كاتب الموضوع :
بوسي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
يسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
(4)
يوم حلو ويوم مر
علمتني الغربة
علمتني الغربة أن أنظر إلى الورد كلما ضاقت نفسي ولكنها في نفس الوقت علمتني أن أبتعد عنه …
علمتني الغربة وافهمتني تلك القصة التي كانت تحكيها لي أمي وأنا طفل عن الصداقة فأدركت أن للصداقة حدود أبعد بكثير من مجرد كلمات تقال ..
علمتني الغربة أننا نملك أشياء كثيرة لكننا لا ندرك قيمتها
علمتني الغربة أن أكتم ألمي بداخلي وإن كانت ستفضحه عيوني فلعل الإنسان الذي آلمني في تللك اللحظة ليس هو الإنسان
الذي عرفته سنيناً
************************
خرج عادل ....من مأواه الصغير....بسعاده .....وهو متجه الي السيبر....المجاور للبيت
كي يتحدث مع حبيبته ...نهي......لقد واعدته الليله....والأن...
وبعد خمس دقائق فقط.....ستصبح أمامه....وسيتغزل بحسنها......
وبجمالها الفتاك ....وفتنتها الطاغيه.....
وسرعان ما أرتسمت أمامه صوره غريبه لأمرأه.....كاد لا يتعرف
عليها للوهله الأولي......تضع أطنان من المكياج .....واحمر
شفاه ...احمر كرزي فاقع لونه
هل هذه هي نهي؟؟؟؟؟......تسأل عادل.......لا.....لا ....فهو لا يعرف
هذه المرأه....والتي تبدوا....كالغواني بملبسها وحركاتها.....
هل تغيرت تماما....في خلال الفتره البسيطه التي سافر بها.....ام انه
هو الذي تغيير......وتغيرت نظرته......
ورأها بعين جديده......عين....ذاقت الذل والمرار.....حتي تجد الراحه
والأستقرار....ولكن لا أمل .......فلا يبدو انه سيجدها.....
بأي مكان ....مهما حدث......
وسرعان ما تهادي اليه صوتها الأبح المغناج......فرن بقلبه
وقيده بقوه.....قبل ان يسحبه بلهفه.......بخيوط سحريه
ربطته بها ثانيا......بعد ما أعتقد بأنقطاعها.....
تردد وهو ينطق بلهفه.......
:- نهي ....حبيبتي ......انا......لقد اوحشتني ......لقد افتقدتك بشده
وافتقدت رؤيتك كل صباح خلسه من خلف النافذه ...وقبل ذهابي للعمل
لدهشته......لم تعر قوله اي اهتمام.....وقالت بصوت حاد صلب...
.
كاد يقطعه كالسكين .....ويدميه....ويجرح قلبه..
.
:- عادل ...أرجوك ...لا داعي لهذه المقدمه الطويله.....لقد جأت فقط
اليوم لأخبارك ...بأنني ...قد تمت خطبتي ........
قالت هذه الكلمات وهي تتلاعب ....بخاتم من الألماس ....يبرق بأصبعها
:- وان خطيبي .....ينتظرني الأن بالخارج....كي نسهر سويا
بأحد اشهر الفنادق العائمه بالقاهره.....
قال عادل بحده.....وقد شملت الصدمه ....جسده وشلته....
:- ماذا خطبتي...... كيف ومتي ؟؟؟؟؟
وانا....ماذا عني انا.....؟؟؟؟؟؟...... .وماذا عن أتفاقي مع ابيكي قبل سفري؟؟؟؟
مطت شفتيها ....وهي تتذكر تلك الدبله الهزيله.....التي أراد وضعها
بأصبعها قبل سفره.....كي يربطها بها....وقالت بصوت مستفز......
:- لقد كان أتفاق فاشل......ومجرد خيال ....ليس له أي أساس بأرض الواقع......
عادل :- هل كل هذا ....كان خيال .....أم انه تراجع عن اتفاقه
معي ....من اجل ان يبيعك لمن يستطيع تثمين البضاعه
جيدا......ويقدر قيمتها ....ومقابل ماذا؟؟؟
خاتم من الألماس الحر......ياله من ثمن بخس
نظرت له نهي بغضب......وقالت .....
:- لا داعي للأهانات يا عادل.....فكل شيئ قسمه
ونصيب.....وبمنتهي البساطه....لقد وجدت الشخص المناسب
لي....ولطموحاتي....
شعر فجأه بأنه لا يعرف هذه المرأه التي تجلس أمامه.......وقال بذهول....
.
:- لقد قلتي لي هذه الكلمات من قبل...... وبأنني أنسب رجل لكي....وقلتي لي أنكي تحبينني....
فهل تسمعينه هو ايضا نفس هذه الكلمات.....
وصمت قليلا ....وهو يري توترها وضيقها....وأكمل أخيرا...
:- نعم بالفعل .....يبدوا ..انه الشخص المناسب لكي.....الذي يستطيع تحقيق
طموحاتك بسرعه الصاروخ......
وليس ببدايه مشواره مثلي..........ولا يعلم الا الله .....هل سأنجح به ام لا...!!!!!!
:_ فلم أذا تنتظرين أمل تائه؟.... مازال يزحف .... كما السلحفاه علي الطريق.......
لم لا تلحقين النفاثه ....التي ستطير......وتحقق لكي احلامك.....
وشعر فجأه بالأختناق والضيق من غدر أعز الناس الي
قلبه.......ونظر لها نظره قاتله....جمعت كل مشاعره......ولم يدري بنفسه ....الا وهو يقوم من مكانه.....
ويخرج بكل بساطه ويتركها ورائه كأنها كم مهمل....وهو يرمي كلمات أخيره.....لن تشفي ابدا غليله.......
تلون وجهها .....وهي تراه .....يقوم من مكانه فجأه.....ليخرج من
مجال رؤيتها.....ولا يتبقي سوي صدي صوته بأذنها
:- فليوفقك الله.......وليعطكي علي قدر نيتك....لأن كل شيئ بهذه
الدنيا سلف ودين ......ولن يجد الغدر .....الا الغدر.....
وترك السيبر ورحل.....
..
ولكن لم ترحل معه الفرحه للأسف.....فلقد ضاعت...بكل قسوه
وقتل الحب والثقه
بكل غدر
************************
وفي مكان اخر .....وأرض اخري أبعد.....وقف محمود...كما المارد
امام باب ذلك الفندق الصغير.....يرمي بنظراته يمينا
ويسارا....مراقبا
اي شغب.....او ....شجار ....كي يفضه بسهوله ويسر بجسده الضخم..
فلقد كان يعمل حارس أمن.....
ولقد كانت وظيفه رائعه....وخاصا لأن له مكان مريح مخصص
للنوم بنفس الفندق.....ولكن الذي يقض مضجعه.....ويقلق
راحته....هو شخص واحد فقط.......أسمه كارل.....وهو شخص
لئيم....يتلاعب بالمواقف...والكلمات....كي يستفيد منها لأقصي
الحدود.....وبالرغم من وظيفته الأعلي بكثير من وظيفه محمود
البسيطه......ولكنه كان يتعمد بكل أستفزاز وضيق.....تضييق
الخناق علي محمود .....كي يترك الوظيفه من نفسه وبدون أن يشعر أحد......
وهذا لسبب واحد فقط....... كريستين ......
.
نظر لها محمود ....وهي تسير أمامه كما الغزال ......بشعرها
العسلي ....وعيونها الزرقاء الفاتنه........يا الله كم هي
جميله......فاتنه.....وله كل الحق ذلك .....الأحمق .....لأن يغار من محمود بشده.....
وخاصا وهو يري محاولات كريستين المستميته....للفت أنتباهه...
وأخرها كان بالأمس ......حين امرته ...بحمل حقيبتها وأيصالها الي
غرفتها.....ولم لا.....تستطيع أن تأمر وتنهي كما تشاء....اليست
الأبنه الوحيده....المدللة...لصاحب الفندق.....فمن حقها أذا الأمر والنهي
وعندما عاد لموقعه أخيرا......وبعد طول ...ملاغاه منها بالنظرات والعيون.....مره....
وبالحركات والأشارات ......باللغه الأنجليزيه تاره أخري......كي تفهمه مشاعرها
الا انه صمد امامها كما الجبل......
لا يتذكر سوي خطيبته ندي......تللك المرأه الرقيقه .....العفيفه...
.
والتي تخجل حتي من نطق أسمه.....
سبحان الله أن حتي المقارنه بينهما مجحفه......وليست في مصلحه
كريستين بتاتا......والتي ربما تكون الأجمل.....ولكنه جمال....باهت
مغشوش.....ليس حقيقي.....نصفه ...مكياج ....وصبغه....والوان تفسد
ما خلق الله.....
اما ندي.....فهي اسم علي مسمي ....رقيقه كما الندي.......نديه كما الورده
هادئه كما النسيم العليل.......ذات جمال رباني ....وهبه الله
لها.....فأصبحت أجمل أمرأه بقريتهم كلها.....ولكن ليس جمال
وجهها ولا قدها هو من جذبه....لا بل جمال روحها .....وذكائها
المتقد....ووقوفها أمام ....جبروت أخيها الأكبر.....حامد...والذي كان
يرفض أكمالها تعليمها...
وها هي الأن ....أصبحت خطيبته ....ولولا مأساته هذه لأصبحت
زوجته
تنهد بضيق وهم ....وهو يتذكر أهله.....وتسأل بقلق.....هل وصلهم خطابه
هل أطمئنوا عليه .....ام قاموا بعزائه......
تأفف بضيق وهو يري علي البعد كريستين وشلتها تقترب منه....
وعرف أنه أمام مشكله جديده .....ستظهر له......مع كارل ....الواقف
علي بعد يرقبه كما الصقر,,,,,,وكأنما ليس هناك شخصا أخر يعمل
ويستحق المتابعه سواه....
..
ولكن حظه الأسود هو الذي رماه بهذه الوظيفه .....وجعله تحت
رحمه هذا الوغد......
وتنهد بألم ....وهو يراها تقترب.....وكل مادا ....
تقترب معها
المشاكل .....والمتاعب الغامضه
***********************
تعالت الدقات القويه علي باب البيت الصغير .....الذي خيم عليه الحزن
والأسي .....وتنهدت أم علي بألم.....وقد أنسلت منها دمعه هاربه
وهي تتذكر جنون علي .....وطرقه علي الباب ....بنفس هذه القوه الهادره
ولثوان معدوده.....أنتعشت أمالها.....وأعتقدت لوهله .....بأن الطارق هو علي
وقد عاد الي أحضانها.....
لترتمي تلك الأحلام أرضا....وتتكسر .....وهي تري زوجها أمامها
ولأول مره منذ زمن ....تجد البسمه مرتسمه علي وجهه.....
ويشير لها بشيئ ....لم تلحظه بالبدايه......وهو يصيح...من الفرح
:- خطاب ....يا أم علي .....خطاب ....
.
نظرت له بدهشه ....هل جن الرجل ......أكل هذه الضجه من أجل
خطاب وصله....
صاح ثانيا ....وهو لا يتحمل قوه فرحته.....ويمسكها من ذراعيها بسعاده
:- وليس أي خطاب .....أنه من .....أيطاليا.....
أنه من علي.
....
صاحت .....وهي تخطف منه الخطاب .....لعلها تجد به ريح ولدها
وتضمه لصدرها بقوه..
..
:- علي ......علي .....ولدي ....حي ....ولدي حي......
يا رب رحمتك .....يا رب رحمتك....
وانهالت دموعها أنهارا.......وهي تخر ساجده......
تشكر الله علي فضله
فلولا رحمه الله ما نجي من الموت
وما عاد لها
**************************
التعديل الأخير تم بواسطة بوسي ; 24-08-08 الساعة 03:55 AM
|