذلك المصعد البطيئ الذي تأخر بوصوله الي هدفه وكأنها فتره طويله بعمر الزمن....وهي بالحقيقه دقائق بسيطه لا تعد....
دارت الدنيا بعادل وهو لا يكاد يعي أين هو ...أو ماذا يجري حوله..وتمايل يمينا ويسارا....وقد شعر فجأه أن أنفاسه تنسحب منه.....
وعلي حين غره صرخت مي ...وهي تراه يميل فجأه عليها...وتعالت نبضات قلبها وهي تعتقد أنه مخمور ...ويهم بالهجوم عليها...منتهزا فرصه تواجدهم وحدهم بمصعد العماره
وبكل قوتها دفعته بيديها بعيدا عنها....ليسقط أرضا وقد فقد وعيه...
قالت مي بهلع.....
:- أنت ....أنت... أفق..... يا ربي ماذا أفعل الأن؟؟؟؟؟
وبخوف أقتربت منه وهي تلحظ أنه يلتقط أنفاسه بصعوبه بينما شحب وجهه بحده....وبدا التألم عليه..ولتتفاجأ هي ..بأنه ليس مخموركما كانت تعتقد.....ولكنه شديد المرض
فتغلب عليها شعور الطبيب بالواجب المقدس ...الذي يجب أن يؤديه مهما كانت ظروفه....
*******************************
تسحبت كريستين الي غرفه محمود النائم بهدوء ....بعد ما فتحتها ...بالمستر كي...وأقتربت منه برقه وهي تلحظ مدي وسامته حتي أثناء نومه...لقد جذبها بحده وأطلق بقلبها مشاعر لم تعتقد يوما أنها ستشعر بها...
وبكل لهفه ملست بيديها علي شعره الأسود الفاحم ...وقد تناست تماما الدنيا كلها وتاهت مع مشاعرها بالحب الذي غمر قلبها
لقد كانت مشاعر غريبه عليها....لم تشعر بها من قبل مع أي شخص....وبالرغم من ...من تربيتها الحره المنفتحه علي العالم
الا أنها لم تجد الشخص الذي يستحق حبها وحنانها ...حتي وجدت محمود.....هو فقط من تريد....ولا تريد غيره....
وعندها كل الأستعداد كي تقوم بأي شيئ ....فقط كي يصبح لها
ملكها وحدها .....لقد أخبرها أكثر من مره بأنه لا يهتم بها...
وأنه يحب أمرأه أخري بالفعل ....ولكنها رفضت الحقيقه المره...ومصممه أن تحصل عليه مهما حدث....
صاحت بحده وهي تفيق من أحلامها علي محمود ...وهو يلتقط يديها ويجذبها بقسوه بعيدا عنه.....بينما جلس فجأه بالفراش والغضب بادي عليه....
:- أنت ....أنت ماذا تفعلين هنا بغرفتي؟؟؟؟
ردت بشوق .....أنا ....أنا ...لقد جأت لرؤيتك ....فلقد أوحشتني
هل أنت بخير ....لم لم تأتي الي العمل اليوم؟؟؟؟
قال محمود بقرف.....
:- هل تسخرين مني ؟؟؟؟.....أم تريدين الأدعاء بأنكي لا تعرفين
بأنني قد تركت العمل اليوم....بعد أن تكللت جهود كارل بالنجاح أخيرا ...في التخلص مني....
ردت بصدمه.....تركت العمل ....لم؟؟؟؟.....أنا أعلم أنك بحاجه له ....فلم تركته ...أهناك من ضايقك.....هل كارل ...هو من فعل ذلك؟؟؟؟
قال بغضب وهو يقف أمامها يواجهها....
:- لا تدعي الغباء يا كريستين....ألم تعرفي أن كارل قد نقلني
للعمل كبار مان...وهذا أمر أنا أرفضه....
قالت بدهشه .......
علي حسب علمي هذه ترقيه وليست نقل...فهي وظيفه ذات راتب أعلي ثم أن البقشيش بها مرتفع جدا....فلم أذا الأعتراض....
تنهد بضيق وهو يقول :- أنا مسلم كريستين ....لا أتناول الخمور ولا أبيعها...ولا أقدمها لأحد...هل تفهمين؟؟؟
ولن أفعل ذلك يوما حتي ولو كانت بها أموال الدنيا كلها....
أندهشت كريستين لكلماته...وقبل أن تنطق بأي كلمه....صاح بها محمود,,,,,,
:- لم لا تخرجين من غرفتي يا كريستين .....فتواجدك هنا ...هو أمر لا يصح أبدا.....
وتراجع ذاهلا....وهي تقترب منه وقد أرتسم علي وجهها...علامات الشوق والهيام وهي تحاول أغرائه.....
:- محمود حبيبي...لم لا تكون سلسا متجاوبا لمره واحده
وصدقني يا عزيزي بأنك اذا فعلت....ستنال كل ما تريد وأكثر
سأجعلك بوظيفه رائعه لم تكن تحلم بها يوما....بل وستنال أيضا الأقامه بأقرب وقت.....ها ..ماذا قلت...؟؟؟؟؟؟؟
للحظات وجيزه تلاعب الشيطان به......و شعر بالضعف يشمله.....و طغي عليه أحساس رجل الأعمال الماهر....الذي كانه من قبل....والذي يقدر جيدا الصفقه المميزه حين يراها....
ولمع في عينيه بريق أهتمام.....وهو يفكر بجديه ....هل ستصبح كريستين هي الحل لجميع مشاكله.....
ولكنه سرعان ماشعر بالقرف منها ومن نفسه ..... لمجرد تفكيره بالتجاوب معها...... فليس هو من يبيع نفسه من أجل حفنه أموال ......وأبعدها عنه بقوه....وهو يصيح بها
:- أغربي عن وجهي يا كريستين....وأقرن القول بالفعل....وفتح باب غرفته ليطردها خارجا.....بينما زمت هي شفتاها الرقيقتان
وضاقت عيناها وهي ترمي كلمات أخيره قبل أن تخرج
:- أمامك فرصه أخيره للتفكير حتي الغد.... ثم ترد علي بالرفض أو القبول
أذا قبلت ونفذ ت ما أريد...... ستصبح كل هذه الثروه المهوله تحت أمرك....وسأيسر لك كل السبل حتي تحصل علي أقامه شرعيه ....وسأضعك بأفضل الوظائف........
أما أذا رفضت..... فستندم يا محمود.....صدقني ستندم....
وستجد نفسك مهانا ذليلا ....وأنت ترحل بعيدا ......
وتعود الي بلدتك بخفي حنين......
فهل هذا هو المستقبل الذي تريد.....فكر جيدا قبل الأجابه؟؟؟
وخرجت تاركا أياه وحده وكل هموم الدنيا فوق رأسه....وكأنما لا يكفيه ما هو فيه....من ضيق شديد وغضب ....بعدما علم من أخيه محمد....أن ذلك الوغد حامد قد تراجع عن كلمته مع أبيه
وينتوي أن يزوج ندي يوم الخميس ......
وصاح بكل القهر وقله الحيله....
.:- .يا ربي ماذا أفعل .....ماذا أفعل ؟؟؟؟؟...وأنا في الغربه...لا أحد يعينني ......وأشعر بالنار تحاوطني من كل جانب ....و لا أستطيع مقاومتها
هل أفعل كما قال محمد .... بأن أرسل له توكيل مني كي يعقد قران ندي بالنيابه عني......
ولكن كيف ...كيف أقوم بتلك الخطوه المهوله وأنا لا أملك أي شيئ......لا بيت فوق رأسي يقيني المجهول.....ولا حتي عمل أعيش منه......
وماذا عن تلك الأفعي كريستين .....هل أخضع لتهديدها....وأذل نفسي أمام أمرأه مثلها .... طمعا بالمال والثروه.....والجاه
هل أضحي بحب حياتي وبملاكي البريئ .....من أجل
أن تحل كل مشاكلي
يا رب
ماذا أفعل ....ماذا افعل
يا رب
الغوث .....الغوث
وأخذ يردد بخشوع وأمل بالله ورحمته
« لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ،
لا إِلَهَ
إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّالأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ »
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلىنفسي طرفة عين
ِ وأصلح لي شأني كله
لاإله إلا أنت
***********************************
مر أسبوع كامل علي عادل حتي تعافي من مرضه....وبالطبع فقد عمله الذي وجده حين ذاك بعد كثير من الجهد....ولكنه بالرغم من ذلك لم يكن حزين.... وهذا شيئ أدهشه...فهو يوقن أن كل شيئ بهذه الدنيا .....قضاء وقدر.....
وأخذ بالأستعداد للخروج للبحث من جديد...وهو ....
لأول مره منذ زمن بعيد يشعر بالسلام والسكينه تشمله.....ربما ...لأنه يشعر بأقتراب الفرج
أو لسبب أخر لا يستطيع حتي الأعتراف لنفسه به
مي
نعم هي مي السبب....فبعد زيارتها له هي وأبيها بالأمس
وأطمئنانها عليه.....بعد مرضه الشديد.... شعر عادل بأحاسيس غريبه تماما عليه:::أحاسيس أعتقد أنها ماتت ودفنت ....
للأبد......فهل أرتفعت معنوياته ...
لأنها هي من أنقذه ذلك اليوم وسارعت لنقله للمستشفي بمعاونه أبيها
أم لأن ...الدنيا صغيره...كما الكف ...ومن الممكن في أي لحظه حدوث مالا تتخيله ولا تتوقعه....فلقد أكتشف عادل بالصدفه ...أن العائلتان كانتا جيران بمنطقه واحده .... ووالدا كل من عادل ومي كانا علي صداقه وطيده ...منذ أكثر من عشرون عاما...ولكن تفرق شملهم...بعد سفر نادرالمهندس والد مي وأستقراره مع عائلته بالأمارات
ووفاه والد عادل رحمه الله.....
أغلق عادل باب البيت وراءه بعزم وهو يحاول أبعاد صوره مي
الرقيقه الفاتنه من خياله .....
هل هذا صحيح؟؟؟.....هل هناك حب من النظره الأولي ؟؟؟؟
كيف يستطيع أذا ....تفسير هذه المشاعر الغريبه التي أجتاحته
وأنسته كل مخاوفه وشكوكه وكراهيته للنساء....
وأبتسم لأول مره منذ زمن بعيد....فلقد أحيت به هذه المشاعر الأمل
وخرج ليبدأ من جديد
مشوار الألف ميل
وهذه المره خرج والأمل يملئه
لأنه موقن من رحمه الله
*************************************
أقتحم محمود ذلك المكتب الضخم المكيف ...حيث أستقر ذلك الرجل العجوز والد كريستين....وهو ينظر له بدهشه....
ومحمود يصيح به بضيق مخرجا كل ما بداخله....
:- أنت أيها الرجل العجوز المخرف....لم لا تبعد أبنتك الفاسده عن طريقي.....الا يكفي ما أنا به ...من مشاكل وهموم
حتي تقف هي أيضا بطريقي ....وتحطم ما بقي لي من أمل
ضعيف....
نظر له الرجل العجوز بدهشه مستنكرا أقتحام مكتبه هكذا
الا أنه سرعان ما تمالك نفسه
وهو يتمتم بضيق.....
:- ما هذا الكلام الفارغ الذي تقوله.....وما علاقه أبنتي كريستين
بفتي تافه حقير مثلك....
قال محمود بضيق.....
: _ صحيح أنني تافه....ولكني لست بحقير....ولو كنت بحقير فعلا....لكنت أستغللت أبنتك التي تطاردني ....وحققت عن طريقها بكل بساطه كل ما أصبو له.....كما فعل كارل ...من قبل...
وجعلها تضعه بوظيفته الحاليه ...
لفت أنتباه الرجل العجوز كلمات محمود عن كارل....الذي يحتقره
لشخصيته التافهه....ونظر الي محمود بدهشه وهو يري أمامه
شخصيه غريبه عليه تماما....لم يرها من قبل....
فلأول مره ....بحياته ...يقف شخصا امامه بلا خوف ولا وجل...
بل ...ويأمره بأبعاد أبنته عنه.....
وأبتسم بسخريه....وهو يتأمل محمود ...بشخصيته القويه الواضحه.....وشعر لأول مره منذ زمن بعيد ....بأنه قد وجد شبيهه.....شخصا يقدر علي الصعاب....ويواجه الدنيا كلها من أجل هدفه....وليس كشخصيه كارل ...المتملقه ...التافهه...
وبصوت أمر......قال الرجل...
:- لم لا تجلس ...وتحكي لي الحقيقه كامله....وانا أعدك
بأني سأفعل كل ما بأستطاعتي ....لمساعدتك....لحل كل مشاكلك
والأن أخبرني ....ماذا فعلت كريستين بك...وما علاقه كارل بالموضوع.....؟؟؟؟؟؟
أندهش محمود من كلمات الرجل الغريبه.....ولكنه قرر بالنهايه
أن يجلس ويحكي له كل ما حدث.....منذ خروجه من بلده
بحثا عن لقمه العيش.....وسعيا وراء أملا ضعيف بالأفق
وحتي فقده لحلمه الذي أصبح سرابا....
ولم يستطع حتي ....أن يحققه....
وبدأ يحكي كل شيئ......
فهل سيجد
الحلم الذي ضاع منه وسط الرمال؟؟؟
*********************************
التعديل الأخير تم بواسطة بوسي ; 02-10-08 الساعة 06:27 PM
|