كاتب الموضوع :
أحمدباري
المنتدى :
البحوث الإسلامية
تتميـم
قال عبدا لله بن المبارك : أخبرنا سلام بن أبي مطيع عن ابن أبي دخيلة عن أبيه قال:
كنت عند ابن عمر فقال: ( نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عن الزبيب والتمر يعني أن يخلطا).
فقال لي رجل من خلفي: ما قال؟ فقلت: (حرّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم التمر والزبيب).
فقال عبدا لله بن عمر : (كذبت)!
فقلت: (ألم تقل نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عنه ؟فهو حرام)
فقال: (أنت تشهد بذلك )؟
قال سلام كأنه يقول: ما نهى النبي صلّى الله عليه وآله وسلم فهو أدب.
قلت: انظر إلى ابن عمر - وهو من فقهاء الصحابة – كذّب الذي فسّر نهى بلفظ حرّم ، وإن كان النهي يفيد التحريم لكن ليس صريحاً فيه بل يفيد الكراهة أيضاً وهي المراد بقول سلام: فهو أدب.
ومعنى كلام ابن عمر : أن المسلم لا يجوز له أن يتجـرأ على الحكم بالتحريم إلا بدليل صريح من الكتاب أو السنّة ، وعلى هذا درج الصحابة والتابعون والأئمّـة.
قال إبراهيم النخعي , وهو تابعي: كانوا يكرهون أشياء لا يحرّمونها, كذلك كان مالك والشافعي وأحمد كانوا يتوقّـون إطلاق لفظ الحرام على ما لم يتيقن تحريمه لنوع شبهة فيه, أو اختلاف أو نحو ذلك ، بل كان أحدهم يقول أكره كذا, لا يزيد على ذلك.
ويقول الإمام الشافعي تارة : أخشى أن يكون حراماً ولا يجزم بالتحريم يخاف أحدهم إذا جزم بالتحريم أن يشمله قول الله تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ))
فما لهؤلاء من طلبة العلم اليوم يجزمون بتحريم أشياء مع المبالغة في ذمها بلا دليل إلا دعواهم أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها وهذا لا يفيد تحريماً ولا كراهة .
نماذج من الترك
هذه نماذج لأشياء لم يفعلها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:
- الاحتفال بالمولد النبوي.
- الاحتفال بليلة المعراج.
- إحياء ليلة النصف من شعبان.
- قراءة القرآن على الميت في الدار.
- قراءة القرآن عليه في القبر قبل الدفن وبعده.
- صلاة التراويح أكثر من ثماني ركعات.
فمن حرّم هذه الأشياء ونحوها بدعوى أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لم يفعلها فاتلُ عليه قول الله تعالى: (( آلله أذن لكم أم على الله تفترون.)).
لا يقال: وإباحة هذه الأشياء ونحوها داخلة في عموم الآية لأنـا نقول: ما لم يرد نهي عنه يفيد تحريمه أو كراهته , فالأفضل فيه الإباحة لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ((وما سكت عنه فهو عفو)) أي مباح.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
|