كاتب الموضوع :
أسيرة الصفحات
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
و لم يكن صباح تلك الليله أكثر هدوءا
فقد كانت ديمه حائرة من أمرها ...
( رباه ... كيف يمكن لمثل هذا الشيئ الصغير أن يطلق هذا الصوت الكبير )
هكذا كانت تتمتم و هي تنظر برجاء الى عيني طفلها حديث الولاده و قد مزق بكاؤه قلبها إربا إربا
لقد فعلت له كل ما نصحوها به
أطعمته و حممته و غيرت له ملابسه ... حتى انها اشترت له مهدا يهتز و يمتلئ بالدببه القطنيه و تتدلى عليه من فوق دمى حمراء و خضراء و كل لون عرفه الانسان
لكنه لم يصمت بعد
و هي لم تنم طيلة الليل
أخرجت المسكينه ورقة تحتوي قائمه بالأشياء التي يجب أن تفعلها
و كان كل شيئ على ما يرام
ماذا اذا
لماذا لا يصمت هذا الصغير
انها تعلم أنه ليس مريض فقد اصطحبته في وقت أبكر الى جارتها الطبيبه و لكن تلك الأخيره طمأنتها قائله : يا بنيتي انه شأن كل أطفال سنه ... يحب البكاء .. غدا ستتعودين الأمر
لاحت منها نظرة حزينه الى صورة والدتها المتوفاه على الحائط
و جاشت بها الذكريات ( أماه ... ليتك معي ... لكم أحتاجك الآن )
نفضت أفكارها على صوت الشيئ الذي يعوي
و ما كان منها الا أن جلست بجواره تبكي مثلما يبكي
فكان منظرا يدعو للاضحاك
صارا شيئين يعويان في المنزل
آه لو أتى الزوج في هذه اللحظه لرمى بهما هما الاثنين خارج المنزل
قامت ديمه تدنو من الطفل الرضيع تسأله كأنه شخص راشد : لماذا تبكي؟ ... أنا لا أفهم يا حبيبي
لما لا أفهمك ... أليسو يقولون أن الأم تفهم ابنها
ماذا تريد ؟
لكنه لم يزدد الا نحيبا و عواء
فكرت ديمه : لما لا يولدون بلا صوت ... ثم يكتسبونه تدريجيا
لا فائده ... سأحمله و لأخرج به الى الطبيبه مره أخرى
حملته بحرص ممسكه برأسه المخلخلة ... و هي تسمي الله
و لدهشتها حدث شيئ غريب جدا
إما أنها أصيبت بالصمم
أو أن طفلها توقف أخيرا عن الصراخ !!
مرحى
مشت به و هي تحمله نحو أقرب كرسي ... و ما كادت أن تجلس حتى النطلق الصراخ من جديد
فوقفت بسرعه ... فاذا به يصمت
اذن ... أنت لا تريدني أن أجلس
هكذا قالت له و هو ينظر اليها بعين تمتلئ بباقي دموعه
أسرعت تحضر قائمتها و كتبت فيها ( ممنوع الجلوس )
و أخذت تمشي جيئه و ذهابا في أرجاء المنزل
و كلما حاولت الجلوس انطلق الصراخ يهدد و يتوعد
و هكذا ظلت تمشي في المنزل ما يقرب من ساعتين ... تجولت في الصاله و البلكونه و غرف النوم و لكن عيني طفلها لا تزال مفتوحه على آخرها تنظر في دهشه بريئه لكل شيئ حولها
كانت ديمه تفكر ... ( لابد و أن زوجها قابل أناسا و تحدث معهم , لا بد وأنه حيى الشمس و سلم على السحاب و تنفس الهواء الطلق , بينما هي جالسة لا بل واقفه حبيسة في المنزل بين الجدران )
و نظرت الى الطفل الطفيلي , فاذا به يبتسم ابتسامه ... أجمل ابتسامه رأتها في حياتها ... ابتسامه أنستها زوجها و الهواء الطلق و الناس أجمعين
و أخيرا
أغمض الشيئ الذي يعوي جفنيه ... و ترك النوم يأخذه بعيدا الى عالم الأحلام
و
اهتز رتاج الباب ينذر بدخول شخص ما
تسمرت ديمه في رعب
امتدت يد تفتح الباب على مصراعيه
يا الهي
انه الزوج قد أتى
و قد أوشك أن يرحب بها بصوته الجهور ... ليحكي لها كل ما حدث له من أول اليوم الى آخره
لكنه فوجئ بديمه تخرسه باشاراتها و لسان حالها يقول : اصمت انه نائم
تنفس الصعداء
و دار بينهما حوار هامس
ماذا فعلت اليوم يا عزيزتي
قالت بمرح محتفظه بصوتها الخافت : كان يوما شيقا ... ذهبت في رحله الى البلكونه مع هذا الصديق ثم و بعد أن تنفسنا الهواء ذهبت به الى غرفه النوم و تجولت في الصاله جيئه و ذهابا
... لقد كان ابنك يبكي طيلة اليوم ... و لم ينم الا منذ دقيقتين
الزوج : لابد و أنه سيصير شقيا جدا و متعبا جدا
ديمه مقاطعه : متى أستطيع أن أضربه ؟؟؟
الزوج ضاحكا : ليس قبل 5 سنوات
ديمه بأسى مصطنع : انها مده طويله جدا
اقترب الزوج آخذا منها الطفل و قد لاحظ علامات الاعياء التي تدل أن المسكينه تنم طيله الليل
و ما ان فعل حتى تهاوت على أقرب مقعد بينما أخذ هو يسرد عليها أحداث اليوم كما تعود دائما :
وجدت السياره معطله هذا الصباح فأخذت تاكسي الى العمل و حين وصلت فوجئت بأن المصعد أيضا معطل فاضرتت للصعود سته أدوار على قدمي و ...
و انتبه الى أنها قد نامت أيضا على المقعد !
نظر اليها نظرة حانيه
ثم التفت الى الطفل الشقي النائم بين ذراعيه ... ياله من ملاك صغير
جلس لكي يتأمل وجهه الصبوح
و لكن
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااء
تمت بحمد الله
|