المنتدى :
التاريخ والاساطير
جزيرة تاروت
تاريخ جزيرة تاروت
تاروت جزيرة وتقع تاروت في الخليج العربي. وهي ثاني أكبر جزيره في الخليج بعد جزيرة أوال او ما يسمى حاليا بالبحرين. تاريخ جزيرة تاروت مرتبط بتاريخ منطقة البحرين وهي المنطقه الممتدة من البصرة إلى مضيق هرمز الواقع في عمان. يرجع تاريخ الجزيرة المعروف إلى أكثر من خمسة آلاف عام(سنة)قبل الميلاد، فهي إذاً من أقدم البقاع التي عاش فيها الإنسان، ومن اقدم بقاع شبه الجزيرة العربية. والجزيرة هي إحدى مكونات واحة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية.
وقد أخذ اسمها من عشتار أو أشتار أو إشتار أو عشروت أو عشتاروت وهي آلهة الحب والحرب عند البابليين والكنعانيين ومنهم الفينيقيين. وترمز بشكل عام إلى الآلهة الأم الأولى منجبت الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. كانت جزيرة تاروت هي أهم مراكز مملكة دلمون وصاحبة الدور الكبير في تاريخ المنطقة خلال أكثرمن ثلاثة آلاف سنة سبقت الميلاد وأن الاستقرار البشري استمر فيها بكل عنفوان ونشاط دللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون حتى يومنا هذا وهو أمر ينذر حدوثه في الكثير من المناطق الأثرية في العالم. وكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج تعتمد عيها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.
جاءت الأدلة الأدبية في الشعر وغيره تؤيد استمرارية الأهمية التجارية لجزيرة تاروت وتؤيد الأدلة الأثرية التي ناقشناها في كتابنا «جزيرة تاروت» والتي تؤكد على أهمية هذه الجزيرة في المجال التجاري الاقصادي على مستوى الخليج العربي ولها صلات تجارية علىمستوى المحيط الهندي والبحر الأحمر وشرقي افريقيا منذ آلاف السنوات.
وانطلاقا من أهمية الشعر العربي باعتباره مصدرا مهما للتاريخ القديم والذي حفظ لنا الكثير من المعلومات عن البيئة والطبيعة في شبه الجزيرة العربي اعتمدنا عليه هنا كمصدر نستدل به على أهمية جزيرة تاروت باعتبارها المركز التجاري الأهم في الخليج العربي وخاصة فيما يتعلق باستيراد وتصدير البخور والعطور عند العرب.
ومن أهم الأبيات التي ذكرت جزيرة تاروت «دارين» : 1- قال الأعشى وقيل البيت لغيره:
يمرون بالدهناء وخفافـاً عيابهـم ويرجعن من دارين بجر الحقائب
قال النابغة المتوفى سنة 18 قبل الهجرة تقريبا حوالي 604م:
كقوم من أهل الهند صهبا لحاؤهم يبيعون في دارين مسكـاً وعنبـراً
قال أعشى قيس المتوفى عام 7هـ/ 629م:
لها أرج في البيت عال كأنما ألـم مـن تجـر داريـن أركــب
وذكرها ايضا وقال فيها :
صـادت فـؤادي بعينـي مـغـزل خـذلـت ترعـى أغـن غضيضـا طـرفـه خـرقـا وجـيـدا أدمــا لـــم تـذعــر فرائـصـهـا ترعى الأراك تعاطـي المـرد والورقـا وكــعــل كـالـقــاء مــالـــت جـوانــبــه لست مـن الـزل أوراكـا ومـا انتصقـا كــأنــهــا درة زهــــــراء أخــرجــهــا غواص دارين لا يخشى دونها الغرقا
قال جرير المتوفى 110هـ/ 728 م:
ذكرتنـا مسـك داري لـه أرج وبالحنى خزامى طلها الرهم
وذكرها الفرزدق 110هـ فقال:
فلـمـا اجتمعـنـا بالعـالـي بينـنـا ذكي أتى من أهل دارين تاجره
قال أبو نواس المتوفى عام 198هـ/814م:
فيـه مـدام كعيـن الـديـك صافـيـة من مسك دارين فيها نفحة الفار
قال ابن الرومي المتوفي 283 هـ/ 896م :
ثنائـي مسـك داريــن وذكري عنبر الشحر
قال ابن هاني الأندلسي المتوفي عام 362 هـ :
والمسك ملثم الثرى من ذكره لا أن كــــل قــــراره داريـــــن
قال الشريف الرضي المتوفى 403 هـ:
وطاب ثراها والثرى غير طيب وذاب نداها والندى غيـر ذائـب كأن اليماني ذا العياب بأرضها يقلب من دارين ما في الحقائب
وقال أيضا:
يهدي إلينا شفعها ووترهـا عياب دارين حملن عطرها
وذكرها الشريف المرتضى المتوفي 436هـ:
كـــأنــــي ........ رب لـطــيــمــة تجعجعها في سوق دارين عاطر
قال المعري المتوفي 449 هـ:
وفارة دارين اقتراها لطيبه وما أمنت بلـواه فـارة داره
وقال ايضا:
من مسك ذي دارين أو مسك نجد يلقـى بصنعتـهـا العبـيـر ويمـسـك
قال ابن زيدون المتوفي عام 463 ه 1071م :
محاسـن مالـروض خامـره الـنـدى رواء إذا نصـت حلالـهـا ولا نـشـر متى انتشقت لم تطر دارين مسكها حيـاء ولـم يفـخـر بعنـبـره الشـحـر
وهذ ابن حيوس المتوفى سنة 473 هـ:
أهدت إلى مصر دمشق على النوى نظائـر مـا تهديـه داريــن والشـحـر
وابن الحداد المتوفى سنة 480 هـ:
عج بالحمى حيث الغياض الغين فعـسـى تـعـن لـنـا مـهـاة العـيـن واستقبلـن أرج النسيـم فـدارهـم نــديـــة الأرجـــــاء لا داريــــــن
قال ابن حمديس المتوفى عان 527 هـ :
وراهبـة أغلقـت ديرهـا فكنا مـع الليـل زوارهـا هدانا إليها شـذى قهـوة تذيـع لأنـفـك أسـرارهـا فما فاز بالمسك إلا فتى تيمـم داريــن أو دارهــا
قال الأعمى التطيلي المتوفي 525 هـ :
وأحسبـهـا غـنـت بـذكـرك مـوهـنـا وأيـدي المطايـا بالـرحـال بـواشـك لذلك جلاها من سنا الصبح شارق وصاك بها من مسك دارين صانك
ويذكرها التعاويذي المتوفى سنة 583هـ :
غراء ما دنست ملابسها على أيــدي اللـئـام بنـائـل مـمـنـون أرج الثناء يفـوح مـن أثنائهـا وكأنـمـا جـاءتـك مــن داريــن
قال صفي الدين الحلي:
إن الـشـبـاب شـفـيـع نـشــر بـردتــه من عطر دارين لا من عطر فنصور
قال ابن معتوق:
ومحجوبة لو ينظر البدر وجهها لخر صريعا وانثنى وهـو مغـرم إذا حدثـت فـي بقعـة أو تنفـسـت ففي بابل أو باسم داريـن توسـم
وقال أيضا:
إن كان مـا بيـن الديـار قرابـة فله إلـى داريـن أطيـب منتمـى حرم به يمسي المهند محرمـا ونرى به الماء المباح محرما
وهو القائل:
واد إذا دارين سافر طيبها عنها غدا متوطنا بجهاتـه
وقال الشاعر:
ألقى فيها فلجان من مسك دا ريـن وفلـج مــن فلـفـل حــزم
وقال أحدهم:
وإذ تنم وشاة الطيب عنك فـلا أراك حتى أداري مسك دارين
وقيل فيها أيضا:
إذا الـتـاجـر الـــداري جــــاء بــفــأرة من المسك راحت في مفارقهم تجري
وقال الشيخ جمال الدين أبو زكريا الصرصري :
عطر الثرى أرج كأن لطيمة من مسك دارين به تتضـوع
وقال أبو القاسم عبد الواحد بن الحريش الأصبهاني يرثي أبا العباس أحمد بن إبراهيم الضبي الملقب بالكافي الأوحد المتوفى سنة 399هـ :
فلو طاف في دارين ما طاب مسكه ولوعج فـي يبريـن مـا مـاج رملـه فيا من يكد النفس في طلـب العلـى اذا كبـرت نفـس الفتـى طـال شغلـه
الديانة
سكان جزيرة تاروت مسلمون وأغلبية سكان جزيرة تاروت من الشيعة في المملكة العربية السعودية
اللغة
اللغة العربية هي لغة أهالي الجزيرة
المدن
مدن جزيرة تاروت وهي تاروت و الربيعية وسنابس ودارين والزور والزور قرية صغيرة تقع في الشمال الشرقي من الجزيرة.
قرى الجزيرة الرئيسية
تاروت والربيعية وسنابس ودارين والزور وتتكون قرية تاروت من أحياء أهمها الديرة والتي كانت محاطة بسور يحيطها من جميع الجهات وقد اندثر حالياً وليس له وجود وقصر تاروت يقع في الجهة الجنوبية الغربية منه وأحياء منها حي الدشة والحوامي والفسيل و أرض الجبل و الحسينية و الوقف وباشلامة والنجيمةوالجفرةوفريق أبو براة والخارجية وفريق الأطرش.
الديرة
الديرة هي الحي الأقدام في جزيرة تاروت و المرتفع عن الأحياء كأنه في تل وسبب في ذلك هو اعماره من ذو الآف السنين حيث يعود تاريخه إلى عهد الفينيقيين. تجد فيه البيوت الطينية والحجرية متراصة، ذات أزقة ضيقة وممرات، وبالتجول بين أزقتها تفوح رائحة الماضي السحيق والتاريخ العميق، وبالعبور تحت أسقف سباطاتها ترتسم ذكريات أجيال وأجيال مرت من هنا.
النشاط الاقتصادي
مجتمع جزيرة تاروت يضم أربع فئات هي: الصيادون، والفلاحون، والتجار، وموظفو الحكومة والشركات والمؤسسات. فالفئة الأولى وهم الصيادون حيث يعمل كثير من أهالي الجزيرة في صيد اللؤلؤ والأسماك في الماضي والحاضر،أما صيد اللؤلؤ فقد اندثرت ولازال كثير من أهالي الجزيرة يعملون في صيد الأسماك في الحاضر،وقد تحول كثير منهم في الأونة الأخيرة للعمل في الأعمال الحكومية والخاصة وأيضاً في شركة أرامكو و الهيئة الملكية للجبيل وينبع كشركة سابك والمتقدمة وغيرها. وتعتبر الممون الرئيسي لأسواق المنطقة الشرقية بالسمك، حيث يتم بيع وشراء كميات كبيرة من الأسماك بالمزاد العلني كل يوم في سوق تاروت و القطيف وهو ما يسمى بالمفرش، ويعتبر المصدر الرئيسي لتزويد أسواق الدمام والخبر والظهران بالأسماك وامتدت إلى مدن المملكة العربية السعودية الأخرى.
أما الفئة الثانية وهم الفلاحون ففي القطاع الزراعي فقد حبا الله جزيرة تاروت أرضاً طيبة معطاء ومياه وافرة، فشمر الفلاح التاروتي عن ساعديه لحرث الأرض واستصلاحها وزرعها واستغلال خيراتها الممثلة في ثمار النخيل، والحمضيات والفواكه والخضراوات. وكان لاكتشاف البترول في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية دور كبيرفي صرف معظم الفلاحين عن مزاولة الزراعة، فاتجهوا إلى الانخراط في أعمال الزيت مما أدى إلى كساد الزراعة وإهمالها. لكن هناك مؤشرات تنبئ بعودة نشاط القطاع الزراعي في المنطقة إلى سابق عهده وذلك بفضل اهتمام أهل المنطقة بالزراعة، وبفضل المساعدات التي تقدمها الدولة لتشجيع هذا القطاع وتنميته ورفع مستواه.
والفئة الثالثة، وهي فئة التجار، فتسهم بدور كبير في تنمية الاقتصاد الوطني عن طريق استيراد وتصدير مختلف أنواع السلع والبضائع.
وأما الفئة الرابعة، وهي تمثل الموظفين العاملين لدى الدوائر والمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية، فينخرط منسوبوها في السلك الوظيفي الحكومي والمحلي، وقد التحق الكثيرون منهم بشركة ارامكو
قلعة تاروت
تقع قلعة تاروت في وسط جزيرة تاروت وبالتحديد في الطرف الجنوبي الغربي من حي الديرة ، فقد تم بناء قلعة تاروت في الجزيرة بين عامي 1515، 1521م ولكن من غير المعروف حتى الآن من الذي بناها رغم ترجيحات بعض بحاثة الآثار من ان أهالي القطيف وتاروت بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم إلا ان بعضا آخر من البحاثة يرى ان الغزاة البرتغال هم الذين بنوها لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم إلا أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوآل (البحرين).
التعديل الأخير تم بواسطة شرف عبد العزيز ; 30-06-08 الساعة 12:25 PM
|