المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رد د/ نبيل فاروق بعد مقال جريدة الدستور
أصدقائى .. أصدقاء الورق ..
منذ أكثر من ثلاث سنوات، وعقب أأزمتى الصحية، التى لم أتجاوزها حتى الآن، أتعرّض لهجمة شرسة، من عدة جبهات، اجتمعت كلها على محاولة تشويه صورتى أمامكم، وإظهارى بمظهر الشخص المادى، العدوانى، المغرور، الأنانى، بل والكاذب المدّعى أيضاً، وكنت طوال تلك الفترة أنأى عن نفسى من الدخول فى هذا الصراع، أو خوض معركة لا أؤمن بها، ولا أريد دفعكم إليها، ربا لثقتى فى أن كتاباتى تبوح بما لن يبوح به دفاعى، ولثقتى الأكبر فى الله سبحانه وتعالى وفيكم، وفى التاريخ، الذى سيحكم يوماً بينى وبينهم، ويسطر بين صفحاته الحقيقة دون سواها، وإن طال الزمن ....
الحروب الوحيدة التى أخوضها دوماً، ولا ولم ولن أتردّد لحظة واحدة عن خوضها، أياً كانت النتائج، وأياً كانت الجهة المواجهة، هى فى سبيل الله عزّ وجلّ، وما أراه حقاً، ودفاعاً عن حرية الفكر والكلمة، أو حفاظاً على كرامتى، وكرامة كل كاتب وأديب، وحقه فى أن يعلن فكره بكل حرية، دون قهر أو حجر، او إجبار ..
وفى سبيل هذا تحمّلت الكثير ...
صديق عزيز هاجمنى بعنف، على شبكة الانترنت ..
صحفية شابة، حصلت على حديث صحفى معى، ثم انتقت منه ما يظهرنى بمظهر المتعالى المغرور ...
صحفى يسألنى عن كاتب أقرأ اسمه فقط على أسوار محطات القطار، وعما إذا كنت مستعداً لقراءة أعماله، فأخبره أنه لا مانع لدى فى هذا، حتى أعرف مايقول على الأقل، فينشر الحديث مؤكداً إعجابى الشديد بذلك الكاتب، ثم يتهمنى بانعدام الثقافة والفكر ...
رفض عنيف لانضمامى إلى اتحاد الكتاب لأربعة عشر عاماً ...
وعشرات الأمور غيرها، والتى تجاوزتها كلها، ورفضت التوقّف عندها، إيماناً منى بأنكم أنتم الوحيدون الذين يهمنى أمرهم، والذين لا تسيطر عليهم أية أهداف شخصية، تفسد قرارهم التلقائى الجميل، ولثقتى فى أنه من المستحيل تقريباً خداعكم أنتم الشباب، مع تلك الحاسة الفطرية الجميلة التى تتمتعون بها، فى تمييز الغث عن السمين ...
ولكن مؤخراً، حدث ما لم أستطع تحمّله أو تجاوزه ...
فمنذ أسبوع تقريباً، حضر صحفى من جريدة الدستور، التى أتعاون معها؛ لتسجيل حوار صحفى معى، ولما كنت أثق فى الجريدة تماماً؛ باعتبارى أحد أعمدتها، فقد أجريت الحوار بكل بساطة، وقلت مابداخلى فى صراحة ووضوح، وتركت مصوّر الجريدة يلتقط عشرات الصور بلا انقطاع طوال الحديث، الذى استغرق فترة طويلة، ولأننى حاصل على دبلوم فى التصوير الفوتوغرافى والعلمى، من الولايات المتحدة الأمريكية، فأكاد أجزم بأنه قد التقط مايقرب من أربعين صورة رقمية على الأقل، لو أحاول مراجعتها، كما يفعل الجميع، أو حتى إلقاء نظرة واحدة عليها، من نفس إيمانى بحرية الفكر وحق التعبير، ومن الطبيعى، عندما يتم التقاط عشرات الصور، لشخص يتحدّث بحرية، أن تبدو بعضها حاملة انفعالات شتى مختلفة ومتباينة، تظهر لحظة وتختفى أخرى، ولكنها لا تعبّر بالضرورة عما يتحدّث عنه ( ويمكن لكل منكم تحربة هذا، لو التقط عشرات الصور لأى شخص يعرفه، وهو يروى أية حكاية تخطر بباله)، إلا أننى فوجئت بالحديث منشوراً فى صفحة كاملة، فى العدد الأسبوعى من الجريدة، والصادر فى 18/6/2008 مع صور منتقاة من وسط عشرات الصور، لتظهرنى بمظهر البائس اليائس المحبط المتباكى، وضعت أسوأها على الغلاف، على الرغم من أننى أتحدى أن توحى كلمة واحدة من الحديث، المنشور معظمه، بهذه الصفات السخيفة، التى تم انتقاء الصور عمداً وحتماً لتوحى بها !!..
والحديث منشور لكل من يرغب فى الاطلاع عليه، وليخبرنى كل من يقرأه :
هل يمكن لشخص بائس يائس محبط متباكى، أن يعلن تصدّيه لجهة أمنية كبيرة علانية، وفقط للحفاظ على كرامته وحرية قلمه واحترامه ؟! ..
هل يمكن لشخص بائس يائس محبط متباكى، أن يدلى بربع الآراء التى أدليت بها فى هذا الحديث ؟!! ..
هل يمكن لشخص بائس يائس محبط متباكى، أن يعلن اعتزاله كتابة أدب المخابرات، الذى أصبح أحد المتميزين فيه، باعتراف الآخرين وليس بغروره، لمجرد أن الاستمرار سيجبره على الخضوع لما يرفض الخضوع له ؟! ..
هل يمكن لشخص بائس يائس محبط متباكى، أن يمتلك عشر الوضوح والصراحة، اللذين تحدّثت بهما ؟! ..
ثم هل رآنى شخص واحد، فى حياتى كلها، بائساً يائساً محبطاً متباكياً، ولو لحظة واحدة، على الرغم من كل مامرّ بى من محن وخطوب، وأزمات صحية عنيفة ؟!..
العديدون عايشونى عن قرب، وعاشرونى، وتتلمذوا على يدى، وقضوا معى ساعات طوال وأياماً وشهور وسنوات، اتجهوا إليهم واسألوهم، وأنا أدعوهم هنا للإجابة بكل صراحة ووضوح وصدق وأمانة، ودون ذرة واحدة من المجاملة كما عوّدتهم، هل رأونى يوما قريب حتى من هذه الحالة، حتى عندما كان الموت قاب قوسين أو أدنى منى ؟! ...
لمصلحة من إذن ولماذا محاولة تشويه الصورة إلى هذا الحد، بعد ربع قرن من العمل والإبداع ؟! ..
أهو أمر متعمّد، أم أنها محاولة صحفية رخيصة، تغلّب الإثارة الصحفية على الحقيقة الحياتية، فقط للحصول على نسبة توزيع أكبر ؟! ..
أم أنها لعبة أمنية؛ لتفريغ الموقف من مضمونه الحقيقى ؟! ..
أجيبوا أنت .
|