16
بعد إسبوع كانت فيرونيكا تقف في المطار تنتظر ان يفتح الباب الذي امامها ليخرج منه مارك رفعت رأسها لتنظر من بين الحشود مارك يدفع عربته .. و لم يكن وحيدا !! ..
كان معه رجل طويل و عريض يرتدي نظارته الشمسية داخل المطار و كان يتكلم معه فلم ينتبه مارك لوجودها .. يا الهي من هذا الرجل .. اقترب مارك فرأت ملامح الرجل الذي معه .. صعقت و هي تراهما يسيران باتجاهها
- " يا الهي ها قد اتت المشاكل "
لوح مارك بيده اليها و اقتربا منها عانقها باشتياق و همس بكلمات في أذنها ..بينما كان جونيور يقف خلفهم ينظر اليهم فرمق فيرونيكا بنظرة خبيثة و ابتسم لها و هو يودع مارك ..
- " حسنا مارك .. اذا كما اتفقنا اراك غدا في مكتبي "
- " جيد ... سأكون هناك في الوقتت المحدد ...الى اللقاء يا جوينيور "
ابتعد جونيور و اختفى بين الحشود ...و كأنه أخذ قلبها معه ... من يأتي يخرج لها ؟ و كيف يختفي ثم يظهر في أوقات غريبة ؟ و الاغرب أن يكون مع مارك !! و في المطار!!!
ركبت فيرونيكا السيارة و كانت لا تزال تتساءل عن وجود جونيور مع مارك في المطار ..التفتت الى مارك تسأله
- " ماذا يفعل جونيور في المطار ؟"
- " انه هناك في رحلة عمل على ما اعتقد ..فلقد قابلته بالصدفة في الطائرة كان يجلس بالمقعد المجاور لمقعدي و قضينا معظم الاسبوع مع بعض و برفقة جين و الكسندرا"
- " يا لها من صدفة "
اجابت باستهزاء و غيرة من جينفير صديقة جونيور فهي ألم تكتفي من قضاء اسبوع معه في لوس انجلوس و الان ذهبت لترافقه في رحلة عمل إلى بوستين .. خشيت أن يكون هناك شيء جدي بينهما .. فهما كانا على علاقة سابقة .. يا الهي .. و ما دخلي أنا .. قالت في نفسها تلومها .. انها لا تريد شخصا لا يبادلها المشاعر و يكن لها الحقد و الانتقام .. يجب أن تنسيه يا فيرونيكا و تبعديه من تفكيرك...
كادت أن تسأله عن سبب اجتماعه به في مكتبه غدا لكنها اعدلت عن ذلك لان مارك كان يتحدث معها عن رحلته و أعماله ثم تطرق إلى موضوع زفافهما فنسيت سؤالها و نسيت جونيور لدقائق فقط ..
في اليوم الثالث من وصول مارك كانت فيرونيكا تحضر العشاء لكليهما عندما اقترب منها و ضمها من الخلف ..
- " كم احب وجودك هنا تحضرين لي العشاء "
ابتسمت له و اكتفت بقبلة طبعتها على خده ... جلس الاثنان يتناولان العشاء اللذيذ الذي حضرته فيرونيكا ..تحدثا في عدة مواضيع إلا فيما يتعلق بذهاب مارك إلى مكتب جونيور و هي تود أن تعرف عن السبب فجونيور ليس له علاقة بمارك أبدا بل كما تحس هي بان يكن له الحقد و الكراهية .. يا إلهي .. هل حول انتقامه على مارك هذه المرة ؟!!
حملت الاطباق لتغسلها فاقترب منها مرة اخرى و الصق جسدها بجسدها و همس يدغدغ رقبتها
- " احبك "
التفتت و قبلته طويلا ... و كانها بالحب تنسى وجود جونيور في حياته و هي بذلك تكذب على نفسها قبل أي شيء ...
افاقت فيرونيكا على صوت طرق على الباب فقامت من الفراش و سحبت قميص مارك لترتديه و الذي يصل إلى فوق ركبتيها ..
فتحت الباب فوجدت جونيور واقف ينظر اليها من رأسها حتى اخمص قديميها يبتسم بطريقة شيطانية و بجرأة قال معلقا على شكلها المغري ..
- " يبدو انني قاطعتكم ..."
ارادت أن تغلق الباب لكنه مد يده يمنعها فتبدلت ملامحه من السخرية الى الجد و قال بصوت رصين
- " هل مارك هنا ؟"
- " لا "
- " حسنا اذا سأمر لاحقا "
ااستدار لينزل الدرج لكنها خرجت و اغلقت الباب خلفها كي لا يستيقظ مارك و اوقفت جونيور بصوتها الحاد المتساءل
- " ماذا تريد منه يا جونيور ؟"
التفتت و رمقها بنظرة لا تحمل أية معنى
- " اريده في بعض الاعمال "
عقدت ذراعيها ببعضهما و
- " لا اصدقك ..."
- " لا يتوجب عليك تصديقي فأنا لم أطلب منك"
أغضبها بروده
- " هيا اخبرني ماذا تريد منه ؟"
شد بكلامه قليلا
- " قلت لك اريده بخصوص بعض الاعمال .."
لم يعد بها صبر فقد نفذ ..
- " جونيور الن توقف تصرفاتك التافهة و تبتعد عن طريقي فأنا اعرف ماذا تريد"
- " أي تصرفات ؟ انا لا افهمك "
- " لا تلعب دور البريء فأنت تعرف ماذا اقصد "
- " لا صدقيني ..."
- " لا تكذب فأنا اعرف بانك تكرهني و تحقد على والدتي و تريد ان تنتقم منا .. هذا كله لان والدتي تزوجت بأبيك.. تريد ان تنتقم بتدمير زفافي من مارك فأتحطم انا و تنكسر امي لانكساري لكن اريد ان اقول لك بان خطتك التافهة باءت بالفشل و لن تستطيع ان تفعل أي شيء فبعد شهر سأكون زوجة مارك و كما قلت لن تستطيع منعي .. فابتعد عن طريقي من الان و اترك مارك و شأنه "
فتح عينيه غير مصدق كلامها الجارح و اكتسح الالم ملامحهالتي لانت فجاة فقال لها بصوت متألم
- " لا اعرف عن أي انتقام تقصدين .. لكن ذلك كان في الماضي .. انا لا أبالي ان تزوج ابي من والدتك فلقد مر على ذلك أكثر من ثمان سنوات و لم أعد مراهقا تلعب به عواطفه ... و ماذا تقولين عن زفافك ؟؟ انا لا اريد ان اوقفه لادمرك و ادمر والدتك ... لم يخطر ذلك ببالي ابدا ...انا لدي اسباب اخرى تحثني على ايقاف الزفاف و هي اسباب ليس الانتقام اساس فيها .. لكنني لن افعل بعد اليوم .. و لقد توقفت منذ فترة عن كل محاولة .. حتى قبل أن آتي إلى مكتبك في تلك الليلة .. كل ما اريده الان هو ان تنعمي بزواج سعيد يا فيرونيكا ..."
حدقت بعينيه تبحث عن شرارة أو أي شيء يخبرها بأن منافق و كاذب و أن ذلك جزء من خطة تافهه .. لكنها لم تجد غير الالم و حب بعيد المنال ..
نزل درجة واحدة لكنه توقف و نظر إليها للمرة الاخيرة قبل أن يغادر و قد لا يراها مجددا ..
" اخبري مارك بان الصفقه فاتته "
دار و نزل الدرج ليغادر لكن فيرونيكا ظلت واقفة كالصنم تنظر اليه يبتعد مصدومة بكلماته هل يعني ما يقوله ؟
بعد ثانيتين خرج مارك و نظر الى فيرونيكا و قميصه الذي ترتديها ..
- " لقد سمعت صوت جونيور.. اين هو ؟"
لم تنطق بكلمة بل اشارت على الدرج ففهم مارك بأن جونيور كان هنا ..نزل و هو ينادي جونيور
- " جونيور ... هي .. جونيور انتظر "
وقف جونيور ينظر الى مارك على الدرج فالقى بنظرة خاطفة على فيرونيكا اللتي تقف خلف مارك بالقرب من الباب كالتمثال و تحاول أن تصغي إلى حديثهما ..
- " انا اسف يا جونيور .. سمعت صوتك فأتيت مسرعا ..و لم اجدك .. تفضل بالدخول .. أتريد فنجان قهوة ... "
قاطعه فهو لا يشعر برغبة في التحدث خاصة و ان معذبته واقفة ترمقه ..
- " لا بأس يا مارك ... كنت اريد أن اخبرك بأني اتصلت بك هذا الصباح مرار لكنك لم تجب و اتصلت على مكتبك .. فأجابتني مساعدتك بأنك لم تحضر اليوم ... كنت سأخبرك بشأن العقد و الصفقة اللتي تحدثنا عنها "
- " حسنا اذن تفضل بالدخول "
- " لا مارك في المرة القادمة ... تعال الى مكتبي و سنتناقش في الامر "
- " حسنا ... انا اسف جونيور "
- " لا عليك "
رمق فيرونيكا بنظرة باردة و غادر البناية ...
- " فيرونيكا "
- " اهلا بيتي"
- " لقد وصلك مغلف "
- " مِن مَن ؟"
مدت المغلف لتأخذه فيرونيكا من يدها و تقلبه
- " لا اعرف "
- " حسنا شكرا لك "
دخلت مكتبها و اغلقت الباب خلفها.. قلبت المغلف فلم تجد شيء إلا اسمها فيرونيكا دايمون .. ثم فتحتها لتقرأ البطاقة البيضاء المزركشة بالذهبي
( انت مدعوة لحفلة في فندق ( لو بلازا )... في يوم السبت القادم .... الساعة السابعة ....ألبسي افضل فستان عندك )
قرأت الاسطر مرة أخرى لعلها أغفلت اسم المرسل ؟ قلبت البطاقة و بحث عن اسم غير اسمها .. من يكون يا ترى ؟؟! استغربت فخرجت من المكتب و سألت بيتي المنشغلة بتعليق البضاعة الجديدة..
- " بيتي .. ألا تعرفين من أرسلها ؟! "
- " لا فلقد وجدت المغلف في الصندوق هذا الصباح "
- " غريب "
عادت إلى مكتبها لتتصل على جولي تخبرها بشأن البطاقة الغريبة التي وصلتها هذا الصباح.. قالت جولي بدهشة ..
- " يا الهي ..و انا ايضا وصلتني .. كما وصلت لجاك "
- " غريب جدا ..هل ستذهبان ؟!"
- " بالطبع فالفضول يقتلني اريد ان اعرف من الذي ارسلها "
- " و أنا كذلك أريد أن اعرف من المرسل .. اعتقد بأني سأذهب أيضا "
وقفت أمام دولابها مطولا تبحث بين فساتينها عن شيء يليق بهذا الاحتفال الغريب .. اختارت احد فساتينها التي صممته بنفسها .. و كان بسيط جدا لونه ابيض يصل الى ركبتيها و بلا اكمام رفعت شعرها بأكمله و زينته بدبوس فضي يتماشى مع حذاءها ذو العكب العالي .. كما وضعت مساحيق تجميلية خفيفة .. حملت حقيبتها الصغيرة و اتجهت الى فندق ( لو بلازا ) ..
دخلت فوجدت أن العائلة اغلبها كانت هناك .. و كانت القاعة مزينة بالزهور الحمراء و الكريستال الابيض متدلي من السقف كستار ..
جلست فيرونيكا على الطاولة حيث اسمها و من حسن حظها بان جاك و جولي على نفس الطاولة و كذلك مارك .. سألت جولي و هي لا تزال منبهرة
- " الجميع هنا ... ماذا يجري يا جولي ؟"
- " نحن مثلك تماما لا نعرف ماذا يجري "
فجأة اطفأت الانوار و اشعلت الشموع و مع عزف الموسيقى دخل جونيور بهدوء و جلس بعيدا عن الطاولة التي تجلس فيها فيرونيكا و مارك ..
عزفت موسيقى العرس فاستغرب الجميع وجود قس يقف على المسرح .. و بعد ثواني دخل اليكس و وقف بالقرب منه و بعده بلحضات دخلت فتح الباب الكبير لتخرج منه أميرة بغاية من الجمال ترتدي فستان العرس الابيض الطويل الذي يلتصق بجسمها و يمتد كذيل خلفها و كانت تغطي وجهها بطرحة بسيطة من الدانتيل بدت ساحرة و فاتنة لبساطتها .. وقف الجميع لها مندهشين.. فابتسمت فيرونيكا غير مصدقة ما يجري .. أن آلي ستتزوج ؟!! إنها لم تخطب بعد ؟؟! انها حقا مفاجأة ...
مسك اليكس يدها و رفع طرحتها عن وجهها جلس الجميع مدهوشين و بنفس الوقت سعيدين بزواج الاثنان المفاجيء..
قال و اليكس هو ينظر اليها بشوق و حب
- " آلي منذ ان رأيتك اول مرة عرفت بأنك هي من سأتزوج به .. و الان بعد مرور سنوات تقفين امامي بكل سحر فتضييع الكلمات مني ..لكن كلمة واحدة لا انساها و لن انساها .... احبك ...و اريد أن اعيش بقية حياتي معك تحت سقف واحد .."
وضعت فيرونيكا يدها على فمها .. تساقطت الدموع من عينيها كانت دموع فرح و حزن ... فرح لزواج آلي و اليكس و فرحة لهذا الزواج الاسطوري الذي تحلم به كل فتاة .. و دموع حزن ... حزن على حالها فهي لن تحضى بزواج مبني على الحب و لن يكون اسطوريا كما تخيلت في احلامها .. فقلبها لرجل احتله منذ سنوات طويلة و مازال يفرض سيطرته عليه ...
انتهت مراسيم الزواج و قبل أن يخرج الاثنان الى حفل الاستقبال وقفت آلي أعلى الدرج لتلقي بمسكة الزهور الحمراء التي بين يديها .. و سعيدة الحظ التي التقطتها كانت فيرونيكا .. لا تعرف هل هي تبتسم لساعدتها أم لحسرتها على نفسها .. قبلها مارك أمام مرأى جونيور الذي اشتعل غيرة فأشاح عنهم و استقل سيارته و انطلق فيها يسبقهم إلى حفل الاستقبال .. حيث كان الحضور يرقصون مستمتعين و فرحين بمأدبة الطعام الراقية و التي تحوي العديد من الاصناف و أفضل المشوربات ..
جلست فيرونيكا وحيدة تبكي بحرقة في حمام النساء فهي لم تستطع ان تصمد اكثر خاصة عندما رأت الرجل الذي تحبه يهنيء الزوجان ثم يقف بعيدا عن الانظار مع سيجارته التي لا تفارق أصابعه ... اخذت معطفها و خرجت دون ان يشعر بها احد انطلقت بالسيارة و اتجهت الى شقة مارك الذي لم يذهب معها إلى حفل الاستقبال لانه كان مشغول في اعداد بعض الاوراق .. دخلت و وقفت تنظر الى مارك الذي رفع رأسه مستغربا رجوعها المبكر .. و الذي ادهشه اكثر دموعها المنهمرة
- " فيرو ... لم تبكين يا حلوتي ؟"
اقترب منها يضمها لكنها ابتعدت عنه
- " مارك لا استطيع ... لا استطيع ..."
استغرب و شعر بالقلق من نبرة صوتها و انفعالها
- " لا تستطيع ماذا ؟؟ تكلمي يا فيرونيكا"
- " ارجوك سامحني ..."
- " تكلمي و توقفي عن البكاء .. و قولي لي ..لم اسامحك؟؟ و على ماذا ؟ هل فعلت شيئا خطيرا ؟! "
كان يهز كتفها و هو يرمقها بعينين شاكتين .. لكنها أغمضت عينيها حتى لا تنظر إليه
- " مارك ... انا .... انا ... لن استطيع ان.. "
" تكلمي ..لن تستطيعين .. ماذا "
" اتزوجك ..."
قالتها و انفجرت بالبكاء اكثر .. صدم من ما قلته فهزها بعنف
- " ماذا ؟؟؟ !!"
جذبت كتفها من قبضته و سارت بعيدا حتى لا ترى الانكسار و خيبة الامل في عينيه
- " انا اسفة لا استطيع "
اقترب منها و قال بعتب
- " و لماذا يا فيرونيكا .. انا احبك .."
- " لكنني لا احبك يا مارك .. ليس بتلك الطريقة .. ارجوك سامحني فقلبي ملك لرجل اخر .... انا اسفة "
خرجت مسرعة من الشقة فتبعها مارك لكنه لم يستطيع ان يلحق بها فقد كانت تقود السيارة بجنون حتى ركنتها عند شقة جونيور .. وقفت تنظر الى نافذة شقته المظلمة .. نزلت من السيارة و ترددت .. هل تدخل ؟؟ام تعود الى منزلها ؟؟ اخذت تفكر فلقد قطعت كل هذه المسافة و خربت حياتها كلها مجرد أن تهنيء جونيور بانتصاره ..
اخذت نفسا عميقا و صعدت الدرجات حيث شقته طرقت على الباب لكن لا احد يجيب حاولت مرة اخرى لكن لا يوجد احد ..
جلست على الدرج تنتظر قدومه و تبكي حالها و غباءها حتى ساح الكحل الاسود من عينيها و تبعثر شعرها الجميل بسبب هز مارك و هروبها السريع .. بكت كثيرا فلقد كسرت قلب مارك و ضعفت امام جونيور و لم تعد قادرة على الرجوع عن القرار الذي اتخذته الان .. ستجعله ينتقم .. حتى ينتهي الامر .. فلقد تعبت نفسيتها كثيرا .. و تعلق بين حبلين .. و سقطت .. بكت و قست على نفسها كثيرا حتى غفت من التعب ...
انتهت الحفلة فعاد جونيور الى شقته في وقت متاخر .. حاول ان يضع المفتاح في القفل لكنه سقط خلفه التفتت ليأخذه فوجد امرأة تكورت نائمة على الدرج .. اقترب منها و ازاح خصلات شعرها الذهبي عن وجهها فانصدم لما رآه رأى فيرونيكا حبيبته بشكل يتفتت القلب و قد تبعثر شعرها و اتسخ فستانها الابيض بدموعها اللتي امتزجت بكحلها الاسود رأى خطوط الكحل على خديها و قد تركت أثرا كما تركت بقلبه المحطم ..
حملها بين ذراعه و ادخلها غرفته .. وضعها على الفراش بهدوء و بخفة يد فتح فستانها و اخذ ينظر الى جسدها العاري بلع ريقه و توتر و حاول ان يقاوم هذا الجسد الشهي افلبسها قميص نضيف و اخذ منديل رطب يمسح به خطوط الكحل الذي جرح خديها الناعمين .. يا الهي يا حبي من فعل بك هذا ؟؟ من ؟؟
غطاها جيدا و طبع قبلة على رأسها ثم غادر الحجرة و اغلق الباب لتنام بهدوء ...
فتحت عينيها و تمددت .. استغربت وجودها نائمة على فراش دافيء و مريح !!! هل كانت تحلم بالامس بانها اتت الى شقة جونيور ؟؟
انزلت عينيها فرأت انها تلبس قميص رجالي.. هل أنا نائمة ؟؟
تلفتت يمينا و يسارا فوجدت صورة لليو و زوجته السابقة والدة جونيور.. فعرفت بأنها لم تكن تحلم فهي فعلا في غرفة جونيور. ونائمة في فراشه ..يا الهي!!!! ... شعرت بالخوف هل فعل بها شيئا ؟ هل اغتصبها ؟؟ هل ... ؟؟ و أفكار سواداء ..
قامت بغضب من الفراش و خرجت الى الصالة حتى تتعراك مع جونيور و تخبره بما ارادت أن تقوله بالامس ثم تغادر حياته إلى الابد ..
وقفت دون حراك و تبدلت مشاعر الغيظ و الغضب الى مشاعر الم و شفقة و حب ...
رأت جونيور نائم على الكرسي بقميص بذلته السوداء الذي فك أزراره.. واضعا رجليه على الطاولة الصغيرة و قد وضع رأسه بين كتفه الايسر و ظهر الكرسي .. اقتربت منه تنظر اليه و تمسح على جبتها و تملس شعره الناعم بأصابعها ..
شعر بوجودها ففتح عينيه و ابتسم لها بكل بساطة و كأن لم يحدث شجار بينهم من قبل .. حاولت ان تغادر لكنه امسكها من يدها دون أن يغير من وضعية جلوسها .. رفع يدها و طبع قبلة رقيقة عليها.. سرت قشعريرة في جسدها فسحبت يديها .. و ابتعدت عنه حتى لا يرى دموعها .. استقام ليقترب منها بقلق و ربت على كتفها بهدوء ليدير وجهها اليه
- " لم تبكين يا حبي ؟"
مسح دموعها بإبهامه .. فقالت بانكسار
- " انا ابكي فرحا"
قالتها باستهزاء .. فسقطت دمعة أخرى .. أنزلت رأسها ..عبس و رفع وجهها بابهامه مرة أخرى
- " لا ...يا فيرونيكا .. انت تبكين لسبب اخر .. الا الفرح "
- " اصبت ... اني ابكي حظي العاثر ... لكن لا تقلق لقد اتيت هنا بالامس فلم اجدك انتظرتك لاهنئك على انتصارك "
- " أي انتصار ؟"
- " لن يكون هناك زفاف "
تنهد ارتياحا و ابتسم بسعادة
- " انا اسف من اجلك صدقيني لكنني فرح "
دفعت يده بعيدا عن وجهها و قالت بغيظ
- " حسنا اذا استمتع بنصرك .. "
التفتت لتخرج لكنه اوقفها و جرها اليه .. قبلها طويلا و بدل أن تقاومه تجاوبت معه فهي مشتاقة لقبلاته أكثر من أي شيء ..لفها بذراعيه و اخذها الى عالم اخر حيث الحب و العشق و الغرام ...
ابتعدت عنه لكنه تمسك بها و جرها مرة اخرى الى احضانه ..
- " ارجوك لا تهربي اكثر لقد تعبت من ملاحقتك "
ذابت بأحضانه مرة اخرى فهمس لها
- " احبك "
توقفت عن تقبيله و رفعت بصرها مستغربة فابتسم لها
- " انني صادق فيما اقول ... احبك جدا ... صدقيني "
ضغطت على شفتيها و اغمضت عينيها تمنع دمعة أخرى من السقوط ..
" لقد احببتك من أول نظرة و غروري منعني من التعبير لك .. لقد كنت مراهقا و غبيا .. و عندما عدت .. آه كم تعذبت عندما عرفت بأني خسرتك .. "
رقصت لمعة في عينيه و هو يقول لها مبتسما و آه كم بدا رومانسيا و جذاب أكثر
- " ارجوك يا حبي .. قولي بانك تحبيني وبأنك لن تهربي مني ثانية "
سكتت لمدة طويلة بينما الكلمة تتقلب في صدرها تريد ان تخرج و تفجر العالم بها نظر اليها بأمل يريد ان يسمعها لم تستطع ان ترى نظرات الامل بعينيه فتخيب ظنه انه فعلا يحبها لقد رأت ذلك في عينيه و يا الهي كيف عماها الغباء .. انااه رفضت أن تصغي لدقات قلبها .. انني حمقاء .. لن اجعله يتأمل اجابتي .. و اخيرا نطقت
- " انا لا احبك "
انزل رأسه حزنا و اشاح عنها و استقام جالسا على الفراش لكنها مسكتت بذراعه و جذبته إليها مجددا .. أخذت وجهه بين يديها تنظر الى عينيه الزرقاوين التين لطالما عشقتهما و قالت تغويه
- " بل اعشقك "
انفرج ثغره بابتسامة فأخذها بين يديه و قبلها قبلات لن تنتهي ...
مرت الايام و الاسابيع و ال
شهور بالحب و الوئام و مرت عشرون سنه على زواج جونيور من فيرونيكا الذي اثمر حبهما بنتا جميلة كوالدتها (سارة ) و صبي شقي كوالده (توم )
و تزوج جاك من جولي و انجبا ولد و بنت ( فيكي ) الذي يعشق (سارة ) ابنة جونيور و فيرو و ( شلي ) الصغيرة صديقة (توم) الابن الثاني لفيرو و جونيور ؟؟
كما انجبت آلي و اليكس توءمان بعمر ( فيكي و سارة ).. بنت و صبي اسمتهما ( ديفيد و آشلي ) و هي حامل بالطفل الثالث ...
و الان أتى دور ابناءهم لان يعيشوا قصة حب جديدة كما عاش آباءهم..
تمت