كاتب الموضوع :
محبة القراءة دائما
المنتدى :
ما وراء الطبيعة
2_لا مجال للهلع
________________
الجمعة 11 يوليو (تابع) :
بيد ملهوفة رحت أتصفح الصور.. يا للسخف ! .. كلها تظهر وجوهاً ضاحكة بلهاء تتراص فى صفين .. الصف الأمامى جالس و الصف الخلفى واقف ، يحاول أفراده بأصابعهم أن يصنعوا آذاناً لأفراد الصف الأمامى .. كنت أعرف هذا ، و سمحت لنفسى به للأسف .. و لعمرى تلك هى مشكلة فن التصوير فى مصر .. ما ان تصوب الكاميرا الى مشهد طبيعى بارع الجمال حتى تجد من يحشر نفسه حشراً فى الكادر ليرى كم هو جميل .. و بعد ثانية يحتشد عشرات المتطفلين حوله ، ليغدو موضوع الصورة أبعد ما يكون عما كنت تزمع ! .. دعونا من هذه الملاحظات ... آه ! ..ها هى ذى الصورة ....فى لهفة أدرسها ..أقربها من عينى ..حسن.. لا داعى لمزيد من القلق .. أنا أرى الفتى ( الألبينو) و زوجته الحسناء بوضوح تام من خلف كتف الطالب اياه ..و أرى تلك النظرة فى عين الفتى اذ أدرك أننى ألتقط الصورة ... لقد كان د . (لوسيفر) يهرف بما لا يعلم اذن هما مجرد زوجين طبيعيين يكرهان الفضوليين من أمثالى .. و أنا الذى كدت أجن كى أرى هذه الصورة ! .. لا داعى لمزيد من الهلع اذن ...
* * *
السبت 12 يوليو :
لا مفر من أن أقع فى شرك ( التقليدية) من جديد .. صحوت من النوم .. تناولت افطاراً دسماً ( أحاول أن أزيد من وزنى بضعة كيلوجرامات بعد الاقلاع عن التدخين ) .. ذهبت الى المستشفى ..عدت للبيت .. طهوت لنفسى غداءً دسماً لنفس الأسباب السابقة.. نمت .. صحوت .. خرجت .. عدت .. سأنام بعد انتهاء هذه السطور اذن..( لا أدرى من أين يجىء أصحاب المذكرات بكل الكلام الذى يكتبونه الى حد أنهم يملئون مجلدات كاملة ) .
* * *
الأحد 13 يوليو :
ناديت ( مدحت) ـ أحد الطلبة عندى ـ و قدمت له مجموعة الصور السخيفة التى التقطها مع الفيلم.. ، و طلبت منه أن يرفع عن عاتقى مهمة اعطاء كل صاحب صورة صورته .. كان ( مدحت) شاباً نحيلاً عصبياً سريع الانفعال و الصراخ ، ممن يستعملون أذرعهم فى التعبير أكثر من اللازم .. و هو كثير الحركة الى حد أنك تجد قميصه دوماً و ٌٌٌقد أبى أن يبقى داخل سرواله..... وتشعر كأنما هو خارج من مشاجرة دامية طيلة الوٌقت .....
انه يذكرنى بشبابى الى حد كبير , ولعل هذا هو السبب فى أننى أستريح اليه .... وأثق به أكثر من غيره .....
قال لى (مدحت) وهو يحاول ألا يرفع صوته :
_ هل يسمح وقتك ببضع دقائق يا د . (رفعت) ؟
_ فى الواقع يا (مدحت) .... أنا مشغول ..... حك رأسه فى توتر .... ثم بلل شفته السفلى بلسانه وغمغم :
_ ثمة شىء ما يضايقنى ... و ........
_ اذن .... تعال لمكتبى غداً ..
و فارقته وأنا أعرف ـ بالتأكيد ـ نوعية ما يضايقه ..ان ( مدحت) هو نموذج لذلك الشاب الطموح المندفع صاحب شهوة ( اصلاح الكون).. اذن من الطبيعى أن يكون هناك دوماً شىء يضايقه.. لقد اعتدت منه ـ
|