8
مر اسبوع على اجراء العملية لجونيور الذي تحسن و رجعت صحته بأحسن ما يكون حمل حقيبته و لبس قبعة بيسبول ليغطي بها رأسه الذي كان يغطيه في السابق الشعر البني الرائع ..
خرج من المستشفى مع ابيه الذي اخذه الى شقته ما أن فتح الباب حتى وجد باقات الزهور و علب الشوكلاته تملأ المكان .. كان يبتسم و هو يقرأ البطاقات .. حتى مر على البطاقة ما قبل الاخيرة ليتوقف نبضة .. كانت الباقة من فيرونيكا و كتبت عليها بخط يدها الرائع :
( حمدا لله على سلامتك يا جونيور .. أتمنى لك الشفاء الدائم .. اعتني بنفسك و عد لاهلك سالما .. مع تحياتي .. فيرونيكا )
اعاد قراءة البطاقة أكثر من مرة .. يتخيلها هي التي تتكلم و تخبرة بتلك الكلمات العذبة و الرسمية جدا ..
قاطعه والده عن تخيلاته عندما أخبره بأنه يريد أن يأخذه إلى الغداء ..
-" هيا يا بني فانااتضور جوعا "
تبه إلى صوت والده فوضع بطاقة فيرو بين بقية البطاقات التي ارسلت له و أسرع جونيور خطواته و دخل الحمام ليغتسل و يحلق ذقنه و يغير ملابسه .. لبس قبعة تتماشى مع قميصه الابيض المقلم بالازرق و البني و البيج رافع اكمام قميصه الى كوعه و فاتح ازرار قميصه الثلاث الاولى مع بنطال بيج و حذاء بني كان وسيم و لا يأثر عدم وجود شعر في رأسه على وسامته و اناقته ..
اخذه والده الى مطعم قريب جدا من الجامعة ما ان دخل جونيور حتى وجد رفاقه و زملائه و زميلات الجامعة يصرخون بصوت واحد
" مرحبا بعودتك سالما"
- " الحمد لله على سلامتك يا جونيور لقد اشتقنا اليك "
القيت الشرائط و المفرقعات و البالونات عليه و هو يضحك مستمتع بهذا التجمع الغفير من الطلبة و الطالبات و الاساتذة و اصدقائة و اهمهم جنيفير و الكسندرا
ضم جننيفير و الكسندرا بقوة الى صدره و احاط كل واحدة بذراعه .. جين بالذراع اليسرى و الكسندرا باليمنى ..
" شكرا لكم جميعا شكرا "
قال بصوت عال فيسمعه المحتفلون به
" لولا دعواكم لي لما كنت هنا واقف معكم احتضن هاتان الجميلتان "
قبلته الفتاتان على خده في نفس الوقت فابتسم و غمز للشباب .. التقط له والده صورة .ز بعدها عزفت الموسيقى و أخذ كل واحد فتاة ليراقصها .. كان جونيور يراقص جين و الكسندرا التي بدات تبتعد شيئا فشيئا لتفسح المجال لصديقتها المغرمة الرقص معه
بعد الحفل الرائع رجع جونيور الى البيت مع ابيه .. بعد اجراء العملية عادت مليسي في اليوم التالي إلى لوس أجلوس ...
" ابي شكرا لك "
ضم اباه و اخذ يبكي بحرقة و الم
" جونيور.. جون ..عزيزي ..ارجوك ..كفى.. توقف "
و اخذ ليو يمسح دموع ابنه باصابعه و كأنه طفل في السابعة توقف جونيور عن البكاء و قال لوالده ..
" لقد زارتني امي في غرفة العمليات و مسكت بيدي و مسحت على رأسي تقول لي تشجع ان اباك في حاجة اليك ..آه يا ابي ..لم استطع ان اكلمها لاني كنت نائم .. أتمنى أن فعلت فأنا مشتاق لها .. مددت يدي لاذهب معها لكنها بدأت تتوارى عن نظري .. أردت أن اصرخ و أنادي عليها لكن صوتي لم يخرج .."
رآه الاب فضمه مرة اخرى الى صدره ثم اخذ ينظر اليه
" آه يا بني .. شكرا لله لانك عدت لي "
توقف جونوير عن البكاء و استعاد رباط جأشه .. و على الكنبة و هم جالسان يشاهدان التلفاز سأله ليو
" هل ستكون بخير اذا ذهبت غدا ؟"
" طبعا "
" هل انت متأكد ؟"
" بالطبع يا ابي .. سأعود لحياتي الطبيعية و للدراسة .. ساكون بخير .. صدقني .. عد إلى زوجتك .. و حمل سلامي للجميع بالاخص جاك و أليكس .."
" جيد اذا سأذهب لارتب حقيبتي و اذهب انت لترتاح و تنام "
" حسنا اذا اردت المساعدة .."
قاطعه مبتسما
" لا اريد منك سوى ان ترتاح "
" كما تريد "
في الصباح وصل ليو الى المنزل استقبلته مليس
ي بذراعيها فضمها و اخبرها عن الاحتفال الذي اقامه اصدقاء جونيور لخروجه من المستشفى و كيف تحسنت صحته وغدا كما كان في السابق شاب قوي ذو روح مرحه و انه سيبدأ اليوم بإكمال دراسته و حياته..
" خبر رائع يا حبيبي "
كانت فيرونيكا تستمع لحديثهما فدخلت و هي مبتسمة و سعيدة لما سمعته
" مرحبا "
احتضنها ليوناردو بذراعين مفتوحتين
" اهلا يا ابنتي الجميلة كيف حالك ؟"
" بخير .. ماذا عنك ؟ و جونيور؟"
" كما ترين يا عزيزتي لم أكن احسن من اليوم .. و جونيور أنه كالحصان .. آه ذكرتيني .. هذا لك"
أخرج من حقيبته مظروف ابيض و ناولها اياها .. استغربت عندما قلبت المظروف الذي لم يكتب عليه شيء ..
" شكرا لك ليو"
" على الرحب و السعة يا عزيزتي"
تركتهم يتغازلون و ابتعدت لتختلي بالمظروف الغريب الذي بين يديها .. فتحته و أخرجت منه بطاقة صفراء رسم عليها وجه ضاحك .. ابتسمت ما أن رأته .. فتحت البطاقة لتجد كلمات سوداء ( شكرا للورود إنها جميلة و عبق عبيرها أروع .. جونيور )
تجمعت الدموع في عينيها و كادت أن تنزل لولا دخول والدتها .. أسرعت بوضع البطاقة في المظروف الابيض و خرجت من المنزل ...
استيقظ جونيور و قام من فراشه بتكاسل ذهب الى المطبخ ليجد جينفير تجهز له الفطور
وقفت تنظر اليه و دقات قلبها تتسارع و هي تنظر اليه عاري الصدر مفتول العضلات لاول مرة .. كادت ان تفقد وعيها لسحره .. فتح عينيه مستغربا وجودها في المطبخ وقفا ينظران الى بعض لفترة ثم استوعبت جين ماذا يحدث بينهما فاشاحت بوجهها و اكملت تحضير الفطور بخجل و تكلمت دون ان تنظر اليه ..
"هيا يا جونيور ارتدي ثيابك و اغتسل لتأكل فانت تحتاج الى الطاقة هذا الصباح "
ظل واقفا يستوعب الشرارة التي كانت بينهم ثم دخل الغرفة و خرج لابسا قميص اخضر و جينز و قبعته بيسبول تغطي رأسه ..
" صباح الخير "
اجابته بابتسامة عريضة تشوبها الخجل
" صباح النور يا كسول "
اخذ خبزة و قضمها
" لقد فاجأتيني لكن شكرا لاحضارك الافطار "
اصطبغ اللون الاحمر على خديها عندما اخذ ينظر اليها بإعجاب و وقف بالقرب منها فضرب عطره الرجولي بأنفها ..
" انا في رسم الخدمة "
بعد الفطور مشى الاثنان الى الجامعة و بدأ جونيور يومه كما كان في السابق حتى وقت العصر ثم رجع الى الشقة ليرتاح فيخرج في المساء مع صديقتيه و غالبا مع جينيفير فقط ...
بدا الاثنان يتقاربان من بعضهما اكثر فاكثر.. اصبح جونيور يخبر جينفير بكل شيء و اصبحت جنيفير تعد له الافطار كل صباح.. بدا جونيور يرتاح لها.. و بدأت هي تغرم به لدرجة الجنون .. وكم طارت من الفرح حين دعاها مرة للخروج كصديقين حميمين الى العشاء في احدى المطاعم الفاخرة و بعد ذلك شاهدا مسرحية (" لايون كنغ )في بردواي ثم اخذها الى شقته ليشربا القهوة حتى منتصف الليل ..
" جونيور يجب ان اذهب فقد تاخر الوقت "
وقفت لتغادر لكن جونيور جرها من يديها لتجلس مرة اخرى
" لا تذهبي فمازال الليل بأوله .. بالاضافة إلى ان ليس لي نية بالبقاء لوحدي "
" لقد تأخر الوقت و سأذهب وحدي مشيا في هذا الليل"
" سأرافقك لاحقا هيا اجلسي الان "
جلست على حضنه و ابتسمت له
" كما تريد يا مولاي "
وضع يديه خلف ظهرها يقربها اليه ثم وضع شفتيه الناعمتين على شفتيها و قبلها قبله طويلة ثم قبلها على رقبتها اسندها على الكنبة و اكمل تقبيله فتفجرت المشاعر بينهما حتى ذابت في فمه و تلوت بين يديه و اصبحـت الاهات كالانغام العذبه على جسديهما...
استيقظت في الصباح و حملت ملابسها من الارض و مشت على اطراف اصابعها الى الحمام كي لا توقظه .. و غادرت الشقة ..
استقظ جونيور و تمطط على الفراش فلم يجدها قربه ذهب الى الحمام و بينما هو يستحم سمع رنين الهاتف اخذ المنشفة و لفها على خصره و ما ان خرج من الحمام ليرد عليه حتى توقف الرنين .. ألقى شتيمة عندما عاد إلى الحمام و خرج منه للمرة الثانية عندما سمع طرقا على الباب .. لف المنشفة مجددا على خصره .. فتح الباب ..وقف مصدوما و لم تتحرك عضلات وجهه و بقيت عيناه مسمرتين على المرأة ذو الشعر الاسود واقفة أمامه .. القت انيتا بنفسها عليه و اخذت تمسح قطرات الماء عن صدره ..
" جونيور.. حبيبي لقد اشتقت اليك لا اصدق ما اصابك لقد سمعت الخبر صدفة من جاك .. لقد انتظرت ان تنتهي الامتحانات حتى اتي لأزورك.. هل انت بخير ؟لم تقف و تنظر الي هكذا؟ انها مفاجاة اليس كذلك؟ "
تحسست عضلات صدره بيدها ثم قربت فمها لتقبله و هو مازال مصدوم ..
" الن تدعوني للدخول "
تنحى جانبا ليدعها تمر و تدخل دون ان ينطق بحرف
" شقة رائعة لطالما كان لك ذوق في كل شيء "
التفتت إليه ضمته
" لا سيما في الفتيات "
ثم قبلته على شفتيه مرة اخرى
استوعب جونيور وجود أنيتا في نيويورك و في شقته و على صدره .. ابعدها عنه بهدوء و دخل غرفته ليلبس وقف ينظر في المرآة ليجد أمامه رجل تعقدت حياته بما فيه الكفاية .. فكر بما حدث بينه و بين جينيفير في الامس .. ابتسم لتلك الخاطرة .. عندما طال بها الامر بالانتظار صاحت به فخرج من الغرفة و اتجه إلى حيث تقف .. كانت تتمشى بشقته الواسعة و تنظر من خلال النافذة على المارة و الشوارع .. اقترب منها و أدرك بأنه يجب أن يقول شيئا لانيتا التي نسي أمرها منذ فترة ..
" ماذا تحبي ان تشربي ؟"
" ماء بارد اذا سمحت "
اتجه إلى المطبخ و خرج ليجلس قربها و بيده كأس من الماء .. سألها بهدوء لشعوره بأنه من الاخلاق أن يتحدث مع ضيفته و صديقته التي لم يقطع علاقته بها حتى الان و التي نسي بامرها
" كيف حالك ؟"
رشفت من الماء ثم أجابته
" بخير "
اخذت تمرر يديها بين خصلات شعره القصير الذي نبت قليلا خلال الاسابيع الماضية و أعجبها كثيرا ..
" كيف هي الدراسة ؟" سألها
" جيدة , ماذا عنك ؟"
" ممتازة "
" يا الهي لقد نسيت حقيبة ملابسي عند الباب هل تستطيع ان تحضرها "
" أي باب ؟"
سألأها مستغربا و قد طرأت فكرة بقاءها معه برأسه فأرعبته .. دهشت من سؤاله
" باب شقتك بالطبع .. ما بك؟ و ارجوك ضعها في الغرفة التي سأنام فيها "
" هل ستنامين هنا ؟"
توسعت حدقة عينيه فهذا ما خشيه
" هل تريدني ان انام في فندق يا جونيور انها فرصة ان نكون وحدنا لثلاثة ايام "
انزلت شفتها السفلى مصطنعة الحزن و الدلع
" ثلاثة ايام ؟ وحدنا ؟ جيد "
قالها باضطراب و خيبة امل ثم ذهب لاحضار حقيبتها و وضعها في غرفة نومه .. كانت يتحدث مع نفسه و بأن في ورطة من نوع مختلف .. قرر أن يترك الموضوع للقدر و يتصرف حسب الموقف برأيه لذلك قال لها
" هيا دعيني اريك المنطقة "
سعدت لاقتراحه فوقفت لتشبك يديه بيديها ..
بعد يوم طويل قضياه في شوارع نيويورك و مطاعمها رجع الشقة فالقت انيتا نفسها على فراش جونيور ..
" اه لقد تعبت و استمتعت بوقتي معك كالايام السابقة عندما نخرج مع و نستمتع بوقتنا ثم نرجع الى بيتي فنستمتع اكثر هنا "
و اخذت تمسح على الفراش بطريقة تحثه ان ياتي و يلقي بجسده عليها لكنه وقف ينظر اليها كالمعتوه دون حركة .. حسنا اذا هو لم يفهم ما تقصده خلف كلامتها .. لذلك تركت الفراش و اقتربت منه و تعلقت برقبته و قبلته بحرارة .. ابعدها عنه بجفاء و فتح الدرج ليخرج منها شورت قصير و بلوزة للنوم ..
" انا سأنام بالصالة خذي راحتك "
وقفت تنظر إليه و هو يخرج من الغرفة دون أن يستدير ليلقي بنظرة عليها فشعرت بخيبة الامل و الضيق و الغضب ..
تمدد على الكنبة واضعا رأسه على الوسادة و تغطى بلحاف .. أحس بوجود شخص يحدق فيه ففتح عينيه ليرى انيتا واقفة تستعرض قميص نومها الاسود الشبه شفاف امامه .. تخصرت عندما رأت التوتر في عينيه و شعرت بسرور لانها لا تزال تملك القدرة على اغراءه ..
" ما رأيك ؟"
تحشرج صوته فقال و هو يتنحنح
" را..را..ئع .. رائع "
حاوطت رقبته و همست بصوت مثير
" اعرف يا جونيور بانه دائما مرحب بك و انك تستطيع ان تنام معي بالغرفة و .."
أبعد يديها عن رقبته و استقام ليقف بعيد عن الكنبة مقاطعا كلامها و إغراءها له
" ارجوك انيتا اريد ان انام يجب ان استيقظ غدا باكرا لاذهب الى الجامعة.. لدي يوم طويل "
إنزعجت لجفاف تصرفه معها و قسوته جارحا بذلك أنوثتها فقالت له بعصبية
" حسنا حسنا كما تريد .. أنت الخاسر .. تصبح على خير يا جونيور"
اسرعت خطاها إلى الغرفة و اغلقت الباب خلفها بقوة فتذمر جونيور ووضع رأسه و فكر بالمصيبة التي حلت به فقلبه تسكنه فتاة تدعى فيرونيكا و عقله تسكنه فتاة اخرى تدعى جينفير و تسكن غرفته فتاة تدعى انيتا!!! كيف حدث له ذلك و كيف يتستطيع ان يخلص نفسه من هذه الورطة....؟
\
فتح عينيه بالصباح على صوت احد يحاول ان يفتح باب شقته فتذكر انه وضع المفتاح في القفل كي لا تضع جينيفير مفتاحها لتجهز له الفطور كما تفعل كل يوم بعد خروجه من المستشفى الشهر الماضي .. فتنفجر غضبا عندما ترى انيتا نائمة بفراشه بلباس نومها الشفاف .. فهما على علاقة جيدة و لا يريد ان يخسر جنيفير لمجرد رؤيتها لصديقته القديمة التي لم ينفصل عنها بعد .. قفز من الكنبة التي نام عليها و فتح الباب رأته عاري الصدر فاقتربت منه تقبله و تدفعه للداخل لكنه خرج و اغلق الباب خلفه و هو مازال يلصق شفتيه على شفتيها و يحشرها بين جسده و الحائط و يقبلها بإثارة و عنف مثير
" ماذا يجري ؟"
استغربت تصرفه فدفعته و سألته بعد ان اغلق الباب
" لا شيء.. لا شيء "
اجاب بتوتر و حاول تقبيلها من جديد لكنها أبعدته و باستنكار سألته
" اذا.. لم لا تدعني ادخل ؟"
" لاني كنت انظف الشقة بالامس فنمت و لم اكمل التنظيف اعني ان الاشياء مبعثرة على الارض و الطاولات و.."
"جيد .. هيا سأساعد في تنظ..."
تلعثم و أجابها و هو يمسح على كتفها مع ابتسامة مضطربة
" لا ..انا .. ما .. ما رأيك ان تذهبي الى شقتك و تجهزي الفطور .. او ما رأيك ان نخرج لنتفطر في المقهى القريب من الجامعة ؟"
نظرت إليه في ريبة و شك .. فتصرفاته غريبة هذا الصباح .. أومأت برأسها
" حسنا.. كما تريد .. سأنتظرك في غرفة الجلوس ريثما ترتدي ثيابك "
" لا اذهبي و احجزي لنا طاولة و سألحق بك في غضون عشرة دقائق "
حركت يدها بالهواء بانزعاج و قالت
" حسنا .."
اجابته و هي تشك بشيء ما عندما راته يمسح جبهته المتعرقة
" هل حقا انت بخير ؟"
" نعم نعم انا بخير هيا اذهبي بسرعة و كما قلت لك سالحق بك لن اتأخر "
قبلها بسرعة و دخل و لم ينتظرها تغادر .. ظلت واقفة في مكانها تحاول تفسير تصرفاته الغريبة ..
ذهب الى المطعم القريب و جلس على الطاولة اخذ لائحة الطعام و طلب كروا سون بالجبن مع كابتشينو اخذت جين تنظر اليه شاكة بشيء يجعله متوترا حتى و هو يأكل .. نظر اليها رافعا احدى حاجبيه و هو يبتسم
"ماذا ؟ لم تنظرين الي بهذا الشكل؟ هل تفكرين بالليلة الماضية ؟ "
انزلت رأسها خجلا فضحك و قضم الكرواسون
" لا يا ....."
سكتت لتجمع الكلمات المتبعثرة في رأسها فقال عنها مازحا
" يا ... وسيم يا ... ماذا بك يا جين ؟"
ضحكت بسخرية .. ماذا بك ؟؟ بل ماذا بك أنت .. ارادت أن تنطق بتلك الكلمات لكنها لم تخرج على لسانها ..
" اني افكر فيك هذا الصباح لقد كنت مضطرب و متوتر ماذا يجري هل تخبيء شيء ما عني يا جونيور ؟ "
" لا ابدا لا "
بلع ريقه الذي جف ثم رشف من الكابتشينو ليرطب حنجرته .. أشار على طعامها الذي لم تلمس منه شيئا ...يحاول أن يغير الموضوع و يشتت شكوكها .. فقال لها آمرا بلطف
" اكملي طعامك لنذهب.. هيا "
خرجا ليلتقيا بالكسندرا في الطريق الى الجامعة جلسوا في الصف الاول من المدرج و استمعوا الى الاستاذ و المحاضرة المملة التي لم يستمع جونيور منها شيئا فقد كان يفكر بطريقة يخلص نفسه بها من الورطة التي وقع فيها ..
" اليوم هو اخر يوم لكما في هذا الفصل الدراسي و بعد اسبوع من الراحة سنبدأ الفصل الصيفي و انا من سيقوم بتدريس مادة الفيزياء اذا اردتم التسجيل لهذا المقرر .. تستطيعوا أن تنصرفوا اراكم لاحقا"
اوقظ الاستاذ بكلماته هذه جونيور من افكاره حمل كتبه و خرج مسرعا دون أن يلتفتت إلى جين و الكسندرا ..
" جونيور جونيور انتظر " نادته الكسندرا
" ماذا ؟!!"
توقف و استدار..
" انسيت ان اليوم سنذهب الى الاحتفال الذي يقيمه شارل في منزله "
" لا لم انسى ...اراكم لاحقا "
قال كلماته باختصار ثم مشى مسرعا لكن يد الكسندرا اوقفته
" لقد اتفقنا قبل الذهاب الى الحفل ان نتغدى معا نذهب.. جونيور ما بك ؟ لم أنت مستعجل ؟!"
" لا استطيع ان اتغدى معكم فيجب ان اكمل ..."
نظر الى جنيفير التي تحدق به .. فأسرع بإكمال كذبته
" اكمل تنظيف الشقة .. نعم .. يجب ان الحق لانتهي بسرعة كي استطيع ان اتي للحفلة "
" اتريد ان نساعدك ثم نذهب للغداء ؟"
اقترحت الكسندرا .. لكنها أجاب و هو يبتعد و يرجع إلى الخلف
" لا.. شكرا لعرضك .. الى اللقاء في المساء لا تنتظروني اذا تأخرت ارجوكم اذهبوا قبلي "
" كما تريد "
رفعت الكسندرا كتفيها بلا اكتراث
" ماذا به اليوم ؟"
سألت الكسندرا جين فأخبرتها الاخرى ما حدث في الصباح عندما ذهبت لتتفطر معه و أنه لم يدعوها للدخول بل تعذر بأمر تنظيف الشقة و انها لا تصدق عذره ..
اسرع جونيور و دخل شقته رأى انيتا تأكل في المطبخ بلباس النوم الشبه شفاف الذي أرتدته بالامس لتغريه .. كانت بالفعل مغرية بجسدها الرشيق و شعرها الاسود و بشرتها البيضاء وقف ينظر اليها فاقتربت منه و الصقت جسدها شبه العاري بجسده و اخذت تقبله لتثيرة بينما فشلت بالامس فهي تستطيع أن تجعل أي رجل يذوب .. أدركت الوضع و تذكر ورطته فاوقفها و ابعدها عنه.. و سار في الاتجاه الاخر من المطبخ حتى لا ينظر إلى عينيها و خيبة الامل ..
" انيتا ... يجب ان تذهبي "
رفعت رأسها غير مصدقة ما يقول
" لم يجب علي ان اذهب ؟؟ جونيور لقد اتيت من لوس انجلوس من اجلك "
"أعرف ذلك لكنني .. "
سكت لبرهة فاقتربت منه و حاوطت رقبته بيدها .. إنها تستخدم سلاحها الانثوي ليتجاوب مع رغباتها .. تشجع بعد سكوته ليضيف
" انا اسف يا أنيتا لكني ..."
قاطعه صوت فتح الباب و دخلت منه الكسندرا مع جينيفير التي وقفت مصدومة من الفتاة شبه العارية التي تلتصق بجونيور دفع جونيور انيتا الى الخلف برفق.. ثم حاول أن يدنو من جين ليشرح لها الوضع لكن تلك خرجت من الشقة و الدموع تتساقط من عينيها..
" جينيفير انتظري ارجوك "
خرج خلفها لكنها كانت تركض مبتعدة و لم يستطع اللحاق بها اراد ان يدخل الشقة لكنه رأى الكسندرا تنظر اليه و كأنه مجرم متهم بقتل اوبسرقة
" يجب ان تفهميني ارجوك الكسندرا دعيني اشرح لك "
قال لها متوسلا فتجاهلته و خرجت دون اكتراث وقف ينظر الى انيتا الذي احمر وجهها من الغيظ و كانت تنفخ بقوة ..
" من التي ..؟"
أجابها قبل أن تكمل سؤالها و الضيق مسيطر على ملامحه
" انهما صديقتاي جنيفير و الكسندرا "
تخصرت و هي تثكله بالاسألة
" هل هناك علاقة بينكما ؟"
دون أن ينظر إليها و من غير أن يشعر بالندم أجابها واثقا
" نعم "
زاد جوابه المختصر الواثق غضبها فصرخت به بصوت عال
" يا الهي جونيور هل نسيتني ؟! انك لم تقطع علاقتك بي ... هل كنت تعتقد بذهابك الى نيويورك ان علاقتنا انتهت ؟؟ الم تعد تحبني؟؟ ماذا عني يا جونيور ؟؟ "
القت عليه الاسئله بعصبية.. تكلم بهدوء على الرغم من عصبيتها
" انيتا انا و انت لم ... اعني لم يكن هناك علاقة بيننا انت من اعتقدت ذلك انا كنت اعتبرك مجرد صديقة "
ضربت صدره بقوة
" صديقة اقمت علاقة معها و عاشرتها اكثر من مرة "
أوقفها ممسكا يديها بقوة
" انت اردت ذلك و انا كنت احتاج الى امرأة ت..."
جذبت معصمها من قبضته و صرخت بشتائم ..
" يا لك من اخرق و وقح و ..."
سارت مبتعدة عنه و دخلت الغرفة ..و حملت حقائبها و ارتدت جاكيت طويل فوق قميص النوم ثم خرجت من الشقة لم يوقفها لكنه خرج خلفها راكضا ليذهب الى جينيفير..
" أين هي يا الكسندرا ؟ "
أشارت بأنها في حجرتها دون أن تسمعه صوتها
فتح باب غرفتها و رأها تبكي بحرقة
" اخرج اخرج لا اريد ان اراك "
قالت جنيفير بصوت عال.. فاقترب منها و مسك كتفيها بيديه
" لا..يا جينيفير .لن اخرج اريد ان افهمك الوضع واخبرك بالحقيقة "
صمت أذنيها بيدها و صرخت و عينيها مغمضتين
" لا اريد ان اسمعك.. لا اريد لا اريد "
دارت عينها في الغرفة فرأى ألكسندرا جالسة على الفراش تنظر إليهما ..
" ارجوك الكسندرا امنحينا عشرة دقائق "
" لا الكسندرا ابقي هنا "
تعلقت جنيفير بيد الكسندرا كي لا تخرج لكن جونيور نظر الى الكسندرا فخرجت جلس على الارض قبالها يمسح دموعها بأصابعة فارجعت رأسها الى الخلف كي لا يلمسها.. تكلم بهدوء رغم انفعالها..
" اتذكرين عندما سألتيني هل لدي صديقة فأجبتك نعم لكني لا احبها ؟"
هزت رأسها ايجابا
" انها هي التي رأيتها اليوم في شقتي اسمها انيتا كانت صديقتي عندما كنت في الثانوية لكنني لم احبها يوما .. تستطيع أن تقولي بأنها كانت صديقتي مؤقتا حتى اجد فتاة تسكن قلبي و عندما اتيت الى هنا وجدتك انت الفتاة الجميلة الانيقية .. جين يا حبيبتي لقد ساعدتيني من اول يوم قابلتك فيه و لم استطع ان ارد لك معروفك فكل ما استطيع ان اقدمه لك هو اخلاصي لصداقتنا وهذا قليل بالنسبة لك و لو بيدي لاعطيتك روحي وقلبي و كل شيء تريدينه جيني عزيزتي انا لا اريد ان اجرحك لكن يوما ما سأترك هذه المدينة و ارجع الى اهلي في لوس انجلوس و انت سترجعين الى ديارك و لن نتقابل ثانية فارجوك لا تتعلقي بي فانا لا استحقك .. و آسف أن كنت لعبت بمشاعرك و لكن ليس بسوء نية .. جيني قلبي ليس خاليا .. لقد اعتقد بأني قد أقع بحبك لكنني لم اقدر ..ارجوك افهميني "
توقف دموعها عن الانهمار .. رات حبا متدفقا يخرج من عينيه حب قرأت عنه في الروايات حب كحب روميو و جوليت .. لكن هذا الحب ليس لها .. و ليس لانيتا .. انه لاخرى مجهولة .. لم يتحدث عنها .. شعرت برغبة قوية جعلتها تتعلق برقبته و قبلته طويلا ثم ابعدته عنها بسبب الألم الذي سببه لها دون قصد .. دخلت الحمام تبكي فكل ما حدث هو خطأها لأنها أحبته منذ أول وهلة .. بقي في حجرتها ينتظرها طويلا و عندما لم تخرج فكر بأن يعطيها مجال لتريح بالها و تهدأ أعصابها .. خرج و رجع الى شقته يفكر باليوم الطويل و لم يذهب الى حفلة شارل لانه لم يكن بمزاج يسمح له بالاحتفال .. و كذلك فعلت جين و الكسندرا ..