لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الإسلامية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية


بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي . وصار الكلام أشبه ما يكون بالحولية التي تقرأ

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-08, 09:32 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الإسلامية
Newsuae بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

كثر الكلام عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي . وصار الكلام أشبه ما يكون بالحولية التي تقرأ في كل موسم وتنشر في كل عام حتى ملّ الناس سماع مثل هذا الكلام ، ولكن خوفاً من أن يكون ذلك كتمان للعلم نقدم هذه المشاركة في هذا الموضوع المشتقة من عدة مصادر وكان المصدر الرئيسي كتاب حول المولد النبوي الشريف للسيد محمد علوي مالكي رحمه الله تعالى ونفعنا به ورضي عنه ..


ونذكر مسائل هامة قبل ذكر أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي ..
الأولى : أننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والاجتماع لسماع سيرته والصلاة والسلام عليه وسماع المدائح التي تقال في حقه ، واطعام الطعام ، وادخال السرور على قلوب الأمة ..

الثانية : أننا لا نقول بسنية الاحتفال في ليلة مخصوصة بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين ، لأن ذكره صلى الله عليه وسلم والتعلق به يجب أن يكون في كل حين ، ويجب أن تمتلأ به النفوس . نعم إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لاقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض ، فيتذكرون بالحاضر الماضي وينتقلون من الشاهد إلى الغائب ..

الثالثة : أن هذه الاجتماعات هي وسيلة كبرى للدعوة إلى الله ، وهي فرصة ذهبية ويجب على الدعاة والعلماء أن يذكّروا الأمة بالنبي صلى الله عليه وسلم بأخلاقه وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته ، وأن ينصحوهم ويرشدوهم إلى الخير والفلاح ويحذروهم من البلاء والبدع والشر والفتن ، وليس المقصود من هذه الاجتماعات مجرد الاجتماعات والمظاهر، بل إن هذه وسيلة شريفة إلى غاية شريفة ، ومن لم يستفد شيئاً لدينه فهو محروم من خيرات المولد الشريف.

أدلة جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

الأول : أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر ولقد استدل الحافظ ابن حجر بما جاء في البخاري 9/146-3184 ، فتح الباري ج: 9 ص: 145
وذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال ما لقيت بعدكم راحة الا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين قال وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها .
ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد الدمشقي :

إذا كان هذا الكافـــــر جـــاء ذمه *** بتبـت يداه في الجحيم مخلــدا

أتى أنه في يوم الاثنيـــن دائمــــاً *** يخفف عنه للســرور بأحمــدا

فما الظن بالعبد الذي كان عمره *** بأحمد مسرورا ومات موحدا


الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود ، إذ سعد به كل موجود ، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟ فقال : (( فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) . رواه الامام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام ..

الثالث : أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن من قوله تعالى : () قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) (يونس:58) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى : () وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الانبياء:107) ..

الرابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت ، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لنذكرها ، وتعظيم يومها ، لأجلها ولأنه ظرف لها .

وقد أصل صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بنفسه كما صرح البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم :" لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء سأل عن ذلك فقيل له : أنهم يصومون لأن الله نجى نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومونه شكراً لله على هذه النعمة فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه " وقد كان الحافظ ابن حجر أول من استدل على هذا الحديث في جواز المولد النبوي ولا يمكن لأي مسلم كائناً من كان أن يقدح في عقيدة الحافظ ابن حجر ..

الخامس : أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهده صلى الله عليه وسلم فهو بدعة ولكنها حسنة لا ندرجها تحت الأدلة الشرعية والقواعد الكلية ، فهي بدعة باعتبار هيئتها الاجتماعية ، لا باعتبار أفرادها لوجود أفرادها في العهد النبوي ..

السادس : أن المولد الشريف يبعث على الصلاة والسلام بقوله تعالى : () إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (الأحزاب:56) وما كان يبعث على المطلوب شرعاً فهو مطلوب شرعاً ، فكم للصلاة عليه من فوائد نبوية وامدادات محمدية ومنها :

1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

2- موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا عليه دعاء وسؤال وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف .

3- موافقة ملائكته فيها فقد قال صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب"

4- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة .

5- أنه يرفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات .

6- ويرجى إجابة دعائه .

7- أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفرادها .

8- أنها سبب لغفران الذنوب وكفاية الله العبد ما أهمه .
9- أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة "

10- أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة وهي سبب لقضاء الحوائج .

11- أنها زكاة للمصلي وطهارة له .

12- أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .

13- أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .

14- أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي والمسلم عليه .

15- أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

16- أنها سبب لتذكرة العبد ما نسيه ونفي الفقر وتنفي عن العبد اسم البخل .

17- نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم .

18- أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.

19- أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم .

20- أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله .

21- أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .

22- أنه يخرج بها العبد عن الجفاء .

23- أنها سبب لإبقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض .

24- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه.

25- أنها سبب لنيل رحمة الله له .

26- أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك عقد من عقود الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها .

27- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لمحبته للعبد.

28- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .

29- أنها سب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده .
30- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه .

31- أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أداء لأقل القليل من حقه وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا .

32- أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة انعامه على عبيده بإرساله .


السابع : أن المولد الشريف ، يشمل على ذكر مولده الشريف ومعجزاته وسيرته والتعريف به ، أولسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به . والتأسي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته وكتب المولد تؤدي هذا المعنى تمامًا .

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أحمدباري ; 23-06-08 الساعة 10:08 PM
عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس

قديم 23-06-08, 09:33 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

يتبع

الثامن : التعرض لمكافأته بأداء بعض ما يجب له علينا ببيان أوصافه الكاملة وأخلاقه الفاضلة ، وقد كان الشعراء يفدون إليه صلى الله عليه وسلم بالقصائد ويرضى عملهم ، ويجزيهم على ذلك بالطيبات والصلاة ، فإذا كان يرضى عمن مدحه شعراً، فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله الشريفة، ففي ذلك التقرب له عليه السلام، باستجلاب محبته ورضاه .

وقد ذكر الحافظ ابن سيد الناس في كتابه منح المدح مائة وبضع وسبعين من الصحابة مدحوا ورثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيات غاية في الروعة ومنها ماهو مشهور ... كهذا البيت :

وإن الرسول لنور يستضاء بــه ... مهند من سيوف الله مسلول

روى الطبراني بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قفل من تبوك - يعني وهو عائد من تبوك - قال له عمه العباس : يارسول الله أأذن لى أن امتدحك فقال له رسول الله : " قل لا يفضض الله فاك ياعم " فلم تسقط أسنانه حتى مات فأنشد ..

من قبلها طبت في الظـــلال *** وفي مستودع حيث يأفك الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر أنت *** ولا نطفه ولا مضغـــــه ولا علـق

نطفــــــه تركب السفينــــة *** وقد الجم نســر وأهله الغـــرق

حتى احتوى بيتك المهيمــن *** من جلدت علــيّ دونها النطــــق

وأنت لمـــا ولدت أشرقــــت *** الأرض وضاءت بنــورك الأفــق

فنحن في ذلك النــور وذلك *** الضياء سبل الرشـــاد نختـــرق


[1706] وروى الشافعي أن عمر بن الخطاب في عهده دخل المسجد فوجد حسان بن ثابت ينشد الشعر في مدح الرسول .. فقال : حسان أشعر في مسجد رسول الله ؟
فقال : لقد أنشدته عند من هو خير منك ياعمر .. ثم التفت إلى أبو هريرة وقال : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أيده بروح القدس .. فقال: نعم ، فقال: فاتخذوا لحسان منبر في المسجد ينشد الشعر في مدح رسول الله "
هذا دليل على أن الصحابه مدحوا رسول الله بعد وفاته ، واعتراض سيدنا عمر على الشعر لم يكن اعتراضاً على مدح رسول الله أو على الشعر إنما كان اعتراضاً على المكان الذي يُنشد فيه ، ألا وهو المسجد .. والله أعلم .

[2\192] من الطبقات الكبرى للزهري عن بكر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت الله لكم )) ..

التاسع : أن معرفة شمائله ومعجزاته وارهاصاته تستدعي كمال الإيمان به عليه الصلاة والسلام وزيادة المحبة ، إذ الإنسان مطبوع على حب الجميل ، خَلقَاً وخُلُقاً ، علماً وعملاً ، حالاً واعتقاداً ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل من أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة المحبة وكمال الإيمان مطلوبان شرعاً فما كان يستدعيهما مطلوب كذلك .

العاشر : أن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مشروع ، والفرح بيوم ميلاده الشريف بإظهار السرور ووضع الولائم والاجتماع للذكر وإكرام الفقراء من أظهر مظاهر التعظيم والابتهاج والفرح والشكر لله ، بما هدانا لدينه القويم ، وما من به علينا من بعثه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

الحادي عشر : يُؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم الجمعة ، وعد مزاياه ، وفيه خلق آدم تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء عليهم السلام فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين والمرسلين .

ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه بل يكون له خصوصاً ولنوعه عموماً مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة ، شكراً للنعمة وإظهاراً لمزية النبوة وكما يُؤخذ تعظيم المكان الذي ولد فيه نبي من أمر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة ركعتين ببيت لحم ثم قال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وفيه اتباع لما جاء في القرآن من ذكر قصص ميلاد عدد من الأنبياء عليهم السلام ، كقصة مولد سيدنا موسى ويحيي وعيسى ومريم عليهم الصلاة والسلام جميعاً .... وهل يتأتى أن يذكر مولد هؤلاء الأنبياء وغيرهم ولا نذكر نحن مولد أفضل الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟؟؟ وليس في هذا تشبه باليهود والنصارى كما يقول بعض المعارضين .... !!!!

الثاني عشر : أن المولد أمر يستحسنه العلماء والمسلمون في جميع البلاد ، وجرى به العمل في كل صقع فهو مطلوب شرعاً للقاعدة المأخوذة من حديث ابن مسعود الموقوف : (( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ومارآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح )) أخرجه أحمد

الثالث عشر : أن المولد اجتماع ذكر وصدقه ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة ، وهذه أمور مطلوبة شرعاً وممدوحة ، وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها .

أن الله تعالى قال : () وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ )) (هود: من الآية120)

يظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من احتياجاته هو صلى الله عليه وسلم .

الرابع عشر: ليس كل مالم يفعله السلف ولم يكن في الصدر الأول ، فهو بدعة منكرة سيئة يحرم فعلها ويجب الإنكار عليها بل يجب أن يعرض ما أحدث على أدلة الشرع فما اشتمل على مصلحة فهو واجب أو على محرم فهو محرم ، وللوسائل حكم المقاصد ، وقد قسم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام:

واجبة : كالرد على أهل الزيغ ، وتعلم النحو.
ومندوبة : كإحداث الربط والمدارس ، والأذان على المنابر وصنع إحسان لم يعهد في الصدر الأول.
ومكروه : كزخرفة المساجد ، وتزويق المصاحف .
ومباحة : كاستعمال المنخل ، والتوسع في المأكل والمشرب .
ومحرمة : وهي ما أحدث لمخالفة السنة ولم تشمله أدلة الشرع العامة ولم يحتو على مصلحة شرعية .

الخامس عشر: أما الحديثان التاليان للمصطفى صلى الله عليه وسلم : " كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " ، " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "

وقد فـُسرت من البعض أن كل الأولى لفظ عموم .. عموم في الدين والدنيا والثانيه خاصه في الدين!

ولكن ليست كل بدعة محرمة ولو كان كذلك لحرم جمع أبو بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم ؟!

ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح مع قوله : " نعمت البدعة هذه " ؟!

وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ؟!

ولوجب علينا حرب الكفار بالسهام والأقواس مع حربهم لنا بالرصاص والمدافع والدبابات ؟! ، وبناء الجامعات وتسميتها بهذا الإسم وتسمية الندوات والمحاضرات بهذا الإسم فإنه لم يذكر أن رسول الله أو أحداً من الصحابة سمى بهذا الإسم ، وزيادة الآذان الأول يوم الجمعة ؟! ، وزيادة سيدنا عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد ؟! ..

وقال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري : " وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة ، لكن منها ما يكون حسناً ومنها مايكون خلاف ذلك " أ . هـ

وقال الشافعي : " البدعة بدعتان : بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود ، وما خالف السنة فهو مذموم . أ . هـ

وقال أيضاً : " ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو اجماعاً أو أثراً فهو البدعة الضالة وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو المحمود ". أ . هـ

فمن ثم قيد العلماء رضي الله عنهم حديث كل بدعة ضلالة بالبدعة السيئة ، ويصرح بهذا القيد ما وقع من أكابر الصحابة والتابعين من المحدثات التي لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم . ونحن اليوم قد أحدثنا مسائل كثيرة لم يفعلها السلف وذلك كجمع الناس على إمام واحد في آخر الليل لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح ، وكختم القرآن فيها ، وكقراءة دعاء ختم القرآن وإطالته وكنداء المنادي بقوله صلاة القيام أثابكم الله ، فكل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من السلف ، فهل يكون له بدعة ؟؟ أو يكون محرماً فعله ؟؟ !! ..

السادس عشر : وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها )) ..

إذا كان معنى الحديث كما هو متعارف أن من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحيا سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذن فعلى هذا الأساس نُكمل شرح الحديث - على أنه ليس من المعقول أنه تشرح حديثاً على قاعدة ثم تغييرالقاعدة لشرح باقي هذا الحديث - فمن سن سنة سيئة أي أحيا سنة سيئة لرسول الله !! هل رسول الله له سنة سيئة حتى نحييها ؟؟!! ، حاشاه عن ذلك .

إذن فليس هذا هو الشرح الصحيح وإنما لو قلنا أن من أحدث أو سن سنة حسنة في الدين بعموم اللفظ فله أجرها وأجر من عمل بها وبالتالي من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وإن المولد النبوي من السنن الحسنة كما ذُكر آنفاً .. والله أعلم .

السابع عشر: أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك مشروع في الإسلام ، فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والذبح بمنى كلها حوادث ماضية سابقة ، يحي المسلمون ذكراها بتجديد صورتها في الواقع .

الثامن عشر: كل ما ذكرنا سابقاً من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الانكار عليها ،أما إذا اشتمل المولد على شئ مما يجب الانكارعليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلم فهذا لاشك فيه من المحرمات لكن تحريمه حينئذ يكون عارضياً لا ذاتياً كما لا يخفى على من تأمل ذلك .



ما يشتمل عليه المولد النبوي

1- الصلاه على النبي صلى الله عليه وسلم وهي واجبه بأمر الله (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (الأحزاب:56)

2- معرفه السيرة النبوية وهي واجبة فقد مُلئت الآيات القرآنية بها ..

3- معرفة أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مذكورة في القرآن الكريم بالإضافة إلى إكثار الصحابة من وصفه بصفات دقيقة (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى )) ، () أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )

روى الترمذي بسند صحيح " جاء الحسن إلى خاله هند ابن أبي هاله وكان رجلاً وصافاً ، فقال له يا خال : صف لي رسول الله .. فإنى اشتهى أن أسمعها " وكيف لا تكون رؤيته محببه وسماع أوصافه وهو من سننجو به يوم القيامة ، فإذا كان الرسول شوقنا لرؤيته .. فكيف لا نتخيل شكله ونشتاق لرؤيته !!

وقال صلى الله عليه وسلم : ( ويل لمن لا يرانى يوم القيامة ، فقالت السيدة عائشة : ومن ذا الذي لا يراك يا رسول الله ؟ فقال : من ذكرت عنده ولم يصلي عليه )

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 09:36 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

يتبع....


رأى الشيخ ابن تيمية في المولد

يقول : قد يثاب بعض الناس على فعل المولد .

وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع.

ثم قال : واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع ، وفيه أيضاً شر من بدعة وغيرها فيكون ذلك العمل شراً بالنسبة إلى الاعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين .

وهذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة فعليك هنا بأدبين :

أحدهما : أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك وأعرف المعروف وأنكر المنكر .

الثاني : أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ماهو أنكر منه أو بترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الامكان إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشئ ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه .

ثم قال : " فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم " . انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (294)



الرد على بعض الإشكاليات عند المعارضين


قولهم أن بعض الألفاظ تحمل من الشركيات ومنها قول العارف بالله الإمام البوصيري في البردة :

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العَمِمِ

حين يتأمل القارئ في ماهو الحادث العَمِم ؟؟!!

أي الذي يعم الكون بأسره من إنس وجان .. بل وجميع الخلائق ، فلن يخطر ببال أي إنسان إلا أن يكون هذا الحادث يوم القيامة ..

أي أن المراد من قول الإمام البوصيري هو طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وحيث أنه ليس لنا أحد نلوذ ونتوسل به ونستشفع به إلى الله سوى خير البرية في ذلك المقام الذي يقول فيه الرسل والأنبياء نفسي .. نفسي .. لست لها ، لست لها ويقول رسولنا الكريم : أنا لها ، أنا لها ..

فهل لك يا من ترفض التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب مباشرة إلى رب العزة يوم القيامة ولا تتوسل وتطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم ؟؟ !!

وكذلك في حديث عن أبي الجوزاء قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكو إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت :

انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا كوّه إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف .

قال : ففعلوا فمطروا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى فتقت فسمي ذلك العام عام الفتق ..




قال الإمام السيوطي : " إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم ، ووفاته أعظم المصائب لنا ؛ والشريعة حثت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكروفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقة ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع . فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته..


أما أن الاحتفال ليس دليلاً على محبته صلى الله عليه وسلم ..

فنقول : إن إثبات المحبة بالاتباع لا ينفي اثباتها به مع مزيد العناية والاهتمام المشروعين المتمثلين في الاحتفال الذي لا يخرج عن القواعد والأصول عند ذوي العقول ، بل أبعد من هذا أن المحبة تثبت مع الاتباع المشوب بشئ من المخالفة ، فقد أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب ثم أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثرما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تلعنوه والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله "

فإذن إن أصل المحبة يثبت ولو مع بعض المخالفة ، فيثاب العبد على محبته وثوابه عظيم ، لأن المحبة تصيّر المرء مع من أحب كما صح في الحديث ..


يقول البعض : " لا يجوز أن تقول الله ورسوله إنما تقول الله ثم الرسول " ..

نقول لهم : " من أين جئت بهذا التحريم وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم في ثمان وخمسين موضع وليس لك أي دليل على ذلك قال تعالى : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُْمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))
بالإضافة إلى أن أول ما تنطق به في إسلامك وهو الشهادتين (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله )) ولم يقل : (( أشهد أن لا إله إلا الله ثم أن محمداً رسول الله )) ؟؟؟ !!! ..



وقد يقول بعض الناس :" نحن لا نختلف في جواز المولد ولكن لا تسموه مولداً وإنما قولوا محاضرة أو ذكرأوإلخ"؟!.

فنقول له هل كان لفظ الملك أوسلطان أوخليفة أو وزير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ أوأن ذكر جامعة إسلامية في عهد رسول الله ؟؟ ، وهي ليست موجوده في الإسلام ولا بإسلوبها المنظم ، إذن فلا نجد أي إشكالات في المسميات ومن يتحجج بها فهو من الجهل بعينه لأن المضمون هو الأهم وليس المسميات ..



يزعم بعض المعارضين أنه لو كان المولد من الدين لبينه رسول الله للأمة أو فعله في حياته أو فعله الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا يمكن القول أن الرسول لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفائه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين " ...

أن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة من بعده ،لا يعتبر تركهم له تحريماً ، وحيث أن كل ما تشمله الأدلة الشريعة ولم يقصد بإحداثه مخالفة الشريعة ولم يشتمل على منكر فهو من الدين فمن زعم شئ بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل وكانت دعواه باطلة .
وفي صحيح مسلم 4/2059 – 1017 فقال عليه الصلاة والسلام : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ، ولا ينقص من أجورهم شئ )) ورواه ابن حبان وابن خزيمة والدارمي وغيرهم ..



ويقول البعض : لا تقولوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قولوا رسول الله أو نبي الله ؟؟!! ..


ونقول لهم أنه لما حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود بعد غزوة الخندق وطلبوا أن يحكم عليهم سعد بن معاذ رضي الله عنه وكان يطبب في المسجد النبوي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُؤتى به ولما جاء قال لهم رسول الله : (( قوموا لسيدكم )) ..

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون عن أبوبكر وبلال رضي الله عنهم : (( أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا )) ..

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 09:37 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

تابع ......................

ونأتي لما يسمى بالشركيات :


إن بعض الناس هداهم الله يُشركون الناس ويقولون لهم : لو فعلتم هذا فأنتم مشركون.

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - في صحيح البخاري - : (( والله إنى لا أخاف أن تشركوا بعدي إن الشيطان أييس أن يعبده المصلون في جزيره العرب )) ..

روى مسلم والترمذي وابن حنبل وغيرهم عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم )) ..

ثم إنهم يستشهدون بهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم عن أبو هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنه قال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لن تقوم الساعه حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذى الخلصه صنم بنجران)) - ولكنهم لا يكملوا الحديث - فقالت السيده عائشة : يا رسول الله أويعود الشرك ؟ قال : لا يا عائشه .. لكنها تأتي ريح طيبة تقبض روح كل مؤمن فإذا كان ذلك رجع الناس للشرك ))..

وفي شرحه قال الإمام ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري " :
قال ابن بطال: هذا الحديث وما أشبهه ليس المراد به أن الدين ينقطع كله في جميع أقطار الأرض حتى لا يبقى منه شيء، لأنه ثبت أن الإِسلام يبقى إلى قيام الساعة، إلا أنه يضعف ويعود غريباً كما بدأ.

ثم ذكر حديث «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق» الحديث قال: فتبين في هذا الحديث تخصيص الأخبار الأخرى، وأن الطائفة التي تبقى على الحق تكون ببيت المقدس إلى أن تقوم الساعة. قال فبهذا تأتلف الأخبار.
قلت: ليس فيما احتج به تصريح إلى بقاء أولئك إلى قيام الساعة، وإنما فيه «حتى يأتي أمر الله» فيحتمل أن يكون المراد بأمر الله ما ذكر من قبض من بقي من المؤمنين، وظواهر الأخبار تقتضي أن الموصوفين بكونهم ببيت المقدس أن آخرههم من كان مع عيسى عليه السلام، ثم إذا بعث الله الريح الطيبة فقبضت روح كل مؤمن لم يبق إلا شرار الناس." اهـ.



وإن قالوا أنهم يخافون على الأمة أن تشرك فهل هم أحرص على الأمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يحذرنا من الشرك فقد قال الله تعالى : (( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:128) ..

ثم إنهم أيضاً يمنعون ويجعلون التوسل برسول الله من الشركيات فهل هم أعلم من القرآن ؟؟

قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) .
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : (( لقد علم المحظوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة )) فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/841) وقال مخرجه وحيد الله محمد عباس : إسناده صحيح .


ومن الذين كتبوا في هذا المجال من كبار علماء الأمة وأثنوا على الموالد النبوية :

1- الحافظ محمد بن أبي بكر القيسي الدمشقي الشافعي المعروف بالحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي .

2- الحافظ عبد الرحيم المصري الشهير بالحافظ العراقي ومن كتبه المورد الهني في المولد السني .

3- الحافظ محمد القاهري المعروف بالحافظ السخاوي .

4- وقد صنف الإمام ابن كثير مولداً نبوياً طبع أخيراً بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد .

5- الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري وسمى كتابه عَرف التعريف بالمولد الشريف .

6- الإمام الحافظ ابن الجوزي .

7- الإمام الحافظ ابن حجر العسقلانى صاحب كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري اثنى على الموالد وأنها خير ..

8- الحافظ الشريف الكتاني وكتابه اليمن والإسعاد بمولد خير العباد ..

9- الإمام ابن تيميه أثنى على الموالد وحتى في فتاواه قال ذلك

10- والحسيني والعدناني والبرزنجي والعروسي والنابلسي وغيرهم الكثير

11- والإمام ابن كثير الذي ألف مولدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..

12 - والإمام النووي شارح صحيح مسلم وقد أثنى على من عمل المولد ..

13- وقد ألف ابن سيد الناس وهو من تابع التابعين وقرنه من أفضل القرون كتاب منح المدح ذكر فيه مائة وسبعين من الصحابة اشتركوا في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


أترك الإجابة لك أخي المسلم .. وأختي المسلمة ..

هل يحق لك أيها العبد الفقير الذي لم تبلغ عُشر ما بلغه هؤلاء الأئمة أن تقدح في عقيدة هؤلاء الأئمة العظام جزاهم الله كل خير ونفعنا بهم على ما قدموه من العلم .؟؟
والذين يدين لهم العالم الإسلامي بأجمعه على ما صنفوه من الكتب النافعة في الحديث والفقه والشروحات وغيرها من العلوم .. هل كانوا فجار ؟؟ !!
أم مرتكبي فواحش وموبقات .؟؟؟ !!! وهل هم – كما يزعم المعارض –
يشابهون النصارى في احتفالاتهم بميلاد المسيح عيسى عليه السلام ؟؟؟ !!!!
وهل هم يقولون بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ؟!



وقفة تأمل

قال تعالى: (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) (الذاريات - 55).

إذا كانت الأمم والشعوب، عبر الأزمنة والتاريخ تقيم المعالم المادية والرسومات, وتسمى الشوارع والساحات بأسماء رجال صنعوا مجد أممهم، حتى تجعل الأجيال تتذكر الذكرى الحسنة، هؤلاء الذين كان لهم الفضل الكبير في أن ينعموا هم بعيشة راضية، فيعتبر الخلف فيتحلى ويواصل.

ولأن أعظم مخلوق غيّر مجرى الحياة الإنسانية إلى الأفضل، وأعظم مخلوق يستحق أن يتذكّره النّاس جميعا بمحامد الفعّال وكريم الخصال وسامي القيّم والمبادىْ، وأن نقدسه نحن المسلمين وأن نقف طويلا عند كلّ حركة وسكون نتأمل ونقتبس من نوره... هو سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم.

ولو أردنا أن نتتبـع زمنـيا ومكانـيا المناقب السلوكية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما كفانا الدّهر كلّه، ولو كانت كلّ أيام السّنة احتفالات به فقط لما كفت.

إن ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم هو في الحقيقة, ميلاد الإنسانية الراشدة، ميلاد نور ملأ الوجود هداية, وعدلا, ورحمة ودعوة إلى كلّ خير، بل هو ميلاد الإنسانية ثانية بعـد غياهب الجاهلية.

ألا يستحق هذا المولد منّا وقفة إجلال وتقدير واعتراف وتذّكر لصاحب هذا المولد؟

سؤال لمن يبحث عن أدلة لجواز الاحتفال بمولده عليه أفضل الصلاة والسلام...


وانا متأكد من أن أحدكم لو رزق من رب العزة بولد لم يسعه الكون كله من فرحه بمجيئه، وقد يكون ذلك الولد له مجرد عاق له ولامه ولو افاض عليه بمحبته وحنانه، فكيف من كان بشرى لك في الدنيا والاخرة وملأ حياتك رحمة ونفعك بمجرد انك ذكرت اسمه عليه افضل الصلاة واتم التسليم اتبخل عليه بفرحة وتخليد لمولده وهو الكريم الرحيم العفو والدر المصفى لصفات الحق جل وعلا

والله إنا لنستحي أن نذكر ونبرر بالدلائل ونفهم المعترضين إلى هذا اليوم وهو الذي مر على مولده قرابة الأربعة عشر قرنا ولحد الآن هناك من يعترض ويريد أدلة وبراهين على الاحتفال والذكرى لمولده

والله انه لتجاوز في حقه صلى الله تعالى عليه وسلم أن الناس (غير المسلمين) يحتفلون كل عام حتى بعيد الشجرة ويخلدونها وهي كائن حي لمجرد أنها تعطيهم الثمر واللون المريح لاعينهم لتجمل حياتهم، ونحن نشكك بمولد من اعطانا الحياة بأكملها وعرفنا أن لها معنى وطعما ومنهاجا وحلاوة الا يكفيكم هذا؟

( {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }الحجرات4).

وصلى الله تعالى على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما .

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
قديم 23-06-08, 09:44 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81701
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: أحمدباري عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحمدباري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحمدباري المنتدى : البحوث الإسلامية
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن نقول بأن المولد ليس ألزامي

ولكن لا يحق لنا أن نطلق التحريم لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وعندي تسأل: هل ما تركه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يفعله أو تركه السّلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنّهي عن ذلك الشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته.

قبل الدخول في هذا الموضوع علينا أن نبين الآتي:

ما هو الحكم الشرعي؟

الحكم هو خطاب الله المتعلّق بفعل المكلّف,وأنواعه خمسة:

1. الواجب أو الفرض: وهو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه مثل الصّلاة والزكاة وصوم رمضان وبر الوالدين.

2. الحرام: وهو ما يعاقب فاعله ويثاب تاركه , مثل الربا والزنا والعقوق والخمر.

3. المندوب: وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه, مثل نوافل الصّلاة.

4. المكروه: وهو ما يثاب تاركه ولا عقاب على فاعله, مثل صلاة النافلة بعد صلاة الصبح أو العصر.

5. المباح أو الحلال: وهو ما ليس في فعله ولا تركه ثواب ولا عقاب مثل أكل الطيّبات والتجارة.

فهذه أنواع الحكم التي يدور عليها الفقه الإسلامي, ولا يجوز لمجتهد صحابياً كان أو غيره أن يصدر حكماً من هذه الأحكام إلاّ بدليل من الأدلّة السّابقة, وهذا معلوم من الدين بالضرورة لا يحتاج إلى بيان.


ما هو الترك؟

نقصد بالترك في هذا الموضوع:
أن يترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شيئاً لم يفعله أو يتركه السّلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنّهي عن ذلك الشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته.

وقد أكثر الاستدلال به كثير من المتأخرين على تحريم أشياء أو ذمّـها , وأفرط في استعمالها.


أنواع الترك

إذا ترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم شيئاً فيحتمل وجوهاً غير التحريم:

1. أن يكون تركه عادة: قدّم إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم ضب مشوي فمد يده الشريفة ليأكل منه فقيل: إنّه ضب, فأمسك عنه, فسئل: أحرام هو؟ فقال: لا ولكنّه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه. والحديث في الصّحيحين وهو يدل على أمرين:
أحدهما: أنّ تركه للشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه.
والآخر: أنّ استقذار الشيء لا يدل على تحريمه أيضاً.

2. أن يكون تركه نسياناً, سها صلّى الله عليه وآله وسلّم في الصّلاة فترك منها شيئاً فسئل: هل حدث في الصّلاة شيء؟ فقال: ((إنّما أنا بشر أنسى كما تنسون, فإذا نسيت فذكّـروني.))

3. أن يكون تركه مخافة أن يفرض على أمته, كتركه صلاة التراويح حين اجتمع الصّحابة ليصلّوها معه.

4. أن يكون تركه لعدم تفكيره فيه, ولم يخطر على باله, كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يخطب الجمعة إلى جذع نخلة ولم يفكر في عمل كرسي يقوم عليه ساعة الخطبة, فلمّا اقترح عليه عمل منبر يخطب عليه وافق وأقره لأنّه أبلغ في الإسماع.
واقترح الصحابة أن يبنوا له دكّة من طين يجلس عليها ليعرفه الوافد الغريب, فوافقهم ولم يفكر فيها من قبل نفسه.

5. أن يكون تركه لدخوله في عموم آيات أو أحاديث, كتركه صلاة الضحى وكثيراً من المندوبات لأنّها مشمولة لقول الله تعالى ((وافعلوا الخير لعلّـكم تفلحون)) وأمثال ذلك كثـيرة.

6. أن يكون تركه خشية تغيّر قلوب الصحابة أو بعضهم: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعائشة: ((لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السّلام فإنّ قريشاً استقصرت بناءه)). وهو في الصحيحين.

فترك صلّى الله عليه وآله وسلّم نقض البيت وإعادة بنائه حفظاً لقلوب أصحابه القريبي العهد بالإسلام من أهل مكّة... ويحتمل تركه صلّى الله عليه وآله وسلّم وجوهاً أخرى تعلم من تتبع كتب السنّة, ولم يأت في حديث ولا أثر تصريح بأنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا ترك شيئاً كان حراماً أو مكروهاً.


الترك لا يدل على التحريم
والترك وحده إن لم يصحبه نص على أنّ المتروك محظور لا يكون حجّة في ذلك بل غايته أن يفيد أنّ ترك ذلك الفعل مشروع, وإمّـا أنّ ذلك الفعل المتروك يكون محظوراً فهذا لا يستفاد من الترك وحده, وإنمـا يستفاد من دليل يدل عليه.

وقد أنكر بعضهم هذه القاعدة ونفى أن تكون من علم الأصول فدل بإنكاره على جهل عريض, وعقل مريض.

وها أنا ذا أبين أدلتها في الوجوه التالية:

أحدهما: أن الذي يدل على التحريم ثلاثة أشياء:
1. النـهي, نحو (( ولا تقربوا الزنا )) , ((ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل. ))

2. لفظ التحريم نحو ((حرمت عليكم الميتة )).

3. ذم الفعل أو التوعد عليه بالعقاب, نحو (( من غش فليس منا )).

والترك ليس واحداً من هذه الثلاثة,فلا يقتضي التحريم.

ثانيها: إنّ الله تعالى قال : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ولم يقل: وما تركه فانتهوا عنه ، فالترك لا يفيد التحريم.

ثالثها: قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( ما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه )) ولم يقل: وما تركته فاجتنبوه فكيف دل الترك على التحريم؟

رابعها: أنّ الأصوليين عرفوا السنّـة بأنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وفعله وتقريره ولم يقولوا وتركه, لأنه ليس بدليل.

خامسها: تقدم أن الحكم خطاب الله , وذكر الأصوليون : أن الذي يدل عليه قرآن أو سنة أو إجماع أو قياس، والترك ليس واحداً منها فلا يكون دليلاً.

سادسها: تقدم أن الترك يحتمل أنواعاً غير التحريم , والقاعدة الأصولية أن ما دخله الاحتمال سقط به الاستدلال بل سبق أيضاً أنه لم يرد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ,إذا ترك شيئاً كان حراماً وهذا وحده كاف في بطلان الاستدلال به.

سابعها: أن الترك ظل كأنه عدم فعل, والعدم هو الأصل والفعل طارئ والأصل لا يدل على شيء لغة ولا شرعاً, فلا يقتضي الترك تحريماً.

قال البخاري في صحيحه: (باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم)وروى فيه عن ابن عمر قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتماً من ذهب فاتـخذ الناس خواتيم من ذهب فقال: إني اتخذت خاتماً من ذهب)) فنبذه وقال: ((إني لن ألبسه أبداً)) فنبذ الناس خواتيمهم . قال الحافظ : اقتصر على هذا المثال لاشتماله على تأسيهم به في الفعل والترك.
قلت: في تعبيره بالترك تجوّز, لأن النبذ فعل, فهم تأسّوا به في الفعل، والترك ناشئ عنه.

وكذلك لما خلع نعله في الصلاة، وخلع الناس نعالهم, تأسوا به في خلع النعل، وهو فعل نتيجته الترك.

وليس هذا هو محل بحثنا كما هو ظاهر.

وأيضاً فإننا لا ننكر إتباعه صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما يصدر عنه ، بل نرى فيه الفوز والسعادة لكن ما لم يفعله كالاحتفال بالمولد النبوي وليلة المعراج ، لا نقول إنه حرام ، لأنه افتراء على الله ، إذ الترك لا يقتضي التحريم.

وكذلك ترك السلف لشيء- أي عدم فعلهم له- لا يدل على أنه محظور ، قال الإمام الشافعي: (( كل ماله مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف )) لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت ، أو لما هو أفضل منه أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به.


ماذا يقتضي الترك؟

بيّـنا فيما سبق أن الترك لا يقتضي تحريـماً وإنما يقتضي جواز المتروك, ولهذا المعنى أورده العلماء في كتب الحديث, فروى أبو داوود والنسائي عن جابر رضي الله عنه قال: (( كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك الوضوء مما غيرت النار. )) أوردوه تحت ترجمة: " ترك الوضوء مما مست النار "

والاستدلال به في هذا المعنى واضح ، لأنه لو كان الوضوء مما طبخ بالنار واجباً ما تركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحديث تركه دل على أنه غير واجب.

قال الإمام أبو عبد الله التلمساني في مفتاح الوصول: (( ويلحق بالفعل في الدلالة, الترك ، فإنه كما يستدل بفعله صلى الله عليه وآله وسلم على عدم التحريم يستدل بتركه على عدم الوجوب ، وهذا كاحتجاج أصحابنا على عدم وجوب الوضوء مما مست النار به )) .

روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضّـأ ، وكاحتجاجهم على أن الحجامة لا تنقض الوضوء ، بما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم احتجم ولم يتوضّـأ وصلّى. (انظر مفتاح الوصول ص93 طبعة مكتبة الخانجي)


إزالة اشتباه:

ومن هنا نشأت القاعدة الأصوليّة: جائز الترك ليس بواجـب.

ومن هذه القاعدة نقول: هناك عيدين في الإسلام: عيد الأضحى وعيد الفطر، أما الاحتفالات الأخرى كالاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهي ليست إلزامية ولا ممنوعة.

 
 

 

عرض البوم صور أحمدباري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بحث حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الإسلامية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية