أهلين .. كيفكم ؟ يا رب بخير
طبعاً أنا بحب علم النفس .. وكنت بقرا كتاب اسمه قوة التفكير
وعجبني جداً ..ممتع جداً .. وأثر على حياتي بشكل كبير
يمكن صرت افهم الاشخاص اللي قدامي كيف بيفكرو
وبيحسو بإيه...
وهذا الكتاب من 377 صفحة للدكتور إبراهيم الفقي
حاولت الخصه واكتبه عالوورد .. على شكل بحث ^^
هذا الجزء الأول .. وسأقوم بتنزيل الجزئيين
إذا رأيت منكم الحماس والتشجيع .. وإذا شفته عجبكم
..
حابة أقول لكم .. إني استفدت جداً من هذا الكتاب
بحيث إني صرت أسيطر على أفكاري ومشاعري
وأحول إحساسي السلبي إلى إحساس ايجابي
صرت افهم إحساسي ثم أحوله وادعمه
بتمني تقرؤه بتمعن لأنكم ح تفهمو نفسكم..
ح تفهمو إحساسكم وتساعدوا نفسكم كثير ..على التغيير بشكل أفضل
قراءة ممتعة ..^_^
قوة التفكير
فلسفة هندية تقول :
(( أنت اليوم حيث أتت أفكارك وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك ))
ومعنى ذالك ..
انه لكي يحدث إحساس أو سلوك يجب أن يبدأ بالفكر
إذا الفكر هو جذور لأحاسيسنا وسلوكياتنا ونتائجنا أيضاً
وهو السبب في حالتنا النفسية والعضوية وصورتنا الذاتية وتقديرنا الذاتي وأيضاً في الثقة بالنفس أو عدمها!
فحقيقة أنت وأنا وكل إنسان على وجه الأرض وصلنا إلى ما وصلنا إليه بسبب أفكار الأمس
وسنصل لما نصل إليه الغد بسبب أفكار اليوم ..
وقد قال أحد العلماء ..
( لو أردت أن تكون ناجحاً ادرس النجاح وفكر كالناجحين , وإن أردت أن تكون سعيداً,ادرس السعادة وفكر كالسعداء وتذكر,أن أفكارك من صنعك أنت ,فقبل أن تضع الفكرة في ذهنك , قيمها , وإن كانت لها فائدة إيجابية تبناها وضعها في الفعل وكن ملتزماً ومرناً)
.....
هناك معلومة .. شدت انتباهي
أن الإنسان يستقبل 60000 فكرة يومياً
وأن 80% من أفكار الإنسان سلبية وتعمل ضده
وهذا يدعم عن ما نعرفه عن النفس ..أن النفس أمارة بالسوء
طالما أن الأفكار تؤثر على كل أركان حياتنا وبما في ذلك الصحة النفسية والجسمانية
ويرجع ذالك إلى البرمجة السابقة التي تبرمجنا بها من الوالدين ثم المحيط العائلي ثم المحيط الاجتماعي...الخ
ولذلك حقيقة لم يكن لنا في الحقيقة اختيار لأسلوب تفكيرنا ولا برمجتنا
حان الوقت لكي نختار أفكارنا كما نختار الطعام نأكله والثياب التي نلبسها .
ولكي يحدث ذلك يجب أن نتوكل على الله عز وجل
ثم نبدأ بمعرفة كل ما نستطيع أن نعرفه عن الأفكار وقوتها .. لأن المعرفة قوة ..
وقد قال الله تعالي : { قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون } .. سورة الزمر
......
تعريف الفكر :
الفكر قد يكون بسيطاً ولا يأخذ أكثر من لحظات إلا أن له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر مختلفة , جعلوا منه قوة راسخة ومرجعاً للعقل يستخدمه الإنسان داخلياً وخارجياً , وهذه المصادر السبعة :
1/ الوالدين.
تعلمنا من الوالدين الكلمات ومعناها وتعبيرات الوجه وتركات الجسم ومعنى الإحساس والسلوكيات والقيم والاعتقادات الدينية والمبادئ والمثل العليا ..ولأنها كانت أول برمجة لنا في هذا العالم ومن أهم الأشخاص لنا أصبحت برمجة راسخة ومرجعاً أساسياً في التعامل مع أنفسنا أو مع العالم الخارجي .
2/ المحيط العائلي.
هنا يربط العقل المعلومات التي يتلقاها من المحيط العائلي بما تبرمج به من قبل , وبذالك أصبحت البرمجة
أقوى من ذي قبل .
3/ المحيط الاجتماعي.
ويستمر العقل في ربط المعلومات التي يتلقاها من أي مصدر خارجي إلى أساس البرمجة المخزنة في العقل
اللاواعي وبذلك تزداد البرمجة قوة .
4/ المدرسة
أسلوب المدرسين والمسئولين بها من كلمات وتعبيرات وأخلاق وسلوكيات وفعل ..وبسبب أن المدرسة
مؤثر قوي في برمجتنا التعليمية كان من السهل أن نأخذ بعض السلوكيات سواء كانت سلبية أو إيجابية
ونضيفها على برمجتنا السابقة فأصبحت راسخة بقوة في العقل الباطن .
5/ الأصدقاء.
هذا المصدر يعتبر من أخطر مصادر برمجتنا بعد الوالدين . والأصدقاء يعتبرون أول إنجاز شخصي
في حياتنا لأن الاختيار كان من أنفسنا بدون أي أثير من الوالدين , وأيضاً للشعور بالاستقلال وللتقبل الاجتماعي
فمن الممكن أن نتعلم سلوكيات سلبية .. ثم أثر ذالك على برمجتنا الأساسية وبذالك أصبحت البرمجة لها معانٍ متنوعة وملفات مختلفة في مخازن الذاكرة.
6/ وسائل الإعلام
بسبب أن معظم الشباب يشاهد التلفاز لفترات طويلة قد تصل إلى خمسين ساعة في الأسبوع الواحد
فهو يتأثر بأحداثه سواء كان سلبياً أو إيجابياً .
وقد أكد المعهد النفسي والفسيولوجي في نيوزيلاند أن أكثر من 60% حالات الاكتئاب يرجع السبب فيها إلى وسائل الإعلام التي تركز على السلبيات والصعوبات والحروب والجنس وضياع القيم ,وتزداد انتشاراً في عالمنا وتؤثر على أخلاقيات شببنا بعمق.
هذا المؤثر الخطير يضيفه الناس على برمجتهم فتصبح أقوى وأعمق عن ذي قبل .
7/ المصدر السابع لبرمجتنا الأساسية هو أنفسنا .
أصبح عندنا القدرة على إضافة سلوكيات جديدة من الممكن أن تكون سلبية أو إيجابية , ويربطها العقل بالمعلومات السابقة فتصبح برمجتنا راسخة وعميقة ويبح لدينا تكيف عصبي وعادات نقابل بها العالم الخارجي وتكون السبب في نجاحنا أو فشلنا وفي سعادتنا أو تعاستنا .
كما تلاحظ الفكرة قد تكون بسيطة وقد تبدو ضعيفة ولكنها في الحقيقة أعمق وأقوى مما نتخيل,
وتسبب لنا الإدراك والمعنى والقيم والاعتقادات والمباديء .
والفكرة : هي بداية الأهداف والأحلام وهي مرجع العقل في التجارب والخبرات
ومعنى الأشياء وكيفية ربط السعادة بالألم في حياتنا .
والفكرة قد تكون سبب في الأمراض النفسية
أو سبب في الأمراض العضوية.
ففكرة سعادة تسبب الإحساس بالسعادة , وفكرة ألم تسبب الإحساس بالألم
وفكلاة خوف تسبب الإحساس بالخوف
الفكرة ليست لها حدود ولا تتأثر بالوقت ولا المسافات ولا الأماكن
الفكرة عندها القدرة أن تظهر في الصباح أو المساء أو الظهر مهما كانت حالة الطقس أو البلد .
الفكرة هي سبب هي سبب سلوكياتنا وتصرفاتنا وأيضا نتائجنا
بالفكرة قد تكون روحانياً أو لا
أن تتبنى أسلوب حياة صحيحة أو لا
أن تكون أباً رائعاً أو لا أو أما رائعة أو لا
أن تخطط لأهدافك وتحقها أو تدخل دوامة الأحاسيس السلبية حتى تصاب بالإحباط
...
نتائج الإنسان سببها أفكاره المتكررة التي يربطها بأحاسيسه حتى تصبح اعتقادا وعادة يتصرف بها تلقائياً
بدون تفكير وتكون السبب في فشله أو نجاحه وسعادته أو تعاسته .
الفكر يصنع ملفات الذاكرة في العقل
مفهومها :
عندما يولد الطفل فهو يأتي للدنيا نقياً تماماً وكل ملفات عقله روحانية ونقية , ولا يوجد عنده أي إدراك
لأي معنى ولا لأية لغة ولا يدري ما يجري حوله , ثم يبدأ الوالدان في التكلم معه بتعبيرات وجه وتحركات جسم
وتكرار , حتى يبدأ الطفل بالنطق , ويمر الوقت ويكبر الطفل ويتكون عنده إدراك بسيط لمعنى ما يحدث حوله ,
وهذا الادارك يعطيه معنى لما فهمه ولغة معينة تمثل هذا المعنى , وهنا يبدأ العقل في فتح ملفات ذهنية لهذا المعنى, وكلما أدرك الطفل معنى آخر للغة يتكون عنده ملف خاص بهذا المعنى , وكل ملفٍ خاصٌ بإدراك ومعنى محدد , فكلما قابل الطفل تجربة من نفس المعنى يخزنها العقل في نفس الملف الخاص بها.
فمثلا لو كان هناك ملف للحب فكلما وجد الطفل أي شيء فيه حبه معنى للحب يخزنه العقل في ملف الحب ,
ولو كان هناك ملف للغضب يخزن العقل أية تجربة غضب تمر على حياة الطفل في هذا الملف , ويستمر العقل في فتح الملفات وتخزين كل التجارب المتماثلة لكل معنى في الملف الخاص بهذا المعنى فيتكون ملف للحنان ,
ملف للتسامح وملف للراحة وملف للعصبية. وأيضاً ملفات للتقدير الذاتي والصورة الذاتية والثقة بالنفس والاستحقاق والفشل والنجاح والسعادة والصبر ..الخ من ملفات العقل ,
فتتكون عند الإنسان لفات عقله بها الادارك والمعنى واللغة والقيم والاعتقادات والمبادئ , وكلما واجه الإنسان
في رحلة حياته تجربة من التجارب فإن المخ يتعرف عليها من الملفات الموجودة به فيخزن المعلومة الجديدة في نفس المكان .
المفاجأة :
لذلك لو شعر الإنسان مثلا بالخوف من شيء ما يفتح له العقل ملفاً للخوف من هذا الشيء , وكلما واجه الشخص
هذا الخوف سواء بالتفكير فيه أو بوجوده أمامه مباشرة تتصاعد الأحاسيس ويتراكم الخوف في ملف الخوف ,
فإذا أراد الشخص التخلص من هذا الخوف وبدأ فعلاً بالعلاج بالتزام تام واستطاع التخلص منه فهنا تأتي المفاجأة ..أنه تخلص من الملف بأكمله لأنه من نفس النوع .
لذلك نرى الشخص الذي يبحث عن العلاج من أي شيء سواء كان ذالك قلقاً أو خوفاً أو شعوراً بالوحدة والضياع..الخ
يخرج للعالم الخارجي يبحث عن الحل في شيء موجود عنده هو في داخله فيأخذ الأدوية الكيماوية التي تساعد في العلاج ولكن لن تغير هذه الحبوب والأدوية الملفات المخزنة بعمق في العقل الباطن .
هذا مثال من ملفات العقل المخزنة بعمق في العقل الباطن وأنه لكي يحدث أي تغيير متكامل يريده الإنسان يجب أ يبدأ من الداخل وذلك بتغير الملف الخاص به .
وهنا نجد الله عز وجل يقول في كتابه العزيز :
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .. سورة الرعد
.....................
الفكر يصنع الاستراتيجيات العقلية
معنى الإستراتيجية العقلية ..هو متتالية من أفكار محددة وتصورات داخلية وخارجية لتجارب معينة تؤدي إلى نتيجة محددة , فالشخص الذي يقول أنه يصاب بصداع عندما يستيقظ في الصباح فهو يستخدم متتالية من الأفكار والتصورات الداخلية التي بدورها سببت له الصداع .
فكرة > فكرة > فكرة > النتيجة
هذا المثال سيوضح معنى ما أقول :
جاء رجل في الأربعينيات من عمره , وكان واضحاً أنه مصاب بالأنفلونزا وقال للدكتور في كل سنة يا دكتور وفي شهر أغسطس أصاب بأنفلونزا حادة تستمر معي طوال الشهر . فسأله الدكتور : منذ متى وأنت مصاب بهذه الحالة ؟ فقال : منذ أكثر من عشر سنوات . فسأله الدكتور : هل كنت قبل ذلك في صحة جيدة ؟ أجاب نعم .
فسأله الدكتور : وهل تتذكر كيف حدث ذلك ؟ فقال لا , ولكن عموماً عندما أعرق بسبب الرطوبة العالية أصاب ببرد شديد وبعدها مباشرة أصاب بالأنفلونزا.
والآن دعنا نراجع ما قاله :
1/ في كل سنة
( هنا هو وضع الزمان مستمر )
2/ في شهر أغسطس
( هنا هو وضع تحديداً للوقت الذي يصاب فيه , وهذا التحديد مستمر في الزمن ويحدث كل سنة ).
3/ أصاب بالأنفلونزا .
( هنا هو حدد نوع المرض الذي يصاب به فأصبح المرض مرتبطاً بالشهر والزمن ).
4/ عندما تكون الرطوبة عالية أعرق وأصاب ببرد شديد
( هنا هو حدد السبب والنتيجة )
5/ بعدها مباشرة أصاب بالأنفلونزا . (
هنا هو وضع النتيجة النهائية والواقع الذي يعيش فيه سنوياً )
ما استخدمه الرجل ليس إلا أفكاراً متتالية محددة مرتبطة بالزمان والمكان ومدعمة باعتقاد وتقع حتى أصبحت حقيقة وواقعاً به ينتظره كل عام في نفس الوقت .. هذه هي الاستراتجيات العقلية .
وفي الواقع أن كل حياتنا وتصرفاتنا ليست إلا استراتيجيات عقليه نعيش بها في أي زمان ومكان ,
فعندنا إستراتيجية للنوم نستخدمها لننام أو لنبقى مستيقظين . وإستراتيجية للتعامل مع الآخرين سواء كانوا أقارب أو زملاء أو غرباء عنا , وإستراتيجية للأكل وتناول الطعام فهناك من يأكل وهو جوعان وهناك من يأكل
وهو غير جوعان فهو يأكل لأنه جوعان شعورياً لكي يشعر بالسعادة والبهجة .
إذا تعريف الإستراتيجية العقلية :
هي مجموعة من الأفكار المتتالية والمحددة يربطها الإنسان بزمان أو مكان ويدعمها باعتقاد وتوقع حتى تصبح حقيقة وواقعاً ينتظره في نفس المكان والزمان .
والآن اسأل نفسك:
* ما هي إستراتيجيتك في النوم؟
* ما هي إستراتيجيتك في التعامل مع شخص تحبه وفي التعامل مع شخص لا تحبه؟
* ما هي إستراتيجيتك في التعامل مع التحديات والمؤثرات الخارجية ؟
* ما هي إستراتيجيتك الروحانية والصحية ؟
كما ترى : كل شيء في الحياة يتكون من استراتيجيات تتكون من أفكار محددة ومتتالية تؤدي إلى نتيجة يستخدمها الإنسان في حياته .
..............
الفكر يؤثر على الذهن
العقل البشري يعمل بالاتجاهات .. بمعنى أن أية فكرة تفكر فيها يأخذها العقل ويسير في اتجاهها ,ويبحث في مخازن الذاكرة عن كل الملفات التي تساعدك في هذا الاتجاه ويجعلك تنجح فيه سواء كان ذلك إيجابياً أو سلبياً .
فأي شيء تفكر فيه يصبح اتجاهاً للعقل وسيفعل ما يستطيع لكي يجعلك تنجح فيه , ومن المهم أن تعرف أن أي شيء تدركه وتفكر فيه يجعل الذهن منتبهاً لهذه المعلومة في الحال , فيقوم بالفعل الآتي :
1/ الانتباه للمعلومة والفكرة والتعرف عليها .
2/ فتح الملف الخاص بهذه الفكرة من ملفات مخازن الذاكرة .
3/ تحليل هذه الفكرة ومقارنتها بالأفكار أخرى مشابهة لها وموجودة في مخازن وملفات الذاكرة .
4/ البحث في كل ملفات ذاكرتك عن المعلومات التي تدعمك وتقوي رأيك .
5/ إلغاء أي معلومات أخرى لا تمت للفكرة بصلة لكي يساعدك على التركيز على هذه الفكرة فقط , وذلك لأن
العقل البشري لا يستطيع التفكير ألا في فكرة واحدة في وقت معين .
فلو كانت فكرتك سلبية عن عملك أو عن زوجتك أو زوجك سيلغي العقل كل شيء آخر عن هذا الشخص أو هذه المهنة لكي يستطيع الذهن التركيز على هذه المعلومة فقط , ثم يدعمها ويقويها من كل الملفات المشابهة
الموجودة في مخازن الذاكرة .
دعنا نجرب شيئاً آخر:
فكر أن الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأنت تشاهد التلفاز وكان ما تشاهده فلم رعب
وفي خلال ذلك كانت أعصابك مشدودة مع الأصوات التصويرية رن التلفون فجأة!
ترى ما الذي حدث لأفكارك وتعبيرات وجهك وتحركات جسمك؟ أعتقد أنك لاحظت الفرق .
ولو فكرت أنك في محاضرة وأن المحاضر أخذ مسماراً ومر به بقوة ومرات متعددة على السبورة ستلاحظ قشعريرة في جسمك....
معنى ذلك أن ما تفكر فيه يركز عليه ذهنك ويفتح مخازن الذاكرة الملفات الخاصة به
جسمك في الحال, فلو كنت تفكر بشيء يخيفك ستشعر بذلك في جسمك
ولو فكرت في شيء يحبطك ستشعر بذلك أيضاً في جيمك .
ومن ناحية أخرى وجع جسمك يؤثر على مخك ويجعله يفتح ملفاً من نفس وضع الجسم , فلو
كان وضع جسم الشخص وضع قوة وثقة يأخذ المخ ذلك الوضع ويفتح ملفات الثقة والقوة .
ومن المهم أن تعرف أن العقل عنده القدرة بإذن الله على علاج الجسم ومساعدته على التخلص من الآلام . لذلك من اليوم قرر ماذا تفكر لأن ذلك سيؤثر على جسمك وطاقتك ومدى نشاطك أو عدمه وأيضاً لاحظ وضع جسمك لأنه سيؤثر على جهنك سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً
................
الفكر يؤثر على الجسد
((العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر))
فما تفكر فيه وتقوله لنفسك يأخذه المخ ويفتح ملفاً خاصاً به بما في ذلك تحركات الجسم وتعبيرات الوجه الخاصة بهذا الملف فيشعر الإنسان بجسده يتأثر بسبب الفكرة .
وهناك بحث يقول أنه خلال الحرب العالمية الثانية أراد هتلر أ ن يعاقب ثلاثة من جنوده
لأنهم لم ينفذوا الأوامر كما ينبغي , فطلب من المختصين أن يستخدموا معهم عقاباً نفسياً لا ينسوه أبداً , فوضعوا كل شخص بمفرده في غرفة صغيرة جداً وتركوا المياه تسقط نقطة نقطة ببطء شديد , وأخبروا كلاً منهم على حدة
أنه تنفس صنفاً من أصناف الغازات السامة وأنه لن يبقى أكثر على قيد الحياة أكثر من ستة ساعات , ثم أغلقوا عليهم الباب وتركوهم على هذه الحالة بمفردهم لمدة 3 ساعات بعدها فتحوا الأبواب على كل منهم , فكانت المفاجأة الكبرى وهي أن اثنين من الجنود ماتوا فعلاً , وأن الجندي الثالث كان في حالة خطيرة جداً وعلى وشك الموت!
وكتب المختصون في أبحاثهم أن الجنود الثلاثة أخذوا المعلومات باعتقاد تام أنهم تنفسوا فعلاً سمّا , فكان التركيز كله على ذلك فأرسل المخ الملفات الخاصة بذلك إلى الجسم والأعضاء الداخلية , فزادت ضربات القلب وزادت حدة التنفس وزاد ضغط الدم وتصبب العرق على جبين الشخص وبدأ جسمه يرتعش بشده والفكرة الملحة هي الموت , فتذهب إلى الجسم فتزيد من التشنجات الجسمانية الداخلية والخارجية , فتعود الرسالة إلى المخ فتزداد الفكرة قوة , وتستمر هذه الدورة التي تسببت في الحالة التي وصل إليها الجنود . وكانت نتيجة هذا العمل – رغم قسوته ونقده في الأوساط العلمية – (( أن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر ))
وفي المستشفى الرئيسي بسان فرانسيسكو يعالجون المرضى بالضحك , والأخبار الايجابية وكانت نتيجة هذه الطريقة من العلاج هو ارتفاع نسبة الشفاء بدرجة تتعدى 35% فعندما يفكر المريض أفكاراً إيجابية ويبتسم ويتفاءل ويضحك ترتفع نسبة الأندورفين في جسمه مما يساعد على الشفاء , وهنا أيضاً إثبات على أن العقل والجسد يؤثر كل منهما على الآخر .
..........................
الفكر يؤثر على الأحاسيس
دعنا نقوم بمثال :
* أغمض عينيك , تنفس بعمق وفكر في شخص تحبه وتخيل أنه يأتي من خلفك ويلمس كتفك الأيمن
وأنك تنظر خلفك وتجده أمامك . لاحظ أحاسيسك . افتح عينيك وتنفس بعمق .
* الآن أغمض عينيك مرة أخرى وفكر في شخص لا تحب ان تراه على الإطلاق وتخيل أنه يأتي من خلفك ويلمس كتفك الأيسر فنظرت خلفك ووجدته أمامك ولاحظ أحاسيسك . قم افتح عينيك وتنفس بعمق .
*الآن فكر في تجربة إيجابية من ماضيك وعشها وكأنها تحدث الآن ولاحظ أحاسيسك . ثم تنفس بعمق وفكر في تجربة سلبية حدثت لك في الماضي البعيد وأثرت عليك سلبياً في ذاك الوقت ولاحظ أحاسيسك.
كما ترى كل تجربة أثرت على أحاسيسك من نفس نوع أفكارك والملف الخاص به .
أن الأحاسيس هي وقود الإنسان وهي رد فعل طبيعي لما يحدث بداخلنا من أفكار وملفات ذهنية ,
ومن نعم الله علينا أن جعلنا نعرف معنى كل إحساس سواء إيجابياً كالحب والحنان والاسترخاء..الخ أو سلبياً كالغضب أو الغيرة ...الخ
وكلما درسنا العلوم الحديثة نجد قوة هذا المعنى لأن التغيير فعلاً من الداخل , من الأفكار والملفات والصورة الذاتية والتقدير الذاتي من القيم والاعتقادات الراسخة المخزنة في العقل الباطن ,
لذلك إذا أردت فعلاً أن تغير حياتك للأفضل وعندك الرغبة في هذا التغيير , وقررت أن تبدأ من اليوم لاحظ أفكارك وتحكم فيها وسترى بنفسك الفرق الكبير والإيجابي الذي سوف يحدث في حياتك .
............................
حتى الآن تكلمنا عن قوة الفكرة وكيف أن ذلك يؤثر على الذهن وتجعلك تركز على الشيء الذي تفكر فيه , وهذا التركيز يسبب لك
الأحاسيس , والأحاسيس ستأخذك إلى السلوك .
قاعدة مهمة :
إن الإنسان ليس سلوكه :
فالإنسان هو أفضل وأحسن مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى , ولكنه تبرمج على أسلوب حياة
وإدراك وقيم واعتقادات سببت له هذا السلوك
لذلك فإن أكثر من تسعين بالمائة من سلوكياتنا تلقائية تحدث بدون تقييم أو أي تفكير منطقي لأنها عادة تعودنا عليها واكتسبناها من العالم الخارجي , لذلك لاتعمم الكلام وتقول أن الشخص مذا سلبي أو زوجتي سلبية أو ابني فاشل لأن ما تصفه هو السلوك وليس الشخص , ومن ناحية أخرى لاتقل عن نفسك أنا محبط او انا قلق او أنا خائف أو أي سلوك سلبي ولكن افصل بينك وبين سلوكياتك .
قد صنف العلماء السلوك إلى ثلاثة أصناف مختلفة :
1/ السلوك العدواني أو الهجومي.
2/ السلوك المطيع أو المستسلم .
3/ السلوك الحازم والواثق من نفسه .
..................
التفكير
7
التركيز
7
الأحاسيس
7
السلوك
7
النتائج
الفكر يؤثر على الذهن وتجعله يركز على المعنى وبذلك يفتح لك المخ كل الملفات من نفس نوع الفكرة وذلك يؤثر على إحساسك فتكون مشتعلة أو هادئة حسب نوع الفكرة , والأحاسيس هي وقود السلوك الذي يستخدمه الإنسان في تحركات الجسم وتعبيرات الوجه والحديث وذلك يسبب النتائج التي يحصل عليها الإنسان في هذا الوقت , ثم
يأخذ المخ النتائج ويخزنها في الملف الخاص بها في مخازن الذاكرة , فتصبح الفكرة أقوى وأعمق وتبدأ الدورة من جديد من الفكرة للتركيز إلى الإحساس على إلى السلوك إلى النتائج وهكذا إلى الأبد .
فإذا رأى الشخص ان النتائج التي يحصل عليها لا تساعده في التقدم في حياته بل تسبب له متاعب نفسية ومادية ,وأراد أن يحصل على نتائج إيجابية يجب عليه أولا أن يحدث التغيير في الفكرة الأساسية التي وضعها في ذهنه وكررها أكثر من مرة حتى أصبحت اعتقاداً راسخاً .
هناك حكمة صينية تقول :
(( لو فعلت نفس الشيء ستحصل على نفس النتيجة ..))
فالفعل يسبب رد فعل من نفس نوعه وقد سمى ذلك الفيلسوف سقراط بـ ((قانون السببية)) فالبذور التي تزرعها تعطيك المحصول من نفس النوع : لو زرعت في ذهنك بذور سلبية سيكون محصولك ونتائجك سلبية , ولو زرعت في ذهنك بذور الحب والتسامح سيكون محصولك من نفس النوع.
فأية فكرة ستضعها في ذهنك ستتحول إلى التركيز ثم الإحساس ثم السلوك ثم النتائج من نفس النوع , وسوف تستمر في الحصول على نفس النتائج ولن يحدث التغيير إلا لو قررت قراراً قاطعاً بتغيير الجذور التي بدأتها وهي الأفكار,
كما قال الفيلسوف بلاتو :
(( غير أفكارك تتغير حياتك ))
......................
الفكر وتأثيره على الصورة الذاتية
إن كل إنسان يرسم في داخله صورة عن نفسه في جميع أركان حياته
من هذه القصة سيتضح المعنى:
يحكى إن الشابة نتالي التي كانت تعاني من تشوه في أنفها فأصيبت بإحباط وخجل فابتعدت عن الناس وتركت المدرسة وأصبحت تعيسة جداً مما جعل والدها يلجأ للدكتور مولتز لكي يجري لها جراحة تجميل في الوجه
وبالفعل أجريت لها الجراحة بنجاح كبير , وكان كل من يرى نتالي يهنئها على التغيير ولكنها لم تكن سعيدة على الإطلاق ولم ترَ أي تغيير في وجهها . وعندما سألها الدكتور : هل ترين الفرق بين أنفك الآن وفي الماضي؟
ردت نتالي: نعم أرى أن هناك فرقاص ولكني لا أشعر بهذا الفرق!
وكتب الدكتور تعليقه ..
أنه كان عليه قبل ذلك أن يحدث تغييراً في الأفكار التي تسببت في الصورة الذاتية التي رسمتها نتالي عن نفسها
في داخلها ثم يقوم بعد ذلك بإجراء العملية الجراحية لكي يحدث التغيير من الخارج.
هناك حكمة أفريقية تقول:
(( لو العدو الداخلي ليس له وجود فالعدو الخارجي لا يستطيع إيذائك ))بمعنى أن أكبر عدو للإنسان نفسه ..
كما قال أرسطو
(( مشاكلي مع نفسي تتعدى بمراحل مشاكلي مع أي مخلوق آخر))
وكل ذلك سببه الأول والأخير هو الأفكار التي كانت السبب في الصورة الذاتية .
...................
الفكر وتأثيره على التقدير الذاتي
((التقدير الذاتي قد يكون من الأسباب الرئيسية في تعاسة أو سعادة الإنسان لأنه يتعامل مع الشعور والأحاسيس وإذا كان الشخص متقبلاً نفسه أم لا ))
ما هو التقدير الذاتي ؟
هو إحساس الشخص عن نفسه , ورأيه عن نفسه , وسمعته مع نفسه , وله ثلاثة جذور أساسية :
1/ التقبل الذاتي .
أن يتقبل الإنسان نفسه كما هو , يتقبل شكله فلا يشعر أن هناك جزءا منه لا حبه سواء كان جسمانياً أو شخصياً , ويتقبل عائلته فلا يشعر أنه لا حب عائلته ويتمنى أن يكون من عائلة أخرى , وأيضاً يتقبل وطنه , وهنا قد يسافر الشخص إلى الخارج لأنه لا يحب وطنه ولا يشعر معهم بالانتماء , وقد يسبب له ذلك تقليد العالم الخارجي وسلوكياتهم مما يجعله يشعر ببعض الراحة الوقتية , ولكن على المدى البعيد لن يعرف حقيقة لأنه لا يستطيع أن يكون واحداً من هذه النوعية من الناس ومن ناحية أخرى لا يحب وطنه!
وهذا من ضمن الأسباب التي تجعل الإنسان يشعر بالضياع مهما كان ناجحاً .
2/ القيمة الذاتية.
هنا يشعر الإنسان أن له قيمة وأنه عضو مهم في المجتمع وعنده القدرة على الإنتاج والإنجاز والتقدم
وأن حياته لها معنى , وأن ما يفعله مفيد ومهم وأنه يجد تقديراً من الآخرين عن قيمته وقيمة ما يفعله .
وهنا لو شعر الشخص أنه لا يجد تقديراً من العائلة أو مدرسيه أو مديريه يشعر بعدم الاتزان والعصبية الزائدة
أو بالبعد عن الجميع والهروب منهم وتجعله حساساً لأي رأي يقال عنه لأنه يشعر أنه أقل من الآخرين وأنه مهما عمل لن يجد التقدير.
3/ الحب الذاتي .
بمعنى أن يحب الشخص الهدايا التي أنعم الله سبحانه وتعالى عليه فمهما كان طوله أو لون جلده أو شكله ,
فهو يحب كل جزء فيه كما هو . ومن أهم الأسباب الأساسية للحب الذاتي أو عدمه هو البرمجة الأولى التي تبرمج بها الطفل من الوالدين وحملها معه في حياته وفي اتصالاته مع العالم الخارجي . وكل هذا سببه الأساسي وجذوره في العقل الباطن هو الفكرة التي بدأتها ولكي يحدث تغيير ي
التقدير الذاتي يجب ان يحدث في الأفكار .
.......
يارب يكون عجبكم^_^
مشكورين
سلامي