في الصباح استيقظ جونيور متأخرا عندما سمع طرق على الباب
" جونيور استيقظ سأتأخر و انت السبب "
قالت فيرو بغضب و إلحاح
فتح الباب و هو يتثاءب و يحك رأسه و بالكاد فتحت عيناه
" حسنا حسنا يا مزعجة تحلي بالصبر "
اغلق الباب بوجهها .. لكنها ظلت واقفة تحدق بالباب و تسترجع صورة جسمه العاري .. إنه مثير .. هلعت من تلك الفكرة و سرعان ما بدلتها بأن ركضت مسرعة إلى المطبخ .. بعد دقائق نزل و ركب السيارة و لحقت به فيرو وقفت امامه متخصرة
" الن تقول لي تعالي ؟! اسمع انا لا أنوي الذهاب معك لكن اباك هو من قال ذلك "
حملق فيها مستغربا فقد كبرت الطفلة الصغيرة و أصبحت تجيد الكلام و القتال
" تعالي و اركبي في المقعد الخلفي سأذهب لاحضار انيتا لتذهب معنا "
ادار محرك السيارة و أنطلق مسرعا
" يا الهي سنتأخر اكثر .. "
" لا بأس تحلي بحس المغامرة و استرخي هيا اركبي انت من سيأخرنا الآن"
ركبت و هي تتذمر انصدمت عندما رات جونيور يشعل سيجارة و ينفث دخانها نظر اليها و ابتسم
" ماذا الم تري من قبل في حياتك رجل يدخن و يبدو مثيرا "
ضحك بشقاوة فاشاحت بنظرها عنه لأن طرأ على مخيلتها منظره هذا الصباح عاري الصدر ..
وقفوا امام منزل انيتا التي نزلت مسرعة نظرت الى جونيور و حملقت فيه معترضة وجود فيرو التي تجلس في الخلف لكنها رفع كتفيه ( أي لا باليد حيلة ) عندها قالت بتذمر
" لقد تاخرنا يا حبيبي "
ركبت بالمقعد الامامي و قبلته قبلة صغيرة و سريعة
" وقفت الانسة فيرو تتشاجر معي "
أرادت ان تهجم عليه فيرو ضربا فقالت بعصبية
" يا الهي .. يا لك من كذاب مراوغ.. انا ام انت الذي لم تستيقظ باكرا ؟؟!!"
لم يعرها اهتمام بقيت هي منزعجة و عصبية ..
طول الطريق كانت أنيتا ملتصقة به تقبل رقبته و اذنه و تدخن من سيجارته و هو ينظر بين حين و اخرى الى وجه فيرو من المرآة مرة تصطاد عينيه عينيها و مرة تشيح عنه بغضب و إنزعاج لكنه بدا مستمتعا بملاحقتها عبر المرآة .. عندما و قفت السيارة نزلت فيرو مسرعة و دخلت باب المدرسة مما أضحك انيتا و حثها لتعلق على فيرو
" انظر الى الشاطرة التي لا تتاخر ابدا على الحصص "
دخلت فيرو الفصل و حمد ربها بأن المدرس لم يصل بعد
" اسفة لتأخري "
قالت فيرو و جلست في مقعدها و همست لكارلا بما حدث التي وجدت الامر مضحكا ..
بعد الظهر ذهبت لتنتظر جونيور بالقرب من سيارته و لكنها لم تجده و بقيت هناك حتى خلت الساحة من الطلبة و الطالبات فطلبت من كارلا ايصالها للمنزل .. دخلت المنزل و هي تصيح و تصرخ
" لن اذهب معه مرة اخرى لقد اهانني و ذهب عني لن اذهب معه "
قالت لامها ماذا فعل بها جونيور و اخبرتها بانه يدخن و له صديقة مزعجة يصحبها معه
" صدقي يا أمي بأنها لم تلقي علي التحية عندما صعدت إلى السيارة و كانني غير موجودة .. لقد شعرت باني غير مرحب بها .. "
عندما قالت مليسي لزوجها عن تصرف ابنه الذي رد ببساطة
" انه شاب و يحب المزاح و انا اعرف بانه يدخن و حاولت منعه اكثر من مرة لكنني لم استطيع ما باليد حيلة يا عزيزتي "
عندها دخل جونيور و اصطنع القلق عندما وجدهم جالسين
" اين كنت يا شقراء لقد انتظرتك لمدة طويلة ؟ مساء الخير ابي"
هبت بوجهه
" انا ذهبت لمكان سيارتك فلم اجدك و اعتقدت انك ذهبت عني"
قال بحنية عجيبة لأول مرة تراه هكذا لكنها عرفت بأنه كان يمثل على والده
" لقد انتظرت لنصف ساعة و عندما لم أجدك ذهبت لايصال انيتا "
ابتسم ليو فقد وجد أن الموقف كان سوء تفاهم و توقيت لكن فيرو كانت متأكدة بانه تعمد ذلك فقط ليغيظها فقال لها ليو
" حسنا فيرو لا تتاخري في المرة القادمة عليه "
لكنها قالت بكبرياء تحفظ كرامتها
" لن تكون هناك مرة ثانية سأذهب مشيا "
حدق ليو بابنه مؤنبا
" لا لن تدعها تذهب مشيا يا جونيور و انتظرها لدهر ان استطعت و لكن لا تذهب عنها انها فتاة فهل ترضى لاختك ان تمشي وحدها و تكون عرضة للشباب المزعجين بالشارع ؟! انت ابني و اعرفك جيدا .. لا ترضى بهذا "
نظر الى فيرو بتحد و ابتسامة شيطانية علت شفتيه الملتوية
" سانتظرها دهرا "
في اليوم التالي خرج جونيور مارا بالمطبخ ليجد فيرو تأكل فطورها فقال و هو يفتح الباب
" هيا يا انسة "
تبعته بسرعة و ركبت السيارة في المقعد الخلفي .. نظر إليها بالمرآة و قال وهو يرتدي نظارته الشمسية
" ماذا ؟ هل اتظنين باني سائقك ؟! هيا تعالي و اجلسي بالمقعد الامامي "
رفعت حاجبيها باستغراب و قالت باستهزاء
" الن تذهب لاحضار انيتا ؟"
" لا "
قالها باختصار فقفزت بالمقعد الامامي رمقها بسرعة ثم انطلق بالسيارة ...
و في الظهيرة بعد انتهاء المدرسة وقفت فيرو تنتظره مستندة على سيارته فاتى و هو يمشي كانه رجل مهم و العالم كله تحت امره سار معه مجموعة من الشبان .. لم يلتفت إليها مما جرح من أنوثتها و جعل قلبها الصغير يعتصر ألما فهي
" هيا اركبوا "
هتف جونيور و ركب الجميع ما عدا فيرو التي لم تعرف ماذا تفعل انها الفتاة الوحيدة فهل تركب انزل نظارته الشمسيه من عينيه ينظر اليها بسخرية
" الن تركبي ؟!"
فكرت قليلا و هي ترى السيارة و قد أمتلأت بالشبان و ليس هناك مكان لها
" و اين اجلس لا يوجد مكان ؟"
قال واحد من الشباب
" يمكنك ان تجلسي في حضني يا جميلة "
ضحك جونيور و أشار بيده
" هيا ازيحوا للملكة لتجلس"
تقلصت بين الشباب الثلاثة و اخذ جونيور ينظر اليها من مرآته و يبتسم بسخرية أوصلها الى المنزل وما إن ترجلت من السيارة حتى انطلق مسرعا مع رفاقه ..
" اتتصورين لقد تقلصت بين ال في سيارة جونيور , كنت سأموت من الخجل "
قالت لجولي وهي تتذمر معها على الهاتف .. ضحكت جولي فهذا كل ما تتمناه الفتاة .. لكن فيرو أكملت حديثها عن إنزعاجها من تصرفات جونيور
" و كان يرمقني بنظرات يستهزأ مني سأجعله يندم على فعلته"
" ألا تعتقدين بان معجب بك ؟!"
" لا مستحيل ؟! "
" و لم ؟! "
فكرت فيرو قليلا و حاولت ان تتذكر نظراته ففي بعض الاحيان تراه يرمقها بنظرات إعجاب و إفتتان لكنها أبعدت تلك الفكرة من رأسها و قالت
- " لأنني ابنة مليسي زوجة أبية "
" مممم .. لا أقتنع بتلك الأعذار "
و في الصباح التالي كان جونيور ينتظرها و لم تنزل من الدرج فأخذ يضرب باب حجرتها لكنها لا تجيب حاول فتح الباب لكنه مقفل عندها قرر تركها بالمنزل فانطلق بالسيارة بسرعة لانه تأخر كثيرا في انتظارها عن الحصة الاولى و عندما فتح الباب رآها جالسة في مقعدها تبتسم انتصار عندما راته مصدوما و غاضبا ..
" آسف لتأخري "
قالها و هو يلهث لانه كان يركض ليلحق على نهاية الحصة الأولى
" و أنا آسفة لتأخرك لكنك لن تدخل "
قالت المعلمة بكبرياء .. لكنه أراد أن يعترض
" و لكن كنت .."
قاطعته قبل أن يكمل
" اخرج و اذهب الى المديرة ان كنت تريد الدخول "
" حسنا حسنا "
نظر الى فيرو بعصبية و كانه يتوعدها بشيء ..
و بعد انتهاء الحصة خرجت فيرو مع كارلا تضحك بينما جونيور ينتظرها بالخارج قرب الفصل و ما أن خرجت حتى مسك معصمها و ضغط عليه بقوة و قال و قد اقترب وجهه من وجهها
و أشتعلت عيناه الزرقاء غضبا بلعت ريقها و أخذ ققلبها ينبض بشدة حتى كاد ان يخرج من صدرها و يركض مبتعدا و أختلطت مشاعرها بين الخوف و الغضب و الرغبة الجامحة بتقبيل شفتيه الحمراء الغليظة .. أوقضها صوته الغاضب
" يا لئيمة لم فعلت ذلك ؟ لقد سببت لي مشكلة اخرى مع المديرة "
غطت خوفها بابتسامة و اصطنعت عدم الاكتراث فبدت بين يده جذابة جدا و هي تزيح بخصلة سقطت على عينيها
" انا لم افعل شيء.. و ما دخلي انا اذ انت تاخرت ؟!في المرة القادمة تعلم كيف تستيقظ باكرا " اجابته بسخرية و برودة اعصاب لكنه كان بعيد كل البعد على ان يكون هاديء
" ها ها ها يا لك من مضحكة.. "
و سرعان ما تبدلت ملامح لتصبح أكثر حدة و أصبحت هي أكثر رغبة بتقبيله
" ستندمين على فعلتك هذه و لن تاتي معي مرة اخرى اريحي رجليك اليوم لانك ستتعبيها غدا "
أفلت معصمها بقوة و استدار ليذهب مع رفاقه .. لكنها ظلت بمكانها تسترد أنفاسها التي تقطعت و قامت بتدليك معصمها و هي ترى آثار أصابعه ..
عندما دخل المنزل هذا الظهر قال متذمرا إلى والده الذي رفع رأسه من الجريدة التي بين يديه
" لقد تاخرت اليوم عن الحصة الأولى بسبب تلك المعتوهة.. و سببت لي مشكلة أخرى مع المديرة"
و أشار على فيرونيكا التي كانت تتحدث مع والدتها بشأن زيارة جولي و آلي
" هل هذا صحيح يا فيرو ؟!"
قالت ببرود
" لا انا قلت له بالامس بانني سأذهب مع كارلا .. لابد انه لم ينتبه إلى ما قلت .. كعادته "
" نعم صحيح لقد قالت له "
قالت مليسي تدافع عن ابنتها .. لكن جونيور جن جنونه فصرخ فيهم
" طبعا صحيح لذلك كنت انتظرها لمدة طويلة و هي لم تنزل و ذهبت لايقاضها لكن لا احد يرد "
أشار بسبابته إليها
" لن تركب معي غدا "
بعدها خرج من غرفة الجلوس و صافقا الباب خلفه و سمعوا صوت سيارته تنطلق مبتعدة
ابتسمت مليسي لابنتها معجبة بافكارها ... لكن بدا الانزعاج على ليو ..
مر فترة طويلة على الحداثة الاخيرة .. حيث عدت الأيام بصعوبة و كانت مليئة بالمشاجرات و المشاحنات بين جونيور و زوجة أبيه و ابنتها... و كالعادة عندما يكونوا بحضرة ليوم تكون الامور بينهم على وفاق و ما أن يبتعد لحظة حتى يكشر الجميع عن أنيابهم و يبرزون مخالبهم .. جن جنونهم و شكته مليسي إلى زوجها العديد و العديد من المرات و في بعض الاحيان كان ليوم يدافع عن ابنه على أنه شاب و ضد فكرة زواج والده و انه مع الايام سيعتاد .. لكن الامر لم يجري كما تشتهي السفن كما اعتقد ليو بل زاد الامر عن حده و فرض عقابات على ابنه و منعه من الخروج لكن الاخير كان يتسلل خارج و لا يعود إلا في الفجر و أيضا كان يعاقب لذلك بأن يأخذ منه مفتاح السيارة لكن خلسة يسرق المفتاح و يخرج و لا يعود إلا باليوم التالي ليتلقى عقاب من نوع آخر و آخر و هكذا مرالشهرين ...
و في صباح أحد الايام دخل ليو غرفة جونيور كان نائما و مستغرقا بأحلامه فاكتشف الاخر طريقة جديدة و فعالة لايقاظ ابنه السهير الشقي .. اخذ غيتار جونيور المعلق على الحائط و عزف عليه عليه بانغام غريبة و مزعجة .. قفز جونيور من نومه فزعا و فتح عينيه بتثاقل ليرى ما يجري
-" ااااه ابي ماذا تفعل هنا ؟! او ماذا تريد؟ اترك الغيتار ارجوك "
-" استيقظ الان "
-" لم ؟"
-" لان الساعة تعدت الثانية ظهرا هيا استيقظ .. يكفيك نوما "
-" و ماذا في ذلك ابي ارجوك دعني اكمل نومي الهانيء "
أخذ الوسادة و صك بها أذنيه .ز لكن ليو جذبها و ألقاها أرضا
-" تعلم ان لا تسهر في الليالي المقبلة و الان هيا اريدك في مهمة "
-" ابي ارجوك "
وضع رأسه على الوسادة الاخرى و اخذ الغطاء و غطى به رأسه لكن ليو اسرع و جذبه و القاه على الارض
صرخ جونيور
" حسنا حسنا قل لي ماذا تريد ؟ ما هذه المهمة "
-"اريدك ان تذهب للمطار فأقارب فيرونيكا على وصول "
-" احضر من ؟!"
قال مستغربا
-" جولي و آلي انهما ابنتا أختا مليسي و سيأتيان من لندن اليوم .. هذه هي المهمة أن تذهب للى المنزل .. انا سأكون في اجتماع متأخر و سأرجع للعشاء و تستطيع ان تعزف لنا بغيتارك هذا "
-" أبي لكنني اتفقت مع رفاقي على الخر.... "
-" اتريدني ان اترجاك كثيرا يا بني افعل ذلك من اجلي "
-" و لم علي أن أحضرهما أنا ؟! حرمك المصون تستطيع أن تسوق السيارة و تذهب لاحضارهما"
" لا ستكون هنا لتعد العشاء .."
" ماذا عن ابنتها المدللة ؟! "
" جونيور لو كان لديها رخصة قيادة لذهبت .. ما بك ؟! قلت لك افعل ذلك من أجلي أنا ؟"
" حسنا سافعل ما تريد "
استقام من جلسته و بدل ثيابه و من بعدها نزل الدرج وجد فيرو تنتظره عند المدخل فخرج امامها دون أن يلقي عليها التحية او كلمة او أي شيء أنه لم ينظر إليها حتى و هذا ما يزعجها كثيرا ..
قاد السيارة بسرعة مجنونة و شتمته أكثر من مرة لكنه لم يعلق بل ظل ساكتا طول الطريق و كان ليس هناك أحدا معه أوقف السيارة عند أقرب مصفط وجده ثم ترجل و سار داخل المطار لحق به و هي منزعجة من تصرفه البارد هذا الصباح و كانت تفضله أن يتشاجر معها على هذا السكوت القاتل ..
وقف جونيور بعيدا قليلا عن فيرونيكا يدخن سيجارته و بعد دقائق قليلة كانت جولي تركض ناحية فيرو و تضمها بشده بينما آلي تدفع العربة وهي تصرخ
-" فيرو فيرو عزيزتي "
-" اشتقت اليكما"
قالت فيرو و هي تبكي و تضم جولي التي قالت بصوت مبحوح
-" و نحن كذلك "
تركت آلي العربة و انظمت الى ذلك الاحتضان الكبير
وقف جونيور ينظر اليهن ثم ذهب و دفع عربة آلي دون التي تركتها في الوسط مما جعل رجل الامن يتذمر
-" هيا لا اريد ان اتأخر على رفاقي "
قال جونيور و هو يدفع العربة خارج المطار
-" واو من هو ذلك الوسيم ؟!"
سألت آلي عندما انتبهت لوجوده
-" انه جونيور ابن ليو ..لا تنخدعي بمظهره "
قالت فيرو و هي تجر الفتاتين خارج و تلحق بجونيور إلى السيارة
لكزتها جولي بخفة و قالت موبخة فيرو بمرح
-" حقا؟! لقد سألتك هل هو جذاب كوالده و قلتي لي لا "
رفع كتفيها بلا اكتراث و قالت
-" انا لا ارى الظاهر "
في السيارة تحدثت الفتيات عن لندن و كيف انهوا دراستهم هناك كي يلتحقوا بالجامعة في لوس انجلوس و ما عليهن ان يفعلوا من أمور تتعلق بتأجير شقة تكون قريبة من الجامعة و الى غير ذلك من كلام الفتيات
-" اووف "
تنهد جونيور بضجر و فتح الراديو على محطة للأغاني المزعجة توقفت جولي عن التكلم و أخذوا ينظرون اليه .ز فتساءلت آلي مستنكرة تصرفه الغير لائق
-" ما به ؟! "
-" يشعر بالضجر المسكين "
قالت جولي و ضحكت بصوت عالي مما جعل جونيور يرفع بصره الى المرآة ليلقي نظرة ..فتصطدم عيناه بعينان أرجوانيتان تحيطهما رموش ذهبية ..انزلت فيرو عيناها و اصطبغ وجهها باللون الاحمر بعد تلك اللحظة الصغيرة التي جرت بينهما ..
و على العشاء اجتمع الجميع على المائدة
-" كيف كانت رحلتكن ؟!" سأل ليو
-" مهلكة لم ننم لاثنا عشر ساعة " اجابت آلي
قالت مليسي " اذن اسرعن بانهاء طعامكن لتذهبن للنوم "
-" لا يا خالتي اشعر بطاقة زائدة لكن لا بأس في الراحة " قالت جولي بمرح .. جولي من نوع الفتيات الاتي يحبن الثرثرة و يبحثن عنها في كل مكان .. معروف عنها بعفويتها و مرحها و طاقتها الزائدة على الدوام بالرغم من مظهرها البريء الناعم إلا أنها قوية كالصغر و لا تسكت عن الحق مما حدث ..
-" جونيور ما رأيك ان تعز..."
قاطع جونيور والده قبل أن يلقي باقتراحه فبدا جونيور وقد ضاق و استقام واقفا
-" لا ابي في مرة اخرى يجب ان اذهب لاتدرب مع الشباب استأذنكم"
استغرب تصرف ابنه فهو لم ينبس ببنت شفة اليوم و لم يعلق على شيء .. كما يفعل كل مرة !!
-" كما تريد يا بني "
ذهبت الفتيات لحجرة فيرو يستريحون بعد يوم طويل وشاق لكنهم جلسن في الشرفة بلباس النوم يشربون الحليب مع البسكويت ..
بدت كل واحدة منهما بريئة و ناعمة فجولي لها شعر أشقر قصير و تقطر انوثة لها عينان واسعتان بلون العشب الاخضر و وجنتان ممتلئتان قليلا تزين احداهما غمازة صغيرة و معروف انها سريعة التأثر بالاشياء المحيطة بها و مدرسة ناجحة في تعليم اصول التعامل مع الرجال فهي من تلجأ اليها فيرونيكا و آلي للاستشارات العاطفية ...
بينما آلي لها شعر أشقر غامق عن جولي و فيرو و لها لون برونزي مميز و يحسدنها عليه و عينان كبيرتان زرقاء و انف دقيق و جسم ممتليء بعض الشيء لكنه يضفي عليها انوثة اكثر و هي رزينة لها عقل راجح ومع ذلك فهي مرحة و مدبرة جيدة للمقالب و هي عملية جدا لا تحب المظاهر كثيرا لكنها تهتم بنفسها بشكل معقول .. انها الحكيمة بينهن
اما فيرونيكا فهي اطولهن و ارشقهن لها عينان واسعتان سحرتا جونيور بلونهما الارجوني و فم ممتلئ و وجنتان بارزتان و لها رقبة طويلة جميلة و هي تمتاز بجنونها و حبها للموضة و الازياء و المساحيق التجميل و هي تشبه عارضات الازياء و دائما تلفت نظر الشباب و تاسر قلوبهم بمجرد مرورها امامهم .. و مع ذلك فهي فتاة ناضجة و مسؤولة تتصرف برزانة و لها نعومة فائقة..لكنها سريعة التأثر فهي عاطفية و حساسة جدا ..
ركن جاك سيراته أمام منزل جونيور فتحا المسجل ليستمعوا إلى بعض الانغام فأشعل جونوير سجارة و آخذا ينفث دخانها بالهواء .. تنبه جاك إلى صوت فرفع رأسه و أشار حيث الفتيات يجلسن على الشرفة بالطابق العلوي
-" جونيور هل تجلس فتيات لندن على الشرفة بلباس النوم ؟؟!"
-" اين ؟دعني ارى "
رفع جونيور رأسه و نظر باتجاه الشرفة و بسرعة بديهة استطاع ان يميز فيرو من بدهن ابتسم ..
قهقة أليكس بمكر و قال
-" يا الهي انهن بلباس النوم شيء مثير .. ما رايكما ان نسكب عليهن ماء لنرى اوضح ما يوجد تحت لباسهم الرقيق"
ضربه جونيور و هو يضحك
-" يا لك من احمق انها فكرة جيدة لكن كيف؟"
كانت الفتيات يتحدثن عندما نظرت جولي الى الاسفل حيث سيارة جاك و بها شابين ينظران باتجاههن .. فقالت و هي مندهشة تشير عليهم
-" انظرا انه جونيور مع رفاقة ينظرون الينا"
اقتربت فيرو من الحاجز و ألقت نظرة
-" يا الهي انهم يخططون لشيء ما ..هيا لندخل و نغلق الباب انا اعرف نواياه السيئة ذلك المغرور "
دخلت الفتيات و اغلقت فيرو باب الشرفة .. عندها ضرب أليكس المقعد بقبضته متحسرا
-" لا.. يا لخيبة الامل "
أتى يوم السبت الجميل المشرق .. جلست الفتيات في الحديقة يتناولن الفطور و معهن مليسي عندما ركن جاك سيارته و ترجل منها اقترب منهن
-" صباح الخير "
-" اهلا جاك صباح النور "
قالت مليسي
-" اين جونيور ؟! هل ما زال نائما ؟؟ لدينا تدريب "
-" اعتقد بانه نائم انه لا يصحى في العطل الاسبوعية الا الظهر اذا اردت اذهب و أوقظه "
-" لا داعي انا مستيقظ و جاهز لتمرينات شاقة ايضا "
قال جونيور قاطعا عليهم حديثهم و هو خارج .. رأته فيرو وسيما و هو يبتسم باشراقه هذا الصباح فابعدت هذه الفكره فورا عن رأسها .. اخذ قطعة خبز من المائدة و صعد إلى السيارة ليذهبا للتدريب.. التفتت جولي تسأل فيرو عن ذلك الوسيم
-" من هذا ؟!"
-" انه جاك ابن اخ ليو.. إنه مقرب جدا من جونيور .. و هو كان ينظر إلينا تلك الليلة "
-" انه جذاب ايضا ما هذه العائلة ؟؟! كل رجالها جذابين "
وفي ملعب المدرسة بينما يتدرب الشبان لتقوية عضلاتهم و ليتجهزوا لنهائي كرة القدم لمدارس المنطقة
-" انها جميلة " قال جاك
اجاب جونيور و هو يمدد رجليه
-" من هي ؟ انا لا ارىفتيات جميلات حولنا لابد انها تأثير التدريبات الشاقة عليك "
-" امم لا اعرف اسمها لكنها كانت تجلس بالقرب من فيرو لها شعر اشقر قصير و لها غمازة ..آه إنها جميلة "
ابتسم جونيور
-" اعتقد انها جولي "
رجع الشبان الى المنزل و عندما دخلوا وجدوا ليو و الجميع يلعبان الورق لذلك لم ينتبهوا لهم
-" ماذا تلعبون ؟َ"
سأل جاك بفضول
-" لعبة الافتراء اتود ان تنضم الينا "
قال ليو و هو يزيح ليجلس جاك معهم .. نظر إلى جولي التي كانت ترمقه بطرف عينيها و قال
-" بالطبع لكن متى العشاء ؟؟! فنحن نتضور جوعا بعد تلك التدريبات الشاقة "
استدار ليوناردو ليقابل ابنه الذي يبدو بان الوضع لم يعجبه بأن ينضم صديقه مع شلة الاعداء
-" و ماذا عنك يا اليكس الن تنضم الينا ؟؟ و انت يا ابني العزيز؟ "
وجد بان الامر قد يكون مسليا أن يزعجهم و هم مستمتعين باللعب
-" بالطبع و لم لا يا ابي هيا اليكس "
جلس على الارض معهم و بالقرب من فيرو خاصة .. كانوا يلعبون و نسى جونيور أن يزعجهم و نسي غضبه و حقده على مليسي و ابنتها و بدا مركزا على اللعبة و مستمتعا و كان لعبه جيد فهو حريف بلعب الورق
-" هيا العشاء جاهز "
قالت مليسي قاطعة اللعب عليهم
-" اذا انا الفائز " قال جاك
-" لا انا الفائزة انكم محتالين و غشاشين لقد رأيتك تمرر الورقة لجونيور "
قالت جولي معترضة و مع ذلك رسمت ابتسامة زادت عليها جمالا و اسرت قلب جاك بها
-" حسنا قولي ما تشائين يا .... "
-" جولي "
-" يا جولي "
قال جاك اسمها مبتسما و ينظر اليها باعجاب فاشاحت بنظرها عنه و ابتعدت لتجلس بالقرب من فيرو .. فأسرع ليجلس على المقعد اماها فازدادت خجلا
-" اذا متى ستكون مباراتكم يا شباب ؟" سأل ليو
-" بعد غد "
قال جونيور و يهو يقطع الدجاج
-" امل ان تحصلوا على الكأس النهائي "
-" و نحن كذلك يا عمي فقد تعبنا جدا لقد تدربنا كثيرا و في كل وقت و كل مكان حتى تحت المطر تدربنا "
قال جاك و هو يتفاخر بنفسه امام جولي ليكسب اعجابها
بعد العشاء ارادت جولي ان تصعد الدرج لتخلد الى النوم لكن جاك اوقفها
-" جولي انتظري "
-" عذرا ؟!!"
نظرت إليه بتساؤل
-" انتظري اريد ان اقول لك شيئا او بالأحرى أسألك "
-" تفضل اسأل "
-" اني اتساءل من سيأخذك الى حفلة المدرسة ؟!"
-" ممم لم اقرر بعد لكني سأذهب مع آلي و فيرو بالتأكيد"
-" لا ..اقصد هل استطيع ان آخذك معي ؟!"
نظرت اليه مبتسمة مظهره اسنانها اللؤلؤية و غمازتها
-" بالطبع , تصبح على خير يا جاك "
تنهد مبتسما و قد ارتاح لانها وافقت فلقد كان طول الوقت على العشاء يفكر بطريقة لتقرب منها و ليدعوها للخروج معه و قد وجدها
" تصبحين على خير جولي "
عندما صعدت إلى الحجرة قال له أليكس معترضا
-" ارى بانك وجدت من يذهب معك ؟! و انا لم اجد احدا "
-" انتظر قليلا "
استدرا جاك يبحث عن آلي و عندما وجدها صاح يناديها
-" آلي "
كان أليكس واقفا يحملق بجاك الذي يبدو بانه جن
-" نعم " ردت عليه باستغراب و اقترب حيث يقف الاثنان ..
-" ان اليكس يود ان يسألك سؤال "
و دفع اليكس ناحيتها بذراعيه مم جعل اليكس يضطرب و يحك رأسه متوترا يبحث عن كلمات لقد وضعه جاك في موقف محرج
-" هيا يا غبي اسألها .. قل لها من سيأخذك الى الحفلة؟! هيا "
تشجع أليكس عندما ابتعد جاك لفسح لهما المجال للتحدث
-" آلي هل استطيع ان آخذك الى الحفلة فجاك سيأخذ جولي و جونيور سيذهب مع انيتا فهل .."
ابتسمت لتوتره و قالت قبل أن يكمل جملته
" بالطبع و سأكون مسرورة "
-" شكرا لك "
ابتسمت و لحقت بجولي إلى الغرفة .. عندها اقترب جاك منه قائلا بفخر
-" و آلن تشكرني انا ؟!"
لكن الآخر تجهم و عبس وجهه و قال بإنزعاج
-" لا لن افعل لانك احرجتني أماها لم أكن مستعدا "
-" يا ناكر المعروف لولاي لما دعوتها الى الحفل "
تجاهله الكيس و ذهب بعيدا عنه ...