المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الفرق بين البلاء والإبتلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا وقعت مصيبة على مسلم ، يتساءل الناس ، بل حتى من وقعت عليه : هل هذا ابتلاء ؛ لإيمانه ؟ أو هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها ؟
يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب . وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد -للدكتور حسن الحميد - وفقه الله - : عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها ( ص 386-388 ) :
( هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟
وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس. ومنشأ الإشكال فيما أرى : هو الاختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.
فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .
نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم).
فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير ؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم...) !.
والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:
الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.
فالمؤمنون لابد لهم من الابتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. ( ألـم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .
الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منـزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.
وليس الكفار كذلك؛ فإنهم ( ليس لهم في الآخرة إلا النار) ، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً، بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.
فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنـزلة عندالله.
وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:
أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءه في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها. وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته. كما سبق بيانه في أكثر من موضع.
ولهذا صح من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).
والخلاصة :
أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.
وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك، وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.
وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق.
يقول الله تعالي في كتابه الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
مخاطبا المؤمين في كل مكان وزمان من لدن ادم حتي قيام الساعه
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين - الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون ( البقره 155- 156 )
ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين امنوا معه متي نصر الله الا ان نصر الله قريب (البقره 214 )
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين - ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين - وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين - ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (ال عمران من الايه 139 الي الايه 142 )
لتبلون في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذي كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور ( ال عمران 186 )
يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (ال عمران 200 )
وقد قال رسولنا صلي الله عليه وسلم
عجبا للمؤمن لا يقضي الله له شيئا ؛ إلا كان خيرا له . ( صحيح ) السلسله الصحيحه
ايضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم
هكذا حال الدنيا دار ابتلاء للمؤمن واختبار وتمحيص وتصفيه
-الابتلاء له بعد مستقبلي..والنظر فيه لما سيكون..
العقوبة لها بعد ماضوي..والنظر فيها لما كان.
بمعنى أن الابتلاء تمحيص آني للمكلف قصد تحديد وضعه مستقبلا هل سيكون شاكرا أم كافرا صابرا أم جزعا..
أما العقوبة فتتعلق بشيء قد مضى فقط مثل اقتراف ذنب أو اشتغال بغير الأولى..
فظهر الفرق من هذه الحيثية...
-والابتلاء يكون بما هو أعم من النعمة والنقمة...لا بالمصيبة وحدها ...عكس العقوبة التي لا تكون إلا بما هو نقمة..وهي في مقابل الثواب الذي يكون بما هو نعمة..
-لا مانع من اجتماع الابتلاء والعقوبة في أمر واحد ويكون الاختلاف من جهة الاعتبار:
كأن يقترف الرجل ذنبا ..فيعاقب عليه بمحنة..وتكون هذا المحنة من جهة أخرى ابتلاء ..
فو قدرنا أن رجلا كذب مثلا...فعوقب على كذبه بمرض ألم به...لكنه لم يصبر على مرضه فتلفظ بكلام قبيح ...
فيكون مرضه عقابا على كذب مضى وابتلاء ظهر به جزع الرجل ..
-الابتلاء شامل لكل المكلفين كفارا ومؤمنين..
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{2}
ومن مظاهر ذلك ابتلاء بعضهم ببعض
1)إبتلاء بداية قول الايمان :
لمجرد القول قال تعالى ( أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ )
فالأبتلاء من أجل تصديق القلب وعمل القلب وعمل الجوارح فالقول وحده ليس كافى وهذا هو الثابت فى عقيدة أهل السنة والجماعه وهذا من أبلغ الرد على المرجئه والكراميه والاشاعره وغيرهم وهذا ايضا ليس عقوبه ولا بسبب ذنب بل بسبب بداية الايمان.
2)أبتلاء الثبات على الايمان::
فبعد القول و التصديق بعمل القلب والجوارح يأتى ابتلاء الثبات على ذالك قال تعالى ( هُنَالِكَ ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً ) زلازل لبيان الثبات . او عدم الثبات
قال تعالى(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ )
زلزال ليظهر من يثبت ومن يتقلب ومن يتصدع ومن ........وليس كل هذا بذنوب او عقوبه
قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ
وقال تعالى (لتبلون فى اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب مكن قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا)
3)أبتلاء زيادة الايمان ::
قال تعالى( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِين ) وهذا نوع من البلاء ليس لأى أحد ولا يتساوى معناه مع باقى الأنواع فهذا تفاضل الابتلاء ,إنه ابتلاء إبراهيم لمنصب الخله بذبح ولده
ولا يتسع المقام.للوقفه مع هذا الابتلاء المبين ولكن على عجاله استأنس بقول ابن تيميه فى الايمان حيث قال"من حقائق الايمان ما لايقدر عليه كثير من الناس بل ولا أكثرهم.....الى ان قال من الايمان ما هو من المواهب والفضل من الله فإنه من جنس العلم " مج 7 محمع الفتاوى صـ338-339 وإن كان سياقه فى الايمان كان فى موضوع لاعلاقة له بالبلاء إلا انه والله أعلم هكذا البلاء من حقائقه ما لا يقدر عليه كثير من الناس بل ولا أكثرهم .,
ومنه ابتلاء أيوب ( وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين"
لا أعلم احداً قال ان مرض أيوب كان بسبب ذنوبه ولاعقوبة له...ومنه ابتلاء يوسف غليه السلا م بالسجن (فى أول الامر) ...ومنه ما ورد فى صحيح مسلم فى حديث قصة أصحاب الاخدود قول الراهب للغلام "أى بنى انت اليوم افضل منى وقد بلغ من شانك ماأرى وإنك ستبتلى ....." الحديث
ومنه ابتلاء الامام احمد بالسجن وشيخ الاسلام ابن تيميه وغيرهم فلم يقل احد ان هذا الابتلاء بذنب وعقوبه وإنما لزيادة الايمان , ونصر السنه,وقمع للبدعه .
4) إبتلاء الاختبار والتمحيص
وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ )
وقال تعالى (وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وقال تعالى (قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )
ومن أعجب الايات وقال تعالى (يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
والان المؤمن يبتلى فى هذا الباب بان يكون الحرام بين يديه سهل ميسور تناله يده ليغلم الله هل يخافه ام لا
ومنه وقال تعالى (وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
وقال تعالى (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ )
وقال تعالى(وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وقال تعالى(وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
والايات هنا كثيره وارى ان هذا اكثر مايبتلى به المؤمنون لكثرة أياته اما ابتلاء الذنوب فقد قال ويعفوا عن كثير
5- إبتلاء للتشريع والتكليف
وهذه إبتلاءات إبتلى المؤمنون بها أو الرسل لا عقوبة لهم ولكن ليتم التشريع بها مثل إبتلاء عائشة رضى الله عنها بحادثة الافك وابتلاء النبى ص فى زوزجه وانقطاع الوحى عنه فجاء لنا من رحم هذا الابتلاء ايات وتشريعات واحكام وعبرمالا ياتى إلا من مثل هذا الابتلاء . وهذا غير ابتلاء التشريع والتكليف وهو إختبار العبد فى الاتباع سواءً فى ما لا يعقله كبض اعمال الحج أو مايعقله فى غيره .
قال تعالى( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (
6)ابتلاء التنبيه والتوجيهه
قال تعالى (وبلونهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون )وهذا وان كان سببه الانحراف والبعد أو الذنوب فمقصده ليس العقوبة على ذالك بقدر ما هو تنبيه وتوجيهه والعقوبة كانت لهم قبل هذه الاية فى قوله تعالى كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون " فى قصة اصحاب القرية ويوم السبت فى الاعراف ليعودو الى الله فتأمل الرحمة وانتظار الرجوع والتوبه وتأمل قول الله تعالى(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وامنتم" )إنه رحيم ودود لا يريد لنا عقاباً إلا تربية أو تنقيه أو ترقية فهون على نفسك أيها المبتلى وهنيئاً لك البلاء على كل أحواله.
7)ابتلاء التمكين والامامه فى الارض
قال تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ )وكان عاقبة هذا البلاء العظيم (وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ
وكذالك قوله تعالى(وجعلنا منهم ~مة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بئياتنا يوقنون
وسياتى بعده ان شاء الله لبتلاء العقوبات على الذنوب
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى :
والمقصود أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ليس سببا لشيء من المصائب و لا تكون طاعة الله و رسوله قط سببا لمصيبة بل طاعة الله و الرسول لا تقتضى إلا جزاء أصحابها بخيري الدنيا و الآخرة . و لكن قد تصيب المؤمنين بالله و رسوله مصائب بسبب ذنوبهم لا بما اطاعوا فيه الله و الرسول كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم لا بسبب طاعتهم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .
و كذلك ما ابتلوا به فى السراء و الضراء و الزلزال ليس هو بسبب نفس إيمانهم و طاعتهم لكن امتحنوا به ليتخلصوا مما فيهم من الشر و فتنوا به كما يفتن الذهب بالنار ليتميز طيبه من خبيثه و النفوس فيها شر و الامتحان يمحص المؤمن من ذلك الشر الذى فى نفسه قال تعالى و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين و قال تعالى و ليبتلى الله ما فى صدوركم و ليمحص ما فى قلوبكم و لهذ قال صالح عليه السلام لقومه طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون .
و لهذا كانت المصائب تكفر سيئات المؤمنين و بالصبر عليها ترتفع درجاتهم و ما أصابهم فى الجهاد من مصائب بأيدي العدو فانه يعظم أجرهم بالصبر عليها . و فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ما من غازبة يغزون فى سبيل الله فيسلمون و يغنمون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم و إن أصيبوا و أخفقوا تم لهم أجرهم . و أما ما يلحقهم من الجوع و العطش و التعب فذاك يكتب لهم به عمل صالح كما قال تعالى ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لامخمصة فى سبيل الله و لا يطؤون موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين و شواهد هذا كثيرة .
رأيته مهما وسؤالا محيرا لي فنقلته ونثرته بين أيديكم
^_^
|